تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ويرجوا رحمة )) جنة (( ربه )) كمن هو عاص بالكفر أو غيره؟ وفي قراءة (( أم من )) فأم بمعنى بل والهمزة (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول .
الطالب:... الرحمة بالمعنى...
الشيخ : أي، نعم
الطالب: (( يحذر الآخرة )) أي يحذر عذاب الآخرة، ويرجو رحمة الله يعني يحذر النار ويرجو الجنة.
الشيخ : أي نعم هذا ما ذهب اليه المؤلف، لكن لماذا لا نقول: يرجو أن يرحمه الله ويكون المراد بالرحمة هنا رحمة الله التي هي فِعْلُه يعني يرجو أن يرحمه اللهُ بالأمرين بالنجاة من النار وبدخول الجنة هذا المعنى أحسن، لأن المتبادر في الغالب لمعنى الرحمة أن تكون فعل الله يعني أنَّ الله يرحمك، وأيضًا إذا قلنا رحمة الله صار يرجو أن ينجو من النار أو من عذاب الآخرة وأن يفوز بالجنة، (( ويرجو رحمة ربه )) قال: " كمَن هو عاص بالكفر أو غيره " أفادنا المؤلف رحمه الله بهذا التقدير أنَّ الآية يُبَيِّنُ الله فيها أنه لا يستوي هذا وهذا، هل يستوي مَن هو قانت آناءَ الليل ساجِدًا وقائمًا كمن هو عاصٍ بالكفر وغيرِه؟ الجواب: لا. وهذا مِن بلاغة القرآن، القرآن فيه أشياء كثيرة تُحذَف، لدلالة المذكور على المحذوف وهذا مِن البلاغة، كيف يكون من البلاغة؟ لأنه إذا حُذِفَ الشيء استفاد المخاطَب فائدتين: الفائدة الأولى اختصار الكلام انتبه! وهذا واضح ولَّا غير واضح؟ الفائدة الثانية: قوة الانتباه، لأنَّ الآية إذا كان فيها شيء محذوف فإنَّ الذهن يتطلع إلى هذا الشيء المحذوف فتجد الانسان يتوقف يفكر يتأمل ما الذي حُذِف؟ وما تقديرُه، لكن لو جاء الكلامُ مرسلًا هكذا لم يحصُل له هذا التوقف وهذا التفكير، أنت الآن لو قرأت الآية الكريمة (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ )) لوجدت نفسك متشوِّفًا إلى ايش؟ إلى شيءٍ آخَر، الكلام ما تم، لا بد أنَّ هناك شيئًا آخر وحينئِذٍ يشتَدُّ انتباهك وتزدادُ تأمُّلًا في المعنى فصار وجهُ البلاغة -يا عبد الله- واضحًا
الطالب: أول شيء يصير بينتبه أكثر ...
الشيخ : يعني الاختصار، والثاني
الطالب: التركيز
الشيخ : ايش التركيز؟
الطالب: شد الانتباه.
الشيخ : اي شد الانتباه، كيف؟ الأول فهمنا الاختصار واضح أنَّ حذْف الشيء من الكلام يقتَضِي قلة الكلام واختصار الكلام، لكن الثاني؟
الطالب: لأنه إذا كانت العبارة قليلة كان أسهل ..المخاطب وأشد..
الشيخ : لا
الطالب: وأنَّه لما حذف .... لأنه لو كان الكلام تام ... مر عليه بدون ملاحظة تامة ..
