تفسير سورة الزمر-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
سورة الزمر .
انتهت ... ((أستغفر الله وأتوب إليه)) سم بالله اقرأ قرآن
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا ))
الشيخ : الأحسن تقول: (أولياء) تقف عليها الأحسن الوقوف عليها.
الطالب: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ))
الشيخ : بس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) هذه السورة تسمى سورة الزُّمَر، لقول الله تبارك وتعالى فيها: (( وسِيق الذين اتَّقوا ربهم إلى الجنة زُمَرًا )) (( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زُمَرًا )) وتسمية السُّوَر تكون لأَدنى ملابسة وأدنى مناسبة ولهذا سمِّيَت سورة البقرة دون أن تُسَمَّى سورة الدين مثلًا أو سورة العِدَد مع أنَّ ذِكْرَ الدين وما يتعلَّق به قد يكون كآيات البقرة لكن التسمية تكون لأدنى مناسبة ومُلابسة.
يقول المؤلف: " مكية " يعني أنها من السُّوَر المكية وأصَحُّ ما يقال في السور المكية أنها ما نزل قبل الهجرة، فما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعدها فهو مدني، حتى لو نزل في مكة وهو بعد الهجرة فإنه يسمى مدنِيًّا ولهذا نقول إن قوله تعالى: (( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) نقول: إنها مدنية مع أنها نزلت في عرفة، قال المؤلف: " إلا (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم )) إلى آخره " هذا الاستثناء يحتاج إلى دليل يحتاج إلى دليل، والقاعدة أنَّ كلَّ مَن استثنَى آياتٍ مِن سور مكية قال: إنها مدنية فعليه الدليل، والعكس بالعكس: مَن استثنى آياتٍ مِن سور مدنية وقال: إنها مكية فعليه الدليل، لأن الأصل أنَّ السورة إذا كانت مكية فهي مكيةٌ بجميع آياتها هذا هو الأصل حتى يقوم دليل على الاستثناء، ولا أعلم لهذا الاستثناء الذي ذكره المؤلف دليلًا، بل إنَّ ظاهرَه مِن حيث المعني يقتضِي أن يكون من المكيات (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم )) إلى آخره كله يتعلق بالتوحيد والتوبة.
" وهي خمس وسبعون آية " خمس وسبعون آية مقسَّمة إلى هذا التقسيم تقسيمًا توقيفِيًّا يعني أنَّ الذي يحَدِّدُ الآيات هو الرسول عليه الصلاة والسلام فهو يحدد الآيات ويحدِّدُ مكانها وترتيبها ولهذا نقول: إنَّ ترتيب الآيات توقيفِي وترتيب السور منه توقيفِي ومنه اجتهادي مِن الصحابة، فمثلًا الجمعة والمنافقون ترتيبُها؟ توقيفي، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين، (سبِّح) والغاشية كذلك، البقرة وآل عمران كذلك توقيفي، طيب، ومنه شيء اجتهادي ثبت باجتهاد الصحابة قد تختلِفُ فيه مصاحف الصحابة، لأنه عن اجتهاد، ترتيب الآيات حيث قلنا: إنه توقيفي لا يجوز الإِخلال به، فلا يجوز أن تُقَدِّمَ آيةً على آية في التلاوة، لأنَّ الذي وضع الآية في مكانها هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ترتيب الكلمات أيضا توقيفي، لا يجوز أن تُقَدِّم كلمةً مكان كلمة، ترتيب الحروف توقيفي لا يجوز أن تقَدِّم حرفًا في كلمة على حرف، فهاهنا الآن ترتيبات: ترتيب الحروف وترتيب الكلمات وترتيب الآيات كله توقيفي لا يجوز الإخلال به، وترتيب السور منه توقيفي ومنه اجتهادي.
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا ))
الشيخ : الأحسن تقول: (أولياء) تقف عليها الأحسن الوقوف عليها.
الطالب: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ))
الشيخ : بس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) هذه السورة تسمى سورة الزُّمَر، لقول الله تبارك وتعالى فيها: (( وسِيق الذين اتَّقوا ربهم إلى الجنة زُمَرًا )) (( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زُمَرًا )) وتسمية السُّوَر تكون لأَدنى ملابسة وأدنى مناسبة ولهذا سمِّيَت سورة البقرة دون أن تُسَمَّى سورة الدين مثلًا أو سورة العِدَد مع أنَّ ذِكْرَ الدين وما يتعلَّق به قد يكون كآيات البقرة لكن التسمية تكون لأدنى مناسبة ومُلابسة.
يقول المؤلف: " مكية " يعني أنها من السُّوَر المكية وأصَحُّ ما يقال في السور المكية أنها ما نزل قبل الهجرة، فما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعدها فهو مدني، حتى لو نزل في مكة وهو بعد الهجرة فإنه يسمى مدنِيًّا ولهذا نقول إن قوله تعالى: (( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) نقول: إنها مدنية مع أنها نزلت في عرفة، قال المؤلف: " إلا (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم )) إلى آخره " هذا الاستثناء يحتاج إلى دليل يحتاج إلى دليل، والقاعدة أنَّ كلَّ مَن استثنَى آياتٍ مِن سور مكية قال: إنها مدنية فعليه الدليل، والعكس بالعكس: مَن استثنى آياتٍ مِن سور مدنية وقال: إنها مكية فعليه الدليل، لأن الأصل أنَّ السورة إذا كانت مكية فهي مكيةٌ بجميع آياتها هذا هو الأصل حتى يقوم دليل على الاستثناء، ولا أعلم لهذا الاستثناء الذي ذكره المؤلف دليلًا، بل إنَّ ظاهرَه مِن حيث المعني يقتضِي أن يكون من المكيات (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم )) إلى آخره كله يتعلق بالتوحيد والتوبة.
" وهي خمس وسبعون آية " خمس وسبعون آية مقسَّمة إلى هذا التقسيم تقسيمًا توقيفِيًّا يعني أنَّ الذي يحَدِّدُ الآيات هو الرسول عليه الصلاة والسلام فهو يحدد الآيات ويحدِّدُ مكانها وترتيبها ولهذا نقول: إنَّ ترتيب الآيات توقيفِي وترتيب السور منه توقيفِي ومنه اجتهادي مِن الصحابة، فمثلًا الجمعة والمنافقون ترتيبُها؟ توقيفي، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين، (سبِّح) والغاشية كذلك، البقرة وآل عمران كذلك توقيفي، طيب، ومنه شيء اجتهادي ثبت باجتهاد الصحابة قد تختلِفُ فيه مصاحف الصحابة، لأنه عن اجتهاد، ترتيب الآيات حيث قلنا: إنه توقيفي لا يجوز الإِخلال به، فلا يجوز أن تُقَدِّمَ آيةً على آية في التلاوة، لأنَّ الذي وضع الآية في مكانها هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ترتيب الكلمات أيضا توقيفي، لا يجوز أن تُقَدِّم كلمةً مكان كلمة، ترتيب الحروف توقيفي لا يجوز أن تقَدِّم حرفًا في كلمة على حرف، فهاهنا الآن ترتيبات: ترتيب الحروف وترتيب الكلمات وترتيب الآيات كله توقيفي لا يجوز الإخلال به، وترتيب السور منه توقيفي ومنه اجتهادي.
