تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون * فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون )) .
الطالب: لا.
الشيخ : لكن هذا مِن باب الـمُحَاجَّة وأنَّ الإنسان يُحَاجُّ الخصمَ بما يُقِرُّ به، طيب قوله: (( هو أشد منهم قوة )) يتفرع على هذا من الفوائد: خطأُ مَن يفَسِّر قول الله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) (( وربُّك أعلم بمن في السماوات والأرض )) (( وهو أعلَم بالمهتدين )) وما أشبه ذلك حيث يُفسِر (أعلم) بعالم كالجلالين رحمه الله (أعلم) يقول: عالم هذا خطأ عظيم وتحريفٌ للقرآن أيُّهما أبلغ أعلم أو عالم؟ أعلم، لأنَّ أعلم يمنع المشاركة، و(عالم) لا يمنع المشاركة تقول: فلان عالِم وفلان عالم وفلان عالم لكن إذا قلت: فلان أعلَم. معناه أنه لا يساويه أحدٌ في درجته فتفسير (أعلم) بـ(عالم) لا شك أنه تحريف للقرآن وقصور عظيم.
من فوائد هذه الآية الكريمة بيان أنَّ هؤلاء المكذبين لهود وهم عاد جمعوا بين الأمرين بين الاستكبار وبين التكذيب الاستكبار في قوله: (( استكبروا في الأرض )) التكذيب (( وكانوا بآياتنا يجحدون )).
ومِن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الله عز وجل أرسل الرسلَ بالآيات وأقام البينات والبراهين على أنَّه الحق وأنَّ رسُلَه حق لقولِه: (( بآياتنا )).
ومن فوائد هذه الآيات أنَّ الرياح تجرِي بأمر الله لقوله: (( فأرسلْنَا عليهم ريحًا )) ولا شكَّ أنَّ كلَّ شيء يجري بأمرِ الله حتى أفعال البشر تكون بأمر الله عز وجل كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، فكلُّ شيء فإنه يسير بأمر الله عز وجل الرياح السَّحاب البحار الأنهار كلُّها تجري بأمر الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة بيانُ حال هذه الريح التي أهلك الله بها عادًا وأنها ريحٌ صرْصَر شديدة، وفي آياتٍ أخرى ما يدل على أنها ليس فيها مطر وليس فيها خير بل هي عقيمَةٌ عن الخير كله.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة حكمَةُ الله عز وجل في مجازَاة مَن يستَحِقُّ الجزاء حيث يُجازَى بمثل عملِه ولهذا يقول العلماء: الجزاء من جنس العمل وجهُ ذلك: أنَّ الله أرسلَ على هؤلاء المستكبرين الذين يقولون: مَن أشدُّ منا قوة. أرسل عليهم الريح اللَّيِّنَة الْهـَيـِّنة ومِن حكمة الله عز وجل في هذا العذاب أنها لم تكن تجرِفُهم في آن واحد بل سُلِّطَت عليهم سبع ليالي وثمانية أيام، ليكون هذا أشدّ في استغراق العقوبة، لأنَّ الإنسان المعاقب لو عُوقِب بما يهلكُه فورا لكان ينتهِي من العقوبة، لكن إذا كانت العقوبة تأتِي عليه في ساعات أو أيام صار هذا أشد.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة بيان أنَّ أفعال الله تعالى مقرونةٌ بالحكمة لقوله؟ اي الظاهر أنك سارح أليس؟ كذلك طيب أظن قررنا أن الذي يسرَح والسرح يحتاج إلى مشي أنه يقام قائمًا حتى ينتهي الدرس ... فهل لك أن تقوم ولَّا؟ أوَ تستقيم؟ طيب في هذا بيان إثبات أنَّ أفعال الله تعالى مقرونةٌ بالحكمة لقوله: (( لنذيقهم )) وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أنَّ أفعالَ الله تعالى مقرونةٌ بالحكمة وأنَّ شرعَه مقرُونٌ بالحكمة فكُلُّ ما شرعَه أو قدَّرَه فإنه لحكمة لكن هل هذه الحكمة معلومة؟ منها ما هو معلوم ومنها ما ليس بمعلوم وأسأل الأخ المالي هذا اضرِب لي مثلًا بما حكمتُه غير معقولة يعني لا ندرِكُها بالعقل؟
الطالب: يعني شيء لا يدركه العقل؟ ما في شيء لا يدركه العقل ...
