تفسير سورة غافر-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة مناقشة تفسير قوله تعالى : (( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )) .
الشيخ : هل يشترط لصحة التوبة ألا يصر على ذنب آخر، بمعنى هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على آخر ؟
الطالب : للعلماء في ذلك قولان، القول الأول: لا تصح، القول الثاني أنها تصح ولكن لا يستحق التوبة المطلقة.
الشيخ : وصف التوبة المطلقة، أيهما أصح ؟ الثاني أصح أنها تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، لكنه لا يصدق عليه وصف التائب على سبيل الإطلاق، نستمر الآن في استنباط الفوائد من الآية .
الطالب: فيه قول ثالث، أ، الذنب إذا كان من جنس الذنب.
الشيخ : قول ثالث هذا، لكن صححنا أنه يصح مطلقا يقول.
الطالب : للعلماء في ذلك قولان، القول الأول: لا تصح، القول الثاني أنها تصح ولكن لا يستحق التوبة المطلقة.
الشيخ : وصف التوبة المطلقة، أيهما أصح ؟ الثاني أصح أنها تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، لكنه لا يصدق عليه وصف التائب على سبيل الإطلاق، نستمر الآن في استنباط الفوائد من الآية .
الطالب: فيه قول ثالث، أ، الذنب إذا كان من جنس الذنب.
الشيخ : قول ثالث هذا، لكن صححنا أنه يصح مطلقا يقول.
1 - تتمة مناقشة تفسير قوله تعالى : (( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )) . أستمع حفظ
تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )) .
الشيخ : من فوائد الآية الكريمة: (( غافر الذنب وقابل التوب )) ذكرنا الحث على التوبة ؟ طيب .
من فوائدها: أن عقاب الله تعالى شديد لقوله تعالى: (( شديد العقاب )) ويتفرع على هذه الفائدة الحذر من التعرض لعقابه وقد قال الله عز وجل لنبيه: (( نبأ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال في آية أخرى: (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )) .
ومن فوائد الآية التي بعدها في قوله : (( ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )) بيان كمال غنى الله لقوله: (( ذي الطول )) أي صاحبه، والطول هو الغنى كما شرحناه.
ومن فوائد الآية الكريمة: انفراد الله تعالى بالإلوهية لقوله: (( لا إله إلا هو )) والإلوهية أو انفراد الله تعالى بالإلوهية أحد أقسام التوحيد الثلاثة التي هي توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ويسمى توحيد العبادة فهو باعتبار العبد توحيد عبادة وباعتبار المعبود توحيد ألوهية.
من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان أنه لا معبود إلا الله، كذا ؟ نعم لابد أن نقيد لا معبود حق إلا الله، لأن هناك ما يعبد من دون الله وتسمى آلهة، وقد سماها الله تعالى آلهة: (( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه )) (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) لكنها آلهة باطلة.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن المصير إلى الله عز وجل لقوله: (( إليه المصير )) .
ومن فوائدها: وجوب التحاكم إلى شريعة الله، تؤخذ من قوله: (( إليه )) حيث قدم الخبر وتقديم الخبر يفيد الحصر والاختصاص.
ومن فوائد الآية الكريمة: الجمع بين الخوف والرجاء في السير إلى الله، وجه ذلك أن الإنسان إذا علم أن المصير إلى الله وأنه غافر الذنب وقابل التوب وشديد العقاب يرجوا من وجه ويخاف من وجه آخر، ما دام المصير إلى من هذا وصفه فإنه لا شك أنه يرجوا تارة ويخاف أخرى، وأيهما يغلب ؟ قال بعض العلماء: يجب أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا، لا يغلب الرجاء فيقع في الأمن من مكر الله، ولا يغلب الخوف فيقع في القنوط من رحمة الله، بل يكون خوفه ورجاءه واحدا، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه ".
وقال بعضهم: ينبغي أن يسير الإنسان إلى الله تعالى سير الطير جناحاه متساويان فإن مال أحد جناحيه جنح إلى الجانب الذي مال إليه، وقال بعض العلماء: ينبغي في جانب الطاعة أن يغلب جانب الرجاء وأن الله تعالى يقبلها، وفي جانب المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، فإذا هم بسيئة ذكر شدة العقاب فخاف فارتدع، وإذا عمل صالحا ذكر الثواب والجزاء وقبول الله عز وجل فغلب جانب الرجاء.
وقال بعض العلماء: ينبغي أن يغلب جانب الخوف في حال الصحة وجانب الرجاء في حال المرض حتى يأتيه الموت وهو يحسن الظن بالله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ). فالأقوال إذن أربعة: أن يكون خوفه ورجاءه واحدا، والثاني أن يغلب جانب الرجاء في العمل الصالح وجانب الخوف إذا هم بالمعصية، والثالث أن يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة، ... طيب إذن، هذه أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا، طيب هذه ثلاثة أقوال والذي يظهر أن القول بأنه يغلب جانب الرجاء في حالة فعل الطاعة وجانب الخوف إذا هم بمعصية هو أقرب الأقوال، من أجل أن يردع نفسه إذا هم بمعصية خوفا من الله وأن يأمل القبول من الله والثواب إذا فعل الطاعة فيغلب جانب الرجاء.
(( لا إله إلا هو إليه المصير )) ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على التوكل على الله، كيف كانت دليلا على الحث على التوكل على الله ؟ ... أنه لما كان المصير إلى الله كان ينبغي أن يتعلق الإنسان بربه لا بغيره، ما دام المصير إلى الله فتوكل على الله لا على غيره.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: اللجوء إلى الله تعالى عند الشدائد وعند طلب المحبوب، تؤخذ من ؟ (( إليه المصير )) فإذا اشتدت بك شدة فلا تلتفت إلى زيد أو عمرو، عليك بالله عز وجل، حتى الشدائد التي أسبابها خفية لا ينفعك إلا الله: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )).
من فوائدها: أن عقاب الله تعالى شديد لقوله تعالى: (( شديد العقاب )) ويتفرع على هذه الفائدة الحذر من التعرض لعقابه وقد قال الله عز وجل لنبيه: (( نبأ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال في آية أخرى: (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )) .
ومن فوائد الآية التي بعدها في قوله : (( ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير )) بيان كمال غنى الله لقوله: (( ذي الطول )) أي صاحبه، والطول هو الغنى كما شرحناه.
ومن فوائد الآية الكريمة: انفراد الله تعالى بالإلوهية لقوله: (( لا إله إلا هو )) والإلوهية أو انفراد الله تعالى بالإلوهية أحد أقسام التوحيد الثلاثة التي هي توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ويسمى توحيد العبادة فهو باعتبار العبد توحيد عبادة وباعتبار المعبود توحيد ألوهية.
من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان أنه لا معبود إلا الله، كذا ؟ نعم لابد أن نقيد لا معبود حق إلا الله، لأن هناك ما يعبد من دون الله وتسمى آلهة، وقد سماها الله تعالى آلهة: (( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه )) (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) لكنها آلهة باطلة.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن المصير إلى الله عز وجل لقوله: (( إليه المصير )) .
ومن فوائدها: وجوب التحاكم إلى شريعة الله، تؤخذ من قوله: (( إليه )) حيث قدم الخبر وتقديم الخبر يفيد الحصر والاختصاص.
