تفسير سورة الشورى-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ : (( اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ))[الشورى:17].
التعليق على تفسير الجلالين : (( الله الذي أنزل الكتاب )) القرآن (( بالحق )) متعلق بأنزل (( والميزان )) العدل (( وما يدريك )) يعلمك (( لعل الساعة )) أي إتيانها (( قريب )) ولعل معلق للفعل عن العمل ، وما بعده سد مسد المفعولين .
الشيخ : قال الله تعالى : (( اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ))
قال : " (( الكتاب )) القرآن (( بالحق )) متعلق بأنزل " أولا قول المؤلف : الكتاب أي القرآن فيه نظر وهو أن الكتاب أعم من القرآن بدليل قوله تعالى : (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحق والميزان ))[الحديد:25] فأنت ترى الآية التي سقناها تطابق هذه الآية التي معنا، والمؤلف خص الكتاب بالقرآن وفيه نظر، بل الصواب أن المراد بالكتاب كل كتاب أنزله الله، فأل هنا للجنس وقوله : (( بالحق )) يقول المؤلف : " متعلق بأنزل " وعلى هذا يكون المعنى أن نزول هذه الكتب من عند الله حق ولكنا نقول : الآية أعم مما قال المؤلف فهي نازلة بالحق يعني أنها نزلت حقا من عند الله وهي أيضا متصفة بالحق بمعنى أنها جاءت بالحق، والفرق بين المعنيين ظاهر، لأنها على ما فسرنا تتضمن أن هذه الكتب حق من عند الله وأن ما جاءت به هذه الكتب فهو حق، فتكون الباء هنا على كلام المؤلف تكون للتعدية، وعلى ما قلنا تكون للتعدية والمصاحبة أو الملابسة.
(( بالحق والميزان )) قال المؤلف: " العدل " وعبر عن العدل بالميزان لأنه يعرف به العدل (( وما يدريك )) أي ما يعلمك أيها المخاطب (( لعل الساعة قريب )) أي إتيانها قريب، وعبر المؤلف: " أي إتيانها " ليطابق قوله : (( قريب )) لأن قريب مذكر يا إخواني والساعة مؤنث وكان مقتضى ذلك أن يقول : وما يدريك لعل الساعة قريبة، لكنه قال: قريب، احتاج المؤلف أن يؤول هذا إلى قوله : إتيانها حتى يكون مذكرا ويكون قريب مطابق له، إذا فالآية على تقدير المضاف، ألجأ إلى تقديره أن الخبر مذكر والساعة مؤنث وقال بعض العلماء : إن قريب صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث كقتيل وجريح وقال : إن هذا له نظائر في القرآن منها قوله تعالى : (( وما يدريك لعل الساعة تكون قريب )) وقوله تعالى : (( إن رحمت الله قريب من المحسنين )) قال : فلما اطرد تذكيرها في مواضع عدة وجب أن يقال : أن قريب يعني هذا اللفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث، وبناء على هذا لا نحتاج إلى تقدير، لأن الأصل في الكلام عدم التقدير. (( قريب )) وصدق الله عز وجل الساعة مهما طال الزمن فهي قريبة، لا من حيث الساعة العمومية ولا من حيث الساعة الخصوصية، الساعة الخصوصية ساعة كل إنسان بحسبه، ساعة كل واحد منا قريبة أو بعيدة ؟ قريبة، لو نبلغ آلاف السنين، لأن ما مضى من سنيك كأن لا شيء الآن مضى أمس القريب كأنه لم يكن، ويوم ولادتك كأنه أمس، إذا الساعة قريب باعتبار كل إنسان بنفسه، وكذلك الساعة الكبرى هي قريبة أيضا كما قال الله عز وجل : (( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )) (( وما يدريك لعل الساعة قريب )) ولذلك من عبارات الناس: " كل آت قريب وكل ماض بعيد " قال المؤلف : " ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين " كلام أعجمي أو عربي هذا ؟
(( وما يدريك )) تنصب ثلاثة مفاعيل :
المفعول الأول موجود وهو قوله : (( وما يدريك )) .
المفعول الثاني والثالث تنصبه لكنه علق عن العمل بالإتيان بلعل، لأن لعل موجبة لتعليق أفعال القلوب عن العمل، فتسد مسد المفعولين، الآن فهمت لعل معلق للفعل عن العمل، أين لعل ؟ (( لعل الساعة قريب )) أين الفعل المعلق ؟ يدريك، وما بعده أي ما بعد لعل سد مسد المفعولين، أين الذي بعد لعل ؟ (( الساعة قريب )) فيكون هنا لعل علقتها عن العمل، أي أبطلت عملها لفظا دون المحل، والمعلقات كثيرة ذكرها ابن مالك رحمه الله في الألفية فليرجع إليها .
