قراءة الآيات القرآنية .
التعليق على تفسير الجلالين : (( تكاد )) بالتاء والياء (( السموات يتفطرن )) بالنون ، وفي قراءة بالتاء والتشديد (( من فوقهن )) أي تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى (( والملائكة يسبحون بحمد ربهم )) أي ملابسين للحمد (( ويستغفرون لمن في الأرض )) من المؤمنين (( ألا إن الله هو الغفور )) لأوليائه (( الرحيم )) بهم .
(( تكاد السماوات )) يعني السبع (( ينفطرن )) بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد، سبعية أو غير سبعية ؟ سبعية لأن قاعدة المفسر رحمه الله أنه إذا قال : في قراءة أو قال: بالتاء والياء أو قال: بالمد وحذفه أن القراءة سبعية، إذا لك أن تقرأ ينفطرن ويتفطرن والانفطار بمعنى الانشقاق، قال الله تعالى : (( إذا السماء انفطرت )) وقوله : (( من فوقهن ))لم يقل من أسفل لأن الله سبحانه وتعالى فوق، والسموات تكاد يتفطرن من فوقهن، قال الشارح رحمه الله : " أي تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله عز وجل " ولولا أن الله أمسكها لتفطرت كما أنه جل وعلا لما تجلى للجبل جعله دكا، فالسماوات على عظمها وقوتها وشدتها تكاد تنفطرن من عظمة الله جل وعلا سبحانه وبحمده.
قال : (( والملائكة يسبحون بحمد ربهم )) شف العظمة، عظمة تكاد السماوات تتفطرن منها، عظمة أخرى بجنوده جل وعلا الملائكة يسبحون بحمد ربهم، من الملائكة ؟ الملائكة نقول : إنهم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور وسخرهم لعبادته: (( يسبحون الليل والنهار لا يفطرون )) فهم عالم غيبي لا يشاهدون، وهم خلقوا من نور سخرهم الله لعبادته، يسبحون الليل والنهار لا يفطرون قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ما من موضع أربع أصابع منها إلا وفيه ملك قائم لله أو راكع أو ساجد ) أطت يعني صار لها صرير كصرير الرحل المحمل، لعلكم أدركتم الرحل المحمل ! الرحل على البعير إذا ثقل الحمل صار له صرير مع حركة السير، السماء لها هذا من كثيرة من عليها من الملائكة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : (حق لها أن تئط ) إذا الملائكة تفسيرهم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسخرهم لعبادته يسبحون الليل والنهار لا يفترون إذا أمرهم الله بشيء: (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون )) ضدهم الشياطين، الشياطين عالم غيبي خلقوا من نار، عصاة لله مستكبرون عن عبادته، وأبوهم الشيطان الأكبر إبليس فإذا قال قائل : أنتم قلتم إنهم عالم غيبي أليس إبليس قد شاهده النبي صلى الله عليه وسلم على خلقته وله ستمائة جناح قد سد الأفق ؟ فالجواب: بلى، لكن هذا لا ينافي أن يكونوا عالما غيبيا في الأصل، قد يظهرهم الله سبحانه وتعالى فيراهم الناس، وقد يتشكلون أيضا يكون الملك بصورة الآدمي كما جاء جبريل مرة بصورة رجل غريب لكنه لا يرى عليه أثر السفر، وجاء مرة بصورة دحية الكلبي، فهو قد يتشكلون بصورة الآدمي، هذا التشكل هل هو بإرادتهم أو من الله عز وجل ؟ السؤال عن هذا بدعة، يعني هل لنا مصلحة أن نعرف أن جبريل يحول نفسه إلى صورة آدمي أو أن الله يقلبه إلى صورة آدمي ؟ ما لنا مصلحة، لكن نعلم أنه لم يقع ذلك إلا بإرادة الله سواء كان بفعل اختياري من جبريل أو بفعل خلقي من الله عز وجل، نحن ليس لنا حق أن نسأل عن ذلك، كل أمور الغيب لا تسأل عنها، أجرها على ما جاءت، لأنه سبقك من هو أحرص منك على العلم، وأقوى منك إيمانا، وباشر من يستطيع الجواب والرد، وهم الصحابة ومع ذلك ما سئلوا، إذا لم يسعك ما وسع الصحابة فلا وسع الله عليك، ولهذا يجب أن نقول لبعض الشباب الآن الذين يبحدثون في أسماء الله وصفاته ويتعمقون يجب أن ننهاهم ونقول : اتقوا الله آمنوا بالقرآن والسنة على ما جاء في الكتاب والسنة ولا تبحثوا، سبقكم من هو خير منكم وأحرص على العلم ما سألوا، ثم هم إذا سألوا يسألون من ؟ الرسول الذي قد ينزل عليه الوحي ويخبره الله عز وجل بما سألوا عنه، أما تسأل إنسان يخطئ ويصيب وأنت وهو سواء في علم الغيب فهذا من الغلط والسفه ومن مخالفة جادة السلف، وما أحسن ما قال مالك رحمه الله للذي سأله عن كيفية الاستواء قال: " الاستواء معلوم والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدع " فنصيحتي لكم إذا أردتم السلامة أن تدعوا السؤال عن الأمور الغيبية، اتركوه، وإلا هذا يرجع للإنسان يعني قصدي هل الملك يستطيع أن ينقلب إلى صورة آدمي أو أن هذا بأمر الله عز وجل ؟ بمعنى أنه ما يستطيع لكن الله يقلبه، نقول يرد هذا السؤال ولكن ما هو الطريق السليم في الجواب عليه ؟ أن نقول : السؤال عن هذا بدعة في دين الله ما سأل عنه من هو خير منك دعه.
طيب الملائكة هل هم أجسام ؟ الجواب: نعم لا شك قال الله تعالى : (( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع )) وأما من قال : إن الملائكة كناية عن قوى الخير والشياطين كناية عن قوى الشر فهذا يعني إنكار الملائكة والشياطين، بل نقول : الملائكة أجسام ذوو أجنحة، الشياطين أجسام تأكل وتشرب ؟ نعم تأكل وتشرب، قال الله تعالى : (( أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) أعاذنا الله وإياكم من الشيطان، المهم أننا نؤمن بأن الملائكة أجسام وأن الشياطين أجسام، لكن هل نعرف كيفيتهم ؟ لا نعرف إلا ما علمنا الله، ما علمنا الله نعرفه وما لا فلا نعرفه لأنهم عالم غيبي، قال : " (( والملائكة يسبحون بحمد ربهم )) أي ملابسين للحمد " أفادنا المؤلف بقوله : أي ملابسين للحمد أن الباء هنا للملابسة والمصاحبة، ومعنى يسبح أي ينزه، ومعنى بحمد أي تسبيحا مصبوبا بالحمد، لأن التسبيح تنزيه وتخلية، والحمد بالعكس إثبات، فيجتمع في هذا إذا قلت : سبحان الله وبحمده يجتمع في هذا تنزيه الله عن كل نقص وإثبات كل كمال له، من أين أخذنا إثبات الكمال ؟ من الحمد، والتنزيه من التسبيح، (( يسبحون بحمد ربهم )) ورب هنا بمعنى: خالق مالك مدبر، (( يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض )) المفعول محذوف للعلم به، من هو المستغفر ؟ الله، ويستغفرون الله، والاستغفار طلب المغفرة، لأن استفعل تأتي دائما وغالبا بمعنى الطلب، تقول: استسقى بمعنى طلب السقيا، استغفر بمعنى طلب المغفرة، استرحم بمعنى طلب الرحمة، وما أشبه ذلك، وقد تأتي لغير ذلك كما في قولك: استكبر، ما فيها طلب استكبار لكنه بلغ في الكبر غايته، طيب يستغفرون أي يطلبون المغفرة من الله، فما هي المغفرة ؟ المغفرة قالوا إنها مشتقة من المغفر، المغفر شيء يجعله المقاتل على رأسه يغطي الرأس ويقيه السهام، ففيه ستر ووقاية، فإذا قلت : أستغفر الله أو رب اغفر لي فأنت تطلب شيئين:
الشيء الأول الستر ،ستر عيوبك عن الناس، لو علم الناس ما عندك من الذنوب ما ردوا عليك السلام كما قال القحطاني رحمه الله : والله لو علموا خبيئ سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
فأنت تسأل الله أن يستر عليك، الثاني تسأل الله الوقاية من الذنب، وقاية إيش ؟ العذاب، كل مذنب مستحق للعقاب، إذا لو قال الإنسان المغفرة: عدم المؤاخذة على الذنب، فيقال : هذا بعض معناها، معناها ستر الذنب وعدم المؤاخذة عليه، وقوله: (( لمن في الأرض )) من هنا اسم موصول يفيد العموم، فهل هو عام ؟ لا، هذا عام يراد به الخاص بدليل قوله تعالى في آية أخرى : (( يستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذي تابوا واتبعوا سبيلك )) إذا من هنا عام يراد به الخصوص، طيب لو قال قائل : إنه عام خصص قلنا لا، لأنه لم يرد للعموم من الأصل إنما أريد الخصوص، الذين آمنوا، (( يستغفرون لمن في الأرض )) ولهذا قال المؤلف : " من المؤمنين ".
(( ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) ألا أداة استفتاح يبتدئ بها الجملة، وتفيد شيئين: الأول: التنبيه، والثاني: التوكيد، وننظر إن الله: إن حرف توكيد، هو: ضمير فصل، وضمير الفصل يفيد التوكيد، وحينئذ يحق لنا أن نقول : إن هذه الجملة أكدت بثلاثة مؤكدات: ألا، وإن، وهو الذي هو ضمير الفصل (( ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) ولذلك طلبت الملائكة منه المغفرة لأنه سبحانه وتعالى أهل لذلك كما قال : (( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )) (( ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) فبمغفرتي تزول المكروهات وبرحمتي تحصل المحبوبات، غفر الله لنا ولكم.
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( تكاد )) بالتاء والياء (( السموات يتفطرن )) بالنون ، وفي قراءة بالتاء والتشديد (( من فوقهن )) أي تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى (( والملائكة يسبحون بحمد ربهم )) أي ملابسين للحمد (( ويستغفرون لمن في الأرض )) من المؤمنين (( ألا إن الله هو الغفور )) لأوليائه (( الرحيم )) بهم . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) .
وفيها من فوائدها أيضا بيان علو الله عز وجل الذاتي لقوله : (( من فوقهن )) .
ومن فوائدها : إثبات الملائكة لقوله : (( والملائكة يسبحون بحمد ربهم )) ويجب علينا أن نؤمن بالملائكة على أنهم عالم غيبي وأن لهم أجسادا وأن لهم أجنحة كما قال الله تبارك وتعالى .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : كمال عبادة الملائكة لله عز وجل لقوله : (( يسبحون بحمد ربهم )) فيجمعون له بين التنزيه والتمجيد، التنزيه في قوله : (( يسبحون )) التمجيد في قوله : (( بحمد ربهم )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الملائكة أفضل من بني آدم، لأن بني آدم ليست حالهم هذه أي التسبيح بحمد الله بل منهم مؤمن ومنهم كافر، فيكون الملائكة أفضل من بني آدم، وهذا هو أحد الأقوال في هذه المسألة، ومن العلماء من يقول : بل صالحوا البشر أفضل، يعني أن المؤمنين من البشر أفضل من المؤمنين من الملائكة، ولهذا كانت الملائكة مسخرة لهم، وهذا القول هو الذي نص عليه الإمام أحمد : أن صالحي البشر أفضل من الملائكة، لأن الملائكة خلقوا للعبادة فليس عندهم صوارف تصرفهم عن عبادة الله، والبشر خلقوا للعبادة ولا شك لكن هناك صوارف تصرفهم وهي الشبهات والشهوات، ومن المعلوم أن تحقيق الإيمان مع الصوارف أشد معاناة ومجاهدة من تحقيق الإيمان مع عدم الصوارف، ولهذا كان الرجل المتمسك بدين الله في أخر الزمان أفضل من خمسين من الصحابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( للعامل فيهن أجر خمسين منكم ) وإنما كان كذلك لمشقة العبادة على هذا الذي بين أمة فاسدة، واختار شيخ الإسلام رحمه الله التفصيل في ذلك فقال : " الملائكة أفضل باعتبار البداية والبشر أفضل باعتبار كمال النهاية " لأن البشر في النهاية يدخلون الجنة والملائكة يدخلون عليهم من كل باب: سلام عليكم بما صبرتم، كأنما خلقوا لتهنئتهم وتطمينهم، فيكون في هذا تفصيل: الملائكة أفضل باعتبار البداية لأنهم خلقوا من نور وبنو آدم من طين، ولأنهم في عبادة الله عز وجل، لكنهم باعتبار النهاية البشر أفضل، وبعد هذا فإن الخوض في ذلك ليس من الأمور المهمة لأننا قد نقول: ما علمنا من فضائلهم وفضائل البشر نؤمن به، وأما التفضيل عند الله فهم درجات عند الله والله بصير بما يعملون، لا ندري، باعتبار ما يظهر لنا نعطي كل إنسان ما تميز به وباعتبار ما عند الله، الله عليم به، ولسنا مؤاخذين فيما إذا توقفنا في هذا الأمر .
