تتمة فوائد قوله تعالى : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) .
ومن فوائد هذه الآية : أن حول هذا العرش ملائكة وأنهم كثيرون ربما نستفيد كثرتهم من قوله : (( ومن حوله )) كأن كل الذي حول العرش، ثم ما الذي حول العرش هل يقدر بمسافة عشرة أمتار أو عشرين متر أو مئة متر أو ألف متر، يقال الحول في كل مكان بحسبه فعندنا مثلا الأرض صغيرة بالنسبة للعرش والذي حول الإنسان فيها لا يتجاوز عشرة أمتار ربما نقول من حولك هو الذي يسمع كلامك المعتاد، لكن من حول العرش ما نعلم قد تكون مساحات كبيرة لا يعلمها إلا الله.
ومن فوائد الآية الكريمة: تعظيم هؤلاء الذين يحملون العرش والذين حول العرش للرب عز وجل لقوله : (( يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به )).
ومن فوائدها: تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعن مماثلة المخلوقين، فإن قيل مماثلة المخلوقين من النقص فلماذا نقول وعن مماثلة المخلوقين أفلا يجدر بنا أن نقتصر على قولنا تنزيه الله عن النقص ؟ نقول لا، مرادنا بالتنزيه عن النقص أن صفاته الكاملة منزهة عن النقص، فقوته لا يعتريها نقص (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) علمه لا يعتريه نقص (( في كتاب لا يضل ربي )) ألا لا يجهل (( ولا ينسى )) فمرادنا بالنقص أن كماله لا يعتريه النقص، وأما نفي المماثلة فلأن الله نص على نفيها فينبغي أن نتبع في ذلك القرآن أن نقول منزه عن مماثلة المخلوقين.
ومن فوائد الآية الكريمة: وصف الله عز وجل بالكمال والإفضال لقوله: (( بحمد ربهم )) لأن الحمد وصف المحمود بالكمال والإفضال لأن الله يحمد على كماله مثل قوله : (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور )) وكذلك مثل قوله : (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليا من الذل )) كل هذا حمد على الكمال، ويحمد على إفضاله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) هذا حمد على الإفضال، طيب إذن يستفاد كمال الله عز وجل وإفضاله لقوله: (( بحمد ربهم )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن كمال الكمال بنفي النقص أو بالجمع بين نفي النقص وإثبات الكمال، كمال الكمال أن تجمع بين النفي والإثبات في الكمال، يؤخذ من (( يسبحون )) هذا نفي النقائص (( بحمد ربهم )) إثبات، إذن كمال الكمال بالجمع بين النفي والإثبات طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة الملائكة الذين يحملون العرش ومن حوله، من أين تأخذ ؟ ...
إضافة الربوبية إليهم فإن هذه من الربوبية الخاصة (( يسبحون بحمد ربهم )) وهي كما أشار إليها الإخوان من عدة وجوه، اختصاص الله لهم بحمل العرش، تسبيحهم بحمد الله، إضافة الربوبية إليهم .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة مكلفون لقوله: (( ويؤمنون به )) ووجه الدلالة أنهم لولا أنهم مكلفون قاموا بما كلفوا به لم يكونوا مستحقين للثناء بالإيمان، لو كان هذا من طبيعتهم وسجيتهم لم يكن للثناء عليهم بذلك كبير فائدة، ويدل على أنهم مكلفون قوله تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر )) ولا شك أن كل عباد الله الذين لهم فهم وعقل لابد أن يكونوا مكلفين .
ومن فوائد الآية الكريمة: تسخير الله عز وجل للمؤمنين أن تستغفر لهم الملائكة، وليس الملائكة مطلقا بل الملائكة المقربون لقوله: (( ويستغفرون للذين آمنوا )).
ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على الإيمان حتى تدخل في ضمن من تستغفر لهم الملائكة، والإيمان كله خير كله سرور، كله نعمة في القلب ونعمة في البدن، حتى البلاء الذي يصيب المؤمن هو له خير، فلهذا نقول احرص على تحقيق إيمانك بفعل الوسائل التي تنمي هذا الإيمان وتغذيه وتقويه.
