قراءة الآيات القرآنية .
الشيخ : بس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قبل أن نبدأ درس اليوم نرجع إلى الدرس الماضي مِن أجل أن نُكمل الفوائد، وصلنا إلى:
تفسير سورة فصلت : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( حم )) الله أعلم بمراده به .
التعليق على تفسير الجلالين : (( تنزيل من الرحمن الرحيم )) مبتدأ (( كتاب )) خبره (( فصلت ءاياته )) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (( قرءانا عربيا )) حال من كتاب بصفته (( لقوم )) متعلق بفصلت (( يعلمون )) يفهمون ذلك ، وهم العرب .
4 - التعليق على تفسير الجلالين : (( تنزيل من الرحمن الرحيم )) مبتدأ (( كتاب )) خبره (( فصلت ءاياته )) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (( قرءانا عربيا )) حال من كتاب بصفته (( لقوم )) متعلق بفصلت (( يعلمون )) يفهمون ذلك ، وهم العرب . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( كتاب فصلت ءاياته )) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (( قرءانا عربيا )) حال من كتاب بصفته (( لقوم )) متعلق بفصلت (( يعلمون )) يفهمون ذلك ، وهم العرب .
الطلبة: ثمانية يا شيخ تسعة
الشيخ : إذًا أيُّهما أكثر؟ الستة أو الثمانية؟ طيب إذًا (ثم نظر) أقصر آية في كتاب الله، والباقي متوسط منه ما يميل إلى الطول ومنه ما يميل إلى القصر، والسُّنة في الآيات أن تقرأها حسب ما فُصِّلت، هذه السنة فتقرأ (( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) كم من الآيات؟ سبع آيات تقرأها كذا مُفَصَّلَة، وإن أدرجْتَ فلا بأس، لأنَّه لم يرد النهي على ذلك إلا أنَّه لا ينبغي للإنسان أن يَهُذَّ القرآن هَذًّا تخفَى معه الحروف بل قد يحرُم عليه إذا لَزِم أن تخفَى بعضُ الحروف، أما الهذّ الذي يستكمل فيه الإنسان الحروف فلا بأس، لكن الأفضل الوقوف على كل آية وهنا نسأل الأخ هل تقف على قوله تعالى: (( فويل للمصلين ))؟ مي هي بآية؟
الطالب: ليس بالوصل
الشيخ : ليش؟ ما هو قلنا الأفضل أن تقف على كل آية؟
الطالب: ..... الوصل فويل المصلين الذين هم عن صلاتهم
الشيخ : لكن لو وقفت؟
الطالب: يختلف المعنى ... الوعيد.. المصلين جميعًا
الشيخ : طيب ماذا تقولون أنتم؟ هل يقف أو لا يقف؟ يقِف يا إخوان يقف، لأنها آية لأنَّ الله عز وجل هو الذي أنزله وجعل هذه آية منفصِلة عن الأخرى، وربما يكون في الوقوف على الآية دقُّ إسْفِينٍ على القلب حتى يندهش: كيف ويل للمصلين؟ فيترقَّب المعنى الذي يُوَضِّح ذلك فتقول: (( فويل للمصلين )) سيندهش السامع كيف ويل للمصلين فيترقَّب بشغَف المعنى المبَيِّن لهذا فتأتي (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )) كأنَّها مطر على أرضٍ قاحلة أليس كذلك؟ طيب إذًا نقِف على هذا ولا مانع، أمَّا (( لا تقربوا الصلاة )) فهذه لا نقف، السبب: لأنها ليست رأس آية بل نقول: (( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ))، طيب إذًا (( فُصِّلَت آياته )) يشمل التفصيل اللفظي والمعنوي: التفصيل اللفظي: أن الله جعل كل آية مستقلة عن الأخرى مفصول بعضها عن بعض، والمعنوي: التبيين والإيضاح لما كان مجملًا ولهذا أشار المؤلف رحمه الله إلى التفصيل المعنوي فقط فقال: " بُيِنَت بالأحكام والقصص والمواعظ " ولكن ينبغي أن يقال إنها فصلت من وجهين: لفظي ومعنوي فاللفظي أن كلّ آية فُصِّلت عن الأخرى، والمعنوي أنها بُيِّنَت وبُيِّنَ ما أُجمِل منها سواءٌ من الأحكام أو غيرها، (( وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين )) هذا مُجمَل فَصَّلَهُ بقولِه: (( يوم لا تملك نفس لنفسٍ شيئًا والأمر يومئذ لله ))، (( القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة )) مُجمل فَصَّلَه بقوله: (( يوم يكون الناس كالفراش المبثوث )) فالتفصيل هنا أي التفصيل المعنوي يعني بيانُ القرآن أنه بُيِّنَ ووُضِّح حتى لو جاء مجملًا فلا بُدَّ أن يُبَيَّن.
