فوائد قول الله تعالى : (( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على المعتزلة الذين يقولون أن الإنسان مستقل بعمله يهدى نفسه ويضل نفسه ولا علاقة لمشيئة الله في فعله لقوله: (( ومن يضلل الله فما له من هاد ))
ومن فوائدها إثبات الهداية لغير الله التي هي هداية الدلالة وأما التوفيق فإلى الله عز وجل.
1 - فوائد قول الله تعالى : (( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد )) . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )) .
قال تعالى: (( ومن يهدي الله فما له من مضل )) أي من يقدر الله هدايته فما له من مضل، فلا أحد يستطيع أن يضله مهما كثرت الشبهات وكثرت الشهوات، إذا قدر الله على العبد الهداية فلن يضله شهوة ولا شبهه، لأنه عند الشهوة يغلب العقل فيمتنع منها، وعند الشبهه يغلب العلم فيهتدى به منها، هذا من يهديه الله فما له من مضل.
وفي هذه الجملة من تشيجع الإنسان على الاستمرار في الهداية ما هو ظاهر فهذه من فوائد الأية . تشجيع المرء المهتدي على الهداية لأن الله هو الذى هداه ولا أحد يستطيع أن يضله.
ومن فوائدها اللجوء إلى الله عزو وجل في طلب الهداية منه والإستمرار عليها.
ثم قال (( أليس الله بعزيز ذي انتقام )) الجواب: بلى، وقوله: (( بعزيز )) هذه خبر ليس دخلت عليها الباء الزائدة لفظا الزائدة معنى، لأنها تفيد توكيد العموم في النفي، إذ أن النفي يفيد العموم إذا أتى بعده إسم نكرة، لكن إذا دخلت الباء فإن حروف الزيادة من أحرف التوكيد كما ذكر ذلك علماء البلاغة .
وقوله: (( بعزيز )) قال المفسرون لأسماء الله الحسنى: العزيز له ثلاثة معان: المعنى الأول عزة القدر، والمعنى الثاني عزة القهر، والمعنى الثالث عزة الامتناع.
أما عزة القدر فمعناها أن الله ذو قدر عظيم وشرف كبير لا أحد يماثله ولا أحد يساويه أو يقاربه، وأما عزة القهر فمعناها أن الله تعالى قاهر لكل شيء غالب لكل شيء، وأما عزة الإمتناع فمعناها أن الله تعالى يمتنع عليه كل عيب ونقص، وهذا معروف في اللغة العربية، فالمعنى الثاني الذي هو الغلبة قال فيه الشاعر:
أين المفر والإله الطالب* والأشرم المغلوب ليس الغالب
وأما الأول الذي هو عزة القدر فيقال: هذا عزيز، أي نادر لا يوجد لشرفه وكرمه. وأما الثالث فقولهم: أرض عزاز، أي قوية صلبة يمتنع أو تمتنع أن تحفرها المعاول. فالله عز وجل عزيز بهذه المعان الثلاثة، الأول الأخ ؟
الطالب : ...
الشيخ : عزة الغلبة والقهر
الطالب : ...
الشيخ : والامتناع طيب.
وقوله: (( أليس الله بعزيز ذي انتقام )) ذي بمعنى صاحب، وانتقام نكرة، والنكرة في سياق الإثبات لا تفيد العموم، نعم ولكنها هنا في سياق ؟ (( أليس الله بعزيز ذي انتقام )) أي صاحب انتقام، فكلما كانت الحكمة في الانتقام انتقم، وتأمل قوله: (( ذي انتقام )) ولم يقل منتقم، لأنه ليس من أسماء الله المنتقم، ولم تأت المنتقم في أسماء الله في حديث صحيح، وإنما جاءت باسم الفاعل مقيدا، فقال تعالى: (( إنا من المجرمين منتقمون )) ولم يقل إنا منتقمون، وقال: ذي انتقام، أي: صاحب انتقام في موضع، فالمنتقم ليس من أسماء الله حتى وإن قرنت بالعفو، خلافا لما ذهب إليه بعض العلماء من أنه إذا قرنت العفو فلا بأس، بل نقول المنتقم ليس من أسماء الله لا مقرونا بالعفو ولا منفردا عنه، لكنه وصف بالانتقام مقيدا (( إنا من المجرمين منتقمون )) ويوصف بأن الانتقام يصدر منه لا أنه منتقم لقوله (( بعزيز ذي انتقام )).
