تفسير سورة الشورى-01b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد قوله تعالى : (( كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم )) .
عزته وغلبته مبنية على الحكمة، عزة المخلوق قد توجب أن يتصرف تصرفا سفيها كما في قوله تبارك وتعالى: (( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم )) فهنا صار له عزة لكنها لم تنفعه لأنها ليست مقرونة بالحكمة، كذلك أيضا حكمة الله عز وجل مقرونة بعزته، لأن الحكيم قد يكون خوارا ليس عنده غلبة فيفوته شيء كثير ويفوته الحزم من أجل أنه يقول: إن ذلك هو الحكمة، لكن حكمة الله عز وجل مقرونة بعزته، ولهذا نحن نستفيد الآن من قرن الأسماء بعضها ببعض نستفيد بذلك معنى زائدا على ما نستفيده من مجرد الاسم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشرائع التي أوحيت إلى الرسول عزة وحكمة قال الله تبارك وتعالى: (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) وقال الله تعالى: (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) فمن تمسك بهذه الشرائع نال الأمرين جميعا وهما العزة والحكمة والحكم أيضا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشرائع التي أوحيت إلى الرسول عزة وحكمة قال الله تبارك وتعالى: (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) وقال الله تعالى: (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) فمن تمسك بهذه الشرائع نال الأمرين جميعا وهما العزة والحكمة والحكم أيضا .
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم )) .
الشيخ : نعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق لنا أن سورة الشورى فيها اسمان: شورى والشورى طيب.
الشيخ : هل هي مكية أو مدنية ؟ مكية، ما هو المكي وما هو المدني ؟ ما نزل بمكة قبل الهجرة يعني قيدين، ما نزل قبل الهجرة، والمدني ؟ ... ولو في مكة، هل تحفظ شيئا نزل بمكة بعد الهجرة ؟ قوله تعالى: (( اليوم أكملت لكم )) أين نزلت هذه ؟ بعرفة، بارك الله فيك. طيب.
الشيخ : استثنى المؤلف من هذه السورة آيات أربع، فما رأيك ؟
الطالب: نطالبه بالدليل.
الشيخ : نطالبه بالدليل على هذا الاستثناء لأن الأصل أن السورة المكية جميع آياتها مكية وأن السورة المدنية جميع آياتها مدنية، فمن ادعى خلاف الأصل فعليه الدليل.
الشيخ : طيب قوله تبارك وتعالى: (( حم عسق )) ما تقول فيها ؟
لا الحروف الهجائية أحسن من قولنا الحروف المقطعة، لأنها قد تكون حرفا واحدا مثل ن ص، فيها خلاف والراجح ؟
الشيخ : ما هو ا لدليل على رجحان هذا القول في اللغة العربية ؟
... هذا واحد، وجه آخر أن الله أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء، ولو قلنا: هذه ليس لها معنى معروف، صار يعني أن في القرآن ما لا يعلم معناه وهذا ينافي قوله تعالى: (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) وقوله تعالى: (( ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )).
الشيخ : الحكيم قال المفسر: في صنعه، فما رأيكم ؟ فيه قصور، الصواب أن الحكيم في صنعه وشرعه تماما.
الشيخ : هل هي مكية أو مدنية ؟ مكية، ما هو المكي وما هو المدني ؟ ما نزل بمكة قبل الهجرة يعني قيدين، ما نزل قبل الهجرة، والمدني ؟ ... ولو في مكة، هل تحفظ شيئا نزل بمكة بعد الهجرة ؟ قوله تعالى: (( اليوم أكملت لكم )) أين نزلت هذه ؟ بعرفة، بارك الله فيك. طيب.
الشيخ : استثنى المؤلف من هذه السورة آيات أربع، فما رأيك ؟
الطالب: نطالبه بالدليل.
الشيخ : نطالبه بالدليل على هذا الاستثناء لأن الأصل أن السورة المكية جميع آياتها مكية وأن السورة المدنية جميع آياتها مدنية، فمن ادعى خلاف الأصل فعليه الدليل.
الشيخ : طيب قوله تبارك وتعالى: (( حم عسق )) ما تقول فيها ؟
لا الحروف الهجائية أحسن من قولنا الحروف المقطعة، لأنها قد تكون حرفا واحدا مثل ن ص، فيها خلاف والراجح ؟
الشيخ : ما هو ا لدليل على رجحان هذا القول في اللغة العربية ؟
... هذا واحد، وجه آخر أن الله أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء، ولو قلنا: هذه ليس لها معنى معروف، صار يعني أن في القرآن ما لا يعلم معناه وهذا ينافي قوله تعالى: (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) وقوله تعالى: (( ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )).
الشيخ : الحكيم قال المفسر: في صنعه، فما رأيكم ؟ فيه قصور، الصواب أن الحكيم في صنعه وشرعه تماما.
2 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( حم * عسق * كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
ثم قال الله تعالى بدأ الدرس الجديد.
القارئ : (( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم )).
القارئ : (( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم )).
تفسير قوله تعالى : (( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم )) .
الشيخ : (( له ما في السماوات وما في الأرض )) له الضمير يعود على الله، وأنتم تعلمون أن له خبر مقدم والمبتدأ (( ما )) في قوله: (( ما في السماوات )) لأن ما هنا اسم موصول، والتقدير له الذي في السماوات، والقاعدة عند البلغاء أن تقديم ما حقه التأخير يقتضي الحصر والاختصاص فقوله : (( له ما في السماوات )) يعني لا لغيره، كل ما في السماوات والأرض فهو لله رب العالمين.
التعليق على تفسير الجلالين : (( له ما في السموات وما في الأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا (( وهو العلي )) على خلقه (( العظيم )) الكبير .