قال : " (( الكتاب )) القرآن (( بالحق )) متعلق بأنزل " أولا قول المؤلف : الكتاب أي القرآن فيه نظر وهو أن الكتاب أعم من القرآن بدليل قوله تعالى : (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحق والميزان ))[الحديد:25] فأنت ترى الآية التي سقناها تطابق هذه الآية التي معنا، والمؤلف خص الكتاب بالقرآن وفيه نظر، بل الصواب أن المراد بالكتاب كل كتاب أنزله الله، فأل هنا للجنس وقوله : (( بالحق )) يقول المؤلف : " متعلق بأنزل " وعلى هذا يكون المعنى أن نزول هذه الكتب من عند الله حق ولكنا نقول : الآية أعم مما قال المؤلف فهي نازلة بالحق يعني أنها نزلت حقا من عند الله وهي أيضا متصفة بالحق بمعنى أنها جاءت بالحق، والفرق بين المعنيين ظاهر، لأنها على ما فسرنا تتضمن أن هذه الكتب حق من عند الله وأن ما جاءت به هذه الكتب فهو حق، فتكون الباء هنا على كلام المؤلف تكون للتعدية، وعلى ما قلنا تكون للتعدية والمصاحبة أو الملابسة.
(( بالحق والميزان )) قال المؤلف: " العدل " وعبر عن العدل بالميزان لأنه يعرف به العدل (( وما يدريك )) أي ما يعلمك أيها المخاطب (( لعل الساعة قريب )) أي إتيانها قريب، وعبر المؤلف: " أي إتيانها " ليطابق قوله : (( قريب )) لأن قريب مذكر يا إخواني والساعة مؤنث وكان مقتضى ذلك أن يقول : وما يدريك لعل الساعة قريبة، لكنه قال: قريب، احتاج المؤلف أن يؤول هذا إلى قوله : إتيانها حتى يكون مذكرا ويكون قريب مطابق له، إذا فالآية على تقدير المضاف، ألجأ إلى تقديره أن الخبر مذكر والساعة مؤنث وقال بعض العلماء : إن قريب صفة يستوي فيها المذكر والمؤنث كقتيل وجريح وقال : إن هذا له نظائر في القرآن منها قوله تعالى : (( وما يدريك لعل الساعة تكون قريب )) وقوله تعالى : (( إن رحمت الله قريب من المحسنين )) قال : فلما اطرد تذكيرها في مواضع عدة وجب أن يقال : أن قريب يعني هذا اللفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث، وبناء على هذا لا نحتاج إلى تقدير، لأن الأصل في الكلام عدم التقدير. (( قريب )) وصدق الله عز وجل الساعة مهما طال الزمن فهي قريبة، لا من حيث الساعة العمومية ولا من حيث الساعة الخصوصية، الساعة الخصوصية ساعة كل إنسان بحسبه، ساعة كل واحد منا قريبة أو بعيدة ؟ قريبة، لو نبلغ آلاف السنين، لأن ما مضى من سنيك كأن لا شيء الآن مضى أمس القريب كأنه لم يكن، ويوم ولادتك كأنه أمس، إذا الساعة قريب باعتبار كل إنسان بنفسه، وكذلك الساعة الكبرى هي قريبة أيضا كما قال الله عز وجل : (( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )) (( وما يدريك لعل الساعة قريب )) ولذلك من عبارات الناس: " كل آت قريب وكل ماض بعيد " قال المؤلف : " ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين " كلام أعجمي أو عربي هذا ؟
(( وما يدريك )) تنصب ثلاثة مفاعيل :
المفعول الأول موجود وهو قوله : (( وما يدريك )) .
المفعول الثاني والثالث تنصبه لكنه علق عن العمل بالإتيان بلعل، لأن لعل موجبة لتعليق أفعال القلوب عن العمل، فتسد مسد المفعولين، الآن فهمت لعل معلق للفعل عن العمل، أين لعل ؟ (( لعل الساعة قريب )) أين الفعل المعلق ؟ يدريك، وما بعده أي ما بعد لعل سد مسد المفعولين، أين الذي بعد لعل ؟ (( الساعة قريب )) فيكون هنا لعل علقتها عن العمل، أي أبطلت عملها لفظا دون المحل، والمعلقات كثيرة ذكرها ابن مالك رحمه الله في الألفية فليرجع إليها .
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( الله الذي أنزل الكتاب )) القرآن (( بالحق )) متعلق بأنزل (( والميزان )) العدل (( وما يدريك )) يعلمك (( لعل الساعة )) أي إتيانها (( قريب )) ولعل معلق للفعل عن العمل ، وما بعده سد مسد المفعولين . أستمع حفظ
من رجع إلى الكتب التي خصصت لتأويل الرؤيا واعتمادها في تعبير الرؤيا هل يعد عابرا .؟
السائل : من رجع إلى كتب في تفسير وتعبير الرؤيا التي رآها هل يعد معبرا لها من هذا الباب ؟
الشيخ : هل يعد عابرا ؟ لا هذا من الغلط العظيم الرجوع إلى الكتب التي تعبر الرؤيا غلط، لأن الرؤيا تختلف باختلاف الرائي واختلاف المرئي الذي رئيت فيه إلخ، من الناس مثلا من يرى أنه يؤذن فنفسر له الأذان بأنه سيحج لقوله : (( وأذن في الناس بالحج )) ومن الناس من يرى هذه الرؤيا ونقول إنه سارق : (( فأذن مؤذن بينكم إنكم لسارقون )) على حسب الحال، إذا لا يجوز أن نرجع إلى كتب التعبير حتى ننظر في كل قضية بعينها، ثم إن عبر الرؤيا في الواقع ليس سببه العلم، قد يكون إنسان من أعلم الناس ولا يعرف يعبر الرؤيا وقد يكون من عوام الناس ويعبرها وتقع كما عبر، إذا لا نعتمد على هذه الكتب لكن إن كان فيها قواعد عامة أنا لم أراجعها من قبل، إن كان فيها قواعد عامة يستعين بها الإنسان فهذا يمكن أن يرجع إليه .