الشيخ : في أشياء مِن الشَّرع أو مِن القدر معلومَةُ الحكمة وفي أشياء غير معلومة أنا أريد أن تضرِب لي مثلًا للأشياء غير المعلومة التي لا نعلَمُ حكمتَها؟
الطالب: .. مِن المقدرات ..؟
الشيخ : لا مِن المشروعات أسهل لك
الطالب: من المشروعات يعني مثل ما يعذب من الكفار ..
الشيخ : لا لا، حكمة معلومة هذي نعم
الطالب: .. خمس صلوات
الشيخ : نعم مثل الصلوات الخمس ما نعلم الحكمة في أنَّها خمْس أو نعلم الحكمة في أنها أربع وأربَع وأربَع وثنتين وثلاث ما نعلم، لأنَّ عقولنا قاصرة، طيب لكنَّنا نعلم أنَّ الله لا يفعل شيئًا إلا لحكمة ولهذا كان جواب عائشة لِمُعَاذَة أن قالت: كان يصيبُنا ذلك فنُؤْمَر بقضاء الصوم ولا نؤمَر بقضاء الصلاة يعني: وإذا كان الأمر كذلك نؤمَر بقضاء هذا دون هذا فهذا لا بد أن يكون لحكمة، طيب مِن علماء الأمة وفِرَقِها مَن يقول: إنَّ أفعال الله لا تعلَّل ما لها حكمة وشرعُه ما له حكمة يفعَل لمجرد المشيئة يحكم بالشرع لمجرد المشيئة وهؤلاء لا شك أنهم وصَفُوا الله بالنَّقص والسَّفَه وقد أنكر الله على ذلك في قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ))[ص:27] وقال: (( وما خلَقْنَا السماوات والأرضَ وما بينهما لاعبين )) وقال: (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115] والآيات في هذا كثيرة وكلُّ آية فيها لام التعليل فإنها تدُلّ على الحكمة، طيب في أُناس عكَسُوا قالوا: إنَّ أفعالَ الله مُعلَّلة بحكمة وأنه يجب عليه أن يفعَل ما تقتضِيه الحكمة وأن يشرَع ما تقتَضيه الحكمة، وهؤلاء أصَابُوا من وجه وأخطئوا من وجه، أصابوا حيث ظنُّوا أننا نُوجِب نحن على ربِّنا بعقولِنا ما نرى أنَّ الحكمة تقتضِيه وهذا غلط ولَّا صح؟ فاهمين كلامي ولَّا لا؟ هؤلاء يقولون: يجب على الله أن يفعل ما فيه الحكمة وجوبًا هذا غلط مِن وجه وصحيح من وجه، فإن أرادوا بذلك أننا نُوجِب على الله أن يفعل ما تقتضي عقولُنا أنه الحكمة فهذا غلط، وإن أرادوا أنَّ الله أوجبَ على نفسه أن يفعل ما به الحكمة لأنه حكيم فهذا صحيح، ونحن لا نشك أنَّ الحكمة هي مراد الله عز وجل، وأنه لا يفعل شيئًا ولا يحكم شيئًا إلا لحكمة، لكن هل نحن الذين نُقَدِّرُ الحكمة ثم نوجِب على الله أن يفعل؟ هذا هو الخطأ فالثاني هذا مذهب المعتزلة والأول مذهب الأشاعرة وأتباعهم والصواب الوسط ودائمًا خير الأمور الوسط
الطالب: ما هو الوسط يا شيخنا؟
الشيخ : الوسط أنَّ الله يجِب عليه يفعل لإيجابه على نفسه الحكمة لأنَّه نفى أن يكون فعلُه عبثًا أو لعبًا أو باطلًا وهذا يقتضي أنَّه سبحانه وتعالى يفعَلُ الشيء لحكمة لكن لسْنا نحن الذين نوجِبُها على الله.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا، لقوله: (( لِنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا )).
