تفسير سورة الشورى-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة كيف نرد على من يقول أن ظاهر آيات الصفات يقتضي التمثيل .؟
الشيخ : قل : (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )) بس يكفي، القلب إذا زاغ ـ والعياذ بالله ـ انقلب الحق عنده باطلا وانقلب الباطل حقا، وإلا كيف نقول يقتضي التمثيل، أنت لو أخبرتني أنك رأيت الفيل، هل أتصور أن الفيل مثل الإنسان ؟ ما أتصور هذا، إن كنت قد رأيت الفيل عرفت الفرق، وإن لم أكن رأيته فأنا أعلم أن بينهما فرقا، لأنه إن لم يكن فرق لكان الفيل آدميا، ولا تستغرب، الإنسان والعياذ بالله إذا طمس الله على قلبه رأى الحق باطل والباطل حقا، الآن أعظم كلام، كلام الرب عز وجل، وقد قال الله تعالى: (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين )) سواليف لا يتصور لها معنى يوجب الإيمان، قال الله عز وجل: (( كلا )) يعني ليست أساطير الأولين: ((بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )).
ما الفرق بين المفوضة والواقفة .؟
الطالب : ما الفرق بين المفوضة والواقفة ؟
الشيخ : الواقفة في الكلام فقط، يقفون يقولون: لا نقول كلام الله حق ولا عبارة، وأما المفوضة فيفوضون كل الصفات، كل الصفات مفوضة فيها .
الشيخ : الواقفة في الكلام فقط، يقفون يقولون: لا نقول كلام الله حق ولا عبارة، وأما المفوضة فيفوضون كل الصفات، كل الصفات مفوضة فيها .
ما صحة القول بأن أهل السنة قسمان مفوضة ومؤولة .؟
الطالب : ما الفرق بين المفوضة والواقفة ؟
الشيخ : الواقفة في الكلام فقط، يقفون يقولون: لا نقول كلام الله حق ولا عبارة، وأما المفوضة فيفوضون كل الصفات، كل الصفات مفوضة فيها .
الشيخ : الواقفة في الكلام فقط، يقفون يقولون: لا نقول كلام الله حق ولا عبارة، وأما المفوضة فيفوضون كل الصفات، كل الصفات مفوضة فيها .
كيف يرد على من قال أن الإمام مالك مفوض وكذلك بعض الصحابة .؟
الطالب: كيف الرد على من يقول أن مالك كان يفوض وبعض الصحابة: أمروها كما جاءت ؟
الشيخ : الظاهر أن المفوضة أنهم خرجوا بعد ما خرجت بدعة التعطيل، عجزوا أن يقابلوا أهل التعطيل فقالوا إذن نفوض، لأن أهل التعطيل ـ تعرف الجهمية صار لهم شأن كبير ـ فضغطوا على علماء السنة وعجزوا عن مقاومتهم فقالوا إذن لا نقول بهذا ولا بهذا نفوض الأمر، وأما من زعم أن الإمام مالكا رحمه الله مفوض فقد كذب هذا كلامه قال: "الاستواء غير مجهول " يعني هو معلوم ولا يجهله أحد، وأما: " أمروها كما جاءت " فنعم، والله قالوا هكذا، أمروها كما جاءت بلا كيف، هذا حق، إذا أمرناها كما جاءت فهل نثبت اللفظ فقط دون المعنى ؟ الجواب: لا، لأنها ألفاظ جاءت لمعاني، لم ينزلها الله عز وجل ألفاظا جوفاء لا معنى لها، أو لها مائة معنى ولا ندري ما المراد أبدا، فنقول: أمرناها كما جاءت، أي: ألفاظا لمعاني، ثم قولهم: بلا كيف، يدل على إثبات المعنى، لأنه لولا ثبوت المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف، إذ نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول ينزه عنه كلام السلف، فمن استدل بقول السلف هذا قلنا هذا دليل عليك وليس لك.
وأنا أعطيكم فائدة عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كل إنسان يستدل بدليل صحيح ثبوتا على باطل فإنه سيكون دليلا عليه، سبحان الله، هذه قاعدة، وشيخ الإسلام التزم بها، قال: " أنا ألتزم أن كل إنسان يأتي بدليل صحيح ثبوتها ـ يعني ثابت ثبوتا لا شك فيه ـ على باطل ألتزم أن أجعله دليلا عليه " لأن استدلال أهل الباطل بالدليل الصحيح معناه يشم منه رائحة المعنى، هل يمكن أن يكون المعنى الذي يشم من هذا الاستدلال أن يكون باطلا ؟ لا يمكن، ولذلك تأمل إذا فتح الله عليك جميع الأقوال الباطلة التي يستدل قائلوها بدليل صحيح من الكتاب والسنة فسترى أن ما استدلوا به دليل عليهم، هذه الجملة التي ذكرت: أمروها كما جاءت بلا كيف، الآن فهمنا أنها ترد عليهم من وجهين:
الوجه الأول: أننا إذا أمررناها كما جاءت لزم من ذلك إثبات المعنى، لأننا نعلم أن الله لن يخاطبنا بشيء لا نعرف معناه أبدا، ما يكن هذا، لاسيما في أسماء الله وصفاته التي هي العقيدة.