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الله عز وجل: (( بسم الله الرحمن الرحيم )) البسملة آية مستقلة في كتاب الله عز وجل ليست مِن الفاتحة ولا مِن غير الفاتحة على القول الراجح، فهي آية مستقلة يؤْتَى بها للبدَاءَةِ بالسورة، أو نقول: للفصل بين السورتين؟ للبداءة، لأننا لو قلنا: للفصل بين السورتين. ورد علينا أو أُورِد علينا سورة الفاتحة، لأنها ليس قبلها سورة، إذًا، للبدء بالسورة. وسقطت بين الأنفال والتوبة، لأنها لم ترِدْ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو ثبتَتْ ما أهملَها الصحابة رضي الله عليهم، والبسملة -كما نشاهد ونقرأ- شبه جملة وليست بجملة، لأنها جارّ ومجرور، والجارّ والمجرور والظرف يسَمَّى شبهَ جملة ولا يسمى جملة، لأنها لم توجد فيه أركان الجملة، ولكنَّ الجملةَ مقدَّرَةٌ فيه أعرفتم؟ .. واضح و إلا لا؟ الجار والمجرور والظرف يسمى شبهَ جملة و لا يسمى جملة لماذا؟ لأنَّه لم تُذْكَر فيه أركان الجملة، ولكنه شبه جملة لأنَّه لا بد مِن تقديرٍ تتِمُّ به الجملة فـ(بسم الله الرحمن الرحيم) جار ومجرور ومضافٌ إليه وصفة متعلقة بمحذوف متعلِّقة بمحذوف ولا بد، ولهذا قال في نظْمِ الجمل:
لا بد للجارِّ من التعلق بفعلٍ أو معناه نحوُ مرتقي
واستثنِ كلَّ زائدٍ له عمل كالبا ومِن والكاف أيضًا ولعل
عرفتم؟ " لا بد للجار من التعلق بفعلٍ أو معناه نحوُ مرتقي" (مرتقي) بمعنى الفعل، لأنه اسم فاعل، " واستثن كل زائد له عمل كالبا ومِن والكاف أيضًا ولعل "، وذلك لأنَّ الذي فيه حروف جر زائدة يُقَدَّر كأنه لا حرفَ فيه لو قلت: ليس زيدٌ بقائم فإنك تقول: (قائم) خبر (ليس)، ما تقول: مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بمحذوف. لا و(قائم) خبر (ليس)، طيب على كل حال، البسملة متعلقة بمحذوف فما هو المحذوف؟ أحسنُ ما يُقدَّر به هذا المحذوف أن يُقدَّرَ فعلًا متأخِّرًا مناسِبًا للمَبْدُوء به، وش قلنا؟
الطالب: يقدر فعل
الشيخ : متأخر
الطالب: مناسب لموضعه
الشيخ : نعم طيب، هذا أحسن شيء فمثلًا إذا كنت تريد أن تقرأ تقول: التقدير بسم الله أقرَأُ، إذا أردت أن تتوضأ التقدير: بسم الله أتوضأ، أردت أن تدخل: بسم الله أدخُل، وهكذا، واضح؟
قدَّرْنَاه فعلًا، لأنه الأصل في العمل، الأصل في العمل الأفعال، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر العامل ملْحَق بالفعل فلذلك اخترْنا أن نقدِّرَه فعلًا لا اسمًا لأنه الأصل في العمَل، اخترْنا أن يكون متأخِّرًا لوجهين:
الوجه الأول: التبرك بالابتداء باسم الله، أن نجعل أول الجملة (بسم الله) تبرُّكًا، والثاني: إفادة الحصر، لأن تأخِير العامل يفِيد الحصر، طيب اختَرْنا أن يكون مناسِبًا للموضوع أو لما ابتُدِئَ به، لأنه أدَلُّ على المقصود، حيث يُعَيِّن أنَّ البسملة لهذا الشيء، طيب لو قلنا: بسم الله أبتدِئ. تقدير الكلام: بسم الله أبتدئ ما الذي فاتنا؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، قلنا: بسم الله أبتدئ. فِعْل، مو فعل؟
الطالب: لكنه غير مناسب
الشيخ : طيب هذا اللي فاتنا، إذًا فاتنا أنه غير مناسب للمَقَام أو للموضوع. طيب إذا قدَّرْنا: أقرأُ بسم الله. ما الذي فات؟
الطالب: .. أن يقرأ؟
الشيخ : إيه أنا أريد أن أقرأ فقلت: التقدير أقرأُ بسم الله
الطالب: ما فات شيء
الشيخ : ما فات شيء؟ لا.
الطالب: الحصر
الشيخ : لا
الطالب: فات التبرُّك بالاسم
الشيخ : لا
الطالب: التقديم ...
الشيخ : فات التقديم؟ فات التأخير؟
الطالب: قلت ...
الشيخ : تقول ما فات شيء؟
الطالب: أقرأ ..
الشيخ : لا لا ما في، كُلٌّ يخطئ يا هداية الله!
الطالب: ...بعض
الشيخ : طيب، إذًا نقول: إذا قلنا: التقدير: أقرأُ بسم الله. الذي فات: التأخير، لكن فائدة التأخير -اللي أشار إليها الإخوان- هي الحصر والتبرُّك بالبداءة ببسم الله. طيب إذا قلنا: بسم الله قراءتي. وش الذي فات؟
الطالب: .. فات أن يكون فعلًا
الشيخ : فات أن يكون فعلا؟ صح.
طيب، (( بسم الله الرحمن الرحيم )) (اسم) مفرد مضاف، والمفرد المضاف للعموم، وعلى هذا فيكون المعنى: بكل اسمٍ من أسماء الله، لأنَّ المفرد المضاف يكون للعموم، والدليل على أنَّ المفرد المضاف يكون للعموم قوله تعالى: (( وإن تعُدُّوا نعمةَ الله لا تُحصوها )) فـ(نعمة) مفرد ومع ذلك قال: إن تعدوا لا تحصوا، فدل هذا على أنها عامَّة في كل نعمة.
طيب والباء في قوله: (( بسم الله )) للاستعانة والمصاحبة والملابسة، يعني: مستعينًا مصطحِبًا متلبِّسًا باسمِ الله، و(( الله )) عَلَم على ذاتِ الله سبحانه وتعالى، عَلَم على ذاتِ الله خاصٌّ به لا يُسَمَّى به غيره، واختلف العلماء هل هو مشْتَقّ أو جامِد؟ والصحيح أنه مشتَقّ، لقول الله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى )) ولو جعلناه اسمًا جامدًا لكان غير دالٍّ على الوصف بل كان عَلَمًا محضًا، وحينئِذٍ لا يكون دالًّا على الأحسن، بل لا يكون دالًّا على الحُسْن فضلًا عنِ الأحسَن، فالصحيح الذي لا شك فيه أنه مشْتَقّ، مشْتَقٌّ منِ أي شيء؟ مُشْتَقٌّ من الألوهية وهي: التقَرُّب والتَّعَبُّد للمأْلُوه على وجهِ المحبَّة والتعظِيم.
وأما قوله: (( الرحمن )) فهو أيضا علَم على الله عز وجل لا يسمى به أحدٌ غيره ، فهو مِن أسماء الله الخاصة به، ولا يوصف به غيره، وهو مشتَقٌّ من الرحمة، وكان بصيغة (فَعْلَان)، لدلالة هذه الصيغة على السَّعَة والامْتِلَاء، فهو دالٌّ على سَعَةِ رحمة الله عز وجل، وشُمُولِها لكل شيء.
