تتمة فوائد قوله تعالى : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة :أن من تمام النعيم أن يجمع الله بين الإنسان وبين قرابته وزوجه لقوله: (( أدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم )) إلى آخره.
فإن قال قائل: هل يلزم من ذلك أن يكون في درجة واحدة ؟ قلنا لا يلزم، ولكن الأزواج لابد أن يكونوا في درجة أزواجهم، والذرية ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الطور أنه في درجة آبائهم أيضا قال الله تعالى : (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )) وهذا يدل على أن الذرية الذين لم يبلغوا منازل آبائهم أنهم يرفعون حتى يكونوا في منازل آبائهم، وأن ذلك لا يقتضي نقص الآباء من المنازل، يعني لا نقول أن الحل وسط نرفع هؤلاء قليلا وننزل هؤلاء قليلا، ولذلك قال: (( وما ألتناهم من عملهم من شيء )) لئلا يظن الظان أنه إذا رفعت الذرية فإنها ترفع قليلا وينزل الآباء بمقدار ما رفع هؤلاء ليلتقوا في نقطة الوسط، وهذا ليس كذلك، لأنه لو نزل الآباء قليلا لزم من ذلك أن ينقصوا، ولكن الله يقول: (( وما ألتناهم )) أي: ما نقصناهم، أي: الآباء (( من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين )).
ومن فوائد الآية الكريمة الاحتراز في الدعاء عن التعميم لقولهم : (( ومن صلح من آبائهم وأزواجهم )) ومن ذلك قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (( وارزق أهله )) أي أهل المسجد الحرام (( من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر )) أهله ثم أبدل منها قوله: (( من آمن منهم بالله واليوم الآخر )) فاحتراز، ولكن الله تعالى قال: (( ومن كفر )) يعني: أرزق من في هذا البلد ولو كانوا كفارا، لكن: (( ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير )) المهم أنه ينبغي للإنسان في الدعاء أن يحترز من التعميم الذي قد يتناول من لا يستحق الدعاء فيكون في دعائه هذا نوع من الاعتداء.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذين الاسمين يعني العزيز والحكيم من أسماء الله، وإثبات ما تضمناه من الوصف أو من الصفة، فالعزيز متضمن للعزة، والحكيم متضمن للحكمة والحكم.
ومن فوائد الآية: التوسل إلى الله تعالى في الدعاء بأسمائه.
فإن قال قائل: ذكرتم في عدة مواضع أن التوسل بالأسماء ينبغي أن يكون مطابقا للسؤال أو للمسئول، وهنا ما مناسبة العزة والحكمة للدعاء بإدخال هؤلاء الجنة ؟ الظاهر والله أعلم أن المطابقة أنهم دعوا أن الله يدخل من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم وهذا أمر يحتاج إلى عزة وتمام سلطة وإلى حكم وحكمة، فلهذا ختموا هذا الدعاء بقوله : (( إنك أنت العزيز الحكيم )) دون أن يقولوا إنك ذو الفضل العظيم.
ومن فوائد هذه الآية الترتيب الوجودي في الأشياء، في أي شيء ؟ آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، فهذا هو الترتيب أب ثم تزوج ثم ذرية، فهذا ترتيب وجودي، ولا شك أن هذا من حسنات اللفظ.
1 - تتمة فوائد قوله تعالى : (( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )) .
2 - تفسير قوله تعالى : (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( وقهم السيئات )) أي عذابها (( ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )).
نعم " (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته )) " من شرطية، جملة فقد رحمته جواب الشرط، وإنما اقترن جواب الشرط بالفاء لأنه مبدوء بقد، وجواب الشرط إذا بدء بقد وجب اقترانه بالفاء، وله نظائر مما يجب اقترانه بالفاء ينشدنا البيت فيه، طيب المهم أنه يجب ارتباط جواب الشرط بالفاء إذا وقع واحدا من سبعة أمور، مجموعة في قول الناظم:
اسمية طلبية وبحامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
التنفيس يشمل سوف والسين، هذه الآية من أي الأنواع السبعة ؟ قوله وبقد (( فقد رحمته )).
(( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك )) المشار إليه وقاية السيئات والرحمة (( هو الفوز العظيم )) هو: يجوز أن تكون مبتدأ والفوز خبره، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول، ويجوز أن تكون هو ضمير فصل لا محل لها من الإعراب، ويكون التقدير وذلك الفوز العظيم، ويؤيد هذا أنها تأتي بهذه الصيغة في بعض المواضع وذلك الفوز العظيم.