فوائد قول الله تعالى : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )) .
ومن فوائدها تهديد هؤلاء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تهديهم بهاذين الوصفين: وصف العزة المستفاد من العزيز والانتقام المستفاد من قوله: (( ذي انتقام )) فكأن الله يهددهم بعزته وإنتقامه من تكذيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز )) غالب على أمره (( ذى انتقام )) من أعدائه؟ بلى .
قال: " (( ذي انتقام )) من أعدائه " والانتقام أخذ المجرم بجريمته، وقوله: " بلى " هذا جواب الاستفهام في قوله: (( أليس الله بعزيز ذي انتقام )).
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز )) غالب على أمره (( ذى انتقام )) من أعدائه؟ بلى . أستمع حفظ
تفسير قول الله تعالى : (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) .
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم *جواب ما أخرت فهو ملتزم
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم * جواب ما أخرت فهو ملتزم .
الشيخ : والمؤخر هنا القسم أو الشرط ؟
الطالب : الشرط.
الشيخ : الشرط فيحذف جوابه، ويكون جوابه معلوما من جواب القسم.
قوله: (( ولئن سألتهم )) سؤال استفهام، من خلق السموات والأرض ؟ يعنى: من أوجدهما على هذه الصنعة البديعة والأرض والسموات مأخوذة من السمو وهو العلو لعلوها وارتفاعها، وجمعها لأنها سبع سموات طباقا متطابقة كل واحدة فوق الأخرى، وعلى هذا فتكون الثانية أوسع من الأولى، والثالثة أوسع من الثانية، والرابعة أوسع من الثالثة، وهلم جرا، وإذا كان بينهما مسيرة خمس مئة عام عرفت سعة كل سماء بالنسبة لما تحتها، وأن سعتها عظيمة، ومع هذا فهذه السموات التي بهذه السعة العظيمة هي بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، الحلقة حلقة المغفر الصغيرة، ألقيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة، والرب عز وجل لا يقدر قدره إلا الله عزو وجل، طيب إذا السموات سبع متطابقة، والأرض واحدة لأنه قال: (( والأرض )) ولم يقل والأراضين ؟ نقول المراد بها الجنس، المراد بالأرض هنا الجنس، فلا ينافي أن تكون سبعا، وقد أشار الله تعالى في القرآن إلى أنها سبع في قوله: (( الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن )) وجاءت السنة صريحة في ذلك في مثل قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين ).
(( لئن سألتم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) هذا جواب سؤال يقولن الله هو الذي خلق السموات والأرض، ولم يدع المشركون أن السموات والأرض كانت قديمة غير محدثة، ولم يدعوا أن أحدا خلقها سوى الله، بل أقروا بأن الخالق هو الله وحده كما أنهم إذا سئلوا من خلقهم ؟ ليقولن الله، فكلما سئلوا عن شيء يتعلق بالربوبيه نسبوه إلى من ؟ إلى الله عز وجل من غير شريك، فهم مقرون بتوحيد الربوبية غاية الإقرار، يعلمون أن الله هو الخالق.
وقوله: (( ليقولن الله )) سأورد عليكم إشكالا في ضم هذا الفعل مع إتصال نون التوكيد به، والمعروف أن المضارع يبنى في موضعين: إذا اتصلت به نون التوكيد يبنى على الفتح، أو نون النسوة يبنى على السكون، فلماذا هنا صار مضموما ؟
الشيخ : فؤاد
الطالب : ...
الشيخ : عوضت عنه الضمة ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب كمل يا منصور.
الطالب : ...
الشيخ : إذا النون غير مباشرة للفعل، على هذا التقدير يكون بينها وبين الفعل واو الجماعة ونون الرفع، فهي غير مباشرة حقيقة، مباشرة لفظا، والفعل يبنى مع نون التوكيد المباشرة لفظا وتقديرا، أما هذه فهي في التقدير غير مباشرة ولهذا بقي الفعل معربا، فيقال أنه مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل هكذا يعرب.
(( ليقولن الله )) الله بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هو الله، ويجوز أن تكون فاعلا لفعل محذوف أي خلقهما الله، ويجوز أن تكون مبتدأ والخبر محذوف التقدير الله خالقهما، والأمر في هذا واسع، باب الإعراب له وجوه. نعم
تفسير قول الله تعالى : (( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) .