ومن فوائد هذه الآية : فضيلة الجمع بين التسبيح والتحميد لقوله: (( يسبحون بحمد ربهم )) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( كلمتان حبيتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) فما أجدرنا أن تكون هاتان الكلمتان على ألسنتنا دائما لأنهما: خفيفتان على اللسان، ما فيه تعب، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان، فماذا علينا لو كان الإنسان يديم هذا: القول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وهو يشتغل وهو يعمل وهو يمشي وهو مضطجع، وهو قاعد، لحصلنا خيرا كثيرا، ولوصلنا بإذن الله عز وجل إلى محبة الله لنا، لأن ما دمنا نأتي ونلازم ما يحبه فهو أكرم منا عز وجل .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة : أن الملائكة مربوبون ليس لهم حق من الربوبية لقوله : (( بحمد ربهم )) وعلى هذا فمن دعا جبريل أو ميكائيل أو إسرافيل أو مالك أو غير ذلك فإنه كافر مشرك بالله، ولهذا أهل النار لم يقولوا:، يا مالك أخرجنا من النار ولكنهم قالوا كما قال الله عنهم : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )) وقال تعالى : (( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ ))[غافر:49] انظر إلى الحياء والخجل والعياذ بالله لم يقولوا : ادعوا ربنا بل قالوا: (( ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) لأنهم أحقر في أنفسهم من أن يدعوا الله عز وجل فيقولون : ياربنا خفف عنا يوما من العذاب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : فضل الملائكة على البشر بمعنى أن لهم منة ونعمة لقوله : (( ويستغفرون لمن في الأرض )) ولا شك أن من استغفر لك فله عليك منة وفضل .
ومن فوائدها : نعمة الله علينا بأن سخر لنا الملائكة يستغفرون لنا، لأن الملائكة لولا أن الله سخرهم لنا ما استغفروا لنا لكن الله سخرهم، ففيه فضل ونعمة من الله سبحانه وتعالى على المؤمنين حيث أن الملائكة يستغفرون لهم .
ومن فوائد الآية الكريمة : التوكيد على أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، بكم مؤكدات ؟ بثلاث مؤكدات: (( ألا إن الله هو الغفور الرحيم )).
ومن فوائدها : إثبات ثلاثة أسماء من أسماء الله وهي الله الغفور الرحيم، وهل أسماء الله تعالى مشتقة ؟ الجواب نعم مشتقة بلا شك، الله من الإلوهية، الغفور من المغفرة، الرحيم من الرحمة، فهو لم يسمى بهذه الأسماء إلا وهو متصف بما دلت عليه من صفات، ولهذا نقول : كل اسم من أسماء الله فهو متضمن لصفة أو صفتين أو أكثر حسب ما تدل عليه هذه الأسماء من المطابقة والتضمن والالتزام .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أننا إذا علمنا أن الله غفور رحيم فجدير بنا أنه نسأله المغفرة والرحمة لأنه أهل لذلك، فيكون في هذا تربية للإنسان وسلوكه في وصوله إلى الله عز وجل أن يعلم بأنه غفور فيستغفر، وأنه رحيم فيسترحم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن فيها حثا للإنسان على ترك الذنوب وعلى فعل الطاعات، وجه ذلك أن المغفرة تحتاج إلى عمل صالح إلى توبة يغفر الله بها الذنب، والرحمة تحتاج إلى طاعات يتوصل بها الإنسان إلى رحمة الله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بيان الحكمة في حكم الله الكوني القدري لأن قوله: (( إلا إن الله هو الغفور الرحيم )) كالتعليل لقوله: (( ويستغفرون لمن في الأرض )) كأن قائل يقول: لماذا يستغفرون لمن في الأرض ؟ قال: لأن الله هو الغفور الرحيم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الأسماء الحسنى تكون كاملة بانفرادها واجتماعها، لأنه لما جمع بن الغفور والرحيم تولد منهما صفة ثالثة غير المغفرة والرحمة، وهي اجتماع هذين الاسمين الدالين على الوصف في حق الله عز وجل، فبالمغفرة تمحوا الذنوب وفي الرحمة يحصل المطلوب .