الشيخ : لأن هذا المحذوف لا بد منه فالإنسان يتطلَّع ما هذا المحذوف الكلام الآن ناقص يعني بمعني أنَّ الكلام يحتاج إلى شيء، فيتطلع الانسان إلى معرفة هذا الشيء، وحينئِذٍ يزدادُ في التدبر فهذه من بلاغة القران أعني أنه يُحذَف أحيانًا يحذِف الله عز وجل أشياء يحتاج المخاطب اليها مِن أجل هذه الفائدة، بل من أجل هاتين الفائدتين، قال المؤلف رحمه الله: " وفي قراءَةٍ أَم من " في قراءة أَم من وش تزيد هذي القراءة على الأولى؟
الطالب: أم
الشيخ : أم، طيب وقول المؤلف: " في قراءة " من اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال: في قراءة. أو قال: بفتح كذا وضم كذا. أو قال: بالتاء والياء فإنَّ القراءة سبْعِيَّة فالقراءة سبعية، وأما إذا قال: وقرئ. أحيانًا يعَبِّر فيقول: وقرئ. فالقراءة شاذة غير سبعية، انتبهوا لهذا الاصطلاح: إذا اتى بقراءتين متساويتين مثل يقول: في قراءة. أو بالضم والفتح. أو بالياء والتاء. وما أشبه ذلك من العبارات فالقراءة سبعية، أما إذا قال: وقُرِئَ بصيغة المبني للمجهول فالقراءَة شاذَّة، بناءً على هذه القاعدة تكون القراءة (أم من)؟
الطالب: سبعية
الشيخ : سبعية لأنه قال:" وفي قراءة أم من فـ(أم) بمعنى (بل) والهمزة " (بمعنى بل والهمزة) أي: بل أَمَن هو، بل أَمَن هو قانت آناءَ الليل فتكون للإضراب، والإضراب هنا إبطالي أو انتقالي؟
الطالب: انتقالي
الشيخ : انتقالي مؤكد يا جماعة؟ مؤكَّد، أنه إضراب انتقالي، والفرق بين الإضراب الانتقالي والإضراب الإبطالي أنه في الإضراب الإبطالي يكون الأول ملغى والعمدة على الثاني، وأما في الانتقالي فالأول باق على ما هو عليه والثاني استئنافي استئنافي لا علاقة له بالأول.
(( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) (قل) مَن؟ يا محمد أو قل يا مَن يصح منه الخطاب (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) استفهام بمعنى النفي (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الجواب: لا، لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وهذا عامٌّ في كل علم فلا يستوي العالم والجاهل حتى في علم النِّجَارة والحِدَادَة والكيمياء وغيرها لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، لكن هذا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا، لأنَّ مِن العلوم مَن جهلُه خيرٌ مِن علمه، فإذا كان العلمُ مذمومًا وقلنا: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار غيرُ العالم أفضل، وإذا كان العِلْم ممدوحًا وقلنا: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار العالم أفضل، طيب إذا جاءت هذه الكلمة أو هذه الجملة في عِلْمِ الشريعة؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : العالم أفضل، في علم النحو؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : طيب، في علم الكلام؟
الطالب: الجاهل أفضل.
الشيخ : الجاهل أفضل نعم كما قال بعض السلف: الجهلُ بالكلام عِلْم. الجهل بالكلام علمٌ، لأنَّ علمَ الكلام أدَّى بأصحابِه إلى مهالِك حتى إنّ فَطَاحِل عُلمائهم يتَمَنَّوْن وهم في سياق الموت أنَهم ماتوا على دين العجائز، ودين العجائز أسلم وإن كان جهلًا لكنَّه أسلم من عِلْمٍ يؤَدِّي بهم -والعياذ بالله- إلى الشك والحيرة، طيب (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) وهذه مِن الآيات القليلة اللَّفظ الكثيرة المعنى، لأنه يمكن أن تُطَبِّقَها على كل علم، لكن هل هو هذا العلم محمود أو مذموم على حسب الحال، " أي لا يستويان كما لا يستوي " ايش؟
الطالب: العالم والجاهل
الشيخ : العالم والجاهل " وش الكلام هذا؟ معكم حاشية .. لو قال العلم والجهل كان أوضح
الطالب: ما ذكر يا شيخ ما تكلم يا شيخ
الشيخ : لا لا، وش اللي قبله؟
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ويرجوا رحمة )) جنة (( ربه )) كمن هو عاص بالكفر أو غيره؟ وفي قراءة (( أم من )) فأم بمعنى بل والهمزة (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول . أستمع حفظ
قراءة من حاشية الجلالين .
