تتمة فوائد قوله تعالى : (( ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )) .
الطالب: التقدير: محذوف وهو: ما يُتَّقَى ...
الشيخ : محذوف ما تقديره؟
الطالب: تقديره: كل ما يُتَّقَى
الشيخ : أنا قدَّرْت لكم آخر كلمة قبل هذا السؤال، وش رأيكم أننا إذا سألْنا إنسانا في الصف الأول وعجَز عن الجواب أليس مِن حقِّنا أن نقيمَه إلى آخر شيء؟
الطالب: يُمهَل
الشيخ : يمهل إلى متى يا أخي؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لِيَلِنِي منكم أولوا الأحلام والنهى ) ولنا أن نعزِّر مَن أهمل وجلس في جسمِه وقلبُه في واد، نعم ما أمروا؟ أحسن: ما أمروا باتقائه يتقون ما أمروا باتقائه وقد أُمِرْنا بتقوى الله وتقوى النار وتقوى يوم القيامة، أفهمتم؟ إذًا المعنى العام أن نقول: وكانوا يتَّقُون ما أمروا باتقائه.
طيب ومن فوائد هذه الآية الكريمة فضيلة الإيمان والتقوى وأنَّه سببٌ للنجاة، لقوله: (( ونجَّيْنا الذين آمنوا وكانوا يتقون )) فإذا قال قائل: أليس الله تعالى يُنْزِل عقوبةً أحيانًا في أقوامٍ فيهم المتقي وفيهم غير المتقي فما الجواب؟ الجواب: أنَّ الله تعالى يأخذ المتقي بذنب غيرِ المتقي في الدنيا، في الدنيا يعذَّبون جميعًا ويُبعَثُون في الآخرة على نياتهم وأعمالهم دليلُ هذا قوله تعالى: (( واتَّقُوا فتنةً لا تصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة )) يعني احذروا هذه الفتنة وهذا يعني أننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لنَتِّقِيَها (( اتَّقُوا فتنةً لا تصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة واعلموا أنَّ الله شديد العقاب ))
التعليق على تفسير الجلالين : (( و )) اذكر (( يوم يحشر )) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح همزة (( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون )) يساقون .
الطالب: الله
الشيخ : معلوم ولَّا غير معلوم؟ معلوم، مع أنَّ الفعل مبْنِيّ لما لم يُسَمّ فاعله ولهذا التعبير بقولك: (خُلِقَ) فعلٌ ماض مبنيٌّ لما لم يُسَمّ فاعله أولى مِن قولك: _خُلِق( فعل ماض مبني للمجهول انتبه لهذا، وكذلك (يُحشِر) فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله، طيب (أعداء الله) (أعداءُ) نائب فاعل، طيب فيها قراءة أخرى (( ويَوم نَحشُرُ أعداءَ الله )) أشار إليه المؤلف ما حاجة إلى تعليقها، موجودة بالكتاب، (( ويَوم نَحشُرُ أعداءَ الله )) وعلى هذه القراءة تكون (نحشُر) فعلا مضارعًا مبنِيًّا للفاعِل، والفاعل هنا مستَتِر، جوازًا أو وجوبًا؟
الطالب: وجوبًا
الشيخ : وجوبًا، طيب و(أعداءَ) مفعولٌ به منصوب، وهنا نذكر: متى يكون الفاعل مستترًا وجوبًا أو مستترًا جوازًا يخبرنا عن ذلك المسعود
الطالب: سبق أن قلت لكم .. النحو ...
الشيخ : نسألك أسئلة بسيبويه؟
الطالب: بأدنى منه
الشيخ : بأدنى منه، طيب إذا كان تقديرُه: (أنا) أو (أنت) أو (نحن) فهو مستتِر وجوبًا، وإذا كان تقديرُه: (هو) أو (هي) فهو مستتر جوازًا، (أقوم) مستتر تقديره (أنا)، (تقوم) -تخَاطِب رجلًا- تقول: أنت تقوم. وجوبًا، لأن تقديره (أنت)، (نقوم) وجوبًا، لأنَّ تقديره (نحن)، طيب (قام) جوازًا، لأن تقديره (هو)، (قامت) جوازًا، لأن تقديره (هي)، (تقوم) ...
