فوائد قوله تعالى : (( ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب )) .
ومن فوائدها : أن من خالف الدين بعد مجيء العلم فإنه باغ معتد لقوله : (( بغيا بينهم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات كلام الله عز وجل لقوله : (( ولولا كلمة سبقت من ربك )) ولا شك أن الله تعالى موصوف بالكلام لأنه كمال، وضد الكلام الخرس، والخرس نقص، فلو نفينا الكلام لزم من ذلك ثبوت الخرس وهذا نقص ينزه الله عنه.
فإن قال قائل : ما هو كلام الله ؟ قلنا : كلام الله هو المسموع بالآذان، يسمعه جبريل ويسمعه غيره مما يكلمه الله، هذا هو الحق، وقد وافقنا عليه الجهمية فقالوا : إن كلام الله هو المسموع بالآذان، لكننا اختلفنا عنهم بأنهم يقولون : هم مخلوق ونحن نقول : إنه ليس بمخلوق، الأشعرية والكلابية وأمثالهم قالوا : كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وليس المسموع، فالمسموع عبارة أو حكاية عن كلام الله، وكلام الله هو ما قام في نفسه، ولذلك يرون أن كلام الله لا يتعلق بمشيئته فلا يقولون : أن الله يتكلم متى شاء لأنه معنى قائم بالنفس كقيام السمع والبصر ولا شك أن هذا قول باطل وأنه أبعد من الصواب من قول الجهمية، لأن الجهمية يصرحون بأن كلام الله هو المسموع وليس المعنى القائم بالنفس لكنهم يقولون : إنه مخلوق، هؤلاء إذا قالوا : أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وخلق أصواتا تعبر عما في نفسه، هل خالفوا الجهمية ؟ ما خالفوهم، اتفقوا على أن هذا المصحف الذي بين أيدينا مخلوق، لكن الجهمية صاروا أشجع من الأشعرية، الجهمية قالوا : هذا كلام الله وأولئك قالوا: هو عبارة عن كلام الله، على كل حال نحن نقول : إن الله إذا أضاف الكلام إلى نفسه وقال : (( وكلم الله موسى تكليما )) وأكد ذلك بقوله : (( تكليما )) أثبتت الأدلة أنه يكلم من شاء من خلقه، فما الذي يجعلنا نحرف ؟ وأيهما أحق بالكمال إله يتكلم متى شاء بما شاء وإله لا يتكلم ؟ الأول، بل الثاني لا يستحق أن يكون إلها، ولهذا قال إبراهيم : (( يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )) طيب إذن من قوله : (( ولولا كلمة سبقت )) نستفيد إثبات الكلام لله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : حكمة الله عز وجل في تأخير العقوبة عن العصاة، ومن الحكم في هذا أن الله عز وجل يمهلهم لعلهم يستعتبون ولذلك قال : (( ولو يؤاخذ الله بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الدنيا لها حد، لقوله: (( مسمى )) أي معين محدود كما قال الله عز وجل : (( وما نؤخره )) أي العذاب (( إلا لأجل معدود )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم في شك منه مريب، يعني اليهود الذين أدركوا هذا القرآن وورثوه من بعد اليهود السابقين وكذلك النصارى في شك منه مريب، ويتفرع على هذه الفائدة أن مثل هؤلاء لا تنفع فيهم المواعظ ولا الآيات ويدل لهذا قول الله تعالى : (( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )) نعم.
1 - فوائد قوله تعالى : (( ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب )) . أستمع حفظ
ما حكم من يقول ويسأل : ما رأيك في فلان وفلان .؟
الشيخ : ... نحن نعرف الآن أن هناك رؤوسا هي الناقوس للناس، هذه إذا سألني أقول: مالك ولفلان، دعه، إن كان ميتا فقد واجه ربه، وإن كان حيا فنسأل الله له الاستقامة فقط، أما إذا حدد قال : ما تقول في رأي فلان ؟ هنا يجب أن أتكلم أقول : هذا صواب أو خطأ حسب ما يكون عندي .