" (( قرآنًا عربيًّا )) حالٌ مِن (( كتاب )) بصفتِه " مُفَسِّر الجلالين رحمه الله يعني جيِّد جدا قال إنَّ (قرآنا) حال فكأنَّ إنسانًا أورد عليه: كيف تقول إنه قرآن والحال وصف و(قرآن) ليس وصفًا؟ فقال: بصِفته أين صفَتُه؟ (عربيًّا) (قرآنًا عربيًّا) يعني لو كانت الآية الكريمة (قرآنًا) فقط ما صحَّ أن تكون حالًا، لأنَّ الحال لابد أن تكون مشتَقَّة: اسم فاعل أو اسم مفعول أو ما أشبه ذلك، وقرآن مشتَقّ ولًّا غير مُشتَقّ؟ غير مُشتَقّ فلهذا قال: " إنها حال مِن (كتاب) بصفته " أنتم معنا يا جماعة؟ إذًا " بصفته " عائد على (قرآن) كأنَّه قال: صحَّ أن يكون حالًا، لأنَّه موصوف، طيب فإذا قال قائل: كيف تجعلونه حالًا مِن (كتاب) و(كتاب) نكرة وصاحبُ الحال لا بد أن يكون معرِفة؟ قلنا: إنَّ هذه النكرة خُصِّصَتْ في قوله: (( كتاب فصلت آياته )) خُصِّصَت بالصفة، والنكرة إذا خُصِّصَت صارت قريبَةً مِن المعرفة فلذلك جازَ وُقُوع الحال منها، فلدينا الآن إشكالان: الإشكال الأول: كيف جاءت الحال مِن (كتاب) وهو نكرة؟ وجوابه: أنَّ كتاب الذي هو النكرة وُصِف بقوله: (فُصِّلَتْ آياته) وإذا وُصِفَتْ النكرة جازت الحال منها، طيب الإشكال الثاني: الحال (قرآنًا عربِيًّا) إذا أعرَبْنَا (قرآنًا) حالًا فكيف صَحَّ أن يكون حالًا وليس بمشتق؟ موصوف بمشتق فلذلك جازَت الحال منه، طيب (قرآنًا عربِيًّا) ومعنى كونه عربِيًّا أوَّلًا: قُرْآن كلمة قُرْآن على وزن فُعْلان كشُكْرَان وغُفْرَان وما أشبه ذلك فهل هو بمعنى قارئ أو بمعنى مقرُوء؟ قيل إنَّه بمعنى مقرُوء، ومقروء هل هو من الجمْع أو مِن التلاوة؟ قيل أنَّه مِن (قَرَى يقرِي) بمعنى جمَع ومنه اسم القرْيَة لأنَّها جامِعَةٌ للناس، وقيل مِن (قرأ) بمعنى تَلا، والصواب أنَّه جائز أن يكون مِن هذا ومن هذا، لأنه ما دام اللفظ صالحًا للمعنيين ولا منافاة بينهما فإنه يُحمل عليهما جميعًا، هذا إذا قلنا إنَّ (قرآنا) بمعنى مقروء، ويجوز أن تكون بمعنى اسم الفاعِل (قارئ) (قُرآن) بمعنى (قارئ) أي: جامع للأحكام والتوحيد وغير ذلك، طيب أمَّا (عربِيًّا) فهو نسبة للعرب، لأنَّه جاء بلغتهم، والله أعلم.