ومن فوائد الآية الكريمة: الجمع بين الخوف والرجاء في السير إلى الله، وجه ذلك أن الإنسان إذا علم أن المصير إلى الله وأنه غافر الذنب وقابل التوب وشديد العقاب يرجوا من وجه ويخاف من وجه آخر، ما دام المصير إلى من هذا وصفه فإنه لا شك أنه يرجوا تارة ويخاف أخرى، وأيهما يغلب ؟ قال بعض العلماء: يجب أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا، لا يغلب الرجاء فيقع في الأمن من مكر الله، ولا يغلب الخوف فيقع في القنوط من رحمة الله، بل يكون خوفه ورجاءه واحدا، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه ".
وقال بعضهم: ينبغي أن يسير الإنسان إلى الله تعالى سير الطير جناحاه متساويان فإن مال أحد جناحيه جنح إلى الجانب الذي مال إليه، وقال بعض العلماء: ينبغي في جانب الطاعة أن يغلب جانب الرجاء وأن الله تعالى يقبلها، وفي جانب المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، فإذا هم بسيئة ذكر شدة العقاب فخاف فارتدع، وإذا عمل صالحا ذكر الثواب والجزاء وقبول الله عز وجل فغلب جانب الرجاء.
وقال بعض العلماء: ينبغي أن يغلب جانب الخوف في حال الصحة وجانب الرجاء في حال المرض حتى يأتيه الموت وهو يحسن الظن بالله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ). فالأقوال إذن أربعة: أن يكون خوفه ورجاءه واحدا، والثاني أن يغلب جانب الرجاء في العمل الصالح وجانب الخوف إذا هم بالمعصية، والثالث أن يغلب جانب الرجاء في حال المرض وجانب الخوف في حال الصحة، ... طيب إذن، هذه أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا، طيب هذه ثلاثة أقوال والذي يظهر أن القول بأنه يغلب جانب الرجاء في حالة فعل الطاعة وجانب الخوف إذا هم بمعصية هو أقرب الأقوال، من أجل أن يردع نفسه إذا هم بمعصية خوفا من الله وأن يأمل القبول من الله والثواب إذا فعل الطاعة فيغلب جانب الرجاء.
(( لا إله إلا هو إليه المصير )) ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على التوكل على الله، كيف كانت دليلا على الحث على التوكل على الله ؟ ... أنه لما كان المصير إلى الله كان ينبغي أن يتعلق الإنسان بربه لا بغيره، ما دام المصير إلى الله فتوكل على الله لا على غيره.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: اللجوء إلى الله تعالى عند الشدائد وعند طلب المحبوب، تؤخذ من ؟ (( إليه المصير )) فإذا اشتدت بك شدة فلا تلتفت إلى زيد أو عمرو، عليك بالله عز وجل، حتى الشدائد التي أسبابها خفية لا ينفعك إلا الله: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )).
تفسير قوله تعالى : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) .
ثم قال الله عز وجل مبتدأ الدرس اليوم: (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا )) ما يجادل إلا الذي كفروا، ما: نافية، وإلا: أداة حصر، والجملة هنا جملة خبرية حصرية، خبرية لأنها منفية، حصرية لأنه حصر الجدال في الذين كفروا (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا )) أما الذين آمنوا فلا يجادلون في آيات الله، والمجادلة المنازعة والمخاصمة مأخوذة من الجدل وهو فتل الحبل، أتعرفون كيف يفتل الحبل ؟ هكذا حتى يشتد ويقوى هكذا، هذا أصل الجدل المنازعة، وهي مأخوذة من الجدل أي فتل الحبل لأن كل واحد من المتنازعين كأنما يفتل حبلا لمنازعه فيكون ذلك أشد في الإحكام.
3 - تفسير قوله تعالى : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( ما يجادل فى ءايات الله )) القرآن (( إلا الذين كفروا )) من أهل مكة (( فلا يغررك تقلبهم فى البلاد )) للمعاش سالمين ، فإن عاقبتهم النار .
وقوله: (( في آيات الله )) قال المفسر: " القرآن " وينبغي أن نفسر الآيات بما هو أعم، وهذا الذي فسر المؤلف الآيات به يعتبر قصورا، ولا ينبغي أن نفسر العام بأخص منه إلا إذا دلت قرينة قوية على ذلك، وهنا لا دلالة، فالمنازعون في آيات الله منهم من ينازع في القرآن، ومنهم من ينازع في السنة، ومنهم من ينازع في الخلق، مثلا الكسوف من آيات الله، خسوف القمر من آيات الله، من الناس من يجادل فيه ويقول ليس هذا من باب تخويف العباد وأي رابطة بين هذا وبين التخويف وسببه طبيعي معلوم يدرك بالحساب، عرفتم ؟ يجادل في شرع الله في آيات الله فيقول مثلا لماذا كان كذا وكان في موضع آخر كذا وكذا، كقصة المعري الذي جادل في كون اليد تقطع في ربع دينار وديتها خمسمائة دينار، وكقول بعضهم لماذا ينتقض الوضوء بالريح من أسفل ولا ينتقض بالريح من أعلى والريح من أعلى هو الجشاء وما أشبه ذلك من المجادلات في الآيات الشرعية.
منهم من يجادل في القرآن يقول القرآن فيه تناقض قال الله تعالى: (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) وقال في آية أخرى: (( ولا يكتمون الله حديثا )) هذا تناقض فيجادل، فالمهم أن الجدل يكون في الآيات الشرعية الثابتة في القرآن والسنة ويكون أيضا في الآيات الكونية فينبغي أن نفسر الآيات بما هو أعم مما ذكره المؤلف، فنقول: (( ما يجادل في آيات الله )) الكونية أو الشرعية (( إلا الذي كفروا )) وأما المؤمنون فلا يجادلون، المؤمنون يقولون آمنا به كل من عند ربنا ولا يجادلون، من أين عرفنا أن المؤمنين لا يجادلون ؟ من كونه حصر المجادلة في الذين كفروا.
قال: " (( إلا الذين كفروا )) من أهل مكة " وهذا تخصيص آخر، الله عز وجل يقول: (( إلا الذين كفروا )) والمؤلف يقول من أهل مكة، سبحان الله القرآن يعم ونحن نخص هذا خطأ، قصور في التفسير، فنقول: (( في آيات الله )) أعم من القرآن (( إلا الذين كفروا )) أعم من أهل مكة، يجادل في آيات الله الذين كفروا من أهل مكة ومن غير أهل مكة، من أهل المدينة من أهل الطائف من أهل جدة من أهل القصيم من كل مكان، كلهم يجادلون في آيات الله إذا كانوا كفارا.
(( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) الفاء للتفريع على ما سبق، والخطاب في قوله: (( فلا يغررك )) إما للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه الذي نزل عليه القرآن، وإما لعموم المخاطبين لأن القرآن نزل للجميع، وأيهما أولى؟ الثاني، لأن القاعدة التفسيرية عندنا أنه إذا دار الأمر بين كون المعنى عاما أو خاصا فإنه يحمل على العام لأن الخاص يدخل في العام ولا عكس، إذن فلا يغررك أيها المخاطب وأول من يدخل في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ويغررك يعني لا يخدعك ولا تغتر به.
