تتمة فوائد قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن آل فرعون قد غلبوا في مصر وظهروا عليها ولم يكن لهم منازع لقوله: (( ظاهرين في الأرض )) ومن ثم تكبر فرعون ولم يخضع لموسى، لأن موسى من بني إسرائيل وهم قلة أذلة في مصر والغلبة للأقباط.
ومن فوائدها أن الظهور والغلبة قد يكون سببا للأشر والبطر إلا من وفقه الله، بعض الناس إذا أعطاه الله تعالى سبب رفعة لا يزيده ذلك إلا تواضعا للحق وللخلق، وبعض الناس إذا أعطاه الله تعالى رفعة صار هذا سببا في تعليه على الخلق واستكباره عن الحق، وهذه محنة يجب على المرء أن يعالج نفسه فيها، لا إذا أعطاه الله مالا يزم ويعلوا ويستكبر، فإن الذي أعطاه هذا المال قادر على أن يتلفه عليه، لا يقول إذا أعطاه الله علما: أنا عالم وأنا من أنا ثم يتعلى عن الحق وعلى الخلق، بل يجب على الإنسان كلما آتاه الله علما أن يزداد تواضعا. هذا ما أقوله وأرجوا أن أتصف به وإياكم، فعلى الإنسان أن يعرف هذه المسألة، وأن الله قد يبتلي الإنسان بالشيء الذي قد يكون داعيا لعلوه واستكباره عن الحق وعلى الخلق فليحذر هذا الأمر .
ومن فوائد الآية الكريمة: قوة إيمان هذا الرجل وأنه لا دافع ولا مانع لما أراد الله لقوله : (( من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) وهذا يدل على كمال يقينه رحمه الله ورضي عنه حيث آمن بأنه إذا جاء بأس الله فإنه لا مرد له .
ومن فوائدها أيضا التلطف بالخطاب حتى يشعر الإنسان المخاطب وكأنه هو أول من يراد بهذا الأمر أو بهذا الخطاب لقوله : (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) ولم يقل: فمن ينصركم من بأس الله إن جاءكم، كل هذا من باب التنزل مع هؤلاء وإشعارهم بأنه واحد منهم، وقد يقال: إن في هذا إشارة إلى أن العذاب إذا نزل يعم الصالح والفاسد ويكون قوله: (( فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا )) يراد به حقيقته، أي أنه هو سيصيبه ما أصابهم، ويكون هذا شاهده قول الله تعالى: (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )) وهذا ليس ببعيد.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا نزل بأس الله فإنه لا مرد له، ويدل لهذا قوله تعالى: (( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا )).
وهل يستثنى من هذا أحد؟ لا، كل من أتاهم بأس الله فإنهم لن ينجوا ولو آمنوا، فلا يستثنى من هذا أحد إلا قوم يونس: (( فلولا كانت قرية آمنت فنعفها إيمانها )) يعني إذا نزل بها العذاب (( إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي )) ولماذا خص قوم يونس ؟ لحكمة، لأن الله عز وجل لا يمكن أن يخص أحدا بشيء إلا لحكمة، الناس عنده سواء (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).
الحكمة أن يونس عليه السلام خرج من قومه مغاضبا قبل أن يؤذن له، وكأنه لم يستكمل الدعوة فلم تقم عليهم الحجة الكاملة، ولهذا نجوا حين آمنوا بعد رؤية العذاب، فصار إنجاؤهم له حكمة، وهو خروج نبيهم مغاضبا قبل أن يؤذن له، فكأنه لم يستكمل إقامة الحجة عليهم، فصار في هذا نوع عذر لهم فأنجاهم الله عز وجل.
طيب يشكل على هذا آية دائما إذا قرأتها أقول كيف يكون هذا ؟ قال نوح لقومه: (( يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) كيف قال أنهم إذا آمنوا يغفر لهم من ذنوبهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى ثم قال: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) فكان بالأول يقول: (( يؤخركم إلى أجل )) الثاني يقول: (( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر )) ؟
يعني أحذركم من العذاب فإنه إذا جاء لا يؤخر، لكن إذا آمنتم أخركم إلى أجل مسمى، وعلى هذا فلا تناقض في الآية نعم.