وأما (( الرحيم )) فهو اسمٌ من أسماء الله لكن يوصف به غيره، قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ))، وهو مشْتَقٌّ من الرحمة لكنه إذا قُرِن بالرحمن، أي إذا ذُكِرًا جميعًا كانت (الرحمن) دالَّةً على الوصف و(الرحيم) دالَّةً على الفعل، أي أنه يرحَم برحمتِه عز وجل مَن يشاء
لا بد للجارِّ من التعلق بفعلٍ أو معناه نحوُ مرتقي
واستثنِ كلَّ زائدٍ له عمل كالبا ومِن والكاف أيضًا ولعل
عرفتم؟ " لا بد للجار من التعلق بفعلٍ أو معناه نحوُ مرتقي" (مرتقي) بمعنى الفعل، لأنه اسم فاعل، " واستثن كل زائد له عمل كالبا ومِن والكاف أيضًا ولعل "، وذلك لأنَّ الذي فيه حروف جر زائدة يُقَدَّر كأنه لا حرفَ فيه لو قلت: ليس زيدٌ بقائم فإنك تقول: (قائم) خبر (ليس)، ما تقول: مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بمحذوف. لا و(قائم) خبر (ليس)، طيب على كل حال، البسملة متعلقة بمحذوف فما هو المحذوف؟ أحسنُ ما يُقدَّر به هذا المحذوف أن يُقدَّرَ فعلًا متأخِّرًا مناسِبًا للمَبْدُوء به، وش قلنا؟
الطالب: يقدر فعل
الشيخ : متأخر
الطالب: مناسب لموضعه
الشيخ : نعم طيب، هذا أحسن شيء فمثلًا إذا كنت تريد أن تقرأ تقول: التقدير بسم الله أقرَأُ، إذا أردت أن تتوضأ التقدير: بسم الله أتوضأ، أردت أن تدخل: بسم الله أدخُل، وهكذا، واضح؟
قدَّرْنَاه فعلًا، لأنه الأصل في العمل، الأصل في العمل الأفعال، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر العامل ملْحَق بالفعل فلذلك اخترْنا أن نقدِّرَه فعلًا لا اسمًا لأنه الأصل في العمَل، اخترْنا أن يكون متأخِّرًا لوجهين:
الوجه الأول: التبرك بالابتداء باسم الله، أن نجعل أول الجملة (بسم الله) تبرُّكًا، والثاني: إفادة الحصر، لأن تأخِير العامل يفِيد الحصر، طيب اختَرْنا أن يكون مناسِبًا للموضوع أو لما ابتُدِئَ به، لأنه أدَلُّ على المقصود، حيث يُعَيِّن أنَّ البسملة لهذا الشيء، طيب لو قلنا: بسم الله أبتدِئ. تقدير الكلام: بسم الله أبتدئ ما الذي فاتنا؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، قلنا: بسم الله أبتدئ. فِعْل، مو فعل؟
الطالب: لكنه غير مناسب
الشيخ : طيب هذا اللي فاتنا، إذًا فاتنا أنه غير مناسب للمَقَام أو للموضوع. طيب إذا قدَّرْنا: أقرأُ بسم الله. ما الذي فات؟
الطالب: .. أن يقرأ؟
الشيخ : إيه أنا أريد أن أقرأ فقلت: التقدير أقرأُ بسم الله
الطالب: ما فات شيء
الشيخ : ما فات شيء؟ لا.
الطالب: الحصر
الشيخ : لا
الطالب: فات التبرُّك بالاسم
الشيخ : لا
الطالب: التقديم ...
الشيخ : فات التقديم؟ فات التأخير؟
الطالب: قلت ...
الشيخ : تقول ما فات شيء؟
الطالب: أقرأ ..
الشيخ : لا لا ما في، كُلٌّ يخطئ يا هداية الله!
الطالب: ...بعض
الشيخ : طيب، إذًا نقول: إذا قلنا: التقدير: أقرأُ بسم الله. الذي فات: التأخير، لكن فائدة التأخير -اللي أشار إليها الإخوان- هي الحصر والتبرُّك بالبداءة ببسم الله. طيب إذا قلنا: بسم الله قراءتي. وش الذي فات؟
الطالب: .. فات أن يكون فعلًا
الشيخ : فات أن يكون فعلا؟ صح.
طيب، (( بسم الله الرحمن الرحيم )) (اسم) مفرد مضاف، والمفرد المضاف للعموم، وعلى هذا فيكون المعنى: بكل اسمٍ من أسماء الله، لأنَّ المفرد المضاف يكون للعموم، والدليل على أنَّ المفرد المضاف يكون للعموم قوله تعالى: (( وإن تعُدُّوا نعمةَ الله لا تُحصوها )) فـ(نعمة) مفرد ومع ذلك قال: إن تعدوا لا تحصوا، فدل هذا على أنها عامَّة في كل نعمة.
طيب والباء في قوله: (( بسم الله )) للاستعانة والمصاحبة والملابسة، يعني: مستعينًا مصطحِبًا متلبِّسًا باسمِ الله، و(( الله )) عَلَم على ذاتِ الله سبحانه وتعالى، عَلَم على ذاتِ الله خاصٌّ به لا يُسَمَّى به غيره، واختلف العلماء هل هو مشْتَقّ أو جامِد؟ والصحيح أنه مشتَقّ، لقول الله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى )) ولو جعلناه اسمًا جامدًا لكان غير دالٍّ على الوصف بل كان عَلَمًا محضًا، وحينئِذٍ لا يكون دالًّا على الأحسن، بل لا يكون دالًّا على الحُسْن فضلًا عنِ الأحسَن، فالصحيح الذي لا شك فيه أنه مشْتَقّ، مشْتَقٌّ منِ أي شيء؟ مُشْتَقٌّ من الألوهية وهي: التقَرُّب والتَّعَبُّد للمأْلُوه على وجهِ المحبَّة والتعظِيم.
وأما قوله: (( الرحمن )) فهو أيضا علَم على الله عز وجل لا يسمى به أحدٌ غيره ، فهو مِن أسماء الله الخاصة به، ولا يوصف به غيره، وهو مشتَقٌّ من الرحمة، وكان بصيغة (فَعْلَان)، لدلالة هذه الصيغة على السَّعَة والامْتِلَاء، فهو دالٌّ على سَعَةِ رحمة الله عز وجل، وشُمُولِها لكل شيء.
وأما (( الرحيم )) فهو اسمٌ من أسماء الله لكن يوصف به غيره، قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ))، وهو مشْتَقٌّ من الرحمة لكنه إذا قُرِن بالرحمن، أي إذا ذُكِرًا جميعًا كانت (الرحمن) دالَّةً على الوصف و(الرحيم) دالَّةً على الفعل، أي أنه يرحَم برحمتِه عز وجل مَن يشاء
تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) .
ثم قال تعالى: (( تنزيلُ الكتاب مِن الله العزيز الحكيم )) (( تنزيل الكتاب )) الكتاب هو القرآن، وسُمِّي كتابًا، لأنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، ومكتوب بالصحف التي بأيدينا، ومكتوبٌ في الصحف التي بأيدي الملائكة، قال الله تعالى (( كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ )) إذًا الكتاب هو القرآن، وسمي كتابًا، لأنه ايش؟ مكتوب في اللوح المحفوظ، في الصحف التي بأيدينا، في الصحف التي بأيدي الملائكة، وعلى هذا فـ(فِعَال) بمعنى (مَفْعُول)، وهذه الصيغة -أعني (فعالًا)- تأتي بمعنى (مفعول) في اللغة العربية كثيرًا، ومنه: مثال (فِعال) بمعنى (مفعول)؟ الظاهر أنك في البلاد الآن، تفكر في ايش؟
الطالب: ...