سؤال عن الاختلاف في العقيدة مع الشيعة وحكم طالب العلم تجاه ذلك .؟
الشيخ : لا، الشيعة خلافهم متباين مع أهل السنة والجماعة، ليس خلاف الشيعة مع أهل السنة كخلاف الشافعية مع المالكية مثلا،لا، بل اختلاف عظيم، اختلاف في أصل العقيدة، فمثلا من أصول عقيدة الشيعة أن عندهم رؤوسا يسمونهم الأئمة يدّعون أن من هؤلاء الأئمة من يعلم الغيب ويدبر الكون، وأن من أئمتهم من يبلغ منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل، يعني معناه منزلة الربوبية، هذا لا يمكن أن نتفق معهم بأي حال من الأحوال، ومنهم من يسب الصحابة عموما إلا نفرا قليلا، ومنهم من يلعن أبا بكر وعمر ويقول : إنهما ماتا على النفاق، والعجيب أني رأيت في كتاب ابن حزم رحمه الله " الملل والنحل " رأيت شيعة تكفر علي وتكفر أبا بكر كلا الاثنين، أما أبو بكر فتقول : لأنه ظلم بأخذ الخلافة، وأما علي فإنه تراخى عن الواجب عليه، ليش ما منع أبا بكر ؟ فذاك معتدي وهذا مفرط، وكلاهما كافر، من بقي ؟ ما بقي إلا أن يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم ليش ما عينه من الأول وقطع النزاع ؟ شيء عجيب، لكن الخلاف بين المالكية والشافعية والحنابلة والأحناف وما أشبههم هؤلاء هذا ما هو خلاف، الواقع أنه ليس بخلاف، إلا إنسان متعصبا نقول : هذا الحق ويقول: لا، ... أقول: هؤلاء ما يمكن الاتفاق معهم، لكن الاتفاق مع المالكية والشافعية والحنابلة هذا ممكن.
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ: (( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ))[الشورى:15] .
التعليق على تفسير الجلالين : (( فلذلك )) التوحيد (( فادع )) يا محمد الناس (( واستقم )) عليه (( كما أمرت ولا تتبع أهواءهم )) في تركه (( وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل )) أي بأن أعدل (( بينكم )) في الحكم (( الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) فكل يجازى بعمله (( لا حجة )) خصومة بأن أعدل (( بيننا وبينكم )) هذا قبل أن يؤمر بالجهاد (( الله يجمع بيننا )) في المعاد لفصل القضاء (( وإليه المصير )) المرجع .
(( فلذلك فادع )) قال المؤلف رحمه الله : " (( فلذلك )) التوحيد " ولو قال: (( فلذلك )) أي لإقامة الدين وعدم التفرق فيه لكان أجود (( فلذلك فادع )) والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال المؤلف: " يا محمد الناس " الناس أشار به إلى أن مفعول ادع محذوف، والتقدير الناس.
" (( واستقم )) عليه (( كما أمرت ولا تتبع أهوائهم )) في تركه " (( استقم كما أمرت )) هذا ليس خاصا بالرسول عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى في سورة هود : (( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك )) وقوله : (( استقم كما أمرت )) أي على الوجه الذي أمرت من غير زيادة ولا نقص، (( ولا تتبع أهوائهم )) ما أهواؤهم التي نهي عن إتباعها ؟ ما يخالف ما أمر به، ولهذا قال المؤلف الشارح: " في تركه ".
(( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب )) قل معلنا لهم ولغيرهم: (( آمنت بما أنزل الله من كتاب )) آمنت بمعنى: أقررت، والإيمان: هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، وليس مجرد الإقرار، ولهذا نقول : إن أبا طالب ليس بمؤمن، مع أنه مقر برسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يقول في لاميته المشهورة :
لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
ويقول:
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا
ولكنه والعياذ بالله قد سبقت له من الله الشقاوة، فكان آخر ما قال أنه على ملة عبد المطلب، وصرح في تلك الحال أنه لولا أن قومه يلومونه ويقولون عندما أيس من الحياة آمن لآمنت، هكذا يقول والعياذ بالله وهو في سياق الموت فقوله : (( آمنت بما أنزل الله من كتاب )) نقول : الإيمان هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، أبو طالب مقر لكنه لم يقبل ولم يذعن فصار كافر.
(( آمنت بما أنزل الله من كتاب )) أي بالذي أنزل الله من الكتب كلها، وهكذا يجب علينا نحن أيضا أن نؤمن بما أنزل الله من كتاب، ولكن هل يجب عليها أن نتبع ما أنزل الله من كتاب ؟ الجواب: لا، نتبع ما جاء في شريعتنا وإن خالف ما في الشرائع الأولى، لكن نؤمن بأن الكتب النازلة على موسى وعيسى وداود وغيرهم من الأنبياء نؤمن بأنها حق، أما الإتباع فهو لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
(( وأمرت لأعدل بينكم )) ... أفادنا المؤلف رحمه الله أن اللام في قوله: (( لأعدل )) بمعنى الباء أي أمرت: " بأن أعدل (( بينكم )) " هذا ما قدره المؤلف رحمه الله تعالى، ولا شك أن هذا تقدير سهل، سهل أن يقول: اللام بمعنى الباء، ويمشي، لكن إتيان اللام بمعنى الباء قد لا يكون سائغا في اللغة العربية، وأن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأمر فوق ذلك، أي: (( وأمرت )) بالشرع أو بالعدل (( لأعدل بينكم )) فيكون المأمور به محذوفا، ويكون الموجود هو العلة، أمرت بكذا لأعدل بينكم، وهذا أبلغ من أن نقول: اللام بمعنى الباء، ويكون أمرت بالعدل بينكم، لا، نقول: أمرت بالشرع والإيمان بكل كتاب (( لأعدل بينكم )) في الحكم.
(( الله ربنا وربكم )) هذه الجملة حق لا شك فيها، ولكن قد يقول قائل : ما الفائدة منها ؟ أليس هذا كقول القائل: السماء فوقنا والأرض تحتنا ؟ لأن هؤلاء يقرون بأن الله ربهم، فما الفائدة ؟ الفائدة من ذلك هو إلزامهم أن يكونوا مثل ما كنا عليه من الدين، لأن الرب واحد (( الله ربنا وربكم )) بإقراركم، فإذا كان كذلك فالواجب عليكم أن تخضعوا لأوامر ربكم عز وجل.
(( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) يعني أنه لا يضرنا عملكم ولا يضركم عملنا، فإذا لا تتعقلوا بنا ولا نتعلق بكم، كل له عمله، فكل يجازى بعمله، (( لا حجة بيننا وبينكم )) كيف لا حجة بيننا وبينكم ولدينا الحجة عليهم ؟ المقصود: لا حجة قال الشارح: " خصومة بأن أعدل (( بيننا وبينكم )) " إلى آخره، والصواب عدم تقدير: بأن أعدل، لأنه لا داعي له، بل المعنى لا حجة قائمة على وجه الخصومة بيننا وبينكم لأننا قد أيسنا منكم، ولن تنفع فيكم المحاجة، (( الله يجمع بيننا )) قال : " هذا قبل أن يؤمر بالجهاد " طيب وبعد أن أمر الجهاد صار لهم أعمالنا ولنا أعمالهم، هل حين شرع الجهاد تبطل المحاجة ؟ لا، ولهذا نقول للمؤلف رحمه الله تعالى: عفا الله عنك، أولا : أثبت لنا أن هذه الآية قبل الأمر بالجهاد، فإذا قال: هذه الآية مكية والجهاد إنما أمر به في المدينة، نقول: أثبت لنا أنه لما أمر بالجهاد بطلت هذه البراءة، لا يستطيع أن يثبت ذلك، والله سبحانه وتعالى إنما يتحدث في هذا عن حال المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم في مكة، وهذا أصلا لا جهاد فيه حتى نقول: إن هذا من باب النسخ.