قال الله تبارك وتعالى: (( قال فرعون ... )) إلخ.
في هذه الجملة والتي بعدها دليل على تمويه فرعون وغشه وكذبه وضلاله لأنه خدع قومه بقوله : (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) وكذب في قوله: (( ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) قطعا، وكذب في قوله: (( ما أريكم إلا ما أرى )) على أحد الاحتمالين طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن أهل الباطل قد يكون لديهم زخرف من القول غرورا، لأن مثل هذا الزعيم الذي وصلت به الزعامة إلى أن جعلوه ربا إذا قال: (( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) سوف يخدع قومه بلا شك، وعلى هذا فيجب علينا الحذر من خداع بعض الناس إذا قالوا نحن نريد كذا ونريد كذا من الإصلاح، فيجب أن ننظر لأفعالهم، هل تشهد أفعالهم لأقوالهم ؟ إن كان الأمر كذلك فهم صدقة بررة، وإن كانوا بالعكس فهم كذبة غششة، يخدعون بزخرف القول غرورا، ولهذا كان الإنسان الذي لديه فراسة لا يغتر بظاهر الأقوال، وإنما يقيس ما يقوله، أو يعتبر ما يقوله بما يفعله، فإذا رأى أن أفعاله تخالف أقواله علم أنه كاذب غشاش، وإذا رأى أن أفعاله تصدق أقواله صار صادقا، وصار مخلصا لموافقة باطنه لظاهره.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن كل أحد يعرف أن الرشد مطلوب وأن الغي مكروه، تؤخذ من الجملة الثانية، إذن هم يعرفون أن الرشاد أمر مطلوب، كل إنسان حتى الكافر يرى أن الرشد أمر مطلوب، فما هو الرشد الحقيقي هل هو إتباع الهوى أو إتباع الهدى ؟ الثاني، إتباع الهدى، لكن التمويه مشكل.
1 - تتمة فوائد قوله تعالى : (( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال الذي ءامن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) أي يوم حزب بعد حزب .
(( وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) يا قوم: يعني بذلك فرعون وقومه، وهذا من باب التلطف في المقال، (( إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) يعني الطوائف السابقة، وكأن هذا الرجل الملهم عنده علم بأحوال الأمم السابقين، وسيأتي إن شاء الله الكلام على فائدة هذه الجملة.
" (( مثل يوم الأحزاب )) أي يوم حزب بعد حزب ".
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال الذي ءامن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) أي يوم حزب بعد حزب . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد )) .
3 - تفسير قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم )) مثل بدل من مثل قبله ، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا (( وما الله يريد ظلما للعباد )) .
(( وما الله يريد ظلما للعباد )) ما: نافية تعمل عمل ليس لتمام الشروط، ولفظ الجلالة اسمها، ويريد جملة هي خبرها، ولو كانت اسما لكان التقدير: وما الله مريدا (( وما الله يريد ظلما للعباد )) الظلم يتناول شيئين:
إما الزيادة في الآثام وإما النقص في الحسنات، وكله ممتنع بالنسبة لله عز وجل، لا يمكن أن يقع منه ولا يمكن أن يريده، لماذا ؟ لكمال عدله.
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم )) مثل بدل من مثل قبله ، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا (( وما الله يريد ظلما للعباد )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب )) .
ومن فوائدها أن عند هذا الرجل علما من نبأ الأولين لقوله: (( مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح )) إلى آخره .
