تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن أحسن قولا )) أي لا أحد أحسن قولا (( ممن دعا إلى الله )) بالتوحيد (( وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )).
قال: (( وقال إنني من المسلمين )) قال باللسان أو بالقلب؟ بهما جميعًا، فإن قال قائل: قوله: (إني من المسلمين) هو مِن العمل الصالح لا شك فما الفائدة من ذلك؟ قلنا: الفائدة أنه يُعلِن هذا القول ولا يبالي بالمخالَفة، لأنَّ مِن الناس مَن يعمل صالحا لكنَّه تجدُه متسَتِّرًا ليس عنده الشجاعة التي تجعلهُ يعلن ذلك، أما هذا فإنه يُعلِن ويقول بلسان المقال غير مُبَالٍ: إنني من المسلمين. والجملة كما تعلمون (إنني) مؤكدة بـ(إنَّ)، ذكر بعض أهل العلم أنَّ المراد بذلك المؤذن، لأنَّ المؤذن يدعو إلى الله يقول للناس: حي على الصلاة حي على الفلاح، ولأنه مؤمن عاملٌ صالحًا ولأنه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله يعلِنُها وأشهد أن محمد رسول الله وهذا معنى قوله: إنني من المسلمين. لكن الصحيح أنَّ الآية عامة تشمل المؤذن وغير المؤذن، الخطيب على المنبر يدخل في الآية ولَّا لا؟ يدخُل في الآية، المعلِّم في حلقة تعليمِه يدخُل في ذلك، فالآية أعمُّ مما ذُكِر، ولكن اعلم أنَّ بعض السلف يذكُر للآية معنى خاصًّا لا يرِيد حصرها في هذا المعنى وإنما يرِيد التمثيل، وهذه مسألة قد تفوت على بعض الناس، دائما ننظر في ابن كثير أو ابن جرير أنه قال فلان كذا لِجزء المعنى فهم لا يريدون أن يقصُرُوا العام على الخاص، لأنهم أعلَمُ مِن أن يقتصِرُوا على بعض أفراد العام مثلًا، لكنهم يريدون ايش؟ التمثيل، مثال ذلك مثلًا قال: بعض العلماء (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات )) قال: الظالم لنفسه الذي يؤَخِّر الصلاة عن وقتها، المقتصد الذي يصليها في آخر الوقت، السابق بالخيرات الذي يصلِّيها في أول الوقت، طيب هذا لا شكَّ أنَّه حصر بل لا شك أنه تخصِيص للعام فنقول: أرادوا بذلك التمثيل
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن أحسن قولا )) أي لا أحد أحسن قولا (( ممن دعا إلى الله )) بالتوحيد (( وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) .
ومن فوائد الآية الكريمة فضيلة الدعوة إلى الله عز وجل لقوله: (( ممن دعا إلى الله )).
ومن فوائدها الإشارة إلى الإخلاص في الدعوة نأخذها من قوله: (( إلى الله )) لأن الداعي ربما يدعو ويقوم للناس ويذَكِّرُهم ويعِظُهم ويحُثُّهم على الخير ويُحَذِّرُهم من الشر لكن يريد أن يكون مرموقًا بينهم هل هذا داعي إلى الله ولَّا دعا لنفسه؟ إلى نفسِه، فلا بد إذًا مِن الإخلاص، طيب لو قال قائل: هل يثلِمُ الإخلاص ما لو أراد بالدعوة إصلاحَ الناس؟ الجواب: لا يثْلِمه، لأن أصل دعوته مِن أجل إصلاح الناس.
ومن فوائد الآية الكريمة فضيلة العمل الصالح الذي جمع بين الأمرين الإخلاص والمتابعة لقوله:(( وعمل صالحا )).
