تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الذين كفروا بالذكر )) القرآن (( لما جاءهم )) نجازيهم (( وإنه لكتاب عزيز )) منيع .
وقوله: (( عزيز )) قال المؤلف: " منيع " ولا شك أنَّ (منيع) من معاني (عزيز) ولكن هي أعمّ مما قال المؤلف (عزِيز): بمعنى منيع أي يمتَنِع أن ينالَه أحد بسوءٍ إلا فضحه الله، الثاني: (عزيز) بمعنى غالب فالقرآن لا شكَّ أنَّه غالب على غيرِه، لقول الله تعالى: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لِيُظهِرَه على الدين كله )) فهو غالبٌ لكل شيء، إذًا هو ممتنع أن ينالَه أحدٌ بسوءٍ إلا فضحَه الله، والثاني: أنَّه غالِب ولهذا لَمَّا كانت الأمة الإسلامية متمَسِّكَةً به كانت غالبةً هدَّت عروش كسرى وقيصر وغيرِهما من الجبابرة وفُتِحَ به مشارق الأرض ومغاربها، فلما تولَّت عنه الأمة الإسلامية حُرِمت مِن هذا الخير العظيم الذي هو العزة والغلبة والقهر
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( إن الذين كفروا بالذكر )) القرآن (( لما جاءهم )) نجازيهم (( وإنه لكتاب عزيز )) منيع . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) أي ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده (( تنزيل من حكيم حميد )) أي الله المحمود في أمره .
(( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلفِه تنزيلٌ مِن حكيمٍ حميد )) (( تنزيل )) هذه خبر مبتدأ محذوف، ويجوز أن يكون خبر ثاني لقوله: (( وإنه )) ثاني ولَّا ثالث؟ ثالث (لكتابٌ) (عزيز) صفة لـ (كتاب)، (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) هذه يجوز أن تكون صفةً لـ(كتاب) أيضًا وعلى هذا فيكون (تنزيل) خبرًا ثانيً، ويجوز أن تكون خبرًا ثانيا أي: (لا يأتيه الباطل) خبرًا ثانيا لـ(إنَّ) وعلى هذا فتكون (تنزيلٌ) خبرًا ثالثًا، ويجوز أن تكون (تنزيل) خبر لمبتدأٍ محذوف والتقدير: هو تنزيلٌ من حكيمٍ حميد ولعلَّ هذا التقدير أولى، لأنَّه يدُلُّ على أنَّ الجملة استئنافية لبيان عظَمَةِ هذا القرآن، قال: (( تنزيل )) أي مُنَزَّلٌ من حكيم حميد، فإذا فسَّرْنا (تنزيل) بأنه منَزَّل صار المصدر بمعنى إيش؟ يا جماعة هنا النحو إذا فسَّرْنا (تنزيل) بـ(مُنَزَّل) صار المصدر هنا بمعنى اسم المفعول، والمصدر يأتي بمعنى اسم المفعول وبمعنى اسم الفاعل والذي يُعيِّنُ ذلك هو السياق، (( تنزيلٌ من حكيم حميد )) (حكيم) أي ذي حِكْمَة وذي حُكْم فالحكم لله والحكمة في أحكامِه عز وجل فالربُّ عز وجل مُتَّصِف بالحكم الذي لا مُعقِّبَ له بالحكمِ النافذ الذي لا مانِع له وفي الدعاء المأثور ( لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعْت ) أيضًا هو مُتَّصِف بالحكمة كلُّ أحكامه حكمة، إن نظرتَ إلى الأحكام القدرية وجدتها في غاية الحكمة، وإن نظرتَ في الأحكام الشرعية وجدتها كذلك في غاية الحكمة فهو عز وجل حاكِم وذو حِكْمة كم مِن حاكم لا حكمَةَ له؟ وكم مِن حكيمٍ لا حُكْم له؟ كثيرٌ مِن الرجال حكماء عقلاء ولكن ليس عندهم حكم، لا يستطيع أن يحكُم ولا على امرأتِه، وكم مِن إنسان حاكِم ذو سُلطة قوي ولكن ليس عنده حكمة؟ أمَّا الرب عز وجل فهو حاكم حكيمٌ، وبدأ بذكر الحكيم قبل الحميد، لأنَّ الحمدَ مُفَرَّع على الحكمة فإنَّ الحكيم يكون محمودًا قال المؤلف: " أي الله المحمود " يعني كأنه يقول: المراد بالحكيم الحَمِيد هو الله وقوله: " المحمود " أشار إلى أنَّ فعيلًا هنا بمعنى مفعول، في اللغة العربية تأتي فَعِيل بمعنى فاعِل وفَعِيل بمعنى مفعول فإذا قلت: فلان جرِيح. بمعنى مجروح، وإذا قلت: فلان سميع. بمعنى سامع، فهي في اللغة العربية تأتي بمعنى فاعل وبمعنى مفعول، هنا فسَّرَها المؤلف بمعنى محمُود، طيب لكن هل هذا التفسير قاصر؟ الجواب: نعم فيه قصور، لأنَّ حميدًا هنا بمعنى فاعل وبمعنى مفعول فهو محمود وهو أيضًا حامِد، أليس الله تعالى يُثنِي كثيرًا على المؤمنين وعلى الرُّسل وعلى مَن شاء من عباده؟ هذا حمْد، يعني وصْف هؤلاء المخلوقين الذين أثنَى الله عليهم هو حمدُهم في الواقع، إذًا فيكون (حميد) الأخ؟
الطالب: بمعنى فاعل ومفعول
الشيخ : بمعنى فاعل ومفعول: بمعنى مفعول أي: أنه محمود وبمعنى فاعل أي: أنه حامد انتبهوا! والمؤلف رحمه الله في تفسيرِه قصُور.