(( تقلبهم في البلاد )) التقلب هو التردد من شيء إلى شيء، ومنه تقلب الإنسان في فراشه من جنب إلى جنب، المعنى لا يغرك ترددهم في البلاد يمينا وشمالا وشرقا وغربا للتجارة ولغير التجارة، لماذا لا يغر ؟
قال: " (( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) سالمين فإن عاقبتهم النار " ولكن لو قال: فإن عاقبتهم البوار لكان أحسن، لأن الله تعالى ضرب مثلا بمن كان على حالهم بأن الله أهلكهم فقال: (( كذبت قبلهم قوم نوح )) إلى آخره.
منهم من يجادل في القرآن يقول القرآن فيه تناقض قال الله تعالى: (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) وقال في آية أخرى: (( ولا يكتمون الله حديثا )) هذا تناقض فيجادل، فالمهم أن الجدل يكون في الآيات الشرعية الثابتة في القرآن والسنة ويكون أيضا في الآيات الكونية فينبغي أن نفسر الآيات بما هو أعم مما ذكره المؤلف، فنقول: (( ما يجادل في آيات الله )) الكونية أو الشرعية (( إلا الذي كفروا )) وأما المؤمنون فلا يجادلون، المؤمنون يقولون آمنا به كل من عند ربنا ولا يجادلون، من أين عرفنا أن المؤمنين لا يجادلون ؟ من كونه حصر المجادلة في الذين كفروا.
قال: " (( إلا الذين كفروا )) من أهل مكة " وهذا تخصيص آخر، الله عز وجل يقول: (( إلا الذين كفروا )) والمؤلف يقول من أهل مكة، سبحان الله القرآن يعم ونحن نخص هذا خطأ، قصور في التفسير، فنقول: (( في آيات الله )) أعم من القرآن (( إلا الذين كفروا )) أعم من أهل مكة، يجادل في آيات الله الذين كفروا من أهل مكة ومن غير أهل مكة، من أهل المدينة من أهل الطائف من أهل جدة من أهل القصيم من كل مكان، كلهم يجادلون في آيات الله إذا كانوا كفارا.
(( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) الفاء للتفريع على ما سبق، والخطاب في قوله: (( فلا يغررك )) إما للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه الذي نزل عليه القرآن، وإما لعموم المخاطبين لأن القرآن نزل للجميع، وأيهما أولى؟ الثاني، لأن القاعدة التفسيرية عندنا أنه إذا دار الأمر بين كون المعنى عاما أو خاصا فإنه يحمل على العام لأن الخاص يدخل في العام ولا عكس، إذن فلا يغررك أيها المخاطب وأول من يدخل في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ويغررك يعني لا يخدعك ولا تغتر به.
(( تقلبهم في البلاد )) التقلب هو التردد من شيء إلى شيء، ومنه تقلب الإنسان في فراشه من جنب إلى جنب، المعنى لا يغرك ترددهم في البلاد يمينا وشمالا وشرقا وغربا للتجارة ولغير التجارة، لماذا لا يغر ؟
قال: " (( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) سالمين فإن عاقبتهم النار " ولكن لو قال: فإن عاقبتهم البوار لكان أحسن، لأن الله تعالى ضرب مثلا بمن كان على حالهم بأن الله أهلكهم فقال: (( كذبت قبلهم قوم نوح )) إلى آخره.
4 - التعليق على تفسير الجلالبين : (( ما يجادل فى ءايات الله )) القرآن (( إلا الذين كفروا )) من أهل مكة (( فلا يغررك تقلبهم فى البلاد )) للمعاش سالمين ، فإن عاقبتهم النار . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) .
نأخذ فوائد الآية قبل أن نتجاوزها، يقول الله عز وجل: (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ))
فمن فوائد هذه الآية: أن الكفار يجادلون في آيات الله، لكن لأي شيء ؟ (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )).
ومن فوائدها: حرص الكفار على إبطال الحق بالمجادلة والمجالدة، المجادلة كما في الآية، المجالدة إذا عجزوا عن إبطال الحق بالجدل أبطلوه بالجلد بالقتال كما في آيات أخرى.
ومن فوائد الآية الكريمة: الحذر من مجادلة الكفار إذا كان ليس عند الإنسان سلاح، أي لا تدخل مع الكفار في جدل إذا لم يكن لديك سلاح لأنك سوف تهزم وهزيمتك ليست هزيمة شخصية لكنها هزيمة للإسلام.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي لنا أن نعرف معايب الكفار وأقوالهم حتى يمكننا أن نجادلهم، لأن الجدل كما قلنا فيما سبق المنازعة كل واحد ينازع الآخر ليفتل كلامه أمامه حتى يشتد عليه، فلابد أن تعرف ما هم عليه من الباطل من أجل أن تحاجهم فيه، يعني لا يكفي في مجادلة الكفار أن تعرف الحق الذي أنت عليه بل لابد أن تعرف الباطل الذي هم عليه، وأظن هذا واضحا، والله عز وجل يجادل الكفار بمثل هذا يقول: (( آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) والآيات في هذا كثيرة، اعرف ما عند عدوك من الباطل من أجل أن تدحض حجته.
فإن قال قائل كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة التي ذكر الله فيها أنه لا يجادل في الآيات إلا الكفار وبين قول الله تبارك وتعالى: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) [النحل :125] فأمر بالجدال مع أنه في هذه الآية ذم الجدال وقال إنه لا يجادل إلا الكفار، الجواب على هذا سهل أن المجادلة التي أمرنا بها هي المجادلة لإبطال الباطل وإحقاق الحق، أما الكفار فإنهم يجادلون لإبطال الحق وإحقاق الباطل عكس ما أمرنا به.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى يملي للكفار ويمهلهم ويمكنهم من التقلب في البلاد حيث شاءوا لقوله: (( تقلبهم في البلاد )).
ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير المؤمن أن يغتر بما أنعم الله به على هؤلاء الكفار من التقلب في الدنيا حيث شاءوا لقوله: (( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )).
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان سفه أولئك الذين أغروا واغتروا بالكفار، بيان سفههم في العقول وضلالهم في الدين، فإن بعض المسلمين ضعفاء الإيمان انبهروا مما عليه الكفار، وظنوا أن ما هم عليه من تحلل الأخلاق وفساد العقائد والكفر هو الذي أوجب أن يكونوا على هذا المستوى من التقدم المادي فانبهروا بذلك وانفلتوا من الدين، وضيعوا مشيتهم ومشية الحمامة صاروا كالغراب، يقولون إن الغراب أعجبه مشية الحمامة ومعروف الفرق بين مشية الحمامة ومشية الغراب، الغراب ... والحمامة تشمي كأنما تمشي على عجل أي على كفرات كما تقولون، فأعجبته المشية فقال: سأمشي مثل مشية الحمامة فأراد أن يفعل ولم يدرك شيئا أراد أن يعود إلى مشيته الأولى فعجز أن يعرفها فضيع المشية الأولى والثانية، هؤلاء المساكين الذين انبهروا بما عليه الكفار من القوة المادية وما زخرف لهم من الدنيا ضيعوا دينهم ولم يصلوا إلى ما عليه هؤلاء من الدنيا، وقد قال الله تعالى لنبيه: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى )).
