الشيخ : إذا كانت بمعنى يشاء فهى إرادة كونية وإذا كانت يريد بمعنى يحب فهي إرادة شرعية طيب إذا الفرق بينهما أن الإرادة الكونية يلزم منها وقوع المراد يلزم منها وقوع المراد لأنها كونية لا احد يعقب حكم الله والإرادة الشرعية لا يلزم منها وقوع المراد
ثانياً: الإرادة الشرعية لا يكون إلا فيما يحبه الله والإرادة الكونية شاملة لما يحبه الله ومالا يحبه الله ونأخذ على هذا تمارين لو قال لك قائل : هل الله يريد المعاصى إن قلت نعم أخطأت وإن قلت لا أخطأت فماذا تقول؟ نقول بالإرادة الكونية نعم يريدها ولم تقع المعاصى إلا بإرادته وبالإرادة الشرعية لا لأن الله يكره المعاصى أفهمتم الآن ؟ وبهذا التفصيل تزول إشكالات كثيرة فى المعاصى هل هى مراد أم الله أو غير مراد ؟ نقول هى مرادة بإرادته غير مرادة بالإرادة الشرعية فإن قال قائل كيف يريدها الله وهو لا يحبها قلنا نعم هى مرادة لغيرها هى مرادة لغيرها بمعنى محبوبة لغيرها بمعنى محبوبة لغيرها أى بما تؤدى إليه من المصالح العظيمة طيب إذا ليست مرادة بالإرادة الشرعية وإنما هى مرادة بالإرادة الكونية فإذا أورد على الامور كيف يريدها الله تعالى وهو يكرهها فالجواب أن تقول يريدها ويكرهها لكونها مرادة لغيرها لكونها مرادة لغيرها فالله عز وجل يوقع المعاصى يريد المعاصى من أجل خير كثير لفاعلها إذا تاب إلى الله لأن العاصى إذا تاب إلى الله كان خيراً منه قبل المعصية والدليل على هذا أن آدم عصى ربه وغوى وتاب إلى الله وبعد توبته إجتباه وهداه ولولا هذه المعصية لم يحصل له الإجتباء والهداية التى حصلت بعد المعصية فكان فكانت المعصية الآن خيراً لآدم ثم أن فيها خيراً آخر الإنسان العاصى إذا عصى الله عرف قدر نفسه وخجل من ربه واستصغر كل عمل خير يفعله لأنه يذكر معصيته دائماً بين عينيه لكن إذا لم يعصى يشمخر ويعلوا بأنفه ويعجب بنفسه ويقول انا ماعصيت الله أبداً وما أشبه ذلك ثم يحبط عمله من حيث لا يشعر طيب هاتان ثنتان مصلحتهما لمن؟ العاصى هناك مصلحة ثالثة لعامة الناس لولا العصيان ماقام الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن الناس كلهم لو كانوا على البر والمعروف فبأى شيئ نأمر ؟ وعن اى شيئ نذهب ؟ فلا يقوم الأمربالمعروف والنهى عن المنكر إلا بوجود أسبابه وهى المعاصى
رابعاً : لولا المعاصي ماعرف الإنسان قدر الإيمان الذى أنعم الله به عليه ولذته لأن الناس لو كانوا على حد سواء ما عرف الانسان قدر نعمة الله ولهذا لا يعرف قدر العافية إلا من إبتلى بمرض أليس كذلك ؟ كذلك أيضاً المعصية لا يعرف العبد قدر نعمة الله عليه فى الطاعة إلا إذا عرف آثارالمعاصى على فاعلها .
خمسة أخذنا خمسة ؟
الخامسة : لولا المعاصى التى أعظمها الكفر ما قام سوق الجهاد لأننا لو كنا كلنا مسلمين ! فمن نجاهد ؟ لا أحد لكن إذا كان فى كافر ومؤمن قام سوق الجهاد ولا يخفى لكم ما فى سوق الجهاد من الخير والفضل العظيم. سادساً : لولا المعاصى لفاتت الحكمة من خلق الخلق كلهم قال الله عزوجل: (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )) -يعني على الهدى- (( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )).