(( تنزيل من حكيم حميد ))
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) أي ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده (( تنزيل من حكيم حميد )) أي الله المحمود في أمره . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ هذا القرآن ذِكْرٌ، سماه الله ذكرًا، لِمَا ذكرناه في التفسير.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ هؤلاء كذَّبُوا بالذكر بعد أن جاءَهم وتحقَّقُوه وعرفوا ومعلوم أنَّ المكَذِّبَ بالشيء بعد أن يتحَقَّق لديه أشَدُّ إثمًا ووبالًا ممن كذَّب في أمرٍ مشْتَبِهٍ عنده، يُؤخذ هذا مِن قوله: (( لَمَّا جاءهم )).
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ هذا القرآن عزيز غالب لا أحدَ يناله بسوءٍ إلا فضحه الله ولا أحد يقوم أمامه إلا كان مهزومًا مغلوبًا، ووصَفَ اللهُ تعالى القرآن بأنَّه عزيز وبأنه مجيد وبأنه كريم وبأوصاف متعددة مما يدل على عظَمَةِ هذا القرآن.
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة: أنَّ مَن تمسَّكَ بالقرآن فله العزة، وجهُه: أنَّه إذا كان القرآن عزيزًا فلابد أن ينَال العزةَ مَن تمسك به وإلا لكان القرآن غيرَ عزيز ويدُلُّ لهذا قوله تعالى: )) ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقون لا يعلمون )).
فوائد قوله تعالى : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )) .
الطلبة: النفي
الشيخ : أي نعم النفي، إذًا ما الذي تضمَّنَتْه مِن الإثبات؟ نقول: إذا انتفَى الباطل عنه مِن كلِّ وجه من بين يديه ومن خلفه لَزِم مِن ذلك أن يكون حقًّا مِن كل وجْه، نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ القرآن كلامُ الله يؤخذ من قوله: (( تنزيل من حكيم حميد )) وجهُ كونِه كلامَ الله أنَّ القرآن صفة ليس عينًا مستقِلَّة منفصِلَة فإذا كان صفة وذكَرَ الله أنه نزَلَ منه لزِمَ أن يكون كلامَه، أما لو كان الشيء الذي ذكر اللهُ أنَّه أنزَلَه شيئًا مُعَيّنًا منفَصِلًا عن الله فهذا لا يدُلّ على أنَّه مِن صفاتِ الله (( أنزل من السماء ماء )) هذا الماء مخلوق ولَّا من صفات الله؟ مخلوق، (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) مخلوق، لأنه شيء منفصل عن الله، (( وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافِعُ للناس )) مخلوق، طيب لكن إذا جاء التنزيل أو الإنزال في أمْرٍ هو صِفَة فإنه لا يمكن أن يكون مخلوقًا بائنًا عن الله بل هو صفةٌ مِن صفات الله.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ عُلُوِّ الله وجْهُ ذلك أنه قال: (( تنزيل من حكيم )) وإذا كان تنزيلًا منه لزِم أن يكون فوق عزَّ وجل وهو كذلك، وقد ذكرنا كثيرًا وذكرَ غيرُنا أيضا أنَّ عُلُوَّ الله تعالى ثابتٌ بالأدلة كلِّها وهي: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفِطْرة كلُّها متَّفِقَة على عُلُوِّ الله.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ هذين الاسمين لله عز وجل وهما: الحكيم والحميد وإثبات ما تضَمَّنَاه من المعاني والصفات، (الحكيم) تضَمَّن صفَتَيْن عظيمتين الأَخ؟ اللي وراك يلَّا أنت؟ (الحكيم) تضَمَّنَ صِفتَين عظِيمَتَيْن هما؟ يلَّا ياخِي؟ أي هاللي وراك هذا التفت ... يلَّا اش يقول؟ يلَّا يا أمين، الجسم حاضر والقلب غائِب يا أمين
الطالب: أنا؟
الشيخ : أنت اي، ... الحكيم تضمن صفتَين عظيمتين مِن صفات الله ما هما؟
الطالب: .. حكيم حاكم
الشيخ : يعني حكيم من الحكمة وحكِيم من الحُكْم فهو حاكمٌ ذو حكمة، طيب ذكرنا في التفسير أنّ مِن الناس مَن هو حكيمٌ وليس بحاكِم، ومِن الناس مَن هو حاكم وليس بحكيم، ومِن الناس مَن ليس بحاكم ولا حكيم، ومِن الناس مَن هو حاكمٌ حكيم فالأقسام إذًا أربعة.