السائل : شيخ هل إذا رجع إلى كتاب كأنه رجع إلى معبر، يعني يقع المعبر ؟
الشيخ : لا، ما يصح.
السائل : ...
الشيخ : لا، حتى قريش يقول لهم الرسول هذا، يعني معناه أنه يقول لقريش هذا الكلام: أني لست ببدع من الرسل ولا قائم على الرسل ولا ثائر عليهم .
الشيخ : هل يعد عابرا ؟ لا هذا من الغلط العظيم الرجوع إلى الكتب التي تعبر الرؤيا غلط، لأن الرؤيا تختلف باختلاف الرائي واختلاف المرئي الذي رئيت فيه إلخ، من الناس مثلا من يرى أنه يؤذن فنفسر له الأذان بأنه سيحج لقوله : (( وأذن في الناس بالحج )) ومن الناس من يرى هذه الرؤيا ونقول إنه سارق : (( فأذن مؤذن بينكم إنكم لسارقون )) على حسب الحال، إذا لا يجوز أن نرجع إلى كتب التعبير حتى ننظر في كل قضية بعينها، ثم إن عبر الرؤيا في الواقع ليس سببه العلم، قد يكون إنسان من أعلم الناس ولا يعرف يعبر الرؤيا وقد يكون من عوام الناس ويعبرها وتقع كما عبر، إذا لا نعتمد على هذه الكتب لكن إن كان فيها قواعد عامة أنا لم أراجعها من قبل، إن كان فيها قواعد عامة يستعين بها الإنسان فهذا يمكن أن يرجع إليه .
السائل : شيخ هل إذا رجع إلى كتاب كأنه رجع إلى معبر، يعني يقع المعبر ؟
الشيخ : لا، ما يصح.
السائل : ...
الشيخ : لا، حتى قريش يقول لهم الرسول هذا، يعني معناه أنه يقول لقريش هذا الكلام: أني لست ببدع من الرسل ولا قائم على الرسل ولا ثائر عليهم .
لماذا نقول عابر ولا نقول معبر .؟
السائل : لماذا نقول عابر ولا نقول معبر ؟
الشيخ : (( إن كنتم للرؤيا تَعْبرون )) أو تُعَّبرون ؟.
الشيخ : (( إن كنتم للرؤيا تَعْبرون )) أو تُعَّبرون ؟.
ما معنى قوله تعالى : (( حجتهم داحضة )) .؟
السائل : داحضة ؟
الشيخ : يعني باطلة أشد البطلان، والله أعلم .
الشيخ : يعني باطلة أشد البطلان، والله أعلم .
مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد * الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سبق لنا أن الذين يحاجون في الله يشمل أكثر مما ذكره المؤلف، المؤلف يقول : " في دين الله " وذكرنا أنه أشمل مما قال، في ذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ودينه، يعني أنه أعلم مما قال المؤلف ليس بالدين فقط طيب. قوله : (( حجتهم داحضة )) إعرابها ؟ حجة مبتدأ، داحضة خبر، والجملة ؟
الطالب: خبر.
الشيخ : للمبتدأ الأول، بارك الله فيك.
الشيخ : قوله : (( عند ربهم )) ما فائدة هذا القيد ؟ ... يعني أنها عند الله داحضة على كل حال أما في الدنيا فقد يكون المحاج من أهل الدين يكون ضعيفا في الحجة فلا يدحض حجة هذا المبطل.
الشيخ : قوله : (( وعليهم غضب )) ممن ؟ ... من الله ومن أوليائه.
الشيخ : لماذا قال الله عز وجل في الفاتحة : (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم )) ولم يقل : غير الذين غضبت عليهم ؟ ... والنعمة من الله خاصة لم يقل : صراط المنعم عليهم غير المغضوب ولم يقل : الذين أنعمت عليهم غير الذين غضبت، لأن النعمة ممن ؟ من الله وحده كما قال عز وجل : (( وما بكم من نعمة فمن الله )) الغضب يكون من الله ومن عباده وأوليائه.
الشيخ : في الآية الكريمة إثبات الغضب لله عز وجل ؟ ... يعني لو قال قائل: عليهم غضب ولم يقل من الله فكيف يصح أن تقول : إن هذا دليل على أن الله يغضب ؟ ... وثانيا: دلت آيات أخرى على غضب الله على هؤلاء.
الشيخ : قوله: (( أنزل الكتاب بالحق )) ما المراد بالكتاب كتاب واحد ؟
الطالب: القرآن والكتب الماضية.
الشيخ : يعني إذا المراد بالكتاب الواحد أو الجنس ؟
الطالب: الجنس.
الشيخ : الجنس، طيب ما هو دليلك على هذا ؟
الطالب: قوله سبحانه وتعالى: (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق )) لم يقل أنزل كتابا.
الشيخ : فهمنا أن ال هذه للجنس، لكن ما هو الدليل على هذا ؟ نعم يدل لذلك قوله تعالى : (( لقد أنزلنا رسلنا بالبيات وأنزلنا معهم الكتاب بالحق والميزان )).