سابعاً : لولا المعاصي لم يكن لخلق الجنة والنار حكمة لأن الجنة لمن عصى أستغفر الله لأن النار لمن؟ عصى ولو لم يكن عصاة لكان خلق النار عبثاً ولهذا قال : (( وتمت كلمة ربك لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين )).
فتبين لأن أن ما يقدره الله مما عزوجل مما يكرهه له فوائد كبيرة عظيمة وحينئذ يكون مراد الله تعالى مرادا لغيره وهو من هذه الناحية محبوب إلى الله وهو من هذه الناحية محبوب إلى الله فتبين بهذا سقوط الإيراد الذى أوردناه أولاً وهو كيف يقدر يريد الله المعاصي وهو يكرهها أعرفتم ؟ ومثل هذه الفوائد قد لاتجدونها فى كتاب ولذلك أحثكم على الاحتفاظ بها وتقييدها طيب نظير ذلك فى الأمور المحسوسة أن الأب أو الأم يأتى إلى ابنه المريض فيكويه بالنار وتؤلمه وتحرق جلده لكن لماذا ؟ لطلب الشفاء فكيه مكروه غير محبوب له لكنه محبوب لإيش ؟ محبوب لغيره أى لما ينتج عنه من المصالح وبهذا يتبين أنه لا مانع من أن يكون الشيئ مكروها من وجه إيش ؟ محبوباً من وجه طيب الفرق نرجع إلى الفرق بين الإرادتين الشرعية والكونيه ماهى التى يلزم فيها وقوع المراد؟ الطالب:....
الشيخ : الكونيه
الطالب الشرعية
الشيخ : الشرعية على أى شيء تستقر؟
الطالب :الكونية
الشيخ : الكونية نعم هي التي يلزم فيها وقوع المراد وعلى هذا فالكافر مراد منه أن يؤمن و... يراد منه أن يكفر وقد كفر مراد منه أن يؤمن بأي الارادتين مراد منه أن يكفر بالإرادة الكونية فكفر نعم المؤمن الذى آمن مراد منه ان يؤمن بالإرادة الشرعية ومراد منه أن يؤمن بالإرادة الكونيه لأنه آمن وعلى هذا فالمؤمن اجتمع فى حقه الإرادتان الكونيه والشرعية صح ؟
الطالب :...
الشيخ : متأكدون المؤمن اجتمع فى حقه الإرادتان الكونية والشرعية والكافر يجتمع فى حقه الإرادة الكونيه دون الشرعية اليس كذلك ؟ والكافر فى حقه الإرادة الكونية دون الشرعية طيب هنا (( إن أرادنى الله بضر أو إن أرادنى برحمة )) اى الإرادتين؟
الطالب :الكونية
الشيخ : الإرادة الكونية ؟

طيب من فوائد الآية الكريمة أن الله عزوجل يبتلى الإنسان بالضر وبالرحمة نعم وهو كذلك يبتليه بالضر ويبتليه بالرحمة قال الله تعالى (( وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ )) فالله عزوجل يبتلى بالضر ويبتلى بالرحمة طيب ومن فوائد الايات الكريمة الفرق بين الضر وبين الرحمة الرحمة قال فيها (( هل هن ممسكات رحمته )) والضر (( هل هن كاشفات ضره ))
لأن الرحمة تحتاج إلى بقاء لأن الرحمة تحتاج إلى بقاء فإذا أبقى الله الرحمه فهل هذه الأصنام هى التى تمسك الرحمه أو الله ؟ الله عزوجل الله هو الذى يمسك الرحمة وليست هذه الأصنام
ويحتمل فى الأيات وجه آخر هل هن ممسكات رحمته إن تصل إلى المرحوم فيكون ممسكات بمعنى مانعات مانعات للرحمة ليكون ذلك بمقابل هل هن كاشفات ضره
طيب ومن فوائد الأيات الكريمة وجوب اعتماد الإنسان على الله لقوله: (( قل حسبي الله )) أى قلها بلسانك معتقداً إياها بقلبك