ومن فوائد الآية الكريمة وجوب العلم مِن أين نأخذه؟ من قوله: (( وعمِلَ صالحا )) لأنه لا يمكن أن تعرِف أنَّ العمل مُوافق للشرع أو غير موافق إلَّا بالعلم وهذا واضِح فيكون في الآية دليل على وُجُوب العلم، لأنَّه إذا كان العمَلُ الصالح من الواجبات فلابد أن تعلَمَه بالشرع وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّه ينبغي للمسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن يعلن به وأن يقول إنني من المسلمين وألا يستحي إذا قيل له: أنه مسلم لقوله: (( وقال إنني من المسلمين )).
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى تجنُّب التزكية الذاتية لأنه قال:(( من المسلمين )) ولم يقل: وقال إنني مسلم لأن الإنسان قد يعتَزُّ بقوله إني مسلم ويفخَر أكثر مما يكون ذلك فيما لو قال: إنني من المسلمين.
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى المؤَاخاة بين المسلمين لقوله: (( من المسلمين )) إشارة إلى أنني كواحد من هؤلاء لا أفتَرِق عنهم وأنه انتهى الوقت طيب
الطالب: ...
2 - فوائد قوله تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) . أستمع حفظ
هل الأفضل الاشتغال بالعلم أو الاشتغال بالدعوة .؟
الطالب: شيخ بارك الله فيكم طالب العلم .. الدعوة لاسيما الدعوة في الحارات لأن شيخ! يوجد في الحارات منكرات كثيرة .. فاتته الصلاة .. فإن جلس يعني يمشي إليهم ضاع وقته، وبعضهم يعني يظنه موجود ويقع الإنسان في حرج إما أن يتركهم أو.. وهو فيهم، والإنسان .. يعني الوقت قليل ... فهل يعذر الإنسان .. إذا غلب على ظنِّه أن هذا الشخص اللي ضعيف الاستجابة وكذلك ضعيف أن يقبَل منه ويجد في وقت ... معه؟
سؤال عن بعض ضوابط الدعوة إلى الله تعالى وهل يترك الدعوة إذا علم بعد استجابته .؟
الطالب: .. من رأى منكم ..
الشيخ : نعم (من رأى) لكن الرسول ما قال تطَلَّبُوا رؤية المنكر وهذا الذي لا يُصَلِّي يمكن أن أعِظَه في السوق في المسجد، ولهذا نجد الناس الآن يستَثْقِلُون أن يقرع عليهم الباب أحد يعظُهم أو يأمُرهم وربما حصل مِن ذلك ما يُسَمَّى برَدِّ الفعل
كيف الجمع بين قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) وبين حديث : ( يخرج من النار من الناس لم يعملوا خيرا قط ) .؟
الشيخ : نعم، والعقيدة؟
الطالب: عندهم عقيدة مُوَحِّدين
الشيخ : لكن هذا عُذِّب الآن عُذِّب ما تُرِك، لكن هل هذا تنَزَّلَت عليه الملائكة؟ ما تنزلت، ثم لابد أن يكون عند هذا الإنسان عقيدَة إيمانية وإلا لقلنا النصارى أيضًا يخرُجون من النار بعقيدتهم نعم
5 - كيف الجمع بين قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) وبين حديث : ( يخرج من النار من الناس لم يعملوا خيرا قط ) .؟ أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) .
الطالب: التمييز
الشيخ : تمييز، فهل هناك قاعدة في مثل هذا السياق عبيدَ الله؟ إذا جاء اسم مُبَيِّن لاسم التفضِيل صار منصوبًا على التمييز، نعم طيب الاستفهام هنا بمعنى النفي وهو مُشرَب معنَى التحدي، طيب مَن المراد بهذا (من أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا)؟
الطالب: يورد كل مَن قام بالدعوة الى الله سواءً بالكلمة أو الأعمال أو بالقول
الشيخ : يعني عام كل مَن دعا، ذِكْر بعضِهم أنه مؤذن؟
الطالب: هذا من باب ذِكر بعض أنواع العموم
الشيخ : فيكون مراده؟
الطالب: بعض أنواع العام ولا يُراد منه التخصيص
الشيخ : لكن مراده ايش؟
الطالب: التمثيل
الشيخ : التمثيل بارك الله فيك طيب أظن ما أخذنا إلا آية؟ أخذنا فوائدها؟
7 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة )) في جزاءاتهما ، لأن بعضهما فوق بعض (( ادفع )) السيئة (( بالتي )) أي بالخصلة التي (( هي أحسن )) كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والإساءة بالعفو (( فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك ، فالذي مبتدأ ، و كأنه الخبر ، و إذا ظرف لمعنى التشبيه .