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( كتاب فصلت ءاياته )) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (( قرءانا عربيا )) حال من كتاب بصفته (( لقوم )) متعلق بفصلت (( يعلمون )) يفهمون ذلك ، وهم العرب . أستمع حفظ
ما صحة حديث أبي هريرة : ( إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم ) .؟
الشيخ : هذا ليس بصحيح الحديث هذا ليس بصحيح ويدُلّ على ذلك حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح أنّ الله تعالى قال: ( قسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفَين -يعني الفاتحة- فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي... ) إلى آخر الحديث فبدأ بقوله: (الحمد لله رب العالمين).
ثانيًا: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يجهَر بها في القراءة الجهرية على القول الراجح ولو كانت مِن الفاتحة لجهرَ بها كما يجهَر ببقِيَّة الآيات.
ثالثًا: أنَّ بقية سور القرآن ليست البسملة منها فنحتاج إلى دليل قوي يبيِّن أنَّها من الفاتحة.
رابعًا: أنَّ قوله تعالى: ( قسمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفَيْن ) هي نِصْفٌ في السياق ونصفٌ في المعنى ولا يتِم ذلك إذا جعلنا البسملة منها استمع: (( الحمد لله رب العالمين )) هذا لله، (( الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين )) لله ثلاث آيات، (( اهدنا الصراط المستقيم )) للعبد (( صراط الذين أنعمت عليهم )) للعبد (( غير المغضوب عليهم ولا الضَّالين )) للعبد، إذًا: ثلاث ثلاث (( إياك نعبد وإياك نستعين )) صارت بينهما كما جاء في الحديث ( هذا بيني وبين عبدي نصفين ) فصارت ثلاث آيات ونصف منها لله وثلاث آيات ونصف منها للعبد، ولو قلنا إنَّ البسملة منها ما استقام هذا.
خامسًا: أنَّك إذا جعلت البسملة من الفاتحة صارت الآية الأخيرة طويلة لا تتناسَب مع ما قبلها، لأنَّها ستكون الآية الأخيرة (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) وهذه لا تتناسب مع قوله: (( إياك نعبد وإياك نستعين )) أو (( اهدنا الصراط المستقيم )) فهو خلاف البلاغة فصار عندنا أربعة أوجُه كلُّها تدل على أنَّ البسملة ليست مِن الفاتحة. نعم
6 - ما صحة حديث أبي هريرة : ( إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم ) .؟ أستمع حفظ
في الأمم السابقة إذا مر معنا أحد بعينه من المهلكين هل يحسن بالإنسان أن يلحقه بسب كما أننا نلحق من ذكرنا من الصالحين برحمة .؟
الشيخ : لا بأس إذا تيَقَّنَا مثلًا تقول: فرعون لعنه الله ما فيه مانع.
الطالب: ما في مانع أم يستحب؟
الشيخ : لا: الاستحباب أتوَقَّف فيه لقول الرسول: ( لا تسُبُّوا الأموات فإنهم أفضَوا إلى ما قَدَّمُوا ).
