تتمة تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) .
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) . أستمع حفظ
سؤال عن وقت إلقاء الشمس في نار جهنم .؟
الشيخ : هذه يوم القيامة تُلقَى في جهنم يوم القيامة ما هو بالآن ويوم القيامة تتغير الأمور (( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات )).
الطالب: ....
أين جهنم هل هي في الأرض أم في السماء .؟
ما هو الفرق بين الشيطان وإبليس .؟
الشيخ : وش هذا السؤال؟ ما يصلح .. الفرق بين الشيطان والإنس؟
الطالب: وإبليس
الشيخ : وإبليس الشيطان هو إبليس هو واحد نعم.
في قوله تعالى : (( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) قد أصبح في منظور الناس أنه جبن وخور .؟
الشيخ : لا هو هذا هو الحكمة في أن الله قال: (( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) لأن الإنسان ينال درجةً عظيمة عالية من الأخلاق والرزانة والرجولة والثَّواب كله وليس الحظَّ العظيم هو أنَّ الإنسان يزداد درهمه وديناره، الأخلاق هي كل شيء سواء مع الله أو مع عباد الله
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
5 - في قوله تعالى : (( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) قد أصبح في منظور الناس أنه جبن وخور .؟ أستمع حفظ
كيف الجمع بين قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) وقوله تعالى : (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) .؟
الشيخ : السلطان كما تعرِف هو الذي يتولى الأمر بسلطته ويغْلِب، فالشيطان ينزَغ حتى عباد الله الصالحين ولكن ليس له عليهم سلطان أليس قد تفَلَّتَ على الرسول عليه الصلاة والسلام شيطان يريد أن يفسِد عليه صلاته، لكنه ما له سلطان، السلطان يقول ويفعل كما قال ابن الوردي في المنظومة:
جانِبِ السلطان واحْذَر بطشَه لا تُخَاصِم مَن إذا قال فعل
فالمراد بـ (( ليس لك عليهم سلطان )) أي لا يمكن أن تتسَلَّط عليهم فتُغْوِيَهم. نعم
6 - كيف الجمع بين قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) وقوله تعالى : (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) .؟ أستمع حفظ
هل عدم القدرة على الانتصار للنفس يدخل في قوله تعالى : (( ادفع بالتي هي أحسن )) .؟
الشيخ : لا يا أخ هذا ضعف وجبن اللي لا يقدر على الانتصار لنفسه هذا لا يُحمَد بل يقال هذا ضعيف ولأنه لا يحمد إلا العفو عند المقدرة والصفح عند المقدرة، أما إنسان عاجز يجي شخص مثلًا شخص ضعيف يضربه ويضربه ويضربه ويقول جزاك الله خير أحسن الله اليك عفا الله عنه وهو ... هل هذا يُحمَد؟ لأنه عاجز
قراءة الآيات القرآنية .
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) .
الطالب: مناسبة الآية هذه لما قبلها أنه لَمَّا ذكر .. وتعالى مدافعة العدو من الإنس ذكَر مدافعة العدو من الجن.
الشيخ : أحسنت، طيب أين جواب الشرط في قوله: (( إما ينزغنك من الشيطان نزغ ))؟
الطالب: قوله: (( فاستعذ بالله ))
الشيخ : قوله: (( فاستعذ بالله ))، لماذا اقترن الجواب بالفاء؟
الطالب: لأنَّ ما بعده فعل ..
الشيخ : لأن ما بعده فعل أمر؟ لا ما يكفي هذا، { لا هذ ضيق تعال هنا المكان شوف لك مكان .. هذا ضيق ما في مشقة عليكم وتتعبون، تفسح }. نعم
الطالب: أنَّ الجملة طلبية
الشيخ : أن الجملة طلبية، طيب وفي قاعدة ذكرها ابن مالك في هذا الموضوع
الطالب: قوله: " واقرِن بفا حتمًا جوابًا لو جُعِل شرطًا لـ(إن) أو غيرِها لم ينجَعِل "
الشيخ : نعم يعني إذا لم يصِح مباشرة الجواب لأداة الشرط فإنه يجب اقترانُه بالفاء، طيب ما معنى الاستعاذة؟
الطالب: الاعتصام بالله.
الشيخ : الاعتصام بالله، طيب هل تجوز الاستعاذة بغير الله؟
الطالب: ... تجوز فيما يقدر عليه ..
