تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) .
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أظنُّنا ناقَشْنا
الطالب: ...
الشيخ : من أين؟
الطالب: (( أَمَّن هو قانت )) ...
الشيخ : (( أمن هو قانت ))؟ قال الله عز وجل: (( أمَّن هو قانتٌ آناء الليل ساجدًا وقائمًا يرجو رحمة ربه )) إلى آخرِه. في هذه الآية بيانُ الفَرْق بين الناس في عبادة الله عز وجل وأنَّه لا سَوَاء بين مَن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا إلى آخرِه ومَن هو عاص بعيدٌ عن الله عز وجل.
ومن فوائد الآية أنَّ ظاهِرَها دوامُ الطاعة آناءَ الليل في السُّجود والقيام أي في الصلاة ولكن السنة بيَّنَت ذلك وأنَّ الأفضل في قيامِ الليل أن ينامَ نصفَه ويقوم ثُلثَه وينامَ سُدُسَه وهذا مِن تقييد القُرآن بالسنة.
ومن فوائد الآية فضِيلة صلاة الليل، لقوله: (( آنَاء الليل )) وقد دَلَّت على ذلك السنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفضلُ الصلاة بعد المكتوبة صَلَاة الليل ).
ومن فوائد هذه الآية فضيلَةُ القيام والسجود مِن بين أركان الصلاة وقد بَيَّنَّا وجْهَ ذلك أثناءَ التفسير أَنَّ القيام شرِيفٌ بذِكْرِه والسُّجُود شريفٌ بهيئَتِه.
ومن فوائد الآية أنَّه ينبغي للإنسان أن يكون في سيرِه إلى الله جامِعًا بين الخوف والرَّجاء، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه )) ولكن هل يكونان سواءً أو يُغَلِّبُ جانب الرجاء أو يغَلِّب جانب الخوف؟ في هذا أقوال لأرباب السلوك: فمِنهم مَن قال: ينبغي أن يكون رجاؤُه وخوفُه واحدًا كجناحي الطير إذا مال أحَدُهما اختل طيرانه قال الإمام أحمد رحمه الله: " ينبغي أن يكون خوفُه ورجاؤُه واحدًا فأيُّهما غَلَبَ هلَكَ صاحبُه "، لأنه إن غلَّبَ جانب الخوف أدخله في الياس والقنوط، وإن غَلَّب جانب الرجاء أدخلَه في الأمْن مِن مكر الله، وقال بعض أرباب السلوك: ينبغي أن يُغَلِّب جانب الرجاء، لقول الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا عند ظَنِّ عبدي بي فإن ظَنَّ بي خيرًا فله وإن ظَنَّ بي شرًّا فله ) وعلى هذا فيُغَلِّب جانب الرجاء، وقال بعض العلماء: يُغَلِّب عند فعلِ الطاعات جانب الرجاء فإذا فعَلَ طاعة فلْيُغَلِّب جانب القبول دون جانِبِ الرد، أمَّا في فعل المعصية فإِنَّ الأَولى أن يُغَلِّب جَانِب الخوف، لئلا يقَع في المعصية. وقال بعضهم: في حال المرض يغلِّب جانب الرجاء، وفي حال الصِّحَّة يغلب جانب الخوف، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ) والمريض قد وُجِد فيه سببُ الموت وهو المرَض فيُغَلِّب جانب الرجاء، لِيَمُوت وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله ولو قال قائل: إنه يُرجَع في ذلك إلى نفس الإنسان والإنسان هو طَبِيبُ نفسِه إن رأَي مِن نفسه جُنُوحًا إلى انتهاك المعاصي والمحرمات فليعدها بل فليَتَوَعَّدها بالعذاب حتى يرْتَدِع، وإن رأى مِن نفسه قُوَّةً على طاعة الله ومثابَرَةً عليها وقيامًا بها فليغَلِّب جانب الرجاء حتى يُحْسِنَ الظن بالله وهذا يرجع إلى الانسان نفسِه والإنسان في بعض الأحيان يكون يغلب هذا وفي بعض الأحيان يغَلِّب هذا.