3 - فوائد قوله تعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) .
الطالب: تكاد ويكاد .
الشيخ : طيب (( تكاد السماوات )) مؤنث ولا إشكال فيه لكن يكاد كيف جاء مذكرا والسماوات جمع ؟
الطالب: مجازي التأنيث.
الشيخ : نعم، ومجازي التأنيث يجوز تذكير فعله وتأنيثه بارك الله فيك.
الشيخ : طيب، ذكر في الآية: (( تكاد السماوات )) ذكر قراءتين في (( يتفطرن )) ؟ ينفطرن ويتفطرن.
طيب قوله : (( من فوقهن )) لماذا تكاد تتفطر ؟ من عظمة الله، هل هذا يفيد علو الله ؟
الطالب: نعم.
الشيخ : يفيد علو الله .
الشيخ : قوله تعالى : (( يستغفرون لمن في الأرض )) ماذا تقول ؟ هل هي على عمومها أماذا ؟
الطالب: الإنسان فقط .
الشيخ : الإنسان فقط يعني وأما الذئاب والسباع فلا يغفر له !
الطالب: خاصة بالمؤمنين.
الشيخ : ما هو الدليل على خصوصها بالمؤمنين ؟ في آية أخرى: (( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ))
الشيخ : طيب ماذا يسمى هذا النوع من العموم ؟ العام الذي أريد به الخصوص.
الشيخ : هل تستطيع أن تأتي لنا بمثال واضح ؟ قوله تعالى : (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) ما المراد بالناس في الموضعين ؟
الطالب: أبو سفيان وأصحابه.
الشيخ : والأولى يراد بها من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو نعيم ابن مسعود الثقفي أو غيره، المهم من
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ما الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص وبين العام المخصوص ؟
الطالب: العام الذي أريد به الخصوص هو من أصله مخصوص، بخلاف العام الذي خص فإنه يكون عاما في الأول ثم يرد عليه التخصيص.
الشيخ : أحسنت، العام الذي أريد به الخصوص لم يكن العموم مراد به من أول، إنما يراد به شيء خاص، وأما العام المخصوص فهذا عام أريد به عمومه ثم أخرج منه بعض الأفراد فخصص، واضح، دليل العام الذي أريد به الخصوص عقلي، بمعنى أنه لا يمكن أن يراد به العموم.
4 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم )) . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ))[الشورى:6] .
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين اتخذوا من دونه )) أي الأصنام (( أولياء الله حفيظ )) محص ((عليهم )) ليجازيهم (( وما أنت عليهم بوكيل )) تحصل المطلوب منهم فإنما عليك البلاغ .
" (( الله حفيظ )) محص (( عليهم )) ليجازيهم " تفسير الحفيظ بالمحصي تفسير باللازم، ولكن المراد بالحفيظ أي حافظ أعمالهم رقيب عليهم لا يفوته شيء من أعمالهم، (( الله حفيظ عليهم )) وإذا كان حافظا لهم مراقبا لهم فلابد أن يحصي عليهم أعمالهم ويجازيهم عليها.