طيب من فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنه لا يجوز لأحد أن يُشَرِّعَ شرعًا مِن عنده، يلَّا يا فؤاد مِن أين تأْخُذ هذا؟
الطالب: ......
الشيخ : خطأ
الطالب: حكيم حميد؟
الشيخ ما هي ترى الآية كلها ما يصلح،
الطالب: بقوله: (حكيم)
الشيخ : بأي المعنيين مِن حاكم ولَّا حكمة؟
الطالب: مِن حاكم.
الشيخ : من حاكم أحسنت، لأنَّ مِن الحُكم الحكم بين الناس، الحكم إما أن يكون حكمًا في الناس وإمَّا أن يكون حكمًا بين الناس، فلا يجوز لأحد أن يحكمَ بين الناس إلَّا بما أنزل الله، لأن الحكم لله عز وجل (( إن الحكم إلا لله )) واضح؟ ولكن الحكم لله هل لنا أن نتجاوَزَ حدَّ الله عز وجل في الحكم على أحدٍ بالفسق أو البدعة أو الكفر أو الإيمان وصحة العقيدة إلَّا بدليل من الشرع؟ لا يجوز لنا إلَّا بدليلٍ من الشرع، يعني ليس لنا أن نقول: هذا كافر هذا فاسق هذا مبتدع هذا مؤمن هذا سليمُ العقيدة إلا إذا عرَضْنا ما عليه على الكتاب والسنة، وإلا فلو اتَّبَع الحق أهواَهم لفسدَتِ السماوات والأرض ومَن فيهن.
من فوائد الآية الكريمة: أنَّ الله تعالى محمود، محمود بناءً على إيش؟
الطالب:... هذا اسم فاعِل
الشيخ : خطأ، ..... سبق لسان، طيب إذًا على أنَّ (حميد) من اسم مفعول طيب
هل الله عز وجل يحمد على كل حال .؟
الطالب: ......
الشيخ : أولًا: نحمَدُه لأن نعلم أنه ما قدَّر هذا إلا لحكمة لا شك. ثانيًا: أن ما يترتَّب على هذه الضراء من المصالح العظيمة يقتضي أن يُحمَد الله عليها أليس كذلك؟ الإنسان إذا أصابته الشوكة وتألَّم بها ماذا يحصل له؟ يُحَطُّ عنه من خطيئته خطيئتُه مُثقِلَة عظيمة مُخزِيَة في الآخرة والشوكة ليست مؤلِمَةً إلى ذاك وليست ظاهرة للناس ومع ذلك يُكفَّر بها مِن سيئاته، ولهذا قيل لبعض العابدات لما أُصِيب أَصْبُعُها ولم تتألم ولم تتأثَّر ولم تحزن قالت: إن حلاوةَ أجرها أنستْنِي مرارةَ صبرِها، كلمة عجيبة الصوفية لهم كلماتٌ عجيبة في العبادة والأخذ باللب، إنَّ حلاوةَ أجرِها أنستْنِي مرارَةَ صبرِها لأنَّ الأجر أعظَم من المصيبة فإذًا حتى ما يُصيب الإنسان مِن الضَّرَر فإنَّ الله تعالى محمود عليه لأنه لِحكمَة لا شك والإنسان عبدُ الله عز وجل يفعَل به ما شاء ولأنَّ العاقبة حمِيدة، طيب هل يُحمَد الله تعالى على وُجُود الكافرين؟ الأخ!
