تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) .
ومن فوائد الآية أنَّ هذه الخسارة أعظم خسارةٍ تكون، لقوله: (( ألا ذلك هو الخسران المبين ))، نحن لم نتكلم في الأمس على ضمير الفصل ولكن لا بُد أنَّ يكون عندكم عِلم منه، فضمير الفصل ضميرٌ ليس اسمًا على القول الراجح فليس له مَحَلّ مِن الإعراب لكنه يؤْتَى به لفوائدَ ثلاث: الأولى:
الطالب: حتى لا يشبه الخبر .. بالصفة
الشيخ : حتى لا يشتبه الخبر بالصفة يعني فيَفْصِل بين الخبر والصفة، ويظهر هذا بالمثال: لو قلت: زيدٌ الفاضل فهنا يحتمل أن يكون الفاضِل صفة وأنّ الخبر محذوف أي: زيد الفاضل في البيت مثلًا فإذا قلت: زيد هو الفاضل تعين أن تكون الفاضل خبرًا تعين أن يكون خبرًا، الفائدة الثانية لِضمير الفصل بندر؟
الطالب: الحصر
الشيخ : الحصر فإنك إذا قلت: زيد هو الفاضل يعني: لا غيرُه بخلاف لو قلت: زيدٌ الفاضل فهو فاضل وقد يكون غيرُه فاضلًا أيضًا، الفائدة الثالثة؟ فهد
الطالب: التَّوكيد
الشيخ : التوكيد لأن قول القائل: زيد هو الفاضل أوكد مِن قوله: زيد الفاضل، أما (هو) فليس له محل من الإعراب ودليل ذلك في القرآن قال الله تعالى: (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ولو كان له محل من الإعراب لكان مبتدأ ولَرُفِعَ الذي بعدَه ولكانت الآية: لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبون
1 - تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( لهم من فوقهم ظلل )) طباق (( من النار ومن تحتهم ظلل )) من النار (( ذلك يخوف الله به عباده )) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه (( ياعباد فاتقون )).
الطالب: العموم
الشيخ : وش وجهه؟
الطالب: ...
الشيخ : ما وجه أنَّ الأرجح العموم؟
الطالب: ...
الشيخ : ما كنت معنا الظاهر؟ أخبِرْ بالصدق؟
الطالب: ...
الشيخ : لا لا تسرَحْ، خالد! العموم ما وجه رُجْحَانه؟
الطالب: ...
الشيخ : أن هذا هو ظاهر النَّص كذا؟ ثانيًا أن الكافر
الطالب: ...
الشيخ : أولى أن يخوف بالنار من المؤمن، لأنَّ مع المؤمن ما ينجو به مِن الخلود في النار وليس مع الكافر شيء ينجُو به فكيف نصرِفُ التخويف عَن مَن هو أحق بالتخويف إِذًا فالصحيح أنَّ المراد بالعباد العموم يعني: يخوف الله بهذا العذاب جميعَ الناس، ثم وجَّهَ الله الخطاب إلى الناس عمومًا فقال: (( يا عباد فاتقون )) ( يا عباد) يعني جميع العباد كما قال الله تعالى: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشَوا يومًا لا يجزي والد عن ولده )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )) والآيات كثيرة في توجيه الأمر بالتقوي إلى جميع الناس، والكافر محتاج إلى التقوى كما أنَّ المؤمن كذلك، فقول المؤلف: " يدل عليه " فيه نظر ففي حكم المؤلف نظَر وفي الاستدلال لهذا الحكم نظر، طيب (( يا عبادِ فاتقون )) غريب أن تأتِيَ النون مع فعل الأمر والمعروف أن فعل الأمر المقرون بواو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة تُحْذَفُ منه النون نعم؟
الطالب: نون الوقاية
الشيخ : هذه نون الوقاية ما الذي أدراك انها نون الوقاية؟
الطالب: لأن أصلها اتقُونني
الشيخ : اتقوني؟ نعم فـ(اتقونني) أصله؟
الطالب: ...
الشيخ : هذا اللفظ (فاتقون) أنت قلت إن النون هنا ليست نون الرفع ولكن نون الوقاية فما الذي أدراك؟
الطالب: ....