ومن فوائدها أنه ينبغي للإنسان أن يكون عنده علم بأحوال الأمم السابقة من أجل أن يكون معتبرا بمن مضى فيمن بقي، وعلى هذا فعلم التاريخ علم مهم، ولكن يجب أن نعلم أن التاريخ أصابه شيء من الوضع، أي من التحريف والتغيير والكذب والزيادة والنقص، فعلى الإنسان أن يحتاط في ذلك، عليه أن يحتاط في هذا حتى لا ينقل أو لا يروي إلا الصحيح .
فوائد قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إنتفاء إرادة الظلم عن الله عز وجل لقوله: (( وما الله يريد ظلما )) وإذا انتفت الإرادة انتفى الفعل قطعا لأن الله تعالى يفعل ما يريد، فإذا لم يرد الظلم انتفى الظلم.
على أنه في آيات أخرى نفى الظلم نفسه فقال: (( ولا يظلم ربك أحدا )) وقال: (( وما ربك بظلام للعبيد )) وقال: (( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد )) فيكون الله تعالى قد نفى الظلم عن نفسه، ونفى إرادة الظلم، وذلك لكمال عدله.
وهذه الصفة من الصفات التي يسمونها الصفات السلبية أو الصفات المنفية، ولدينا قاعدة في باب الأسماء والصفات أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله أبد كل نفي في صفات الله فإنه يتضمن شيئين:
أحدهما: نفي ما نفي عن الله، والثاني: إثبات كمال ضده، فيقال: لا يظلم لكمال عدله، وإن شئت فقل: لكمال عدله لا يظلم، لأن العدل إذا لم يكن عدله كاملا قد يظلم في بعض الأشياء، أما الرب عز وجل فإن عدله كامل لا يمكن أن يدخله ظلم بأي وجه من الوجوه طيب.
وهذا الظلم المنفي عن الله لكمال العدل، هل هو مستحيل لذاته أو جائز لكنه مستحيل على الله تعالى لكماله؟ الثاني، خلافا للجهمية الذين قالوا أن الظلم مستحيل على الله لذاته، لذات الظلم، لأنه إذا كان مستحيلا لذاته لم يكن مدحا، ما يمدح من استحال عليه على ذلك لأنه مستحيل، وهم يقولون أنه مستحيل لذاته لأن الخلق كلهم ملكه ويفعل في ملكه ما يشاء، ومن تصرف في ملكه فإنه لا يقال أنه ظالم، ولو قدم شيئا على شيء أو نقص شيئا عن حقه، ولكننا نقول أن الله تعالى صرح بأنه حرم الظلم على نفسه، وهذا يدل على أن الظلم في حقه ممكن عقلا، لكنه حرمه على نفسه لكمال عدله.
والخلاصة أن من قواعد الأسماء والصفات أنه لا يوجد النفي المحض في صفات الله بل لا يوجد نفي في صفات الله إلا لكمال ضده: (( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) لماذا؟ لكمال قوته لا لأن اللغوب لا يلحقه، لكن لكمال قوته لا يلحقه الغوب، وليس المعنى أنه ليس مما يمكن أن يلحقه لغوب، لا، لكنه مستحيل لكمال قوته.
قال أهل العلم: وإنما قلنا بذلك لأن النفي المحض عدم محض، صحيح ؟ لو نفيت شيئا معناه غير موجود، والعدم المحض ليس بشيء فضلا عن أن يكون مدحا، لأنه عدم، والعدم لا يمدح عليه.
وإما أن يكون النفي متضمنا لإثبات، هذا الإثبات قد يكون عجزا، فمثلا إذا قلنا: فلان لا يظلم لأنه غير قادر على الظلم، فليس هذا يعني أننا مدحناه، بل هذا ذم له كقول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
أول ما تسمع هذا الكلام تقول: ما شاء الله هؤلاء أوفياء ذووا عدل، لكنه في الواقع ذم، يقول أن هؤلاء ما يقدر الواحد منهم أن يغدر، ولا يقدر أن يظلم، والثاني يقول:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
يعني أنه إذا أساء إليهم الإنسان أحسنوا إليه، وإذا أساء إليهم غفروا له وتجاوزوا عنه، لكن لكمال إحسانهم وكمال عفوهم أو لعجزهم ؟ لعجزهم، ولهذا قال:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
ليت لي بهم: أي بدلهم، وهذا يدل على أنه ذمهم ذما عظيما.