وضمير الفصل من حيث الإعراب لا محل له من الإعراب، من حيث المعنى له ثلاث فوائد: الفائدة الأولى الحصر، والفائدة الثانية: التوكيد، والفائدة الثالثة: التمييز بين الصفة والخبر، هذه ثلاث فوائد لضمير الفصل، ... التوكيد أو التأكيد ؟ التوكيد أفصح: (( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) ولم يقل تأكيدها، لكنه يجوز الهمزة، ... التمييز بين الخبر والصفة، يظهر هذا في المثال إذا قلت: زيد الفاضل، وأنت تريد أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإنه يحتمل أن تكون الفاضل صفة والخبر لم يأتي بعد، يحتمل أن يكون المراد زيد الفاضل فاهم، ويحتمل أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، فإذا جاءت زيد هو الفاضل زال الإشكال وتعين أن تكون الفاضل خبر المبتدأ، أما التوكيد والحصر فظاهر، لأنك إذا قلت: زيد هو الفاضل، أكدت أنه فاضل وحصرت الفضل فيه.
طيب وقوله: (( الفوز العظيم )) الفوز: حصول المطلوب والنجاة من المرهوب، والدليل على ذلك قوله تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) ما هو النجاة من المرهوب في الآية ؟ (( فمن زحزح عن النار )) حصول المطلوب ؟ (( وأدخل الجنة )) ولا تفسير أبين وأوضح من تفسير الله عز وجل، فالفوز هو النجاة من المرهوب وحصول المطلوب والدليل ما سمعتم، وقوله: (( العظيم )) وصف له بالعظمة لأنه لا فوز أعظم من هذا، لا فوز أعظم من أن يمن الله عليك بسكنى هذه الدار ـ جعلني الله وإياكم من ساكنيها ـ التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كل الناس في الدنيا المؤمنون يسعون للوصول إلى هذه الدار، ولهذا لما قال الأعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله أنا لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ولكني أسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار فقال : ( حولهما ندندن ) نحن لا نريد إلا هذا، وهذا الحديث وإن كان في صحته ما فيه لكن حقيقة هو هذا، كل المؤمنين يعملون للوصول إلى هذه الدار، وهو ـ أي العمل لها ـ يسير، لكن على من يسره الله عليه، ومتى ييسر الله عليك ذلك ؟ اسمع إلى قول الله تعالى : (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) اعمل أنت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) طيب يقول ذلك الفوز العظيم.
3 - التعليق على تفسير الجلالبين : (( وقهم السيئات )) أي عذابها (( ومن تق السيئات يومئذ )) يوم القيامة (( فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )) .
فإن قال قائل: أليس هذا حاصلا مما سبق (( وقهم عذاب الجحيم )) (( وأدخلهم جنات عدن )) قلنا بلى ولكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط لعدة أسباب، السبب الأول: أن الدعاء عبادة، فكلما بسطت فيه ازددت تعبدا لله، وازددت ثوابا وأجرا.
ثانيا: أن البسط فيه التفصيل، والتفصيل خير من الإجمال، لأن الإجمال قد ينسى الإنسان فيه أشياء مهمة ولا تطرأ على باله لكن إذا فصل تبين الأمر.
الثالث: أن التفصيل في الدعاء انبساط مع الله عز وجل لأن الداعية يناجي ربه، ومن المعلوم أن مناجاة المحبوب يستحب فيها التطويل، أو نقول بعبارة ثانية من المعلوم أن مناجاة المحبوب يحب الحبيب أن تطول المناجاة بينه وبين حبيبه، وهذا شيء مشاهد، إذا جلس إليك من تحب فإنك تود أن يطول الحديث ويطول الجلوس حتى أن الزمن ينفرط بسرعة، وإن جلس إليك الثقيل، قلت:
إذا حل الثقيل بدار قوم فما للساكنين سوى الرحيل
أحيانا يجلس إليك الثقيل يخاطبك ويكلمك، كلما خاطبك بكلمة ولو كانت ثناء عليك كأنما صفع وجهك، لأنك يكون عندك كأنه جالس على قلبك، لكن الحبيب إذا جلس إليك لا تود أن تفارقه ولا تمل حديثه، ولكن من خير الجلساء ؟
لنا جلساء لا نمل حديثهم ألباء مأمونون غيبا ومشهدا
يعني بذلك الكتب
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
هؤلاء هم الجلساء الذين لا يملون والذين ينفعون ولا يضرون.