الشيخ : وانت تعلم أيضًا علِّمْنا مما تعلم
الطالب: ...
الشيخ : انت ويش تفكر به الآن وانت جالس؟
الطالب: في الدرس
الشيخ : في الدرس؟ نعم، اي نعم
الطالب: ... فِراَش بمعنى مفروش ...
الشيخ : وغِرَاس بمعنى مغروس، بناء بمعنى مبْنِي، طيب
الطالب: ...
الشيخ : وانت تعلم أيضًا علِّمْنا مما تعلم
الطالب: ...
الشيخ : انت ويش تفكر به الآن وانت جالس؟
الطالب: في الدرس
الشيخ : في الدرس؟ نعم، اي نعم
الطالب: ... فِراَش بمعنى مفروش ...
الشيخ : وغِرَاس بمعنى مغروس، بناء بمعنى مبْنِي، طيب
التعليق على تفسير الجلالين : (( تنزيل الكتاب )) القرآن مبتدأ (( من الله )) خبره (( العزيز )) في ملكه (( الحكيم )) في صنعه .
(( تنزيل الكتاب )) قال المؤلف:" القرآن، مبتدأ " أيُّها المبتدأ؟ هي (تنزيل) ولَّا (الكتاب)؟
الطالب: (تنزيل)
الشيخ : (تنزيل)، قال:" (( مِن الله )) خبرُه " إذًا معنى الآية: أن الله يخبر -عز وجل- بأنَّ تنزيل الكتاب مِن عندِه مِن الله، أي أنَّه نازِلٌ منه مِن عند الله، لا مِن جبريل ولا من محمد ولا من أيِّ مصدرٍ كان، بل هو نازل من الله سبحانه وتعالى، تكلَّم به وألقاه إلى جبريل، ثم إنَّ جبريل نزلَ به على قلْبِ النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ )) وتأمل قوله: (( على قلبك )) لِتعلَم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وعَى القرآن وعيًا تامًّا، لأنَّ ما نزل على القلب لا بد أن يَعِيَهُ القلب.
قال:" (( العزيز )) في ملكه، (( الحكيم )) في صنعه " (العزيز) ما معناها؟ العزيز لها معان:
أولًا: عزيز بمعنى غالب ومنه قوله تعالى: (( وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) قالها الله تعالى جوابًا على قول المنافقين (( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ )) فسَلَّم الله ذلك أنّ الأعز يخرِج الأذل لكن قال: العزة لِمَن؟ لله ولرسوله وللمؤمنين، أما المنافقون فلا عِزَّةَ لهم حتى يستطيعوا أن يُخْرِجوا المؤمنين منها، طيب العزيز بمعنى الغالِب ومنه قوله تعالى (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )).
عزيز بمعنى قوِيّ شديد القوة، ومنه قولهم: أرض عزَاز يعني صَلْبَة قوِيّة ومِن المعلوم أنَّ الله تعالى في صفاتِه كلِّها شديدٌ قوِيّ، كلُّ الصفات كاملة ليس فيها نقْص ولا وهَن ولا ضعْف.
الثالث: مِن معنى العِزَّة الامتِنَاع يعني: أنه ممتَنِع عن أن ينالَه سوءٌ، فهذه ثلاثة معان للعزيز: غالب، قوي، ها؟ الطالب: ممتنع
الشيخ : ممتنع عن كلِّ نقص، وأما قول المؤلف: " في ملكه " فإنه قاصر في الحقيقة، قاصِر جدا ، لأنه إذا قُيِّدَت العزة في الملك فإنَّها لا تتناول إلا العزيز بمعنى الغالب أو القوي.
وأما الحكيم فيقول:" الحكيم في صنعه " في صنعه أي فيما صنع، وهل يوصف الله تعالى بأنه صانع وأن له صنعًا؟ نعم؟ الجواب: نعم، يوصف بأنه صانع وأنَّ له صُنْعًا قال الله تبارك وتعالى: (( صُنْعَ الله الذي أتقنَ كُلَّ شيء )) لكن يجب أن نعلم أنَّنا إذا وصَفْنا الله بالصنع فليس كصفَتِنِا للمخلوق بالصنع، المخلوق إذا كان صانعًا يحتاج إلى أدوات: إن كان نجَّارا يحتاج إلى: منشار، قَدُّوم، مِخْرَاق وما أشبه ذلك، لكنَّ الله عز وجل لا يحتَاج، فلما قال الله عز وجل: (( والسماءَ بنيناها بأيْدٍ )) هل بناءُ الله عز وجل كبناء المخلوق؟ يحتاج إلى زِنْبِيل وإلى لبن وإلى طين؟ نعم؟ لا، فالبناءُ غير البناء والصنع غير الصنع، قد يتوهمُ الانسان أنه إذا وصف الله بالصنع وأنه صانع قد يتوهم أنه يحتاج إلى آلات يصنع بها، ولكنَّ هذا خطأ، لأنَّ صُنْعَ الله ليس كصُنْع البشر. طيب وقول المؤلف: " (الحكيم) في صنعه " تقييدُها في الصنع فيه قُصُور، والصواب أنه حكيمٌ في صنعه وفي شرعِه، ولهذا يَختِمُ الله أحيانًا آياتِ التشريع بالحكمة كما في قوله تعالى في سورة الممتَحِنة: (( ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) فهو حكيمٌ في صُنْعِه حكيم في شرعِه: في صنعه يعني جميعُ مصنوعاته كلُّها مُحْكَمَة قال الله تعالى: (( الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ )) قَلِّبْ فَكِّرْ (( هلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ )) يعني كرَّةً بعد أخرى، في النهاية (( يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ )) هذا مِن الإحكام في الصُّنع، أما في الشرع فيقول الله سبحانه وتعالى: (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) وتناقُضًا، القرآن لا يمكن يتناقض أبدًا، وإذا رأيتَ آيةً ظاهرُها يناقض الآيةَ الأخرى فاعلم أنَّ ذلك إما مِن سُوء فهمِك أو من قصور علمِك: إما مِن قصور علمِك بأن تكون الآية هذه ناسخَةً للآية وأنت لا تعلم، أو مِن سوء فهمك بأن تكون كلتا الآيتين محكَمَة ولكن لم تفهَم الجمع بينهما، وإلا فلا يمكن أبدًا أن يكون في كلام الله تناقُض، ولا فيما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقض أبدًا، هذا لا يمكن، لأنه شرْعُ الله واللهُ تعالى قد أحكم شرعَه، إذًا الله حكيمٌ في صنعه وفي شرعه، وبناءً على هذا تكون (حكيم) بمعنى مُحْكِم بمعنى مُحْكِم عرفْتُم؟ لا بمعنى حاكِم، بمعنى مُحكِم لا بمعنى حاكم على هذا التفسير: أنَّ معنى (الحكيم) الـمُحكِم لشرعِه وصُنعِه، وهنا نسأل: هل تأتي (فعِيل) في اللغة العربية بمعنى (مُفعِل)؟ والجواب: نعم تأتي (فعيل) بمعنى (مُفعِل) ومنه قول الشاعر:
أمن ريحانَةَ الداعي السميعُ يؤرقني وأصحابي هُجُوع
" أمن الريحانة الداعي السميع " (السميع) اللي بيسمع؟ أو السميع بمعنى الـمُسمِع؟ بمعنى المسمع
أمن ريحانة الداعي السميعُ يؤَرِّقُني وأصحابي هجوع
حينئِذٍ تكون (حكيم) بمعنى مُحْكِم، وهل يمكن أن تكون بمعنى حاكم؟ الجواب: نعم يمكن أن تكون بمعنى حاكم، وعلى هذا فتكون (حكيم) بمعنى: أنَّ له الحكم، والحكم المضاف إلى الله عز وجل يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي، الحكم الكوني هو إيجاد الأشياء وخَلْقُه الأشياء والحُكْم عليها بالفناء والبقاء والتحول والتغير وما أشبه ذلك، كلّ هذا حكم، الحكم الشرعي هو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أحكام الله التي يُلزَم بها المكلَّف، فقوله تعالى: (( أقِمِ الصلاة )) هذا شرعي، (( كونوا قردة )) هذا كوني، طيب (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ * وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا)) شرعي، (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ )) شرعي، (( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))
الطالب: كوني
الشيخ : كوني، تمام؟
الطالب: (تنزيل)
الشيخ : (تنزيل)، قال:" (( مِن الله )) خبرُه " إذًا معنى الآية: أن الله يخبر -عز وجل- بأنَّ تنزيل الكتاب مِن عندِه مِن الله، أي أنَّه نازِلٌ منه مِن عند الله، لا مِن جبريل ولا من محمد ولا من أيِّ مصدرٍ كان، بل هو نازل من الله سبحانه وتعالى، تكلَّم به وألقاه إلى جبريل، ثم إنَّ جبريل نزلَ به على قلْبِ النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ )) وتأمل قوله: (( على قلبك )) لِتعلَم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وعَى القرآن وعيًا تامًّا، لأنَّ ما نزل على القلب لا بد أن يَعِيَهُ القلب.