ومن فوائدها أنَّ الكافر يعاقب بالعقوبتين: عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة لقوله: (( لنذيقهم
الطالب: عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذابُ الآخرة أخزى ))
الشيخ : ولعذابُ الآخرة أخزى ))، أمَّا المؤمن فإن الله تعالى لا يجمع عليه العقوبتين: إذا عُوقِب بالذنب في الدنيا لم يُعاقِب به في الآخرة، لقوله تبارك وتعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) ولأنَّ النبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَ أنَّ مَن أتَى شيئًا من هذه القاذورات يعني المعاصي فعُوقِب به في الدنيا لم يُعذَّب به في الآخرة، فالمؤمن إذا عُوقِب في الدنيا على عملِه لم يعاقَب في الآخرة، والكافر يعاقب بهذا وهذا وانظر إلى قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَة )) حيث قال: يضاعف له العذاب فإما أن يكون المراد أنَّ عذاب الآخرة أشَد فيكون بالنسبة لشدَّتِه مضاعفًا وإما أن يكون هو الجمع له بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وقولنا: إنه يُجمَع له بين عذابين ليس معناه أنَّه حتمِي لكن نقول: إنَّه إذا عُذِّبَ بذنبه في الدنيا لم يسلَمْ مِن تعذيبِه به في الآخرة انتبهوا لهذا حتى لا يرِدَ علينا أنَّ الكفار الآن يموتون وهم في غاية ما يكون من السرور والعافية والأموال والأولاد ولم يجِدُوا عذابًا، والمعنى أنهم لم يجدُوا عذابًا يُشَاهَد لكن العذاب القلبي عندهم لا شك أنَّه موجود أشَدُّ الناس عذابًا قلبيًّا وقلقًا هم الكفار وكلما كان الإنسان أعصَى لربه كان أشَدَّ قلقًا وأقلَّ راحة، وكلما كان أشدَّ إيمانًا وعملًا صالحًا كان أشدَّ طمأنينة استمع إلى قوله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[النحل:97] ولم يقل عز وجل: لنعطينه مالًا كثيرًا لا، لنحيينه حياة طيبة ولو كان فقيرًا فتجدُ حياتَه طيبة مطمئِنَّ البال مستريحًا لا يهتَمُّ بشيء إلا بما يرضي الله عز وجل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّه لا ناصرَ للمعذَّبِين يوم القيامة لقوله: (( وهم لا ينصرون )) وهذه لها شواهد ومنها قوله تعالى: (( يوم تبلى السرائر * فما له من قوةٍ ولا ناصر )) وكذلك هم يقِرُّون بأنهم (( فما لنا من شافعين * ولا صديقٍ حميم )) ثم قال: (( وهم لا ينصرون ))
1 - تتمة فوائد قوله تعالى : (( ... أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون * فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وأما ثمود فهديناهم )) بينا لهم طريق الهدى (( فاستحبوا العمى )) اختاروا الكفر (( على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون )) المهين (( بما كانوا يكسبون )) .