" (( وما أنت عليهم بوكيل )) تحصل المطلوب منهم ما عليك إلا البلاغ " وما أنت عليهم الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، بوكيل أي بحفيظ، فالآية واضحة، كأن الله يقول : أنا الحفيظ عليهم أما أنت فلست بحفيظ، ما الذي على الرسول ؟ إن عليك إلا البلاغ، ليس عليه إلا أن يبلغ، أما أن يهدي أحدا أو يحصي أعمال أحد فهذا ليس إليه إنما هو إلى الله عز وجل حتى إن الله قال له في آل عمران : (( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )) وما أنت عليهم بوكيل إلى آخره
6 - التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين اتخذوا من دونه )) أي الأصنام (( أولياء الله حفيظ )) محص ((عليهم )) ليجازيهم (( وما أنت عليهم بوكيل )) تحصل المطلوب منهم فإنما عليك البلاغ . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل )) .
ومن فوائدها : وعيد من اتخذ من دون الله أولياء لقوله : (( الله حفيظ عليهم )) هذا التهديد، كما يقول القائل للإنسان : اذهب وأنا معك، أنا ورائك، أنا أحصي عليك، طيب .
ومن فوائد هذه الآية : بيان عموم علم الله عز وجل لقوله : (( الله حفيظ عليهم )) لأن قوله : (( حفيظ عليهم )) يشمل جميع ما يقومون به من عمل وهذا يدل على سعة علم الله سبحانه وتعالى واطلاعه .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم الغيب ولا يحصي أعمال العباد لقوله: (( وما أنت عليهم بوكيل )).
ومن فوائدها : أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الدعاة وإمام الدعاة لا يلزمه إلا أن يبلغ لقوله: (( وما أنت عليهم بوكيل )) وهذه الآية لها شواهد لفظية ومعنوية قال الله تبارك وتعالى : (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) يعني ما تستطيع، وإذا كان سيد الدعاة وإمامهم لا يملك أن يهديهم فما بالك بمن سواه طيب .
من فوائد هذه الآية : تسلية الدعاة إلى الله إذا لم يطعهم الناس، أكثر الناس يعني الدعاة إذا لم يطعهم الناس تتفطر قلوبهم وتنحل أجسامهم، نقول: يا أخي رويدك، من الذي منعهم ألا يطيعوك ؟ من الذي منعهم أن يطيعوك ؟ نقول : هو الله عز وجل، أنا قلت: من الذي منعهم ألا يطيعوك ؟ ثم قلت: أن يطيعوك ؟ وكلا العبارتين صحيح، قال الله تعالى : (( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك )) وقال : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) فكلا التعبيرين صحيح، على كل حال نقول لهذا الداعي الحريص على هداية الناس لا تحزن عليهم، لا تكن في ضيق مما يمكرون، لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، أنت عليك ما عليك وهو البلاغ، والهداية بيد الله عز وجل، ولو شاء الله لاهتدوا، فإذا كان هذا واقعا بمشيئة الله فإن الإنسان يطمئن، لكن إذا تقطع قلبه حسرة اشتغل بعيوب الناس عن عيوبه، ولهذا تجد الداعية الذي هذا وصفه تجده دائما مشغول بأحوال الناس وينسى نفسه، لو فتشت ما فتشت لرأيته في العابدة مقصرا، وإذا جاء للعبادة وحضر فقلبه في واد، وهذا غلط، أنت مأمور قبل كل شيء بإصلاح نفسك، مأمور أيضا بالرضا بقضاء ربك، قضى الله عز وجل ألا يهتدي هؤلاء، الأمر أمره والعباد عباده، صحيح أن الإنسان يحزن لكن لا ينبغي أن يصل إلى درجة يغفل بها عن نفسه، كما هو شأن بعض الدعاة، والإنسان إذا كان هكذا فثق أنه سيكون متزنا في الدعوة إلى الله، وإلا يكن فسيكون متهورا، ويأتي بما لا تحمد عقباه، لذلك كن داعيا إلى الله عز وجل كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشر ليس له من الأمر شيء لقوله : (( الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل )) فالرسول عليه الصلاة والسلام بشر لا يستطيع أن يهدي أحدا ولا أن يحصي أعمال أحد، لو استطاع أن يهدي أحدا لهدى عمه أبا طالب الذي كان له من الفضل على الدعوة الإسلامية ما هو معلوم، لكنه لم ينفعه إلا في شيء واحد ـ هو حقيقة لم يفده شيئا ـ أنه شفع له عند الله فخفف عنه العذاب، فكان في ضحضاح من نار عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ومع هذا يرى أنه أشد الناس عذابا، لأنه لو رأى أنه أخف الناس عذابا لهان عليه الأمر وتسلى بغيره، لكنه يرى أنه أشد الناس عذابا، نسأل الله العافية، وقد أشار الله إلى أن الإشتراك في العذاب يخفف في قوله تعالى : (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) في الدنيا ينفع الإنسان إذا شاركه غيره لكن في الآخرة لا ينفع.