قال المؤلف: " ملكا وخلقا وعبيدا " لو بدأ بالخلق قبل الملك لكان أحسن لأن الخلق سابق، وعلى كل الحال المسألة ما هي ذات أهمية كبيرة المهم أن له ما في السماوات ملكا يعني أنه مالك أعيانها، وخلقا يعني أنه خالقها، وعبيدا بالمعنى القدري يعني أن ما في السماوات والأرض متذلل لله تعالى كما قال عز وجل : (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) وقوله : (( ما في السماوات )) جمعها وما في الأرض أفردها لأن السماوات أعظم من الأرض، ولهذا تجيء كثيرا بلفظ الجمع وتجيء بلفظ الإفراد كما في قوله تعالى: (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) فإذا جاءت بالإفراد فالمراد الجنس، وإذا جاءت بالجمع فالمراد العدد، والسماوات عددها سبع كما قال تعالى: (( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم )) الأراضون لم تأتي في القرآن إلا مفردة باعتبار الجنس، ولكن القرآن أشار إلى أنها سبع في قوله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) المثلية لو نزلتها على الكيفية يصح أو لا يصح ؟ لا يصح لأن السماء أعظم وأوسع، إذن ما بقي إلا أن ننزلها على الكمية فيكون المعنى: (( مثلهن )) يعني في العدد سبع أراضين، وقد جاء في السنة بلفظ السبع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين ) وهذا نص صريح وكذلك أيضا يروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول إذا أقبل على البلد: ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأراضين السبع وما أقللن ) الأراضين السبع، فهي سبع أراضين ولكن كيف هي سبع أراضين هل المعنى أنها سبعة أقاليم أو سبعة قارات أو ماذا ؟ نقول: هي سبع أراضين طباقا كما أن السماوات سبع طباقا كذلك الأراضون سبع طباق، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ) لأنها لو كانت الأقاليم أو القارات لكن الذي يملك قطعة من الأرض هنا لا يملكها في المكان آخر، لكن الذي يملك قطعة هنا له ما يملكه على سطح الأرض وله ما تحته إلى الأرض السابعة، ولهذا قال العلماء: " الهواء تابع للقرار والأسفل تابع للأعلى " مثلا أنا لي بيت مساحته عشرة أمتار في عشرة أمتار لي في الجو في السماء عشرة أمتار في عشرة أمتار ما أحد يقدر يطلع رف على ما يقابل أرضي ولو كان بعيدا جدا، وليس للطائرة أن تمر على أرضي، كذا ؟
الطالب: لا،
الشيخ : كيف لا، نعم لو شئنا لمعناها هذه أرضي لف يمين أو يسار، لأن الهواء تابع للقرار لكن مسألة الطائرة قد يقول قائل: إن العرف جرى أنها لا تمنع ولهذا تمر من عند البلد من فوق البيوت، وربما تزعج الناس بأصواتها ولا أحد يمنعها، ولو أن أحدا قال أمنعها من أن تمر من فوق بيتي لعد سفها فالعرف له أحكام، طيب. وقلنا: من ملك الأعلى ملك الأسفل فمثلا قعر الأرض لي أو ليس لي ؟ لي، ولهذا لو أراد الإنسان أن يفتح نفقا تحت أرضي فلي أن أمنعه ؟ نعم، لأن الأسفل تابع للأعلى، المهم على كل حال السماوات كم ؟ سبع والأراضون سبع.
(( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي )) على خلقه (( العظيم )) الكبير، نعم هو العلي العظيم قرن الله بينهما في هذا وفي آية الكرسي، العلي وزنها الصرفي فعيل، وفعيل صفة مشبهة، والصفة المشبهة تقتضي وصف الموصوف بها دائما، أفهمتم الآن، إذن العلي وصف لازم لله عز وجل أزلا وأبدا لا يمكن أن يكون خلاف العلو أبدا، فالعلو إذن صفة ذاتية، من أين أخذت أنها صفة ذاتية ؟ فعيل صفة مشبهة والصفة المشبهة تقتضي الدوام والاستمرار واتصاف المتصف بها دائما، إذا العلو صفة ذاتية لله عز وجل لا يمكن بأي حال من الأحول أن يتصف بضدها.
الطالب: لا،
الشيخ : كيف لا، نعم لو شئنا لمعناها هذه أرضي لف يمين أو يسار، لأن الهواء تابع للقرار لكن مسألة الطائرة قد يقول قائل: إن العرف جرى أنها لا تمنع ولهذا تمر من عند البلد من فوق البيوت، وربما تزعج الناس بأصواتها ولا أحد يمنعها، ولو أن أحدا قال أمنعها من أن تمر من فوق بيتي لعد سفها فالعرف له أحكام، طيب. وقلنا: من ملك الأعلى ملك الأسفل فمثلا قعر الأرض لي أو ليس لي ؟ لي، ولهذا لو أراد الإنسان أن يفتح نفقا تحت أرضي فلي أن أمنعه ؟ نعم، لأن الأسفل تابع للأعلى، المهم على كل حال السماوات كم ؟ سبع والأراضون سبع.
(( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي )) على خلقه (( العظيم )) الكبير، نعم هو العلي العظيم قرن الله بينهما في هذا وفي آية الكرسي، العلي وزنها الصرفي فعيل، وفعيل صفة مشبهة، والصفة المشبهة تقتضي وصف الموصوف بها دائما، أفهمتم الآن، إذن العلي وصف لازم لله عز وجل أزلا وأبدا لا يمكن أن يكون خلاف العلو أبدا، فالعلو إذن صفة ذاتية، من أين أخذت أنها صفة ذاتية ؟ فعيل صفة مشبهة والصفة المشبهة تقتضي الدوام والاستمرار واتصاف المتصف بها دائما، إذا العلو صفة ذاتية لله عز وجل لا يمكن بأي حال من الأحول أن يتصف بضدها.
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( له ما في السموات وما في الأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا (( وهو العلي )) على خلقه (( العظيم )) الكبير . أستمع حفظ
الكلام على أقسام الناس في صفة علو لله تعالى .