الثاني: قولهم: بلا كيف، يدل على أن المعنى موجود، ولولا ثبوت أصل المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف .
الشيخ : الظاهر أن المفوضة أنهم خرجوا بعد ما خرجت بدعة التعطيل، عجزوا أن يقابلوا أهل التعطيل فقالوا إذن نفوض، لأن أهل التعطيل ـ تعرف الجهمية صار لهم شأن كبير ـ فضغطوا على علماء السنة وعجزوا عن مقاومتهم فقالوا إذن لا نقول بهذا ولا بهذا نفوض الأمر، وأما من زعم أن الإمام مالكا رحمه الله مفوض فقد كذب هذا كلامه قال: "الاستواء غير مجهول " يعني هو معلوم ولا يجهله أحد، وأما: " أمروها كما جاءت " فنعم، والله قالوا هكذا، أمروها كما جاءت بلا كيف، هذا حق، إذا أمرناها كما جاءت فهل نثبت اللفظ فقط دون المعنى ؟ الجواب: لا، لأنها ألفاظ جاءت لمعاني، لم ينزلها الله عز وجل ألفاظا جوفاء لا معنى لها، أو لها مائة معنى ولا ندري ما المراد أبدا، فنقول: أمرناها كما جاءت، أي: ألفاظا لمعاني، ثم قولهم: بلا كيف، يدل على إثبات المعنى، لأنه لولا ثبوت المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف، إذ نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول ينزه عنه كلام السلف، فمن استدل بقول السلف هذا قلنا هذا دليل عليك وليس لك.
وأنا أعطيكم فائدة عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كل إنسان يستدل بدليل صحيح ثبوتا على باطل فإنه سيكون دليلا عليه، سبحان الله، هذه قاعدة، وشيخ الإسلام التزم بها، قال: " أنا ألتزم أن كل إنسان يأتي بدليل صحيح ثبوتها ـ يعني ثابت ثبوتا لا شك فيه ـ على باطل ألتزم أن أجعله دليلا عليه " لأن استدلال أهل الباطل بالدليل الصحيح معناه يشم منه رائحة المعنى، هل يمكن أن يكون المعنى الذي يشم من هذا الاستدلال أن يكون باطلا ؟ لا يمكن، ولذلك تأمل إذا فتح الله عليك جميع الأقوال الباطلة التي يستدل قائلوها بدليل صحيح من الكتاب والسنة فسترى أن ما استدلوا به دليل عليهم، هذه الجملة التي ذكرت: أمروها كما جاءت بلا كيف، الآن فهمنا أنها ترد عليهم من وجهين:
الوجه الأول: أننا إذا أمررناها كما جاءت لزم من ذلك إثبات المعنى، لأننا نعلم أن الله لن يخاطبنا بشيء لا نعرف معناه أبدا، ما يكن هذا، لاسيما في أسماء الله وصفاته التي هي العقيدة.
الثاني: قولهم: بلا كيف، يدل على أن المعنى موجود، ولولا ثبوت أصل المعنى ما صح أن يقولوا: بلا كيف .
ألا يدل على قدرة الله العقل .؟
الطالب : ألا يدل العقل على قدرة الله عز وجل ؟
الشيخ : لا، هذه شواهد، يعني العقل قد يكون عنده شواهد كثيرة على القدرة، لكن أصل القدرة توقيفية.
... الشيخ : ذكرنا هذا، وقلنا لا حاجة له، بعضهم قال: مثل بمعنى ذات، لكن ما لها حاجة، أحسن ما قيل التخريج الأول الذي ذكرناه والأخير .
الشيخ : لا، هذه شواهد، يعني العقل قد يكون عنده شواهد كثيرة على القدرة، لكن أصل القدرة توقيفية.
... الشيخ : ذكرنا هذا، وقلنا لا حاجة له، بعضهم قال: مثل بمعنى ذات، لكن ما لها حاجة، أحسن ما قيل التخريج الأول الذي ذكرناه والأخير .
ألا يمكن أن يقال أن التفويض هو صرف اللفظ عن ظاهره لمعنى آخر .؟
الطالب: ألا يمكن أن يقال أن التفويض هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ؟
الشيخ : لا، المفوض لا يدرج معنى أصلا، المفوض لا يثبت معنى، يعني هؤلاء المفوضة نقرأ عليهم قول الله تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ... )) [الحشر:22] إلى آخر السورة سبعة عشرة اسما، ما معناها ؟ قال: والله ما ندري، ما نثبت، تثبت أن له رحمه ؟ قال: ما أدري، تثبت أنه ملك له الملك ؟ قال: ما أدري أنا علي أن أقرأ القرآن وبس، وفكنا من شرك، هل يعقل أن يكون هذا مذهبا لأهل السنة ؟ هذا مذهب للجهال، وعلماء السنة والحمد لله فيهم العلماء الفحول الذين جمعوا بين العلم بالمعقول والمنقول.