الطالب: ...
الشيخ : نعم يعني لو قيل بهذا لكان أحسن.
من فوائد الآيات إِثبات عذاب الآخرة، لقوله: (( يحذَرُ الآخرة )) ولا يُحذَر الشيء إلا بثبوتِه، أما ما ليس بثابت فلا يُحذَر.
ومن فوائد الآية أنَّه في باب الجزاء والأَحكام يُغَلَّب جانِبُ الربوبية، لقوله: (( وَيرجو رحمةَ رَبِّه ))، لأنَّ الربوبية هي التي بها التَّصَرُّف والسلطان.
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يستوون الذين يعلمون والذين لا يعلمون، لقوله: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )).
ومِن فوائدها أنَّ هذا النفي أمر معْتَرَفٌ به، لأنّه جاء بصيغة الاستفهام ونحن ذكرنا أنه إذا جاء الاستفهامُ مُرَادًا به النفي صارَ مُشْرَبًا معنَى التَّحَدِّي.
ومن فوائد الآية فضيلة العلم ولكن يجب أن نعلم أنَّ العلم يشرف بشرف موضوعه وعلى هذا فأفضل العلوم العِلم بأسماء الله وصفاته، لأنَّ هذا أشرف موضوعات العلم، ثم العلم بأحكامه ( مَن يُرِدِ بِه الله خيرًا يفَقِّهُّ في الدين )، ثم تتلو العلوم حسب مراتبها، وأخس العلوم ما يَصُدُّ عن سبيل الله وعن طريق السلف الصالح مثل علم الفلسفة علم الكلام علم الكلام وما أشبهها، إلا إذا تعلَمَه الانسان مِن أجل أن يرُدَّ به على أهله فهنا قد يكون تعلُّمُه واجبًا، لأنَّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام زيدَ بن ثابت رضي الله عنه أن يتعَلَّم لغة اليهود مع أنَّ تعلم اللغات الأجنبية ليس محمودًا ولا مأمُورًا به لكن لَمَّا كان وسيلة إلى معرفة ما يأتي من الكتابات من اليهود والرَّدِّ عليهم بِلُغَتِهم أَمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعَلَّم لغة اليهود، وتعلَّم لغة اليهود في خلال ستة عشر يومًا، لأنَّ زَيْدَ بن ثابت رضي الله عنه مِن الأذكياء فتعَلَّمَها ثم إنَّ اللغة العِبْرِيَّة قريبة من اللغة العربية فسَهُلَ تعلُّمُها.
طيب، من فوائد الآية الكريمة أن أصحاب العقول هم أهلُ الاتِّعَاظ، لقوله: ( إنما يتذَكَّر أولوا الألباب ).
ومن فوائدها أنّ مَن لا يتذكر فهو ناقص العقل، لأنه إذا كان لا يتذكر إلا اصحاب العقول فمَن لا يتذكر يكون ناقِصَ العقل ولا شك، ونُقْصَانُ عقلِه بحسب نقصِه في التَّذَكُّر ووجْه ذلك من الناحية العقلية النظرية أنَّ الإنسان العاقل لا يمكن أن يختَارَ لنفسه إلا ما فيه النجاة ولا نجاة مِن عذاب الله إلا بالتذكر والاتِّعاظ فلهذا كان العقل السليم يستلزم أن يتَذَكَّر الإنسان ويتَّعِظ مِن أجل طلب ما هو أحَظّ للنفس وأنفع (( وللآخرة خَيْرٌ لك من الأولى )).
ومن فوائد الآية الثناء على ذوي العقول حيث جعلَهم هم المتذكِّرِين المتَّعِظِين المنتفعين بما يسمعون.
1 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ... )) .
الطالب: المرجئة
الشيخ : الجهمية مرجئة الجهمية، نقول: هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان. هذا الإيمان، إذا لم يستلزم للقبول والإذعان فإنه ليس بإيمان
2 - تفسير قول الله تعالى : (( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ... )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل ياعباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم )) أي عذابه بأن تطيعوه (( للذين أحسنوا فى هذه الدنيا )) بالطاعة (( حسنة )) هي الجنة .