العلو هل هو علو الصفة التي اتفقت عليه الأمة الإسلامية أو هو علو الذات الذي أنكره من أنكره ؟ كلاهما، علو الذات وعلو الصفة، أما علو الصفة فإن المسلمين كلهم أجمعوا على ذلك حتى الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم كلهم أجمعوا على ثبوت صفة العلو لله عز وجل، علو الصفة، طيب ولهذا أقول لكم: المعطلة الذين ينكرون الصفات، أتدرون لماذا ؟ قالوا: لأننا ننزه الله لأن ثبوت هذه الصفات يستلزم على زعمهم النقص فينفونها تنزيها لله عز وجل، إذن العلو الذي هو علو الصفة ثابت لله بإجماع الأمة ولا أحد ينكره، علو الذات هذا هو الذي اختلف فيه الناس فانقسموا إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: من أنكره لكنه جعل الله تعالى في كل مكان يقول: الله ليس مكانه خاصا في العلو بل هو في كل مكان، وهذا رأي الجهمية الحلولية يصرحون بهذا يقولون: لا يمكن أن يكون الله تعالى عاليا على كل شيء، بل هو في كل شيء، إن كنت في المسجد ؟ ... في المرحاض ؟ فهو في المرحاض، قاتلهم الله وحاشاه من قولهم، ولهم شبهة .
القول الثاني: عكس هذا تماما قال: لا يجوز أن نقول: إن الله في مكان لا عالي ولا نازل بل هو سبحانه وتعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد وهلم جرا من الأمور السلبية، على عكس الأولين تماما، وإني أسألكم بالله أين يكون الإله إذا كان ينفى عن كل هذا ؟ يكون عدما، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله أحد القواد المشهورين وهو يناظر محمد بن فورك أحد المتكلمين لما قال محمد بن فورك: لا داخل العالم ولا خارجه إلى آخره قال له: بين لي ما الفرق بين العدم وبين ربك الذي تصفه بهذه الصفة، وش الجواب ؟ لا فرق.
الثالث يقولون: إن الله تعالى عال بذاته فوق كل شيء ولا يحيط به شيء من مخلوقاته وعلوه لازم لذاته، وهو سبحانه وتعالى بائن من خلقه بمعنى أنه ليس حالا فيهم ولا هم حالون فيه، وهذا مذهب أهل الحق الذي دل عليه القرآن والسنة والعقل والفطرة والإجماع، خمسة أدلة كلها تدل على العلو الذاتي، وهي أيضا متنوعة يعني دلالة القرآن ليس آية واحدة ولا على وجه واحد متنوعة وكذلك في السنة، فالقرآن مملوء من إثبات العلو الذاتي لله مثل قوله: (( سبح اسم ربك الأعلى ))، (( وهو العلي العظيم ))، (( وهو القاهر فوق عباده ))، (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ))، (( أأمنتم من في السماء )) وأدلة لا تحصى،
من السنة أدلة قولية وفعلية وإقرارية يعني كل أنواع السنة دلت على علو الله الذاتي، أما السنة القولية فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) فيثبت علوه، وأما الإقرارية فإنه سأل الجارية: ( أين الله ؟) قالت: في السماء فأقرها، وأما الفعلية فكان يخطب الناس يوم عرفة ويقول: ( ألا هل قد بلغت ؟) فيقولون: نعم فيرفع أصبعه إلى السماء ويقول: ( اللهم اشهد ) يعني على هؤلاء الناس، يشير إلى السماء وهذه دلالة فعلية بالإشارة، وأما الإجماع فالسلف الذي على رأسهم الصحابة مجمعون على أن الله تعالى فوق كل شيء، مجمعون على هذا إجماعا قطعيا، لأنهم كلهم يقولون في سجودهم: سبحان ربي الأعلى ولم ينقل عن واحد منهم أنه قال: أن الله ليس في السماء أبدا، وعدم نقل المخالفة لما في الكتاب والسنة يدل على الإجماع، وهذا طريق واضح في أنه إذا لم يرد عن السلف ما يخالف دلالة القرآن فهم مجمعون على ما دل عليه القرآن، أما دلالة العقل فسل نفسك أيهما أولى رب يوصف بما يدل على العدم، أو رب لا ينزه عن الأماكن القذرة، أو رب عال فوق كل شيء أيهما ؟ الثالث لا شك، ثم إن العلو من حيث هو علو صفة كمال، أليس كذلك ؟ وإذا كان صفة كمال فقد أثبت الله لنفسه كل صفة كمال كما قال تعالى: (( ولله المثل الأعلى )) هذه الدلالة عقلية، بقينا دلالة فطرية أيضا الفطرة دلت على علو الله، الإنسان بفطرته قبل أن يتعلم أين يتصور الله عز وجل ؟ في العلو، ولذلك تجد الإنسان الذي لم يقرأ هذا البحث عامي إذا أراد أن يدعوا الله، أين يروح ؟ إلى السماء، ولهذا قال أبو العلاء الهمداني رحمه الله لإمام الحرمين الجويني وهو يقرر ـ الجويني عفا الله عنه ولعله تاب فتاب الله عليه ـ يقرر إنكار العلو يعني إنكار الاستواء على العرش مع العلو ويقول: " إن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله وهو الآن على ما كان عليه " ماذا يريد ؟ أن ينكر الاستواء على العرش والعلو أيضا فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش والاستواء على العرش أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " سبحان الله أليس الأمر كذلك ؟ والعارف يطلق على الصوفي عندهم لكن المراد هنا ما هو أعم، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، جعل يلطم على رأسه حيرني، حيرني، حيرني، ليش ؟ لأنه عجز عن الإجابة، هذه دلالة فطرية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
إذا علو الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: علو ذاتي وعلو وصفي، الثاني: لم تختلف الأمة الإسلامية فيه، والأول العلو الذاتي انقسموا فيه إلى ثلاث فرق، والفرقة الناجية جعلني الله وإياكم منهم هم الذين أثبتوا علوه بذاته جل وعلا فوق كل شيء، ما فيه شيء يحاذي الله عز وجل، كل الخلق في قبضته، كل الخلق ليست عنده بشيء، إذا كانت السماوات السبع والأراضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، السماوات السبع على عظمها وسعتها والأرضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، الحلقة حلقة المغفر ضيقة ألقيت في فلاة من الأرض أخبروني ماذا تشغل هذه الحلقة من هذه الفلاة ؟ نعم لا شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحقلة )، إذا وش يكون الكرسي بالنسبة للعرش لا شيء، والرب عز وجل فوق ذلك، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء لا شيء يحاذيه كل المخلوقات تحته سبحانه وتعالى وهو فوق كل شيء، إذا أثبتنا هذا العلو أطلنا فيه لأنه مهم، ولأنه يوجد الآن من ينكره نسأل الله العافية، ولا شك أن هؤلاء قد أزاغ الله قلوبهم وإلا فلو رجعوا إلى فطرتهم، الفطرة فقط لعلموا أن الله تعالى فوق كل شيء وأن ذلك من كماله.