الشيخ : اتقونني؟ لا هذا أصل ليس بأصل؟
الطالب: لأنه يدل على حذف الياء كسرة وأصله: فاتقوا هذا الأمر وني ونون الوقاية مع ياء المتكلم .... الكسرة حتى يدل على حذفها
الشيخ : صحيح الدليل واضح يا جماعة كَسْر النون، لأنها لو كانت نون الرفع لكانت بفتح النون فإِنَّ نون الرفع تكون مفتوحة ومِن مثالِ ذلك أيضًا قوله تعالى في سورة الذاريات: (( فلا تستَعْجِلُون )) بعض الطلبة يشكل عليه كيف قال: (( فلا تستعْجِلُون )) (لا) الناهية وتأتي النون مع لا الناهية؟
الطالب: ...
الشيخ : نقول النون هنا للوقاية بدليل أنها مكسورة لو أنك وصلت فقلت: (فلا تستعجلونِ) وجب الكسر أفهمتم؟
الطالب: ...
الشيخ : لا في سورة الذاريات أو (فلا يستعجلون) (( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ )) (فلا يستعجلون) هذا لَفظ الآية، إذا وصلت كيف تقول؟ (فلا يستعجلونِ * فويل) فالنون هنا للوقاية وليست نون الرفع، طيب (يا عباد فاتقون) وقد سبق معنى التقوى مرارًا فلا حاجة لإعادته.
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( لهم من فوقهم ظلل )) طباق (( من النار ومن تحتهم ظلل )) من النار (( ذلك يخوف الله به عباده )) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه (( ياعباد فاتقون )). أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ... )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين اجتنبوا الطاغوت )) الأوثان (( أن يعبدوها )) .
الطالب: ...
الشيخ : لا
الطالب: بدل بعض
الشيخ : ولا بعض لأن العبادة ما هي ببعض الأوثان
الطالب: بدل اشتمال
الشيخ : بدل اشتمال، طيب إذًا نقول: (أن يعبدوها) في محل نصب بدل من (الطاغوت)، وقوله: (أن يعبدوها) هم يعبدون الأصنام بدعائها ولكنهم يدَّعون أنهم لا يعبدوها إلا لِتُقَرِّبَهم إلى الله ثم قال: (( وأنابوا إلى الله )) إلى آخِرِه في الدرس القادم إن شاء الله
الهيبة التي تكون في التلميذ للشيخ ما حكمها .؟
الشيخ : نعم أي وش فيها؟
الطالب: الهيبة هذي ماذا تكون؟
الشيخ : ما هي خوف عبادة هذي، هذه ليست خوف عبادة ولكنَّها خوف هيبة واحترام.
في قوله : (( ياعباد فاتقون )) هل يدخل فيها الكافر .؟
الشيخ : طيب الكافر ما يُؤْمَر بالتقوى؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، من جملة التقوى ترْك الكفر، لأَنَّ التقوى اتخاذ وقاية من عذاب الله ومِن جملتها الإيمان ولهذا جاءت الآية (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ )) (يا أيها الناس) عمومًا وجاءت آية أخرى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا )).
سم يا بندر!
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21) ))
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد )) .
الطالب: .. عبادة الطاغوت وهو ما عُبِدَ من دون الله وهو راض
الشيخ : نعم طيب وما معنى (اجتنبوا)؟
الطالب: ابتعدوا
الشيخ : ابتعدوا عنه. ما موقع (أن يعبدوها) من الاعراب يا خالد؟ (اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها)
الطالب: بدل اشتمال
الشيخ : بدل اشتمال؟ كم أنواع البدل؟
الطالب: أربع
الشيخ : ما هي؟
الطالب: اشتمال، بعض
طالب آخر: بيان؟
الشيخ : لا
الطالب: بدل الغلط وبدل الاشتمال وبدل الكل للكل وبدل البعض
الشيخ : كم هذه؟
الطالب: أربعة.