ثم قال: (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة )) (للذين) خبر مقدم و(حسنة) مبتدأ مؤخر (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا )) أحسنوا بماذا؟ الإحسان يكون في عبادة الله ويكون إلى عباد الله، أما الاحسان في عبادة الله فلا أجمعَ ولا أصدق من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها حين سأله جبريل عن الإحسان فقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن ترَاه فإنه يراك ) إذا عبد الإنسان ربَّه كأنه يراه فسوف يعبده حقَّ العبادة، لأنه يعبد الله كأنه يرى الله، وهذا يعني تكون عبادتُه مبنيةً على كمال اليقين كمال اليقين وإذا كانت كذلك فلا بد أن تكون موافقة للأمر ولا بد أن تكون خالصة، إذًا الاحسان تمام الإخلاص وتمام المتابعة تمام الإخلاص وتمام المتابعة، من أين عرفنا أن هذا حده؟ لقوله: ( أن تعبد الله كأنك تراه ) وعبادة الله على هذا الوجه مبنية على تمام ايش؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، على تمام اليقين (أن تعبد الله كأنك تراه) وهذه مرتبة أعلى من المرتبة الثانية ( فإن لم تكن تراه فانه يراك ) يعني فإن لم تعبده على هذا الوجه فاعلم أنه يراك، ويقال: إن الأول إحسان في الطلب والثاني إحسانٌ في الهرب إحسانٌ في الهرب، يعني العابد طلبًا أكمل حالًا من العابد هربًا، طيب إذًا الاحسان في عبادة الله بأي شيء نحدُّه؟ بما حدَّه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لجبريل: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أي أن تعبدَه عبادةً مبنِيَّةً على تمام اليقين وهذا يلزَم منه أن تكونَ العبادة خالصة لله مُتَابَعًا فيها شريعةُ الله.
طيب الإحسان إلى عباد الله يكون بالمال والبَدَن وهو كثير قد تُحسِن إلى عباد الله بالمال كالصدقات والهدايا والهبات، وقد تحسن إلى عباد الله بالبَدَن كالمساعدة وما أشبه ذلك تعين الرجل في دابتِه فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه، تعين عباد الله بالجاه والشفاعة عند الحاجة إلى ذلك، المهم أن الاحسان إلى عباد الله متنوع كثير، وقد فسره بعضهم بأنَّه كفُّ الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه، كفُّ الأذى عن الناس، لأنَّ مَن لم يكُفَّ أذاه فإنه لم يحسن، والثاني بذل النَّدَى أي المعروف، والثالث طلاقة الوجه بأن تلقى الناس بوجهٍ منطلق منشرح لا بوجه مقطِّب معَبِّس، طيب الإحسان إذًا ايش؟ إحسان في؟ في عبادة الله، وإحسان إلى عباد الله ولهذا قال: (( للذين أحسنوا )) أي في عبادة الله وإلى عباد الله، وقوله: (( في هذه الدنيا حسنة )) قوله: (( في هذه الدنيا حسنة )) هل نجعل (في هذه الدنيا) متعلِّقًا بـ(أحسنوا)؟ أو نقول: هو خبر مقدم (وحسنة) مبتدأ مؤخر والجملة مِن المبتدأ والخبر خبر (لـلذين)؟
الطالب: الأول
الشيخ : طيب نشوف هل بينهما فرق في المعنى؟
الطالب: ...
الشيخ : إذا قلنا (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة )) (في هذه الدنيا) متعلقة بـ(أحسنوا)؟ و(حسنة) مبتدأ خبرُه (للذين)، هذا وجه الوجه الثاني: (( قل يا عباد - للذين أحسنوا )) انتهى الكلام (( في هذه الدنيا حسنة )) مبتدأ وخبر.