ألا لا يجهلن أحَدٌ علينا فنجهَلَ فوقَ جهْلِ الجاهِلين
وكذلك الإساءة بالعفو إذا أساء إليك إنسان فاعْفُ عنه، وقد سبق مرارًا ونكَرِّرُه تَكْرارًا أنَّ العفوَ إنما يُندَب إليه إذا كان فيه إصلاح، لقوله تعالى: (( فمن عفا وأصلح فأجرُه على الله )).
(( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه ولِيٌّ حميم )) (فإذا) (إذا) فجائية والفاء عاطفة أي: فإذا دفعْتَ بالتي هي أحسَن فاجَأَتْك هذه الحالة وهي: أن تنْقَلِب عداوة الشخص الذي أساء إليك فيصيرَ كأنَّه وليٌّ حميم يعني صديقًا قريبًا، واضح؟ وتأمَّل كون الجواب بـ(إذا) الفجائية ليتَبَيَّنَ لك أنَّ انقلابَ عداوتِه إلى ولاية حميمة لا يتأخر كثيرًا، لأنَّ (إذا) الفجائية تدل على الفورِيَّة، (( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) لو كان المخبِر بذلك غيرَ الله عز وجل لكان الإنسان يترَدَّد وكيف ينقلِب العدو صديقًا حميمًا بهذه السرعة؟ نقول: إنَّ الذي أخبر بذلك هو الله عز وجل ومَن أصدق مِن الله قيلًا، ثم إنَّ الذي أخبر بذلك هو الذي قلوبُ بني آدم بين أصبعين من أصابعِه يقلِّبها حيث يشاء، لا تستبْعِد هذا الأمور بيد الله وكم من عَدُوٍّ انقلَبَ صديقًا وصديقٍ انقلَبَ عدُوًّا، " (( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) أي فيصير عدوك كالصديق القريب بمحبته إذا فعلت ذلك، فـ(الذي) مبتدأ و(كأنه) الخبر و(إذا) ظرفٌ لمعنى التشبيه " (( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه )) أعرَبَها المؤلف يقول: (الذي) مبتدأ و(بينك وبينه عداوة) هذا صفة الموصوف، و(كأنه) الخبر خبر ايش؟ خبر المبتدأ (الذي)، و(إذا) ظرف لمعنى التشبيه (إذا) في قوله: (فإذا الذي) ظرف لمعنى التشبيه الذي هو (كأنه)، لأنَّ التشبيه مُضَمَّنٌ معنى الفعل فلذلك صَحَّ أن يتعَلَّق به الظرف، هذا ما ذهب إليه المؤلف بالنسبة لـ(إذا) والصحيح أنَّ (إذا) فُجائية لا تحتاج إلى متعَلَّق
8 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة )) في جزاءاتهما ، لأن بعضهما فوق بعض (( ادفع )) السيئة (( بالتي )) أي بالخصلة التي (( هي أحسن )) كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والإساءة بالعفو (( فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك ، فالذي مبتدأ ، و كأنه الخبر ، و إذا ظرف لمعنى التشبيه . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وما يلقاها )) أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن (( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ )) ثواب (( عظيم )) .
9 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وما يلقاها )) أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن (( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ )) ثواب (( عظيم )) . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) .
10 - تفسير قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( وإما )) فيه إدغام نون ( إن ) الشرطية في ما الزائدة (( ينزغنك من الشيطان نزغ )) أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف (( فاستعذ بالله )) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف ، أي يدفعه عنك (( إنه هو السميع )) للقول (( العليم )) بالفعل .