ثم يا سبحان الله هل يمكن أن نقول أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ابن مسعود وابن عباس وغيرهم يقرؤون القرآن وهم لا يعرفون معناه في أسماء الله وصفاته، إن كنا نعتقد هذا فهو أكبر قدح في الصحابة، بل إنهم يقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث بالحديث ولا يدري معناه، قالوا إنه قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الآخر ) ما هو معناه يا رسول الله، قال: والله ما أدري، هل يعقل هذا؟ لكن عند المضايقات في المناظرة تجد الإنسان يرتقى مرتقا صعبا هو نفسه يعرف أنه غير صواب لو تأمل.
الشيخ : لا، المفوض لا يدرج معنى أصلا، المفوض لا يثبت معنى، يعني هؤلاء المفوضة نقرأ عليهم قول الله تعالى : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ... )) [الحشر:22] إلى آخر السورة سبعة عشرة اسما، ما معناها ؟ قال: والله ما ندري، ما نثبت، تثبت أن له رحمه ؟ قال: ما أدري، تثبت أنه ملك له الملك ؟ قال: ما أدري أنا علي أن أقرأ القرآن وبس، وفكنا من شرك، هل يعقل أن يكون هذا مذهبا لأهل السنة ؟ هذا مذهب للجهال، وعلماء السنة والحمد لله فيهم العلماء الفحول الذين جمعوا بين العلم بالمعقول والمنقول.
ثم يا سبحان الله هل يمكن أن نقول أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ابن مسعود وابن عباس وغيرهم يقرؤون القرآن وهم لا يعرفون معناه في أسماء الله وصفاته، إن كنا نعتقد هذا فهو أكبر قدح في الصحابة، بل إنهم يقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث بالحديث ولا يدري معناه، قالوا إنه قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الآخر ) ما هو معناه يا رسول الله، قال: والله ما أدري، هل يعقل هذا؟ لكن عند المضايقات في المناظرة تجد الإنسان يرتقى مرتقا صعبا هو نفسه يعرف أنه غير صواب لو تأمل.
كيفية الرد عن المعطلة من قوله : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .؟
... الشيخ : يقول: فيه رد على المعطلة ؟ أي صحيح، لأن المعطلة يشبهونه بالعدم، لكن ما دام عندنا: (( وهو السميع البصير )) واضح، لماذا نذهب نأتي بمعنى بعيد، فليس كمثله شيء رد على الممثلة واضح ولا يحتاج تعب في الفهم، (( وهو السميع البصير )) رد على المعطلة أيضا واضح ... نعم الرد عليهم سهل، نقول هل أثبت الله لنفسه يدا أو لا ؟ فسيقولون: نعم، لماذا لا تثبتها أنت ؟ قال: أخشى أن تكون مماثلة ليد الإنسان، نقول: لا تخشى هذا، كيف تخشى هذا والله يقول: (( ليس كمثله شيء )). ثم نقول له، ألست تثبت لشاتك يدا، يقول: نعم، هل يد شاتك مثل يدك ؟ خلاص، إذا انتفت المشابهة بين المخلوقات فيما تتفق فيه بالأسماء فانتفاء المشابهة في حق الخالق من باب أولى، بل انتفاء المشابهة في حق الله واجب، وفي حق المخلوق غير واجب، الآن القط، أتعرف القط ما هو ؟ عندنا الآن اثنان، واحد يقول: البس، والصواب البس بالفتح، إذا قلت البس فأنت لاحن، والأخ قال: الهر، وثالث يقول: القط، والسنور، ما أكثر أسماء الهر والأسد، وسبحان الله أيدي الهر وأيدي الأسد متشابهة تماما.
سؤال عن معنى حديث : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض ) .؟
الطالب: ...
الشيخ : ما هو صحيح أبدا، والحجر الأسود يمين الله في الأرض ما صح عن الرسول أبدا ما صح، كما قررناه في كتاب القواعد المثلى، كل الأمثلة التي ذكرتها موجودة في القواعد المثلى، وموجود الرد عليها.
الشيخ : ما هو صحيح أبدا، والحجر الأسود يمين الله في الأرض ما صح عن الرسول أبدا ما صح، كما قررناه في كتاب القواعد المثلى، كل الأمثلة التي ذكرتها موجودة في القواعد المثلى، وموجود الرد عليها.
سؤال عن كيف الرد على المخالفين لمذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة .؟
... الشيخ : الطريقة المثلى، أما إذا كان لهم سلطة بمعنى أنك لو جادلتهم علنا لكان عليك خطر، فدع هذه المجادلة، لكن لك أن تتكلم في المجالس الخاصة أو في المجالس التي لا يوجدون فيها، وتعرض المذهب وتبين بطلانه، لو لم يكن من هذا العرض إلا تشكيك العامة في هؤلاء لكان كافيا، وزحزحة العقيدة والتشكيك فيها مهم جدا، فأنت مثلا إذا رأيت أناسا على باطل وبينت الحق، لو لم يكن من الفائدة إلا أن يشكوا في الأمر حتى عند زعمائهم يشكون في قولهم، ما دمت أنت أتيت بالحق وبينت، ولهذا سمعت عن بعض دعاة النصرانية ـ قاتلهم الله ولعنهم إلى يوم القيامة ـ سمعت أنه يقول لقومه: يا قومنا إنكم لن تنقلوا المسلم إلى النصرانية هذا مستحيل، لأن ديننا النصرانية الموجود الآن كل يعرف أنه خرافة، وليس على شيء، لكن يكفيكم أن تشككوا المسلم في دينه، شف الخبثاء، خلوه يشك بس، وإذا شك كفر أو لم يكفر ؟ نعم، إذا شك الإنسان فيما يجب الإيمان به فهو كافر، ما يجب الإيمان به يجب الجزم به، فانظر كيف أساليبهم، ونحن والحمد لله عندنا من الأساليب أقوى منهم، لكن عندنا أن الإنسان إذا رأى هذا العالم يمكن يخاف، وشجاعة خالد بن الوليد وحمزة بن عبد المطلب غير موجودة إلا في قليل من الناس.