الطالب: إذا كانت (هي) فهو جوازًا
الشيخ : إذا كان تتحدّث عن امرأة فقلت: (هند تقُوم) فهو مستتر جوازًا، لأنَّ التقدير (هي)، وإذا كنت تخاطِبُ رجلا فهو مستتِر وجوبًا، لأنَّ التقدير (أنت)، إذًا هذا الضابط: ما كان تقديرُه: (أنا) أو (نحن) أو (أنت) فهو مستتر وجوبًا، وما كان تقديرُه: (هو) أو (هي) فهو مستتِر جوازًا، (( ويوم نحشر أعداء الله )) إذًا نقف على هذا، لأن الوقت انتهى
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( و )) اذكر (( يوم يحشر )) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح همزة (( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون )) يساقون . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( و )) اذكر (( يوم يحشر )) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح همزة (( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون )) يساقون .
لابد لِلجَارّ مِن التعَلُّق بفعل أو معناه نحو مرتق
فأين العامل في (يوم)؟ العامل في (يوم) محذوف التقدير: كما قال المؤلف: " ((و)) اذكُر (( يوم يُحشَرُ أعداءُ الله )) " و(يُحشَر) بمعنى يُجمَع ويُساق، وفيها قراءتان: " بالياء والنون المفتوحة وضَمِّ الشين وفتح الهمزة "لم يُكْمِل المؤلف -في الواقع- القراءة الثانية، يُحشَر فيها قراءتان: الأولى: ضم الياء وفتح الشين (يُحشَر) وعلى هذه القراءة يجب أن تكون (أعداء) مرفوعة على أنَّها نائب فاعل، القراءة الثانية: بفتحِ النون نَحشُر وضَمّ الشين وعلى هذه القراءة يجب أن تكون (أعداء) منصوبة على أنها مفعول به، (( ويوم نَحشُر أعداءَ الله ))، وهنا نسأل هل القراءتان اللتان تكونان في القرآن الذي بين أيدينا هل هما الحروف السبعة أو سِواها؟ الجواب: أنها سوى الحروف السبعة، الحروف السبعة الآن غير معلومة، لأنه قُضِيَ عليها بتوحيد الـمصْحَف في عهد عثمان رضي الله عنه، لكنَّ القراءات السبع الموجودة في حرفٍ واحد وهو حرْفُ قريش الذي توَحَّدَتِ المصاحف عليه في عهد عثمان رضي الله عنه، وعلى هذا فلا حاجةَ إلى التفتيش والتنقيب عن الحروف السبعة في وقتنِا هذا، لأنها انتهت قُضِيَ عليها، قال: (( ويوم يُحشَرُ أعداءُ الله إلى النار فهم يوزعون )) فمَن أعداءُ الله؟ أعداءُ الله يمكن أن نعرِفَهم بمعرفة أولياء الله، وأولياءُ الله تعالى قال الله في بيانهم: (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون )) ضدُّ الإيمان الكفر، وضِدُّ التقوى المعاصي والفسوق، فأعداء الله إذًا هم الكفار والفسقة، يُحشرُون إلى النار أي يُساقُون إليها ويُجمَعُون إليها، (( إلى النار فهم يُوزَعُون )) يقول المؤلف: " يُساقُون "، ولها معنًى آخر أيضًا: يُساقُون للتوزيع يعني أنهم طوائف وأُمَم كلَّما دخلَتْ أمةٌ لعنَتْ أختَها، فهم يُوزَعُون بالسياق أي يساقون ويوزعون أيضًا بالتفريق كُلُّ أمة وحدَها، (( فهم يوزعون ))
4 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( و )) اذكر (( يوم يحشر )) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح همزة (( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون )) يساقون . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( حتى إذا ما )) زائدة (( جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون )).