الشيخ : مطلقًا؟ فيما يقدِر عليه؟ طيب توافقونه على هذا؟
الطالب: نعم.
الشيخ : نعم، وكذلك الاستغاثة تجوز فيما يقدِر عليه، والاستعانة تجُوز فيما يقدر عليه
9 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) .
10 - تتمة تفسير قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن استكبروا )) عن السجود لله وحده (( فالذين عند ربك )) أي الملائكة (( يسبحون )) يصلون (( له باليل والنهار وهم لا يسئمون )) لا يملون .
واقرِنْ بفا حتمًا جوابًا لو جُعِل شرطًا لـ(إنْ) أو غيرِها لم ينجَعِل
وقد ذكر بعض الجامعين لِمَا يجب أن يقترن بالفاء جمعَ ذلك في بيت هو:
اسمية طلبية وبجامد وبـ(ما) و(قد) وبـ(لن) وبالتنفيذ
طيب، (فالذين عند ربك) وهم الملائكة (يسبحون له بالليل والنهار) يقول المؤلف: " (يسبحون) أي يصلون " وهذا نعم له وجهة نظر لأنَّ السياق في السجود، ويمكن أن نقول: يسبحون بما هو أعم مِن الصلاة أي يقولون: سبحان الله والحمد لله وما أشبه ذلك مِن كُلِّ ما فيه تنزيهُ الله عز وجل عما لا يليق به، وقوله: (يسبحون له) أي لله، واعلم أنَّ التسبيح معناه التَّنْزِيه فما الذي يُنَزَّهُ الله عنه؟ يُنَزَّه الله تعالى عن كل نقص فهو عز وجل مُنَزَّهٌ عن كل نقص لا يمكن أن يعترِيَه النقص بأي حالٍ من الأحوال، ثانيًا: يُنَزَّه عن كُلِّ نقصٍ في كماله فلا نقصَ في سمعه ولا بصرِه ولا قدرته ولا قوته، الثالث: يُنَزَّه عن مُماثلة المخلوقين فلا يماثل المخلوق أبدًا بأي حالٍ من الأحوال، والتماثل بين الخالق والمخلوق مِن أكبر المحال، فما يُنَزَّه الله عنه إذًا ثلاثة أشياء: الأول النَّقص: لا يمكن أن يعترِيَه نقص إطلاقًا، والثاني: النَّقص في كماله فكمالَاتُه مِن علم وقدرة وحياة وسمع وبصر ورحمة وغير ذلك لا يمكن أن يعتَرِيَها نقص بأي حال من الأحوال، والثالث: مماثلة -ما نقول مشابهة- نقول: مماثلة المخلوقين لاحظوا هذه المسألة أكثر الذين يعبِّرون بمثل هذا يعبِّرون بالمشابهة وهذا ليس بصواب، الصواب أن نُعَبِّر بما عبَّر الله به عن نفسِه فقال: (( ليس كمثله شيء )) وقال: (( لا تضْرِبوا لله الأمثال )) ولم يذكُر التشبيه بأي حالٍ من الأحوال، ولهذا كان التعبير بنفي التَّمْثِيل هو الصواب دون التَشبيه، دليل هذا أنَّ الله مُنَزَّهٌ عن كل نقص وعَيْب، قوله: (( ولله المَثَل الأعلى )) الـمَثْل يعني الوصف لأنَّ المثل يُطلَق على ذلك كما في قوله تعالى: (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ))[محمد:15] { يا عبد الله الأفغاني! انتبه}(( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ )) (مثل) بمعنى وصفُها صِفَتُها: فيها أنهار مِن ماء غير آسِن إلى آخره، فإذا كان الله له المثل الأعلى أي الأَكْمَل لَزِمَ أن يكونَ مُنَزَّهًا عن كل نقص، أما النقص في كماله فيدُلُّ له قوله تبارك وتعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ))[ق:38] أي مِن نقص على أنَّ هذه المخلوقات عظيمَةٌ جدًّا ومع ذلك ما لِحَق الله تعالى فيها نقص، وقال تعالى: (( أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ))، طيب الثالث ما هو؟ مماثلة المخلوقين يقول الله عز وجل: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ويقول جل وعلا: (( فلا تضْرِبُوا لله الأمثال إنَّ الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ويقول تعالى: (( فلا تجْعَلُوا لله أندادا وأنتم تعلمون ))، طيب إذًا التسبيح بمعنى التنزيه والذي يُنَزَّه الله عنه ثلاثة أشياء عرفتموها الآن، (( يسبحون له بالليل والنهار )) الباء هنا بمعنى (في)، لأن المقصود بالليل يعني ظرف الليل وعلى هذا فتكون الباء بمعنى (في) كما في قوله تعالى: (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون )) (بالليل) يعني في الليل، طيب وقوله: (( بالليل والنهار )) يعني إذًا كل وقت كل الوقت يسبِّحُون الله، ويقول عز وجل: (( وهم لا يسئمون )) هم مع كونهم مستغرقين الليل والنهار بتسبيح الله لا يسئَمُون أي لا يمَلُّون وكذلك لا يتعَبُون، لأنَّ الملل يكون من الضَّجَر والتعب وذُلّ النفس أمام ما يتحَمَّله الإنسان هؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام لا يسْئَمون طيب
11 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فإن استكبروا )) عن السجود لله وحده (( فالذين عند ربك )) أي الملائكة (( يسبحون )) يصلون (( له باليل والنهار وهم لا يسئمون )) لا يملون . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) .