الطالب: .....
الشيخ : ما يُحمَد؟ أعوذ بالله يا شيخ لا حول ولا قوة إلا بالله، استغفِرِ الله، إيش؟ فَكِّر، نعم.
الطالب: نعم يا شيخ يحمد ذلك لأنه شرعَ لنا جهادَهم والشهادة في سبيله فندخل الجنة ...
الشيخ : إي لولا وجود الكافر فهل يُعرَف المؤمن؟ وهل الإنسان يعرِف قدرَ نعمة الله عليه إذا لم يكن هناك كافر؟ ما يعرف قدرَ نعمة الله، وهل يُقام علمُ الجهاد؟ وهل يبقى للنار أحد؟ لا بد، لكن هنا مسألة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابَه يعني شيئًا يسوئُه لا يقول: الحمد لله على الضراء أو على كذا يقول: الحمد لله على كل حال، وهذه المسألة ينبغي أن تنتَبِه لها أنت إذا أصابتك السراء تقول: الحمد لله الذي بنعمتِه تتم الصالحات، إذا أصابتك الضراء: تقول الحمد لله على كل حال، وبهذا نعرف خطأَ مَن يقول: الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه. هذا غلط، لأنَّ هذه العبارة تُنبِئ عن تَأَزُّم نفسي وعن كراهة لِمَا قدَّر الله عز وجل على الإنسان ثم إن فيها تضَادّ: مكروه وحمد. هذا غير مستقيم، ثم إنَّ فيها أيضًا مخالفة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: الحمدُ لله على كل حال. ولا يذكر المكروه ولا يُشعِر بأنه متَأَذٍّ منه، الحمد لله على كل حال فأنت إذا أُصبْت بسراء فقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن شئت فعَيِّن: الحمد لله الذي رزقني ولدًا الحمد لله الذي رزقني نجاحًا الحمد لله الذي رزقني مالا وما أشبه ذلك لأن هذا خير والثناء عليه واضح، لكن الأمور المكروهة تقول: الحمد لله الذي أمرضني؟ لا، ماذا تقول؟ الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي أصابني بمصيبة بفقد أبي أو أخي أو عمي؟ لا، تقول: الحمد لله على كل حال، وإن شئت فقل: الحمد لله على ما قدَّر لأن هذه بمعنى على كل حال.
من فوائد الآية الكريمة: أنَّ الربّ عز وجل كامِلُ العدل بحيث يَحْمَد مَن يستَحِقُّ الحمد كما أنه يُحْمَد لأنَّه أهلٌ للحمد، بناء على إيش؟ على أنَّ (حميد) بمعنى حامِد نعم.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ جميعَ ما في القرآن مطابِقٌ للحكمة تمامًا مِن تحليلٍ أو تحريمٍ أو إيجابٍ أو إطلاق ليش؟ وجهُه لأنَّه نزَلَ مِن حكيمٍ حميد، والنازل من حكيم لابد أن يكون مشتمِلًا على الحكمة والله الموفق
هل يأخذ من اسم الحكيم صفة الإحكام .؟
الشيخ : لا، الإحكام هو الحكمة، الحكمَة إحْكَام.
الشيء المنزل إذا كان عينا قائمة بنفسها هل التنزيل بمعنى الخلق .؟
الشيخ : هي بمعنى الخلق بل هي أدَق من الخلق، لأنَّ هذه الأشياء لولا أن الله سخَّرَها ما استطعْنا أن نُسَيْطَر عليها فهذا يدل على نوع من التسخير: أنزلَها من علياء إلى أسفل حتى تكون مسَخَّرَة للخلق نعم
هل الهادي من أسماء الله .؟
الشيخ : على تفسير قوله تعالى: (( ولكل قوم هاد )) إذا فسَّرَنا المعنى هو الله صح.