هذه قاعدة مفيدة جدا إذا احتمل النص معنيين على السواء ولا منافاة بينهما وجب أن يحمل عليهما جميعا لأن الله عز وجل يعلم ماذا يحتمله كلامه وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه قاعدة نافعة لطالب العلم، أما إذا تنافيا فيطلب المرجح من دليل آخر، وأما إذا كان أحدهما أرجح أخذ به وترك الآخر، فهنا ثلاثة أقسام أن يكون أحدهما أرجح فيؤخذ به ويترك الآخر، ألا مرجح واللفظ لا يتحمل إلا أحدهما يطلب الترجيح من دليل آخر، أن يكون اللفظ يحتملهما جميعا فيحمل عليهما لأن ذلك أوسع وأشمل.
الطالب: خبر.
الشيخ : للمبتدأ الأول، بارك الله فيك.
الشيخ : قوله : (( عند ربهم )) ما فائدة هذا القيد ؟ ... يعني أنها عند الله داحضة على كل حال أما في الدنيا فقد يكون المحاج من أهل الدين يكون ضعيفا في الحجة فلا يدحض حجة هذا المبطل.
الشيخ : قوله : (( وعليهم غضب )) ممن ؟ ... من الله ومن أوليائه.
الشيخ : لماذا قال الله عز وجل في الفاتحة : (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم )) ولم يقل : غير الذين غضبت عليهم ؟ ... والنعمة من الله خاصة لم يقل : صراط المنعم عليهم غير المغضوب ولم يقل : الذين أنعمت عليهم غير الذين غضبت، لأن النعمة ممن ؟ من الله وحده كما قال عز وجل : (( وما بكم من نعمة فمن الله )) الغضب يكون من الله ومن عباده وأوليائه.
الشيخ : في الآية الكريمة إثبات الغضب لله عز وجل ؟ ... يعني لو قال قائل: عليهم غضب ولم يقل من الله فكيف يصح أن تقول : إن هذا دليل على أن الله يغضب ؟ ... وثانيا: دلت آيات أخرى على غضب الله على هؤلاء.
الشيخ : قوله: (( أنزل الكتاب بالحق )) ما المراد بالكتاب كتاب واحد ؟
الطالب: القرآن والكتب الماضية.
الشيخ : يعني إذا المراد بالكتاب الواحد أو الجنس ؟
الطالب: الجنس.
الشيخ : الجنس، طيب ما هو دليلك على هذا ؟
الطالب: قوله سبحانه وتعالى: (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق )) لم يقل أنزل كتابا.
الشيخ : فهمنا أن ال هذه للجنس، لكن ما هو الدليل على هذا ؟ نعم يدل لذلك قوله تعالى : (( لقد أنزلنا رسلنا بالبيات وأنزلنا معهم الكتاب بالحق والميزان )).
هذه قاعدة مفيدة جدا إذا احتمل النص معنيين على السواء ولا منافاة بينهما وجب أن يحمل عليهما جميعا لأن الله عز وجل يعلم ماذا يحتمله كلامه وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه قاعدة نافعة لطالب العلم، أما إذا تنافيا فيطلب المرجح من دليل آخر، وأما إذا كان أحدهما أرجح أخذ به وترك الآخر، فهنا ثلاثة أقسام أن يكون أحدهما أرجح فيؤخذ به ويترك الآخر، ألا مرجح واللفظ لا يتحمل إلا أحدهما يطلب الترجيح من دليل آخر، أن يكون اللفظ يحتملهما جميعا فيحمل عليهما لأن ذلك أوسع وأشمل.
6 - مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد * الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) . أستمع حفظ
فوائد قول الله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) .
في هذه الآية فوائد قال الله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ))
من فوائد الآية الكريمة: علو الله عز وجل لقوله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب )).
ومن فوائد هذه الآية : أن القرآن كلام الله، لأن القرآن كلام وإذا أضيف إنزاله إلى أحد صار كلاما له وصفة من صفاته .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الكتب التي أنزلها الله نازلة بحق فليس فيها باطل، الباطل في الأخبار هو الكذب، والباطل في الأحكام هو الظلم والجور والفساد، فكلام الله عز وجل ليس فيه كذب وليس فيه ظلم ولا جور ولا فساد .