وعبارة السَّمِين: قوله: (أمن هو قانت) قرا الحرمِيَّان نافع وابن كثير بتخفيف الميم والباقون بتشديدها، فأما الأولى ففيها وجهان: أحدهما أنَّها همزة الاستفهام دخلت على (مَن) بمعنى (الذي) والاستفهام للتقرير ومقابله محذوف تقديره: أمن هو قانت كمن جعل لله أندادًا، أو أمن هو قانت كغيرِه، أو التقدير أهذا القانت خيرٌ أم الكافر المخاطب بقوله: (( قل تمتع بكفرك قليلًا )) ويدل عليه (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) فحَذَفَ خبرَ المبتدأ وما يعادل المستفْهَمَ عنه، والتقدير ان الأَوَّلَان أولى، لقلة الحذف، والثاني أي تكون الهمزة للنداء و(مَن) مُنَادَى، ويكون المنادَى هو النبي صلى الله عليه وسلم وهو المأمور بقوله: (( هل يستوي الذين يعلمون )) كأنه قيل: يا مَن هو قانت قل: كَيْتَ وكَيْت. وأما القراءة الثانية فهي (أم) داخلة على (مَن) الموصولة أيضًا فأُدْغِمَتِ الميمُ في الميم وفي (أم) حينئِذٍ قولان: أحدهما أنها متَّصِلَة ومعادِلُها محذوف تقديره: الكافر خيرٌ أم الذي هو قانت؟ والثاني: أنها منقطعة فتُقَدَّرُ بـ(بل) والهمزة أي: بل أَمَن هو قانِتٌ كغيره أو كالكافر الـمَقُولِ له (( تَمَتَّعْ بكفرك )) انتهى.
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول .
3 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول . أستمع حفظ
ما المراد بقوله تعالى : (( قانت آناء الليل )) .؟
الشيخ : .. الإنكار والنَّفْي، (آناء الليل) يعني ساعات الليل، لأَنَّه أحيانًا يُطْلَب مِن الانسان أن يقوم كل الليل كما في عشر رمضان الأخيرة فإنَّ السنة أن يُحْيِيَ الليل كله، فلو قال: (في) لتعين أن يكون هناك متَّسَع، فإذا قال: آناء الليل شمل هذه وهذا.
الطالب: ما نقول: أنه من باب الاستعداد للعبادة لو نام بنية قيام الليل وهو يتوَضَّأ ويصلي ..؟
الشيخ : ربما يدخل لكن في بعض الأحيان قد لا يكون عملُه هذا اسْتَعْدَادًا للعبادة ... ولهذا ليس من المشروع أن الإنسان يقوم الليل كله في كل أحيانه لكن أحيانًا.
الطالب: يا شيخ ذكر أي لا يستويان العالم ...
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول .
طيب ثم قال الله عز وجل: (( إنما يتذكر أولوا الألباب )) (إنما يتذكر) (إنما) أداة حصر والحصر هو إثبات الحكم -هذا بدء الدرس الجديد- الحصْر هو إثبات الحكم بالمحصور فيه ونفيُه عما سواه، فإذا قيل: إنما القائم زيد فهو كقولنا: لا قائِمَ إلا زيد، (( إنما يتذكر )) يقول المؤلف: " يَتَّعِظ (( أولوا الباب )) أصحاب العقول " (أصحاب) تفسير لـ(أولوا) و(العقول) تفسير لـ(الألباب) جمع لُبّ وهو العقل، لأنَّ الانسان بلا عَقْل قُصُور ولا يكون إنسانًا حقيقةً إلا بالعقل، وعلى هذا فالكفار بجميع أنواعهم قُصُورٌ لا خيرَ فيهم، لأنهم ليسوا بعقلاء كما قال الله تعالى: (( صمٌّ بكْمٌ عمْيٌ فهم لا يعقلون ))، والعقل الذي يُحمَد فاعله هو عقْل الرُّشْد أي الذي يحجِزُك عما يضرُّك أما عقل الادراك فإنه يستوي فيه المحمود والمذموم، عقل الإدراك الذي يترَتَّب عليه التكليف وهو الذي يأتي في كلام الفقهاء يقولون: مِن شروط العبادة العَقْل يعني عقل ايش؟ يعني عقْل الإدراك، أما عقل الرُّشْد الذي يحجِز صاحبه عما يضُرُّه فهذا لا علاقة للتكليف به بل إنما يقال: مَن حجَزَه عقلُه عما يضُرُّه فهو العاقل حقًّا ومَن لا فلا، (( إنما يتذكر أولوا الألباب )) أي: ما يتذَكَّر إلَّا هؤلاء.
نأخذ فوائد الآية من قوله تعالى: (( وإذا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا ربَّه )) إلى آخره
5 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ... )) .