طيب على كل حال نقول إنه ينبغي البسط في الدعاء لثلاثة أسباب: السبب الأول لأنه عبادة فكلما بسطت فيه ازددت تعبدا وتقربا لله، الثاني: أنه تفصيل والتفصيل خير من الإجمال، لأنه قد يكون في التفصيل ما يغيب عنك عند الإجمال، والثالث: أنه انبساط مع الله الذي هو أحب شيء إليك، والحديث مع المحبوب لا شك أن كل أحد يحب أن يطول، انظر إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله علانيته وسره وأوله وآخره اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت وما أنت أعلم به مني ) يكفي عن هذا كله أن يقول: اللهم اغفر لي ذنبي، لكن البسط له تأثير على القلب نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن من وقي السيئات يوم القيامة فقد دخل في رحمة الله لقوله : (( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته )).
ومن فوائد الآية: أن الرحمة كما تكون في جلب المحبوب تكون في دفع المكروه لقوله : (( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته )).
ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا أعظم فوز لقوله تعالى : (( وذلك الفوز العظيم )) ووجهه أنه أشار إليه بإشارة البعيد للدلالة على علو هذا الفوز، ووصفه بالعظمة فيكون جامعا بين علو المرتبة وعلو الماهية أنه عظيم.
الطالب : ...
الشيخ : نجيب أي فائدة في أجسام لا حركة فيها ... لا ما يكفي، لأنه لو كفى ذلك ما احتجنا إلى الجنة أصلا، قلنا يكفيكم أنكم نجوتم من النار ولا حاجة للجنة.
4 - فوائد قوله تعالى : (( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )) . أستمع حفظ
هل من الاعتداء في الدعاء قول الداعي : اللهم أذل الشرك والمشركين برحمتك يا أرحم الراحمين .؟
الشيخ : لا غلط، أما سمعت: (( ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته )) وهذا زوال مكروه، وإذلال الشرك لا شك أنه نعمة ورحمة .
5 - هل من الاعتداء في الدعاء قول الداعي : اللهم أذل الشرك والمشركين برحمتك يا أرحم الراحمين .؟ أستمع حفظ
في قوله تعالى : (( وذلك هو الفوز العظيم )) قلنا هو الجنة فكيف برؤية الله عز وجل .؟
الشيخ : أي نعم، لأن الجنة وما فيها فوز، وأعظم النعيم في الجنة هو النظر إلى وجه الله، ولهذا ذكرنا لكم يا إخوان أن قول الزمخشري: " أي فوز أعظم من هذه " قلنا هذه كلمة حقيقة، ولا يعترض عليها إلا لأننا نعلم أن الرجل لا يثبت النظر إلى وجه الله، وإلا لقلنا: متى دخلت الجنة فأنت دخلت الجنة بكل ما فيها من النعيم.
هل من التكرار في الدعاء قول الداعي : اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولإخواننا وأعمامنا .... ؟
الشيخ : هل كرروا الدعاء أو كرروا المدعو له ؟ اللهم اغفر لنا ولآبائنا وذرياتنا وإخواننا وجداتنا وأجدادنا وخالتنا وأخوالنا وعماتنا وأعمامنا والأصول والفروع والحواشي، هذا ما هو تكرار للدعاء تكرار للمدعو لهم، وأنت ترى الملائكة الآن ما دعت إلا لثلاث أصناف فقط الأصول الفروع والأصهار الزوجات، لكن على كل حال ما نقول في هذا شيء، ما ننكر عليه، لكن كونه يطول على الناس بمثل هذه الأشياء قد يكون فيه مضرة على الناس تعب، نعم .
7 - هل من التكرار في الدعاء قول الداعي : اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولإخواننا وأعمامنا .... ؟ أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( إن الذين كفروا ينادون )) من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار (( لمقت الله )) إياكم (( أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون )) في الدنيا (( إلى الإيمان فتكفرون )).