طيب ومن فوائد الآيات الكريمة: أنه مهما طال الأمد بهؤلاء الكفار فإن مآلهم الهلاك والبوار، وانظروا الآن كل الكفار السابقين أين ذهبوا ؟ ذهبوا إلى النار، لأننا نشهد بالله أن كل كافر في النار، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر انتقلوا من الدنيا التي جعلت لهم جنة إلى النار والعياذ بالله.
وأظن قد قصصت عليكم قصة لابن حجر العسقلاني نعم، وكان قاضي القضاة في مصر يعني كبير القضاة، وكان إذا مشى يمشي على عربة تجرها الخيول أو البغال في موكب، فمر ذات يوم بيهودي سمان يعني يصنع السمن أو زيات وتعرفون الزيات والسمان تكون ثيابه ملوثة بالزيت وأحواله سيئة، فأشار إلى الموكب فوقف فقال لابن حجر إن نبيكم يقول: ( إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) وكيف يتفق هذا القول مع حالي وحالك، أنت الآن مسلم وفي هذه الرفاهية وفي هذا الموكب العظيم وهو يهودي وتعس، في زيت أو سمن يلوث ثيابه ويديه وكل شيء، فقال له ابن حجر رحمه الله تعالى: " نعم لكن ما أنت فيه من البؤس هو جنة بالنسبة لما ستؤول إليه إذا مت " إذا مت أين يكون ؟ النار أو هذا ؟ هذا جنة بالنسبة للنار " وأما أنا فنعيمي هذا بالنسبة للجنة يعتبر سجنا " لأن نعيم الجنة أعلى بكثير من هذا فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. سبحان الله تبين له الأمر بكلمة بسيطة، فأقول إن هؤلاء الكفار مهما زينت لهم الدنيا فإنهم والعياذ بالله سيؤولون إلى عذاب، وكما نعلم جميعا أن الإنسان إذا آل إلى عذاب بعد النعيم صار العذاب عليه أشد، لكن لو انتقل من عذاب إلى عذاب صار أهون، أما من نعيم إلى عذاب صعب جدا (( فلا يغررك تقبلهم في البلاد )) إذ هؤلاء الكفار الذين يذهبون ويجيئون كل هؤلاء لا يغرنكم لاسيما إذا كان ترددهم في البلاد استكبارا في الأرض ومكر السيئ وعلوا على الخلق وزعما منهم أنهم سيدبرون الناس وسيسنون نظاما عالميا كما يقولون، فإننا نعلم أن مآلهم الفشل إذا نحن صدقنا الله، إذا نحن صدقنا الله فإن كيدهم لا يضرنا: (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) يعني كيدا أعظم، ومعلوم أن الكيد الواقع من الله أشد من الكيد الواقع من البشر نعم .
فمن فوائد هذه الآية: أن الكفار يجادلون في آيات الله، لكن لأي شيء ؟ (( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )).
ومن فوائدها: حرص الكفار على إبطال الحق بالمجادلة والمجالدة، المجادلة كما في الآية، المجالدة إذا عجزوا عن إبطال الحق بالجدل أبطلوه بالجلد بالقتال كما في آيات أخرى.
ومن فوائد الآية الكريمة: الحذر من مجادلة الكفار إذا كان ليس عند الإنسان سلاح، أي لا تدخل مع الكفار في جدل إذا لم يكن لديك سلاح لأنك سوف تهزم وهزيمتك ليست هزيمة شخصية لكنها هزيمة للإسلام.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي لنا أن نعرف معايب الكفار وأقوالهم حتى يمكننا أن نجادلهم، لأن الجدل كما قلنا فيما سبق المنازعة كل واحد ينازع الآخر ليفتل كلامه أمامه حتى يشتد عليه، فلابد أن تعرف ما هم عليه من الباطل من أجل أن تحاجهم فيه، يعني لا يكفي في مجادلة الكفار أن تعرف الحق الذي أنت عليه بل لابد أن تعرف الباطل الذي هم عليه، وأظن هذا واضحا، والله عز وجل يجادل الكفار بمثل هذا يقول: (( آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) والآيات في هذا كثيرة، اعرف ما عند عدوك من الباطل من أجل أن تدحض حجته.
فإن قال قائل كيف نجمع بين هذه الآية الكريمة التي ذكر الله فيها أنه لا يجادل في الآيات إلا الكفار وبين قول الله تبارك وتعالى: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) [النحل :125] فأمر بالجدال مع أنه في هذه الآية ذم الجدال وقال إنه لا يجادل إلا الكفار، الجواب على هذا سهل أن المجادلة التي أمرنا بها هي المجادلة لإبطال الباطل وإحقاق الحق، أما الكفار فإنهم يجادلون لإبطال الحق وإحقاق الباطل عكس ما أمرنا به.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى يملي للكفار ويمهلهم ويمكنهم من التقلب في البلاد حيث شاءوا لقوله: (( تقلبهم في البلاد )).
ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير المؤمن أن يغتر بما أنعم الله به على هؤلاء الكفار من التقلب في الدنيا حيث شاءوا لقوله: (( فلا يغررك تقلبهم في البلاد )).
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان سفه أولئك الذين أغروا واغتروا بالكفار، بيان سفههم في العقول وضلالهم في الدين، فإن بعض المسلمين ضعفاء الإيمان انبهروا مما عليه الكفار، وظنوا أن ما هم عليه من تحلل الأخلاق وفساد العقائد والكفر هو الذي أوجب أن يكونوا على هذا المستوى من التقدم المادي فانبهروا بذلك وانفلتوا من الدين، وضيعوا مشيتهم ومشية الحمامة صاروا كالغراب، يقولون إن الغراب أعجبه مشية الحمامة ومعروف الفرق بين مشية الحمامة ومشية الغراب، الغراب ... والحمامة تشمي كأنما تمشي على عجل أي على كفرات كما تقولون، فأعجبته المشية فقال: سأمشي مثل مشية الحمامة فأراد أن يفعل ولم يدرك شيئا أراد أن يعود إلى مشيته الأولى فعجز أن يعرفها فضيع المشية الأولى والثانية، هؤلاء المساكين الذين انبهروا بما عليه الكفار من القوة المادية وما زخرف لهم من الدنيا ضيعوا دينهم ولم يصلوا إلى ما عليه هؤلاء من الدنيا، وقد قال الله تعالى لنبيه: (( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى )).
طيب ومن فوائد الآيات الكريمة: أنه مهما طال الأمد بهؤلاء الكفار فإن مآلهم الهلاك والبوار، وانظروا الآن كل الكفار السابقين أين ذهبوا ؟ ذهبوا إلى النار، لأننا نشهد بالله أن كل كافر في النار، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر انتقلوا من الدنيا التي جعلت لهم جنة إلى النار والعياذ بالله.