نعم خلاص، هذا بدأ قبل أن نعلن، من أدرك ركعة من الصلاة .
نعم خلاص، هذا بدأ قبل أن نعلن، من أدرك ركعة من الصلاة .
سؤال عن كيفية الإجابة عن الشبهة المعروفة وهي أن ابن حجر والنووي إمامان ومع ذلك هما أشعريان العقيدة .؟
الطالب : ...
الشيخ : سهلة هذه، إذا قالوا ابن حجر والنووي، أما ابن حجر رحمه الله فأنا رأيي فيه أنه ليس على طريقة الأشعرية، الرجل متذبذب، أحيانا يتكلم بكلام هو كلام أهل السنة مائة بالمائة، وأحيانا ينقل كلام الأشاعرة، هو أحيانا ينقل عن شيخ الإسلام مقررا قوله، النووي صحيح رحمه الله على مذهب الأشاعرة في جميع ما قرأت له من كتبه، لكن إذا قابلونا بفلان وفلان نقول: هل أنتم تعرفون الحق بالرجال ولا الرجال بالحق ؟ إن قالوا: نعرف الحق بالرجال قلنا: عندنا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام أحمد وغيرهم من العلماء الفحول، فهؤلاء مقابل هؤلاء، ثم لدينا شيء فوق الجميع الصحابة رضي الله عنهم، ائتوا لنا بدليل واحد يؤيد مذهب الأشاعرة، يقول: استوى بمعنى استولى، ما منهم أحد قال: استوى بمعنى استولى، كلهم يقولون: استوى بمعنى علا، من أين علمنا هذا ؟ علمنا هذا بأنهم يقرئون القرآن ويعرفون معناه ولم يأت عن أحد منهم قول بصرف اللفظ عن ظاهره، الحمد لله الحق واضح، فلو قال لنا قائل: إن الصحابة أجمعوا أن معنى قوله: (( استوى على العرش )) يعني علا عليه، أجمعوا، هل يمكن أحد يمكن أن ينازع يقول ما أجمعوا ؟ ما يمكن، لأنا نعلم أن الصحابة يقرؤون القرآن وينزلون معناه على اللغة العربية، واللغة العربية في جميع مواردها أنه إذا تعدت استوى بعلى فالمراد العلو.
الشيخ : سهلة هذه، إذا قالوا ابن حجر والنووي، أما ابن حجر رحمه الله فأنا رأيي فيه أنه ليس على طريقة الأشعرية، الرجل متذبذب، أحيانا يتكلم بكلام هو كلام أهل السنة مائة بالمائة، وأحيانا ينقل كلام الأشاعرة، هو أحيانا ينقل عن شيخ الإسلام مقررا قوله، النووي صحيح رحمه الله على مذهب الأشاعرة في جميع ما قرأت له من كتبه، لكن إذا قابلونا بفلان وفلان نقول: هل أنتم تعرفون الحق بالرجال ولا الرجال بالحق ؟ إن قالوا: نعرف الحق بالرجال قلنا: عندنا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام أحمد وغيرهم من العلماء الفحول، فهؤلاء مقابل هؤلاء، ثم لدينا شيء فوق الجميع الصحابة رضي الله عنهم، ائتوا لنا بدليل واحد يؤيد مذهب الأشاعرة، يقول: استوى بمعنى استولى، ما منهم أحد قال: استوى بمعنى استولى، كلهم يقولون: استوى بمعنى علا، من أين علمنا هذا ؟ علمنا هذا بأنهم يقرئون القرآن ويعرفون معناه ولم يأت عن أحد منهم قول بصرف اللفظ عن ظاهره، الحمد لله الحق واضح، فلو قال لنا قائل: إن الصحابة أجمعوا أن معنى قوله: (( استوى على العرش )) يعني علا عليه، أجمعوا، هل يمكن أحد يمكن أن ينازع يقول ما أجمعوا ؟ ما يمكن، لأنا نعلم أن الصحابة يقرؤون القرآن وينزلون معناه على اللغة العربية، واللغة العربية في جميع مواردها أنه إذا تعدت استوى بعلى فالمراد العلو.
10 - سؤال عن كيفية الإجابة عن الشبهة المعروفة وهي أن ابن حجر والنووي إمامان ومع ذلك هما أشعريان العقيدة .؟ أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
قال الله تبارك وتعالى: (( فاطر السماوات والأرض ... )) إلى آخره من فوائد الآية:
أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض ابتداء على غير مثال سبق.