قال:" (( العزيز )) في ملكه، (( الحكيم )) في صنعه " (العزيز) ما معناها؟ العزيز لها معان:
أولًا: عزيز بمعنى غالب ومنه قوله تعالى: (( وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) قالها الله تعالى جوابًا على قول المنافقين (( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ )) فسَلَّم الله ذلك أنّ الأعز يخرِج الأذل لكن قال: العزة لِمَن؟ لله ولرسوله وللمؤمنين، أما المنافقون فلا عِزَّةَ لهم حتى يستطيعوا أن يُخْرِجوا المؤمنين منها، طيب العزيز بمعنى الغالِب ومنه قوله تعالى (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )).
عزيز بمعنى قوِيّ شديد القوة، ومنه قولهم: أرض عزَاز يعني صَلْبَة قوِيّة ومِن المعلوم أنَّ الله تعالى في صفاتِه كلِّها شديدٌ قوِيّ، كلُّ الصفات كاملة ليس فيها نقْص ولا وهَن ولا ضعْف.
الثالث: مِن معنى العِزَّة الامتِنَاع يعني: أنه ممتَنِع عن أن ينالَه سوءٌ، فهذه ثلاثة معان للعزيز: غالب، قوي، ها؟ الطالب: ممتنع
الشيخ : ممتنع عن كلِّ نقص، وأما قول المؤلف: " في ملكه " فإنه قاصر في الحقيقة، قاصِر جدا ، لأنه إذا قُيِّدَت العزة في الملك فإنَّها لا تتناول إلا العزيز بمعنى الغالب أو القوي.
وأما الحكيم فيقول:" الحكيم في صنعه " في صنعه أي فيما صنع، وهل يوصف الله تعالى بأنه صانع وأن له صنعًا؟ نعم؟ الجواب: نعم، يوصف بأنه صانع وأنَّ له صُنْعًا قال الله تبارك وتعالى: (( صُنْعَ الله الذي أتقنَ كُلَّ شيء )) لكن يجب أن نعلم أنَّنا إذا وصَفْنا الله بالصنع فليس كصفَتِنِا للمخلوق بالصنع، المخلوق إذا كان صانعًا يحتاج إلى أدوات: إن كان نجَّارا يحتاج إلى: منشار، قَدُّوم، مِخْرَاق وما أشبه ذلك، لكنَّ الله عز وجل لا يحتَاج، فلما قال الله عز وجل: (( والسماءَ بنيناها بأيْدٍ )) هل بناءُ الله عز وجل كبناء المخلوق؟ يحتاج إلى زِنْبِيل وإلى لبن وإلى طين؟ نعم؟ لا، فالبناءُ غير البناء والصنع غير الصنع، قد يتوهمُ الانسان أنه إذا وصف الله بالصنع وأنه صانع قد يتوهم أنه يحتاج إلى آلات يصنع بها، ولكنَّ هذا خطأ، لأنَّ صُنْعَ الله ليس كصُنْع البشر. طيب وقول المؤلف: " (الحكيم) في صنعه " تقييدُها في الصنع فيه قُصُور، والصواب أنه حكيمٌ في صنعه وفي شرعِه، ولهذا يَختِمُ الله أحيانًا آياتِ التشريع بالحكمة كما في قوله تعالى في سورة الممتَحِنة: (( ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) فهو حكيمٌ في صُنْعِه حكيم في شرعِه: في صنعه يعني جميعُ مصنوعاته كلُّها مُحْكَمَة قال الله تعالى: (( الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ )) قَلِّبْ فَكِّرْ (( هلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ )) يعني كرَّةً بعد أخرى، في النهاية (( يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ )) هذا مِن الإحكام في الصُّنع، أما في الشرع فيقول الله سبحانه وتعالى: (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) وتناقُضًا، القرآن لا يمكن يتناقض أبدًا، وإذا رأيتَ آيةً ظاهرُها يناقض الآيةَ الأخرى فاعلم أنَّ ذلك إما مِن سُوء فهمِك أو من قصور علمِك: إما مِن قصور علمِك بأن تكون الآية هذه ناسخَةً للآية وأنت لا تعلم، أو مِن سوء فهمك بأن تكون كلتا الآيتين محكَمَة ولكن لم تفهَم الجمع بينهما، وإلا فلا يمكن أبدًا أن يكون في كلام الله تناقُض، ولا فيما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقض أبدًا، هذا لا يمكن، لأنه شرْعُ الله واللهُ تعالى قد أحكم شرعَه، إذًا الله حكيمٌ في صنعه وفي شرعه، وبناءً على هذا تكون (حكيم) بمعنى مُحْكِم بمعنى مُحْكِم عرفْتُم؟ لا بمعنى حاكِم، بمعنى مُحكِم لا بمعنى حاكم على هذا التفسير: أنَّ معنى (الحكيم) الـمُحكِم لشرعِه وصُنعِه، وهنا نسأل: هل تأتي (فعِيل) في اللغة العربية بمعنى (مُفعِل)؟ والجواب: نعم تأتي (فعيل) بمعنى (مُفعِل) ومنه قول الشاعر:
أمن ريحانَةَ الداعي السميعُ يؤرقني وأصحابي هُجُوع
" أمن الريحانة الداعي السميع " (السميع) اللي بيسمع؟ أو السميع بمعنى الـمُسمِع؟ بمعنى المسمع
أمن ريحانة الداعي السميعُ يؤَرِّقُني وأصحابي هجوع
حينئِذٍ تكون (حكيم) بمعنى مُحْكِم، وهل يمكن أن تكون بمعنى حاكم؟ الجواب: نعم يمكن أن تكون بمعنى حاكم، وعلى هذا فتكون (حكيم) بمعنى: أنَّ له الحكم، والحكم المضاف إلى الله عز وجل يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي، الحكم الكوني هو إيجاد الأشياء وخَلْقُه الأشياء والحُكْم عليها بالفناء والبقاء والتحول والتغير وما أشبه ذلك، كلّ هذا حكم، الحكم الشرعي هو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أحكام الله التي يُلزَم بها المكلَّف، فقوله تعالى: (( أقِمِ الصلاة )) هذا شرعي، (( كونوا قردة )) هذا كوني، طيب (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ * وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا)) شرعي، (( ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ )) شرعي، (( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ))
الطالب: كوني
الشيخ : كوني، تمام؟
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( تنزيل الكتاب )) القرآن مبتدأ (( من الله )) خبره (( العزيز )) في ملكه (( الحكيم )) في صنعه . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) .