القسم الأول: من أنكره لكنه جعل الله تعالى في كل مكان يقول: الله ليس مكانه خاصا في العلو بل هو في كل مكان، وهذا رأي الجهمية الحلولية يصرحون بهذا يقولون: لا يمكن أن يكون الله تعالى عاليا على كل شيء، بل هو في كل شيء، إن كنت في المسجد ؟ ... في المرحاض ؟ فهو في المرحاض، قاتلهم الله وحاشاه من قولهم، ولهم شبهة .
القول الثاني: عكس هذا تماما قال: لا يجوز أن نقول: إن الله في مكان لا عالي ولا نازل بل هو سبحانه وتعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد وهلم جرا من الأمور السلبية، على عكس الأولين تماما، وإني أسألكم بالله أين يكون الإله إذا كان ينفى عن كل هذا ؟ يكون عدما، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله أحد القواد المشهورين وهو يناظر محمد بن فورك أحد المتكلمين لما قال محمد بن فورك: لا داخل العالم ولا خارجه إلى آخره قال له: بين لي ما الفرق بين العدم وبين ربك الذي تصفه بهذه الصفة، وش الجواب ؟ لا فرق.
الثالث يقولون: إن الله تعالى عال بذاته فوق كل شيء ولا يحيط به شيء من مخلوقاته وعلوه لازم لذاته، وهو سبحانه وتعالى بائن من خلقه بمعنى أنه ليس حالا فيهم ولا هم حالون فيه، وهذا مذهب أهل الحق الذي دل عليه القرآن والسنة والعقل والفطرة والإجماع، خمسة أدلة كلها تدل على العلو الذاتي، وهي أيضا متنوعة يعني دلالة القرآن ليس آية واحدة ولا على وجه واحد متنوعة وكذلك في السنة، فالقرآن مملوء من إثبات العلو الذاتي لله مثل قوله: (( سبح اسم ربك الأعلى ))، (( وهو العلي العظيم ))، (( وهو القاهر فوق عباده ))، (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ))، (( أأمنتم من في السماء )) وأدلة لا تحصى،
من السنة أدلة قولية وفعلية وإقرارية يعني كل أنواع السنة دلت على علو الله الذاتي، أما السنة القولية فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) فيثبت علوه، وأما الإقرارية فإنه سأل الجارية: ( أين الله ؟) قالت: في السماء فأقرها، وأما الفعلية فكان يخطب الناس يوم عرفة ويقول: ( ألا هل قد بلغت ؟) فيقولون: نعم فيرفع أصبعه إلى السماء ويقول: ( اللهم اشهد ) يعني على هؤلاء الناس، يشير إلى السماء وهذه دلالة فعلية بالإشارة، وأما الإجماع فالسلف الذي على رأسهم الصحابة مجمعون على أن الله تعالى فوق كل شيء، مجمعون على هذا إجماعا قطعيا، لأنهم كلهم يقولون في سجودهم: سبحان ربي الأعلى ولم ينقل عن واحد منهم أنه قال: أن الله ليس في السماء أبدا، وعدم نقل المخالفة لما في الكتاب والسنة يدل على الإجماع، وهذا طريق واضح في أنه إذا لم يرد عن السلف ما يخالف دلالة القرآن فهم مجمعون على ما دل عليه القرآن، أما دلالة العقل فسل نفسك أيهما أولى رب يوصف بما يدل على العدم، أو رب لا ينزه عن الأماكن القذرة، أو رب عال فوق كل شيء أيهما ؟ الثالث لا شك، ثم إن العلو من حيث هو علو صفة كمال، أليس كذلك ؟ وإذا كان صفة كمال فقد أثبت الله لنفسه كل صفة كمال كما قال تعالى: (( ولله المثل الأعلى )) هذه الدلالة عقلية، بقينا دلالة فطرية أيضا الفطرة دلت على علو الله، الإنسان بفطرته قبل أن يتعلم أين يتصور الله عز وجل ؟ في العلو، ولذلك تجد الإنسان الذي لم يقرأ هذا البحث عامي إذا أراد أن يدعوا الله، أين يروح ؟ إلى السماء، ولهذا قال أبو العلاء الهمداني رحمه الله لإمام الحرمين الجويني وهو يقرر ـ الجويني عفا الله عنه ولعله تاب فتاب الله عليه ـ يقرر إنكار العلو يعني إنكار الاستواء على العرش مع العلو ويقول: " إن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله وهو الآن على ما كان عليه " ماذا يريد ؟ أن ينكر الاستواء على العرش والعلو أيضا فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش والاستواء على العرش أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " سبحان الله أليس الأمر كذلك ؟ والعارف يطلق على الصوفي عندهم لكن المراد هنا ما هو أعم، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، جعل يلطم على رأسه حيرني، حيرني، حيرني، ليش ؟ لأنه عجز عن الإجابة، هذه دلالة فطرية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
إذا علو الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: علو ذاتي وعلو وصفي، الثاني: لم تختلف الأمة الإسلامية فيه، والأول العلو الذاتي انقسموا فيه إلى ثلاث فرق، والفرقة الناجية جعلني الله وإياكم منهم هم الذين أثبتوا علوه بذاته جل وعلا فوق كل شيء، ما فيه شيء يحاذي الله عز وجل، كل الخلق في قبضته، كل الخلق ليست عنده بشيء، إذا كانت السماوات السبع والأراضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، السماوات السبع على عظمها وسعتها والأرضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، الحلقة حلقة المغفر ضيقة ألقيت في فلاة من الأرض أخبروني ماذا تشغل هذه الحلقة من هذه الفلاة ؟ نعم لا شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحقلة )، إذا وش يكون الكرسي بالنسبة للعرش لا شيء، والرب عز وجل فوق ذلك، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء لا شيء يحاذيه كل المخلوقات تحته سبحانه وتعالى وهو فوق كل شيء، إذا أثبتنا هذا العلو أطلنا فيه لأنه مهم، ولأنه يوجد الآن من ينكره نسأل الله العافية، ولا شك أن هؤلاء قد أزاغ الله قلوبهم وإلا فلو رجعوا إلى فطرتهم، الفطرة فقط لعلموا أن الله تعالى فوق كل شيء وأن ذلك من كماله.