الطالب: النفي
الشيخ : خطأ اقرأ الآية (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ )) نكرة في سياق؟
الطالب: نكرة في سياق الشرط
الشيخ : في سياق الشرط فتكون عامَّة سواءٌ كان في المدافعة بالتي هي أحسن أو غير ذلك كلما أصابَك نزْغٌ مِن الشيطان فاستعِذْ بالله ولهذا أمَر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي شكَا إليه الوسوسة في الصلاة أمرَه بايش؟ أن يستعِيذ بالله قال: ( يتفُل عن يسارِه ثلاثًا ويستعيذ بالله )، المهم أنه متى نزغَك من الشيطان نزغ فالجَأْ إلى مَن يستطيع دفعَه الله عز وجل، لكن كيف أعرِف أنَّ الشيطان نزغ أحدًا؟ (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) كلما رأَيْت أنه أُلقِيَ في روعِك أن تفعل معصية فاعلَمْ أنَّه نزْغٌ من الشيطان، كلما أُلقِي في روعِك أنك تترك طاعة فهذا نزغٌ من الشيطان استعِذْ بالله، لأن الشيطان ليس شيئًا محسوسًا يحِسُّه الإنسان فيراه ويسمعُه لكن يُعرَف بما يُلقِي في القلب، (( فاستعِذ بالله )) أي اعتصم به قال المؤلف: " جواب الشرط، وجواب الأمر محذوف أي يدفَعْه عنك " نعم أين الأمر؟ (استعِذْ) يعني كأنَّ قائلًا يقول: وإذا استعَذْت فما النتيجة؟ النتيجة أن يدفعَهُ الله عنك لأنَّ الله تعالى لم يأمرْك بالاستعاذة به -والاستعاذة كما تعرفون هي الاستجارة مما يسوء- استعِذْ بالله يدْفَعْه عنك.
(( إنَّه هو السميع )) للقول (( العليم )) بالفعل " هذه الجملة تعليلية لقوله: (استعِذْ بالله) يعني: فإنك إذا استعذْتَ منه بالله سمِعَك، وإنَّه علِيمٌ بكيفية دفْعِ هذا الشيطان الذي نزغَك منه نزْغ فهو سميعٌ لقولك إذا استعَذْتَ به عليمٌ بما يدفع به عنك هذا الشيطان.
11 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وإما )) فيه إدغام نون ( إن ) الشرطية في ما الزائدة (( ينزغنك من الشيطان نزغ )) أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف (( فاستعذ بالله )) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف ، أي يدفعه عنك (( إنه هو السميع )) للقول (( العليم )) بالفعل . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )).
ومن فوائد الآية الكريمة الإرشاد إلى مدَافعة السيئات الأخ؟
الطالب: ادفع
الشيخ : من أين تؤخذ؟ من قوله: (( ادفع )) معك كتاب؟ لا لا خذ المصحف وتابِع لا يستولي عليك الوسواس طيب يؤخذ من قوله: (( ادفع بالتي عليك التي هي أحسن )).
ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على أعلى المقامات في مدَافعة السيئات تُؤخذ من قوله: (( أحسن )) ولم يقل: ادفع بالحَسَن بل قال: (( بالتي هي أحسن )).
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ الله تعالى مُقَلِّبُ القلوب فقد يكون العدو صديقًا والصديق عدُوًّا لقوله: (( فإذا الذي بينك وبينه عداوة )).
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّك لا تأخُذُك العزة بالإثم فتقول: لا يمكن أن أسكت أمام هذا الذي أساءَ إلي ولا بد أن آخَذ بحقِّي نقول: إذ أخذْتَ بحقك فذلك لكن هناك خُلُقٌ أفضل وأكمل وهو المدافعة بالتي هي أحسن.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ المدافعةَ بالتي هي أحسَن شاقَّةٌ على النفس لقوله: (( وما يلقاها إلا الذين صبروا )) ولكن اصْبِر.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ مَن سلَكَ هذه الطريق وهي مدافعة السيئة بما هو أحسن فإنَّه ذو نصيبٍ عظيم مِن الأخلاق والثواب والرزانة والرُّجولة والشهامة وغير ذلك لقوله: (( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )).