طيب في هذه الآية يخبر الله عز وجل أنَّ تنزيل الكتاب مِن عنده، وعلى هذا فتفيد الآية الكريمة أنَّ القرآن مُنَزَّل غير مخلوق، واضح أما إفادتُها لكونِه منزَّلًا فظاهر: (( تنزيل الكتاب ))، لكن كيف تفيد أنه غير مخلوق؟ لأن هذه الفائدة قد يعارِض فيها مُعارِض ويقول: ليس كلُّ مُنَزَّلٍ غيرَ مخلُوق بل في المنزل ما هو مخلوق: قال الله تعالى: (( ونزلنا من السماء ماء مباركا )) والماء مخلوق، وقال تعالى: (( وأنزل لكم مِن الأنعام ثمانية أزواج )) وهذه الأنعام مخلوقة، فلا يلزَمُ من الإنزال أو التنزيل أن يكون المنَزَّلُ غيرَ مخلوق، فما هو الجواب عن هذا الإيراد؟ لأن هذا إيراد قوي يُورِدُه الجهمية الذين قالوا: إنَّ كلام الله مخلوق، الجوابُ عن هذا الإيراد سهل: أن يقال: إنَّ الإنزالَ إذا أُضِيف إلى عينٍ قائمة بنفسِها فهذه العين مخلوقة، وإذا أُضِيفَ إلى وصْف كان هذا الوصفُ حسبَ الموصوف، والكلام وصف ولَّا غير وصف؟
الطالب: وصف
الشيخ : فإذا كان الله انزل القرآن وهو كلام وأضافه إلى نفسِه فهو عز وجل هو بصفاته أزليٌّ أبدي ليس بمخلوق واجب الوجود، إذًا يتِمُّ الاستدلال أو لا يتم؟ يتم الاستدلال: أن نقول: في قوله: (( تنزيل الكتاب من الله )) دليل على أن القرآن منَزَّل غير مخلوق، طيب فيه دليل على علُوّ الله؟ ... وجهُه؟ ... أنَّه قال: مِن الله و(من) للابتداء، فإذا كان ابتداءُ الكتاب مِن عند الله وهو منزَّل دلَّ على علُوّ مَن كان مِن عندِه وهو الله عز وجل.
ومِن فوائد هذه الآية تعظيم القرآن تعظيمُ القرآن، وجهُه؟ أنه نازِلٌ مِن عند الله وأنَّه كلام الله فيكون عظيمًا كعِظَمِ المتكَلِّم به.
طيب مِن فوائد هذه الآية إثبات ثلاثةِ أسماء مِن أسماء الله وهي: الله والعزيز والحكيم، ويتفرع على هذه الفائدة إثبات ثلاث صفات من صفات الله: الألوهية والعزة والحكمة، بل أربع صفات الحكمة والحكم، أربع صفات.
طيب إذا قيل: كيف استفدنا أربع صفات؟ نقول: لأنَّ لدينا قاعدة وهي: أنَّ الأسماء الحسنى كلُّ اسمٍ منها متضَمِّن لِصفة، نعم وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله
الطالب: وصف
الشيخ : فإذا كان الله انزل القرآن وهو كلام وأضافه إلى نفسِه فهو عز وجل هو بصفاته أزليٌّ أبدي ليس بمخلوق واجب الوجود، إذًا يتِمُّ الاستدلال أو لا يتم؟ يتم الاستدلال: أن نقول: في قوله: (( تنزيل الكتاب من الله )) دليل على أن القرآن منَزَّل غير مخلوق، طيب فيه دليل على علُوّ الله؟ ... وجهُه؟ ... أنَّه قال: مِن الله و(من) للابتداء، فإذا كان ابتداءُ الكتاب مِن عند الله وهو منزَّل دلَّ على علُوّ مَن كان مِن عندِه وهو الله عز وجل.
ومِن فوائد هذه الآية تعظيم القرآن تعظيمُ القرآن، وجهُه؟ أنه نازِلٌ مِن عند الله وأنَّه كلام الله فيكون عظيمًا كعِظَمِ المتكَلِّم به.
طيب مِن فوائد هذه الآية إثبات ثلاثةِ أسماء مِن أسماء الله وهي: الله والعزيز والحكيم، ويتفرع على هذه الفائدة إثبات ثلاث صفات من صفات الله: الألوهية والعزة والحكمة، بل أربع صفات الحكمة والحكم، أربع صفات.
طيب إذا قيل: كيف استفدنا أربع صفات؟ نقول: لأنَّ لدينا قاعدة وهي: أنَّ الأسماء الحسنى كلُّ اسمٍ منها متضَمِّن لِصفة، نعم وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله
كيف يكون ترتيب سور القرآن منه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي .؟
الطالب: ... ترتيب السور منها ما هو وتوقيفي ومنها ما هو اجتهادي كيف يفرق بين التوقيفي والاجتهادي؟
الشيخ : ما عُلِم أنَّ الرسول رتَّبَه فهو توقيفي، اقرأ
الطالب: (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))
الشيخ : ((لِيُقَرِّبُونَا )) بالألف
الطالب: (( إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )).
الشيخ : ما عُلِم أنَّ الرسول رتَّبَه فهو توقيفي، اقرأ
الطالب: (( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))
الشيخ : ((لِيُقَرِّبُونَا )) بالألف
الطالب: (( إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )).
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) .
الشيخ : بس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق لنا أنَّ السورة مكية، فما هو الضابط في السورة المكية؟
الطالب: ما نزل بعد الهجرة فهو مدني.
الشيخ : نعم
الطالب: وما نزل قبل الهجرة فهو مكي.
الشيخ : طيب، استثنى المؤلف آيةً منها؟
الطالب: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تَقْنَطُوا .. ))
الشيخ : نعم، والصحيح؟
الطالب: الصحيح أنَّه لا يُوجد دليل على هذا الاستثناء.
الشيخ : طيب لنا ضابط في هذه؟
الطالب: أن أي استثناء يحتاج إلى دليل.
الشيخ : فإذا كانت السورة مكية فالأصل؟
الطالب: أنها كلها مكية
الشيخ : أنها كلها مكية نعم طيب، مما سبق استفدنا أنَّ القرآن منزلٌ غير مخلوق؟
الطالب: من قوله تعالى: (( تنزيل الكتاب من الله )).
الشيخ : طيب لو قال لك: إنَّ المنزَّل قد يكونُ مخلوقًا كقوله تعالى: (( ونزَّلْنا من السماء ماء مباركا ))؟
الطالب: الماء إذا أضيف إلى عينٍ بنفسها كان مخلوقًا
الشيخ : إذا كان المنزَّل عينًا قائمةً بنفسها كانت مخلوقة، وإن كان وصفًا؟
الطالب: ... الموصوف
الشيخ : والكلام؟
الطالب: وصف ..