من فوائد الآية الكريمة أنَّ لله تعالى آياتٍ محسوسة تُعِينُ على الآيات المعقولة، وهذا مِن رحمة الله عز وجل أنَّ اللهَ أرى عبادَه الآيات المحسوسة لِيستعِينُوا بها على الآيات المعقولة، الآيات المعقولة كُلٌّ يعلم أنَّ كُلَّ حادِثٍ لا بد له مِن مُحْدِث هذه آية عقلية لا يُنْكِرُها أحَد ولهذا قال تعالى: (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )) الجواب: لا هذا ولا هذا، هم ما خُلِقُوا مِن غير شيء بل لا بد لهم مِن خالق، ولا خلقوا أنفسهم إذًا لهم خَالق وهو الله عز وجل، ولهذا لَمَّا سمِعَ جُبَير بن مُطْعِم هذه الآية وكان مِن أسرى بدر وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرَأ بالطور وصل هذه بالآية يقول: كاد قلبي يطير يعني عرفت أني على خطأ وأنَّ المشركين كلهم مُخْطِئُون (( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )) الجواب: لا هذا ولا هذا فيتعَيَّن أن يكون لهم خالِق، إذًا آياتُ الله عز وجل إما عقلية وإما سمعية محسُوسة، هنا مِن آياته الليل والنهار الآيات هذه محسوسة ولا عقلية؟ محسوسة كُلٌّ يعرف الليل والنهار وأنه لا يمكن لأحد أن يأتِي بهما.
من فوائد الآية الكريمة أنَّ الليلَ والنهار والشمسَ والقمر آياتٌ عظيمة ولهذا نصَّ الله عليهم والأمر كذلك هذه الشمس الكوكب العظيم الـمُنِير الحارّ لا يمكن لأي مخلوق أن يصنَع مثلها إطلاقًا، وقد بَيَّنَّا في أثناء التفسير وجهَ ذلك.