ومن فوائدها: تمام قدرة الله تبارك وتعالى لأن هذه السماوات العظيمة لا يقدر عليها أحد إلا الله، ثم إنه خلقها في ستة أيام، جاءت مفصلة في سورة فصلت .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن السماوات جمع، كم هي ؟ سبع، والأرض ؟ سبع، لكن من غير هذه الآية .
ومن فوائدها : حكمة الله عز وجل ورحمته حيث جعل لنا من أنفسنا أزواجا، فإن هذا حكمة حيث كانت من أنفسنا، ورحمة حيث جعل لنا أزواجا نتمتع بهن من جهة، وننمو ونزداد من جهة أخرى.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: رحمة الله تعالى بنا حيث جعل لنا من الأنعام أزواجا، لأن هذا لا شك من مصلحتنا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى ينشر ويبث ويكثر بني آدم وما خلق لهم من أنعام بسبب التزاوج لقوله : (( يذرؤكم فيه )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الرد على المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر حيث قال: (( ليس كمثله شيء )) فهو سبحانه وتعالى لا مثل له، لا في الخلق ولا في الصفات ولا غيرها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أهل التمثيل في قوله : (( ليس كمثله شيء )) .
ومن فوائدها : إثبات اسمين من أسماء الله هما السميع والبصير .
ومن فوائد الآية : إثبات السمع والبصر وصفا لله عز وجل، لأن السميع من السمع، والبصير من البصر.
وهنا قاعدة نشير إليها: كل اسم من أسماء الله فإنه متضمن لشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، فمن قال: إن الله سميع ولكن بلا سمع، فإنه لم يؤمن بالاسم، لأنه لابد أن تؤمن بما دل عليه من صفة وإلا لم تؤمن به، أيضا إثبات أن هذه الصفة متعدية للغير إذا كانت متعدية.
فمثلا السميع نؤمن بأن الله من أسمائه السميع ومن صفاته السمع، ونؤمن بأمر زائد وهو أنه يسمع كل شيء، ولهذا قال أهل العلم: الاسم إذا كان لازما لم يتم الإيمان به إلا بشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، وإذا كان متعديا فلابد في الإيمان به من أمور ثلاثة:
الأول: إثبات كونه اسما لله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، والثالث: إثبات تعدي هذه الصفة إلى ما تتعلق به، بمعنى أن السمع يتعلق بكل مسموع، والبصر بكل مبصر، فإثبات السمع لا بد أن نثبت أنه يسمع.
طيب فيه أيضا، يقولون: الأسماء تتضمن الدلالات الثلاث دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام، وإن شئت فقل: دلالة اللزوم، الدلالات ثلاث مطابقة وتضمن ولزوم، فدلالة الاسم على الذات وحدها دلالة تضمن، وعلى الصفة وحدها دلالة تضمن، وعليهما جميعا دلالة مطابقة، ودلالة ذلك الاسم على معنى لازم له دلالة التزام، هذه من القواعد المهمة. الدلالات كم ؟
الطالب: ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام.
الشيخ : فدلالة الاسم على الذات وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعلى الصفة وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعليهما ؟
الطالب: مطابقة.
الشيخ : وعلى أمر لازم ؟ التزام.
نضرب لهذا مثلا الخالق، من أسماء الله تعالى الخالق، فدلالته على الذات وحدها تضمن، وعلى صفة الخلق وحدها تضمن أيضا، وعليهما جميعا مطابقة، إذن فهمنا أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة، وعلى بعضه تضمن، على اللازم الخارج الذي يلزم منه دلالة التزام، المثال الذي معنا الآن لا يزال باقيا، الخالق يدل على صفة الخلق، وعلى الخالق نفسه، ويدل أيضا على شيء لازم، من لازم الخلق القدرة، من لازم الخلق العلم، إذ من ليس بقادر لا يمكن أن يخلق، ومن ليس بعالم لا يمكن أن يخلق، فتكون دلالة الخالق على العلم والقدرة دلالة التزام.
من فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على أهل التعطيل في قوله : (( وهو السميع البصير ))
نحن ذكرنا السميع من فوائد الآية الكريمة إثبات السميع اسما لله، والبصير اسما لله، وإثبات البصر صفة لله، وإثبات السمع صفة لله، فإن قال قائل : أيهما أوسع الصفة أو الاسم ؟ الجواب: الصفة أوسع، لأن الله يوصف بما لا يسمى به، ولكن كل ما سمي به فهو متضمن للصفة، افهموا القاعدة ثم يأتي المثال بعد، أن كل اسم متضمن لصفة وبهذا يكون الاسم والصفة متوازيين، هناك صفات لا يمكن أن يسمى الله بها، فالصفة أوسع، ألسنا نقول: عبر الله بكذا وكذا ألسنا نقول : تحدث الله عن كذا، ومع ذلك لا نسمي الله تعالى متحدث ولا نسميه معبر، لأن الوصف أوسع من الاسم، وهذه فائدة أيضا مهمة، عكس ما يقولون: إن الأسماء لا تتضمن الصفات.
أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض ابتداء على غير مثال سبق.
ومن فوائدها: تمام قدرة الله تبارك وتعالى لأن هذه السماوات العظيمة لا يقدر عليها أحد إلا الله، ثم إنه خلقها في ستة أيام، جاءت مفصلة في سورة فصلت .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن السماوات جمع، كم هي ؟ سبع، والأرض ؟ سبع، لكن من غير هذه الآية .
ومن فوائدها : حكمة الله عز وجل ورحمته حيث جعل لنا من أنفسنا أزواجا، فإن هذا حكمة حيث كانت من أنفسنا، ورحمة حيث جعل لنا أزواجا نتمتع بهن من جهة، وننمو ونزداد من جهة أخرى.
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: رحمة الله تعالى بنا حيث جعل لنا من الأنعام أزواجا، لأن هذا لا شك من مصلحتنا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى ينشر ويبث ويكثر بني آدم وما خلق لهم من أنعام بسبب التزاوج لقوله : (( يذرؤكم فيه )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الرد على المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر حيث قال: (( ليس كمثله شيء )) فهو سبحانه وتعالى لا مثل له، لا في الخلق ولا في الصفات ولا غيرها .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أهل التمثيل في قوله : (( ليس كمثله شيء )) .
ومن فوائدها : إثبات اسمين من أسماء الله هما السميع والبصير .
ومن فوائد الآية : إثبات السمع والبصر وصفا لله عز وجل، لأن السميع من السمع، والبصير من البصر.
وهنا قاعدة نشير إليها: كل اسم من أسماء الله فإنه متضمن لشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، فمن قال: إن الله سميع ولكن بلا سمع، فإنه لم يؤمن بالاسم، لأنه لابد أن تؤمن بما دل عليه من صفة وإلا لم تؤمن به، أيضا إثبات أن هذه الصفة متعدية للغير إذا كانت متعدية.
فمثلا السميع نؤمن بأن الله من أسمائه السميع ومن صفاته السمع، ونؤمن بأمر زائد وهو أنه يسمع كل شيء، ولهذا قال أهل العلم: الاسم إذا كان لازما لم يتم الإيمان به إلا بشيئين:
الأول: إثبات كونه اسما من أسماء الله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، وإذا كان متعديا فلابد في الإيمان به من أمور ثلاثة:
الأول: إثبات كونه اسما لله، والثاني: إثبات الصفة التي دل عليها، والثالث: إثبات تعدي هذه الصفة إلى ما تتعلق به، بمعنى أن السمع يتعلق بكل مسموع، والبصر بكل مبصر، فإثبات السمع لا بد أن نثبت أنه يسمع.
طيب فيه أيضا، يقولون: الأسماء تتضمن الدلالات الثلاث دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام، وإن شئت فقل: دلالة اللزوم، الدلالات ثلاث مطابقة وتضمن ولزوم، فدلالة الاسم على الذات وحدها دلالة تضمن، وعلى الصفة وحدها دلالة تضمن، وعليهما جميعا دلالة مطابقة، ودلالة ذلك الاسم على معنى لازم له دلالة التزام، هذه من القواعد المهمة. الدلالات كم ؟
الطالب: ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام.
الشيخ : فدلالة الاسم على الذات وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعلى الصفة وحدها ؟
الطالب: تضمن.
الشيخ : وعليهما ؟
الطالب: مطابقة.
الشيخ : وعلى أمر لازم ؟ التزام.
نضرب لهذا مثلا الخالق، من أسماء الله تعالى الخالق، فدلالته على الذات وحدها تضمن، وعلى صفة الخلق وحدها تضمن أيضا، وعليهما جميعا مطابقة، إذن فهمنا أن دلالة اللفظ على جميع معناه دلالة مطابقة، وعلى بعضه تضمن، على اللازم الخارج الذي يلزم منه دلالة التزام، المثال الذي معنا الآن لا يزال باقيا، الخالق يدل على صفة الخلق، وعلى الخالق نفسه، ويدل أيضا على شيء لازم، من لازم الخلق القدرة، من لازم الخلق العلم، إذ من ليس بقادر لا يمكن أن يخلق، ومن ليس بعالم لا يمكن أن يخلق، فتكون دلالة الخالق على العلم والقدرة دلالة التزام.
من فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على أهل التعطيل في قوله : (( وهو السميع البصير ))
نحن ذكرنا السميع من فوائد الآية الكريمة إثبات السميع اسما لله، والبصير اسما لله، وإثبات البصر صفة لله، وإثبات السمع صفة لله، فإن قال قائل : أيهما أوسع الصفة أو الاسم ؟ الجواب: الصفة أوسع، لأن الله يوصف بما لا يسمى به، ولكن كل ما سمي به فهو متضمن للصفة، افهموا القاعدة ثم يأتي المثال بعد، أن كل اسم متضمن لصفة وبهذا يكون الاسم والصفة متوازيين، هناك صفات لا يمكن أن يسمى الله بها، فالصفة أوسع، ألسنا نقول: عبر الله بكذا وكذا ألسنا نقول : تحدث الله عن كذا، ومع ذلك لا نسمي الله تعالى متحدث ولا نسميه معبر، لأن الوصف أوسع من الاسم، وهذه فائدة أيضا مهمة، عكس ما يقولون: إن الأسماء لا تتضمن الصفات.