وقوله: " (( لمقت الله )) إياكم " هذا أحد الوجهين في الآية، وعلى هذا فيكون المقت مضافا إل فاعله لا إلى مفعوله، يعني لبغض الله إياكم أشد من بغضكم أنفسكم، وقيل إنه مضاف إلى مفعوله لا إلى فاعله، وعلى هذا يكون المعنى: لمقتكم الله حين تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم، أي: أنهم كرهوا ما دعوا إليه في الدنيا من محبة الله وأبدلوا ذلك بأشد البغض، وهذا المعنى أقرب مما مشى عليه المفسر رحمه الله تعالى، لمقت الله إياكم، وعلى ما رجحنا يكون المعنى لمقتكم الله فهو مضاف إلى مفعوله، متى مقتوا الله ؟ (( إذ تدعون إلى الإيمان )) وعلى هذا فيكون قوله: (( إذ تدعون )) متعلقا بقوله: (( لمقت الله ))، أي: أنكم حينما دعوتم إلى الإيمان كرهتم ذلك ولم تقتنعوا به بل أبغضتموه أشد البغض، وقوله: (( أكبر من مقتكم أنفسكم )) متى مقتوا أنفسهم ؟ حين قيل لهم ادخلوا نار جهنم فأبغضوا أنفسهم، وقوله: (( من مقتكم أنفسكم )) مقت هنا مصدر مضاف إلى إيش ؟ (( من مقتكم أنفسكم )) مقت هنا مضاف إلى فاعله، يعني أنهم هم مقتوا أنفسهم، وأنفس مفعول مقت، وقوله: (( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) تدعون في الدنيا إلى الإيمان، وأبهم الداعي لأن دعوتهم إلى الإيمان تكون من الرسل، وتكون من ورثة الرسل وهم العلماء، فالداعي لهم إلى الإيمان في الدنيا ليس واحدا بل هم الرسل يدعونهم وورثة الرسل وهم العلماء يدعونهم كذلك.
(( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ))، الإيمان بمن ؟ أي بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذا هو الإيمان كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل قال: ( أخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله ) إلى آخره، (( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) والمراد بالإيمان هنا كما ذكرت لكم هو الإيمان بالأركان الستة، وكذلك الانقياد اللازم من الإيمان بهذه الأركان الستة، ولهذا هم دعوا إلى الإيمان الذي في القلوب، ودعوا إلى الاستسلام أيضا وهو أعمال الجوارح، وكفروا بذلك كله، إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون.
8 - التعليق على تفسير الجلالبين : (( إن الذين كفروا ينادون )) من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار (( لمقت الله )) إياكم (( أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون )) في الدنيا (( إلى الإيمان فتكفرون )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) .
ومن فوائد ذلك أنهم تبين لهم ما هم عليه من الضلال والكفر حين رأوا العقاب، وجهه أنهم مقتوا أنفسهم في ذلك الوقت حين رأوا العذاب، وهذا يدل على أنهم تبين لهم الضلال في ذلك اليوم.
ومن فوائد الآية الكريمة على ما مشى عليه المؤلف إثبات المقت لله أي أن الله يمقت أي يبغض، هذا على ما مشى عليه المؤلف من أن مقت مضافة إلى الفاعل، وإذا قلنا بالقول الراجح لم يكن في الآية دليل على أن الله يمقت، لكن الدلالة على أن الله يمقت وأن له مقتا من أدلة أخرى مثل قوله تعالى : (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) والمقت: أشد البغض، والبغض هو من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته وإرادته.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قد يكره نفسه، ومتى يكون ذلك ؟ إذا رأى من تصرفه ما يسوءه، فإنه يكره نفسه ويقول هذا من النفس الأمارة بالسوء.
ومن فوائد الآية الكريمة أن الحجة قد قامت على هؤلاء المكذبين المعذبين لقوله: (( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وهل الدعوة دعوة بإفهام أو دعوة بمجرد البلاغ ؟ الأول: دعوة بإفهام لقول الله تعالى : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فلابد من فهم الحجة، ولكن إذا بلغت الإنسان فالواجب عليه أن يبحث عن الفهم فإن لم يفعل كان مقصرا.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء كفروا عن عناد، من أين تؤخذ ؟ لأنهم دعوا فكفروا وهذا كفر عناد والعياذ بالله.
9 - فوائد قوله تعالى : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل )) .