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وهو العلي )) على خلقه (( العظيم )) الكبير .
وقوله رحمه الله: " (( العلي )) على خلقه " لا نستطيع أن نقول: إن المؤلف أنكر العلو الذاتي، ولا نستطيع أن نقول أنه أثبته قطعا، لأن العلي على خلقه يحتمل العلي عليهم بالسلطان والسيطرة فيكون علوا وصفيا، ويحتمل أنه علا عليهم بذاته، فعلى كل حال لا يجوز لنا أن نرمي المؤلف بأنه أنكر العلو ولا أن نشهد بأنه أثبته، لأن المؤلف رحمه الله من الأشاعرة فلا ندري، لكننا يجب علينا إذا سمعنا كلاما من إخواننا المسلمين يمكن أن يكون له محمل صحيح أن نحمله على المحمل الصحيح ما لم توجد قرينة تمنع ذلك، وإلا فالأصل إذا سمعت من أخيك كلمة فاحملها على المعنى الصحيح حتى لو أنك سمعت كلمة وقلت: هذا الرجل يسخر بي أو يستهزأ لا تحملها على هذا احملها على المعنى الحق.
وأما (( العظيم )) فهو يقول رحمه الله: " الكبير " وفي هذا نظر لأن الكبير غير العظيم، العظيم يعني ذو العظمة وعظة العظيم يعني قوة السلطان قوة العلم قوة أي شيء يحتمل من المعاني فهو داخل في كلمة العظيم .
وأما (( العظيم )) فهو يقول رحمه الله: " الكبير " وفي هذا نظر لأن الكبير غير العظيم، العظيم يعني ذو العظمة وعظة العظيم يعني قوة السلطان قوة العلم قوة أي شيء يحتمل من المعاني فهو داخل في كلمة العظيم .
فوائد قوله تعالى : (( له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم )) .
من فوائد قوله تعالى: (( له ما في السماوات وما في الأرض )) عموم ملك الله سبحانه وتعالى لقوله : (( ما في السماوات وما في الأرض )) لأن ما اسم موصول يفيد العموم .
ومن فوائدها: أن ذلك مختص بالله لا يشاركه فيه أحد وذلك بتقديم الخبر، والقاعدة البلاغية أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، فإن قال قائل: يرد على قولكم هذا أن الله تعالى أثبت للإنسان الملك فقال: (( إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم )) وقال : (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبه ذلك، فالجواب أن ملك الإنسان الشيء ليس ملكا مطلقا ولا ملكا عاما، فهو ليس ملكا مطلقا إذ أن الإنسان لا يملك أن يتصرف في ماله كما شاء لو أراد أن يحرق ماله فهل له ذلك ؟ لا، ليس له ذلك، ولو أراد أن يستعمله في الحرام لم يكن له ذلك، وليس أيضا عاما فملك كل إنسان منا خاص به، أنت لا تملك مالي وأنا لا أملك مالك، ملك الله عز وجل مطلق عام، فظهر الفرق بين ملك الرب عز وجل وملك المخلوق، وحينئذ لا معارضة، واضح يا جماعة، طيب.
من فوئد الآية الكريمة: إثبات عدد السماوات حيث جاءت بالجمع، وقد بين الله تعالى في موضع آخر أنها سبع سماوات، وأما الأرض فقد جاءت في القرآن مفردة لكن الله أشار إلى أنها جمع في قوله: (( ومن الأرض مثلهن )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله عز وجل بقوله: (( وهو العلي )).
ومن فوائدها: أن العلو صفة لازمة ليست من صفات الأفعال التي إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، وجه الدلالة أن العلي صفة مشبهة والصفة المشبهة تفيد الثبوت وعدم التحول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علو الله عز وجل الشامل لعلو الذات وعلو الصفة.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عظمة الله سبحانه وتعالى لقوله: (( العظيم )) .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله عز وجل العلي العظيم، واعلم أن كل اسم من أسماء الله فإنه دال على صفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، وحينئذ يتبين أن الصفات أوسع من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، فمثلا من صفات الله تبارك وتعالى المكر بمن يستحق المكر، وهل يجوز أن نشتق من هذه الصفة اسم من أسماءه ؟ لا، لا يجوز لأن باب الصفات أوسع طيب. من صفات الله الصنع (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )) هل يمكن أن نشتق من ذلك اسما لله هو الصانع ؟ لا، وعلى هذا فقس.