وقد يكون النفي لعدم صلاحية هذا الوصف لما نفي عنهم، قد يكون نفي الشيء عن الشيء لأنه غير قابل وغير صالح لأن يوصف به، كما إذا قلت: الجدار لا يظلم، هل هذا مدح للجدار ؟ لا، لأنه غير قابل ولا صالح للظلم أو عدم الظلم، فتبين بذلك أن الله تعالى لا ينفي عن نفسه شيئا إلا لكمال ضد هذا المنفي، لا لأنه غير قابل له أو غير صالح في حقه أو ما أشبه ذلك من الناحية العقلية.
(( وما الله يريد ظلما للعباد )) إذن نستفيد من هذا نفي إيراد الظلم عن الله لكمال عدله.
6 - فوائد قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد )) . أستمع حفظ
سؤال عن بعض أساليب النغليظ في الدعوة إلى الله تعالى .؟
الشيخ : هو الإغلاظ في محله طيب، لأنه هو قال له كلمة أشد من هذه، قال: (( إني لأظنك يا موسى مسحورا )) فهل يغلظ له بالقول ويسكت، وموسى عليه الصلاة والسلام معروف بالقوة .
من باب التلطف في الدعوة يقول بعض الدعاة : وإني أكثركم تقصيرا فيظن الجهال أنه كذلك ثم يصيبهم التقصير .؟
الشيخ : على كل حال هذه الكلمة ينبغي للإنسان أن ينظر في مصلحتها، وإلا فقد قالها عمر بن عبد العزيز رحمه الله في آخر خطبة خطبها قال: " إني لأقول لكم هذا وما أعلم أحدا عنده من التقصير أو قال من الذنوب أكثر مما عندي " هي في الحقيقة قد تكون مشجعة وقد تكون مخذلة، قد يقول قائل: إذا كان هذا الرجل الداعية العابد مقصرا كيف بنا نحن، إذن فلنشمر عن ساعد الجد، وقد تكون كما قلت، فيه سلاح ذو حدين، فلينظر الإنسان للمصلحة، والإنسان أحيانا يقول مثل هذا لأنه يخشى على نفسه من العجب.
8 - من باب التلطف في الدعوة يقول بعض الدعاة : وإني أكثركم تقصيرا فيظن الجهال أنه كذلك ثم يصيبهم التقصير .؟ أستمع حفظ
سؤال عن حكم تزوج الرجل للمرأة وهي غير صالحة وهو يرجو صلاحها .؟
الشيخ : نفس الشيء، قد يكون الإنسان عنده عزم في هذا أول الأمر، ولكن إذا تزوجها ورغب فيها عصفته، جذب النساء للرجال ما هو هين، كلمة الظن هذه غير واردة في الواقع، ولذلك أنت غير مكلف إلا بما بين يديك، حتى لو أخلفت الأمور فيما بعد فأنت مجتهد ولا لوم عليك ولا إثم عليك، لكن عليك إثم أنك تقدم على شيء تعرف أنه الآن غير صالح لكن رجاء أن يصلح، هذا خطأ.
والمرأة ربما تغلب الرجل، إذا أحبها حبا شديدا ربما لو تقول له: اسجد لي، يقول: أنت أكبر، ألم تعلم أنه ذكر أحد العلماء، قال أن مؤذنا دعت عليه أمه بدعوة، وكان رجلا صالحا، فلما صعد إلى المنارة يؤذن وإذا بامرأة نصرانية في سطح بيتها جميلة، فأخذت بلبه، فأرسل إليها يخطبها، فقالت: لا يمكن إلا إذا كنت نصرانيا، حاول، قالت: أبدا، فتنصر والعياذ بالله، صار نصرانيا، ارتد عن الإسلام الآن، فأعاد الخطبة قالت: الآن أنت لست مسلما ولا نصرانيا فلا أحل لك، يعني هذا الرجل نسأل الله العافية ارتد عن دينه من أجل هذه المرأة، وصارت هذه المرأة كيدها أعظم من كيده، قالت له: لست مسلما ولا نصرانيا، والنصرانية لا تحل إلا للمسلم أو النصراني ارجع وراءك، نسأل الله العافية.