وأظن قد قصصت عليكم قصة لابن حجر العسقلاني نعم، وكان قاضي القضاة في مصر يعني كبير القضاة، وكان إذا مشى يمشي على عربة تجرها الخيول أو البغال في موكب، فمر ذات يوم بيهودي سمان يعني يصنع السمن أو زيات وتعرفون الزيات والسمان تكون ثيابه ملوثة بالزيت وأحواله سيئة، فأشار إلى الموكب فوقف فقال لابن حجر إن نبيكم يقول: ( إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) وكيف يتفق هذا القول مع حالي وحالك، أنت الآن مسلم وفي هذه الرفاهية وفي هذا الموكب العظيم وهو يهودي وتعس، في زيت أو سمن يلوث ثيابه ويديه وكل شيء، فقال له ابن حجر رحمه الله تعالى: " نعم لكن ما أنت فيه من البؤس هو جنة بالنسبة لما ستؤول إليه إذا مت " إذا مت أين يكون ؟ النار أو هذا ؟ هذا جنة بالنسبة للنار " وأما أنا فنعيمي هذا بالنسبة للجنة يعتبر سجنا " لأن نعيم الجنة أعلى بكثير من هذا فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. سبحان الله تبين له الأمر بكلمة بسيطة، فأقول إن هؤلاء الكفار مهما زينت لهم الدنيا فإنهم والعياذ بالله سيؤولون إلى عذاب، وكما نعلم جميعا أن الإنسان إذا آل إلى عذاب بعد النعيم صار العذاب عليه أشد، لكن لو انتقل من عذاب إلى عذاب صار أهون، أما من نعيم إلى عذاب صعب جدا (( فلا يغررك تقبلهم في البلاد )) إذ هؤلاء الكفار الذين يذهبون ويجيئون كل هؤلاء لا يغرنكم لاسيما إذا كان ترددهم في البلاد استكبارا في الأرض ومكر السيئ وعلوا على الخلق وزعما منهم أنهم سيدبرون الناس وسيسنون نظاما عالميا كما يقولون، فإننا نعلم أن مآلهم الفشل إذا نحن صدقنا الله، إذا نحن صدقنا الله فإن كيدهم لا يضرنا: (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) يعني كيدا أعظم، ومعلوم أن الكيد الواقع من الله أشد من الكيد الواقع من البشر نعم .
5 - فوائد قوله تعالى : (( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد )) . أستمع حفظ
سؤال عن ضابط تغليب الخوف والرجاء في حياة الإنسان .؟
الطالب: ... هل لكم فيها قول جديد في الجمع بين الخوف والرجاء ؟
الشيخ : لا ما هو جديد، هذا بقطع النظر عن حالات تعرض للإنسان، كما نقول هذا الشيء مباح وقد يكون واجبا وقد يكون حراما، فنحن إذا رجحنا يعني ننظر إلى القول من حيث هو قول، لكن قد تعرض للإنسان حالات حتى إذا هم بالمعصية قد يكون يغلب جانب الرجاء أو بالعكس، فالقول من حيث هو قول القياس يقتضي أننا نغلب جانب الرجاء إذا فعلنا الطاعة ونقول إن الله تعالى لم يوفقنا للطاعة إلا وسيقبلها منا: (( ادعوني استجب لكم )) ولهذا قال بعض العلماء: " من وفق للدعاء فليبشر بالإجابة " وإذا هم بالمعصية فمعلوم أنه إذا غلب جانب الخوف سوف يرتدع، لكن هناك حالات تطرأ على الإنسان شيء آخر، فالحالات العارضة نقول فيها الإنسان طبيب نفسه، أما القول من حيث هو قول فهذا القول أقرب للقياس.
الشيخ : لا ما هو جديد، هذا بقطع النظر عن حالات تعرض للإنسان، كما نقول هذا الشيء مباح وقد يكون واجبا وقد يكون حراما، فنحن إذا رجحنا يعني ننظر إلى القول من حيث هو قول، لكن قد تعرض للإنسان حالات حتى إذا هم بالمعصية قد يكون يغلب جانب الرجاء أو بالعكس، فالقول من حيث هو قول القياس يقتضي أننا نغلب جانب الرجاء إذا فعلنا الطاعة ونقول إن الله تعالى لم يوفقنا للطاعة إلا وسيقبلها منا: (( ادعوني استجب لكم )) ولهذا قال بعض العلماء: " من وفق للدعاء فليبشر بالإجابة " وإذا هم بالمعصية فمعلوم أنه إذا غلب جانب الخوف سوف يرتدع، لكن هناك حالات تطرأ على الإنسان شيء آخر، فالحالات العارضة نقول فيها الإنسان طبيب نفسه، أما القول من حيث هو قول فهذا القول أقرب للقياس.
من تاب من ذنب يتعلق بآخر فهل تقبل توبته .؟
الطالب: من تاب من ذنب يتعلق بالآخر فيما سبق قلتم إذا كان من جنس الذنب الأول فلا، والآن قلتم يقبل مطلقا ؟
الشيخ : نعم الصحيح أنه يقبل مطلقا، لأن هذا مقتضى العدل، فعل ذنبا فتاب منه فلتقبل توبته نعم .
الشيخ : نعم الصحيح أنه يقبل مطلقا، لأن هذا مقتضى العدل، فعل ذنبا فتاب منه فلتقبل توبته نعم .
هل صحيح أن من لم تبلغه دعوة الإسلام من الكفار لا نشهد له بالنار .؟
الطالب: بعض الناس يقول لا يجوز للإنسان أن يقول أن الكفار كلهم في النار، نقول الذي بلغته الدعوة نشهد أنه في النار ... ؟
الشيخ : لا، نقول كل كافر في النار، لكن من لم تبلغه الدعوة فلا نجزم له بجنة ولا نار لأنه لم يصدق عليه أنه كافر إلى الآن، ونقول أمره إلى الله يوم القيامة، وهذا بخلاف الذي ينتسب للإسلام وفعل ما يكفر جاهلا فقد سبق لنا القول في هذه المسألة وذكرنا لكم أن شيخ الإسلام رحمه الله لما ناظر الجهمية وبين لهم الحق وأصروا على ما هم عليه قال: " أنا أعلم لو أنني لو قلت بما تقولون لكنت كافرا وأما أنتم فلستم كفارا عندي لأنكم متأولون " هذا وهو يناظر الجهمية ويبين لهم الحق، ذكر هذا في كتاب الاستغاثة.
وهذا يدل على مسألة يشتد فيها بعض الناس اليوم في مسألة فعل ما يكفر حيث يكفرون الناس مطلقا بلا بينة والمسألة هذه كما قلنا فيما سبق خطيرة، فالآن شيخ الإسلام رحمه الله كما سمعتم يقول: " أنا أعلم أنني لو قلت بقولكم لكنت كافرا لأني أعلم أن هذا خلاف الحق أما أنتم فلستم تكفرون عندي لأنكم متأولون " وهم جهمية مع أن إطلاق الكفر على الجهمية عموما جاء ذلك عن الإمام أحمد وغيره، وكما نقلت لكم أيضا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه قال: " إننا لا نكفر الذين اتخذوا صنما على قبر البدوي وعبد القادر لجهلهم وعدم من ينبههم " وقد كان كثير من الناس أو من طلبة العلم يفرقون بين الأصل والفرع، فيقولون الفرع يعذر فيه الجهل والأصل لا يعذر فهذا ليس بصحيح، أولا أن تقسيم الدين إلى أصل وفرع يقول شيخ الإسلام هذا بدعة، ليس في القرآن ولا في السنة تقسيم الدين إلى أصل وفرع، وإنما حدث هذا من كلام المتكلمين بعد القرون المفضلة، قسموا الدين إلى أصل وفرع، وقال إن هذا التقسيم ينتقض بأن الصلاة عندهم فرع وهي من أصل الأصول، وبأن بعض المسائل التي فيها الخلاف فيما يسمونه أصولا لا يكفر المخالف فيه، كما مر علينا في الصراط وفي الميزان وفي عذاب القبر وفي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه كل هذه مما يسمونه أصولا ومع ذلك ففيها الخلاف، وإن كان الخلاف في الأصل لم يرد لكن فروع الأصول فيها الخلاف، فهذه المسائل ينبغي لطالب العلم أن يحرر فيه القول قبل أن يحكم على عباد الله بما لم يجعله الله لهم .