ومن فوائد الأيات الكريمة أن أحق من يتوكل عليه هو الله لقوله : (( عليه فليتوكل المتوكلون )) فإن قال قائل هل تحقيق التوكل ينافي فى الأسباب ؟ فالجواب لا الجواب لا و إلا إذا تعذرت الأسباب ولم يبق للتوكل فحينئذ يكون هو سبب الأسباب فالإنسان مأمور بفعل السبب فإذا فعله ولم يفده أو لم يكن السبب موجوداً مقدوراً عليه لم يبق إلا التوكل فإن قال ما هو الدليل على أن فعل الأسباب لا ينافى التوكل قلنا وقوع ذلك من سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام كان يأخذ بالأسباب يأكل ليندفع عنه الجوع يشرب ليندفع عنه العطش ويتدرع فى الحرب بالدروع ليتقى بذلك السهام بل إنه عليه الصلاة والسلام فى أحد
ظاهر بين درعين لأن ذلك أقوى فى الصيانة والحماية وشق الخندق على المدينة فى غزوة الأحزاب مانعاً العدو من دخول المدينة والشواهد على ذلك كثيرة ولكن نقيد الأسباب بأن يثبت كونها شرعاً أو حساً لأبد أن يثبت كونها سببا إما عن طريق الشرع وإما عن طريق الحس والتجارب واما مجرد توهم كون هذا سبباً فإن ذلك من الشرك انتبهوا لهذه النقطة فمن دلالة كون الشيئ سبباً شرعاً أن القرآن شفاء لما فى الصدور وهو مرض الشبهات والشهوات وشفاء لما فى الأبدان لقول النبى صلى الله عليه وأله وسلم للذى يقرأالفاتحة على اللديغ ( ومايدريك أنها رقية ) من اين علمنا ذلك أن القرآن شفاء من الشر وقد يكون بالتجارب بالتجارب مثل أن نعرف أن السنا مسهل من اين عرفنا هل فى القران والسنة أن السنا مسهل لكن بالتجارب
الطالب:...
الشيخ : السنا السنا ...لغة المد ما ادري ...فى القصيم يسمى السناوي مثنى وهو سنا واحد لكنه نوع من الأوراق أوراق الشجر المعروف إذا دق ونقع فى الماء لمدة عشرين ساعة ونحوه وشربه الإنسان فإنه يسقط ما فى بطنه من الأذى ويسهل وله رائحة كريهة لكن الناس يجعلون معه بصلا ...رائحته وإن كان البصل خبيث لكن أهون أينعم
... على كل حال من أين عرفنا أن هذا مسهل من التجارب وغالب الأدوية الموجودة الآن غالبها من هذا النوع من التجارب أما شيئ موهوم فهذا لا يجوز اعتماده لا يجوز اعتماده بل هو نوع من الشرك التولة شرك لماذا ؟ لأنه لم يثبت كونها سبباً لمحبة الرجل لزوجتة أو الزوجة لزوجها لا شرعاً ولا قدراً يعنى ولا حساً ولا حساً فيكون إثبات كونها سبباً شركاً لأنك أثبت مالم يثبت الله فكأنك جعلت نفسك مثل الله فى إثبات الأسباب ومفعولاتها عرفتم ؟ إذاً قوله تعالى (( عليه يتوكل المتوكلون )) لا ينافي فعل إيش ؟
الأسباب بل الأسباب من التوكل ولهذا قال عمر إبن الخطاب رضى الله عنه لأبى عبيدة ابن الجراح لما قال أفراراً من قدر الله قال" نفر من قدر الله إلى قدر الله " والله أعلم

الشيخ : لا اللي ما يعصي الله احسن لأن العاصى ربما لا يوفق للتوبة أقول ربما لا يوفق للتوبة لكن الإنسان يشعر من نفسه أنه إذا عصى ثم تاب وجد من نفسه أنه خجل من الله ورجع إليه واستحي منه لكن إذا كان سائلاً على الطاعة مستمراً لا يجيد لذة التوبة وهذا شيء مجرب مشاهد نعم .