الطالب: ممنوعة من الصرف
الشيخ : أيهن؟
الطالب: ثمود
الشيخ : لأن (ثمود) ممنوعة من الصرف وعاد؟
الطالب: ليست ممنوعة من الصرف
الشيخ : ليست ممنوعة من الصرف وما هو الصرف؟ هل الصرف جَرُّ ما لا ينصرِف بالفتحة أو الصَّرْف شيء آخر؟
الطالب: عدم التنوين
الشيخ : عدم التنوين قال ابن مالك:
الصَّرْفُ تنوينٌ أتى مبَيِّنًا معنًى به يكون الاسم أمْكَنًا
هذا الصرْف، (( وأما ثمود فهديناهم )) قال المفسر: بيَّنَّا لهم طريق الهدى " فالهدايةُ هنا هداية بيان يعني بُيِّنَ لهم الحق واعلَمْ أنَّ كُلَّ مَن كفر فإنَّه كفر بعد أن تبَيَّنَ له الحق إذا جاءَه الرسول، لأنَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام يُبَيِّنُون الحق لا يدعون شيئًا يحتَاج إلى بيان إلا بيَّنُوه، قال هنا: " (فهديناهم) أي بيَّنَّا لهم طريق الحق فالهداية هنا هدايةُ بيان وإرشاد، " (( فاستحبوا العمى )) اختاروا الكفر " (( على الهدى )) أي هِداية التوفيق يعني على الاهتداء استحبوا العمى الذي هو الكفر على الهدى الذي هو الذي هو الإسلام، (( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )) (أخذتهم صاعقة العذاب) يعني عذاب الصاعقة، لأنَّ ثمود صِيحَ بهم ورُجِفَ بهم فصَعِقُوا هلكوا هلكَةَ رجُل واحد أصبحوا في ديارهم جاثمين -والعياذ بالله- على ركبهم هامدين، وقوله: عذاب الهون أي العذاب الـمُهين لأنَّ الهُون هو الإذلال (بما كانوا يكسبون) الباء للسببية و(ما) إما موصولة وعليه فيكون عائدُها محذوفًا التقدير: بما كانوا يكسبونه، وإما أن تكون مصدرية فلا تحتاج إلى عائد ويكون التقدير: بكسبهم
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وأما ثمود فهديناهم )) بينا لهم طريق الهدى (( فاستحبوا العمى )) اختاروا الكفر (( على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون )) المهين (( بما كانوا يكسبون )) . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )) .
قلنا إن المؤمن إذا عوقب في الدنيا فلن يجمع الله له العذاب في الآخرة على ذلك الذنب فهل يشمل حتى ولو لم يتب كالزاني الذي حد وهو مصر على معصيته .؟
الشيخ : أي نعم لأنه إذا تاب لا يُعَاقَب لا في الدنيا ولا في الآخرة.
الطالب: يا شيخ التائب مِن الذنب كمن لا ذنْبَ له عكْسُها أنه كمن عليه ذنب لأنه ما استفاد من هذه العقوبة ما ارتدع؟
الشيخ : هو إذا عوقب مُحِي عنه إثْم ما سبق، لأنَّه أخَذ جزائَه وانتهى لكن قد يُؤَخَّر له العذاب إلى يوم القيامة ولهذا إذا أحَبَّ الله قومًا عجَّلَ لهم عقوبة الدنيا حتى لا يُخْزَوْن بها يوم القيامة.
الطالب: شيخ لو عُوقِب الآن ثم مات مباشرة قبل أن يفعل الذنب الآخر هل يُعاقب بنيته عدم التوبة؟
الشيخ : لا، يُعاقَب إن استمَرَّت النية بعد العقوبة فهذا ربما يُعاقَب على نيَّتِه لا على فعلِه. نعم يحيى
4 - قلنا إن المؤمن إذا عوقب في الدنيا فلن يجمع الله له العذاب في الآخرة على ذلك الذنب فهل يشمل حتى ولو لم يتب كالزاني الذي حد وهو مصر على معصيته .؟ أستمع حفظ
في الحديث : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثال ذرة من كبر ) فهل لا يدخل الجنة دخولا أوليا أم لا يدخل الجنة أبدا .؟
الشيخ : لا، هذا فيه تفصيل: إن كان الكبر كفر هو ما يدخل الجنة أبدًا، وإن كان كِبْر مع الإيمان فإنه لا يدخلها الدخول المطلق الذي لم يُسبَق بعذاب، وهذا أيضًا مِن آيات الوعيد إذا شاء الله تعالى عفا عنه (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) عبد الله بن عوض