الشيخ : وصف أحسنت، طيب سبق لنا أنَّ العِزَّة ثلاثةُ أقسام؟
الطالب: بمعنى غالب
الشيخ : عزة القهر وعزة
الطالب: عزة الامتناع وعزة القوة
الشيخ : القوة أحسنت، طيب عبد القادر! الحكيم هل هي بمعنى مُحكِم أو بمعنى حاكِم؟
الطالب: تكون بمعنى مُحكِم .. تكون بمعنى حاكم.
الشيخ : تشمل هذا وهذا، إذا كانت بمعنى مُحكِم فهي مشتَقَّة من ايش؟
الطالب: محكم؟
الشيخ : أي نعم
الطالب: بمعنى ..
الشيخ : اي مشتَقَّة من ايش؟ مِن أين هي مشتقة؟ أنت إذا قلت: ضارب: مشتقة من الضرب، مُحكِم؟
الطالب: من حكيم
الشيخ : سبحان الله! نعم
الطالب: أحكَمَ
الشيخ : من أحْكَمَ أي مِن الإحكام، طيب اشْتَقّ من الإحكام ما هو؟ عبد القادر! ما هو الإحكام؟
الطالب: .. الإحكام؟
الشيخ : أي نعم
الطالب: هو اسم من أسماء الله
الشيخ : سبحان الله! الإحكام اسم من أسماء الله؟ أتيتَ به من كيسِك هذا، ما حضرْت أمس؟
الطالب: ما حضرت
الشيخ : .. يا شيخ، نعم
الطالب: الإتقان
الشيخ : الإحكام يعني الإتقان، طيب ويعود إلى معنى الحكمة، لأنَّ الحكمة وضْعُ الشيء في موضعه ووضْعُ الشيءِ في موضعِه إتقان، طيب وإذا كانت (حكيم) مِن؟
الطالب: يعنى حاكم
الشيخ : معنى حاكم
الطالب: ...
الشيخ : مشتقة من أين؟
الطالب: من الحكم.
الشيخ : من الحكم أحسنت، يعني إذًا الله له الحكم والإحكام، يعني موصوفٌ بالحُكْم والإحكام، تمام، طيب هل يشارِك اللهَ أحدٌ في الحكم؟
الطالب: الحكم الشرعي لا يشاركه أحد ولا الكوني لا يشاركه أحد
الشيخ : لا يشاركه أحد لا الشرعي ولا الكوني؟
الطالب: ممكن ..
الشيخ : قال الله تعالى: (( وإن حكمْتَ فاحْكُم بينهم بالقسط ))
الطالب: ... حكم الله عزو جل
الشيخ : يعني الحكم المطلق
الطالب: لله عز وجل
الشيخ : لله عز وجل، والمقيد؟
الطالب: للمخلوق
الشيخ : يكون للمخلوق، تمام
الطالب: ما نزل بعد الهجرة فهو مدني.
الشيخ : نعم
الطالب: وما نزل قبل الهجرة فهو مكي.
الشيخ : طيب، استثنى المؤلف آيةً منها؟
الطالب: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تَقْنَطُوا .. ))
الشيخ : نعم، والصحيح؟
الطالب: الصحيح أنَّه لا يُوجد دليل على هذا الاستثناء.
الشيخ : طيب لنا ضابط في هذه؟
الطالب: أن أي استثناء يحتاج إلى دليل.
الشيخ : فإذا كانت السورة مكية فالأصل؟
الطالب: أنها كلها مكية
الشيخ : أنها كلها مكية نعم طيب، مما سبق استفدنا أنَّ القرآن منزلٌ غير مخلوق؟
الطالب: من قوله تعالى: (( تنزيل الكتاب من الله )).
الشيخ : طيب لو قال لك: إنَّ المنزَّل قد يكونُ مخلوقًا كقوله تعالى: (( ونزَّلْنا من السماء ماء مباركا ))؟
الطالب: الماء إذا أضيف إلى عينٍ بنفسها كان مخلوقًا
الشيخ : إذا كان المنزَّل عينًا قائمةً بنفسها كانت مخلوقة، وإن كان وصفًا؟
الطالب: ... الموصوف
الشيخ : والكلام؟
الطالب: وصف ..
الشيخ : وصف أحسنت، طيب سبق لنا أنَّ العِزَّة ثلاثةُ أقسام؟
الطالب: بمعنى غالب
الشيخ : عزة القهر وعزة
الطالب: عزة الامتناع وعزة القوة
الشيخ : القوة أحسنت، طيب عبد القادر! الحكيم هل هي بمعنى مُحكِم أو بمعنى حاكِم؟
الطالب: تكون بمعنى مُحكِم .. تكون بمعنى حاكم.
الشيخ : تشمل هذا وهذا، إذا كانت بمعنى مُحكِم فهي مشتَقَّة من ايش؟
الطالب: محكم؟
الشيخ : أي نعم
الطالب: بمعنى ..
الشيخ : اي مشتَقَّة من ايش؟ مِن أين هي مشتقة؟ أنت إذا قلت: ضارب: مشتقة من الضرب، مُحكِم؟
الطالب: من حكيم
الشيخ : سبحان الله! نعم
الطالب: أحكَمَ
الشيخ : من أحْكَمَ أي مِن الإحكام، طيب اشْتَقّ من الإحكام ما هو؟ عبد القادر! ما هو الإحكام؟
الطالب: .. الإحكام؟
الشيخ : أي نعم
الطالب: هو اسم من أسماء الله
الشيخ : سبحان الله! الإحكام اسم من أسماء الله؟ أتيتَ به من كيسِك هذا، ما حضرْت أمس؟
الطالب: ما حضرت
الشيخ : .. يا شيخ، نعم
الطالب: الإتقان
الشيخ : الإحكام يعني الإتقان، طيب ويعود إلى معنى الحكمة، لأنَّ الحكمة وضْعُ الشيء في موضعه ووضْعُ الشيءِ في موضعِه إتقان، طيب وإذا كانت (حكيم) مِن؟
الطالب: يعنى حاكم
الشيخ : معنى حاكم
الطالب: ...
الشيخ : مشتقة من أين؟
الطالب: من الحكم.
الشيخ : من الحكم أحسنت، يعني إذًا الله له الحكم والإحكام، يعني موصوفٌ بالحُكْم والإحكام، تمام، طيب هل يشارِك اللهَ أحدٌ في الحكم؟
الطالب: الحكم الشرعي لا يشاركه أحد ولا الكوني لا يشاركه أحد
الشيخ : لا يشاركه أحد لا الشرعي ولا الكوني؟
الطالب: ممكن ..
الشيخ : قال الله تعالى: (( وإن حكمْتَ فاحْكُم بينهم بالقسط ))
الطالب: ... حكم الله عزو جل
الشيخ : يعني الحكم المطلق
الطالب: لله عز وجل
الشيخ : لله عز وجل، والمقيد؟
الطالب: للمخلوق
الشيخ : يكون للمخلوق، تمام
تتمة تفسير قول الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) .
طيب نبدأ الدرس الجديد الآن: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: (( الحكيم )) سبق لنا أنه من الإحكام ومن الحكم، فالإحكام يعني الإتقان والإتقان هو الحكمة، وهي وضع الشيء في موضعِه، قال العلماء: والحكمة تكون في صورة الشيء وهيئة الشيء وذاتِ الشيء وتكونُ في غايته، تكون في نفس الشيء وفي غايته، الحكمة في نفس الشيء يعني: أن الشيء نفسَه مشتمل على الحكمة، فإذا تأَمَّلْتَ الشرائع وجدتَ أنها مشتمِلة على الحكمة، وإذا تأمَّلْتَ الغاية منها وجدت { يرحمك الله } وجدتها أيضًا في غاية الحكمة، كذلك أيضًا إذا تأملت أيضا الصنائع التي صنعها الله عز وجل وهي الحكمة التي تكون في الكون وجدت أنها مشتملة على الحكمة، وإذا تأملت الغاية منها وجدتها أنها حكمة أيضًا، فالعبادات المقصود بها إصلاح الخلق، وهي موضوعة على وِفْق الحكمة، الصلوات كونُها بهذه الهيئة هي والحكمة[كذا]، الزكاة والحج وبقية العبادات، الكون: السماء الأرض الشمس القمر كونُها على هذا النظام البديع هذا حكمة، والغاية منها أيضًا حكمة، قال الله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات [كذا] وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )).