ومن فوائدها أيضا : أنها نازلة من عند الله حقا لقوله : (( بالحق )) وأظنكم تذكرون أنا ذكرنا في معناها وجهين .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات القياس لقوله : (( والميزان )) لأن الميزان ما توزن به الأشياء ويقارن بينها، ففيه إثبات القياس في الشرائع السماوية، وهذه المسألة أعني مسألة القياس أنكرها بعض العلماء ولاسيما الظاهرية عفا الله عنا وعنهم، وإنكارهم هو المنكر، لأن القياس جاء في الكتاب والسنة، فهنا ذكر الميزان والميزان ما توزن به الأشياء، وهذا لا يكون إلا بالقياس، واعلم أن كل مثل ضربه الله في القرآن فإنه مثبت للقياس، لأن المقصود به قياس هذه الحال على هذه الحال: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض )) إلى آخره، عندنا هنا مشبه ومشبه به، والتشبيه يقتضي المماثلة، وإلحاق المشبه بالمشبه به وهذا تماما هو القياس، وهذه خذها قاعدة كل مثل في القرآن فإنه يتضمن إثبات القياس، طيب وقال الله تعالى: (( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم )) هذا فيه قياس أولوية أو مماثلة ؟ أولوية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القياس في عدة أحاديث منها أنه شبه قضاء الحج عن الميت بقضاء الدين، ومنها أن رجلا جاء إليه وقال يا رسول الله : إن امرأتي ولدت غلاما أسود ـ وهو والمرأة أبيضان ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من إبل قال: نعم قال: ألوانها قال: حمر قال: هل فيها من أورق قال: نعم قال: أنى لها ذلك قال: يا رسول الله لعله نزعه عرق قال: فولدك هذا ـ أو قال: فابنك هذا ـ لعله نزعه عرق ) فإثبات القياس لابد منه، ولا يمكن أن تتوسع الشريعة إلا بالقياس، لأن أكثر الحوادث لم يوجد بعينه في النصوص، لكن وجدت قواعد وأصول ترجع إليه هذه الحوادث في حكمها .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى قرب الساعة لقوله : (( وما يدريك لعل الساعة قريب )) وسبق في التفسير هل المراد بالساعة الساعة العظمى الكبرى أو الساعة الصغرى وهي موت كل إنسان ؟ وقلنا : إن المراد المعنيان كليهما، طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة لقوله : (( وما يدريك )) أي ما يعلمك، وهذا حق ثابت فإن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أخبرني عن الساعة فقال : ما المسئول عنها بأعلم من الطالب ) يعني كما أنك أنت تجهلها فأنا أجهلها، ولهذا من ادعى علم الساعة فإنه كافر مكذب لقول الله تعالى : (( لا يجليها لوقتها إلا هو )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات علو الله عز وجل لقوله : (( أنزل الكتاب )) والمراد بالكتاب هنا كلامه عز وجل الذي أوحاه إلى رسله، ما وجه الدلالة من الآية ؟ وجه الدالة أن النزول يكون من الأعلى إلى الأسفل.
من فوائد الآية الكريمة: علو الله عز وجل لقوله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب )).
ومن فوائد هذه الآية : أن القرآن كلام الله، لأن القرآن كلام وإذا أضيف إنزاله إلى أحد صار كلاما له وصفة من صفاته .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الكتب التي أنزلها الله نازلة بحق فليس فيها باطل، الباطل في الأخبار هو الكذب، والباطل في الأحكام هو الظلم والجور والفساد، فكلام الله عز وجل ليس فيه كذب وليس فيه ظلم ولا جور ولا فساد .
ومن فوائدها أيضا : أنها نازلة من عند الله حقا لقوله : (( بالحق )) وأظنكم تذكرون أنا ذكرنا في معناها وجهين .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات القياس لقوله : (( والميزان )) لأن الميزان ما توزن به الأشياء ويقارن بينها، ففيه إثبات القياس في الشرائع السماوية، وهذه المسألة أعني مسألة القياس أنكرها بعض العلماء ولاسيما الظاهرية عفا الله عنا وعنهم، وإنكارهم هو المنكر، لأن القياس جاء في الكتاب والسنة، فهنا ذكر الميزان والميزان ما توزن به الأشياء، وهذا لا يكون إلا بالقياس، واعلم أن كل مثل ضربه الله في القرآن فإنه مثبت للقياس، لأن المقصود به قياس هذه الحال على هذه الحال: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض )) إلى آخره، عندنا هنا مشبه ومشبه به، والتشبيه يقتضي المماثلة، وإلحاق المشبه بالمشبه به وهذا تماما هو القياس، وهذه خذها قاعدة كل مثل في القرآن فإنه يتضمن إثبات القياس، طيب وقال الله تعالى: (( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم )) هذا فيه قياس أولوية أو مماثلة ؟ أولوية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القياس في عدة أحاديث منها أنه شبه قضاء الحج عن الميت بقضاء الدين، ومنها أن رجلا جاء إليه وقال يا رسول الله : إن امرأتي ولدت غلاما أسود ـ وهو والمرأة أبيضان ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من إبل قال: نعم قال: ألوانها قال: حمر قال: هل فيها من أورق قال: نعم قال: أنى لها ذلك قال: يا رسول الله لعله نزعه عرق قال: فولدك هذا ـ أو قال: فابنك هذا ـ لعله نزعه عرق ) فإثبات القياس لابد منه، ولا يمكن أن تتوسع الشريعة إلا بالقياس، لأن أكثر الحوادث لم يوجد بعينه في النصوص، لكن وجدت قواعد وأصول ترجع إليه هذه الحوادث في حكمها .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى قرب الساعة لقوله : (( وما يدريك لعل الساعة قريب )) وسبق في التفسير هل المراد بالساعة الساعة العظمى الكبرى أو الساعة الصغرى وهي موت كل إنسان ؟ وقلنا : إن المراد المعنيان كليهما، طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة لقوله : (( وما يدريك )) أي ما يعلمك، وهذا حق ثابت فإن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أخبرني عن الساعة فقال : ما المسئول عنها بأعلم من الطالب ) يعني كما أنك أنت تجهلها فأنا أجهلها، ولهذا من ادعى علم الساعة فإنه كافر مكذب لقول الله تعالى : (( لا يجليها لوقتها إلا هو )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات علو الله عز وجل لقوله : (( أنزل الكتاب )) والمراد بالكتاب هنا كلامه عز وجل الذي أوحاه إلى رسله، ما وجه الدلالة من الآية ؟ وجه الدالة أن النزول يكون من الأعلى إلى الأسفل.