ومن فوائد الآية الكريمة النَّهْي عن السجود للشمس والقمر، لقوله: (( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر )) مع أنهما مِن آيات الله لكنَّها مخلوقة، والسجود إنما يكون للخالق، وننتقل مِن هذا إلى نقطَةٍ مهمة أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو أنَّ صفاتِ الله عز وجل ليسَت هي الله فلا يجُوزُ دعاء الصِّفَة ولا السجود لِصفات الله ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: مَن دعا صفة من صفات الله فإنه كافِر بالاتفاق، يعني لو قال قائل: يا رحمة الله ارحميني. كيف يا رحمة الله ارحميني؟ هل الرحمة شيء بائِن عن الله يستطيع أن يرْحَم أو لا؟ لا فإذا قلت: يا رحمة الله ارحميني معناه أنك جعلْتَ مع الله إلهًا آخر وهذا كفر، وكذلك لو قلت يا قُدْرَة الله أنقذيني هذا حرام شرك قل: يا الله بقدرتك أنقِذْني، ولا يرِدُ على هذا قوله: ( اللهم برحمتك أستغيث ) لأنْ ليس المعنى أنني أستغيث بالرحمة وكأني أعتقدُها شيئًا مستقِلًّا لكن المعنى التَّوَسُّل إلى الله تعالى برحمتِه كأنَّه يقول: يا رب أغثني برحمتِك فيجِب التنبُّه لهذه المسألة، ومن ذلك أيضًا من الخطأ في مثل هذا قول بعض الناس: شاءت قدرة الله. شاء القدر. هذا حرام لا يجوز، القدرة نفسها ليس لها مشيئة المشيئة لِمَن؟ لله عز وجل أما القدرة فليس لها مشيئة لأنها صفة صفةٌ في موصوف والشَّائِي والمختار هو الله عز وجل، أمَّا: اقتضت قدرةُ الله فهذا صحيح، يعني أنه من مُقْتَضَيَات القدرة كذا وكذا أما المشيئة فلا تكون إلا مِن شاءٍ له اختيار وهذا لا يمكن أن يكون مِن الصفة.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ مِن بلاغَة القرآن أنه إذا ذَكَرَ الحكم ذَكَرَ الدليلَ العقلي عليه لقوله: (( واسجدوا لله الذي خلقهن )) (اسجدوا لله) هذا واضح أمر شرعي لكن (الذي خلقهن) دليل كوني قدَرِيّ على أنَّ المسْتَحِقّ للسجود من؟ الذي خلق هذه الأشياء كيف تسجدون للشمس والقمر ولا تسجدوا لله الذي خلقَهن، ونظير ذلك قولُه تعالى: (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ))، ونظير ذلك قوله تعالى: (( فأما عاد فاستكبروا في الأرض وقالوا مَن أشد منا قوة )) قال الله تعالى: (( أو لم يروا أنَّ الله الذي خلقَهم هو أشدُّ منهم قوة )) لم يقل: أولم يروا أنَّ الله أشد منهم قوة بل قال: الذي خلقهم، ليدُلَّ بذلك دلالة عقلية واضحة أنهم دون الله تعالى في القدرة لأنَّ الله هو الذي خلقَهم وهذا مِن أساليب القرآن المعجِزَة التي تدُلُّ على أنَّه مِن لدُن حكِيم خبير.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة الردّ على عابدي الشمس والقمر لقوله: (( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله )) استنبط بعض العلماء من هذه الآية فائدة وهي مشروعية صلاة الكسوف قال: لأَنَّ الله قال: (( من آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر )) ولم يقل: لليل والنهار وذلك لأنَّ الشمس والقمر إذا تغيَّرَتَا فقد ينشَأُ في قلب عابدِهما أن يسجُدَ لهما كالتائب فقال: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) وهذا الاستنباط فيه شيء من البُعْد لكنه ليس يعني ممتَنِعًا أن يكون في ذلك إشارة إلى مشروعية صلاة الكسوف.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّه لا يمكن لإنسان يدَّعِي أنَّه يعبُد الله حقَّا أن يسْجُدَ لغَيْر الله لقوله: (( إن كنت إياه تعبدون )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة تحدِّي مَن أشرك بالله بأيِّ نوعٍ من الشرك أن يكون عابدًا حقًّا لله، فالمرائي مثلًا نقول: إنَّك لم تعبُد الله حقًّا لم تُفْرِدْه بالعبادة لأنك أردت بعبادتك التقرُّب إلى مَن؟ إلى المخلوقين ولهذا قال: (( إن كنتم إياه تعبدون ))
12 - فوائد قوله تعالى : (( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون )) .
ومن فوائدها كشْف تحدِّي هؤلاء الذين يعبدون غير الله بأنهم إذا عبدوا غير الله فلله مَن يعبد الله عز وجل.