ومِن فوائد الآية التي بعدها أنَّ ملْجَأَ الإنسان عند الخوف مما لا يمكِنهُ دفعُه هو الله عز وجل لقولِه: (( وإما ينزغَنَّك من الشيطان نَزْع فاستعذ بالله )).
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّك كلما أحْسَسْت بشيء مِن نزغات الشيطان من تهَاوُنٍ بالمأمور أو ارتكاب لمحذُور فعليك أن تلْجَأ إلى الله عز وجل، فإن قال قائل: نجِدُ الاستعاذة مشرُوعةً في غير هذي الحال: مشروعة عند قراءة القرآن مثلًا، مشروعة عند دخول الخلاء فما الجواب؟ الجواب أنَّ مشروعِيَّتَها عند تلاوة القرآن لأنَّ الشيطان يتَسَلَّط على الإنسان حين قراءةِ القرآن أن يصُدَّه عما فيه من الذكْر الحكيم يصُدّه عن تدبُّرِه عن الخشوع فيه عن كونِ الإنسان يلتَزِم بأوامره ونواهيه ويُصَدِّق بأخبارِه، المهم أنَّ الشيطان يحرِص على الإنسان إذا أراد قراءة القرآن فناسَب أن يُؤْمَر بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكذلك عند دخول الخلاء، لأنَّ الخلاء موطِن من؟ الشياطين، الشياطين تكون في أخبَث الأماكن والملائكة في أطيَب الأماكن ولهذا تكون المساجد بيوت الملائكة وكانت المراحيض بيوت الشياطين.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات الشيطان وأنَّ له سُلطَة على ابن آدم لقوله: (( من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) وهو كذلك والله سبحانه وتعالى سلَّط الشيطان على بني آدم وأيَّد المؤمنين بالملائكة فإنَّ الشيطان إذا أمَر بالفحشاء فإن هناك أمرًا آخر يُضَادُّه وهو أمْرُ الـمَلَك.
ومن فوائد الآية الكريمة أنه لا يُستعَاذ إلا بالله في قوله: (( فاستعذ بالله )) لكنَّ هذا مقَيَّد بما لا يقدِر عليه إلا الله فإنَّه لا استعاذة منه إلا بالله، وكذلك أيضًا لا استعاذة لمخلوقٍ غير قادر فمثلًا لو أنَّ الإنسان استعاذ بميت لكان هذا شرْكًا، لأنَّ الميت لا يمكن أن يُفِيدَك، لكن لو استعاذَ بحَيٍّ فيما يقدِر عليه فلا بأسَ بذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن وجد مَعَاذًا فليَعُذْ به ) فالاستعاذة بالمخلوق فيما يقدِر عليه كالاستعانة به فيما يقدر عليه وكالاستغاثة به فيما يقدر عليه.
ومن فوائد الآية الكريمة إثبات (السميع العليم) لله يعني أنَّهما مِن أسماء الله عز وجل وسبَق أنه لا .. الإيمانُ بالاسم إلا بثلاثة أمور إن كان متعَدِّيا وبأمرين إن كان غير مُتَعَدي، السميع؟ متعدي فتُثْبِت السميع اسمًا، والسَّمْعَ صفة، وكونَه يسمَع أثرًا، وكذلك يقال في العليم
12 - فوائد قوله تعالى : (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )). أستمع حفظ
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( إنه هو السميع )) للقول (( العليم )) بالفعل .
ومن فوائد الآيتين بلاغة القرآن بذِكْر المتقارِبَيْن في المعنى وإن كان بينَهما فرْق مِن حيثُ الحقيقة وجْه ذلك: أنَّه ذكَرَ في الآية الأولى معامَلَة من؟ معاملة الـمُسيء من الإنس بأن تدفَعَه بالتي هي أحسن، {يرحمُك الله } وذكَر في الثانية معاملَة مَن؟ الـمُسِيء مِن غير الإنس وهو الشيطان