7 - فوائد قول الله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) . أستمع حفظ
الكلام على صفة العلو ومذاهب الناس فيه والرد على المخالفين لأهل السنة .
وعلو الله سبحانه وتعالى ثابت بالقرآن والسنة والإجماع والعقل والفطرة، كل الأدلة الممكنة حاصلة لإثبات علو الله عز وجل، وهل العلو علو ذاتي أو علو وصفي ؟ بمعنى أن علوه علو صفة أو علو ذات وصفة ؟ الثاني ذات وصفة لقوله تعالى : (( سبح اسم ربك الأعلى )) وقوله تعالى : (( ولله المثل )) يعني الوصف (( الأعلى )) إذا فعلو الله عز وجل علو ذات وعلو صفة.
علو الصفة لا أعلم أحدا ينتسب إلى الإسلام أنكره كل المنتسبين إلى الإسلام من مبتدعة وسنية كلهم يؤمنون بعلو الله تعالى علو صفة، لكن ما هو علو الصفة ؟ هنا تختلف الأفهام بعضهم يقول : من علو صفته تعطيل صفاته، هذه بحث آخر.
علو الذات هذا محل المعترك بين السنيين والبدعيين، انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام: ولا بأس أن نبسط لأن هذه عقيدة، قسم أثبتوه، وقسم نفوه وقالوا : إن الله تعالى لا يقال إنه فوق ولا تحت، وقسم نفوه وقالوا : إنه سبحانه وتعالى في كل مكان في السماء وفي الأرض في الأسواق في المساجد في المراحيض ـ وأعوذ بالله ـ في كل شيء، إذا الأقوال ثلاثة :
القول الأول : علو الله تعالى بذاته أنه بذاته فوق كل شيء، انتبه يا أخي، قلت لكم: هذا دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، نأخذ من كل نوع بدليل، القرآن: ما أكثر ما يقول الله في كتابه (( وهو العلي )) والعلي هنا صفة مشبهة والصفة المشبهة صفة ثبوتية لا تفارق موصوفها، ويقول عز وجل : (( سبح اسم ربك الأعلى )) الأعلى اسم تفضيل حذف المفضل عليه ليدل على العموم، يعني الأعلى على كل شيء، نكتفي بهذا وفي القرآن ما لا يحصى على وجوه متنوعة.
في السنة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يقول : ( سبحان ربي الأعلى ) وقد دلت السنة القولية والفعلية والإقرارية على علو الله عز وجل، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( سبح اسم ربك الأعلى ) هذا سنة قولية، وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية : ( أين الله ) قالت : في السماء قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هذه إقرارية، ورفع يديه إلى السماء عند الدعاء وهو يدعوا الله: يا رب، سنة فعلية.
وقد جرت السنة الفعلية في أكبر اجتماع حصل للنبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وذلك في يوم عرفة حين قال : ( ألا هل بلغت ) قالوا: نعم قال: ( اللهم اشهد ) اللهم إشارة إلى علو الله، اشهد هذا سفل للخلق، قالها ثلاث مرات، يشهد الله عز وجل على إقرار أمته أنه بلغ، وهل تشهدون أنتم ؟ نعم ولله نشهد أنه بلغ البلاغ المبين، وأنه عانى من أجل ذلك أكبر عناء صلوات الله وسلامه عليه هذه سنة فعلية. إذا السنة بجميع أنواعها كلها دلت على علو الله.
الإجماع: إجماع الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم على علو الله فإن قال قائل : أثبت لي قولا واحد عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي على أنهم قالوا إن الله عال بذاته، أقول: إن هؤلاء يقرؤون القرآن ويعرفون من السنة ما عرفوا ولم يرد عنهم حرف واحد يدل على نقيض ما جاء في القرآن، وكفى بذلك دليلا، لو كان عندهم معارضة لورد عنهم خلاف ما في القرآن وهم يقرؤون القرآ، وهم عرب يعرفون المعنى ويعرفون المراد، ألا توافقوني على هذا ؟ وهذا من أحسن ما يكون في تقرير إجماع الصحابة، يعني إذا أتاك إنسان وقال لك : طيب يا أخي أثبت لي قولا واحدا عن الصحابة أنهم آمنوا بعلو الله بذاته أقول: ما يحتاج أثبت لك، قرؤوا القرآن وعلموا من السنة ما علموا ولم يرد عنهم حرف واحد يقولون فيه : إن ا لله ليس في السماء أبدا، ولا إنه بذاته في كل مكان، وهذا إجماع، وهكذا يا إخوان كل الصفات التي لم يرد عن الصحابة ما يناقضها فهو دليل على إجماعهم.
طيب العقل: العقل هل يدل على علو الله ؟ نعم يدل على علو الله، لأنك لو سألت أي إنسان هل العلو أكمل أو السفول لقال لك : العلو أكمل لا شك حتى في أمور الدنيا يقول : هذا اللباس أعلى من هذا اللباس، كل يعرف أن العلو صفة كمال، وإذا كان كذلك فهل الرب موصوف بالكمال عقلا أو لا ؟ موصوف بالكمال عقلا ولهذا قال إبراهيم لأبيه محتجا عليه بدليل عقلي : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )) هذا ما يعبد، هذا استدلال عقلي، أيضا نحن نقول العلو باتفاق العقلاء صفة كمال، والسفول باتفاق العقلاء صفة نقص، فحينئذ ثبت لله العلو الذاتي عقلا.