ومن فوائدها أنَّ عبادة الضرورة لا تنفع غالبًا، أي أنَّ الانسان إِذا عرف ربه عند الضرورة فقط فالغالب أنه لا ينتفع بهذه العبادة، لأنها ليست عبادةً عن رغبة ولكنها عبادة من أجل إِنجاء الانسان من الهَلَكة، وإن كان أحيانًا ينتفع ربما يكون هذا سببًا لفتح الله عليه كما يوجد الآن من الناس مثلًا مَن يصاب بمرض شديد ويخاف منه الهلاك فيُنِيب إلى الله عز وجل ويدعو الله سبحانه وتعالى ثم يمُنُّ الله عليه بـ.. لكن الغالب أن التعبُّدَ ضرورةً لا يفيد.
ومِن فوائد هذه الآية أنَّ الكافر يؤمن بالله وأنَّ إيمانه بالله لا يخرجه من الكفر، لقوله: (( دعَا ربَّه )) فالإيمان بالله وبربوبيته لا يكفي ولا يُخرِج الانسان من الكفر، ودليل ذلك أنَّ المشركين الذين بُعِث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّون بالله (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )) يعني يقرُّون بأنَّ الذي خلق هو الله ويصفونه بالصفات الكاملة ومع ذلك فهم كفار استباح النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم ونساءهم وأموالهم وذريتهم، وبه نعرف أنَّ مَن قال عن النصارى إنهم مؤمنون فهو جاهل، بل إن كان عالـِمًا بما يدل عليه الشرع مِن كفرهم فهو مرتد، لأنَّ مَن حكم بالإيمان لِمَن كفره الله فإنه مرْتَدّ مكَذِّب لله عز وجل، وكذلك مَن قال عن اليهود إنهم مؤمنون بالله فإنّ هذا الكلام صادر إما عن جهل وإما عن ردة والعياذ بالله، فإذا قال: إنهم يؤمنون بالله يقولونك الله عز وجل هو الكاشف للضر وهو المدبر للأُمور. قلنا: هذا لا ينفعهم ولهذا تجد عند العامة لما التبس على بعضهم هذا الأمر تجدهم إذا قيل لهم: إن تارك الصلاة كافر. قالوا: كيف يكون كافرًا وهو يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله أين الكفر؟ فيقال: ليس كل مَن شَهِدَ بهذا يكون مؤمنًا: المنافقون يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نشهد إنك لرسول الله ويؤكدون هذا فيؤكد الله عز وجل كذبَهم فيقول: (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) وإن شهدوا بألسنتهم فهم كاذبون بقلوبهم، على كل حال هذه الآية تدل على أن مجرد اعتراف الانسان بالرب لا يخرجه عن الكفر.
ومن فوائد هذه الآية أنّ الله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرًا، لقوله: (( ثم إذا خوَّلَه )). فإن قال قائل: كيف يجيب الله دعوتَه وهو كافر؟ قلنا: هذا من آثار سبْقِ رحمتِه لغضبِه فإنَّ رحمتَه سبقت غضبَه فالكفر موجِبٌ للغضب والضرورة موجِبَةٌ للرحمة فتسبِقُ الرحمةُ الغضب فيجيبُه الله عز وجل، وهذا كإجابة المظلوم ولو كان كافرًا المظلوم تجاب دعوته ولو كان كافرًا، إقامةً للعدل وانتصارًا للحَقّ قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( اتَّقِ دعوةَ المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) إذًا فهذان شخصان تُجابُ دعوتهما مع الكفر هما المظلوم ومَن وقع في ضرورة إذا دعا الله، لماذا لا بد أن نعَلِّل كيف يخرج هذا عن القاعدة بأن الكافر مغضوبٌ عليه؟ نقول: أما إجابة المظلوم، فمِن أجل العدل والانتصار للحق، وأما إجابة المضطر، فلِأَنَّ المضطر اجتمع في حقِّه سببان: سببٌ موجِبٌ للرحمة وهو الضرورة، وسبب موجِب للغَضَب والانتقام وهو الكفر، ورحمةُ الله تعالى قد سبقَتْ غضبَه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ النعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله، لقوله: (( ثم إذا خوله نعمة )) (خوَّلَه نعمة) فالنعمة محْضُ فضْلٍ مِن الله عز وجل، لأنها لا يمكن أن تكون مكافَأَةً عن عمل فإن الانسان لو حُوسِب على عملِه محاسبةً دقيقة لكان عملُه لا يقابِل واحِد بالملايين من أين؟ مِن نِعَم الله عز وجل فيخرُج مغلوبًا، بل إنَّ بعض العلماء رحمهم الله يقولون: إنَّ العمل الصالح مِن نعمة الله، نفْس العمل من النعمة فإذا شكَرَ العمل صار الشكرُ نعمةً، وإن شكرَ الشكر صَار نعمةً أخرى وعلى هذا قولُ الشاعر:
