تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم استوى )) قصد (( إلى السماء وهي دخان )) بخار مرتفع (( فقال لها وللأرض ائتيا )) إلى مرادي منكما (( طوعا أو كرها )) في موضع الحال ، أي طائعتين أو مكرهتين (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته .
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ثم استوى )) قصد (( إلى السماء وهي دخان )) بخار مرتفع (( فقال لها وللأرض ائتيا )) إلى مرادي منكما (( طوعا أو كرها )) في موضع الحال ، أي طائعتين أو مكرهتين (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته . أستمع حفظ
في قول الله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات )) هل هذه الآية ومثيلاتها تصلح دليلا لمن أخرج العمل الصالح عن الإيمان لأن العطف يقتضي المغايرة .؟
الشيخ : نعم، هذا لا يصح، لأنَّ العمل الصالح دلَّت النصوص على أنه من الإيمان، لكنه لا مانع أن يكون الشيء الواحد منقسمًا إلى أنواع فالإيمان تدخل فيه الأعمال لا شكّ لكنَّه يتنَوَّع منه ما هو عقيدة ومنه ما هو عمل قولي ومنه ما هو عملٌ فعلي. نعم
2 - في قول الله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات )) هل هذه الآية ومثيلاتها تصلح دليلا لمن أخرج العمل الصالح عن الإيمان لأن العطف يقتضي المغايرة .؟ أستمع حفظ
سؤال عن كون هل العقلاء أكثر من غير العقلاء .؟
الشيخ : لا لا، إذا قلنا تغليبهم الأكثر لأكثريتهم
الطالب: الآن شيخ ما فهمت كيف؟
الشيخ : ما فهمت؟
الطالب: الآن شيخ! الأكثر العقلاء أم غير العقلاء؟
الشيخ : أسألك؟
الطالب: نحن على ما أعرف قلنا: أنَّ العقلاء أكثر تشريفًا لهم وغير العقلاء أقَلّ لعددِهم
الشيخ : لا، اعكِسْ تُصِبْ إن قلنا: إنَّ العقلاء أكثَر فهمت؟ فهنا أتى بصيغة العقلاء لكثرتِهم، غلَّبَهم لكثرتهم، وإن قلنا: إنَّ العقلاء أقلّ غلَّبَهم لشرفهم.
الطالب: طيب شيخ! الآن كيف نقول أكثر والعقلاء هي بحَيِّز هو الكون شيخ! والكون يحتَويها وكلّ مُحتوَى أكبر من الـمحتوِي لو قلنا: إنها أكثر فهي يعني يشملها كون والكون أكبر منها هو أكبر منها
الشيخ : نعم حنا قلنا: فيه احتمال قلنا على الاحتمالين كذا أو كذا.
هل استوى في قوله تعالى : (( سواء للسائلين )) من الفعل سوى تسوية وكيف تعرب .؟
الشيخ : سَوَى؟
الطالب: سَوَّى
الشيخ : تسوية لو قلنا: مِن الفعل سوَّى صارت تسوية، وهي أيضًا ما تصلح مِن (سوَّى) تصلح مِن (اسْتَوى).
الطالب: سوَّى أليس سوَّى يعني المساواة بين شيئين؟
الشيخ : لا لا لا (( في أربعة أيام سواءً )) أي تامة مستوية نعم.
الطالب: (سواء) متى يعرب حال؟
الشيخ : يمكن أن تكون حالًا لكن اعلَمْ أنَّ المصدر لا يُعرَبُ حالًا إلا إذا كان لا فرارَ من إعرابِه بأنَّه حال، بمعنى أننا لا نعرِبُ المصدرَ حالًا إلا للضرورة، فهمت؟ لأنَّ الأصل في الحال أن تكون مشْتَقَّة والمصدر جامد، نعم.
الطالب: قوله تعالى: (( قدر فيها أقواتها )) هل هذا هو ...؟
الشيخ : لا، سيأتينا إن شاء الله، التقدير غير ذلك إن شاء الله يبي يجينا [سيجيئُنا] بالفوائد، نعم، اللي على الجدار؟
الطالب: أيهما خلق أولًا الأرض أم السماوات؟
الشيخ : يبي يجينا [سيجيئُنا] إن شاء الله
الطالب: هل خلْق الأرض بما فيها من الرواسي والبحار ..