11 - فوائد قوله تعالى : (( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
ثم قال الله تعالى .
القارئ: (( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) [الشورى:12].
القارئ: (( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) [الشورى:12].
تفسير قوله تعالى : (( له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) .
الشيخ : (( له مقاليد السماوات والأرض )) له أي لله واحد، وإنما قلنا وحده لأن تقديم الخبر يدل على الحصر، بل القاعدة أوسع من هذا تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر حتى لو قلت: زيدا أكرمت يعني أنك لم تكرم غيره لأنك قدمت المعمول، فنقول: له أي لا لغيره،
13 - تفسير قوله تعالى : (( له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( له مقاليد السموات والأرض )) أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما (( يبسط الرزق )) يوسعه (( لمن يشاء )) امتحانا (( ويقدر )) يضيقه لمن يشاء ابتلاء (( إنه بكل شيء عليم )).
قال المفسر : " (( مقاليد السماوات والأرض )) أي مفاتيح خزائنهما " فجعل المقاليد بمعنى مفاتيح، ولكن من حيث اللغة العربية لا تتناسب مع الاشتقاق، لأن مقاليد مأخوذ من القلادة يعني أزمة الأمور في السموات والأرض كلها بيد الله عز وجل كما تقول: قلادة البعير لأنك تجرها بها، فالظاهر والله أعلم أن المفسر رحمه الله فسرها بما يخالف الظاهر، لكن بعض الناس يقول: إن مقاليد اسم أعجمي معرب، والمقلاد بمعنى المفتاح، لكن هذا قول ضعيف بلا شك لأنه يجب ألا نلجأ إلى التعريب إلا للضرورة، يعني لا يمكن أن نقول: هذه كلمة أصلها فارسية أصلها رومية أصلها كذا وعربت، لا يجوز أن نعدل إلى هذا إلا عند الضرورة، لأن الله تعالى جعل القرآن عربيا، فإذا قلنا في كلمة معربة أصلها غير عربي هذا خلاف ظاهر القرآن، لكن إذا اضطررنا إلى هذا بأن لم نجد لهذه الكلمة أصلا في اللغة حينئذ يكون معرب، مقاليد لها أصل مأخوذة من القلادة التي تقاد بها البعير، فمعنى مقاليد: أي أذمة الأمور في السماوات والأرض له وحده.
أما المؤلف رحمه الله فقال: " مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيره (( يبسط الرزق )) يوسعه (( لمن يشاء ويقدر )) " يبسط: بمعنى يوسع، يقدر: يعني يضيق، طيب البسط والقدر امتحانا وابتلاء، لأن من الناس من لا يصلحه إلا الفقر، ومن الناس من لا يصلحه إلا البسط، وفي الحديث القدسي: ( إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى، وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر ).
(( إنه بكل شيء عليم )) يقول المفسر: " (( يبسط الرزق )) ـ والمراد بالرزق العطاء ـ يوسعه (( لمن يشاء )) امتحانا (( ويقدر )) يضيقه لمن يشاء ابتلاء " امتحانا هل يشكر أو لا يشكر ؟ ابتلاء هل يصبر أو لا يصبر ؟
(( إنه بكل شيء عليم )) إنه عليم بكل شيء فهو يعلم أن البسط لهذا أفضل وأن التضييق لهذا أفضل.
أما المؤلف رحمه الله فقال: " مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيره (( يبسط الرزق )) يوسعه (( لمن يشاء ويقدر )) " يبسط: بمعنى يوسع، يقدر: يعني يضيق، طيب البسط والقدر امتحانا وابتلاء، لأن من الناس من لا يصلحه إلا الفقر، ومن الناس من لا يصلحه إلا البسط، وفي الحديث القدسي: ( إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى، وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر ).
(( إنه بكل شيء عليم )) يقول المفسر: " (( يبسط الرزق )) ـ والمراد بالرزق العطاء ـ يوسعه (( لمن يشاء )) امتحانا (( ويقدر )) يضيقه لمن يشاء ابتلاء " امتحانا هل يشكر أو لا يشكر ؟ ابتلاء هل يصبر أو لا يصبر ؟
(( إنه بكل شيء عليم )) إنه عليم بكل شيء فهو يعلم أن البسط لهذا أفضل وأن التضييق لهذا أفضل.
14 - التعليق على تفسير الجلالين : (( له مقاليد السموات والأرض )) أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما (( يبسط الرزق )) يوسعه (( لمن يشاء )) امتحانا (( ويقدر )) يضيقه لمن يشاء ابتلاء (( إنه بكل شيء عليم )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) .