الشيخ : لا، نقول كل كافر في النار، لكن من لم تبلغه الدعوة فلا نجزم له بجنة ولا نار لأنه لم يصدق عليه أنه كافر إلى الآن، ونقول أمره إلى الله يوم القيامة، وهذا بخلاف الذي ينتسب للإسلام وفعل ما يكفر جاهلا فقد سبق لنا القول في هذه المسألة وذكرنا لكم أن شيخ الإسلام رحمه الله لما ناظر الجهمية وبين لهم الحق وأصروا على ما هم عليه قال: " أنا أعلم لو أنني لو قلت بما تقولون لكنت كافرا وأما أنتم فلستم كفارا عندي لأنكم متأولون " هذا وهو يناظر الجهمية ويبين لهم الحق، ذكر هذا في كتاب الاستغاثة.
وهذا يدل على مسألة يشتد فيها بعض الناس اليوم في مسألة فعل ما يكفر حيث يكفرون الناس مطلقا بلا بينة والمسألة هذه كما قلنا فيما سبق خطيرة، فالآن شيخ الإسلام رحمه الله كما سمعتم يقول: " أنا أعلم أنني لو قلت بقولكم لكنت كافرا لأني أعلم أن هذا خلاف الحق أما أنتم فلستم تكفرون عندي لأنكم متأولون " وهم جهمية مع أن إطلاق الكفر على الجهمية عموما جاء ذلك عن الإمام أحمد وغيره، وكما نقلت لكم أيضا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه قال: " إننا لا نكفر الذين اتخذوا صنما على قبر البدوي وعبد القادر لجهلهم وعدم من ينبههم " وقد كان كثير من الناس أو من طلبة العلم يفرقون بين الأصل والفرع، فيقولون الفرع يعذر فيه الجهل والأصل لا يعذر فهذا ليس بصحيح، أولا أن تقسيم الدين إلى أصل وفرع يقول شيخ الإسلام هذا بدعة، ليس في القرآن ولا في السنة تقسيم الدين إلى أصل وفرع، وإنما حدث هذا من كلام المتكلمين بعد القرون المفضلة، قسموا الدين إلى أصل وفرع، وقال إن هذا التقسيم ينتقض بأن الصلاة عندهم فرع وهي من أصل الأصول، وبأن بعض المسائل التي فيها الخلاف فيما يسمونه أصولا لا يكفر المخالف فيه، كما مر علينا في الصراط وفي الميزان وفي عذاب القبر وفي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه كل هذه مما يسمونه أصولا ومع ذلك ففيها الخلاف، وإن كان الخلاف في الأصل لم يرد لكن فروع الأصول فيها الخلاف، فهذه المسائل ينبغي لطالب العلم أن يحرر فيه القول قبل أن يحكم على عباد الله بما لم يجعله الله لهم .
سؤال عن معنى حديث : ( لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة ) .؟
الطالب : ...
الشيخ : اللهم صل على محمد، من قال هذا ؟ ... يعني إذا قاتل المسلمون الكفار وهم اثنا عشر ألفا فإنهم لن يغلبوا، لكن لن يغلبوا باعتبار الكمية أما باعتبار الكيفية فلو اجتمع اثنا عشر مليون هزموا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة يا رسول الله قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) وصدق الرسول، والله إننا اليوم غثاء كغثاء السيل، وإلا كيف يطيب لنا منام أو يهنئ لنا أكل وإخواننا في البوسنة والهرسك تمزق أوصالهم تمزيقا وتنتهك حرماتهم وتحتل ديارهم، أين الإسلام ؟ يعني لو مشوا الناس على أقدامهم من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق نصرة لإخوانهم لم يكن هذا بغريب لو كان الدين حقيقة، لكن مع الأسف إخوانهم يفعل بهم هذا الفعل ونحن ساكتون نائمون على فرشنا، والله خزي وعار أمام الله وأمام الخلق، لو يقتل يهودي في أرض محتلة مغتصبة قامت الدنيا وقامت من ورائها الأمم، وهؤلاء يقتلون ووعد كذب وسنضرب الصرب والكروات يقولونها اليوم، وغدا يقولون لا تضربون الصرب والكروات إن ضربتموهم اعتدوا على حفظة السلام من الأمم المتحدة، خلوهم يقتلون المسلمين ويسلمون جماعات الأمم المتحدة لا يهم، فالحاصل أن الحديث: ( لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة ) هذا لو أننا صدقنا الله، أما ونحن الآن لا نريد إلا شبع البطون وشهوة الفروج ولذة الفرش فسنغلب لو كنا اثني عشر ألف مليون، نعم .
الشيخ : اللهم صل على محمد، من قال هذا ؟ ... يعني إذا قاتل المسلمون الكفار وهم اثنا عشر ألفا فإنهم لن يغلبوا، لكن لن يغلبوا باعتبار الكمية أما باعتبار الكيفية فلو اجتمع اثنا عشر مليون هزموا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة يا رسول الله قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) وصدق الرسول، والله إننا اليوم غثاء كغثاء السيل، وإلا كيف يطيب لنا منام أو يهنئ لنا أكل وإخواننا في البوسنة والهرسك تمزق أوصالهم تمزيقا وتنتهك حرماتهم وتحتل ديارهم، أين الإسلام ؟ يعني لو مشوا الناس على أقدامهم من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق نصرة لإخوانهم لم يكن هذا بغريب لو كان الدين حقيقة، لكن مع الأسف إخوانهم يفعل بهم هذا الفعل ونحن ساكتون نائمون على فرشنا، والله خزي وعار أمام الله وأمام الخلق، لو يقتل يهودي في أرض محتلة مغتصبة قامت الدنيا وقامت من ورائها الأمم، وهؤلاء يقتلون ووعد كذب وسنضرب الصرب والكروات يقولونها اليوم، وغدا يقولون لا تضربون الصرب والكروات إن ضربتموهم اعتدوا على حفظة السلام من الأمم المتحدة، خلوهم يقتلون المسلمين ويسلمون جماعات الأمم المتحدة لا يهم، فالحاصل أن الحديث: ( لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة ) هذا لو أننا صدقنا الله، أما ونحن الآن لا نريد إلا شبع البطون وشهوة الفروج ولذة الفرش فسنغلب لو كنا اثني عشر ألف مليون، نعم .