الشيخ : بما فيها مِن ايش؟
هل خلق الله الأرض وما فيها من رواسي وبحار في أربعة أيام .؟
الشيخ : في أربعة أيام، خلقَها في يومين هكذا ثم جعل فيها الرواسي وقدَّر الأقوات في يومين آخَرَين.
ما حكم بعض الناس مسلمون ويصلون ويزكون وإذا ذكرتهم بعذاب يوم القيامة قالوا : هل رأيته .؟
الشيخ : إذا قلت لهم هكذا قال الله ورسوله ماذا يقولون؟
الطالب: لا أدري ..
الشيخ : إن قالوا لا نصَدِّق إلا ما نراه فهؤلاء كفار لو يركعون بالليل والنهار ويُخْرِجُون جميع ما في صناديقهم من النفقة فهم كفار، لأنهم مكَذِّبُون هذا كفر تكذِيب.
6 - ما حكم بعض الناس مسلمون ويصلون ويزكون وإذا ذكرتهم بعذاب يوم القيامة قالوا : هل رأيته .؟ أستمع حفظ
في قراءة الهمزة بالتسهيل يقلب بعضهم الهمزة هاء فهل يصح .؟
الشيخ : أهنكم؟
الطالب: نعم، هل هذا صحيح يا شيخ؟
الشيخ : ما أظن هكذا.
الطالب: .. بعض الناس سمعتهم يقول هذا تحريف لكنها قراءة الظاهر يا شيخ
الشيخ : لا لا ما أظن تُقلَب هاء؟
الطالب: نعم في بعض المواضع
الشيخ : ما أدري والله
الطالب: ... صلاتنا ... تعرفها
الشيخ : بس أنتم لستم بحجة لستم بحجة
الطالب: بعضهم أنكر يا شيخ الذين يقرؤون حفص أنكروا على ورش ولكن ..
الشيخ : المهم بارك الله فيك إذا ثبتَتِ القراءة بالهاء فهذا يعتبَر إبدال ما هو بتسهيل إبدالُ الهمزة هاءً،
الطالب: تسَهّل ..
الشيخ : ما أدري والله.
الطالب: ورش يسَهِّل يا شيخ
الشيخ : لا، التسهيل غير القلب، يعني يقول: أهِنَّكم غير أئِنكم.
الطالب: النطق بالتسهيل بعض الناس يعني ينطقون كأنه هاء، هذا هو علم ..
الشيخ : ايه يمكن هذا هو الجمع: أن بعض الناس يتشَدَّد في التسهيل حتى تكون هاء وربما يتشدَّد آخَر حتى تكون حاءً، نعم حقيقة، لأن بعض الناس -الله يهدينا وإياهم- عند القراءة وقد أنكر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في فتاويه وغيرها أنكر هذا التشَدُّد في تحقِيق بعض القراءات، بعض الناس مثلًا في القلقلة جاي يقلقِل كأنه يقلقل حصاة أو حجرًا يعني يتَّكِئ كثيرًا، أي نعم، والحقيقة أنَّ التنَطُّع ليس بحسن والإهمال ليس بحسن، خيرُ الأمور الوسط
الطالب: شيخ انتهى الوقت
الشيخ : انتهى الوقت.
القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم شيخ الآيات أعيد قراءتها لأنها مرتبطة
الشيخ : طيب
قراءة الآيات القرآنية .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى: (( وجعلَ فيها رواسِيَ من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين )) انتهينا أظن إلى قوله: (( سواءً )) (( قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))؟ (( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )) قوله: (( طوعًا أو كرهًا )) قال المؤلف: " في موضع الحال أي طائعتين أو مكرهتين (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل وأُنْزِلَتَا لِخطابِهما منزِلَتَهُ "
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) .
الطالب: نعم
الشيخ : بماذا؟
الطالب: بـ(إن) وباللام
الشيخ : وباللام؟ وما المراد بالاستفهام؟ (أئنكم)
الطالب: هذا استفهام إنكاري.
الشيخ : إنكار وتوبيخ؟ نعم، في قوله: (( أئنكم )) قراءات متعددة، أي نعم.