" (( الله يجمع بيننا )) في المعاد لفصل القضاء (( وإليه المصير )) المرجع " والجملة إليه المصير فيها حصر، طريقه ؟ تقديم ما حقه التأخير، والله أعلم .
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( فلذلك )) التوحيد (( فادع )) يا محمد الناس (( واستقم )) عليه (( كما أمرت ولا تتبع أهواءهم )) في تركه (( وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل )) أي بأن أعدل (( بينكم )) في الحكم (( الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) فكل يجازى بعمله (( لا حجة )) خصومة بأن أعدل (( بيننا وبينكم )) هذا قبل أن يؤمر بالجهاد (( الله يجمع بيننا )) في المعاد لفصل القضاء (( وإليه المصير )) المرجع . أستمع حفظ
هل النسخ في شرعتنا فقط أم أنه كان قبلنا في الشرائع الماضية .؟
الشيخ : لا، لنا ولغيرنا، اسمع قول الله تعالى : (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ))[النساء:160] هذا نسخ، كانت هذه الطيبات حلالا ثم نسخت وحرمت، والشريعة واحدة، أما الشريعتان فقال عيسى لبني إسرائيل : (( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )) نعم.
ما المراد بقول المؤلف في تفسيره : هذا قبل أن يؤمر بالجهاد .؟
الشيخ : لا، كثير من العلماء ومنهم المؤلف إذا أتوا إلى مثل هذه الآيات قالوا : هذا قبل الأمر بالجهاد، ويعني ذلك أنها مخصوصة كقوله : (( لكم دينكم ولي دين )) قال: هذا قبل الأمر بالجهاد، لا حاجة البراءة موجودة حتى بعد الأمر بالجهاد نعم .
هل شرع من قبلنا شرع لنا .؟
الشيخ : هذا فيه خلاف بعض العلماء يقول : شرع من قبلنا شرع لنا وبعضهم يقول : لا، شرع من قبلنا لهم ولنا شرع لقوله : (( لك جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) والمسألة لها ذيول طويلة وبحوث عميقة في أصول الفقه، والظاهر لي أن شرع من قبلنا الذي أوحاه الله إلينا شرع لنا، لأن الله لم يوحي إلينا عبثا بل لنعتبر، ثم إن نسخ في شريعتنا نسخ، ولذلك تجد العلماء يستنبطون أحكاما كثيرة من قصص الأنبياء، لشيخنا رحمه الله فوائد مستنبطة من قصة يوسف، رسالة .
ما الحكمة في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي وبقية الأنبياء بالوصية في قوله تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا )) .؟
الشيخ : نعم، الحكمة هو إثبات أن هذا القرآن موحى به .
9 - ما الحكمة في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي وبقية الأنبياء بالوصية في قوله تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا )) .؟ أستمع حفظ
ما حكم سماع الإذعات التي تبث التوراة .؟
الشيخ : أثبت لي هذا بارك الله فيك، أنا أطالبك بصحة النقل.
الطالب : أنا سمعة من الإذاعة بنفسي.
الشيخ : السعودية ؟
الطالب : لا، في لبنان يا شيخ ...
الشيخ : ومن يمنع الجو ؟ لا، ما يجوز أبدا، يروى أن عمر بن الخطاب أرى النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة من التوراة فغضب وقال : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب لقد جئت بها بيضاء نقية ولو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ) أبدا ولا يجوز، لكن المشكل من يمنع الجو ؟ إنما أنا متردد هل نحذر العوام من سماع هذه الإذاعات ؟ لأن مع الأسف الشديد أن هذه الإذاعة تأتي صوتها عاليا وواضحة كل الوضوح، هل نحذر الناس ؟ فيه إشكال، لأنك إذا حذرت الناس فتحت الباب لاستماعها يقولون : ما هي التي حذر منها ؟ وإن تركتهم فأكثر الناس لا يسمعونها والحمد لله.