5 - في الحديث : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثال ذرة من كبر ) فهل لا يدخل الجنة دخولا أوليا أم لا يدخل الجنة أبدا .؟ أستمع حفظ
هل قوله تعالى : (( فاستكبروا في الأرض بغير الحق )) هي صفة كاشفة كقوله تعالى : (( والإثم والبغي بغير الحق )) .؟
الشيخ : أي نعم مثلُها يعني صفة كاشفة .. نعم
6 - هل قوله تعالى : (( فاستكبروا في الأرض بغير الحق )) هي صفة كاشفة كقوله تعالى : (( والإثم والبغي بغير الحق )) .؟ أستمع حفظ
هل عذاب الكفار في قبورهم متصل إلى يوم القيامة .؟
الشيخ : قل: هل عذاب القبر بارك الله فيك هل عذاب القبر. أمَّا عذاب الكفار في الآخرة فمستمِر لكن عذاب القبر بالنسبة للمؤمن قد ينقَطِع يعَذَّب بقدْر ذنوبِه ثم ينقطِع، وبالنسبة للكافر فإنَّ الظاهر استمرارُه. نعم
في قوله تعالى : (( في أيام نحسات )) إضافة النحس إلى الأيام .؟
الشيخ : نعم لا بأس به كما قال لوط: (( هذا يوم عصيب )) هذا إذا كان المراد به مجرَّد الخبر، وهنا المراد به مجرد الخبر، وأما إذا كان المراد به العيب والسَّبّ فإنه لا يجوز فإذًا يكون هذا السَّبّ أو العيب إما أن يكون على سبيل الإخبار أو على سبيل السَّبّ، على الأول جائز وعلى الثاني غير جائز، نظيرُ ذلك إخبارُ المريض بما يجِد، أحيانًا يسأله صاحبه كيف أنت البارحة؟ فيتَشَكَّى يقول: والله ما نمت البارحة آلام في الرأس في الرقبة في الظهر في البطن في الرجلين، هذا إذا قاله على سبيل التشكي هذا لا يجوز، لأنه ينافي الصبر، وإذا قالَه على سبيل الإخبار فلا بأس به، ولهذا بعض المرضى يقدم فيقول: إخبارًا لا شكوى حصلَ لي كذا وكذا. فهمت؟ طيب
متى يعاقب العبد على نيته إذا نوى المعصية .؟
الشيخ : لا لا، العقاب على النية إذا نَوى الإنسان فعلَ المعصية إما أن يدافع هذه النية ويدَع المعصية لله عز وجل فهذا يُثاب، وإما أن يستمِرّ على نيتِه ويعزِم ولكنه يعجَز فهذا يُعاقَب على نيته. انتهى الوقت
قرآءة الآيات القرآنية .
كلمة بين يدي الدرس في أهمية العناية بالقرآن حفظا وتدبرا وتفسيرا مع ذكر بعض قواعد التفسير .
فيما سبق، كما يشيرُ بعضُ الآيات إلى المختَرَعات الحديثة التي وقعت في زمانِنا هذا، وكما تشير بعض الآيات إلى ما عُلِمَ في عِلْمِ الأحياء والكائنات وذلك لأنَّ القرآن كتابٌ عالَمِيٌّ لا يزال الناس يستخْرِجُون كنوزَه وفوائدَه إلى يوم القيامة، وبناءً على ذلك ينبغي لنا بل يجِبُ علينا أن نعْتَنِيَ بكلام الله عز وجل وأن نتَدَبَّرَه ونتفَهَّمَه حتى نلْحَقَ بالركب.
11 - كلمة بين يدي الدرس في أهمية العناية بالقرآن حفظا وتدبرا وتفسيرا مع ذكر بعض قواعد التفسير . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )) .
ومن فوائد هذه الآية أنَّ الهداية ليست مقصورةً على هداية التوفيق ولكنَّها تُطلَق على هداية الدلالة والبَيان، لقوله: (( وأما ثمود فهديناهم )) أي دللناهم على الحق.
ومنها الرد على الجبرية الذين قالوا: إنَّ الإنسان مُجْبَرٌ على عملِه أخانا من أين تأخذ هذا؟ مِن أين تأخذ الرد على الجهمية من هذه الآية (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ))
الطالب: ....
الشيخ : أنا قلت لك: لا في (استحبوا)، لأنِّي أخشى أنك تبي تدَّرَّج كلمةً كلمة حتى تصل إلى آخر الآية لكن ما وجه أخذنا الرد على الجبرية من قوله تعالى: (( فاستحَبُّوا العمى ))؟
الطالب: ....