التعليق على تفسير الجلالين : (( إنا أنزلنا إليك )) يا محمد (( الكتاب بالحق )) متعلق بأنزل (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) من الشرك : أي موحدا له .
ثم قال الله تعالى (( إنا أنزلنا إليك )) لَمَّا بَيَّن أنَّ تنزيل الكتاب مِن الله، بيَّن إلى مَن أُنزِل فقال: " (( إنا أنزلنا إليك )) يا محمد " (أنزلنا) ضمير جمع لكنه إذا كان عائدًا إلى الله فليس للجمع قطعًا بل هو للتعظيم، وقد اشتبه على النصراني مثل هذا الجمع وقال: إن الله ثالثُ ثلاثة، لأن الله تعالى يذكُر الضميرَ عائِدًا اليه بصيغة الجمع وأقلُّ الجمع ثلاثة. فنقول في الرد عليه: إنَّ هذا مِن زَيغ النصارى (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) فاتَّبَعُوا المتشابِه من القرآن، ولو أنهم ردُّوا هذا المتشابه إلى المحكم لعلِمُوا أنهم مخطِئُون غاية الخطأ، وذلك أنَّ الله صرَّح في آيات كثيرة بأنه إلهٌ واحد فقال: (( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) وهذا نصّ صريح مُحكَم، وأما (نا) التي هي ضمير الجمع، فإنها في اللغة العربية التي نزَل بها القرآن صالحة للجمع وللمُعَظِّم نفسَه، إذًا هي من المتشابه، لأن اللفظ إذا احتمل معنيين فإنه يقال فيه متشابه، والمتشابه يجب أن يُرَد إلى ايش؟ إلى المحكم.
طيب قال: (( إنا أنزلنا إليك الكتاب )) (إليك) هذا الغاية والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، (( الكتاب )) أي المكتُوب وهو القرآن وسبق وجْهُ كونِه كتابًا، " (( بالحق )) متعلِّق بـ(أنزل) " (بالحق) بالباء هنا للملابسة وللتعدية، يعني: أنَّ الكتاب نفسَه نزلَ حقًّا من عند الله لا من عند غيره، (( أنزلنا )) بالحق يعني بالتأكيد، أننا أنزلناه إليك مِن عندنا، وقلنا: أيضًا للتعدية بمعني أنَّ الكتابَ نزل بالحق، أي: أنَّ ما اشتمل عليه القرآن فهو حقٌّ، فعلى الوجه الأول: يكون المراد بالحق تأكيدَ أنَّه نزل من الله، وعلى الوجه الثاني يكون المعنى أنَّ كلَّ ما اشتمل عليه القران مِن أخبار وأوامر ونواهي وغيرها فهو حَقّ، واضح؟ إذًا (بالحق) له معنيان:
المعنى الأول: أن القرآن نزَلَ من عند الله حقًّا لا باطلًا.
الثاني: أن ما اشتمل عليه القرآن فهو حق، أوامر نواهي أخبار قصص كله حق (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق )) قال: متعلِّق بـ(أنزل) ولم يقل متعلق بـ(أنزلنا)، لأنَّ المتعَلِّق إنما يتعَلَّق بالفعل، أما (نا) فهي ضمير خارجة عن الفعل.
قال: (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) الفاء للتفريع، وعلامة فاء التفريع أنَّ ما بعدَها يكون مرَتَّبًا على ما قبلَها فالمعنى: فلإنزالِنا إليك الكتاب اعبد الله مخلصا له الدين، (اعْبُد) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (مخلصًا) حال من فاعل (اعبد)، وإخلاص الشيء تنقِيَتُه من الشوائب وإزالة ما يُخالطه، فإذا كان مُخلِصًا له الدين فالمعنى أن تُنَقِّىَ دينَك مِن كل شرك، ولهذا قال المؤلف:" (( مُخْلِصًا له الدينَ )) مِن الشرك " أي مُوحِّدًا له أي لله، وقوله: (( له الدين )) الدين يعني العمَل، والمراد به هنا: العمل المخصوص وهو العبادة، لقوله: (( فاعبد الله مخلِصًا له الدين )) ولم يقل: مُخْلِصًا له العبادة، لأنَّ الدينَ هو العمَل الذي يُرِيد العامل عليه مُكَافَأَة
طيب قال: (( إنا أنزلنا إليك الكتاب )) (إليك) هذا الغاية والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، (( الكتاب )) أي المكتُوب وهو القرآن وسبق وجْهُ كونِه كتابًا، " (( بالحق )) متعلِّق بـ(أنزل) " (بالحق) بالباء هنا للملابسة وللتعدية، يعني: أنَّ الكتاب نفسَه نزلَ حقًّا من عند الله لا من عند غيره، (( أنزلنا )) بالحق يعني بالتأكيد، أننا أنزلناه إليك مِن عندنا، وقلنا: أيضًا للتعدية بمعني أنَّ الكتابَ نزل بالحق، أي: أنَّ ما اشتمل عليه القرآن فهو حقٌّ، فعلى الوجه الأول: يكون المراد بالحق تأكيدَ أنَّه نزل من الله، وعلى الوجه الثاني يكون المعنى أنَّ كلَّ ما اشتمل عليه القران مِن أخبار وأوامر ونواهي وغيرها فهو حَقّ، واضح؟ إذًا (بالحق) له معنيان:
المعنى الأول: أن القرآن نزَلَ من عند الله حقًّا لا باطلًا.
الثاني: أن ما اشتمل عليه القرآن فهو حق، أوامر نواهي أخبار قصص كله حق (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق )) قال: متعلِّق بـ(أنزل) ولم يقل متعلق بـ(أنزلنا)، لأنَّ المتعَلِّق إنما يتعَلَّق بالفعل، أما (نا) فهي ضمير خارجة عن الفعل.
قال: (( فاعبد الله مخلصا له الدين )) الفاء للتفريع، وعلامة فاء التفريع أنَّ ما بعدَها يكون مرَتَّبًا على ما قبلَها فالمعنى: فلإنزالِنا إليك الكتاب اعبد الله مخلصا له الدين، (اعْبُد) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (مخلصًا) حال من فاعل (اعبد)، وإخلاص الشيء تنقِيَتُه من الشوائب وإزالة ما يُخالطه، فإذا كان مُخلِصًا له الدين فالمعنى أن تُنَقِّىَ دينَك مِن كل شرك، ولهذا قال المؤلف:" (( مُخْلِصًا له الدينَ )) مِن الشرك " أي مُوحِّدًا له أي لله، وقوله: (( له الدين )) الدين يعني العمَل، والمراد به هنا: العمل المخصوص وهو العبادة، لقوله: (( فاعبد الله مخلِصًا له الدين )) ولم يقل: مُخْلِصًا له العبادة، لأنَّ الدينَ هو العمَل الذي يُرِيد العامل عليه مُكَافَأَة
اضيفت في - 2011-05-25