الشيخ : خمسة قال ابن مالك:
مُطَابِقَاً أَو بَعْضًا أَو مَا يَشْتَمِل عَلَيْهِ يُلفَى أَو كَمَعْطُوفٍ بِـ(بَل)
أربعة، فيه بدل كُلٍّ من بعض؟
الطالب: على قول
الشيخ : على قول
الطالب: ...
الشيخ : أي نعم " بِسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلحَات " طيب قوله عز وجل: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) أظن هذا بدْء الدرس؟
الطالب: ...
الشيخ : نعم ما يخالف
7 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأنابوا )) أقبلوا (( إلى الله لهم البشرى )) بالجنة (( فبشر عباد )).
(( لهم البشرى )) قال: (( فبَشِّرْ عِبَاد )) أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يبشِّر عباد الله بَشِّرْهم بماذا؟ بشِّرْهم بالجنة وبكُلِّ ما يسُرُّه حتى في الدنيا المؤمن مسرُور دائمًا وإن أُصِيب ببلاء فإنه مسرور، لأنه إذا أُصِيب بالبلاء فصَبَر كان خيرًا له، قوله: (( فبَشِّر عبادِ )) الدال مكسورة مع أنها مفعول به لِماذا؟
الطالب: ...
الشيخ : لأنَّ أصلها (عبادي) فحُذِفَت الياء، للتخفيف كما في قوله تعالى: (( وما لهم من دونه من وال )) أي من والِي وإن كان الياء في (من وال) غير الياء في (عبادي)، لأن الياء من وال من أصل الكلمة وأما هنا فهي كلمة أخرى الياء، طيب (( فبشر عباد )) من المراد بالعباد هنا المراد خصوصيةُ العبودية أي عباد الله الصالحين لا كُلّ عبد
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وأنابوا )) أقبلوا (( إلى الله لهم البشرى )) بالجنة (( فبشر عباد )). أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) .
الطالب: إحدى عشرة
الشيخ : الإحدى عشرة، لأنها أحسن، إذا سمعوا الإنفاق في طلب العلم والإنفاق على فقيرٍ ليس في ضرورة ماذا يتبعون؟
الطالب: ...
الشيخ : على طلب العلم، لأنهم يتبعون الأحسن، إذًا لم يفرطوا في الوقت ولم يفرِّطوا في الأفضل بل كانوا يستمعون كلَّ قول حسن ويتَّبِعُون الأَحْسَن منه، طيب فإن تَبِعُوا الحسن وتركُوا الأَحْسن فإنهم لا يُلَامُون على ذلك لكنهم ليسوا في قمة الكمال، الذي في قمة الكمال هو الذي يتَّبِع الأحسن.
9 - تفسير قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )) وهو ما فيه فلاحهم (( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )) أصحاب العقول .
الطالب: ...
الشيخ : إشارةً إلى عُلُوِّ مرتبتهم، (( أولئك الذين هداهم الله )) هذه الجملة خبرية طرفاها معرِفة وقد قال العلماء: إنَّ الجملة الخبرية إذا كان طرفاها معرِفة فإنها تفيد الحصر (( أولئك الذين هداهم الله )) يعني لا غير، وقوله: (( هداهم اللهُ )) يشمل هداية الدلالة وهداية التوفيق، يعني بَيَّنَ لهم الحق وعلِمُوه ثم اهْتَدَوْا به والناس في هذا المقام ثَلاثة أقسام: قِسْم ضَلُّوا عن الهدى علمًا وعملًا، وقسم هُدُوا إلى الحَقّ عِلْمًا وعَمَلًا، وقسم هُدوا إلى الحق علمًا ولم يهتَدُوا إليه عملًا عرفتم؟ هل يمكن أن أقول: وقسم اهتدوا إلى الحق عملًا ولم يهتدوا إليه علمًا؟ لا يمكن لماذا؟ لأَنَّه لا عمَل بالحق إلا بعلمٍ بالحق، فالقسمة رباعية القسمة رباعية لكن الطرف الرابع منها غير واقع طيب ممتنع، إذًا (( أولئك الذين هداهم الله )) هداية؟
الطالب: ...