الشيخ : اي نعم لأن (استحَبُّوا) تدُل على اختيارِهم لهذا الشيء وأنهم آثَرُوه على الهدى.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ مَن لم يتَمَشَّ على هدى الله فإنَّه أعمى مسعود ليه؟
الطالب: (( استحَبُّوا العمى ))
الشيخ : (( استحَبُّوا العمى ))؟ طيب إذا كانوا مبصرين بأعينهم فهم عُمْي البَصَائِر إذًا نأخذ مِن ذلك فائدة وهي: أنَّ العمى نوعان: عمَى بَصَر وعمى بصيرة وأيُّهما أشد؟ نعم عمَى البصيرة، كم مِن إنسانٍ أعمى البصر لكنه مُبْصِرُ البصيرة، وكم مِن إنسان مبْصِرُ البصر لكنه -يا أيوب- لكنه أعمى البصيرة.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة تعجِيل العقوبة لِمَن آثَرَ العمى على الهُدَى من ناخذه يا أخ؟ من أين نأخذ هذه الفائدة تعجيل العقوبة لِمَن استحب العمى على الهُدَى؟
الطالب: ... (( فأخذتهم صاعقة العذاب...
الشيخ : وجه الدلالة؟
الطالب: أنه الفاء تفيد الترتيب والتعقيب
الشيخ : الترتيب والتعقيب نعم، هذا وجه وجه آخر: أنَّ الفاء هنا للسببية والمسَبَّبُ يعقُبُ السَّبَب انتبه! الفاء للسببية والمسبب يعقُبُ ايش؟ يعقُبُ السَّبَب.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة التحذير من إِيثَارِ العمى على الهدى وأنَّ الإنسان إذا بُيِّنَ له الحق ولكنَّه عَمِيَ عنه فإنه جديرٌ بأن يعاقِبَهُ الله عز وجل مِن أين؟ لأنَّ الله أخبرَنا بأَخْذِهم لِنَحْذَرَ مِن ذلك أخبرَنا الله تعالى بعقوبتهم حين خالفوا لِنَحْذَرِ من ذلك، انتبه لهذه الفائدة العظيمة دليلُ ذلك -أنَّ الله يخبِرُنا عمَّن سبق لِنحذر طريقهم- دليلُ ذلك قوله تعالى: (( لقد كان في قصصِهم عِبْرَةٌ لأولي الألباب )) هذا دليل، دليل آخر (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ))[محمد:10].
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ ثمود أُهْلِكُوا بصاعقة أي بشيءٍ صَعِقُوا به وهلَكوا وقد بيَّن الله في آية أخرى -يا مسعود- أنه أخذَتْهم الرجفة فيكون أُخِذُوا بالرجفة حتى صَعِقُوا وهلكوا.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ هؤلاء الذين غرَّهم الكِبْر أنهم أُهِينُوا وأُذِلُّوا مِن أين نأخذها؟ (( فأخَذَتْهم صاعقة العذاب الهون )) يعني عذاب الذل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثباتُ الأسباب لقوله: (( بما كانوا يكسبون )) والباء هنا للسببية، طيب واعلم أن الله تعالى لن يحْكُمَ حكْمًا شرعِيًّا ولا حكْمًا قدَرِيًّا ولا حكمًا جَزائِيًّا إلا بسبَب هذه خُذْها قاعدة: لن يحكم حكما شرعِيًّا كالإيجاب والتحريم والإباحة، ولا قدَرِيًّا كالخلق والتكوين، ولا جزائِيًّا إلا بسبَب، نعْلَمُ ذلك عِلْم اليقين ونأخذُه مِن أنَّ الله تعالى حكِيم والحكيم هو الذي يضَع الأشياء مواضِعَها لا يمكن أن يكونَ فعْلُ الله فَلْتَة ولا صُدْفَة ولا لغْوًا ولا لعِبًا بل لا بد له مِن سبَب اقتضَاه لكن هل كُلُّ سببٍ اقتَضَى حكمَ الله يكون معلومًا للخلق؟ لا، لأنَّ الخلق أعجَز مِن أن يُدْرِكوا حكمةَ الله عز وجل، وكم مِن أحكام شرْعيَّة وكوْنِيَّة وجزائية لا نعلم حكمتَها، لأننا أقصَر مِن أن نُحِيطَ بحكمة الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضًا إثباتُ أنَّ العمَلَ كَسْبٌ للإنسان