يا طالبًا خُذْ فائِدَة (ما) بعد (إذا) زائدة
.... (( حتى إذا ما جاءوها )) يقول: (( ما )) زائدة (( جاءوها )) أي وصلوا إليها (( شَهِد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون)) قبل أن يدخلوها تُستَشْهَدُ عليهم هذه الجوارح حتى يدخُلوا وهم موقنون أنَّهم عُومِلُوا بالعدل والإنصاف، يشهَد عليهم سمعُهم هل يشهد بما سمعوا مِن اللغو والكلام المحرم أو يشهَد السمعُ بجميع الأعمال؟ يحتمِل وجهين: إما أن يكون المعنى: شهِدَ عليهم سمعُهم بما سمِعُوا من الباطل وأبصارُهم بما شاهدوا مِن الباطل وجلودُهم بما لَمِسُوا من الباطل، أو أنَّ هذه الأعضاء تشهَد على كلِّ عملٍ عملُوه، يحتمل هذا وهذا والثاني أعظَم: أن يكون السمع يشهَد بما حصَلَ عن طريقه وبما حصَلَ طريق البصر وبما حصلَ عن طريق اللمس هذا أعظم مما لو شهِدَ بما حصَل منه فقط، (( سمعُهم وأبصارُهم وجلودُهم بما كانوا يعملون )) وهل هذا بعد إنكار أو للتحقيق والتوكيد؟ ليس في الآية ما يدل على ذلك لكن قيل: إن هذه الأعضاء وأيديهم وأرجلهم كما في آية أخرى إنَّ هذا إنما يكون بعدَ إنكارِهم أن يكونوا أشركوا كما قال تعالى: (( ثم لم تكن فتنتُهم إلا أن قالوا والله ربِّنا ما كنا مشركين )) وقوله: (جلودهم) بما مسَّتْ وهي أعَمّ مِن شهادة السمع والبصر، لأنه يدخل في ذلك اليد والرجل والشَمّ وغير ذلك كلُّ هذا عن طريق الملامسة
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( حتى إذا ما )) زائدة (( جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون )). أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) .
6 - تفسير قوله تعالى : (( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شيء )) أي أراد نطقه (( وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) قيل : هو من كلام الجلود ، وقيل : هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم .
قال: (( وهو خلقَكم أول مرة وإليه ترجعون )) قيل: " هو مِن كلام الجُلُود وقيل: هو مِن كلام الله تعالى كالذي بعدَه وموقعه قريبٌ مما قبله بأنَّ القادر على إنشائكم ابتداءً وإعادتِكم بعد الموت أحياءً قادِرٌ على إنطَاق جلودِكم وأعضائِكم " قوله: (( وهو خلقكم أول مرة )) يحتمِل أنه مِن كلام الله يخاطِب به هؤلاء المكذبين والأعداء، ويحتمِل أنه تتِمَّةُ كلام الجُلود يعني أنَّ الجلود تستدِلّ على قدرة الله تعالى على إنطاقِها بأنّه خلقَهم أول مرة، يقول المؤلف في بيان ذلك: " قيل هو من كلام الجلود وقيل هو من كلام الله " أيهما قَدَّم؟ لا، إذا قال المؤلفون: قِيل كذا وقيل كذا فالخلاف هنا مطلَق لا تقدِيم فيه ولا تأخير، وإذا قيل: (هو مِن كلام الجلود وقيل: مِن كلام الله) هنا يكون قدَّم الأول انتبهوا لهذا، أما إذا قال المؤلفون: قيل وقيل فهذا ليس فيه تقديم بل هو نقل خلافٍ على وجه الإطلاق، " قيل هو من كلام الجلود وقيل هو من كلام الله " وعلى هذا فالقولان لدى المؤلف متساويان، فأيُّهما أقرب: أن نجعلَه من كلام الجلود حتى يتصِلَ الكلام بعضُه ببعض أو من كلام الله؟ الأول مِن حيث اللفظ أقرَب أنَّ الجلود تقول: (( أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )) وتقول لهؤلاء: (( هو الذي خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ))، لكن القول الثاني أقوَمُ للمعنى يعني أنَّ الله لَمَّا بيَّن أن هؤلاء يُعادُون يوم القيامة ويحاسَبُون وتشهد عليهم السمع والأبصار والجلود بيَّنَ عزَّ وجل أنَّه قادر على الإعادة، لأنَّ هؤلاء الذين كذَّبوا ينكرُون البعث فقال: (( وهو خلقكم أول مرة )) والقادر على الخلق أول مرة قادرٌ على إعادته واضح؟ دليلُ ذلك قوله تعالى: (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيدُه وهو أهون عليه )) فهو يقول: هو خلقكم أولَ مرة والقادر على ذلك قادِر على الإعادة، وقوله: (( وإليه ترجعون )) هذا فيه أيضًا إشارة إلى الحكمة من خلْقِ الخلق أنهم يُبتَلَوْن فيؤمَرُون ويُنْهَون ومآلهم إلى من؟ إلى الله عز وجل يجازيهم بحسب أعمالهم التي كلَّفَهم بها
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شيء )) أي أراد نطقه (( وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) قيل : هو من كلام الجلود ، وقيل : هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وما كنتم تستترون )) عن ارتكابكم الفواحش من (( أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم )) لأنكم لم توقنوا بالبعث (( ولكن ظننتم )) عند استتاركم (( أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون )).