الشيخ : دلالة وتوفيق، يعني وإن شئت فقل: هداية علم وعمَل أيهما الدَّلالة؟
الطالب: العِلْم
الشيخ : العلم، والتوفيق؟
الطالب: العمل
الشيخ : العمل، طيب (( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )) (وأولئك) كرر اسم الإشارة تنوِيهًا بعُلُوِّ مرتبتهم، (( هم أولوا الألباب )) أي أصحابُ العقول، لأنَّ الانسان كلما كان للحَقِّ أَتْبَع كان أكمَلَ عقلًا، وكلما نقَصَ اتِّبَاع الحق في حقِّه كان أَدَلَّ على قِلَّة عقلِه، فأعقل الناس أتبعُهم لدين الله لا شك، لأنهم هم الذين عندهم الحَزْم وانْتِهَازُ الفرص وحِفْظ الوقت ولهذا قال: " (( أولئك هم أولوا الألباب )) أصحاب العقول "، طيب فإن قال قائل: أليس الكفار ذوي عقل؟ فالجواب: بلى لكنَّهم ذَووا عقل إِدْرَاكِيّ لا عقْلٍ رُشْدِيّ ولهذا كانوا مكَلَّفِين مُلْزَمِين، لأنَّ عندهم عقْلَ إِدراك لكنَّهم غير موفقين، لأنهم فقدوا عقل الرشد.
طيب في هذه الآية الكريمة (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها )) فيها مِن الفوائد
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )) وهو ما فيه فلاحهم (( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )) أصحاب العقول . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون )) .
من فوائد هذه الآية شدة العذاب على أهل النار، لأن العذاب يغشَاهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وإذا كان الإنسان لا يتحمل النار إذا أَتَتْه من وجهٍ ولو بعيد فكيف إذا أتته من الوجهين الفوق والتحت.
ومن فوائد الآية الكريمة أَنَّه يجِب على الانسان أن يخَافَ مما خَوَّفَه الله حتى يحَقِّقَ العبودية، لقوله: (( ذلك يُخَوِّف الله به عباده )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنه ينبغي للإنسان أن يسير إلى الله عز وجل على جانبٍ من الخوف، الخَوف مِن العذاب وقد مَرَّ علينا كثيرًا هل يُغَلِّبُ السَّائِرُ إلى الله جانِب الخوف أو جانب الرجاء؟ على ما سبق.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الله عز وجل رَبُّ كلِّ شيء، وأن كلَّ شيء فهو عابِدٌ لله، لقولِه: (( ذلك يُخَوِّف الله به عباده )).
ومِن فوائِدِ الآية الكريمة وُجُوبُ التقوى، لقوله تعالى: (( يَا عِبَاد فاتقون )).
11 - فوائد قول الله تعالى : (( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد )) .
مِن فوائدِها الثَّنَاء على مجتَنِبِ الطاغوت.
ومن فوائدِها أنَّ لهم هذا الثَّواب العظيم وهو قوله: (( لهم البشرى )).
ومن فوائدِها أن التوحيد لا يتِمّ إلا باجتناب الطاغوت والإخلاص لله، لقوله: (( اجتَنَبُوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا الى الله لهم البشرى )).
ومن فوائِد هذه الآية أنَّ الذين اتَّصَفُوا بهذه الصفة اجْتِنَاب الطاغوت والإنابة إلى الله هم أهل البشرى (( لهم البشرى )) ولم يُبَيِّن الله وقْتَ البشرى فهو شامِلٌ للبشرى في الدنيا وفي الاخرة.
ومن فوائدِها حِرْمَان مَن أشرك بالله من هذه البشرى، لأنه جعَلَ البُشْرَى لِمَن؟ ايش؟ لِمَن اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا الى الله.
ومن فوائد الآية الكريمة إثباتُ العبودية الخاصة، لقوله: (( فبَشِّرْ عباد ))، والعبودية الخاصة تكون منقسمة إلى خَاصَّةٍ أَخَص وإِلى خَاصَّةٍ ليست بِأَخَصّ فالمؤمنون جميعًا كلُّهم عبادُ الله والرُّسُل عبوديتهم أخص، طيب (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا )) هذه مِن الخاصة أو الأَخَص؟ مِن الأخص، (( واذكر عبادَنا إبراهيم )) هذه من العبادة الأخص
12 - فوائد قول الله تعالى : (( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )) .