7 - فوائد قوله تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل )) . أستمع حفظ
ما ضابط السؤال في الأمور الغيبية .؟
ومن فوائدها : وعيد من اتخذ من دون الله أولياء لقوله : (( الله حفيظ عليهم )) هذا التهديد، كما يقول القائل للإنسان : اذهب وأنا معك، أنا ورائك، أنا أحصي عليك، طيب .
ومن فوائد هذه الآية : بيان عموم علم الله عز وجل لقوله : (( الله حفيظ عليهم )) لأن قوله : (( حفيظ عليهم )) يشمل جميع ما يقومون به من عمل وهذا يدل على سعة علم الله سبحانه وتعالى واطلاعه .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم الغيب ولا يحصي أعمال العباد لقوله: (( وما أنت عليهم بوكيل )).
ومن فوائدها : أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الدعاة وإمام الدعاة لا يلزمه إلا أن يبلغ لقوله: (( وما أنت عليهم بوكيل )) وهذه الآية لها شواهد لفظية ومعنوية قال الله تبارك وتعالى : (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) يعني ما تستطيع، وإذا كان سيد الدعاة وإمامهم لا يملك أن يهديهم فما بالك بمن سواه طيب .
من فوائد هذه الآية : تسلية الدعاة إلى الله إذا لم يطعهم الناس، أكثر الناس يعني الدعاة إذا لم يطعهم الناس تتفطر قلوبهم وتنحل أجسامهم، نقول: يا أخي رويدك، من الذي منعهم ألا يطيعوك ؟ من الذي منعهم أن يطيعوك ؟ نقول : هو الله عز وجل، أنا قلت: من الذي منعهم ألا يطيعوك ؟ ثم قلت: أن يطيعوك ؟ وكلا العبارتين صحيح، قال الله تعالى : (( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك )) وقال : (( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي )) فكلا التعبيرين صحيح، على كل حال نقول لهذا الداعي الحريص على هداية الناس لا تحزن عليهم، لا تكن في ضيق مما يمكرون، لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، أنت عليك ما عليك وهو البلاغ، والهداية بيد الله عز وجل، ولو شاء الله لاهتدوا، فإذا كان هذا واقعا بمشيئة الله فإن الإنسان يطمئن، لكن إذا تقطع قلبه حسرة اشتغل بعيوب الناس عن عيوبه، ولهذا تجد الداعية الذي هذا وصفه تجده دائما مشغول بأحوال الناس وينسى نفسه، لو فتشت ما فتشت لرأيته في العابدة مقصرا، وإذا جاء للعبادة وحضر فقلبه في واد، وهذا غلط، أنت مأمور قبل كل شيء بإصلاح نفسك، مأمور أيضا بالرضا بقضاء ربك، قضى الله عز وجل ألا يهتدي هؤلاء، الأمر أمره والعباد عباده، صحيح أن الإنسان يحزن لكن لا ينبغي أن يصل إلى درجة يغفل بها عن نفسه، كما هو شأن بعض الدعاة، والإنسان إذا كان هكذا فثق أنه سيكون متزنا في الدعوة إلى الله، وإلا يكن فسيكون متهورا، ويأتي بما لا تحمد عقباه، لذلك كن داعيا إلى الله عز وجل كما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشر ليس له من الأمر شيء لقوله : (( الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل )) فالرسول عليه الصلاة والسلام بشر لا يستطيع أن يهدي أحدا ولا أن يحصي أعمال أحد، لو استطاع أن يهدي أحدا لهدى عمه أبا طالب الذي كان له من الفضل على الدعوة الإسلامية ما هو معلوم، لكنه لم ينفعه إلا في شيء واحد ـ هو حقيقة لم يفده شيئا ـ أنه شفع له عند الله فخفف عنه العذاب، فكان في ضحضاح من نار عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ومع هذا يرى أنه أشد الناس عذابا، لأنه لو رأى أنه أخف الناس عذابا لهان عليه الأمر وتسلى بغيره، لكنه يرى أنه أشد الناس عذابا، نسأل الله العافية، وقد أشار الله إلى أن الإشتراك في العذاب يخفف في قوله تعالى : (( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )) في الدنيا ينفع الإنسان إذا شاركه غيره لكن في الآخرة لا ينفع.