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وما كنتم تستترون )) عن ارتكابكم الفواحش من (( أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم )) لأنكم لم توقنوا بالبعث (( ولكن ظننتم )) عند استتاركم (( أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون )). أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وذلكم )) مبتدأ (( ظنكم )) بدل منه (( الذي ظننتم بربكم )) نعت البدل ، والخبر (( أرداكم )) أي أهلككم (( فأصبحتم من الخاسرين )) .
الطالب: ذلكن
الشيخ : ذلكن خطأ،
الطالب: تلكما
الشيخ : أنت تخاطب جماعة إناث، تشير إلى واحدة تخاطِب جماعة إناث؟
الطالب: تِلْكُنّ
الشيخ : تِلْكُنّ صح؟ تلكن المهِم انتبهوا لهذا لا يلتبِس عليكم المشار اليه بالمخاطَب، اسم الإشارة يكون بحسب المشار إليه والكاف بحسب المخاطب واضح؟ طيب تشير إلى جماعة مخاطبًا جماعة ذكور محمد؟
الطالب: أولئكم
الشيخ : أولئكم في القرآن (( وأولَئِكُم جعلنا لكم عليهم سلطانًا مُبِينًا ))، طيب تمام تُشِير إلى مؤَنَّثَتَين تخاطِب اثنتين عبد الله؟ تانكما صح، طيب على كل حال الأمثلَة كثيرة بس تحَرَّوا الدقة، وهل الأفصح في كاف المخاطب في الإشارة أن تكون حسبَ المخاطب أو أن تكون بالإفراد المذكر دائمًا أم بالإفراد المفتوح المذكر للمذكر والمؤنث للمؤنث؟ أقوال ثلاثة وكلّها لغات، يعني الكاف هل نُلزِمُها طريقةً واحدة بالإفراد والفتْح فنقول: ذلكَ تانكَ ذانكَ؟ أو نلزِمُها الإفراد مع الفتح للمذَكَّر والكسر للمؤنث، هذا وجْهَان، أو نقول: هي حسب المخاطب المفرد المذكر له كاف مفتوحة، والمفردة المؤنث كاف مكسورة، والمثنى كاف مقرونة بعلامة التثنية، وجماعة النساء كاف مقرونة بنون النسوة، وجماعة الذكور كاف مقرونة بميم الجمع، الأخير هو الأفصح، لكن يجوز الوجهان الآخران، يقول الله عز وجل: (( وذلكم )) قال المؤلف: " مبتدأ (ظنكم) بدلٌ منه (الذي ظننتم بربكم) نعت، والخبر (أرداكم) " يعني معناه أنَّ قوله: (( ذلكم )) وما عُطِف عليها أو صار صفةً لها في مقام المبتدأ، و(أرداكم) في مقام الخبر هل يمكن احتمال وجه آخر؟ نعم يمكِن يمكِن أن نجعل (ذا) مبتدأ و(ظنكم) خبره و(أرداكم) خبرٌ ثاني وهذا الوجه أقوى في المعنى يعني: ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم يعني لم تظُنُّوا به سواه وأنَّه لن يعِيدكم، ثم أخبر عن هذا الظن خبرًا آخر فقال: (( أرداكم )) فهذا المعنى أقوى مِن قول المؤلف رحمه الله تعالى أنَّ (ظنَّكم) بدل من (ذلكم) وأنَّ (الذي ظننتم بربكم) نعت له وأن (أرداكم) خبر له، (( ذلكم ظنُّكم الذي ظننتم بربكم )) وهو الله عز وجل وأضاف الربوبية إليهم، لأنهم يقِرُّون بربوبية الله لا ينكِرُونها (( قل مَن رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله )) وفي قراءة أخرى سبعِيَّة (( سيقولون الله ))، (أرداكم) يعني أهلكَكم (فأصبحْتُم من الخاسرين) فأصبحْتُم أي صِرْتُم من الخاسرين وهنا أصبح لو نظرْنا إلى مجرد لفظها لكانت دالةً على الإصلاح لكنها تستعْمَل في اللغة العربية بمعنى الصيرُورة تقول: أصبَح لا يعلَم شيئًا أي صار لا يعلم شيئًا وهنا (أصبحتم من الخاسرين) ليس المعنى دخلتم في الصباح خاسرين ولكن المعنى: صرتُم من الخاسرين، والخاسِر ضِدُّ الرابح وإنما قال: (( من الخاسرين ))، لأنَّ هؤلاء الذين أنكروا البعث خسِرُوا الدنيا والآخرة في الواقع فدنياهم لن تنفعَهم وهم في الآخرة في النار وهذا غاية الخسران