هل قولنا : الحذر من مجالدة الكفار حتى يتهيأ السلاح يجب تطبيقه على حال إخواننا في البوسنة .؟
الطالب: ... أخذنا فائدة منذ قليل وهي الحذر من مجالدة الكفار حتى يتهيأ السلاح، والآن حال البسنة والهرسك واضح جدا أنهم لا يصلهم السلاح ولا يصلهم العون وأنهم في تقهقر دائم، أفلا يفتي لهم العلماء بأنه يجب عليهم قبول أي خطة من أجل إنقاذ أرواح من تبقى. ؟
الشيخ : أنا أرى أنه يجب غير هذا، لو أن المسلمين اتخذوا سلاح المقاطعة للدول الكافرة، فهل تظنون أن الدول الكافرة تخضع أو لا تخضع ؟ تخضع رغما على أنوفها، ما الذي يشغل عمالهم ما الذي يشغل مصانعهم ؟ إلا استهلاك المسلمين لما يصنعونه، من الذي يمولهم بالبترول وغيره إلا المسلمون، والله لو قاطعناهم اقتصاديا دعنا من سياسيا لاستجابوا، أليست الآن الدول الغربية تحارب من تحارب بالاقتصاد، ماذا فعلوا بالعراق أليس ضيقوا عليه الآن الخناق ... اعتبار الواقع الرسول صلى الله عليه وسلم وافق على الصلح الذي جرى بينه وبين قريش في الحديبية، وهو صلح ظاهره أنه علينا وصار لنا والحمد لله، أنا ما ألوم مثلا رئيس البوسنة والهرسك بأن يوافق على الخطة التي اختطها هؤلاء، لا ألومه لأن هذا أهون الشرين، لكني والله ألوم الأمة الإسلامية وأرى أنها مسئولة عن ذلك أمام الله، أن تسكت هذا السكوت وتدع هؤلاء المسلمين فريسة للنصارى، وما الذي يأمننا الآن أنهم إذا قضوا على جمهورية البوسنة والهرسك أن يذهبوا إلى ألبانيا وأن يمشوا، يعني نحن نسمع أشياء ما نحب أن نقولها الآن باعتبار أطماع النصارى وأطماع الوثنيين، يعني يطمعون أن يصلوا إلى الكعبة فما الذي يأمننا ؟ والله أنا أحمل أمام الله المسلمين هذه المسئولية، وأرى أنهم مقصرون وأنهم تركوا هؤلاء الكفار يعيثون في الأرض فسادا وهم ساكتون، وأنتم لو فكرتم لوجدتم هذا حقيقة تقصير من المسلمين.
ثم المسلمين لا حول ولا قوة إلا بالله صم بكم عمي فهم لا يعقلون، الآن يحاولون الصلح مع اليهود، وماذا صنعت اليهود باللبنانيين ؟ تطردهم من ديارهم تقتلهم ويقولون تعالوا على مائدة الصلح، وين الصلح ؟ ثم هم يصرحون أيضا رؤساء اليهود يقولن بأن القدس عاصمة اليهود الأبدية ولا يمكن أن نتحول عنها، فلنصالحهم على إيش.
فالمهم أن ما عندنا صدق لكننا إنشاء الله أرجوا الله عز وجل أن هذه النشأة الجديدة الشبابية هي التي يكون على يديها النصرة إذا وفقت للحكمة وعدم العنف، لأن الذي يضر الآن الشباب المتجه أنه يتسرع يريد أن تكون المسألة بين عشية وضحاها، لم يعلم أن الأمم الكافرة ومن ورائها أذنابها من ولاة بعض الدول الإسلامية أو العربية لا يدري أنهم أعداء لهم وأنهم متمكنون، فالواجب على الشباب أن يصبروا، يصبر على الأذية ويصبر في الدعوة الطريق طويل، لكن إخواننا يريدون أن يقفزوا من أسفل درجة إلى أعلى درجة، وهذا غير صحيح، والنصر بحول الله للمسلمين وما تجمع اليهود الآن من اليمين والشمال والشرق والغرب في فلسطين إلا توطئة وتمهيد لقتال المسلمين إياهم، ما هو لقتال العرب إياهم لقتال المسلمين، ولهذا يقول الشجر إذا تقاتل المسلمون واليهود المقاتلة الأخيرة يقول: ( يا مسلم أو يا عبد الله هذا يهودي فاقتله ) ما يقول يا عربي، والمعركة بين العرب واليهود فاشلة، كم حصل من معركة بين العرب واليهود ؟ ثلاثة أو أربعة كلها الهزيمة على العرب وستكون الهزيمة على العرب دائما ما داموا يقاتلون من أجل العروبة ستكون الهزيمة، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الأعلى، فعلى كل حال نشكر الله عز وجل حالنا اليوم أننا في حال يرثى لها في الواقع، والله يبكي علينا الصديق وإن لم أجازف لقلت يبكي حتى العدو، الآن يقولون أنه في أمريكا بعض الناس الذين عندهم نوع من الرحمة فعلوا مظاهرات من أجل ما يفعل في البوسنة من هتك الأعراض وقتل الأطفال أمام أمهاتهم وآبائهم، حتى قيل أنهم يجبرون الأم على أن تشرب من دم ابنها وهو يذبح أمامها، أعوذ بالله شيء عجيب يرتاع له الضمير، ومع ذلك ساكتون نحن، لو واحد بس يشوف البراد والثلج والماء البارد والله بعض الأحيان إذا شربت الماء أقول كيف أشرب هذا الماء وإخواننا في البوسنة يشربون من المجاري، نسأل الله العافية، ما يخاف الله ما لا يشعر بشعور إخوانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الطالب: ...
الشيخ : أنا أجزم جزما لو كان ولاة المسلمين فيهم الإحساس الذي في شعوبهم ما صبروا على هذا الوضع أبدا، لكن غالب حكام المسلمين مع الأسف كل واحد منهم يريد أن يبقى على كرسيه بأي ثمن كان ولا يهمه، انظر الآن بعض ولاة المسلمين الآن يريدون أن تكون الدولة المسلمة علمانية يستوي فيها اليهودي والنصراني والبوذي والمسلم وكل واحد، هذا هو الواقع عند كثير من ولاة المسلمين، والله لو شعر ولاة المسلمين بما يشعر به الشعوب ما سكتوا ولعرفوا كيف يؤكل الكتف وعرفوا كيف يقابلون هؤلاء النصارى، النصارى الآن عائشون على المسلمين في الواقع، مصانعهم لا يستهلكها إلا المسلمون، أمورهم حتى العسكرية وظائف كبيرة هائلة لهؤلاء الكفار، نعم.
الطالب: ...
الشيخ : والله واجب الشعوب لا تقدر على أي شيء أبدا، لكن واجبها الدعاء تدعوا الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، والله عز وجل إذا دعاه الإنسان مضطرا أجابه، نعم .