الطالب : متى يكون الدواء سببا نافعا .؟
الشيخ : مافي شك
الطالب :لكن المريض ما يعلم أنها ثابتة بدليل ...كثيرا منها
الشيخ : كيف ما يعلم لا لا لأنه واثق باهل الطب ويدري أنها مفيدة هما الآن لا يمكن ينزلون السوق أدوية إلا أخذ تجارب عليها كثيرا يجربونها على الفئران على الارانب على الكلاب يجرون تجارب خصوصا في الأمراض المستعصية انت لا تظن ان الواحد منهم يعجن الحبوب هذه ويعطيك اياها.
الطالب :لكن الواحد ....
الشيخ : أحسنت اصلا الدواء لابد أن يصيب محلا قابلا اذا لم يصب محلا قابلا ما نفع حتى القراءة الثابت أنها سبب ولا شك فيها كثيرا ما تقرأ على المريض ولا يستفيد لأن المحل غير قابل تجد تقرأ عليه ويقول ها ايشلون طول ما يستفيد

الطالب : هل يحرم استعمال الدواء اذا لم ينفع ؟.
الشيخ : لا ما يحرم استعماله لكن إذا كان يؤدي الى ضرر مثل بعض المضاد الحيوية هذه يمكن تضر الإنسان أكثر مما تنفعه فإن لم يجد نفعاً فهنا يجب عليه أن يمسك حتى لو قال له الطبيب استمر هو ما وجد نفعه في مثل الأدوية المضادة المضادات الحيوية هذا خطر على الإنسان

قال الله تبارك وتعإلى (( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل )) الخطاب هنا للنبى صلى الله عليه وأله وسلم وقوله ((قل ياقوم )) المراد به من كذبوه وعاندوه وقوله (( يا قوم )) هذه مناداة وأصلها يا قومي ولكنها حذفت الياء للتخفيف وبقيت الكسرة دليلاً عليها وعليه فيقول فى إعرابها قوم منادى منصوب بفتحة مقدرة على ماقبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف (( ياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل )) إعملوا على مكانتكم يعنى على ماأنتم عليه من الكفر والعداوة والإيذاء فإن ذلك لا يهمنى ولن يمنعنى من ان استمر فى عملي ولهذا أكد قوله إنى عامل يعنى عامل على ماانا عليه فأنتم اعملوا ونحن سنعمل وهذا كقوله تعالى (( فانتظروا إنا منتظرون )) انى عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه سوف تعلمون هذه جملة محققة لدخول سوف عليها فإن سوف تحقق الجملة كما تحققها السين لكن الفرق ان السين تفيد ذلك عن قرب وسوف تفيده عن مهلة ولهذا يقال السين للتنفيس وسوف للتسويف أى التأخير والتنفيس القرب (( فسوف تعلمون من )) يأتي من هذه مفعول تعلمون والعلم هنا بمعنى المعرفة ولهذا لا تنصب الا مفعولاًواحداً كما قال ابن مالك
"لعلم عرفان وظن تهمة تعدية لواحد ملتزمة "
يقول تعلمون أى تعرفون من يأتيه عذاب يخزيه أي ستعلمون الذى يأتيه عذاب يخزيه العذاب هنا العقوبة والخزى معناه الذل والعار ويحل عليه عذاب يؤتيه أى ينزل عليه عذاب مقيم لايفارقه سوف تعلمون هذا هل هونحن أم أنتم ولكنهم سوف يعلمون ذلك في وقت لا يتمكنون فيه من الخلاص وإنما ينادون بالويل والثبور والعياذ بالله إذاً من نعربه على أنه مفعول تعلمون الأول أو الثانى؟ ليس فسه أول ولا ثانى
لان يعلمون هنا بمعنى يعرفون (( فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ))