فوائد قوله تعالى : (( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير )) .
من فوائد الآية الكريمة : وجوب الدعوة إلى توحيد الله عز وجل لقوله : (( فلذلك فادع )) وتقديم المعمول يدل على الاهتمام به .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجب على المرء أن يستقيم كما أمر فلا يحدث في دين الله ما ليس منه لقوله : (( فاستقم كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه يجوز توجيه الأمر لمن كان متصفا به من قبل من أجل الثبات عليه لقوله : (( واستقم كما أمرت )) لأن النبي صلى الله عليه وسلم استقام كما أمر من حين ما أرسل، بل من حين ما بعث، لكن المراد بذلك الثبوت على هذا الشيء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور يوجه إليه الأمر وليس له من الأمر شيء كما قال الله تعالى : (( ليس لك من الأمر شيء )) وهنا قال: (( كما أمرت )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : الرد على أولئك القوم الذين يدعون أن للنبي صلى لله عليه وسلم تصرفا في الكون وتدبيرا له، ومن باب أولى أن يكون فيها رد على القائلين بأن من دون الرسول صلى الله عليه وسلم له تصرف في الكون، كقول الرافضة، وبعض الصوفية الذين يدعون أن من أئمتهم من يتصرف في الكون، وأولئك الصوفية يدعون أن من أقطابهم من يتصرف في الكون، فهؤلاء لا شك أنهم ضالون مشركون بالله عز وجل .
ومن فوائد الآية الكريمة : النهي عن إتباع الهوى لقوله تعالى : (( ولا تتبع أهواءهم )) فإن قال قائل : هل إتباع الهوى محمود أو مذموم ؟ قلنا : أما ما كان موافقا للشريعة فهو محمود، ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) وأما ما خالف الشريعة فإنه مذموم .
ومن فوائد هذه الآية : تثبيت الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن مثل هذه الأوامر والنواهي تؤيده وتثبته وتقويه .
ومن فوائد الآية الكريمة : وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب لقوله : (( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب )) ولكن كيف يكون الإيمان بالكتب السابقة ؟ الإيمان بالكتب السابقة يكون بالإيمان بأنها نازلة من عند الله عز وجل حقا. وأما إتباعها فإنه منسوخ بهذه الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن قال قائل : وهل نؤمن بأن الكتب التي بأيدي النصارى واليهود الآن هي الكتب النازلة على أنبيائهم ؟ فالجواب: لا، لأن الله تعالى ذكر أنهم حرفوها وأخفوا كثيرا منها، فذلك لا ثقة لنا بما عندهم من الكتب التي يزعمونها كتب الله .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة وجوب العدل لقوله : (( وأمرت لأعدل بينكم )) في كل معاملة، بل حتى في معاملة الله عز وجل فإن الواجب العدل قال الله تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى )) ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيبر من أجل مقاسمتهم جمعهم وقال لهم : " إني أتيت من أحب الناس إلي وإنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير وليس حبي إياه وبغضي إياكم بمانع من أن أقوم فيكم بالعدل. فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض ".
وقد ذكر العلماء رحمهم الله : أنه لو اجتمع مسلم وكافر في خصومة بين يدي القاضي فإن الواجب عليه أن يعدل بينهما في الجلوس وفي النظر وفي الكلام، يعني لا يتكلم للكافر بغلظة وينظر إليه شذرا وإنما يعامله كما يعامل المسلم، لأن العدل واجب، ولا يجوز في مقام الحكم أن نفرق بين فلان وفلان ولهذا قال : (( وأمرت لأعدل بينكم )).