وهذا كقوله تعالى : (( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم )) هذه أربعة إماتتان وإحياءتان، فهم يقولون: " (( ربنا أمتنا اثنتين )) إماتتين (( وأحييتنا اثنتين )) إحيائتين لأنهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث " هذا تفسير أمتنا اثنتين وأحينا اثنتين، والإماتة الأولى ليست إماتة بعد حياة ولكنها فقد حياة، فصح أن يطق عليها اسم الموت، وقصدهم بهذا الإقرار بأن الأمر حق، فكما أننا ندرك أنه مرت بنا هذه الأطوار الأربعة موت فحياة ثم موت فحياة فإننا نتيقن أننا أخطئنا ولهذا قالوا: (( فاعترفنا بذنوبنا )) يعني فقد اعترفنا بذنوبنا.
10 - تفسير قوله تعالى : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين )) إماتتين (( وأحييتنا اثنتين )) إحياءتين لأنهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث (( فاعترفنا بذنوبنا )) بكفرنا بالبعث (( فهل إلى خروج )) من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا (( من سبيل )) طريق ؟ وجوابهم : لا .
11 - التعليق على تفسير الجلالبين : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين )) إماتتين (( وأحييتنا اثنتين )) إحياءتين لأنهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث (( فاعترفنا بذنوبنا )) بكفرنا بالبعث (( فهل إلى خروج )) من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا (( من سبيل )) طريق ؟ وجوابهم : لا . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل )) .
ومن فوائد الآية إقرار الكفار بما كانوا ينكرونه من قبل من البعث وهذا معنى قوله: (( فاعترفنا بذنوبنا )).
ومن فوائدها أنهم في ذلك اليوم تبين لهم الحق وصحة القياس لأنهم قالوا: (( أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين )) فالميتة الأولى قبل أن تنفخ فيهم الروح قد أقروا بها، والحياة الدنيا قد أقروا بها، متى أقروا بها ؟ أقروا بها في الدنيا وهم أحياء، لكن أنكروا البعث بعد الموت، وأما الآن فقالوا: نعم البعث بعد الموت كنفخ الروح في الجنين، يعني أنا تيقنا الآن أن ما ذكره الله عز وجل من قياس الإعادة على الابتداء أمر حقيقي، وأننا أحيينا مرتين وأمتنا مرتين.
ومن فوائد الآية الكريمة: شدة حسرة هؤلاء على ما فعلوا وتمنيهم الخروج مما وقعوا فيه من العذاب لقولهم : (( فهل إلى خروج من سبيل )).
وفي هذه الآية إعراب مشكل وهو أن قوله: (( فهل إلى خروج من سبيل )) جملة خلت من أحد الركنين فيها وهو المبتدأ، لأن الذي أمامنا الآن جار ومجرور في الخبر، وفيما هو محل للمبتدأ ... وهل يكون المبتدأ مجرورا ؟ إذن المبتدأ سبيل دخلت عليه حرف من الزائدة إعرابا، ولهذا نقول في إعرابها من حرف جر زائد، وسبيل مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
12 - فوائد قوله تعالى : (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالبين : (( ذلكم )) أي العذاب الذي أنتم فيه (( بأنه )) أي بسبب أنه في الدنيا (( إذا دعي الله وحده كفرتم )) بتوحيده (( وإن يشرك به )) يجعل له شريك (( تؤمنوا )) تصدقوا بالإشراك (( فالحكم )) في تعذيبكم (( لله العلي )) على خلقه (( الكبير )) العظيم .
وإذا أشرت إلى اثنين مخاطبا واحدا فماذا تقول: ذانكم ؟ أشرت إلى اثنين مخاطبا واحدا ؟ ذانك، كقوله تعالى: ( فذانك برهانان من ربك )).
وإذا أشرت إلى واحدا مخاطبا جماعة ذكور ؟ ذلكم، ومنه قوله تعالى : (( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بركم )) طيب.
وإذا أشرت إلى واحد مخاطبا جماعة إناث ؟ ذلكن، قالت: (( فذلكن الذي لمتنني فيه )) طيب.
وإذا أشرت إلى اثنين مخاطبا اثنين ؟ ذانكما، طيب.
وإذا أشرت إلى اثنين مخاطبا جماعة ذكور ؟. ذانكم، صح.
وإذا أشرت إلى اثنين مخاطبا جماعة إناث ؟. ذانكن، طيب.
وإذا أشرت إلى جماعة مخاطبا جماعة ذكور ؟. أولئكم، صحيح.