ثم اعلم أن دلالة الصفة على مدلولها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: دلالة تضمن ودلالة مطابقة ودلالة التزام، فدلالة الاسم على جميع معناه يسمى دلالة مطابقة، وعلى جزئه دلالة تضمن، وعلى لازمه دلالة التزام، فأنواع الدلالة ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام، فإن دل اللفظ على جميع معناه فهو مطابقة، وعلى جزئه فهو تضمن، وعلى شيء خارج لازم دلالة التزام، ونحن نمثل لكم الآن بالمحسوس والمعقول، إذا قلت هذه دار أو هذا بيت دلالته على جميع ما أدخل السور دلالة مطابقة، يعني يشمل الحجر وهي الغرف الأسفل ويشمل الغرف التي في الدور الثاني والثالث وهلم جرا، نسمي هذه دلالة مطابقة، ودلالة هذا اللفظ على الصالة وعلى المطبخ وعلى المعشى وما أشبه ذلك على واحد منها دلالة تضمن، لأنه يدل على جزء المعنى، ودلالته على بان بناه دلالة التزام، لأنه لا يمكن أن يوجد بيت إلا ببان، هذا مثال في المحسود واضح.
أنا الآن معي هذا القلم دلالته على غطاه وعلى أصله ؟ مطابقة. ودلالته على واحد منها ؟ تضمن ودلالته على أن هناك من صنعه ؟ دلالة التزام. هذه الدلالة نأتي عل أسماء الله عز وجل نقول: من أسماء الله تعالى الخالق البارئ المصور، الخالق دلالته على الذات الإلهية وعلى الصفة التي هي الخلق جميعا دلالة مطابقة، ودلالته على الذات وحدها أو على الخلق وحده دلالة تضمن، ودلالته على العلم والقدرة ـ لأنه ما من خالق إلا وهو عالم وما من خالق إلا وهو قادر ـ هذه دلالة التزام، أما النوعان الأولان دلالة المطابقة والتضمن هذا لا يشكل على أحد، كل طالب علم يمكن أن يعرف، وأما دلالة الالتزام فهي التي تخفى على كثير من الناس، ولذلك يختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا.
وهنا نسأل هل دلالة التزام لازمة في كل قول أو فيما قال الله ورسوله ؟ الجواب: الثاني، لأن دلالة الالتزام قد ينكرها من تكلم بالكلام فمثلا نقول: الجهمية يقولون: إن الله في كل مكان من لازم قولهم أن يكون في الحشوش والأماكن القذرة هم لا يلتزمون بهذا، لو التزموا بهذا لكفروا على طول، ولا أحد يشك في كفرهم، لكن لا يلتزمون بهذا، ولذلك عبر العلماء عن هذه المسألة: "هل لازم القول قول أو لا " نقول: أما قول الله ورسوله فلازمهما حق ومن قول الله ورسوله، وأما غيرهما فلا، لأنه يحتمل إذا ألزمناه به ألا يلتزم، ويحتمل إذا ألزمناه به أن يدع قوله لئلا يلزم منه هذا اللازم الباطل، ويحتمل أنه حين تكلم لم يطرأ على باله هذا اللازم، على كل حال بارك الله فيكم نحن نقول: أهم شيء عندي ـ هذا ظهرت مني انسيابا وإلا فيها صعوبة عليكم ـ لكن إني أقول الآن: أسماء الله تعالى تدل على الذات العلية، على ذات الله وعلى الوصف الذي تضمنه هذا الاسم فالعلي يدل على الرب عز وجل وعلى صفة العلو، العظيم كذلك يدل على الرب وعلى صفة العظيمة.
ومن فوائدها: أن ذلك مختص بالله لا يشاركه فيه أحد وذلك بتقديم الخبر، والقاعدة البلاغية أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، فإن قال قائل: يرد على قولكم هذا أن الله تعالى أثبت للإنسان الملك فقال: (( إلا على أزواجهم وما ملكت أيمانهم )) وقال : (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وما أشبه ذلك، فالجواب أن ملك الإنسان الشيء ليس ملكا مطلقا ولا ملكا عاما، فهو ليس ملكا مطلقا إذ أن الإنسان لا يملك أن يتصرف في ماله كما شاء لو أراد أن يحرق ماله فهل له ذلك ؟ لا، ليس له ذلك، ولو أراد أن يستعمله في الحرام لم يكن له ذلك، وليس أيضا عاما فملك كل إنسان منا خاص به، أنت لا تملك مالي وأنا لا أملك مالك، ملك الله عز وجل مطلق عام، فظهر الفرق بين ملك الرب عز وجل وملك المخلوق، وحينئذ لا معارضة، واضح يا جماعة، طيب.
من فوئد الآية الكريمة: إثبات عدد السماوات حيث جاءت بالجمع، وقد بين الله تعالى في موضع آخر أنها سبع سماوات، وأما الأرض فقد جاءت في القرآن مفردة لكن الله أشار إلى أنها جمع في قوله: (( ومن الأرض مثلهن )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله عز وجل بقوله: (( وهو العلي )).
ومن فوائدها: أن العلو صفة لازمة ليست من صفات الأفعال التي إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، وجه الدلالة أن العلي صفة مشبهة والصفة المشبهة تفيد الثبوت وعدم التحول.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علو الله عز وجل الشامل لعلو الذات وعلو الصفة.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عظمة الله سبحانه وتعالى لقوله: (( العظيم )) .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله عز وجل العلي العظيم، واعلم أن كل اسم من أسماء الله فإنه دال على صفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، وحينئذ يتبين أن الصفات أوسع من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة يشتق منها اسم، فمثلا من صفات الله تبارك وتعالى المكر بمن يستحق المكر، وهل يجوز أن نشتق من هذه الصفة اسم من أسماءه ؟ لا، لا يجوز لأن باب الصفات أوسع طيب. من صفات الله الصنع (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )) هل يمكن أن نشتق من ذلك اسما لله هو الصانع ؟ لا، وعلى هذا فقس.