ومن فوائد الآية الكريمة : إعلان ما به الإلزام للخصم لقوله : (( الله ربنا وربكم )) يعني وإذا كان ربنا وربكم فالواجب أن ننقاد جميعا لأوامره، فإن قال قائل : وهل الله تعالى رب للكافرين ؟ فالجواب: نعم رب كل شيء، لكن لا يضاف إليه فيقال : رب الكافرين كذا اللهم إلا في مقام الاحتجاج، لأنه وإن كان الله تعالى خالق كل شيء ورب كل شيء لكن لا ينبغي أن تضاف ربوبيته وخلقه إلى أقبح خلقه. كما أننا نعلم أنه سبحانه وتعالى رب الكلاب ورب الخنازير ورب القردة وما أشبه ذلك لكن لا نقول : رب القردة ورب الكلاب وما أشبه ذلك، وهذه نقطة قد لا يتفطن لها بعض الناس وهو الأدب في التعبير.
ويذكر أن أحد الملوك رأى في المنام أن أسنانه ساقطة فدعا معبرا يعبر الرؤيا فعبرها هذا العابر بأن حاشيته تموت وأهله، لأن الإنسان بأسنانه يتغذى ويحفظ حياته، فأمر بسجنه، ثم إنه دعا عابرا آخر فقال له: أطولهم عمرا، فأكرمه وارتاح لقوله، والمعنى واحد، لأنه إذا مات أهله قبله صار أطولهم عمرا لكن التعبير يختلف، هنا (( الله ربنا وربكم )) أضاف ربوبيته عز وجل إلى الكافرين لكن في مقام الاحتجاج، ثم إنه يسهل الأمر أنه قال : (( ربنا وربكم )) لإفادة العموم .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن الله سبحانه وتعالى سوف يجمع بين الناس يوم القيامة ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لقوله : (( الله يجمع بيننا )) .
ومن فوائدها : أن المرجع إلى الله خاصة لقوله : (( إليه المصير )) لكن في شيء ؟ هل معنى: (( إليه المصير )) يوم الحساب أو: (( إليه المصير )) في كل شيء ؟ الجواب: الثاني (( إليه المصير )) في كل شيء، إن أردنا الحكم الشرعي فالمصير إلى الله، الحكم القدري المصير إلى الله، الحكم في الدنيا المصير إلى الله، الحكم في الآخرة المصير إلى الله، فكل شيء فإن مصيره إلى الله عز وجل، يتفرع على هذه القاعدة أن الإنسان لا يرجو ولا يخاف ولا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يستعين إلا به
11 - فوائد قوله تعالى : (( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير )) . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ: (( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ))[الشورى:16].
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يحآجون في )) دين (( الله )) نبيه (( من بعد ما استجيب له )) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود (( حجتهم داحضة )) باطلة (( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) .
الإعراب: الذين يحاجون: مبتدأ، وحجة: مبتدأ ثاني، وداحضة: خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر مبتدأ الأول.
(( الذين يحاجون في الله )) أي يجادلون فيه قال المؤلف : " في دين الله " يعني يحاجون في دين الله، والصواب العموم، المحاجة في الله تشمل المحاجة في دينه، والمحاجة في أسمائه وصفاته، والمحاجة في ذاته، لأن الآية عامة في الله، والمحاجة أيضا في قدره، فكوننا نخصها في دين الله فيه نظر، حتى لو قدر أن الذين يحاجون إنما يحاجوننا في الدين ويقولون : أنه ليس بصحيح فأخذها بالعموم أولى، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قال المؤلف : " نبيه " مفعول يحاجون يعني كأنه قال : من يحاجون ؟ فيقال : نبيه، وهذا أيضا فيه نظر، لأن تقييد المحاجة في الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح، لأنهم يحاجون نبي الله ويحاجون غيره أيضا، فإطلاق الآية أولى، ويقولون : أن حذف المفعول يفيد العموم، فإبقاء الآية على ما هي عليه هو الأولى، إذا: (( الذين يحاجون في الله )) أي يحاجون كل من يجادلهم في الله عز وجل، وأيضا ليس في دين الله فقط، بل في دين الله وذات الله وكل ما يتعلق بالله عز وجل، وقوله : (( من بعد ما استجيب له )) يعني من بعد ما استجاب له من منّ الله عليهم بالاستجابة، وهذه الجملة كإقامة البرهان على هؤلاء.