قولنا الله خالق كل شيء هل يدخل فيه الشر مع أنه لا ينسب إليه .؟
الشيخ : أي نعم، الله عز وجل خالق كل شيء ولهذا جاء في الحديث ( تؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه ) لكن لا تنْسِب الشرَّ إلى الله لأن الله لم يقَدِّر هذا الشر إلا لخير، فالشرُّ إذًا في مفعوله لا في فعلِه صح؟ أنت فاهم هذا ولَّا لا؟ فاهم الفرق؟ .. أنا أقول: الشر في مفعوله لا في فعله، فاهمين هذا؟ مثلًا إذا قدَّر الله عز وجل على الناس مرضًا الشَّرّ في نفس المرض لكن في كون الله قدَّره لا شَر هو الخير، لأنه مِن أكبر ما يكون مِن مصالح: الأمراض مثلًا تكفير السيئات، ومنها أنَّ الناس يرجعون إلى الله عز وجل (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))[الروم:41]، ومنها أنَّ الإنسان يعرِف قدْرَ نعمة الله عليه بالعافية الإنسان مثلًا نحن الآن لا نعرف يعني لا نعرف قدْر النعمة التي أنعم الله بها علينا في النَّفَس والحركة وما أشبه ذلك لكن لو يُصاب الإنسان منا بضِيق نفس عرَف قدْر نعمة الله بالنفس، لو يصاب الإنسان منا بتعب في أعضائه يتكَلَّف مِن الحركة عرف قدْر نعمة الله عليه، فهمت؟ ولهذا قيل: وبضدِّها تتبين الأشياء نعم
ما صحة الدعاء المشهور : ( إلى من تكلني إلى بعيد ... ) .؟
الشيخ : ما أدري والله، ما أعرِف نعم
هل الطبيب اسم من أسماء الله وكذلك النظيف .؟
الشيخ : هذا ورد عن أبي بكر أنه قال: إنَّ الطبيب رآني فقال إني أفعَل ما أريد وهذا لا بأسَ به في مقام الخبَر لكن التسمية لا،
الطالب: النَّظِيف؟
الشيخ : النَّظيف ورد حديث أيضًا في هذا
قراءة الآيات القرآنية .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى:
التعليق على تفسير الجلالين : (( ما يقال لك )) من التكذيب (( إلا )) مثل (( ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة )) للمؤمنين (( وذو عقاب أليم )) للكافرين .
(( إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم)) هذه الجملة فيها عرْضٌ للمكذبين أن يؤمِنوا فإن لم يؤمنوا فقد تعرَّضُوا للعقاب، عرْضٌ أن يؤمنوا لقولِه: (( إن ربك لذو مغفرة )) {تقدم ياللي على العمود تقدَّم مع الناس } (( إن ربك لذو مغفرة )) يعني كأنه يقول: فآمنوا يُغفَر لكم وهذا كقوله تعالى: (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ))، (( وذو عقاب أليم )) يعني: إن لم يؤمِنوا ففيه ترغيب وفيه ترهيب: الترغيب في قوله: (( لذو مغفرة )) والترهيب: (( لذو عقاب أليم )) والعقاب هو الانتقام والأليم بمعنى المؤلِم، وفعيل تأتي بمعنى مُفعِل كثيرًا في اللغة العربية كما قال الشاعر:
أمِن ريحانَةَ الداعي السميع يؤَرِّقُني وأصحابي هجوع
السَّميع يعني الـمُسمِع
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ما يقال لك )) من التكذيب (( إلا )) مثل (( ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة )) للمؤمنين (( وذو عقاب أليم )) للكافرين . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم )) .
ومن فوائدِها أنَّ سنة الله تعالى واحدة فالمكَذِّبُون قولُهم واحد وفعلُهم واحد كقوله: (( إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )).
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات صفةُ المغفرة لله عز وجل وهي ستْر الذَّنب والتجاوز عنه، هذه المغفرة.
ومن فوائدها: إثباتُ شدَّةِ عقابه لقوله: (( وذو عقاب أليم )).
ومن فوائدها: رحمة الله بالعباد حيث يعرِض عليهم مُوجَبُ التوبة حتى لا يتمادَوْا في معصيته لقوله: (( إن ربك لذو مغفرة )).