الطالب: الأول
الشيخ : الأول أحسن؟ طيب الفرق بينهما؟
الطالب: إذا وقفنا هنا يعني ما كملنا إلى آخر الآية فإنه يكون (للذين أحسنوا) وقفنا (في هذه الدنيا حسنة) تكون الحسنة في هذه الدنيا فقط
الشيخ : نعم
الطالب: ما كملنا الآية
الشيخ : تمام
الطالب: .. إذا خلينا الوجه الثاني تصبح للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة تشمل الحسنة في الدنيا وفي الآخرة
الشيخ : ويكون إحسانهم في الدنيا؟
الطالب: إحسانهم في الدنيا يتطلب الحسنة
الشيخ : يعني أن إحسانَهم في الدنيا وجزاؤهم حسنة، طيب هذا ما مشى عليه المؤلف يقول: " (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا )) بالطاعة " يعني إذًا (في هذه الدنيا) متعلقة بايش؟ بـ(أحسنوا)، طيب وقول المؤلف: " بالطاعة " فيه قصور وجهُه: أننا قلنا: إن الإحسان يشمل الإحسان في عبادة الله والإحسان الى عباد الله وعلى كلام المؤلف في العبادة فقط ولكن الصحيح ما ذكَرْنا، (( حسنة )) لهم حسنة قال المؤلف: " هي الجنة " ولعله اعتمد في هذا التفسير على قول الله تعالى: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) فإن الحسنى هي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله ولكن سنسأل هل (حسنة) تطابق الحسنى هناك؟
الطالب: لا
الشيخ : لماذا؟
الطالب: ...
الشيخ : بس؟
الطالب: .. أشمل من الحسنى
الشيخ : لا هذي (للذين أحسنوا الحسنى)
الطالب: ...
الطالب: حُسْنَى أفعل تفضيل
الشيخ : نعم أحسنت وهنا نكرَة لا تدُلُّ على التفضيل، فعندي أن في تفسير هذه الآية بما تفسر به تلك الآية نظر بل نقول: لهم حَسَنَة وهذا مُطلَق فيحتمل أنَّ المعنى (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة )) أي جزاءً على إحسانهم أي لكُلِّ إحسانٍ يحسنونه حسنة، لأنَّ الله تعالى لم يعرِّف الكلمة الحسنة حتى نقول: إنها دخلت عليها (ال) التي للعهد، وأيضًا الجنة وصفَها الله باسم التفضيل الحسنى التي ليست شيء أحسن منها بخِلاف حَسنة، وهذه تُشبِه قولَ الله تعالى: (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة )) لأنها مطابقة لها نعم
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( قل ياعباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم )) أي عذابه بأن تطيعوه (( للذين أحسنوا فى هذه الدنيا )) بالطاعة (( حسنة )) هي الجنة . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأرض الله واسعة )) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات (( إنما يوفى الصابرون )) على الطاعة وما يبتلون به (( أجرهم بغير حساب )) .
الطالب: ...
الشيخ : لماذا قال الصابرون وهم موَفَّوْن ولم يقل: الصابرين
الطالب: ..
الشيخ : أي في الإعراب
الطالب: فاعل
الشيخ : فاعل هو فاعل ولّا مفعول به؟ هو مُوَفَّي ولَّا مُوَفِّي؟
الطالب: مُوَفَّى
الشيخ : طيب ليش قال: الصابرون والمعروف أن المفعول به يكون منصوبًا فيقال الصابرين؟ حسن! توك جاي جزاك الله خير
الطالب: ...
الشيخ : لا ما نقبل إذا مضى نصف الدرس فلا مشاركة للآتي
الطالب: ... بعد يا شيخ
الشيخ : وين ..؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب، أجب
الطالب: لأنَّها نائب فاعل
الشيخ : لأنَّها نائب فاعل
الطالب: يوفى مبني للمجهول
الشيخ : إذًا نائب فاعل ونائب الفاعل مفعولٌ به في المعنى فاعل في اللفظ، يعني معناه أنه يعرب إعراب الفاعل ولكنه في المعنى مفعول به قال ابن مالك:
ينوب مفعولٌ به عن فاعل في ما لَه كَنِيلَ خيرُ نائِلِ
فهمتم؟ طيب وقوله: (( الصابرون )) قال المؤلف: " على الطاعة وما يبتلون به " فذكر نوعين من أنواع الصبر وبقي عليه واحد وهو الصبر عن معصية الله، إلا أن يقال: إن الطاعة بالمعنى العام تشمل امتثال الأمر واجتناب النهي فيكون قد وَفَّى المؤلف أنواع الصبر. أنواع الصبر ثلاثة: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة، ثلاثة، أعلاها الصبر على طاعة الله ثم الصبر عن معصية الله ثم الصبر على أقدار الله هذا من حيث نوع الصبر نفسه، أما من حيث الصَّابِر فإن الانسان أحيانًا يعاني من الصَّبر عن المعصية أكثر مما يعاني على الصبر على الطاعة، وكذلك الصبر على البلاء قد يعاني منه أكثر مما يعاني على الصبر عن المعصية وعلى الطاعة، لكن نقول من حيث النَّوع: نوع الصبر بقطْعِ النظر عن الصابر أفضلُه؟
الطالب: الصبر على الطاعة
الشيخ : الصبر على الطاعة ثم عن المعصية ثم على الأقدار لماذا؟ لأنَّ الصبر على الطاعة يحتاج إلى جهد نفسِيٍّ وجهد بدَنِي صح؟
الطالب: ...
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وأرض الله واسعة )) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات (( إنما يوفى الصابرون )) على الطاعة وما يبتلون به (( أجرهم بغير حساب )) . أستمع حفظ
مناقشة أقسام الصبر وأيهما أشد فعل الطاعات أو فعل المحرمات .
الطالب: جهد بدني بفعل الطاعة ..
الشيخ : تمام بفعل الطاعة نفسها
الطالب: والنفسي الصبر على فعل الطاعة
الشيخ : يعني معالجة النفس ولَّا لا؟ يؤَذِّن الفجر وأنت في الفراش تبدا تمَغَّط يعني وتصحو وتقول: تَوَّنَا مبكرين حتى تفوت الصلاة يحتاج إلى جُهْد عالج نفسك قُم، طيب الصبر عن المعصية يحتاج إلى جهد نفسي فقط لماذا؟
الطالب: لأنه كفّ
الشيخ : لأنَّه كفّ، كَفّ يد
الطالب: الجوارح
الشيخ : أي نعم لأنَّه تَرْك، المعصية ترْك اتْرُك المعصية ما عليك أي تعب، لكن النفس تتعب إذا كانت المعصية مما تدعو إليه النفس وكففت عنها تعِبَت النفس لا شك إذًا ليس فيها إلا تعب واحد الصبر عن المعصية ما هو مازن!
الطالب: المعصية
الشيخ : أي الصبر على[كذا] المعصية ما فيه إلا معالجة واحدة أو مجاهدة واحدة من جانب
الطالب: ...
الشيخ : أي يعني مجاهدة النفس على الترك؟ اجزم
الطالب: مجاهدة النفس
الشيخ : على الترك، طيب لكن الجهد البدني ما في جهد بدني، الصبر على أقدار الله المؤلمة هو أدناها لماذا؟ لأن الأمر ليس إليك الأمر ليس إليك الأمر تم فهو كما قال بعض السلف:" إما أن تصبر صبر الكرام، إما أن تسْلُوَ سُلُوَّ البهائم " صح؟ ليس منك أي عمل، شيءٌ لابد أن يصيبك أصابك، يقول إن يوسف عليه الصلاة والسلام إنه ابتُلِي بأنواع الصبر الثلاثة صح؟ ابْتُلِي يوسف بن يعقوب ابتلي بأنواع الصبر الثلاثة؟ طيب هداية الله! الصبر على الطاعة؟
الطالب: صبر على الطاعة وصبَر على أقدار المؤلمة
الشيخ : لا لا، لا تروح الصبر على الطاعة بماذا؟
الطالب: الصبر على الطاعة الذي .. الذي دخل زليخا في الغرفة و... هذا صبر على
الشيخ : لا لا
الطالب: صبر على الطاعة هو نبي ...
الشيخ : يعني هذا استنتاج عقلي لكن نريد شيء واضِحً
الطالب: ... (( توَفني مسلما ))
الشيخ : الدعاء يعني؟
الطالب: ...
الشيخ : أليس هو قد دعا إلى الله وهو في السجن ولَّا لا؟ دعا إلى الله وهو في السجن ((ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ )) هذا لا شك صبر إنسان مسجون ويدعو الناس إلى التوحيد، طيب الصبر عن المعصية؟
الطالب: امتناعه عن موافقة امرأة العزيز
الشيخ : أحسنت امتناعه عن موافقة امرأة العزيز حين راودته عن نفسها، طيب الصبر على ..
الطالب: ما حصل له من إخوته ومن سجنه.
الشيخ : أحسنت تمام
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( إنما يوفى الصابرون )) على الطاعة وما يبتلون به (( أجرهم بغير حساب )) بغير مكيال ولا ميزان .
الطالب: ... (( قل يا عباد )) ...؟
الشيخ : هذا الإشكال سيكون الجواب عليه إن شاء الله عندما نستنبط الفوائد، نعم (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين ))
الطالب: (( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِي فَاتَّقُونِ ))
الشيخ : نعم؟
الطالب: (( يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ))
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )) إلى آخره ونحن تكلمنا على ما سبق حتى الفوائد أخذناها؟
الطالب: لا ما أخذناها
الشيخ : نعم
6 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( إنما يوفى الصابرون )) على الطاعة وما يبتلون به (( أجرهم بغير حساب )) بغير مكيال ولا ميزان . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) .
وفيها أيضًا يعني من فوائدها أنَّه لا بد مع الإيمان من التقوى، لقوله: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا ربكم )) وهذه الصيغة (( قل يا عباد الذين آمَنُوا اتَّقُوا ربكم )) لم يقلُها الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ لكن سيقول يا عباد الله أو كلمةً نحوها ولكن الله تعالى أضاف ذلك إلى نفسه ليبيِّن الإخلاص لله عز وجل في هذه العبادة.
ومن فوائد هذه الآية أن الرب وهو الخالق المالك المدبر هو أهل التقوى دون غيرِه كما قال تعالى في سورة المدثر: (( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ))
ومن فوائد أنَّ للمحسنين في هذه الدنيا حسنة، لقوله: (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة )).
ومن فوائدها أنَّ الله بفضلِه وكرمِه يعَجِّل الثَّوَاب لِمَن يستَحِقُّ الثواب في الدنيا قبل الآخرة، لأنَّ حسنة الدنيا دون حسنَةِ الآخرة بكثير.
ومن فوائد هذه الآية وجوب المهاجرة إلى الله ورسوله إذا كان الانسان في بلد كُفْرٍ لا يقدر على إظهار دينه، لقوله: (( وأرض الله واسعة )).
ومن فوائدها أنَّه من الدعوة إلى الله ومِن حُسْنِ الدعوة إقامة الحجة، لقوله: (( وأرض الله واسعة )) فإنه لا عُذْرَ لأحد أن يقول: لا أجد ملجَأً أو لا أَجِدُ مهاجَرًا
ومن فوائدها أنَّ الأرض لله لقوله: (( وأرض الله واسعة )) وهذا كما قال موسى لقومه: (( إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )).
ومن فوائدها فضيلة الصبر وأنَّ صاحِبَه يوَفَّى أجرَه بغير حساب، لقوله: (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )).
ومن فوائدها كَرَمُ الله عز وجل حيث جعل الثواب بمنزلة الأجر كأنَّه معاوضة يُعَاوَض به الـمُعَامِل لقوله: (( أجرَهم ))
ثم قال تعالى -في ابتداء درس اليوم-: (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين )) (قل) يعني يا محمد (إني أُمِرْت) أي أمرني ربي وهذه الصيغة تأتي بالبناء للمجهول، لأنَّ الفاعل معلوم وهذا يشْبِه حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أُمِرْتُ أَن أَسْجُدَ على سبعة أَعْظُم )