1 - تتمة فوائد قوله تعالى : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) . أستمع حفظ
بيان أقسام التوسل الشرعي .
وهنا يجدر بنا أن نتعرض لمعنى الوسيلة وحكمها: الوسيلة فعل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، وربما نقول إنه تناوبت فيه السين والصاد وأن أصل الوسيلة يعني الوصيلة، وصيلة بمعنى موصلة فهي فعيل بمعنى مفعل، فالوسيلة كل ما يوصل إلى المقصود يسمى وسيلة، والوسائل لابد أن تكون معلومة إما بالشرع وإما بالحس، وإنما قلت ذلك لدفع الوسائل الموهومة كالذين يعلقون على صدورهم أشياء لم يثبت شرعا ولا حسا أنها مفيدة لكن على سبيل الوهم أو الذين يعلقون نحاسا أو خيوطا أو ما أشبه ذلك، هذه وسائل للشفاء ادعوها ولكنها حقيقة ليست وسيلة لانتفاء ذلك شرعا وحسا، إذا كانت الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى الشيء والعلم بإيصال هذا إلى المقصود، العلم بكونه موصلا يأتي عن طريق الشرع أو عن طريق الحس، كون العسل شفاء وتناوله وسيلة للشفاء هذا علمناه بطريق شرعي وربما حسي أيضا بعد التجربة، وكون السنا محركا للبطن مسهلا له هذه وسيلة حسية، أتعرفون السنا ؟ طيب باللغة العامية يسمى السناويك، هو أوراق شجر معروف يخمر بالماء ثم يشرب على الريق فإذا شربه الإنسان على الريق فإنه يسهله وينظف بطنه هذا هو، وكان الناس يستعملونه كثيرا قبل أن تأتي هذه الأدوية، ... يسمى سنا مكة له أسماء مختلفة، نرجع إلى تعريف الوسيلة هي فعل ما يوصل إلى المقصود، والعلم بإيصاله إلى المقصود يأتي عن طريق الشرع وعن طريق الحس، الوسائل التوسل إلى الله تعالى بإجابة الدعاء، أن تفعل شيئا يوصل إلى الإجابة، ولا طريق لنا إلى العلم بإيصاله الإجابة إلا عن طريق الشرع.
إذن ننظر التوسل إلى الله تعالى بأسمائه هذا القسم الأول ودليله قوله تعالى: (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) فتقول: اللهم يا غفور يا رحيم اغفر لي وارحمني، هذا توسل إلى الله بأسمائه.
الثاني التوسل إلى الله بصفاته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي ) بماذا توسل ؟ بعلمك الغيب، العلم صفة وقدرتك على الخلق، القدرة صفة، فتقول: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي إلى آخره.
طيب القسم الثالث التوسل إلى الله بأفعاله ومن قوله تعالى عن موسى: (( رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للكافرين )) إن جعلنا قوله: (( فلن أكون )) من باب الدعاء، وإن جعلناها من باب الالتزام لم تكن من هذا الباب، ولكن من هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام وهو يعلمنا كيف نصلي عليه: ( اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم )) فالكاف هنا ليست للتشبيه الكاف للتعليل، يعني صل على محمد وآل محمد لأنك صليت على إبراهيم فتوسل إلى الله بفعله، يعني كما مننت أولا على إبراهيم وآله فامنن ثانيا على محمد وآله، أسماء الله صفات الله أفعال الله.
القسم الرابع التوسل إلى الله تعالى بالإيمان بالله، وهذا من فعلك أنت، ومنه قوله تعالى : (( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) هذه الوسيلة (( ربنا فاغفر لنا )) أي بسبب ذلك اغفر لنا (( ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )) هذا توسل إلى الله بالإيمان به.