الطالب: ما حضرت
الشيخ : ما حضرت؟
الطالب: أربع قراءات
الشيخ : نعم، قُلْها، لا ما أريد تقرأها، اذكر القراءات يعني لا أريدُها تطبِيقِيًّا بل نظرِيًّا نعم
الطالب: الأول تحقيق الهمزتين
الشيخ : هذه واحدة
الطالب: والثاني تسهيلهما
الشيخ : هذه ثنتين
الطالب: والثالث والرابع تحقيقهما وتسهيلهما مع المد
الشيخ : مع المد تمام بارك الله فيك.
الطالب: يا شيخ يقول تسهِيلهما يا شيخ
الشيخ : لا تسهيل الثانية تحقيقُهما وتسهيل الثانية مع المد، طيب اقرأها بتحقيق الهمزتين؟ تحقيق الهمزتين هي أسهلُ القراءات (أَئِنَّكُم). تسهيل الثانية تحقيق الأولى وتسهيل الثانية
الطالب: ءاينكم
الشيخ : لا بدون ألِف
الطالب: أيِنكم
الشيخ : نعم، طيب إدخال ألف بينهما مع التحقيق
الطالب: ءَائِنَّكُم
الشيخ : ءَائِنَّكُم، مع التسهيل
الطالب: ءَايِنَّكُم
الشيخ : طيب بارك الله فيك، قوله تبارك وتعالى: (( وجعل فيها رواسي )) الجملة هذه معطوفة على أي شيء الأخ؟
الطالب: (( بالذي خلق الأرض في يومين ))
الشيخ : (بالذي خلق) معطوف على (خلق)، طيب هل المؤلف رحمه الله مشَى على هذا القول أو لا سعد؟ مشى على هذا القول، أي نعم، على أنَّ (جعلَ) معطوفة على (خلق) يقول معطوفة عليها، لا ترجع إلى الكتاب
الطالب: .. مستأنفَيْن
الشيخ : طيب يعني ولم يجعَلْها معطوفةً على (خلق) لماذا؟
الطالب: ....
الشيخ : بس؟ لماذا نحنُ جعلناها معطوفة على (خلق) وهو يقول: إنها استئنافية فلماذا؟
الطالب: لأجل وجود الفاصل
الشيخ : لوجود الفصل الأجنبي على دعْواه، طيب ما هو الجواب عن هذا التعليل؟
الطالب: إما أن يقال: أن وجود الفاصل أصلًا لا يضر وإما أن يقال أن الفاصل متعلق بـ ..
الشيخ : أحسنت متعَلِّق بالصلة فهو غير أجنبي، قوله تعالى: (( سواءً للسائلين )) أولا إعرابُها؟
الطالب: (سواء) حال
الشيخ : حال من أين؟
الطالب: من (أيام)
الشيخ : من الـ(أيام)، كيف يكون حال مِن الـ(أيام) وهو مصدَر جامِد والحال لا بد أن يكون مشتَقًّا؟ ما راجعت الظاهر؟
الطالب: شيخ .. حالًا من (أربعة أيام)
الشيخ : طيب
الطالب: والمصدر هذا يؤول بالمشتَقّ
الشيخ : والتقدير؟
الطالب: مستَوِين
الشيخ : مستويات، طيب
الطالب: اسم مصدر
الشيخ : اسم مصدر يعني منصُوبة على أنها مفعول مطلق التقدير استوت سواء، طيب قوله: (( للسائلين )) متعلِّق بماذا؟
الطالب: متعلق بـ(جعل)
الشيخ : جعل؟
الطالب: خلق
الشيخ : (خلق)؟ يعني خلق للسائلين؟
الطالب: سواء
الشيخ : يعني سواءً للسائلين، وغير السائلين؟ تزيد أو تنقص؟
الطالب: متعلق بمحذوف
الشيخ : التقدير؟
الطالب: هذا جواب للسائلين
الشيخ : نعم أحسنت، قوله تعالى: (( ثم استوى إلى السماء )) إلى عبد الله عوض: استوى إلى السماء؟
الطالب: .. استوى إلى السماء يكون بمعنى قصد
الشيخ : أحسنت بمعنى قَصَد، طيب إذًا يكون المعنى: ثم قصد إلى السماء، وكيف تُعرِب قولَه: (( وهي دخان ))؟
الطالب: الواو للحال
الشيخ : الجملة جميعًا
الطالب: الجملة في موضع الحال
الشيخ : في موضع نصب على الحال، من أين؟
الطالب: مِن السماء
الشيخ : مِن السماء تمام، المؤلف يقول: " طائعين فيه تغليب المذكر العاقل وأُنْزِلَتَا لخطابهما منزلَتَه ما معنى هذا الكلام؟
الطالب: ما حضرت
الشيخ : ما حضرت؟
الطالب: طائعين هذه جمع مذَكَّر سالم والأصل أن يكون للعُقلاء
الشيخ : للذكور العقلاء
الطالب: للذكور العقلاء، وعادَ هنا على السماء والأرض لا: بل عاد على السماء والأرض وهما غير عاقِلتين ولكن أُنزِل منزلته.