الشيخ : أنا أرى أنه يجب غير هذا، لو أن المسلمين اتخذوا سلاح المقاطعة للدول الكافرة، فهل تظنون أن الدول الكافرة تخضع أو لا تخضع ؟ تخضع رغما على أنوفها، ما الذي يشغل عمالهم ما الذي يشغل مصانعهم ؟ إلا استهلاك المسلمين لما يصنعونه، من الذي يمولهم بالبترول وغيره إلا المسلمون، والله لو قاطعناهم اقتصاديا دعنا من سياسيا لاستجابوا، أليست الآن الدول الغربية تحارب من تحارب بالاقتصاد، ماذا فعلوا بالعراق أليس ضيقوا عليه الآن الخناق ... اعتبار الواقع الرسول صلى الله عليه وسلم وافق على الصلح الذي جرى بينه وبين قريش في الحديبية، وهو صلح ظاهره أنه علينا وصار لنا والحمد لله، أنا ما ألوم مثلا رئيس البوسنة والهرسك بأن يوافق على الخطة التي اختطها هؤلاء، لا ألومه لأن هذا أهون الشرين، لكني والله ألوم الأمة الإسلامية وأرى أنها مسئولة عن ذلك أمام الله، أن تسكت هذا السكوت وتدع هؤلاء المسلمين فريسة للنصارى، وما الذي يأمننا الآن أنهم إذا قضوا على جمهورية البوسنة والهرسك أن يذهبوا إلى ألبانيا وأن يمشوا، يعني نحن نسمع أشياء ما نحب أن نقولها الآن باعتبار أطماع النصارى وأطماع الوثنيين، يعني يطمعون أن يصلوا إلى الكعبة فما الذي يأمننا ؟ والله أنا أحمل أمام الله المسلمين هذه المسئولية، وأرى أنهم مقصرون وأنهم تركوا هؤلاء الكفار يعيثون في الأرض فسادا وهم ساكتون، وأنتم لو فكرتم لوجدتم هذا حقيقة تقصير من المسلمين.
ثم المسلمين لا حول ولا قوة إلا بالله صم بكم عمي فهم لا يعقلون، الآن يحاولون الصلح مع اليهود، وماذا صنعت اليهود باللبنانيين ؟ تطردهم من ديارهم تقتلهم ويقولون تعالوا على مائدة الصلح، وين الصلح ؟ ثم هم يصرحون أيضا رؤساء اليهود يقولن بأن القدس عاصمة اليهود الأبدية ولا يمكن أن نتحول عنها، فلنصالحهم على إيش.
فالمهم أن ما عندنا صدق لكننا إنشاء الله أرجوا الله عز وجل أن هذه النشأة الجديدة الشبابية هي التي يكون على يديها النصرة إذا وفقت للحكمة وعدم العنف، لأن الذي يضر الآن الشباب المتجه أنه يتسرع يريد أن تكون المسألة بين عشية وضحاها، لم يعلم أن الأمم الكافرة ومن ورائها أذنابها من ولاة بعض الدول الإسلامية أو العربية لا يدري أنهم أعداء لهم وأنهم متمكنون، فالواجب على الشباب أن يصبروا، يصبر على الأذية ويصبر في الدعوة الطريق طويل، لكن إخواننا يريدون أن يقفزوا من أسفل درجة إلى أعلى درجة، وهذا غير صحيح، والنصر بحول الله للمسلمين وما تجمع اليهود الآن من اليمين والشمال والشرق والغرب في فلسطين إلا توطئة وتمهيد لقتال المسلمين إياهم، ما هو لقتال العرب إياهم لقتال المسلمين، ولهذا يقول الشجر إذا تقاتل المسلمون واليهود المقاتلة الأخيرة يقول: ( يا مسلم أو يا عبد الله هذا يهودي فاقتله ) ما يقول يا عربي، والمعركة بين العرب واليهود فاشلة، كم حصل من معركة بين العرب واليهود ؟ ثلاثة أو أربعة كلها الهزيمة على العرب وستكون الهزيمة على العرب دائما ما داموا يقاتلون من أجل العروبة ستكون الهزيمة، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الأعلى، فعلى كل حال نشكر الله عز وجل حالنا اليوم أننا في حال يرثى لها في الواقع، والله يبكي علينا الصديق وإن لم أجازف لقلت يبكي حتى العدو، الآن يقولون أنه في أمريكا بعض الناس الذين عندهم نوع من الرحمة فعلوا مظاهرات من أجل ما يفعل في البوسنة من هتك الأعراض وقتل الأطفال أمام أمهاتهم وآبائهم، حتى قيل أنهم يجبرون الأم على أن تشرب من دم ابنها وهو يذبح أمامها، أعوذ بالله شيء عجيب يرتاع له الضمير، ومع ذلك ساكتون نحن، لو واحد بس يشوف البراد والثلج والماء البارد والله بعض الأحيان إذا شربت الماء أقول كيف أشرب هذا الماء وإخواننا في البوسنة يشربون من المجاري، نسأل الله العافية، ما يخاف الله ما لا يشعر بشعور إخوانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الطالب: ...
الشيخ : أنا أجزم جزما لو كان ولاة المسلمين فيهم الإحساس الذي في شعوبهم ما صبروا على هذا الوضع أبدا، لكن غالب حكام المسلمين مع الأسف كل واحد منهم يريد أن يبقى على كرسيه بأي ثمن كان ولا يهمه، انظر الآن بعض ولاة المسلمين الآن يريدون أن تكون الدولة المسلمة علمانية يستوي فيها اليهودي والنصراني والبوذي والمسلم وكل واحد، هذا هو الواقع عند كثير من ولاة المسلمين، والله لو شعر ولاة المسلمين بما يشعر به الشعوب ما سكتوا ولعرفوا كيف يؤكل الكتف وعرفوا كيف يقابلون هؤلاء النصارى، النصارى الآن عائشون على المسلمين في الواقع، مصانعهم لا يستهلكها إلا المسلمون، أمورهم حتى العسكرية وظائف كبيرة هائلة لهؤلاء الكفار، نعم.
الطالب: ...
الشيخ : والله واجب الشعوب لا تقدر على أي شيء أبدا، لكن واجبها الدعاء تدعوا الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، والله عز وجل إذا دعاه الإنسان مضطرا أجابه، نعم .
10 - هل قولنا : الحذر من مجالدة الكفار حتى يتهيأ السلاح يجب تطبيقه على حال إخواننا في البوسنة .؟ أستمع حفظ
في قوله تعالى : (( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم )) هل يشمل كل زمان ومكان ؟.
الطالب : ...
الشيخ : نؤمن بأن الله تعالى يقول : (( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )) هل المراد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الله أتم النور وصارت السيطرة للمسلمين أو أنه في كل زمان ومكان ؟ إذا قلنا بالثانية فلا يلزم إذا انطفأ النور في بلد أن ينطفئ في البلاد الأخرى، ولكن مع ذلك نرجو الله سبحانه وتعالى ألا يطفئ نوره في البوسنة ولا غيرها من بلاد المسلمين هذا ما نرجوه ونؤمله، ونعلم أن ما أصاب إخواننا في البوسنة هو بقضاء الله وقدره لا شك، فنرضى به من هذا الوجه لأنه قضاء الله، لكننا نعلم أنه إذا وقع الشيء بقضاء الله وقدره فيجب علينا أن نعمل بشرع الله حتى يرتفع قدر الله .
الشيخ : نؤمن بأن الله تعالى يقول : (( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )) هل المراد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الله أتم النور وصارت السيطرة للمسلمين أو أنه في كل زمان ومكان ؟ إذا قلنا بالثانية فلا يلزم إذا انطفأ النور في بلد أن ينطفئ في البلاد الأخرى، ولكن مع ذلك نرجو الله سبحانه وتعالى ألا يطفئ نوره في البوسنة ولا غيرها من بلاد المسلمين هذا ما نرجوه ونؤمله، ونعلم أن ما أصاب إخواننا في البوسنة هو بقضاء الله وقدره لا شك، فنرضى به من هذا الوجه لأنه قضاء الله، لكننا نعلم أنه إذا وقع الشيء بقضاء الله وقدره فيجب علينا أن نعمل بشرع الله حتى يرتفع قدر الله .
اضيفت في - 2011-05-25