ومِن فوائد الآية الكريمة ما استدَلَّ به بعضهم على أنَّ الملائكة أفضَل من البشر وعلَّلَ ذلك بأنَّ الملائكة ليس فيهم مُشْرِك لقوله: (( فالذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته )) وبنو آدم فيهم مؤمن وكافر، والجنس الذي ليس فيهم مشرك خيرٌ مِن الجنس الذي يكون فيه مشرك وموَحِّد، ولكن قد يُعارَضُ هذا الاستدلال فيقال: عبادة الجنس الذي فيه مُشْرِك وموحد أفضَل من عبادة جنسٍ ليس فيه مشرك، وذلك لِمَشَقَّةِ التوحيد في جِنسٍ فيه مشرك على الموحد، فيكون الموَحِّد من بني آدم أفضَل من الملائكة، لأنه عبَدَ الله في قوم لا يعبدون الله، أما الملائكة فكلهم يعبدُون الله ولا يستكْبِرُون عن عبادته، وهذه المسالة فيها خلاف بين أهل العلم وهو لكُلٍّ منهم أدلة لكنْ جمع شيخ الإسلام رحمه الله بين الأدلة فقال: الملائكة أفضَل باعتبار البداية وصالِحُو البشر أفضل باعتبار النهاية وهذا قولٌ لا بأس به جمْع بين الأدلة الدالَّة على التفضيل تفضيل الملائكة على البشر والبشر على الملائكة، ولهذا قال السَّفَّارِينِي رحمه الله:
وعندنا تفضيل أعيان البشر على ملائك ربنا كما اشتهر
قال -يعني الإمام أحمد-: ومَن قال سِوى هذا افترَى يعني مَن قال بغير تفضيل أعيان البشر على الملائكة فهو مُفتري، لكن الصواب يعني أن نقول كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما باعتبار البداية فالملائكة أفضَل، لأنهم خلقوا من نور ولا يعصُون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لكن بالنهاية يكون لِصالِحِي البشر من الثواب والأَجر والقُرْب من الله ما ليس للملائكة.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ للملائكة إرادة مِن أين يؤخذ؟
الطالب: (( يسبحون له ))
الشيخ : (( يسبحون له )) ولا تسبِيحَ إلا بإرادة ولا تسبِيحَ إلا بإرادة ومِن هنا نقفز إلى الفائدة الثانية وهي: أنَّ جميعَ المخلوقات من الأحجار والأشجار والأنهار والشمس والقمر والسماء والأرض لها إرادة، لأنَّها كلها تُسَبِّح الله (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومَن فيهن وإن مِن شيءٍ إلا يُسَبِّح بحمده )) وبهذا نرُدُّ على الذين قالوا: إن قوله تعالى: (( يريد أن ينقض )) يعني الجدار هذا مجاز لأنَّ الجدار ليس له إرادة، فيُقال: مَن قال لكم إنَّه ليس له إرادة بل له إرادة وميلُه يدُلُّ على أنه أراد ولقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في أحد: ( إنه يحبنا ونحبه ) والمحَبَّة أخَصُّ من الإرادة وأثبتَها الرسول صلى الله عليه وسلم للجبل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ بعض أهل العلم استَدَلَّ بها على عُلُوِّ الله وأنَّ الأشياء ليست كلُّها سواءً بالنسبة للقُرْبِ منه لقوله: (( فالذين عند ربك )) والعندية تقتَضِي القرب وأنَّ بعض المخلوقات إلى الله أقرَب مِن بعض، وهذا لا إشكال فيه، مَن يقول إنَّ مَن كان في الأرض السابعة السفلى هو في القُرْب إلى الله كالذي في السماء السابعة؟ لا أحَد يقول بهذا أما مِن جهة الإحاطة بالخلق فلا شكّ أنَّ القريب والبعيد عند الله على حدٍّ سواء، وأما من جهة الواقع فلا شك أنَّ مَن كان في السماوات أقرَب إلى الله ممن كان في الأرض ولهذا قال: (( فالذين عند ربك )) أقول إن بعض العلماء استدل بهذه الآية على عُلُوِّ الله وقال: نحن في الأرض والذين عند الله لا بد أن يكونوا في السماء، لأنَّه لولا علُوُّه لكنا نحن أيضًا عنده، فكونُه يقول: (( فالذين عند ربك )) يخاطب مَن في الأرض يدُلُّ على عُلُوِّ الله عز وجل، وهذا لا شك أنه استنباط جيد لكنَّا لسْنَا بحاجَةٍ إلى أن نـأتي بهذا الدليل الذي قد تخفَى دلالتُه على كثيرٍ من الناس وعندنا أدلَّة كثيرة واضحة على عُلُوِّ الله عز وجل: أدلة عقلية وأدلة سمعية وأدلة فطرية على عُلُوِّ الله، ولا أحد ينكِرُ عُلُوَّ الله