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمةً عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتَّصَلَ العمر
صحيح هذه ولَّا لا؟ صحيح
إذا كان شكرِي نعمةَ اللهِ نعمة عليَّ له في مثلِها يجِبُ الشكر
فكيف بلوغُ الشكر إلا بفضلِه وإن طالت الأيام واتَّصلَ العمر
لأنك إذا أنعم الله عليك نعمة ثم شكرْته فشكرُك إياه نعمة، ثم إن شكرْتَه على الشكر فهو نعمةٌ أخرى وهلم جرًّا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الكافر -وإن شئت فقل: الإنسان- ينسى النعمة، إذا أنعم الله عليه نعمةً بعد ضرورة نسِي، ثم عاد إلى غيِّه، وهذا خطير جدًّا على الإنسان، هذا هو واقع الانسان، واقع الانسان أنَّ الله إذا أنعَم عليه نعمة بإنجائه من ضرورة نسِي ذلك ثم عاد إلى غيِّه، وهذا يقع نجد الأحداث الآن تمُرّ بالناس يمكن في حال حُلُول هذه الأحداث يمكن أن يكون لهم رجعة بعض الشيء، ولكن إذا زالت الضرورة عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل بل ربما يحملُهم الأشر والبطر على أن يزيدوا في غيِّهم، وهذا له خطورته، فإنَّ الله تعالى ذكَرَ في القرآن أَنَّ الانسان إذا عاد إلى غيِّه بعد إنقاذه من الهلاك فإنَّ الله يصيبُه بعذابٍ أشَدَّ مِن الأول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الكافر يعود إلى كفره ولا يذكُر ما دعا اللهَ إليه من قبل وهو إنقاذه من الضرورة، لقوله تعالى: (( نسِي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادًا ))
6 - فوائد قول الله تعالى : (( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ... )) . أستمع حفظ
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ هؤلاء الكفار يحرصون على أن يَضِلَّ الناس بفعلهم، لقوله: (( لِيُضِلَّ عن سبيله )) (لِيُضِلّ) على قراءة الضم (( لِيُضِلَّ عن سبيله )).
ومن فوائدها أنَّه كما يكون الاقتداء بالقول يكون الاقتداء بالفعل كيف ذلك؟ لأنَّ هذا الكافر جعلَ لله أندادًا وكان جعلُه الأنداد سببًا؟ لضلَالِ غيرِه.
ويتفرع على هذا فائدة وهي تحذيرُ الإنسان -ولا سيما القدوة- من المخالَفَة، تحذير الانسان -ولا سيما القدوةُ- من المخالفة، لأنَّ الناس سوف يقتدون به ويحتَجُّون بفعلِه عرفْتُم؟ فمثلًا طالبُ العلم إذا قام إلى الصلاة يكثر الحركة يكثر الحركة مرة يحُكّ رأسه ومرة يحك ظهره ومرة يحك بطنه ومرة يعرِك عينه ومرة يعني ينظُر ساعتَه ومرة يكتب ما تذَكَّر في صلاتِه، إذا كان هذا طالب العلم يفعَل هذا الشيء فإنَّ الناس سوف يقتَدُون به لو أُنْكِر على واحدٍ من الناس كثرةُ الحركة لقال: فلان يفعَل. ولهذا أحيانًا ننكر على بعض الناس المعاملات الرِّبوية التَّحَيُّلِيَّة فيقولون: فلان يفعل كذا مِن الناس ممن هو من طلبة العلم، فالناس يحتجون وهذه الآية تدل على أن الاقتداء يكون بالفعل، لقوله: (( وجعلَ لله أندادًا لِيُضِلَّ عن سبيله )) ولم يقل: ودعا الناس ليَضِلُّوا عن سبيله بل جعلَ فعلَه سببًا لِضَلال الناس سببا لضلَال الناس وهذا يدل على: الاقتداء بالفعل كالقول، طيب وأما على قراءة الفتح فيُؤْخذ منه فائدة وهي أنَّ جَعْلَ الأنداد لله ضلال، لقولِه: (( لِيَضِلَّ عن سبيلِه )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تهديد هؤلاء الكفار الذين اتخذوا من دون الله أندادًا تؤخذ يا رشيد؟
الطالب: (( قل تمتع ))
الشيخ : من قوله: (( قل تمتع بكفرك قليلا )) وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى صفةَ هذا التمتع فقال: (( والَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ )) البهائم (( وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ )).