كيف الإيمان بالصفات السلبية .؟
الشيخ : الشيء الأول: نفي الصفة، والثاني: إثبات كمال ضدها.
هل قوم فرعون كانوا يقرون له بالربوبية فعلا .؟
الشيخ : ما هي المشكلة ... لا يقولون بأن لهم ربا، لكن ربهم فرعون، معلوم، موحدين بربوبية فرعون، عندهم توحيد ؟ ... ما عندهم توحيد، التوحيد هو توحيد رب العالمين، أما توحيد فرعون أو غيره فلا.
هل أخبار الأنبياء في القرآن هي بنصها .؟
الشيخ : يعني باللفظ نفسه ؟ لا، ليست بلفظها، بالمعنى، ولهذا تجد العبارات مختلفة مما يدل على أن الله تعالى ينقلها بالمعنى، وإن أضافها إليهم قولا لكن بالمعنى، ثم هم أيضا لغتهم غير عربية .
في قوله تعالى : (( أنا أكثر منك مالا وولدا )) هل يقال : قال الله تعالى حاكيا أو يقال : قال الله تعالى .؟
الشيخ : أحسن يقول حاكيا، لأن قد يوهم أن الضمير يعود على الله.
13 - في قوله تعالى : (( أنا أكثر منك مالا وولدا )) هل يقال : قال الله تعالى حاكيا أو يقال : قال الله تعالى .؟ أستمع حفظ
هل يجوز للكافر أن يتزوج مؤمنة بدليل أن امرأة فرعون كانت مؤمنة .؟
الشيخ : لا يجوز، هذا الإشكال صحيح، يقول: هل يجوز للكافر أن يتزوج مؤمنة ؟
فنقول: لا، فأورد علينا إشكالا وهو أن امرأة فرعون كانت مؤمنة لا شك، وهو أكفر الكافرين.
الجواب: أن هذا شرع من قبلنا، أما شرعنا فلا، وتعرف القاعدة في الأصول: " أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه " هذا وجه، ومن وجه آخر قد يقال أن فرعون أكرهها على ذلك، وأنها لا تحب، ولهذا تقول : (( رب ابن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )) ولكن هو ظالم ولا يبالي.
ما حكم تزوج الفاسق للمستقيمة .؟
الشيخ : أنا قلت هذا، أعوذ بالله، فرق لا يجوز ولا يستحب، أنتم طلبتي وتعرفون كلامي وتعرفون أسلوبي، إذا نقلتم عني أنه لا يجوز للفاسق أن يتزوج مسلمة هذه داهية، معناه أنه لا نزوج أحدا أبدا لأن أكثر الناس فساق. عدل العبارة.
الطالب : لا يستحب له أن يتزوج امرأة غير ملتزمة لأنها قد ترجعه إلى طريقتها ؟
الشيخ : هذا صحيح، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تنكح المرأة لأربعة ) ثم قال في النهاية: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك).
قراءة الطالب للآيات الكريمات .
مقدمة بين يدي الدرس في نعمة العلم الشرعي ونعمة التفقه في الدين والعمل به مع ذكر بعض آداب طالب العلم .
فنقول: إن من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد أن يحبب إليه العلم، وذلك لأن العلم الشرعي مفتاح كل خير لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) وهذه بشرى لكل من فقهه الله في دينه وعلمه أن الله أراد به خيرا.