ما هو الأصل في الاشتقاق المصدر أو الفعل .؟
الشيخ : لا كل هذا بحث ما له داعي، هو الأصل لا شك أنه المعنى، فأنت لا يمكن أن تقول فعل ضارب إلا إذا وقع منه الضرب هذا هو الأصل، فالمصدر هو الأصل هذا مذهب البصريين وهو الحق إن شاء الله، الكوفيين يقولون: لا الأصل الفعل، فيقولون: ضرْب مشتق من ضرَب، والصواب العكس نعم.
ما الفرق بين العام المخصوص والعلم الذي أريد به الخصوص .؟
الشيخ : العام المخصوص هو الذي أريد عمومه أولا ثم أخرج بعض أفراده مثل أن تقول: قام القوم إلا زيدا، والعام الذي أريد به الخصوص لم يرد عمومه أصلا ودلالته عقلية فمثلا: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم )) (( الذين قال لهم الناس )) هل هم كل الناس ؟ هل يفهم أحد من هذه الكلمة أن جميع الناس قالوا ؟ لا يفهم، إن الناس قد جمعوا لكم.
سؤال عن معنى الأولياء في قوله تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء )) .؟
الشيخ : أولا بارك الله فيك لن تجد في القرآن أن الأولياء هم الأصنام لكن المفسرين يفسرون بالأصنام على سبيل التمثيل وإلا فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ) فجعل الذي يربط قوله ومحبته ومعاداته وكراهته على هذا جعله عبدا له.
نعم فيه إشارة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون.
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ: (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ * وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ))[الشورى:7-8].
التعليق على تفسير الجلالين : (( وكذلك )) مثل ذلك الإيحاء (( أوحينا إليك قرءانا عربيا لتنذر )) تخوف (( أم القرى ومن حولها )) أي أهل مكة وسائر الناس (( وتنذر )) الناس (( يوم الجمع )) أي يوم القيامة تجمع فيه الخلائق (( لا ريب )) شك (( فيه فريق )) منهم (( في الجنة وفريق في السعير )) النار .
(( وكذلك )) أي مثل هذا الإيحاء (( أوحينا إليك )) والخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق من؟ عن طريق جبريل قال الله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) (( أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر )) قرآنا: بمعنى مقروء أو بمعنى قارئ، أما هو فهو مصدر، قرآن: مصدر قرأ، كغفران مصدر غفر، شكران مصدر شكر، إذا قرآن مصدر لكن هل هو بمعنى اسم الفاعل أو هو بمعنى اسم المفعول أو هو بمعناهما جميعا، لنا قاعدة سبقت أن الآية أو الحديث أيضا إذا احتمل معنيين على السواء ولا منافاة بينهما وجب أن يحمل عليهما جميعا، إذا قرآن بمعنى قارئ وقرآن بمعنى مقروء، كيف يكون القرآن بمعنى قارئ ؟ قاري بمعنى جامع ومنه سميت القرية لأنها تجمع الناس فيكون قرآن يعني قارئ، ولا شك أن القرآن جامع لعلوم الأولين والآخرين ولكل علم نافع وعمل صالح، وقوله: (( عربيا )) أي بلسان العرب، والعروبة هنا هل هي عروبة النسب أو عروبة اللسان ؟.
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وكذلك )) مثل ذلك الإيحاء (( أوحينا إليك قرءانا عربيا لتنذر )) تخوف (( أم القرى ومن حولها )) أي أهل مكة وسائر الناس (( وتنذر )) الناس (( يوم الجمع )) أي يوم القيامة تجمع فيه الخلائق (( لا ريب )) شك (( فيه فريق )) منهم (( في الجنة وفريق في السعير )) النار . أستمع حفظ