" (( من بعد ما استجيب له )) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود " هذا قوله : " (( من بعد ما استجيب له)) بالإيمان " صحيح وقوله : " لظهور معجزته " بناء على أنهم يحاجون النبي صلى الله عليه وسلم وإذا قلنا : بالعموم فلا حاجة لهذا القيد وقوله : " وهم اليهود " أيضا فيه نظر بل، نقول : كل من يحاج في الله حتى المشركون من قريش وغيرهم حاجوا النبي صلى الله عليه وسلم، أليسوا يخاصمونه دائما ويستهزئون به ويسخرون منه ؟ فتقييد هذا أيضا باليهود فيه نظر، فصار عندنا الآن ثلاثة أشياء في هذه الآية خصصها المؤلف بشيء :
الأول : قوله : (( في دين الله )) وهي أعم .
والثاني : نبيه وهي كذلك أعم.
(( حجتهم داحضة عند ربهم )) يقول : " (( داحضة )) باطلة " لكن الدحوض أشد البطلان، يعني باطلة بطلانا لا فوقه (( داحضة عند ربهم )) فهل تنفعهم ؟ لا، وسيأتي إن شاء الله بيان فائدة قوله : (( عند ربهم )).
(( وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) عليهم غضب ممن ؟ من الله ومن أولياء الله، ولهذا لم يقيد الغضب بكونه من الله لإفادة العموم، وتأمل سورة الفاتحة حيث قال الله عز وجل : (( صراط الذين أنعمت عليهم )) لأن النعمة من الله وإضافتها إلى الرب عز وجل ثناء ومدح لله (( غير المغضوب عليهم )) ولم يقل : غير الذين غضبت عليهم بل قال: (( المغضوب عليهم )) يشمل غضب الله وغضب أوليائه من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ولئلا يسند الغضب إلى الله عز وجل في هذا المقام، وإلا فإن الغضب قد أسند إلى الله تعالى في قوله : (( من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )).
(( وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) أي قوي، متى ؟ قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة وقد يكون فيهما .
13 - التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يحآجون في )) دين (( الله )) نبيه (( من بعد ما استجيب له )) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود (( حجتهم داحضة )) باطلة (( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )) .
ومن فوائد هذه الآيات الكريمة : أن أولئك المحاجين لا وجه لمحاجتهم لأن الحق قد بان وقبله الناس لقوله : (( من بعد ما استجيب له )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بطلان حجج أهل الباطل بقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) .
ومن فوائدها : أن هؤلاء المبطلين وإن غلبوا أهل الحق في الظاهر فإن حجتهم عند الله لا تنفعهم بل هي باطلة، وهذا من فوائد قوله: (( عند ربهم )) لأن حجة الكافر والمبطل قد لا تندحض أمام الناس، قد يكون الذي حاجه ضعيفا في علمه أو فهمه أو في خصومته لكن مهما كان فهي عند الله باطلة بل داحضة .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات الغضب لله عز وجل لقوله: (( عليهم غضب )) فإن قال قائل: كيف تثبت الغضب لله عز وجل وهو لم يضف إلى الله هنا ؟ بل قال : (( وعليهم غضب )) وهو نكرة فكيف تثبته لله ؟
فالجواب: أن السياق يعين هذا لقوله : (( حجتهم داحضة عند ربهم )) وإذا دحضت عند ربهم فهل يرضى الله عنهم أو يغضب ؟ يغضب، هذا وجه .