الشيخ : ما هو الدليل على أنهما أُنْزِلَا منزلته؟
الطالب: لأنه أُخبِرَ به عنهما قالتا أتينا ولم يقولا ..
طالب آخر: لأنه خاطبَهما فأنزِلَتَا منزلة العاقل.
الشيخ : صحيح ولهذا يقول المؤلف: أُنْزِلَتَا لخطابهما هذا التعليل ولو قال: أنزلِتَا منزلتَه لخطَابهما كان أوضح، طيب وقوله: " (( قالتا أتينا )) بمن فينا " لماذا قدَّر قوله: " بمن فينا " الأخ؟ لا اللي وراك بالضبط يلَّا مولُود أظن؟ محمد يلا
الطالب: ما حضرت
الشيخ : واللي قدامك قدامك وين قدامك؟ صاحبك هذا وش اسمه؟
الطالب: محمد الأمين عمر
الشيخ : يلا ما الذي أحوجَه إلى أن يقول: بمن فينا أتينا بمن فينا؟ موسى
الطالب: ... ما أخذناها
الشيخ : عجيب طيب إذًا نبدأ مِن هذا بسم الله الرحمن الرحيم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى:
9 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) . أستمع حفظ
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته .
10 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قالتا أتينا )) بمن فينا (( طائعين )) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فقضاهن )) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه ، أي صيرها (( سبع سموات في يومين )) الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيه خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ، ووافق ما هنا آيات خلق السموات والأرض في ستة أيام (( وأوحى في كل سماء أمرها )) الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة (( وزينا السماء الدنيا بمصابيح )) بنجوم (( وحفظا )) منصوب بفعله المقدر : أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب (( ذلك تقدير العزيز )) في ملكه (( العليم )) بخلقه .
زُحَلٌ شَرَى مِرِّيخَهُ مِن شَمْسِه فتَزَاهَرَت بعُطَارِدِ الأقمار
هذه الكواكب السبعة: زحلٌ شرَى مُرِّيخَه من شمسِه فتزاهرت بعطارد الأقمار. من حفظَه؟ المعنى: نأتي من أعلى إلى أسفل: (زحل) هذا أعلَاها (شرى) المشتَرِي (مريخه) المريخ (من شمسه) الشمس (فتزاهرت) الزُّهْرة (بعطارد) عطارد (الأقمار) القَمَر هو الأخير، وعلى هذا فتكون الشمس في السماء الرابعة وكنا نظُنّ أنَّ هذه مرصعة في السماء كما يُرَصَّعُ المسمار على الخشبة لكن تبيَّن الآن أنَّ هذه في أجواء بين السماء والأرض وليست مرَصَّعَة في السماوات والأرض وأنَّ السماء من فوقها بأمَدٍ بعيد وحينئِذٍ تبيَّن الحكمة مِن كوْن الله عز وجل يجعَلُ خلْق ما بين السماء والأرض عديلًا لخلْقِ السماء والأرض.