فمن الأول قوله: هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له، وقوله: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) هذا دعاء مسألة. ومن الثاني وهو دعاء العبادة قوله تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) هؤلاء القوم يدعون من دون الله، يدعون من دون الله دعاء مسألة أو دعاء عبادة ؟
الطالب : عام
الشيخ : نعم عام . يدعون من دون الله دعاء مسألة ودعاء عبادة، أخبرونا عن هذه الأصنام التي تدعونها من دون الله هل ينفعن من دعاهن ؟ هل يجلبن النفع أو يدفعن الضر؟ (( إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره )) إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ؟ الجواب لا، لا يدفعن الضرر إذا أراد الله (( أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته )) الجواب لا. إذا كيف تعبد من دون الله ؟ كيف تدعا من دون الله ؟ والله عز وجل إذا أراد بي ضرا لم يملكن دفعه، وإذا أرادني برحمة لم يملكن إمساك هذه الرحمة. الجواب يقول: " لا ".
(( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) يعني لا يهمني أن تهددوني بهذه الأصنام فإن حسبي الله أي كافيني عمن سواه.
والجملة في حسبي الله يجوز أن يكون فيها تقديم وتأخير، فنعرب حسبي خبر مقدم والله مبتدأ مؤخر، ويجوز أن نقول حسبي مبتدأ والله خبر، ويختلف المعنى، يختلف هذا الإعراب بإختلاف المعنى، فإن أردت أن تخبر عن الحسب بأنه الله فاجعل الحسب ؟ إن أردت أن تخبر عن الحسب بأنه الله فاجعل الحسب مبتدأ. وإن أردت أن تخبر عن الله بأنه الحسب ؟ فاجعل حسبي خبرا مقدما، والآية من حيث المعنى صالحة لهذا وهذا، فالله هو الحسب والحسب هو الله، ليس لنا حسب سوى الله، والله سبحانه وتعالى حسبنا وكافينا.
(( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) التوكل: هو الإعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله سبحانه وتعالى، هذا هو التوكل، الاعتماد على الله اعتمادا حقيقيا صادقا في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به هذا هو التوكل.
وهو من العبادة الخاصة بالله كما قال تعالى: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) أي على الله وحده، وأما توكل غير العبادة فإنه يجوز للإنسان أن يتوكل على غيره فيما وكله فيه، كما لو قلت لفلان: وكلتك تشترى لي كذا وكذا. فأعتمد عليه في الشراء، وهذا ليس توكل عبادة لأن المتوكل في هذه الصورة لا يشعر بأنه أدنى مرتبة من الوكيل، بل قد يشعر بأنه إيش ؟ أعلى مرتبة، لأنه جعل ذلك خادما له، منفذا لما يقول، أما التوكل على الله فإنك تتوكل على الله معتقدا في نفسك أنك مضطر إليه، وأنه سبحانه وتعالى هو الذى بيده تصريف أمورك، فتتوكل عليه رغبة ورهبة وتقربا إليه.
ولهذا نقول: هل يجوز أن نقول توكلت على فلان ؟ الجواب: إن كان ذلك على وجه العبادة فهذا حرام شرك، وإن كان على وجه الإنابة، أي أنبته منابي فيما وكلته فيه فهذا لا بأس به ولاحرج، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يوكل اصحابه في قبض الزكوات وتصفيفها وغير ذلك.
6 - تفسير قول الله تعالى : (( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولئن )) لام قسم (( سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرايتم ما تدعون )) تعبدون (( من دون الله )) أي الأصنام (( إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره )) لا (( أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته )) لا ، وفي قراءة بالإضافة فيها (( قل حسبى الله عليه يتوكل المتوكلون )) يثق الواثقون .