ثم قال تعالى (( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق )) تأمل (( أنزلنا عليك )) وفي بعض الآيات (( أنزلنا إليك )) فهل الحرفان بمعنى واحد ؟ أو هما يختلفان ؟ الجواب : الأصل فيما اختلف لفظه أن يختلف معناه هذا الأصل لأن اللفظ للمعاني بمنزلة الثوب للإنسان فإذا وجدنا لفظين تعديتهما واحدة لكنهما يختلفان لفظا فالأصل اختلافهما معنى فقوله (( إنا أنزلنا إليك )) يفيد أن غاية الإنزال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لايتجاوزه إلى غيره وقوله (( عليك )) يفيد أن الإنزال ...النبي صلى الله عليه وسلم حتى تشربه كأنه نزل في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام ألم تقرأ قول الله تعالى (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) ولم يقل إلى قلبك هذا هو الفرق وقوله (( عليك الكتاب )) الكتاب هنا هو القرآن الكريم وسمي كتاباً لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي بأيدي الملائكة وفي الصحف التي بين أيدينا وعلى هذا يكون فعال بمعنى مفعول وهذا الوزن أعني فعالاً بمعنى مفعول يأتي كثيرا فى اللغة العربية ومنه
الطالب:...
الشيخ : فراش بمعنى مفروش كساء ...وبناء بمعنى مبني وغراس بمعنى مغروس وله أمثلة طيب يقول (( الكتاب للناس بالحق )) اللام هنا للاختصاص أو للتعدية جائز هذا وهذا المعنى أن الله أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليهتدي به الناس وينتفعوا به والأمر كذلك فإن الناس انتفعوا بهذا القرآن انتفاعا لا يماثله انتفاع فالأمة القرشي كانت لاتساوي شيئا عند الأمم وكانوا أذلة وكانوا فقراء لهم رحلة إلى الشام في الصيف وإلى اليمن في الشتاء لأنهم ليس عندهم حركة ولا تجارة ولا أموال وببعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا القرآن صاروا سادة الأمم (( ألم يجدك يتيما فآوى )) يعني آواك وآوى بك فكنت أبا للناس بعد أن كنت يتيما لا أب لك ولذا نقول آوى حذف المفعول به من أجل العموم يعني آواك وآوى بك (( ووجدك ضالا فهدى ))هدى من ؟ هداك وهدى بك (( ووجدك عائلا فأغنى )) يعنى أغناك وأغنى بك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار " وكنتم عالة فأغناكم الله بي " ...فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء بالبركة لأمته ولهذا قال (( عليك الكتاب للناس )) وقوله (( بالحق )) لها معنيان بالحق يعني أن ماجاء به هذا القران فهو حق والحق هو الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام قال الله تعالى (( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا )) يعنى أن هذا القرآن نزل بالحق و أتى بالحق وهو ايش؟ صدق الأخبار وعدل الأحكام والمعنى الثاني بالحق يعني انه ..بالحق أى أنه نزول حق ليس فيه باطل كقوله تعالى (( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون )) فإذا بالحق له معنيان الأول
الطالب :...
الشيخ : يعنى أن ماجاء به الحق والثاني
الطالب :...