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الدنيا مهما طالت فهي قليلة ولا تُنْسَب للآخرة ولهذا قال الله عز وجل: (( وللآخرة خير لك من الأولى )) يقول للرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول للعموم: (( بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَمَوْضِعُ سوط أحدكم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها ) موضِع السوط السوط عصا قصيرة خيرٌ من الدنيا وما فيها، من الدنيا أي دنيا؟ كلِّها منذ نشأَتْ إلى قيام الساعة بما فيها من الزَّخارف واللهو والزينة، خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولهذا قال: تمتَّع قليلًا فهذه المتعة للكافر وإن كان ينالُ شهوتَه فهي قليلة زمنًا وقليلة كَمِّيَّة وقليلة كيفية.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الكفار ملازمون للنار لا يخرجون منها
الطالب: (( أصحاب النار ))
الشيخ : لقوله: (( أصحاب النار )) لأنَّ الصاحِب ملازِم، والملازم.
ومن فوائد الآية الكريمة مخاطبة الإنسان بما يليق بحاله فهذا الكافر المعانِد الذي بدَّل نعمةَ الله كفرًا يخاطب بهذا الخطاب القاسي وهو؟ (( تمتَّعْ بكفرك قليلًا إنك من أصحاب النار )) بينما لو كانت المسألة مسألة دعوة ما قابلناه هذه المقابلة، لا نقول لمن ندعوه للإسلام: تمتع بكفرك قليلًا إنك من أصحاب النار لكن نقوله لِمَن؟ عاند وكابَر وبدَّل نعمة الله كفرًا.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات النار، لقوله: (( إنك مِن أصحاب النار )) ويجب علينا في إثبات النار شيئان: الأول: إثباتُ وجودِها الآن وأنها موجودة فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عُرِضَت عليه الجنة وعرضت عليه النار في صلاة الكسوف وشاهدَها ورأى مَن يُعَذَّبُ فيها رأى فيها امرأةً تعذَّب بهرةٍ حبستها حتى ماتت، ورأى فيها صاحبَ الِمحْجَن يُعذَّب، صاحب المحجن رجل معه مِحْجَن والمحجَن تعرفونه؟
الطالب: ... عصا
الشيخ : هو عندنا في اللغة العامية مِحْجَان، مِحْجَن عصا محنِيَّة الرأس، هذا الرجل يمُرّ بالحجاج فيشبِك المتاع متاع الحاج برأس المحجن فإن تَفَطَّنَ له صاحب المتاع قال: والله هذا المحجن، المحجَن أمسك به سامحني ممكن يقول: سامحني أو ما يقولها لكن يمكن بعض الناس يقول هكذا، وإن لم يَتَفَطَّن له أخذَه، فرآه النبي عليه الصلاة والسلام يعذَّب في النار بمحجنِه وهو يصلِّي صلاة الكسوف، ثم تأَخَّر النبي عليه الصلاة والسلام تأَخَّر مخافةَ أن يصِيبَه من لَفْح النار، إذًا فرؤيتُه إياها حِسِّيَّة، طيب هذا واحد الشيء الثاني، يجب أن نؤمن بأنَّ النار مؤَبَّدَة أبد الآبِدِين يعذَّب فيها أهلُها ما هم عنها بمخرجين وهي مؤبَّدَة دائمًا، لأنَّ الله تعالى ذكَر تأبيدَها في ثلاثة مواضع مِن القرآن: الموضع الأول في سورة النساء والموضع الثاني في سورة الأحزاب والموضع الثالث في سورة الجن، وهدايةُ الله يبين لنا الموضع الأول في سورة الأحزاب؟
الطالب: ...
الشيخ : في سورة النساء قصدي؟
الطالب: حق ايش؟
الشيخ : أنَّ الله ذكر أنَّ النار مؤبدة؟
الطالب: (( إن الله لعن الكافرين وأعد ))
الشيخ : لا لا لا، في سورة النساء
الطالب: ...