عز وجل العُلُوَّ الذاتي إلا مخبُول غير عاقل وهو بين أمرين: إمَّا أنْ يقول بالحلول وإما أنْ يقول بالعدم، مَن أنكرَ عُلُوَّ الله فهو لا يخرج عن واحدٍ مِن أمرين: إما أن يقول بالحلول أو بالعدم، وفعلًا التزمُوا ذلك فالذين أنكروا علُوَّ الله انقسموا إلى قسمين: قسمٌ قال: إنَّ الله في كل مكان ولم يُنَزِّهِ الله عز وجل عن الحشوش والأقذار والأنتان والأسواق اللي فيها اللغو والكذب والغش وهذا -فيما أرى- كفرٌ صريح أنَّ مَن قال: إنَّ الله بذاته في كل مكان وهو كافر لو مات ما صَلَّيْتُ عليه ولا دعَوْتُ له بالرحمة لأنهَّ مكَذِّبٌ للقرآن وللأدلة العقلية ووَاصِمٌ لربِّه بكل عيب، ومنهم من يقول: إنَّ الله تعالى ليس داخِلَ العالم ولا خارِجَ العالم ولا متَّصِل بالعالم ولا مُبَاين ولا مُحَايِز ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال، بماذا وصف الله؟ بالعدم، وصف الله بالعدم، لو قيل لنا: صِفُوا المعدوم ما وصَفْناه بأكثر مِن هذا فيقال: أين هو؟ ما دام لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالعالم ولا منفصِل عن العالم ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال وين يروح؟ إلَّا العدم ولهذا لَمَّا قال ابن فَوْرَك لمحْمُود بن سَبَكْتَكِين رحمه الله: إني لا أقول إنَّ الله فوق العالم ولا تحت إلى آخره وذكَر هذه الأسْلُوبَات قال: بَيِّن لنا الفرق بين وُجود ربِّك وعدَمِه أو كلمةً نحوها، يعني معناه أنك إذا وصَفْتَ الله بهذه الأوصاف فهذا هو العدَم تمامًا، على كل حال تقْرِير أنَّ الله تعالى في السماء يعني العُلُوّ الذاتي أمْرٌ لا إشكالَ فيه، والعجب أنك تأتي العجوز التي لم تدْرُس ولم تفْهَم ولم تعْلَم وتسألها: أين الله؟ تقول: في السماء. إلا إذا كان الأمر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسَانه ) إلا إذا كانت عائِشَةً بين قوم يُنكِرُون العُلُوّ فربما تُنْكِر بناءً على أنَّ البيئة تُغَيِّر، أما لو أتَيْنا إلى إنسان من حيث الفطرة لرَأَيْنَاه لا يشُكّ في أنَّ الله في السماء، ولذلك أفحَم الهمَدَانِي رحمه الله أفحَم أبا المعالي الجويني حين كان أبا المعالي الجويني يُنكِر استواء الله على العرش ويقول: إنَّ الله تعالى كان ولا عرش وهو الآن على ما كان عليه. يريد أن ينكر استواءه على العرش، استواء الله على العرش دليلُه عقلي ولَّا سمعي؟ سمعِي يعني لولا أنَّ الله أخبرَنا أنَّه استوى على العرش ما علِمْنَا، بخلاف العُلُوّ، العُلُوّ دليلُه عقلِي وسمعي وفطري وأمَّا هذا فدليلُه سمعي، قال له الهمداني رحمه الله قال له: يا شيخ دعْنَا مِن ذِكْر العرش أخبِرْنا عن هذه الضرورة فما قال عارِفٌ قَطُّ: يا الله! إلا وجدَ من قلبه ضرورة بطَلَب العلو، "ما قال عارف" هذي كلمة (عارف) اصطلاح صوفي: العارف عندهم هو العالم الواسع العلم العابِد الكثير العبادة، ما قال عارِفٌ قَط: يا الله! إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو. صحيح هذا ولا لا؟
الطالب: صحيح
الشيخ : أي إنسان يقول: يا الله! يجد قلبه يتَّجِه إلى السماء، فصرخ أبو المعالي وجعل يضرِب على رأسه يقول: حيَّرَني الهمداني حيَّرَني عجَز أن يرُدَّ على هذا، فنحن نقول: هو الحمد لله إنَّ العلو أمْرٌ لا غُموضَ فيه ولا إشكالَ فيه ولا ينكرُه إلا شخص مغْموص -والعياذ بالله- بالبدعة ونحن نرى أنَّه كافر وأنه لا تنفَعُه صلاة ولا صدقة ولا صيام ولا حجّ ولو مات ما صلَّيْنا عليه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَّ الملائكة مستغْرِقُون الزمنَ كلَّه في العبادة لقولِه: (( يسبحون له بالليل والنهار )) والباء وإن جاءت بمعنى الظرف بمعنى (في) التي هي الظرفية لكن فيها نوع مِن الدلالة على الاسْتِيعَاب كما قال الله تعالى في آية أخرى: (( يسبحون الليل -شوف- يسبحون الليلَ والنهار لا يفترون )).