والفقه في الدين هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها، ثم تطبيق هذه الأحكام التي علمها، لأن من لم يطبق فليس بفقيه، بل هو قارئ، ولهذا حذر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أن يكثر القراء ويقل الفقهاء، فالفقيه في دين الله هو الذي يعلم شريعة الله ثم يطبقها على نفسه وعلى غيره بقدر استطاعته.
وطالب العلم عليه مسئولية كبيرة لأنه واسطة بين الخلق وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أنه ينقل شرعية الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمته، ولهذا يجب أن يكون أسوة حسنة في عباداته وأخلاقه ومعاملاته، لأنه إذا كان أسوة حسنة في ذلك فقد أثمر العلم في حقه ثمراته الجليلة، ولأنه إذا كان أسوة للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أحبه الناس، وألفوه واقتدوا به، وصار إماما، وإن لم يكن إماما كبيرا ولكنه إمام بحسب حاله، وكلما ازداد الإنسان علما وتمسكا بما علم ازداد احترام الناس له واقتدائهم به، وجعلهم إياه أسوة.
ثم إن طالب العلم يجب عليه الإخلاص لله عز وجل في طلبه، لأن الإخلاص هو أهم شيء، وهو الذي يكون به تحقيق ما أراده العبد، والإخلاص لله في طلب العلم أشار الإمام أحمد رحمه الله إلى شيء منه فقال: " العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا: وبما تصحيح النية قال: " ينوي بذلك رفع الجهل عن نفسه وعن غيره " وهذا لا شك أنه من تصحيح النية، لكنه ليس كله تصحيح النية، بل هناك أشياء تجب ملاحظتها أيضا، وذلك بأن ينوي بطلب العلم امتثال أمر الله سبحانه وتعالى، لأن الله أمر بالعلم ورغب فيه فقال تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )) وقال تعالى: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وهذا شيء مشاهد، بينوا لي تاجرا من أكبر التجار في عهد الأئمة الأربعة حصل له من رفع الذكر ما حصل لهؤلاء الأئمة الأربعة، لن تجدوا إلى ذلك سبيلا، فأهل العلم مرفوعون عند الله، ومرفوعون عند العباد، مرفوعون في حياتهم، مرفوعون بعد مماتهم، حتى وإن نال أحدا منه ما يناله من التعذيب أو المضايقة أو ما أشبه ذلك فإنه يزداد بذلك رفعة عند الله ورفعة عند العباد.
فأنت إذا نويت بطلبك للعلم امتثال أمر الله صارت كل حركة تتحركها في هذا المجال عبادة، إن راجعت الدرس فعبادة، وإن حفظت فعبادة، وإن مشيت فعبادة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ( من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) وهذه مسألة تغيب عنا كثيرا، كثيرا ما نراجع الكتب لتحقيق مسألة ما، ولكن يغيب عنا أننا الآن في عبادة نرجو بها ثواب الله، لكن إذا استحضر طالب العلم أنه يمتثل أمر الله سبحانه وتعالى بطلبه العلم، صار طلبه للعلم عبادة.
الثاني: أن ينوي بطلب العلم حفظ الشريعة، لأن الشريعة تحفظ برجالها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الرجال، ولكن يقبضه بموت العلماء حتى إذا لم يجد الناس علماء يستفتونهم استفتوا أناسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) إذن حفظ الشريعة يكون بالعلماء، برجالها، فانو بطلبك العلم حفظ الشريعة، ونعم الرجل أنت إذا كنت خزانة لشريعة الله عز وجل.
الثالث: أن ينوي بطلبه العلم حماية الشريعة والذود عنها، لأن الشريعة لها أعداء معلنون بعداوتهم، وأعداء يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، فلها أعداء، فأنت انو بطلبك العلم حماية الشريعة والدفاع عنها، وإذا كان هذا مقصود طالب العلم فإنه سوف يختار الجهة التي يكون غزو أعداء المسلمين من ناحيتها، وعلى هذا يجب أن يكون على علم بما يجري في الساحة.