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وذلكم )) مبتدأ (( ظنكم )) بدل منه (( الذي ظننتم بربكم )) نعت البدل ، والخبر (( أرداكم )) أي أهلككم (( فأصبحتم من الخاسرين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن يصبروا )) على العذاب (( فالنار مثوى )) فنزل (( لهم وإن يستعتبوا )) يطلبوا العتبى ، أي الرضا (( فما هم من المعتبين )) المرضيين .
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن يصبروا )) على العذاب (( فالنار مثوى )) فنزل (( لهم وإن يستعتبوا )) يطلبوا العتبى ، أي الرضا (( فما هم من المعتبين )) المرضيين . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) .
ومن فوائدِها إثباتُ أعداءٍ لله كما أنَّ له أولياء، وعدوُّ الله عز وجل مَن كان كافرًا فاجرًا.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة أنَّ أهل النار يُساقُون إلى النار أوزاعًا أي متفَرِّقين أُمَمًا، لقولِه: (( فهم يوزعون )).
ومن فوائد الآية التي بعدها إثباتُ حقيقة النار وأنَّ هؤلاء يصلون إليها حقيقة، لقوله: (( حتى إذا ما جاءوها )).
ومِن فوائدها دخولُ التوكيد في كلام الله عز وجل، لقولِه: (( حتى إذا ما جاءوها )) لأننا قلنا: (ما) زائدة لكنَّها للتوكيد، فإنْ قال قائل: كلامُ الله عز وجل مُؤَكَّد بدون أداة توكيد فما الفائدة مِن أنَّ الله تعالى يأتي كثيرًا في كلامِه بأدوات التوكيد؟ الجواب: القرآن لا شَكَّ أنه مؤَكِّد وأنَّ أخبارَه لا تحتاج إلى توكيد لكنَّ القرآن نزلَ بلسان عربي مبِين، واللسان العربي يقتضِي أن يكون الكلام الهامُّ مؤَكَّدًا بأنواعٍ من التأكيدات واضح؟ إذًا تأكيدُ ما يُؤَكَّد في القرآن دليلٌ على بلوغ القرآن الفصاحةَ في أعلى معانيها في أنَّه متمَشٍّ على ايش؟ على قواعد اللغة العربية الفصحى.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثباتُ النُّطْق للسمع والبَصَر والجُلُود لقوله: (( شهِدَ عليهم )) والشهادة تكون بالنطق، وقد تكون بغير النطق لكنَّها في الأصل بالنطق، ولذلك قالوا لجلودِهم لِمَ شهدتُّم علينا؟ قالوا: أنطقنا الله.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ أعضاءَ الإنسان تكونُ يوم القيامة خصومًا له وجهُ ذلك: أنَّ هؤلاء أنكروا على سمعهم وأبصارهم وجلودهم أن شهِدُوا عليهم، وما ظنُّك أيها الأخ بأعضاءٍ تكون يومَ القيامة خصومًا لك، إذًا فالواجب عليك يعني يتفرع على هذا فائدة أنَّ الواجب على الإنسان أن يرْعَى هذه الأعضاء حقَّ رعايتها وألا يُوَرِّطَها فيما تكون خصمًا له به يوم القيامة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الأعضاء منفَرِدَةً تعرِفُ ربَّها عز وجل، لقولها: (( أنطقنا الله الذي أنطقَ كلَّ شيء )).