" ثم قال عز وجل: (( وأوحى في كل سماء أمرها )) الذي أمر به مَن فيها مِن الطاعة والعبادة " (أوحى في كل سماء أمرها) يعني قدَّر بما أوحاه في كلِّ سماء أمرَها، كلُّ سماء لها ملائكة خاصّة وعباداتٌ خاصة وأجواء خاصة، كل سماء تختلف عن السماء الأخرى حتى إنَّ بعضَهم -وهُو من الإسرائيليات التي لا تُصَدَّق ولا تُكَذَّب- يقول: إنَّ جُرْم السماء الدنيا يختلف عن جُرْم السماء الثانية والثانية عن الثالثة كل واحدة مِن مادة أخرى غير مادة السماء الأُخْرى والله أعلم، وقوله: (( أمرَها )) مفْرَدٌ مضاف فيعُمّ جميع الأمور، جميع ما يتعلق بكُلِّ سماء قد أوحاه الله بها، (( وزَيَّنَّا السماءَ الدنيا )) شوف خصائص السماء الدنيا (( وزَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح )) بنجوم " (( وحِفظًا )) منصوبٌ بفعلِه المقدَّر أي حفِظْنَاها من استراق الشياطين السمعَ بالشهب " (( زينا السماء الدنيا )) الدنيا يعني القُرْبَى، وسُمِّيَت دنيَا، لأنها قريبةٌ من الأرض فهي أقرب السموات، زيَّنَها بالمصابيح، ما هذه المصابيح؟ هي النجوم، وسُمِّيَت مَصابيح، لأنها بمنزلة القنادِيل المعلقة بالسقف، فإن قال قائل: ظاهر الآية أنَّ هذه المصابيح مرَصَّعة بالسماء، قلنا: إن كان هذا ظاهرُها فالواقع خلاف ذلك، ولا مانِع مِن أنْ تُزَيَّن بالمصابيح وإن لم تكن ملتَصِقَةً بها أرأيتَ لو أنك لو دَلَّيْت مصابيح من سقْفٍ عالي ثم كُنتَ تحت هذه المصابيح أفلا تكون هذه المصابيح زينةً للسقف وإن كانت غيرَ لاصقَةٍ به، بل جهتُها -أي جهة هذا السقف- مزَيَّنَة بهذه المصابيح، فلا يلزمُ من قوله: (( زيَّنا السماء الدنيا بمصابيح )) أن تكون مرصعةً بالسماء بل نقول: هي مزينةٌ بها وإن كان بينها وبين السماء مسافة، وقوله: (( وحفظًا )) أي حفِظْناها حفظًا فالسماء محفوظة كما قال تعالى: (( وجعلْنا السماء سقفًا محفوظًا )) ولهذا لم يستَطِع جبريل أن يدخُل مِن السماوات مع أنَّه نازِلٌ منها حين كان معه محمد صلى الله عليه وسلم حتى استَأْذَنَ له، في حديث المعراج أنَّ جبريل لَمَّا وصلَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا استفْتَح، فقيل: مَن هذا؟ قال: جِبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، فقيل له يعني هل أُوحِي إليه أو أُذِنَ له؟ قال: نعم، ففُتِحَ له، لماذا؟ لأنَّ السماء محفوظة لا يمكن أن يدخُلَ أحد منه إلا بإذن الله، جبريل قال: معي محمد، قيل له: وقد أُرسِلَ إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا به فنعم المجِيءُ جاءَ، ثم فَتَحُوا له، فدخلَ السماء الدنيا ثم الثانية والثالثة وهكذا مما يدُلّ على ايش؟ على إتقانِ حِفْظِ الله سبحانه وتعالى للسموات وأنها متقنَة عليها ملائكة لا يمكن أن يتجاوَزَها أحد.
11 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فقضاهن )) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه ، أي صيرها (( سبع سموات في يومين )) الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيه خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ، ووافق ما هنا آيات خلق السموات والأرض في ستة أيام (( وأوحى في كل سماء أمرها )) الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة (( وزينا السماء الدنيا بمصابيح )) بنجوم (( وحفظا )) منصوب بفعله المقدر : أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب (( ذلك تقدير العزيز )) في ملكه (( العليم )) بخلقه . أستمع حفظ
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ذلك تقدير العزيز )) في ملكه (( العليم )) بخلقه .
وقوله: (( ذلك تقدير العزيز )) أي الذي قدَّرهَ هو العزيز عز وجل (( العليم )) العزيز هنا مناسبَتُها لأن المسألة تحتاج إلى عِزَّة وقُوَّة، والعزة يقول المؤلف رحمه الله: " العزيز في ملكه " يعني الذي له العزَّة التامة في ملكِه، لكن إلى الآن لم يبَيِّن لنا ما هي العزة، العزة قال العلماء: إنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: عِزَّةُ القدْر يا عبد الله بن عوض وعِزَّة القَهْر، وعِزَّةُ الامْتِنَاع، ثلاث معاني، عزة القدْر وعزة القهْر وعزة الامتناع، أما عزة القدر فمعناها الشرف، يعني أنه ذو قَدْرٍ عظيم بالِغ العِظَم، عزة القهْر يعني أنَّه قاهِر ولا يُغلَب، والثالث: عزَّةُ الامتناع أي يمتَنِعُ أن ينالَه سوءٌ جل وعلا بأي حال من الأحوال، ولملاحظة هذا المعنى الثالث نقول: إنَّه مشْتَقٌّ من قولهم: أرضٌ عَزَاز، عَزَاز يعني قوية صلْبَة ونحن نسميها باللغة العامية الأرض عزا يعني صلْبَة، ليست ليِّنَة كالرمل والرَّوْض ولكنَّها صلبة العزيز إذًا كم معنًى له؟ الأخ سؤال خاص ما هي؟ أنت، ما هي؟
الطالب: قهر قدر، .. امتناع.