(( قل )) يعني إذا أقروا بهذا الإقرار " (( أفرأيتم ما تدعون )) تعبدون (( من دون الله )) أي الأصنام " يعنى أخبرونا عنها (( إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره )) الجواب ؟ يقول: " لا (( أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته )) لا، وفي قراءة بالإضافة فيهما " أي في قوله: (( كاشفات )) وفي قوله: ((ممسكات )) فنقرأ على هذه القراءة: (( هل هن كاشفات ضره )) (( هل هن ممسكات رحمته )) والقراءتان سبعيتان، ومن قاعدة المؤلف في هذا الكتاب أنه إذا قال: وقرئ فهي شاذة، وإذا قال: وفي قراءة فهي سبعيه، فليعرف هذا الاصطلاح حتى لا يلتبس، إذا قال قرئ فهي قراءة شاذة لا يقرأ بها، وإذا قال وفي قراءة فهي سبعية يقرأ بها. قال: (( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) قال يثق الواثقون.
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولئن )) لام قسم (( سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرايتم ما تدعون )) تعبدون (( من دون الله )) أي الأصنام (( إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره )) لا (( أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته )) لا ، وفي قراءة بالإضافة فيها (( قل حسبى الله عليه يتوكل المتوكلون )) يثق الواثقون . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) .
ومن فوائدها أن الإقرار بالربوبية لا ينفع العبد ولا يدخله في الإسلام، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاتل هؤلاء المقرين بالربوبية واستباح دمائهم ونسائهم وأموالهم، ولو كان إقرارهم بالربوبية نافعا لكانت دماؤهم معصومة وأموالهم معصومة وأهلوهم معصومين طيب.
ومن فوائد هذه الآية الرد بل الإبطال لما عرف المتكلمون به التوحيد، لأن عامة المتكلمين إذا فسروا التوحيد قالوا إنه ثلاثة أنواع: التوحيد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، هكذا يقولون توحيد الله ثلاثة أنواع: توحيده في ذاته وتوحيده في صفاته وتوحيده في أفعاله، فيقولون هو واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في ذاته لا قسيم له ويعنون بذلك أنه ليس له وجه وليس له يد وليس له عين وما أشبه ذلك.
يقول: لو قلنا إن له هذه الصفات لزم أن يكون ذا أعضاء وهو سبحانه لا يتقسم فهو واحد في ذاته لا قسيم له. واحد في أفعاله لا شريك له، واحد في أفعاله لا شريك ثم يجلعون هذا النوع من التوحيد هو توحيد الألوهية، فيقولون: معنى قول القائل لا إله إلا الله أي لا قادر على الخلق والاختراع إلا الله.
الثالث واحد في صفاته لا شبيه له، كلام ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، ماذا يعنون بقولهم لا شبيه له؟ أي لا صفات له، لأنهم يعتقدون أن كل من أثبت لله صفه فهو مشبه، فهو واحد في صفاته لا شبيه له، هذا التنويع لو قرأته على عامي ماذا يقول عنه ؟ يقول: ما أحسنه ما أجمله.
واحد فى ذاته لا قسيم له سبحانه وتعالى ويسبح ويهلل، واحد في أفعاله لا شريك له كذلك، ... نعم واحد في صفاته لا شبيه له كذلك، لكن لا يدرى أن وراء الأكمة ما وراءها، يريدون بقولهم واحد في ذاته لا قسيم له أي ليس له صفات هي بالنسبة إلينا أعضاء مثل ؟ اليد والوجه والعين والقدم والساق.
واحد في أفعاله لا شريك له يريدون بذلك أن هذا هو معنى لا إله إلا الله، ولو كان هذا معنى لا إله إلا الله لكان المشكرون الذين قاتهلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنين موحدين، وهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ولا يقبلون هذا، ويقولون أجعل الألهة إلها واحدا، فتأمل كيف كان المشركون في الجاهلية يفهمون من التوحيد ما لا يفهمه هؤلاء المتكلمون، أعرفت وقد ذكر العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمة وغيره هذا المعنى، وقالوا المشركون خير في فهم التوحيد من هؤلاء المتكلمين، لأن هؤلاء التكلمين جعلوا التوحيد هو توحيد الربوبية فقط. وهذا لا ينكره المشركون، يقرون به وينكرون توحيد الألوهية، لأنهم يعرفون أن معنى لا إله إلا الله لا معبود حق إلا الله، يعرفون هذا، أما أولاء المتكلمون فإنهم لا يقيمون للألوهية وزنا يجعلونها بره، لا يدخلونها في أنواع التوحيد.