في هذه الآية فوائد منها: أن أزمة الأمور لله وحده في السماوات والأرض، فهو الذي يدبر الأمور ويداول الأيام بين الناس ويقلب الأحوال، وكم من رجل أصبح كافرا وأمسى مؤمنا، وكم من إنسان أصبح مؤمنا وأمسى كافرا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتن في آخر الزمان: أنه يمسي الإنسان كافرا ويصبح مؤمنا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأرزاق بسطها وتضييقها بيد من ؟ بيد الله عز وجل، فهل يلزم من هذا ألا نفعل الأسباب ؟ لا، لأن هذا ضعف في التوكل، إذا لم تفعل الأسباب، افعل الأسباب واعتمد على الخلاق عز وجل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: ألا نطلب الرزق إلا من الله لأنه هو الذي يبسط الرزق أو يضيقه.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله لقوله تعالى : (( لمن يشاء )) فإن قال قائل : هل هذه المشيئة مجردة عن الحكمة أو مقرونة بالحكمة ؟ الجواب: الثاني لا شك، يعني ليس عطاء الله أو منعه ليس مجرد أنه أراد،لا، لابد أن يكون لحكمة، وهذه قاعدة أثبتها في دماغك، كل شيء قرنه الله بمشيئته فإنه مقرون بالحكمة ولابد، لا يمكن أن يفعل شيئا عبثا كما قال عز وجل : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) وقال تعالى: (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) فكلما مر بك شيء مقرون بالمشيئة فاعلم أنه تابع لحكمة الله عز وجل، واقرأ قول الله تعالى : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) بعدها: (( إن الله كان عليما حكيما )) يعني فمشيئته مقرونة بالعلم والحكمة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات عموم علم الله لقوله : (( إنه بكل شيء عليم )) بكل شيء موجود أو معلوم ؟
الطالب: كليهما.
الشيخ : كلاهما، بكل شيء واجب الوجود أو جائزه أو ممتنعه ؟
الطالب: كل شيء.
الشيخ : كل شيء، حتى الممتنع ؟
الطالب: نعم.
الشيخ : يعلم حتى الممتنع، يعلمه قال الله تعالى : (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )) وهل يمكن أن يكون فيهما آلهة إلا الله ؟ لا يمكن، ومع ذلك علم الله عز وجل أنه لو كان ذلك لفسدت السماوات والأرض، ولهذا نقول : علم الله تعالى متعلق بكل شيء، بالواجب كعلمه بنفسه، بالمستحيل كعلمه بفساد السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله، بالممكن كعلمه بالمخلوقات، فعلم الله متعلق بكل شيء من واجب ومستحيل وممكن.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأرزاق بسطها وتضييقها بيد من ؟ بيد الله عز وجل، فهل يلزم من هذا ألا نفعل الأسباب ؟ لا، لأن هذا ضعف في التوكل، إذا لم تفعل الأسباب، افعل الأسباب واعتمد على الخلاق عز وجل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: ألا نطلب الرزق إلا من الله لأنه هو الذي يبسط الرزق أو يضيقه.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله لقوله تعالى : (( لمن يشاء )) فإن قال قائل : هل هذه المشيئة مجردة عن الحكمة أو مقرونة بالحكمة ؟ الجواب: الثاني لا شك، يعني ليس عطاء الله أو منعه ليس مجرد أنه أراد،لا، لابد أن يكون لحكمة، وهذه قاعدة أثبتها في دماغك، كل شيء قرنه الله بمشيئته فإنه مقرون بالحكمة ولابد، لا يمكن أن يفعل شيئا عبثا كما قال عز وجل : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) وقال تعالى: (( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) فكلما مر بك شيء مقرون بالمشيئة فاعلم أنه تابع لحكمة الله عز وجل، واقرأ قول الله تعالى : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )) بعدها: (( إن الله كان عليما حكيما )) يعني فمشيئته مقرونة بالعلم والحكمة.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات عموم علم الله لقوله : (( إنه بكل شيء عليم )) بكل شيء موجود أو معلوم ؟
الطالب: كليهما.
الشيخ : كلاهما، بكل شيء واجب الوجود أو جائزه أو ممتنعه ؟
الطالب: كل شيء.
الشيخ : كل شيء، حتى الممتنع ؟
الطالب: نعم.
الشيخ : يعلم حتى الممتنع، يعلمه قال الله تعالى : (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )) وهل يمكن أن يكون فيهما آلهة إلا الله ؟ لا يمكن، ومع ذلك علم الله عز وجل أنه لو كان ذلك لفسدت السماوات والأرض، ولهذا نقول : علم الله تعالى متعلق بكل شيء، بالواجب كعلمه بنفسه، بالمستحيل كعلمه بفساد السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة إلا الله، بالممكن كعلمه بالمخلوقات، فعلم الله متعلق بكل شيء من واجب ومستحيل وممكن.
15 - فوائد قوله تعالى : (( له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )) . أستمع حفظ
تنبيه : في كون كلمة " بسيط " تدل على السعة والكثرة لا على القلة كما هو المعهود عند عامة الناس .
هنا تنبيه على خطأ جار بين الناس، إذا كان الشيء قليلا قالوا: هذا بسيط، هذا غلط لأن البسط في اللغة يعني التوسيع والتكثير، فلا تقل هذا بسيط، قل: هذا يسير هذا قليل، إن كان من حيث الصفة قل: يسير، إن كان من حيث العدد قل: هذا قليل، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
اضيفت في - 2011-05-25