القسم الخامس التوسل إلى الله بالعمل الصالح، لأن العمل الصالح سبب للمثوبة، ومن المثوبة حصول ما دعوت به، ودليله قصة أصحاب الغار التي حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصحاب الغار ثلاثة آواهم المبيت الليل، فلجئوا إلى غار فدخلوا به، فتدحرجت عليهم صخرة عظيمة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا أن يزحزحوها ولا مغيث لهم إلا الله، ليس حولهم بشر، فماذا صنعوا ؟ توسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة، أحدهم توسل إلى الله ببر والديه، والثاني توسل إلى الله بالعفة التامة، والثالث توسل إلى الله بالأمانة التامة، طيب بر الوالدين عمل صالح، العفة عمل صالح، الأمانة وأداء الأمانة عمل صالح، فلما توسل الأول منهم انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثاني انفرجت الصخرة لكن لا يستطيعون الخروج، توسل الثالث انفرجت الصخرة مرة واحدة فخرجوا يمشون، هذا التوسل إلى الله بالعمل الصالح.
السادس التوسل إلى الله بحال الشخص، تتوسل إلى الله تعالى بذكر حالك أنك فقير محتاج إلى الله مريض وما أشبه ذلك، ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام دليله: (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) لما سقى للمرأتين تولى إلى الظل ليستظل به فقال: (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) هذا ما قال أعطني ولا شيء لكن توسل إلى الله بحاله، لأن قول القائل أنا فقير أنا محتاج أنا مسني الضر وما أشبه ذلك يعني فأعطني اشفني، وقد جمع أيوب عليه الصلاة والسلام بين ذكر الحال والتوسل بالأسماء فقال: (( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )) الأول: (( مسني الضر )) ذكر الحال والثاني بالأسماء.
السابع من التوسل الجائز التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته، ومنه توسل الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الله لهم، مثل الاستسقاء والاستصحاء وغير ذلك كثير، ومن ذلك توسل الناس عموما يوم القيامة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أن يقضي بينهم، هذه سبعة، وقولنا التوسل إلى الله بمن ترجى إجابته يستفاد منه أن التوسل إلى الله تعالى بمن لا ترجى إجابته لا يجوز لأن هذا استهزاء بالله، لو أنك أتيت بصاحب ربا يأكل الربا ويأكل المال بالظلم والغش والكذب وقلت ادع الله لي فإن هذا لا يجوز، لأنك توسلت إلى الله بمن تبعد إجابته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وملبسه حرام ومطعمه حرام وغذي بالحرام قال: ( فأنى يستجاب لذلك ) وهو سخرية، لو أنك أتيت بشخص ولله المثل الأعلى ليتوجه لك إلى ملك كان الملك يبغض هذا الشخص ويبعده، يكون هذا استهزاء بالملك واستهتارا به، كلنا يعرف هذا، فلا يجوز أن تتوسل إلى الله تعالى بدعاء من لا ترجى إجابته لأن هذا من باب السخرية بالله عز وجل، هذه سبعة أقسام من التوسل الجائز.
أقسام التوسل المحظور .
تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: سعة رحمة الله لقوله: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة )) فإن قال قائل: كيف يصح ذلك وأكثر بني آدم كفار فأين الرحمة ؟ قلنا هم مرحومون بالرحمة العامة، من يخرج لهم النبات من ينزل لهم المطر من يجعلهم أصحاء من يمتعهم بالسمع بالبصر إلا الله وهذه رحمة، فرحمة الله وسعت كل شيء.
ومن فوائدها: سعة علم الله لقوله: (( وعلما )) ويترتب على هاتين الفائدتين أن الإنسان متى علم ذلك تعرض لرحمة الله لعله يكون من الداخلين فيها، وإذا آمن بسعة علم الله استحيا من الله أن يفقده حيث أمره أو يجده حيث نهاه، طيب لو قال لك أبوك: يا بني لا تفعل كذا، فأنت إذا غاب ولك هوى فيه تفعله ؟ تفعله لا شك، لأنه لا يعلم بك، إذا كان يشاهدك لا تفعله، الله عز وجل لا يغيب عنك، إذن لا تفعله لا في السر ولا في الجهر إذا كان مما نهى الله عنه، ولا تتركه إذا كان فيما أمر به، ولهذا نقول: لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك.
من فوائد الآية الكريمة: فضيلة التوبة حيث علقت الملائكة بطلب المغفرة بها فقالوا: (( للذين تابوا )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن من تحقيق التوبة إتباع سبيل الله لقوله: (( واتبعوا سبيلك )) ولهذا نجد أن الله تعالى يقرن دائما مع التوبة ذكر العمل الصالح: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة الإسلام لإضافته إلى الله عز وجل .