ومن فوائدها: أنَّ هذا القرآن مثاني فإذا ذُكِر فيه جانب الترغيب ذُكِر معه جانب الترهيب لئَلَّا تطمَعَ النفس وتغلُوَ في الطَّمع فتأمَنَ مِن مكرِ الله فيجمَع الله تعالى بين هذا وهذا لئلا يطمَعَ الإنسان في الفَضْل فيأمَنَ مِن مكر الله، ولئَلَّا يخاف فيقْنَط من رحمة الله وعلى هذا فيكون سيْرُه إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: " ينبغي للسائر إلى الله عز وجل أن يكون خوفُه ورجاؤُه واحدًا فأيُّهما غلَب هلك صاحبه " وقال بعضهم: " ينبغي أن يكون الخوف والرجاء للإنسان كجناحي الطير إن انهزَع أحدهما سقط الطير " فيكون الرجاء والخوف واحدا متساويًا ترجو وتخاف ولهذا قال: (( يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ))، وفصَّل بعض أهل العلم فقال: " ينبغي للإنسان إذا عمِل الحسنات أن يكون جانبُ الرجاء في حقِّه أرجح، لأن هذا من إحسان الظن بالله " ووجهُه أنَّ الله لَمَّا وفقك للعمل فإنه قد وعدَك بالثواب، ولَمَّا وفقك للدعاء فقد وعدك بالإجابة، فعليه إذا فعلْتَ الخير فغلِّب جانب الرجاء، وإن فعلْت الشر أو هممْتَ به فغلِّب جانب الخوف ليردَعَك الخوف عن التمادي في الشر أو عن مواقعة الشر، هذا تفصيل، تفصيلٌ آخر بعضُهم سلك منحًى آخر وقال: في حال الصحة ينبغي أن يغَلِّب جانب الخوف، لأنَّ الصحيح الإنسان الذي قد أعطاه الله صِحَّةً ببدنه وعقله ربما يتمادى في الشر ولا يبالي، وإذا كنت في المرض فغلِّب جانب الرجاء لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحسِن الظنَّ بربِّه ) لأنَّ الله تعالى عند حُسْنِ ظَنِّ عبدِه به، والذي ينبغي أن يقال: إنَّ الإنسان طبيبُ نفسه فإذا خاف من نفسه التمادي في المعاصي والتهاون بالطاعات فليُغَلِّب جانب الخوف، وإن خاف من نفسِه الزُّهُوّ والخُيَلَاء والأمْن مِن مَكْر الله فليُغَلِّبْ جانب الخوف فالإنسان في الحقيقة طبيبُ نفسه
14 - فوائد قوله تعالى : (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو جعلناه )) أي الذكر (( قرءانا أعجميا لقالوا لولا )) هلا (( فصلت )) بينت (( ءاياته )) حتى نفهمها ؟ (( أ )) قرآن (( أعجمى و )) نبي (( عربى )) ؟ استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة الثانية وقلبها ألفا بإشباع ودونه (( قل هو للذين ءامنوا هدى )) من الضلالة (( وشفاء )) من الجهل (( والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر )) ثقل فلا يسمعون (( وهو عليهم عمى )) فلا يفهمونه (( أولئك ينادون من مكان بعيد )) أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به .
قال: (( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى )) نسأل الله العافية (( والذين لا يؤمنون )) مبتدأ (( في آذانهم وقر )) مبتدأ وخبر، والجملة خبر المبتدأ الأول الذي هو (والذين) يعني كأنه قال: هو للذين آمنوا هدى وشفاء وأما الذين لا يؤمنون ففي آذانهم وقر، لا يؤمنون بإيش؟ لا يؤمنون بالله ولا بالرُّسل ولا بالكتب هؤلاء في آذانِهم وَقْرٌ أي ثِقَل لأنَّ الوقْر بمعنى الحِمْل الثقيل قال الله تعالى: (( فالحاملات وقرا )) يعني السَّحاب تحمِل الماءَ الكثير، فعلى هذا يكون في آذانِهم وقر أي ثِقَل وصَمَم فلا يسمعون والعياذ بالله، (( وهو عليهم عمى )) فلا يبصرون فصارَت منافذ الفهم عند غير المؤمنين مسدودة، لا يسمعون ولا يبصرون فلا يصِل هدى القرآن إلى قلوبهم، (( وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد )) فإذا قال قائل: كيف يكون الكلام الواحد لقوم هدى وشفاء ولآخرين عمًى وضلالة؟ قلنا: هذا بحسب ما في القلب
15 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو جعلناه )) أي الذكر (( قرءانا أعجميا لقالوا لولا )) هلا (( فصلت )) بينت (( ءاياته )) حتى نفهمها ؟ (( أ )) قرآن (( أعجمى و )) نبي (( عربى )) ؟ استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة الثانية وقلبها ألفا بإشباع ودونه (( قل هو للذين ءامنوا هدى )) من الضلالة (( وشفاء )) من الجهل (( والذين لا يؤمنون في ءاذانهم وقر )) ثقل فلا يسمعون (( وهو عليهم عمى )) فلا يفهمونه (( أولئك ينادون من مكان بعيد )) أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به . أستمع حفظ