ثم اعلم أن دلالة الصفة على مدلولها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: دلالة تضمن ودلالة مطابقة ودلالة التزام، فدلالة الاسم على جميع معناه يسمى دلالة مطابقة، وعلى جزئه دلالة تضمن، وعلى لازمه دلالة التزام، فأنواع الدلالة ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام، فإن دل اللفظ على جميع معناه فهو مطابقة، وعلى جزئه فهو تضمن، وعلى شيء خارج لازم دلالة التزام، ونحن نمثل لكم الآن بالمحسوس والمعقول، إذا قلت هذه دار أو هذا بيت دلالته على جميع ما أدخل السور دلالة مطابقة، يعني يشمل الحجر وهي الغرف الأسفل ويشمل الغرف التي في الدور الثاني والثالث وهلم جرا، نسمي هذه دلالة مطابقة، ودلالة هذا اللفظ على الصالة وعلى المطبخ وعلى المعشى وما أشبه ذلك على واحد منها دلالة تضمن، لأنه يدل على جزء المعنى، ودلالته على بان بناه دلالة التزام، لأنه لا يمكن أن يوجد بيت إلا ببان، هذا مثال في المحسود واضح.
أنا الآن معي هذا القلم دلالته على غطاه وعلى أصله ؟ مطابقة. ودلالته على واحد منها ؟ تضمن ودلالته على أن هناك من صنعه ؟ دلالة التزام. هذه الدلالة نأتي عل أسماء الله عز وجل نقول: من أسماء الله تعالى الخالق البارئ المصور، الخالق دلالته على الذات الإلهية وعلى الصفة التي هي الخلق جميعا دلالة مطابقة، ودلالته على الذات وحدها أو على الخلق وحده دلالة تضمن، ودلالته على العلم والقدرة ـ لأنه ما من خالق إلا وهو عالم وما من خالق إلا وهو قادر ـ هذه دلالة التزام، أما النوعان الأولان دلالة المطابقة والتضمن هذا لا يشكل على أحد، كل طالب علم يمكن أن يعرف، وأما دلالة الالتزام فهي التي تخفى على كثير من الناس، ولذلك يختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا.
وهنا نسأل هل دلالة التزام لازمة في كل قول أو فيما قال الله ورسوله ؟ الجواب: الثاني، لأن دلالة الالتزام قد ينكرها من تكلم بالكلام فمثلا نقول: الجهمية يقولون: إن الله في كل مكان من لازم قولهم أن يكون في الحشوش والأماكن القذرة هم لا يلتزمون بهذا، لو التزموا بهذا لكفروا على طول، ولا أحد يشك في كفرهم، لكن لا يلتزمون بهذا، ولذلك عبر العلماء عن هذه المسألة: "هل لازم القول قول أو لا " نقول: أما قول الله ورسوله فلازمهما حق ومن قول الله ورسوله، وأما غيرهما فلا، لأنه يحتمل إذا ألزمناه به ألا يلتزم، ويحتمل إذا ألزمناه به أن يدع قوله لئلا يلزم منه هذا اللازم الباطل، ويحتمل أنه حين تكلم لم يطرأ على باله هذا اللازم، على كل حال بارك الله فيكم نحن نقول: أهم شيء عندي ـ هذا ظهرت مني انسيابا وإلا فيها صعوبة عليكم ـ لكن إني أقول الآن: أسماء الله تعالى تدل على الذات العلية، على ذات الله وعلى الوصف الذي تضمنه هذا الاسم فالعلي يدل على الرب عز وجل وعلى صفة العلو، العظيم كذلك يدل على الرب وعلى صفة العظيمة.
ما معنى الأثر الذي يترتب على أسماء الله تعالى ؟.
السائل : ...
الشيخ : الاسم والصفة، هذا لابد من كل اسم، الأثر يعني الذي يترتب على هذا ... يكون مقتضى الاسم، السائل : ...
الشيخ : لا، ما هو بكل اسم، عندنا الحي ما فيه أثر، الحي وصف لازم لذاته ما يتعدى، لكن إذا قلت: البصير السميع هذا يتعدى، يتعدى إلى المسموع في السميع وإلى المبصر في البصير، فالضابط أن الذي لابد فيه من الأثر هو الاسم المتعدي نعم.
الشيخ : الاسم والصفة، هذا لابد من كل اسم، الأثر يعني الذي يترتب على هذا ... يكون مقتضى الاسم، السائل : ...
الشيخ : لا، ما هو بكل اسم، عندنا الحي ما فيه أثر، الحي وصف لازم لذاته ما يتعدى، لكن إذا قلت: البصير السميع هذا يتعدى، يتعدى إلى المسموع في السميع وإلى المبصر في البصير، فالضابط أن الذي لابد فيه من الأثر هو الاسم المتعدي نعم.
هل أقسام العلو التي تثبت لله تعالى هي ثلاثة أم اثنان .؟
السائل : ...
الشيخ : لا هذا داخل في قولنا علو الصفة، إذا قلنا علو الصفة شمل علو القدر وعلو القهر وجميع أنواع العلو، يعني هذا أعم، وإلا بعض العلماء يقول: أنه ثلاثة أقسام: علو الذات وعلو القدر وعلو القهر لكن إذا قلنا: علو الذات وعلو الصفة صار أشمل وأعم،
الظاهر والله أعلم أن الأرض التي ينتفع بها الخلق ويكون لهم فيها مصلحة، والمراد الإنس هي أرض واحدة، هذا الظاهر والله أعلم .
الشيخ : لا هذا داخل في قولنا علو الصفة، إذا قلنا علو الصفة شمل علو القدر وعلو القهر وجميع أنواع العلو، يعني هذا أعم، وإلا بعض العلماء يقول: أنه ثلاثة أقسام: علو الذات وعلو القدر وعلو القهر لكن إذا قلنا: علو الذات وعلو الصفة صار أشمل وأعم،
الظاهر والله أعلم أن الأرض التي ينتفع بها الخلق ويكون لهم فيها مصلحة، والمراد الإنس هي أرض واحدة، هذا الظاهر والله أعلم .
إذا قلنا إن الهواء تابع للقرار والأسفل تابع للأعلى فإنه توجد مساجد الآن أعلاها مسجد وأسفلها دكاكين .؟
السائل : ...