الطالب: إذًا .. ليس باللعان يترك هذا يا شيخ؟
الشيخ : لا: اللعان للأحياء أمّا هذا لعنْتُه لأنَّ الله لعنَه
7 - في الأمم السابقة إذا مر معنا أحد بعينه من المهلكين هل يحسن بالإنسان أن يلحقه بسب كما أننا نلحق من ذكرنا من الصالحين برحمة .؟ أستمع حفظ
هل صحيح ما قاله بعض المفسرين من أن اسم الرحمن عام واسم الرحيم خاص .؟
الشيخ : نعم هكذا ذكر بعضُهم قال: الرحمن عامة والرحيم خاصة لكن ما ذكرْناه أحسَن وقد نبَّه عليه ابن القيم رحمه الله أظنُّه في بدائع الفوائد. نعم
إذا قلنا أن القرآن اسم فاعل هل هو بمعنى أنه يقص علينا أخبار من سبق .؟
الشيخ : لا: هم ذكروها أنَّ قارئ بمعنى جامع فقط لأنه حقِيقَةً القرآن ما هو بينطق ويقرأ نفسُه إنه مقروء من جهة التلاوة. نعم
ما حكم استبدال كلام الناس بالقرآن الكريم .؟
الشيخ : لا الاستشهاد بها لا بأس به أما أن تجعَل القرآن بدل عن الكلام فهذا حرام ولهذا ذكَر صاحب جواهر الأدب قصة عنونَها بقوله المتكَلِّمة بالقرآن الكريم بدلًا عن الكلام وجاب قصة امرأة تُخاطِب أولادها بالقرآن إذا قالت: تغدون قالت: آتنا غدائنا وإذا أمرتهم يشترون حاجة من السوق قالت: ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة وأشبَه ذلك، ثم قال في آخر القصة هذه امرأة لها كذا من السنين تتكَلم بالقرآن مخافةَ أن تزِلَّ فيغضَب عليها الرحمن. والواقع أنها زلّتْ تماما تجعل آيات القرآن الكريم تُنَزِّلها على أغراضها الخاصة هذا لا يجوز، أما الاستشهاد بالقرآن مثل أن ترى رجلًا مفتونًا في الدنيا تقول: (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك )) هذا لا بأس به، وقد جاء في الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام لَمَّا رأى الحسن والحسين وهما يعثران بثوبٍ جديد لهما نزَل فأخذهما وقال: ( صدقَ الله (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )) ) انتهى الوقت طيب
قراءة الآيات القرآنية .
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون )) .
الطالب: في رأي
الشيخ : وهو؟
الطالب: .... قال إنها مِن الإعجاز ... هذه الحروف من اللغة العربية .
الشيخ : أنه ليس لها معنًى في حدِّ ذاتها كذا؟ لكن لها مغزى
الطالب: لها مغزَيان نعم وأنها تحدِّي للعرب.
الشيخ : من كمال التحدي حيث أنَّ كلام العرب مُكَوَّن مِن هذه الحروف ومع ذلك عجَزوا أن يأتوا بمثل القرآن أيهما ترجح؟
الطالب: كلاهما صح.
الشيخ : ما يصح كلاهما: متباينان
الطالب: ... تحدي
الشيخ : أنه في حدِّ ذاتها لا معنى لها كذا؟
الطالب: ...
الشيخ : كيف لها معنى؟
الطالب: لها معنى ...
الشيخ : إذًا رجَّحْتَ الأوَّل، نعم يحيى
الطالب: ..
الشيخ : ما هو؟
الطالب: الثاني هذا
الشيخ : ما هو الثاني؟ لأنه هذا اختلاط الحابل بالنابل ايش؟
الطالب: الثاني: أنها حروف يعني عربية، الله سبحانه وتعالى ...
الشيخ : ليس لها معنى في ذاتها هذا هو المهم يا جماعة ليس لها معنى في ذاتها، طيب ما الدليل على أنه ليس لها معنى في ذاتها؟ يلَّا يا يحيى
الطالب: لأنه لا يعلم معناها.
الشيخ : سبحان الله! صار لها معنى لكن لا يُعلم رجعْتَ عن قولك، يلَّا يا محمد
الطالب: أنه هذه الحروف العرب يعني يعرفونها وليست لها معنى عندما ...
طالب آخر: إن الله عز وجل يقول: (( بلسان عربي مبين )).
الشيخ : ايه (( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين )) وهذه الحروف بمقتضى اللسان العربي ليس لها معنى: حروف هجائية فقط وعلى هذا فإذا أخذْنا أنَّ القرآن نزل بلسان عربي مبين تبيَّن أنَّ هذه الحروف ليس لها معنى في ذاتِها فإذا أورَد علينا مُورِد وقال: إذا قلتم ليس لها معنى في ذاتها صارت لغوًا فما الجواب؟
الطالب: الجواب على ذلك أن يقال لها معنى في غيرها لها معنى
الشيخ : لها مغزى مغزى وهو كمال التحدي حيث يقال: يا أيها العرب! إنَّكم تكَوِّنُون كلامكم من هذه الحروف
الطالب: ولا تستطيعون أن تأتوا بمثل هذا القرآن
الشيخ : بارك الله فيك، طيب هل هناك قرينة على ما ذُكِر؟ على أنَّها حروف يُراد بها كمالُ التحدي لهؤلاء العرب؟
الطالب: أي نعم لأنّ غالب جميع السور المبدوءة بهذه الحروف تأتي بعدها كلمة القرآن.