ومن فوائدها: كمال الإسلام بإضافته إلى الله، ففيه الفضيلة بإضافته إلى الله باعتباره موصلا إليه، وفيه الكمال بإضافته إلى الله باعتباره واضعا له، أنه هو الذي شرعه وهو كامل والكامل لا يشرع إلا كاملا، طيب.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة أكدوا المغفرة بحصول أثرها وهي قولهم: (( وقهم عذاب الجحيم )) وذلك أن التوبة لا تكون إلا بالوقاية من الجحيم، ولكنهم أكدوا ذلك لعظم هذا العذاب عذاب الجحيم، فنصوا عليه لهذا السبب، وإلا فإن التوبة في الحقيقة والمغفرة توجب الوقاية من عذاب الجحيم، ولكن النص عليه يكون في ذلك زيادة على ما يتضمنه المعنى العام.
هل يمكن أن يؤخذ من هذه الآية الرد على الجبرية ؟ من قوله: (( واتبعوا سبيلك )) فأضاف الإتباع إليهم ولو كانوا مجبرين على ذلك لم يصح أن يضاف الفعل إليهم، ولهذا إذا أكره الإنسان على الكفر لا يكفر لأن الفعل لا ينسب إليه حقيقة فهو مكره عليه، والله أعلم.
4 - تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )) . أستمع حفظ
هل من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي على الصحابة رضي الله عنهم والترحم على الأموات من المسلمين يؤثم .؟
الشيخ : أما من جهة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا شك أنه إذا ذكر فإن الإنسان مأمور بالصلاة عليه إما وجوبا وإما استحبابا، فمن العلماء من أوجب عليك إذا ذكر عندك اسم الرسول أن تصلي عليه لحديث: ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلي عليك قل آمين فقلت آمين ) وأما الله عز وجل فليس بشرط الثناء عليه عند ذكره، ولهذا دائما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم قولا يسنده إلى الله ولا يذكر وصفا بالعزة أو الجلال أو التعالي أو التبارك أحيانا يقول وأحيانا لا يقول، فكونك أحيانا تقول وأحيانا لا تقول أحسن، وكذلك بالنسبة للترضي عن الصحابة أو الترحم على من بعدهم كل هذا لا يتخذ سنة راتبة، ولكن إن ذكر أحيانا فهو حسن، أما اتخاذه سنة راتبة فهو يحتاج إلى دليل.
5 - هل من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي على الصحابة رضي الله عنهم والترحم على الأموات من المسلمين يؤثم .؟ أستمع حفظ
ما هو ضابط التفريق بين الوسيلة الشركية والوسيلة البدعية .؟
الشيخ : الوسيلة البدعية هي التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، والشركية هي ما تتضمن إشراك غير الله مع الله، مع أن البدعة تسمى شركا بالمعنى العام، لأن المبتدع شرع شرعا لم يشرعه الله وقد سمى الله ذلك شركا فقال : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) لكن ما كان مظهره مظهر الشرك غلب عليه اسم الشرك، وما كان مظهره سوى ذلك فيسمى بالاسم الذي يختص به، ولهذا قال بعض العلماء: إن جميع المعاصي شرك لأن الإنسان أشرك فيها مع الله هواه كما قال تعالى: (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) .
هل الوسائل المشروعة فيها وسائط .؟
الشيخ : الوسائل ليست هي الوسائط، الوسائل ليس فيها وسائط إلا السابعة وهي التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ...
بالنسبة للتوسل إلى الله بالعمل الصالح لماذا أخرجه العلماء عن التوسل إلى الله بالإيمان .؟
الشيخ : نعم لأن الإيمان بالقلب والعمل الصالح بالجوارح (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) فالإيمان بالقلب والعمل الصالح بالجوارح، ولكن العمل الصالح من الإيمان .