ومن فوائدِها أَنَّ هؤلاء لا يضَيِّعُون وقتًا حتى أنهم يستمعون إلى عمَل غيرهم وهو قولُ غيرِهم، فكيف بعمَلِهم أنفسِهم لا بُد أن يكون قائمين به.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ عبادَ الله عز وجل الذين وصفَهم الله بما ذُكِر يأخذون مِن القول بأحْسَنِه لقولِه -يا أحمد-؟
الطالب: ...
الشيخ : لقوله: (( فيتبعون أحسنه )) صح؟
طيب من فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ هؤلاء القوم هم الذين هدَاهُم الله، لقوله: (( أولئك الذين هداهم الله )) ويتفَرَّع على هذه القاعدة أنك إذا رأيت من نفسِك الحِرْصَ على اسْتِمَاع قَوْلِ الخير واتِّبَاع أحْسَنِه فاعلم أن هذا من هداية الله لك، لأنه قال: (( أولئك الذين هداهم الله )) وإذا رأَيْتَ من نفسِك كراهَةَ الاستماع إلى القول الحسن فاتَّهِم نفسَك، لأنَّ الله جَعَل الهداية في هؤلاء القوم فإذا لم يحْصُل لك هذا فاتَّهِم نفسَك صَحِّحِ الخطأ أَقْبِلْ إلى الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ أَفعَالَ العباد واقِعَةٌ بتقدِير الله وأنهم لا يسْتَقِلُّون بها مِن أين تُؤْخَذ؟
الطالب: هداهم
الشيخ : (( هداهم الله )) ولهذا ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله مُرَادَةٌ له، خلافًا لِمَن قال: إن أفعال العباد ليست مرادةً له ولا مخلوقةً له وهم القدَرِيَّة مجُوسُ هذه الأمة، نعم
طيب مِن فوائد الآية الكريمة بيانُ مِنَّةِ الله عز وجل على هؤلاء الذين وُفِّقُوا لاستماع القول واتِّباعِ أحْسَنِه يعني إظهارُ مِنَّةِ الله عليهم في قوله: (( اولئك الذين هداهم الله )).
ومن فوائدها أَنَّه يجِبُ عقلًا أن تَحْمَد الله سبحانه وتعالى إذا هداك إلى مثلِ هذا، لأنَّك إذا علمت أَنَّ الهداية من الله فالعَقْل يقْتَضِي ايش؟ أن تحْمَدَه وتشْكُرَه وهذه النعمة أبلَغ مِن الإنعام بالأكل والشرب، لأنَّ الأكل و الشرب كلٌّ يأْكُل ويشرب حتى البهائم، لكن الهداية ما كُلُّ أَحَدٍ يهتدي فإِنْعَامُ الله على الإنسان بالهداية العِلْمِيَّة والعَمَلِيَّة أعظَم من إنعامه عليه بالأكل والشرب نعم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ المتمسِّكِين بدِين الله المتبعين لأَحْسَنِ القول هم أصحاب العقول، مِن المتعَارَف عند الناس الآن أنهم إذا رأَوا الإنسان ذكِيًّا متَأَنِّيًا في الأمور يقولون: هذا عاقل ما شاء الله عاقل. ولو كان من أفجَر الناس والحقيقة أَنَّا نقول: العاقل مَن وَفَّقَه الله تعالى للعلم والعمل ولو كان مِن أَبْلَدِ الناس لو كان مِن أبلد الناس باعتبار الذكاء.
ومن فوائد هذه الآية أنَّه لا تلازُم بين الذكاء والعَقْل: الذَّكَاء شيء والعقل شيءٌ آخر، حتى في عقل الإدراك لا تلازُم بين الذكاء وعقل الإدراك، لأنَّ مِن الناس مَن تجِدُه ذكِيًّا شدِيدَ الملاحظة يفْهَم الشيء بسرعة ويُعْطِي الجَوَاب بسرعة لكنَّه في التَّصَرُّف أحمق.