الشيخ : أحسنت لأنه يأتي بعدها ذكْرُ القرآن إشارةً إلى أن القرآن من هذه الحروف ومع ذلك عجَزْتُم عنه.
قوله: (( تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته )) أعرِبْ الجملة؟
الطالب: خبر مقدَّم و(كتاب) مبتدأ مؤخر ويجوز تأخير المبتدأ ....
الشيخ : والذي مشى عليه المؤلف؟
الطالب: الذي مشى عليه المؤلف .....
الشيخ : نعم .. العكس المؤلف ذكر أنَّ (تنزيل)
الطالب: و(كتاب) خبر
الشيخ : نعم أحسنت.
طيب قوله: (قرآنا عربيا) قال: " إنه حالٌ مِن (كتاب) بصفته " ايش معنى هذا؟
الطالب: ... من المشتق ...
الشيخ : أحسنت، وفيه احتمال آخر حَال من (كتاب) بصفته بصفة الكتاب ويكونُ أيضًا جوابًا عن سؤالٍ مقدر وهو: كيف صح مجيءُ الحال من النكرة فقال: إنه موصوف (كتابٌ فصلت) والنكِرَة إذا وُصِفت جازَ مجيءُ الحال منها كما هو معروف في كتب النحو
قوله: (( بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم )) (بشيرا) -هذا مبتدأ درسنا اليوم-
12 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير قوله تعالى : (( ... لقوم يعلمون )) .
التعليق على تفسير الجلالين : (( بشيرا )) صفة قرآنا (( ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون )) سماع قبول .
(( فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون )) (فأعرض أكثرهم) الفاء عاطفة و(أعرض) معطوفة على (فصلت) يعني: كتاب فصلت آياته ومع ذلك أعرض أكثرهم، ويحتمل أن تكون الفاء للاستئناف أي: فأعرض يعني أنَّها جملة مستأنفة لا تعطف على ما قبلها، (أعرض أكثرهم) أي أكثر الذين بلغَهم " فهم لا يسمعون سماعَ قبول " هذا نتيجةُ الإعراض أنهم صاروا لا يسمعون، ونفيُ السماع عنهم، لانتفاء فائدتِه وهو الاتِّعَاظ والقبول، واعلم أنَّ السمع ينفى تارةً لعدم أصله وتارة لعدم ثمرتِه فقولُه تعالى: (( إنك لا تسمع الموتى )) هذا نفي لأصلِه: الميت لا يسمع، وقوله تعالى: (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) لانتفاء ثمرته لأنَّ السمع الذي لا ثمرةَ له كالمعدوم، و(قالوا) معطوفة على (فأعرض).
" (( وقالوا )) للنبي صلى الله عليه وسلم: (( قلوبُنا في أكنة )) أغطِيَةٍ (( مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون )) هذا والعياذ بالله من شدَّة عنادهم وكفرهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يدعوهم (قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) كقولِهم: (وقالوا قلوبنا غلف) يعنى الأكِنَّة جمع كِنّ وهو ما يُستتَرُ به، وقوله: (مما تدعونا إليه) أي: من التوحيد والطاعة والشهادة لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، وإنما ذكروا القلوب وبدئُوا بها، لأنَّها محلُّ الوعي، (وفي آذاننا وقرٌ) ثِقَل يعني فلا نسمع يعني: أننا نستمِعُ إليك على كراهة وبُغْض فكأنَّ في آذاننا ثِقَلُ سَمْع (ومن بيننا وبينك حجاب) أي: حائل يحول بيننا وبينك فلا نراك فأَتَوْا على كل مدارك الإحاطة