واحد في صفاته لا شبيه له ماذا يعنون ؟ يعنون تعطيل الصفات لأنهم يدعون أن كل من أثبت لله صفة فهو مشبه، فتبين بهذه الأية تبين بها الرد على أولئك المتكلمين الذين يجعلون توحيد الألوهية هو توحيد الربوبية، ويأتى إن شاء الله بقيه الكلام عليها.
8 - فوائد قول الله تعالى : (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) . أستمع حفظ
هل مقاتلة المسلم دليل على استحلال دمه ؟.
الشيخ : لالا مقاتلة المسلم ليست كمقاتلة الكافر، مقاتلة المسلم تقاتله لأنه أخل بشعيرة من شعائر الإسلام ولا تستبيح نسائه وذريته وأرضه، لكن مقاتلة الكافر تقاتله لأنه ترك الإسلام كله، ولهذا تسبيح نسائه وذريته وأرضه
هل المنتقم من أسماء الله ؟.
الشيخ : المنتقم لا، لأن الله قيد الانتقام، لما وصف نفسه باسم الفاعل قيده.
وهنا نقول الأسماء أسماء الله تعالى كلها متضمنة للصفات كل اسم فهو متضمن لصفة أو أكثر من صفة، هل كل صفة تتضمن اسما ؟ لا، طيب إذا الصفات صارت أوسع من الأسماء هذه واحدة.
ثانيا: الصفات منها ما وصف الله به نفسه فهذا لا شك في أنه جائز ولكننا نصف الله به على حسب وما وصف به نفسه، فقال الله عز وجل: (( إن الله عزيز ذو انتقام )) هنا لا نقول إن الله منتقم بل نقول ذو انتقام أي له انتقام، وفرق بين أن أسمي الرجل بالنجار لأن مهنته النجارة أقول له نجارة يعنى ينجر إذا دعت الحاجة لذلك، أليس كذلك طيب .
فما وصف الله به نفسه من الصفات يوصف على حسب ما وصف به نفسه، ما لم يصف به نفسه إن كان دالا على معنى يليق بالله جاز أن يخبر به عن الله، وإن كان دال على معنى لا يليق بالله حرم أن أن يوصف به الله لا خبرا ولا وصفا لازما، وهذه مسألة مهمة، يعنى ما لا يليق بالله لا يجوز أن نصفه به لا على سبيل الفعل ولا على سبيل الوصف اللازم، وما كان لا يخالف ما يليق بالله جاز أن يخبر به عنه، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله هذا التقسيم أظنه في كتاب الفتاوى في قسم التوحيد .
الطالب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ : البسملة غير مشروعة إلا في أول السورة، هذا الصحيح .نعم
الطالب : ((قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى: (( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل )) إلى آخره
مناقشة قول الله تعالى : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام *ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) .
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت.
الشيخ : هل يوصف الله بالانتقام على سبيل الإطلاق ؟
الشيخ : السؤال هل يوصف على سبيل الإطلاق ؟ لا. وإنما يوصف مقيدا طيب.
الشيخ : هات لي آية فيها تقييد للانتقام.
الطالب : ...
الشيخ : لا (( إنا من المجرمين منتقمون )) فقيد انتقامه بالمجرمين طيب .
الشيخ : وقوله تعالى: (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض )) فيها قسم وشرط أين القسم ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، أظنك ما عندك نحو، عندك نحو أو لا ؟
الشيخ : إن شرطية هذا الشرط، أين القسم ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم إذا فالقسم مقدر، التقدير والله لئن طيب .
الشيخ : ما الذى وجد ؟ جواب الشرط أم جواب القسم ؟
الطالب : الذي وجد جواب الشرط.
الشيخ : جواب الشرط، الدليل ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، أين الجواب أين الجواب حتى نعرف (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) أين الجواب ؟
الطالب : ليقولن الله،
الشيخ : طيب الذي وجد الآن تقول أنه جواب الشرط فما دليلك على أنه جواب الشرط ؟
الطالب : تقدم لام القسم وأخر جواب الشرط
الطالب : ...
الشيخ : اصبر الموجود جواب القسم ما دليلك على أنه جواب القسم ؟
الطالب : لأنه هو المتقدم فابن مالك يقول ...
الشيخ : لا اصبر جزاك الله خير إلى الآن ما بعد، لأنه هو المتقدم هذا الحكم، لكن ما الدليل على أن الموجود (( ليقولن )) هو جواب القسم ؟
الطالب : لأن جواب القسم لا يكون مقترنا باللام (( ليقولن )).