الشيخ : أي نعم، أحسنت هذا إشكال جيد، يقول: إذا قلنا الهواء تابع للقرار والأسفل تابع للأعلى، يوجد مساجد الآن أعلاها مسجد وأسفلها دكاكين، هذه أصل وضع الإنسان لها أنه وضع هذه دكاكين وهذه مسجد، كما أنه يوجد الآن بعض العمارات يكون أسفلها مملوك لزيد، والذي فوقه لعمرو، والذي فوقه لخالد، موجودة هذه، لكن إذا كان أرض الذي تحتها ما مالكها واحد فهي له، لأن العمارات هذه على حسب ما صرفها مالكها، يجعل الجهة هذه مسجد صارت مسجد، وإذا جعل هذه مساكن صارت مساكن، ... لا، أحيانا تكون أرضا وأحيانا تكون سطحا ... ما يجوز، يعني لو كان هذا مسجد مثل المسجد الذي نحن فيه الآن، لو أراد أحد يعمر فوقه شيئا لقلنا: لا، ما يجوز.
الشيخ : أي نعم، أحسنت هذا إشكال جيد، يقول: إذا قلنا الهواء تابع للقرار والأسفل تابع للأعلى، يوجد مساجد الآن أعلاها مسجد وأسفلها دكاكين، هذه أصل وضع الإنسان لها أنه وضع هذه دكاكين وهذه مسجد، كما أنه يوجد الآن بعض العمارات يكون أسفلها مملوك لزيد، والذي فوقه لعمرو، والذي فوقه لخالد، موجودة هذه، لكن إذا كان أرض الذي تحتها ما مالكها واحد فهي له، لأن العمارات هذه على حسب ما صرفها مالكها، يجعل الجهة هذه مسجد صارت مسجد، وإذا جعل هذه مساكن صارت مساكن، ... لا، أحيانا تكون أرضا وأحيانا تكون سطحا ... ما يجوز، يعني لو كان هذا مسجد مثل المسجد الذي نحن فيه الآن، لو أراد أحد يعمر فوقه شيئا لقلنا: لا، ما يجوز.
11 - إذا قلنا إن الهواء تابع للقرار والأسفل تابع للأعلى فإنه توجد مساجد الآن أعلاها مسجد وأسفلها دكاكين .؟ أستمع حفظ
إذا كان الرجل مبتدعا وأتى بكلام يحتمل أنه على مذهب السلف أو على مذهب الخلف فهل نحمله على أنه مذهب السلف .؟
السائل : هذا يسأل يقول: إذا كان الرجل مبتدعا وأتى بكلام يحتمل أنه على مذهب السلف أو على مذهب الخلف، فهل نحمله على أنه على مذهب السلف ؟
الشيخ : نحن ذكرنا قبل قليل: أنه ما لم يوجد قرينة، فإن وجد قرينة ما نحمله على المعنى الصحيح، نحمله على ما نعلم من حال الرجل، ولهذا يقول بعضهم ـ أظنه البلقيني ـ يقول: " استخرجت اعتزاليات الكشاف بالمناقيش " الكشاف تفسير للزمخشري، تفسير جيد في الواقع من حيث اللغة ومن حيث المعنى جيد، ويتكلم أحيانا على أمور الفقهيات، وكل من بعده رأيناه يستسق منه فيما يتعلق بالبلاغة والإعراب مثل أبي السعود وغيره، لكنه معتزلي بحت، ويذم أهل السنة، ويسميهم الحشوية، تجد في كلامه أشياء تقول هذه جيدة، هذا كلام من أحسن ما يكون، كما في قول الله تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) قال: " أي فوز أعظم من أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة " كلام إذا سمعته ماذا تقول: هذا كلام طيب، هذا فيه فوز أعظم من هذا، لكنه يشير إلى نفي رؤية الله، لأنه من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى جعل رؤيته زيادة على نعيم الآخرة: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) هو يقول: أي فوز أعظم من أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، الجواب من كل واحد سيقول: لا شيء، لا فوز أعظم من هذا، لكن هو يشير إلى إنكار رؤية الله عز وجل، من يدري هذا لولا أننا عرفنا من مذهب الرجل أنه معتزلي ينكر رؤية الله عز وجل لكنا نقول: لا يجوز أن نتهمه، لأن من دخل الجنة فسوف يرى الله عز وجل.
الشيخ : نحن ذكرنا قبل قليل: أنه ما لم يوجد قرينة، فإن وجد قرينة ما نحمله على المعنى الصحيح، نحمله على ما نعلم من حال الرجل، ولهذا يقول بعضهم ـ أظنه البلقيني ـ يقول: " استخرجت اعتزاليات الكشاف بالمناقيش " الكشاف تفسير للزمخشري، تفسير جيد في الواقع من حيث اللغة ومن حيث المعنى جيد، ويتكلم أحيانا على أمور الفقهيات، وكل من بعده رأيناه يستسق منه فيما يتعلق بالبلاغة والإعراب مثل أبي السعود وغيره، لكنه معتزلي بحت، ويذم أهل السنة، ويسميهم الحشوية، تجد في كلامه أشياء تقول هذه جيدة، هذا كلام من أحسن ما يكون، كما في قول الله تعالى: (( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) قال: " أي فوز أعظم من أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة " كلام إذا سمعته ماذا تقول: هذا كلام طيب، هذا فيه فوز أعظم من هذا، لكنه يشير إلى نفي رؤية الله، لأنه من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى جعل رؤيته زيادة على نعيم الآخرة: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) هو يقول: أي فوز أعظم من أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، الجواب من كل واحد سيقول: لا شيء، لا فوز أعظم من هذا، لكن هو يشير إلى إنكار رؤية الله عز وجل، من يدري هذا لولا أننا عرفنا من مذهب الرجل أنه معتزلي ينكر رؤية الله عز وجل لكنا نقول: لا يجوز أن نتهمه، لأن من دخل الجنة فسوف يرى الله عز وجل.
اضيفت في - 2011-05-25