الشيخ : لا هذا يعود على المعنى الأول يعني أن نزوله حق ليس بباطل فإنه لا يعتريه الباطل (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) وتلوت عليكم قوله تعالى (( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون )) بخلاف أخبار الكهان أخبار الكهان كلها من الشياطين

(( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه )) الفاء هذه مفرعة على ما سبق يعني بعد نزول هذا القرآن انقسم الناس فيه إلى قسمين قسم اهتدى به فانتفع وقسم ضل عنه فهل وقوله (( فمن اهتدى )) من هذه شرطية فعل الشرط فيها اهتدى وجوابه جملة فلنفسه لأن الجملة هنا لأنها جمله اسميه ولهذا اقترنت بالفاء فمن اهتدى فلنفسه وقوله اهتدى أى هداية علمية وهداية عملية هداية علمية أي انه حرص على هذا القرآن وحفظة وتأمله وتدبره وهداية عمليه بأن إيش ؟ طبق هذا القرأن وعمل به عقيدة وقولا وفعلاً وقوله (( من اهتدى فلنفسه )) أي فاهتداؤه لنفسه أو فهو لنفسه المهم ان المحذوف هنا الخبر المحذوف هنا المبتدأ ولابد لماذا نقول ولا بد لأن المذكور جار ومجرور والجار والمجرور لا يمكن أبدا أن يكون مبتدأ فالجار والمجرور لا يمكن ابداً ان يكون مبتدأً إذا فالمحذوف هو المبتدأ هنا فان شئت قدر فلنفسه اهتداؤه وان شئت قدر فهو لنفسه ونسأل الأن لماذا اقترنت جملة الجواب بالفاء
الطالب :...
الشيخ : لأنها إسميه وإذا وقعت جمله الجواب إسميه وجب اقترانها بالفاء وربما تحذف الفاء لكن قليلاً ومنه قول الشاعر" من يفعل الحسنات الله يشكرها" ولم يقل فالله يشكرها لكن هذا قليل ولنتعرض الان لما يمكن قرنه بالجمل إذا وقع جواباً وهو مذكور فى بيت
الطالب :...
الشيخ :طيب هذا خمسة فاضل بيت علشان تكمل
الطالب :...
الشيخ : إسميه طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس … (( ومن ضل فإنما يضل عليها )) (( ومن ضل )) فلم يهتد لا علما ولا عملا (( فإنما يضل عليها )) أى على نفسه ولا يضر الله شيئاً ولا يضر غيره شيئاً أيضاً وما أنت عليه بوكيل ما هذه حجازية أى لاينطق بها الا أهل الحجاز إن أخطأت... ما هذه حجازية أى لاينطق بها الا أهل الحجاز؟
الطالب :...
الشيخ : خطأ لأنه ينطق بها أهل الحجاز وغيرهم لكنها لا تعمل عمل ليس الا عند أهل الحجاز ولذلك سميت حجازية هى عند أهل الحجاز تعمل عمل ليس ترفع المبتدا وتنصب الخبر ومن ذلك قوله تعالى (( ما هذا بشراً )) وعند بنى تميم لا تعمل عمل ليس مهملة فيقولون فى قوله تعالى في غير القرآن (( ما هذا بشر ٌ)) الان سأتكلم فقولوا انت حجازي او تميمي مازيد قائم
الطالب : حجازي ...تميمي
الشيخ : تميمى مازيد قائما
الطالب حجازي
الشيخ : حجازى إذاً لغة قريش وهم أهل الحجاز ماهذا بشراً وبنو تميم يقولون ما هذا بشر وكانوا يقرأون القرآن (( ماهذا بشرٌ )) قبل أن يوحد على لغة قريش لأن القرأن انزل على سبعة احرف وفى بيت طريف قال فيه الشاعر " ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب فأجاب ما قتل المحب حرام "