الشيخ : جواب القسم لا يكون مقترن باللام ؟
الشيخ : أحسنت، الدليل أن الجواب مقترن باللام، ولا يقترن باللام إلا جواب القسم، أما جواب الشرط فيقترن بإيش ؟ بالفاء.
الشيخ : هل لديك أنت علم بأن تذكر الشاهد من كلام ابن مالك ؟ ماذا قال ابن مالك
الطالب : واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما اخرت فهو ملتزم
الشيخ : طيب قوله سبحانه وتعالى: (( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله )) الرؤيا هنا بمعنى ؟
الطالب : بمعنى الإخبار.
الشيخ : بمعنى الإخبار، يعنى أخبروني ما تدعون من دون الله إن أرادانى الله بضر إلى أخره.
الشيخ : قوله: (( هل هن كاشفات ضره )) فيها قراءتان عبد الله ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب على القراءة الأولى ما موقع ضر من الإعراب ؟
الطالب : ...
الشيخ : مفعول اسم فاعل كاشفات، وممسكات ؟ فيها القراءتان.
الشيخ : قوله تعالى: (( قل حسبي الله )) عبد المنان الجملة هنا اسمية أو فعلية ؟
الطالب: فعلية يا شيخ.
الشيخ : فعلية لأنها ؟
الطالب : ...
الشيخ : مبدوءة بفعل حسبي الله.
الطالب : ...
الشيخ : اسمية، أين الخبر فيها والمبتدأ ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم ما فيها وجه آخر ؟
الطالب : أو حسبي هي المبتدأ والله خبره
الشيخ : طيب كيف تجعل هذا خبر مرة وتجعل مبتدأ مرة ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني إن أردنا الإخبار عن الحسب بأنه هو الله صارت حسب ؟
الطالب : هي المبتدأ ولفظ الجلالة خبر
الشيخ : نعم وإن أردنا الإخبار ... ؟
الشيخ : أحسنت صح، هل تفيد الآية وجوب إفراد الله بالتوكل ؟ عبد الله
الطالب : ...
الشيخ : بأي طريق ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا أنا أريد التوكل، هل تدل الآية على وجوب إفراد الله بالتوكل ؟ بأي طريقة ؟
الطالب : ...
الشيخ : على الله، ما أمامي على الله .
الطالب : (( عليه يتوكل المتوكلون ))
الشيخ : (( عليه يتوكل المتوكلون )) طيب ما طريق ذلك ؟ لأن الحصر له طرق ؟
الطالب : تقديم المعمول.
الشيخ : أحسنت تقديم المعمول (( عليه )). تمام.
الشيخ : أخذنا الفوائد الآن ؟ ها ويش أخذنا ؟
11 - مناقشة قول الله تعالى : (( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام *ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) . أستمع حفظ
تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) .
ومن فوائد الأية الكريمة: إثبات الإرادة لله في قوله: (( إن أرادني )) (( أو أرادني )) وإرادة الله عز وجل تنقسم إلى قسمين: إرادة شرعية وإرادة كونية قدرية، إرادة شرعية وإرادة كونية قدرية.
أنا أرجو من الأخوة أن لا يعلق أحد على كتاب التفسير نفسه، لأن التعليق على الكتاب يفسد الكتاب، وربما يكون التعليق أكثر من التفسير، خصوصا متى إذا أردنا التكلم على تقسيم الإرادة وشبهها، أما إذا أردنا نفسر كلمة ويكتب على الهامش هذه أهون، لكن الأشياء التي فيها تفصيل تفسدون كتبتكم، ما تقرأ بعدكم أبدا، وربما أنتم مع طول الزمن ما تنتفعون بها، فنأمل الذي يريد أن يكتب مثل هذا الكلام الطويل يكتبه خارج الكتاب أحسن .
طيب الإرادة قلنا كونية وشرعية، الكونية هي التي بمعنى المشيئة والشرعية هي التي بمعنى المحبة، فإذا كانت يريد بمعنى يشاء فهي إرادة كونية، وإذا كانت يريد بمعنى يحب فهي إرادة شرعية.
طيب إذا الفرق بينهما أن الإرادة الكونية