الوجه الثاني : أن الله تعالى قد أثبت لنفسه الغضب في آيات أخرى، إذا يصح أن نثبت غضب الله أو أن نثبت الغضب لله بهذه الآية الكريمة، وإنما أوردت هذا الإيراد لأنه لا يجوز لنا أن نثبت لله إلا ما أضافه لنفسه.
وانظر إلى قول الله تعالى : (( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )) هل يمكن أن نثبت لله الساق في هذه الآية ؟ لا، لا يجوز لأن الله تعالى لم يضفه إلى نفسه بل قال : (( يوم يكشف عن ساق )) ولهذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسرها بقوله : " عن شدة " ولكننا نقول: هذه الآية لا نستطيع أن نثبت منها الساق لربنا عز وجل لأن ظاهرها خلاف ذلك، لكن سياقها يوافق حديث إثبات الساق لله عز وجل حيث جاء مصرحا به أن الله تعالى يكشف عن ساقه وحينئذ نقول: ما دام سياق الآية مطابقا لسياق الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بتفسير كتاب الله، وإلا فلا يجوز أن نثبت لله عز وجل ما لم يضفه إلى نفسه.
الخلاصة أنه يستفاد من هذه الآية إثبات الغضب لله، ما وجهه ؟ السياق يدل عليه، وهو ليس ممتنعا على الله بدليل ثبوته صريحا في آيات أخرى، فإن قال قائل: بماذا تفسرون الغضب ؟ قلنا : نفسر الغضب بأنه صفة لله عز وجل لائقة به، وليس كغضب المخلوقين، فإن قال قائل : ما قولكم فيمن يفسر غضب الله بانتقامه ؟ فيقول : غضب بمعنى انتقم أو بمعنى أراد الانتقام ؟ فالجواب أن نقول : هذا غلط خطأ، يبطله أدلة :
أولا : أن الله تعالى قال : (( فلما آسفونا انتقمنا منهم )) ومعنى آسفونا أغضبونا، انتقمنا منهم، فجعل الانتقام مرتبا على الغضب فهما متباينان .
ثانيا : أن نقول : أن الغضب الذي نثبته لله ليس كغضب المخلوق إذا غضب أساء التصرف ولم يتصرف تصرف الحكيم، لأن الإنسان إذا غضب تكلم بكلام يندم عليه، وفعل أفعالا يندم عليها، ربما يطلق زوجاته، ربما يوقف أملاكه، ربما يحرر عبيده من شدة الغضب، لكن غضب الله عز وجل ينتفي عنه ذلك غاية الانتفاء، فهو حكيم وإن غضب عز وجل.
فإن قال قائل : هل الغضب صفة مدح أو صفة عيب ؟ فالجواب: الغضب صفة مدح في محله، لأنه يدل على قوة الغاضب وقدرته على الانتقام بخلاف الحزن، ولهذا لا يوصف الله بالحزن لأنه صفة ذم، وإنما يوصف بالغضب لأنه يدل على قدرته على الانتقام، انظر مثلا إلى رجل أساء إليه ابنه هل يحزن أو يغضب ؟ يغضب ويؤدبه، وانظر إلى شخص ضعيف أساء إليه رجل قوي، هل يغضب أو يحزن ؟ يحزن، ولا يستطيع أن يغضب، ماذا يفعل إذا غضب، رجل كبر الجمل بقوة الفيل يضرب شخصا يكون قدر فخذه وضعيف، هذا يغضب ماذا يفعل إذا غضب ؟ يقفز عليه ؟ ما ينفع، إذا الغضب لا يكون إلا من قادر على الانتقام، ولهذا نقول : إن الغضب في محله صفة مدح.
من فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء والعياذ بالله مع الغضب لهم عذاب شديد، فيجمعون بين غضب الله عليهم وبين عذابه شديد، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.