الطالب: (( بما كانوا يكسبون ))
الشيخ : (( بما كانوا يكسبون )) يتفَرَّع على هذه الفائدة أنَه إذا كان العمل كسْبًا للإنسان فإنه يجِب عليه بمقتضى العقل كما هو مقتضى الشرع أن يسعَى إلى الكسْبِ المفيد لا إلى الكسب الضَّارّ كما كان يفعَل في الدنيا أليس الواحدُ منا في الدنيا يسعَى إلى الكسْب النافع أجيبوا: بلى، إذًا يجِب أن تسعَى إلى الكسب النافع في الآخرة ولهذا ضَلَّ مَن ضَلّ في عقلِه ودينِه مَن احتَجَّ بالقدر على معاصي الله ولم يحتَجَّ بالقدَر على أمور الدنيا، في أمور الدنيا يعمَل ويكدح ويسعى لِمَا فيه المصلحة والمنفعة، لكن في أمور الآخرة يتكاسل ثم يقول: هذا القدَر فنقول: قد ضلَلْت كيف تحتَجُّ بالقدَر على كسْبِ الآخرة ولا تحتَجُّ به على كسب الدنيا؟
12 - فوائد قوله تعالى : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )) .
الطالب: إن الذين استحبوا العمى على الهدى جازاهم الله عز وجل بما يستحقون عذاب ..، الذين آمنوا جازاهم الله عز وجل أن نجاهم يوم القيامة
الشيخ : أحسنت إثباتُ النجاة للمؤمنين والعذاب للمُعْرِضين هذا دلِيل على العدل، لأنَّه أعطَى سبحانه وتعالى كلَّ إنسان ما يستحِقّ ولا شك أنَّ الله سبحانه وتعالى أحكَم الحاكمين ومِن كونِه أحكم الحاكمين لازِم أن يكون أعدلَهم، لأنه كلما كان الحُكْمُ أعدل كان أحْكَم.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الإيمان والتَّقْوى سببٌ للنجاة لقوله: (( ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )) ومثله قوله تعالى: (( ويُنَجِّي الله الذين اتقوا بمفازتهم )).
ومِن فوائدها أنَّ الإيمان وحدَه لا يكفي بل لا بد مِن إيمانٍ وتقوى، لقوله: (( الذين آمنوا وكانوا يتقون )) ما هو المقارنة بين هذه الآية وبين قوله تعالى: (( ألا إنَّ أولياء الله لا خوفَ عليهم ولا هم يحزنون )) محمد؟
الطالب: أن الولي هو المؤمن التقي
الشيخ : أنَّ الذين آمنوا وكانوا يتقون والذين يُنجِيهم الله هم أولياء الله، لأن قوله: (( ألا إنَّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) يطابِقُ تمامًا هذه الآية حتى في اللفظ: هناك (الذين آمنوا وكانوا يتقون) وهذه (الذين آمنوا وكانوا يتقون).
طيب ومن فوائد الآية الكريمة حذفُ ما يُعلم أي جوازُ حذفِ ما يعلم مِن أين تُؤْخذ؟
الطالب: كانوا يتقون
الشيخ : وين المحذوف؟
الطالب: ...
الشيخ : مفعول (يتقون) أي وكانوا يتقون الله الذين آمنوا وكانوا يتقون الله، وإن شئت فقل: وكانوا يتقون ما يجب اتقائُه، لأنَّ الله تعالى أحيانًا يقول: (( اتقوا الله )) وأحيانًا يقول: (( واتقوا يومًا لا تجزي نفسٌ عن نفس )) (( واتَّقوا النارَ التي أُعِدَّت للكافرين )) فإذا قلنا: وكانوا يتَّقَون ما أمِرُوا باتِّقَائِه صار ذلك ايش؟ أعَمّ، أنتم معنا يا جماعة؟ وعبيد الله؟ ايش قلنا؟ تقدير المحذوف في قولِه: (يتقون)؟ لا، تقديره ايش نقدره؟