الشيخ : لا لا
الطالب: قوله تعالى: (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ))
الشيخ : لا
الطالب: (( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))
الشيخ : أحسنت تمام، هذي صريحة (خالدين فيها أبدًا)، طيب الموضع الثاني في سورة الاحزاب مَن؟
الطالب: قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )).
الشيخ : نعم (( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )) الموضع الثالث في سورة الجن؟
الطالب: (( ومنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فيها ))
الشيخ : وين التأبيد؟
الطالب: (( ومنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))
الشيخ : (( فإنَّ له ))
الطالب: (( فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ ))
الشيخ : نعم، وين التأبيد؟
الطالب: (( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ))
الشيخ : (( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )) تمام، بعد هذا لا يمكن أن نقبل قولًا من أيِّ عالم كان بأَنَّ النار غير مؤبدة، ولا نقابل هذا النصّ الصَّرِيح بقياسات، لأنَّ قولَه تعالى: ( إنَّ رحْمَتِي سبَقَت غضبي ) هذا صحيح نصّ محكَم وخبرٌ صادِق لكن الخبر يجوز تخصيصه فنقول: أهل النار ليسوا أهلًا للرحمة، وعقوبة الله إيَّاهم على التأبيد هي من كمال عدلِه وحكمتِه، من كمال العدل والحكمة فكما أمضَوا اعمارهم بالكفر كلّ الدنيا أفنوها بالكفر، فالآخرة أيضًا تذهب عليهم بالجزاء والعقوبة، هذا هو العدل وهذه الحكمة أليس كذلك؟ نقول: عمرك في الدنيا كله مضى بالكفر مضى في الكفر، إذًا حياتك في الآخرة تمضِي بالجزاء والعقوبة لا حياةَ لك في الاخرة كما أنه لم يكن لك حياةٌ في الدنيا بطاعة الله. ما انتهى الوقت يا شيخ.
نعم، يقول: من فوائد الآية نعم (( إنك من أصحاب النار ))
7 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) .
8 - فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) . أستمع حفظ
في قوله تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون )) هل كل كافر لا يسمع ولا يعقل .؟
الشيخ : لا، فيه من عقل وسمِع مَن سمع وعقل وإلا كل كافر لا يسمع ولا يعقل.
الطالب: ...
الشيخ : بعض الناس اللي مَنَّ الله عليهم بالهداية إذا مَنَّ الله عليه بالهداية خرجوا عن الكفر.
الطالب: ...
الشيخ : أي نعم يعني في المستقبل يعني يسمعون أو يعقلون في المستقبل قد يكون يمن الله عليهم لكن ما داموا في هذا الحال فإنهم لا يسمعون ولا يعقلون ولهذا قال: (( إنْ هم إلا كالأنعام بل هم أضَل سبيلًا )) فالآية التي ذكرْت موافقة للآية هذه أنَّ الكافر ليس عنده سمْع ولا عقل.
9 - في قوله تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون )) هل كل كافر لا يسمع ولا يعقل .؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن شيخ الإسلام قال بفناء النار .؟
الشيخ : ما هو صحيح ما هو بصحيح ولنفرِض أنَّ الذي قال بفناء النار -وحاشَاه من ذلك- أبو بكر أفضَل مِن شيخ الاسلام ألف مرة هل نقبلُه مع وجود الآيات؟ لا نقبلُه، الحقيقة إذا وجدْنَا قولًا مخالفًا للكتاب والسنة من أي قائلٍ به فإنَّ موقِفَنا أن نعتَذِر عنه لا أن نجعَل قولَه حجَّة على كلام الله ورسوله، واضح؟ مهما كان يعني ما في أحد معصوم ليس في أحد معصوم من الخطأ أبدًا إلا مَن عصمه الله عز وجل كالرسل
هل يمكن أن نقول أن قراءة : (( ليضل )) بضم الياء أبلغ من قراءة فتحها .؟
الشيخ : لا، لكن يمكن أن نقول: إنه أضَلَّ لأنه ضَلّ، أَضَلّ لأنه ضَلّ.
الطالب: ...
الشيخ : هذا متعَدّ لا شك يُضِلّ متعدي ضررُه للغير، لكن إذا قلنا: إنه ضَلّ أوَّلًا فأَضَلَّ ثانيًا يكون مجموع القراءتين فيهما فائدة ما تحصل بانفراد أحدها.
الطالب: (( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ))