تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )) .
ومن فوائدها فضيلَةُ الصبر وأنَّ صاحِبَه يُوَفَّى أجرَه بغير حساب، لقوله: (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )).
ومن فوائدها كَرَمُ الله عز وجل حيث جعل الثواب بمنزلة الأجر كأنَّه معاوضة يُعَاوَضُ به الـمُعَامِل، لقوله: (( أجرَهم )).
ثم قال تعالى -في ابتداء درس اليوم-: (( قل إِنِّي أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين )) (قل) يعني يا محمد (إني أُمِرْت) أي أمرَنِي ربِّي وهذه الصيغة تأتي بالبناء للمجهول، لأنَّ الفاعل معلوم وهذا يُشْبِه حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أُمِرْتُ أَن أَسْجُدَ على سبعة أَعْظُم ) (أمرت) لأنَّ الآمر معلوم وهو الله (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين )) وجاءت بكلمة (أمرت أن أعبد) للإشارة إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم وأنَّه عبد يُؤْمر ويُنْهى وليس له مِن حَقّ الربوبية شيء، وقال: (( أن أعبدَ الله )) أي أَتَذَلَّلُ له، والعبادة تطلق على معنيين: المعنى الأول: التذَلُّل لله الذي هو فعل العابد، والأمر الثاني: الـمُتعَبَّد به وهي العبادات على جميع أنواعها، وعلى هذا يكون تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية للعبادة في قوله: " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة " وذلك لأنَّ العبادة كما قلت تطلق على معنيين محمد؟
الطالب: ... فعل العبد
الشيخ : نعم التعبد وهو؟
الطالب: التذَلُّل
الشيخ : على معنيين المعنى الأول؟
الطالب: التذلل لله عز وجل
الشيخ : يعني التعبد الذي هو فعل العبد، والثاني؟
الطالب: ...
الشيخ : المتعبد به وهي العبادات وعلى هذا المعنى تفسير شيخ الاسلام ابن تيمية بقوله هداية الله! " العبادة؟
الطالب: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
الشيخ : أحسنت تمام وهنا (( أن اعبد الله مخلصًا )) يشمل المعنيين يعني أتعبد أن أتعبد له بالعبادة، وقوله: (مخلِصًا) حال من فاعل (أعبد) أي حالَ كوني مخلِصًا لله من أي شيء؟ من الشرك، لأن الاخلاص يعني التنقية ويُنَقَّى من أي شيء؟ ينقى من الشرك، لأنَّ العمل إذا شابَه الشرك أفسده وأبطله قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك مَن عمِل عملًا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشِرْكَه )
التعليق على تفسير الجلالين : (( قل إنى أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )) من الشرك .
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأمرت لأن )) أي بأن (( أكون أول المسلمين )) من هذه الأمة .
الطالب: قبلَه ...
الشيخ : لأن قبلَه أمم مسلمة قبلَه أمم مسلمة كثيرة فكان لا بد أن يُقَيِّد هذا بأول المسلمين مِن هذه الأمة ومنه قوله تعالى في سورة الانعام اتْلُ الآية (( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) على ما مشى عليه المؤلف من الفهم نقول: وأنا أول المسلمين من هذه الأمة، في احتمال آخر أنَّ الأوَّلِيَّةَ هنا أولية الصفة يعني أنني أسبَقُ المسلمين من حيث التقَدُّم إلى الإسلام كما تقول مثلًا لمن يخاطِبُك إن كان هذا الذي قلْتَه حقًّا فأنا أول من يساهم مثلًا لو قال: أنه فُتِح مشروع في البلد خيرِي فقلت: إذا كان حقًّا فأنا أول من يساهم يعني أَوَّل مِن حيث الانقياد والصِّفَة هذا في احتمال وإذا كان هذا المعنى في الآية الكريمة فإننا لا نحتاج إلى ايش؟ إلى القيد الذي قاله المؤلف، لأننا نعلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم هو أول مَن ينقاد لله سبحانه وتعالى وأنه أعظم الناس انقيادًا وأشَدُّهم.
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وأمرت لأن )) أي بأن (( أكون أول المسلمين )) من هذه الأمة . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) .
الطالب: ...
الشيخ : أو إن عصيت؟
الطالب: ...
الشيخ : أخاف عذابَ وليست مفعولًا لـ(عصيت) ليش؟
الطالب: ...
الشيخ : العذاب لا يُعْصَى المعنى ... طيب (قل إني أخاف) الخوف لا يمكن أن نُعَرِّفَه بأَبْيَنَ مِن لفظِه لا يمكن أن نعرِّفَه بأبْيَنَ من لفظِه كلٌّ يعرف الخوف أليس كذلك ولهذا نقول: إن الانفعالاتِ النفسية لا يمكن لأحَد أن يعرفها لأنَّه ليس أبين من لفظها ليس هناك شيءٌ أبيَن مِن لفظِها أبدًا لو قال إنسان: عرِّفْ لي الكراهة وش تقول؟ تقول: الكراهة معروفة الكراهة هي الكراهة، عرف المحبة نعم، ما تقدر المحبة هي المحبة نعم.
الطالب: ..
الشيخ : لا، الميل آثار المحبة بعد ما يحِب يَمِيل ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين والله أعلم هل هي له أم لا يقول: لا يمكن أن نحُدَّ المحبة بأبين من لفظها أبدًا كلّ الذين عرفوها فيها أكثر مِن عشرين تعريفًا كلُّهم إنما يفسرونَها بلوازِمها ونتائِجها وصدق رحمه الله، الانفعالات النفسية ما يستطيع الانسان يعرفها بأكثر من لفظها، (أخاف) لو تسأل صبيا لا يعرف التعريفات تقول وش معنى الخوف يقول: الخوف أني أرتعش.. لا يمكن، هذا من آثارِه، الخوف أن أهرَب هذا مِن آثاره، إذًا نقول الخوف ايش؟ معرُوف هو الخوف نعم.
(( أخاف إن عصيتُ ربي )) (عصيت) المعصيةُ المخالَفة وتكون بأمرين: إما بترك مأمور وإما بفعل محظور، هذا إذا أُفْرِدَت عن الطاعة فإن قُرِنَت بالطاعة صارَتِ الطاعةُ فعلَ المأمور والمعصية ارتِكَاب المحظور، طيب هنا نقول (عصيت) مفردة عن الطاعة فماذا يكون المعنى؟
الطالب: ...
الشيخ : تشمل المعنيين مخالفَتُه (( عصيت ربي )) أي خالَفْتُه بفعل المنهي عنه أو بترك المأمور به، وفي قوله: (( ربي )) إشارَة إلى أنه عز وجل هو الذي له الأمر والنهي لأَنَّه رب والرَّبّ خالق مالك مدبر، (( عذاب يوم عظيم )) هو يوم القيامة ووصفَه الله تعالى في القرآن الكريم بعدة أوصاف منها العِظَم وذلك لشدته وشدة أهواله وشدة ما يكون فيه وإذا رأيت الأوصاف أو إذا سمعت الأوصاف التي ذكَر الله عز وجل لهذا اليوم العظيم فإنه لا شك يعتَرِيك من الخوف بقدر ما أنت مؤمِن به، لاحِظ كلما كان الانسان أقوى إيمانًا باليوم الآخر كان منه أشَدَّ خوفًا، وكلما ضعُفَ إيمانه باليوم الآخر ضعُفَ خوفه منه ولهذا لدينا عبارة مأثورة: كلُّ مَن كان بالله أعرف كان منه أخوف، وكل مَن كان أيضًا باليوم الآخر أعْرَف وأقوى إيمانًا كان أقوى مخافة.
تفسير قول الله تعالى : (( قل الله أعبد مخلصا له ديني )) .
الطالب:) ( قل اللهَ ))؟
الشيخ : أي نعم، اصبِر يا داود
الطالب: فاعل
الشيخ : فاعل؟ كمِّل
الطالب: مفعول به
الشيخ : فاعلٌ مفعولٌ به ما يمكن، إما فاعل ولّا مفعول به.
الطالب: مفعول به
الشيخ : مفعول به لايش؟
الطالب: لـ(قل)
الشيخ : لقل؟ قُلِ اللهَ أعْبُدُ نعم
الطالب: مفعول به لـ(أعبد)
الشيخ : مفعول به لأعبد طيب صح، (قل الله أعبد) قدَّمَ المفعول به، للحصر يعني لا أعبد غيرَه، ونظيرُه من حيث التركيب قوله تعالى في سورة الفاتحة؟
الطالب: إياك نعبد
الشيخ : إياك نعبد فقَدَّم المفعول به، هنا (قل الله أعبد) قدم المفعول به، لإفادة الحصر، ثم أكد هذا أيضًا بقوله: (( مخلِصًا له دينِي )) يعني لا أعبدُ غيرَ الله وفي عبادتي له أيضًا أكون مخلِصًا له لا يشوب عبادتي إياه شيءٌ من الشرك، (( مخلِصًا له ديني )) وقوله: (ديني) يعني عمَلِي قال المؤلف: " من الشرك " إذا جمعت بين الآيتين الآية الأولى وهي قوله: (( إني أمرت أن أعبد الله مخلِصًا له الدين )) والثانية عرَفْت شدة امتثال الرسول عليه الصلاة والسلام لِرَبِّه وأنه عبَدَ الله مخلِصًا له الدين وأعْلَنَ ذلك لِلْمَلأ غَيْرَ مُبَالٍ بمخالفتهم.
تفسير قول الله تعالى : (( فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) .
الطالب: ..
الشيخ : يحمل؟
الطالب: .. عليهما جميعًا.
الشيخ : يحمل عليهما جميعًا تمام، قال تعالى: (( فاعبدوا ما شئتم من دونه )) (ما شئتم) يعني الذي شئتم، (مِن دونه) أي من سواه، اعبدوا ما تشاءون من سواه: ملك وَلي شجر حجر شمس قمر أي أحد تبغونه لا يهمني أنا سوف أبقى مخلِصًا لله وأنتم اعبدوا ما شئتم.
6 - تفسير قول الله تعالى : (( فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فاعبدوا ما شئتم من دونه )) غيره ، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا (( ألا ذلك هو الخسران المبين )) البين .
الطالب: (إِن)
الشيخ : (إِن) (إن الخاسرين)، الحصر: أن طرَفَيِ الجملة مَعْرِفَتَان (( الخاسرين الذين خسروا )) فكأنه قال: إن الخاسرين هم الذين خسروا انفسهم وأهليهم يوم القيامة، فإذًا فيها تأكيد وحصر، طيب (إن الخاسرين) مَنِ الخاسر؟ الخاسِر بيَّنَه الله عز وجل في قوله: (( إن الانسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا )) يعني الخُسْرَان ضِدُّ الربح وذلك أنَّ المعامل إما أن يأخُذَ رأْسَ ماله وإما أن يخسَر فيأتيه -كَمِّل- أَقَلّ مِن رأس ماله، وإما أن يربح فيأتيه أكثر، الخُسْران الحقيقي ما ذكرَه الله هنا (( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) هؤلاء هم الذين خسِروا، ليس الخاسر مَن فقد ملايين الدراهم، وليس الخاسر من فَقَدَ أهلَه في الدنيا، وليس الخاسر مَن فقد نفسه في الدنيا، الخاسِر مَن خَسِرَ نفسَه وأهلَه متى؟ يومَ القيامة، خسر نفسه وأهله يقول:" بتخليد الأنْفُس في النار وبعدم وصولِهم الى الحُورِ الـمُعَدَّة لهم في الجنة لو آمنوا " طيب قوله: " بتخْلِيدِ الأنفس في النار " هذا بيانٌ لخسرانِهم أنفسهم، لأنه خَسِر نفسه في الحقيقة ما وجْهُ الخسران؟ وجهُ الخسران أنَّ حياته في الدنيا لم يستفِدْ منها في الآخِرَة إطلاقًا فخَسِرَ نفسَه خَسِرَ عمرَه كلُّه راح هباءً منثورًا واضح؟
الطالب: أي نعم ..
الشيخ : واضح خَسِر نفسَه لو أنه مُؤْمِن مُخْلِص لاسْتَفَاد لكان كُلُّ حياتِه في الدنيا ربحًا، لأنه سوف يُخَلَّد في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أما الآن فسَيُخَلَّد في النار هذا خسارة نفس، خسارة الأهل فسَّرَها المؤلف بأنَّه يفُوتُه الحور العين في الجنة لو آمَن وهذا وإن كان له وجه لكنَّه بعيدٌ من الصواب، وذلك لأَنَّ الحور في الجنة لم تكن أهلًا له حتى يقال خسرهم وإنما المراد خَسِرُوا اهليهم لأَنَّ أهلِيَهم إن كانوا مؤمنين فهم في الجنة ولن يجتَمعوا به، وإن كانوا كفَّارًا فهم في النار ولن يجتمعوا به أيضًا، ولو كانوا مؤمنين وذريته مؤمنة لكانوا كما قال الله تعالى (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ))
الطالب: ألحقنا
الشيخ : (( ألحَقْنَا بهم ذريتهم )) يعني لن يجتمِعَ أحدٌ معَ أهله في الدنيا لن يجتَمِع في الآخرة إلا إذا كان هو وهم مؤمنين فسيجتمعون اجتماعًا لا فِرَاقَ بعده، أما مَن لم يكن كذلك فلا اجتِمَاع؟ أنت معنا ولّا والله ما أدري عنك؟
الطالب: .. معك
الشيخ : صحيح جسمًا وقلبًا؟
الطالب: جسما وقلبا كل شيء ..
الشيخ : طيب، على كل حال الصحيح أن المراد بأهليهم يعني أهليهم الذين في الدنيا حيث خسِرُوا الاجتماع به في الآخرة؟ ووجْهُ الخسران يا عليان؟ .. بالإشارة إن كان الإشارة تفهم
الطالب: ...
الشيخ : يكتب لا لا، يقطع لنا الكتابة، نعم
الطالب: إذا كانوا مؤمنين وهم كفار فلن يلتقوا بهم.
الشيخ : لأن الأَهل في الجنة وهؤلاء في النار تمام.
الطالب: وإذا كانوا كافرين فكذلك لن يلتقوا بهم.
الشيخ : نعم لأن كل واحد
الطالب: كل واحد مشغول
الشيخ : مشغول بنفسه تمام، قال الله عز وجل: (( ألا ذلك هو الخُسْرَان المُبِين )) أي والله (ألا ذلك) شوف التأكيد التأكيد البالغ (ألا) أداة استفتاح والفائدة منها؟
الطالب: التنبيه
الشيخ : التوكيد والتنبيه، (ذلك) إشارة للبعد لأَنَّه خُسْرَان سَحيق والعياذ بالله، يعني لم يقل ألا هذا مع أن ذِكْرَه قريب لكنه خسرانٌ سحيق فأشير اليه بإشارة البعد، ثم حُصِر قال: (هو الخسران) يعني لا غيره، ثم أُكِّد بفداحته قال: (المبين) أي البَيِّن الذي لا يخفَى على أحد نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الرابحين. في مناقشة؟
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فاعبدوا ما شئتم من دونه )) غيره ، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا (( ألا ذلك هو الخسران المبين )) البين . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )).
الطالب: الله عز وجل
الشيخ : حُذِف
الطالب: للمعلوم
الشيخ : نعم لِلْعلم به، قوله: (مخلِصًا له الدين) هداية الله! إعراب (مخلصا)؟
الطالب: حال
الشيخ : من أين؟
الطالب: من فاعل (أعبد)
الشيخ : من فاعل (أعبد)، والدين؟
الطالب: والدين مفعول به لـ(مخلصا)
الشيخ : مفعول به لـ(مخلصا)، طيب ما معنى إخلاص الدين؟ لا اللي وراء، اللي على الجدار أي نعم
الطالب: يعني إخلاص الدين لله ....
الشيخ : عبد القادر!
الطالب: ...
الشيخ : نعم
الطالب: تنقِيتُه من شوائب الشرك
الشيخ : نعم الإخلاص إخلاص الشيء تنقيته من الشوائب، والشوائب هنا شوائب الشرك، ... وأمرت لأن اكون أول المسلمين ما معنى اللام هنا؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم، ما راجعت؟
الطالب: ... الباء
الشيخ : بمعنى الباء أي: بأن أكون، طيب في وجه آخر يا خالد؟
الطالب: .. هو أن يكون الفعل متضَمِّن لفعل آخر يتعدى بهذا الحرف
الشيخ : .. التقدير؟
الطالب: أمرت أن أعبد لأن أكون أول المسلمين
الشيخ : أن أعبد الله مخلصًا له لأن أكون أي لأجل أن أكون أول المسلمين، طيب الأولية هنا يا خالد؟
الطالب: أولية سبق
الشيخ : سبق، وعلى ما ذهب إليه المؤلف
الطالب: هو قال: " من هذه الأمة " .. قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
الشيخ : أي لكن على رأي المؤلف ماذا تكون الأولية هنا؟
الطالب: أولية سبق ...
الشيخ : سبق ذكرتها أنت بالأول
الطالب: أولية زمن
الشيخ : على رأي المؤلف أولية زمن. أولية صفة يعني معناه؟
الطالب: أول .. في انقياده للإسلام
الشيخ : نعم أحسنت، قوله: (عذابَ يوم عظيم) ما الذي نصبها؟
الطالب: (عذابَ) لأنها مفعول به؟
الشيخ : مفعول به لايش؟
الطالب: أخاف
الشيخ : لـ(أخاف)ن ما المراد باليوم؟
الطالب: اليوم الآخر
الشيخ : قال الله تعالى: (( فاعبدوا ما شئتم من دونه )) المراد بالأمر هنا؟
الطالب: التَّهديد
الشيخ : التهديد كيف التهديد؟
الطالب: ...
الشيخ : كيف التهديد وكيف التحدي؟
الطالب: وجه التهديد أنه لا يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يَأمرهم أن يعبدوا من دون الله سبحانه وتعالى شيئًا ولكن يهددهم... يعبدوا ما شئتم والله عز وجل سيحاسِبُهم على هذه العبادة، ووجه التهديد أنه لا يبالي
الشيخ : التَّحَدي
الطالب: التحدي وهو بمعنى أنه يعبد الله عز وجل وأنتم اعبدوا ما شئتم من دونه وهو لا يُبَالي بما يعبدونه من دونه
الشيخ : تمام، طيب قوله: (( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) كيف ذلك؟
الطالب: على قول المؤلف هو خسر يعني.. الحور في الجنة ..
الشيخ : يعني أهليهم في الجنة لو أنهم آمنوا، طيب
الطالب: .. خسر أهله ما اجتمع معهم في الجنة
الشيخ : نعم، وجه ذلك يعني وجه الخسران في أهله إذا كان المراد أهله في الدنيا إذا كان المراد أهله الذين في الدنيا كيف يخسرهم يوم القيامة؟
الطالب: .. تفرقوا ما اجتمع معهم ... لو ذهب إلى الجنة ... يجمع الله ذريته كما يقول في آية
الشيخ : نعم طيب، كيف خُسْرَانُ نفسِه يا عبد الله؟ عامر
الطالب: العذاب خُسران نفسه نعيم الجنة ..
الشيخ : يعني خسروا أنفسهم يوم القيامة كيف خسروا؟
الطالب: .. يخسر ما عند الله ...
الشيخ : أي نعم، طيب
الطالب: ...
الشيخ : لا
الطالب: يعني ما يستفِيد من عمره
الشيخ : يعني لم يستفِد من عمره في الدنيا فخسِرَه في الآخرة، وأما المؤمنون فإنهم ربِحُوا، أحسنت، طيب (ألا ذلك هو الخسران المبين) (ألا) يا عبد الله؟
الطالب: (ألا) أداة استفتاح تفيد التنبيه.
الشيخ : نعم، هل في الجملة حصر؟
الطالب: أي نعم في حصر
الشيخ : ما طريقُه؟
الطالب: ضمير الفصل (هو)
الشيخ : ضمير الفصل (هو)، طيب (المبين) عليان! بمعنى؟ إلى الآن الله يعافيك، نعم
الطالب: ...
الشيخ : لا (المبين) ما معناها ما معنى (المبين)؟
الطالب: البَيِّن
الشيخ : البَيِّن؟ هل تأتي (أَبَانَ) الرباعية بمعنى البَيِّن لأن (بَيِّن) مِن الثلاثي و(مُبِين) من الرباعي
الطالب: تأتي
الشيخ : تأتي؟ يعني يقال: بان الصبح وأبان الصبح، تمام طيب أخذنا الفوائد؟
الطالب: ما أخذنا
الشيخ : ما أخذنا إذًا إن شاء الله
8 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )). أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين )) .
من فوائد هذه الآية أنَّ الإنسان مأمور بأن يُعلِن ما أمَرَ الله به من عبادتِه (( أمرت أن أعبد الله مخلِصًا له الدين ))، ولهذا فائدتان: الفائدة الأولى: الحَثّ على اتِّبَاعِه في هذا، والفائدة الثانية: بيان اسْتِحْقَاق الله سبحانه وتعالى لذلك وأنَّه هو المستحق لأن يُعْبَد وحدَه (( إني أمرت أن أعبد الله مخلِصًا )).
ومن فوائد هذه الآية أنَّه يجِب في العبادة الإخلاص، لأنَّه أُمِرَ بأن يعبد الله على هذا الوصف (( مُخلِصًا له الدين )).
ومِن فوائدها أنَّ مَن لم يُخْلِص لم يكن قد أتى بالأمر ويتَفَرَّع على هذه القاعدة أنَّ عملَه يكون مردودًا عليه، فإذا أشرك يكون قد عمِلَ عملًا ليس عليه أَمْرُ الله ورسوله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن عمِل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).
ومن فوائِدِ قولِه تعالى: (( وأمرت لأن اكون أول المسلمين )) أنه يجِب المبادَرَة بالإسلام مِن غير توَقُّف، لأن الله أمر بذلك وهذا بناءً على أنَّ المراد بالأولية هنا أولية الصِّفَة يعني السَّبْق.
ومن فوائد هذه الآية أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عبدٌ مأمُور ويتفرع على هذا أنه ليس له من الأمر شيء وقد صرَّح الله بذلك في قوله: (( ليس لك مِن الأمر شيء ))، ويتفرَّعُ عليه أيضًا ضلالُ أولئك القوم الذين يدْعُون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيثَهم أو أن يجْلِبَ لهم الخير ويدفع عنهم الشر.
9 - فوائد قول الله تعالى : (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) .
من فوائدِها أنَّه ينبَغِي بل يجِب على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يُعْلِن هذا الإعلان للملأ أنه يخاف عذاب يوم عظيم إن عصى الله، وفائدتُه ما ذكرْنا قبل قليل مِن أجل التَّأَسِّي به في ذلك ومن أجل بيان عظمة الله وأنه مستحِقٌّ لأن يُخَافَ منه.
ومن فوائدها إثبات اليوم الآخر، لقوله: (( عذابَ يومٍ عظيم )).
وهل يمكن أن يستفاد منها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تجُوز عليه المعصية؟ لقوله: (( إن عصيت )) ولكن قد يقول قائل: في هذا نظر، لأن الشر قد يتحَقَّق وقد لا يتحقق وقد يكون تحَقُّقُه ممتَنِعًا مثل قولِه تعالى: (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أَوَّلُ العابدين )) وقولِه تعالى لرسوله: (( ولقد أوحي اليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحْبَطَنَّ عملك ولتكونن مِن الخاسرين * بل الله فاعبد )) نعم إذًا هذه الفائدة فيها نظر، لأنَّ قوله: (( إن عصيت )) لا يدُلُّ على أنَّ المعصية تقَعُ منه لكن على فرْض أن تقع فإني أخاف، وقد يقول القائل: إنَّ كونَه يخَاف أَمر مُحَقَّق إني أخاف وإذا كان أمرًا محَقَّقًا فإنَّ الـمُعَلَّق عليه وهو المعصية يكون كذلك أي يمكن أن يكون، يعني معناه أنني إن عصَيْت فإني أخاف، وعلى كلِّ حال فإنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت عنه أنه كان يدعُو الله أن يغفِر الله له ذنبَه أوَّلَه وآخِرَه، وثبت أنَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي - اللهم نقني من خطاياي - اللهم اغسلْني من خطاياي ).
ومن فوائِد الآية الكريمة تعظِيمُ يوم القيامة وأنَّه يوْمٌ عظيم ويتفَرَّع على هذا أنه ينبغِي للعاقل أن يحْذَرَ منه.
ومن فوائدها جَوَازُ وَصْفِ غير الله بالعِظَم، لقوله: (( يوم عظيم )) وقد قال الله تعالى على ملكة سبأ: (( ولها عرْشٌ عظيم )) ووَصَف الإفك بأنه عظيم إلى غير ذلك فوَصْفُ غيرِ الله بالعِظَم لا بأسَ به لكن العِظَمُ الـمُطْلَق إنَّما يَكُون لله عز وجل.
فوائد قول الله تعالى : (( قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) .
يستفاد مِن هاتَيْن الآيتين أنَّه ينبغي للإنسان أن يعلن بالحَقِّ الذي هو عليه ولا يُبَالي بمن خالف، لقوله: (( قل الله أعبد مخلِصًا له ديني فاعْبُدوا ما شِئْتُم مِن دونه )) يعني فلا أبالي بكم أنا سأَعْبد الله وأسير على الطريقة السليمة وأنتم سِيروا على ما شئتم.
ومِن فوائد الآية بل الآيتين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مِن أَشَدِّ الناس امتِثَالًا لأَمْرِ الله، لأنَّه قال فيما سبق: (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلِصًا له الدين )) ثم قال هنا: (( قل اللهَ أعْبَدُ مخلِصًا له ديني )).
ومن فوائد الآيتين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم محتاجٌ إلى العمل الذي ينْجِيه مِن عذاب الله، لقولِه: (( مخلِصًا له ديني )) بالياء بالإضافة وهو كذلك ولَمَّا حدَّثَ أصحابه بأنه لن يدخُلَ الجنةَ أحَدٌ بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ( ولا أنا إلا أن يتغَمَّدَني الله برحمته ).
ومن فوائد الآيتين تحرِيمُ عبادة غير الله تُؤْخَذ مِن قولِه؟ (( فاعْبُدوا ما شئتم من دونه )) لأنَّا ذكَرْنا أنَّ الأمر هنا للتهديد ولا تهديدَ إلا على شيء مخالِف ومعصية.
ومن فوائد الآية الكريمة قوله تعالى: (( إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم )) الى آخره بيان أنَّ الخسارة الفادحة التي ليس معها ربح هي خسارة هؤلاء.
(( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة )) وفيه الإشارة في الآية هذه الإشارة إلى أنَّ الشرك هو سبب هذه الخسارة، لأنه تلا قوله: (( فاعبدوا ما شئتم من دونِه قل إن الخاسرين ))
وفيه من فوائدها أنَّ أهل الشرك يوم القيامة لا يجتَمِعُون بأهليهم، لقوله: (( الذين خسروا أنفسهم وأهليهم )).