ومن فوائدِها عموم قدرَةِ الله تعالى لقوله: (( أنطق كل شيء )).
ومِن فوائدها أنّ ابتداءَ الخلق مِن الله لم يَشْرَك أحدٌ ربَّ العالمين في الخَلْق لا أم ولا أب ولا سلطان ولا رئيس ولا وزير، المنفرد بالخلق هو الله عز وجل.
ومن فوائد الآية الكريمة استعمَال الأدلة العقلية في القرآن وأنَّ الاستدلال { أيوب تريد أقَوِّمْك يا أخي تراك تشَوّش علي
الطالب: أنا ما أكشف
الشيخ : لا ما أنت بمعنا أنا أعرف الإنسان اللي حاضر مِن الإنسان ..، إنسان يمشِّط لحيته وغافِل هل يقال: هذا حاضر القلب؟ ما يصير هذا، يروى عن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلًا يعبَث في لحيته في صلاته فقال: لو خشَع قلب هذا لخشعَتْ جوارحُه، فأنت إما أن تطلب مكانًا آخر سوى هذا وإلَّا تكون يعني طالبًا حقيقة } طيب نقول: في هذا دليل على جواز استعمال الأدلة العقلية مِن أين تؤخذ؟ مِن استدلال الله تعالى بالـمَبْدَأ على الـمَعَاد فإنَّ هذا دليل عقلِيّ، فإن قال قائل: وهل تُقدِّم الأدلة العقلية على الأدلة السمعية؟ فالجواب: لا، لأنَّ العقل قد يخطِئ فيظُنّ الإنسان أنَّ هذا عقل وليس بعقل، وأما الأدلة السمعية الثابتة عن الله ورسوله فهذه لا تخطئ، ولهذا أخطَأَ مَن استعمل العقل بل قدَّمَه على السَّمْع والنَّقْل فيما يتعلق بالله واليوم الآخر وحكَمُوا بعقولهم القاصرة على أمور الغيب استحالَةً أو وجوبًا أو جوازًا وأعرضوا عن نصوص الكتاب والسنة، ومِن هؤلاء جميعُ المتكلمين من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية وغيرهم حيث جعلُوا التلَقِّيَ فيما يتعلَّق بأسماء الله وصفاته على الاعتماد على العقل.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الرجوع إلى الله عز وجل فاستعِدَّ لهذا الرجوع واعلَمْ أنك ملاقٍ ربك ولكن أبشِر إن كنتَ مؤمِنًا قال الله تعالى: (( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشِّر المؤمنين )) يعني لا يخَفِ المؤمن مِن هذه الملاقاة بل له البَشَارة في الدنيا قبل الآخرة، لكنَّ حقيقةَ هذه البشارة للمؤمِن خاصَّة. ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الفوائد نعم
11 - فوائد قوله تعالى : (( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون )) . أستمع حفظ
هل العموم في قوله تعالى : (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ينطبق على قول الصحابة : إن الطعام كان يسبح في يده عليه الصلاة والسلام . ولم يعلموا بذلك إلا بإخباره إياهم .؟
الشيخ : ظاهر النصوص أن يسَبِّح حقيقة لكن التسبيح (لا تفقهون تسبيحهم) باعتبار المجموع لا باعتبار كل فرد، فإنَّ مِن الأشياء ما نسمَع تسبيحه يسبح تمامًا (( إنَّا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإبكار )) فالظاهر أنها تُرَدِّد كما قال تعالى: (( يا جبالُ أَوِّبِي معه والطير )).
12 - هل العموم في قوله تعالى : (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ينطبق على قول الصحابة : إن الطعام كان يسبح في يده عليه الصلاة والسلام . ولم يعلموا بذلك إلا بإخباره إياهم .؟ أستمع حفظ
كيف تسبح المخلوقات هل هو كما نسبح أم صوت غدير الماء يكون تسبيحا .؟
الشيخ : لا، تقول سبحان الله
الطالب: بعضُهم قال: صوت غدير الماء هو تسبيحه؟
الشيخ : لا لا خطأ، صوت خرير الماء ليس صوت تسبيح هذا طبيعِي فهل نقول: حركة الإنسان في الأرض إذا وطئت أقدامه الأرض وسُمِعَ له صوت هل هذا تسبيح؟ نعم
الطالب: ....