الشيخ : الامتناع، وش معنى الامتناع؟
الطالب: الامتناع عن السوء يعني
الشيخ : ايه يعني يمتنع عليه السوء والنقص، القهر يعني؟ أي نعم.
الطالب: .. والقاهر لا يغلب
الشيخ : أحسنت، هو الغالب الذي لا يُغلَب، والثالثة الامتناع.
الطالب: الامتناع ذكرتها
الشيخ : الامتناع أنا أقول
الطالب: ذُكِرت
الشيخ : من الذي ذكرها؟ وش قال؟
الطالب: يمتنع عنه النقص
الشيخ : يمتنع عنه النقص، وعزّة القدْر؟
الطالب: عزة القدر بأن الله قادر على كل شيء
الشيخ : لا، لو كان كذلك لقلنا: عزة القُدْرَة.
الطالب: عزة القدر معناها القوة والغلبة
الشيخ : لا، هذا عزة القهر، أعلِمْت الآن أنَّك سارِح؟
الطالب: .. ذكرت الثلاثة
الشيخ : أي جزاك الله خير، الثالثة عزَّة القدر يعني؟
الطالب: العظمة والشرف
الشيخ : الشرَف، أي نعم، عزَّة القدر أي أنَّه ذو قدْر عظيم وشرَف عظيم، أما العليم فهو ذُو العلم وعِلْم الله تبارك وتعالى واسع قال الله تعالى: (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيءٍ علمًا )) فعلمُه تعالى واسع شامل لكلِّ شيء، يعلَم ما كان فلا ينساه، ويعلم ما يكون فلا يجهلُه، ويعلم كيف كان يكون إذا كان، يعني ليس يعلَم أنَّ هذه الشيء يقع أن هذا الشيء يقع فقط بل يعلم أنَّه يقع ومتَى يقع و كيف يقع وأين يقع، مِن كل جهة، وقد فصَّل الله سبحانه وتعالى دقائق العلم في قوله تعالى: (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقَطُ من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض )) يعني إلا يعلمها (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتابٍ مبين )) وعِلْمُنا بأنَّه عليم ما الذي يستوْجِب من الناحية المسلَكِيَّة بالنسبة للعبد؟ إذا علِمْت أن الله بكل شيء عليم، وش يترَتَّب على هذا؟
الطالب: ... الله عز وجل
الشيخ : أحسنت، يترتب على هذا أنه أن يخاف الله عز وجل، وأن يقومَ بطاعته، وأن يدَعَ معصيته، لأنه يعلم أن الله تعالى عالِمٌ به حتى وإن خفِيتَ على الناس فإنك لن تَخفَى على الله، بل إنَّ الله يعلم من نفسك ما لا تعلمه أنت، أنت تعلَم من نفسك ما يمكن أن تُحِيط به لكن الله يعلم مِن نفسك ما لا تُحيطُ به، يعلم مستقبلَك ومآلك وحالك وأنت لا تعلم، وهذا يوجب للعبد المؤمن بذلك أن يخافَ ربَّه في السر والعلن حتى لو كُنْتَ في حجرة مظلمة ليس عندك أحد وأردتّ أن تفعَل ما يُغضِب الله فاعلَمْ أنَّ الله تعالى يراك. نعم.
الطالب: ... هذا يدل على ...