يعنى من اين انت فأجاب ما قال من آل فلان او ال فلان فأجاب ما قتل المحب حرام وايش تكون هذه المرأة تميمية لأنها قالت ما قتل المحب حرام إذاً عرف انها تميمية فى وقتنا الان هل نعرف التميمى من القرشى اندمج الآن تميمى و قرشى تجد هذا يقول ما هذا بشر وهذا يقول ما هذا بشر يختلفون كلهم اختلطوا طيب يقول الله عزوجل (( ما انت عليهم بوكيل )) هل نعرب الآن ما على لغة بنى تميم او على لغة قريش ؟على لغة قريش مع ان اللفظ لا يختلف فى هذا التركيب لا يختلف اللفظ لأن بنى تميم يقولون ما انت عليهم بوكيل وكذلك قريش لكن لعلمنا ان القرآن على لغة قريش نقول ان ما هنا حجازية وان هنا اسمهاو...للخطاب والباء حرف جر زائد وكيل خبرها منصوب بفتحة مقدرة على اخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد فإن قال قائل قلت هذا حرف جر زائد ونحن نعلم ان القرآن الكريم ليس فيه لغو والزيادة لغو فالجواب على هذا ان نقول الزيادة لغو إذا لم تفد معنى فإن افادت معناً فليست لغواً والمعنى الذى تفيده هنا توكيد النفى وعلى هذا فليست لغواً بل هى زائدة زائدة صح ؟ زائدة لفظاً زائدة معنى يعنى تزيد المعنى لكن قد يقول قائل كيف تقول زائدة زائدة نقول زائدة الاولى من زاد اللازم وزائدة الثانية من زاد المتعدى لأن زاد مثل نقص تستعمل لازمة لا تتعدى لمفعول وتستعمل متعدية للمفعول قال الله تعالى (( فزادكم إيمانا )) متعدية (( ثم لم ينقصوكم شيئا )) متعدية وتقول زاد ايمان الرجل لازمة وتقول نقص الماء لازمة (( وما انت عليهم بوكيل )) يعنى لست عليهم بمراقب تراقبهم وتحافظ عليهم وانما ذلك إلى الله انت عليك البلاغ والحساب على رب العباد عزوجل

نرجع الآن إلى كلام المفسر رحمه الله يقول (( قل ياقوم اعملوا على مكانتكم )) أى على حالتكم فالمكانة بمعنى الحالة وكما ذكرنا في التفسير المكانة أى ما كنتم عليه وهي بمعنى الحالة فى كلام المفسر (( إنى عامل )) على حالتى من أين فهم أن التقدير على حاله لأنها مقابل لقوله (( اعملوا على مكانتكم )) يعنى إنى عامل على مكانتي طيب إنى عامل (( فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه )) ……
الطالب : ...
الشيخ :...كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هو على حالته
الطالب :التقدير
الشيخ : التقدير على مكانته (( فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه )) يقول من موصولة مفعول للعلم كيف
الطالب : ...
الشيخ : مفعول للعلم بالتاء عندكم
الطالب : ...
الشيخ : طيب وايش …اذا قلت مفعول للعلم هو عندك أنا ظننت... أي نعم موصولة مفعول العلم أين العلم لو قال المؤلف مفعول لتعلمون لكان اوضح لان الذى فى الآيه ليس المصدر ولكنه الفعل وكان عليه ان يقول مفعول تعلمون لكن الكتاب في الحقيقة مؤلف لطلبة علم ولهذا نحن لا ننصح بقراءة هذا الكتاب للمبتدئ لأن هذا الكتاب وإن كان صغيراً أكبر من فهم المبتدى طيب …
الطالب :...
الشيخ : ... الجواب محفوظ إن شاء الله طيب من موصولة مفعول يأتيه عذاب يخزيه إذا كانت من موصولة فجملة يأتيه لامحل لها من الاعراب صلة الموصول عذاب يخزيه ماذا قلنا في عذاب ؟ عقوبة وجمله يخزيه صفة لعذاب وليست جواب لمن لأن من اسم موصول لا تحتاج إلى جواب (( من يأتيه عذاب يخزيه ويحل )) " ينزل عليه عذاب مقيم دائم وهو عذاب النار وقد أخزاهم الله ببدر " .