بقينا بالفطرة، الفطرة لا تسأل ؟ اسأل عجوزا تدور بالرحى تطحن الطحين اسألها وين الله ؟ وهي ما درست لا العقيدة الواسطية ولا الطحاوية ولا غيره، اسألها وين ربك ؟ وش تقول ؟ على كل حال تقول: في السماء ولا تتوقف لحظة، لأن هذا أمر مفطور عليه الخلق، ويقال إن أبا المعالي الجويني عفا الله عنا وعنه ـ وهو إمام الحرمين ـ كان يتكلم عن الاستواء ومعروف أن الأشاعرة وهم من أئمة الأشاعرة ـ عفا الله عنا وعنه ـ معلوم أنهم ينكرون استواء الله على العرش يقولون : استوى على العرش يعني استولى عليه ما فيه علو استولى عليه، وأحدثهم أنا عن مجلس جمعني بعوام، مجلس عادي قهوة، تكلم أحد الطلبة في نفس المجلس قال : إن أهل التأويل يعني أهل التحريف يقولون : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) يقولون : ثم استوى على العرش ثم استولى عليه فقال العامي ـ عامي عامي جمال يحمل على الجمال يسافر من بلد إلى آخر ـ دعا عليه بدعوة معروفة عندنا في العامية يقولون : غربله الله ـ يعني عاقبه ـ العرش لمن قبل هذا ؟ شف سبحان الله فطرة، لأنه خلق ثم استوى، خلق ثم استولى وقبل لمن هو له ؟ عامي، إذا الفطرة تدل عليه، المهم يقولون : إن أبا المعالي الجويني تكلم عن الاستواء وقال: " إن الله تعالى كان ولم يكن عرش ولا مخلوق وهو الآن على ما كان عليه " إذا صار كان ولا عرش فهو الآن على ما كان عليه، يعني ليس على العرش، فقال له أبو العلاء الهمداني : يا شيخ دعنا من ذكر العرش ـ يعني نبحث بحثا آخر ـ أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو. صح، كل إنسان يقول: يا الله، اسأله: أين يروح قلبه يمين أو يسار أو فوق ؟ يروح قلبه فوق، فجعل يلطم على رأسه: حيرني الهمداني حيرني الهمداني، عجز أن يجيب. لأن هذه مسألة فطرية، كل إنسان مفطور لولا أن الشياطين اجتالته على علو الله تعالى بذاته فوق كل شيء.
فإذا علو الله سبحانه وتعالى دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة.
الطائفة الثانية أو القول الثاني في هذه المسألة : أن الله تعالى لا يوصف بالعلو إطلاقا، بماذا يوصف ؟ قال: في كل مكان، ثم شبهوا بقوله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) أينما هذه ظرف مكان، أي: في أي مكان كنتم فالله معكم، قالوا : الله معك في كل مكان، طيب إذا كنت في المسجد فأين يكون الله ؟ في المسجد، واحد غيري في المرحاض أين يكون الله ؟ على زعمه هذا ـ يلزمه أن يقول هذا وإلا فليرجع ـ أن يكون في المرحاض، كم من إله الآن ؟ اثنين، وواحد في السوق ؟ الله في السوق، صاروا كم ؟ ثلاثة، وواحد في الطيارة ؟ الله في الطيارة، هل هذا يقوله عاقل ؟
يلزم من هذا القول: أولا : وصف الله بما لا يليق أن يكون الله في المراحيض والحمامات والأماكن القذرة والعالية والسافلة.
ثانيا: يلزم أحد أمرين: إما تجزئ الله وإما تعدد الله، إن قالوا: بالتعدد صحنا بهم صيحة تتقطع منها قلوبهم، ماذا نقول لهم ؟ كفرتم وصرتم أعظم من النصارى الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة، وأنتم تقولون : ملايين الملايين، وإن قالوا : يتجزأ، قلنا الآن أبطلتم قولكم، إذا كان يتجزأ وكان جزء منه مع فلان وجزء مع فلان ما صار مع فلان وهو يقول : (( وهو معكم )) ولم يقل : جزء منه معكم، فأنتم الآن خذلتم والحمد لله. وهذا والله لا أظن قدم مؤمن بالله تثبت عليه، لا أظن إنسانا يؤمن بالله حقا تثبت قدمه على القول : بأن الله بذاته في كل مكان أبدا.
أما ما لبسوا به وشبهوا به من قوله : (( وهو معكم )) فإننا نقول : لا يلزم من المعية أن يكون في نفس المكان، ولهذا العرب تقول في لغتها: " القمر معنا ومكانه في السماء " وهم يقولون : معنا، العرب تقول : المرأة مع زوجها يعني في عصمته ولو كان هو في أقصى المشرق وهي في أقصى المغرب، القائد يوجه جنده إلى معركة في الميدان ويقول : اذهبوا واغزوا باسم الله وأنا معكم وهو في مكانه، فالمعية مدلولها واسع لا تستلزم الاختلاط لا في المكان ولا في الذات، إذا الحمد لله هذا القول بطل، القول بأنه بذاته في كل مكان هذا باطل.