ومن فوائد الآية الكريمة بيانُ قوة الملائكة لقوله: (( وهم لا يسئمون )) أي لا يمَلُّون ولا يتعَبُون مما يدُلُّ على قوتهم، والأدلة على قوتهم كثيرة منها قصة سليمان عليه الصلاة والسلام حين جاءه الهدهد بخبر
الطالب: سبأ
الشيخ : لا أحد يتكلم ياخي أنا أعرف أنه سبأ أو غير سبأ، حين جاءه الهدهد بخبر ملِكَة سبأ أنَّ لها عرشًا عظيمًا فقال سليمان: (( أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين )) فـ(( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك )) وكان له وقت محدد يقوم فيه (( وإني عليه لقوي أمين )) جِنِّي يبي يجيبه من أقصى اليمن إلى الشام وهو واحِد، نعم ويقول: (إني عليه لقوي). يؤكد قوَّتَه (أمين) لن أخُونَ فيه (( قال الذي عنده علْمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرْتَدَّ إليك طرفُك )) الله أكبر! في الحال وجدَه أمامه (( فلما رآه مستقِرًّا عندَه قال هذا مِن فضل ربي )) والفاء تدل على ايش؟ الترتيب والتعقيب ثم قال: (( فلما رآه مستقرا عنده )) ولم يقل: فلما رآه عندَه، مستقِرًّا كأنه وُضِع في هذا المكان مِن سنوات مُسْتَقِر، نعم قال: (( هذا من فضل ربي )) الآن حضر مِن هناك بلحظة يعني كأنَّ العرش مثلًا على يمينك فنقلْته عن يسارك بل أشَدّ، قال أهل العلم: لأنَّ هذا دعَا الله عز وجل فحملَتْهُ الملائكة والملائكة أقوى مِن الجِنّ وهذا لا شَكَّ فيه أنهم أقوى من الجن، نعم (( وهم لا يسئمون )) ثم قال: (( ومن آياته )) إلى آخره
13 - فوائد قوله تعالى : (( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون )) . أستمع حفظ
من الأفضل هل هم الملائكة أم المؤمنون .؟
الشيخ : الملائكة أفضل من حيث البداية، لأنهم خُلِقُوا مِن نور وامتثَلُوا أمر الله وليس فيهم مَن يسْتَكْبِر عن عبادة الله، لكن في النهاية يكون مآل البشر أفضَل حتى الملائكة عملُهم في يوم القيامة أنهم يَدْخُلُون عليهم مِن كل باب يهنِّئُونهم يقولون: سلامٌ عليكم بما صبرْتُم ولا ينالُون مِن النعيم مثل ما يناله المؤمنون.
الطالب: ...
الشيخ : لا لا، على سبيل العموم لا
الطالب: ... صالحي البشر
الشيخ : .. صالحي البشر ما يمكن حتى صالحي البشر الجنس هذا فيه الكافر والمؤمن نعم
ما حكم قول : نشكر فضل الله .؟
الشيخ : اذكُر الآن عشان نعرف.
الطالب: نحمِد الله ونشكر فضله.
الشيخ : أي طيب أليس الله تبارك وتعالى يقول: (( اشكروا نعمة الله ))؟
الطالب: نعم.
الشيخ : والمراد نعمة الله المخلوقة ما هي الصفة يعني: ما أنعَم الله، كذلك أشكُرُ فضل الله ليس معناه إني أجعَل هذه الصفة مشْكُورة لكن هذا الفضل الذي مَنَّ الله به عليّ أشكر الله عليه.
الطالب: يعني جائزة هذه العبارة؟
الشيخ : ما فيها شيء. نعم
الطالب: قوله يا شيخ: (( بالليل والنهار )) ... علماء البصرة الذين ينكرون .. الحروف ... كيف تجيبون على مثل هذه الآيات؟