الشيخ : ايش؟
12 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ذلك تقدير العزيز )) في ملكه (( العليم )) بخلقه . أستمع حفظ
سؤال عن معنى قوله تعالى : (( يا معشر الجن والإنس إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا )) .؟
الشيخ : نعم (( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا )) هذه الآية على سبيل التحدي: إن كان تقدرون فانفُذوا وفِرُّوا مِن قضَاءِ الله فِرُّوا مِن عذاب الله ما تستطيعون، (لا تنفُذُون إلا بسلطان) يعني ولا سلطانَ لكم، والسلطان هنا بمعنى القدرة والقوة، لأنَّ المقام مقام تحدي والذي يقابله القوة والمعنى لا سلطانَ لكم وعلى هذا فالآية للتحدي وهذه تكون يوم القيامة وليس كما زعمَ الناس لَمَّا خرج الروس بأول مركبةٍ فضائية وخرج عن الغلاف الجوي بدأ هؤلاء الذين يريدون أن يجعلُوا القرآن كتابًا علمِيًّا يقولوا: هذا دلَّ عليه القرآن (( لا تنفذون إلا بسلطان )) أي إلا بعِلْم وقد تعَلَّمْنا ونفَذْنا، وهذا حرام تفسير القرآن بهذا المعنَى حرام وقولٌ على الله بلا علم، لأن إذا كان المقام مقام تحدى فما هو السلطان الذي يمكن أن نَفعَلَ به؟
الطالب: القوة.
الشيخ : القوة لا شك، ثم إنه قال في الآية التي بعدها (( يُرْسَلُ عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاس فلا تنتصران )) هل أرسل على هؤلاء؟ ثم إنه يقول: (( من أقطارِ السماوات والأرض )) وهؤلاء إذا قدَّرْنا نفَذوا مِن أقطار الأرض فإنهم لم ينفُذُوا مِن أقطار السماوات، ولهذا هؤلاء -والعياذ بالله- الذين فسَّروا الآية بما حصل قالوا على الله بلا عِلْم ومَن قال على الله بلا علم في القرآن برأيه فليتَبَوَّأ مقعدَه من النار، ومثل ذلك مَن قال: إن الأرض تدُور لقول الله تعالى: (( وترى الجبال تحسَبُها جامِدة وهى تمُرُّ مَرَّ السحاب )) قال: هذا في الدنيا لأن قولَه: (( تحسبها جامدة )) هذا حُسْبان والحُسْبان لا يكون في الاخرة لأنَّ الآخرة يقين. فيقال: هذا غلَط أليس الله يقول: (( يا أيها الناس اتَّقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كلُّ ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى )) تحسِبهم سكارى من شدة الذهول والانزعاج وما هم بسكارى (( ولكنَّ عذابَ الله شديد ))، فالمهم أنَّ بعض المتأخرين هداهم الله يفَسِّرُون القرآن بالواقع مع أنَّه لا يدل عليه ونحن نقول: احمدوا الله أنَّ القرآن لا يدُلُّ على خلافِه، أمَّا أن تقولوا: يدُلّ عليه غلط. نعم
13 - سؤال عن معنى قوله تعالى : (( يا معشر الجن والإنس إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا )) .؟ أستمع حفظ
هنا قال الله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) وفي الآية الأخرى قال : (( رفع سمكها فسواها )) هل معنى الآيتين واحد .؟
الشيخ : (( رفَعَ ))
الطالب: (( سمكها فسواها ))
الشيخ : يعنى جعلَها رفيعة هو جعلَها رفيعة.
الطالب: أن السَمْك والدخان واحد
الشيخ : لا ما هو .. بعد أن خلقَها جعلَها سميكة. نعم. انتهى الوقت طيب.
14 - هنا قال الله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) وفي الآية الأخرى قال : (( رفع سمكها فسواها )) هل معنى الآيتين واحد .؟ أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
الشيخ : بس. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: (( فقضَاهن سبع سماوات في يومين )) (قضَاهن) يعنى أتَمَّهُن، وسنتكلم إن شاء الله عن الآيات بعد الانتهاء منها (( فقضَاهن سبع سماوات في يومين )) " (في يومين) الخميس والجمعة فرغَ منها في آخر ساعة وفيها خلَقَ آدم ولذلك لم يقُلْ هنا سواء ووافق ما هنا آيات خلق السماوات والأرض في ستة أيام (( وأوحى في كل سماء أمرها )) الذي أمَرَ به مَن فيها مِن الطاعة والعبادة " مِن هنا نبدأ (( أوحى في كل سماء أمرها )) صرَف المؤلف رحمه الله الأمر هنا إلى الأمر الشرعي لا الأمر الكوني ولذلك قال: " أمْرَها الذي أمَرَ به مَن فيها مِن الطاعة والعبادة "