8 - بالنسبة للتوسل إلى الله بالعمل الصالح لماذا أخرجه العلماء عن التوسل إلى الله بالإيمان .؟ أستمع حفظ
هل يجوز التوسل إلى الله بمحبة العلماء والصالحين .؟ وحكم تعيين العالم مثلا .؟
الشيخ : هل يجوز التوسل إلى الله بمحبة الصالحين والعلماء ؟ هل محبة الصالحين والعلماء هي عبادة تقرب إلى الله أو لا ؟ نعم، إذن عمل صالح تدخل في التوسل إلى الله بالعمل الصالح.
الطالب : تخصيص العالم بعينه ؟
الشيخ : لا، الأحسن ألا تخصص لأن العالم بعينه ـ نسأل الله تعالى أن يحمينا وإياكم ويجعل ظواهرنا كبواطننا أو بواطننا خيرا منها ـ ما تدري حقيقة، قد تغتر بإنسان ولكن لا يكون على ما تظن، لكن عمم: اللهم بحبي لعلماء الشرع احشرني معهم، بحبي للصالحين اجعلني معهم وما أشبه ذلك .
قراءة الطلب للآيات الكريمات .
تفسير قوله تعالى : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) .
وقوله: (( جنات )) جمع جنة، والجنة تأتي في القرآن مجموعة وتأتي مفردة، فباعتبار الجنس هي جنة واحدة وباعتبار الأنواع هي جنان، ذكر الله تعالى فيها أربعة أنواع في موضع واحد: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) (( ومن دونهما جنتان )) فهي تجمع باعتبار الأنواع وتفرد باعتبار الجنس، والجنة في الأصل البستان الكثير الأشجار، وسمي بذلك لأنه يجن من فيه أي يستره لكثرة أشجاره، والمراد بها شرعا دار النعيم التي أعدها الله تعالى لأوليائه، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وسقفها عرش الله عز وجل، فهم أقرب الناس إلى الله، وقوله: (( جنات عدن )) العدن بمعنى الإقامة، يقال عدن بمكان أي أقام، ومنه سمي المعدن لمعادن الأرض لأن المعدن مقيم ثابت راسخ في الأرض، فجنات عدم أي جنات إقامة، ووصفت بذلك لأن أهلها لا يبغون عنها حولا، ولأنها دائمة أبد الآبدين، وقوله: (( التي وعدتهم )) صفة لجنات، وإنما قالوا ذلك اعترافا بفضل الله تعالى أولا وآخرا، وتوسلا إليه بتحقيق ما طلبوا لأن الله إذا وعد شيئا أتمه فإنه لا يخلف الميعاد، فصار ذكر قول: (( التي وعدتهم )) له فائدتان: الأولى الاعتراف بفضله سبحانه وتعالى حيث وعدهم هذه الجنات الثاني: التوسل إلى الله تعالى بإجابة الدعاء، كأنهم يقولون أدخلهم هذا لأنك وعدتهم إياه، فيكون من باب التوسل بوعده إلى تحقق موعوده.
11 - تفسير قوله تعالى : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن )) إقامة (( التي وعدتهم ومن صلح )) عطف على ( هم ) في وأدخلهم أو في وعدتهم (( من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) في صنعه .
12 - التعليق على تفسير الجلالبين : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن )) إقامة (( التي وعدتهم ومن صلح )) عطف على ( هم ) في وأدخلهم أو في وعدتهم (( من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) في صنعه . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) .
ومن فوائدها: أن الشيء لا يتم إلا بانتفاء المؤذي وحصول المطلوب، وجه ذلك أنهم لما انتهوا من دعاء الله تعالى بانتفاء المؤذي سأل الله تعالى حصول المطلوب وهو إدخال الجنات.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الجنات أنواع نستفيد هذا من الجمع.
ومن فوائدها أن الجنات دار إقامة لا يبغي ساكنها تحولا عنها ولا يلحقه فناء لقوله: (( جنات عدن )).
ومن فوائد هذه الآية: التوسل إلى الله تعالى بفعله أو قوله لقوله: (( التي وعدتهم )) فإن وعده قول، وهؤلاء الملائكة توسلوا إلى الله بهذا القول.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان فضل الله عز وجل عل أهل الجنة أولا وآخرا، أولا حيث وعد الجنة.