بقينا القول الثالث ما هو ؟ يقول : لا تصف الله أنه معك ولا أنه فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد، لا تصف الله بعلو ولا نزول ولا يمين ولا يسار ولا متصل بالخلق ولا مباين، أين يكون ؟ عدم، ولهذا قال بعض أهل العلم : لو قيل لنا صفوا العدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف، ولما جيء بابن فورة إلى الأمير محمد بن سبكتكين رحمه الله وهو من الأبطال جيء إليه وقال له : صف لنا ربك قال : الرب عز وجل ليس بداخل العالم ولا خارج العالم ولا يمين ولا يسار ولا متصل ولا منفصل قال له : وصفت ربك بالعدم، ولو أردت أن تصف العدم ما وجدت أحسن من هذا الوصف. وصدق رحمه الله، أين الله على هذا الزعم ؟ غير موجود معدوم.
فالحمد لله نسأل الله أن يميتنا وإياكم على ملة الإسلام وطريق الذين أنعم الله عليهم، القول الذي لا يرتاب عاقل في صحته ولا يمكن أن يؤمن إنسان بسواه إلا من اجتالته الشياطين هو أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته عال بصفاته ولا يمكن أن تستقر قدم مؤمن بالله واليوم الآخر إلا على هذا القول .
علو الصفة لا أعلم أحدا ينتسب إلى الإسلام أنكره كل المنتسبين إلى الإسلام من مبتدعة وسنية كلهم يؤمنون بعلو الله تعالى علو صفة، لكن ما هو علو الصفة ؟ هنا تختلف الأفهام بعضهم يقول : من علو صفته تعطيل صفاته، هذه بحث آخر.
علو الذات هذا محل المعترك بين السنيين والبدعيين، انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام: ولا بأس أن نبسط لأن هذه عقيدة، قسم أثبتوه، وقسم نفوه وقالوا : إن الله تعالى لا يقال إنه فوق ولا تحت، وقسم نفوه وقالوا : إنه سبحانه وتعالى في كل مكان في السماء وفي الأرض في الأسواق في المساجد في المراحيض ـ وأعوذ بالله ـ في كل شيء، إذا الأقوال ثلاثة :
القول الأول : علو الله تعالى بذاته أنه بذاته فوق كل شيء، انتبه يا أخي، قلت لكم: هذا دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، نأخذ من كل نوع بدليل، القرآن: ما أكثر ما يقول الله في كتابه (( وهو العلي )) والعلي هنا صفة مشبهة والصفة المشبهة صفة ثبوتية لا تفارق موصوفها، ويقول عز وجل : (( سبح اسم ربك الأعلى )) الأعلى اسم تفضيل حذف المفضل عليه ليدل على العموم، يعني الأعلى على كل شيء، نكتفي بهذا وفي القرآن ما لا يحصى على وجوه متنوعة.
في السنة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يقول : ( سبحان ربي الأعلى ) وقد دلت السنة القولية والفعلية والإقرارية على علو الله عز وجل، فقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( سبح اسم ربك الأعلى ) هذا سنة قولية، وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية : ( أين الله ) قالت : في السماء قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) هذه إقرارية، ورفع يديه إلى السماء عند الدعاء وهو يدعوا الله: يا رب، سنة فعلية.
وقد جرت السنة الفعلية في أكبر اجتماع حصل للنبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وذلك في يوم عرفة حين قال : ( ألا هل بلغت ) قالوا: نعم قال: ( اللهم اشهد ) اللهم إشارة إلى علو الله، اشهد هذا سفل للخلق، قالها ثلاث مرات، يشهد الله عز وجل على إقرار أمته أنه بلغ، وهل تشهدون أنتم ؟ نعم ولله نشهد أنه بلغ البلاغ المبين، وأنه عانى من أجل ذلك أكبر عناء صلوات الله وسلامه عليه هذه سنة فعلية. إذا السنة بجميع أنواعها كلها دلت على علو الله.
الإجماع: إجماع الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم على علو الله فإن قال قائل : أثبت لي قولا واحد عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي على أنهم قالوا إن الله عال بذاته، أقول: إن هؤلاء يقرؤون القرآن ويعرفون من السنة ما عرفوا ولم يرد عنهم حرف واحد يدل على نقيض ما جاء في القرآن، وكفى بذلك دليلا، لو كان عندهم معارضة لورد عنهم خلاف ما في القرآن وهم يقرؤون القرآ، وهم عرب يعرفون المعنى ويعرفون المراد، ألا توافقوني على هذا ؟ وهذا من أحسن ما يكون في تقرير إجماع الصحابة، يعني إذا أتاك إنسان وقال لك : طيب يا أخي أثبت لي قولا واحدا عن الصحابة أنهم آمنوا بعلو الله بذاته أقول: ما يحتاج أثبت لك، قرؤوا القرآن وعلموا من السنة ما علموا ولم يرد عنهم حرف واحد يقولون فيه : إن ا لله ليس في السماء أبدا، ولا إنه بذاته في كل مكان، وهذا إجماع، وهكذا يا إخوان كل الصفات التي لم يرد عن الصحابة ما يناقضها فهو دليل على إجماعهم.
طيب العقل: العقل هل يدل على علو الله ؟ نعم يدل على علو الله، لأنك لو سألت أي إنسان هل العلو أكمل أو السفول لقال لك : العلو أكمل لا شك حتى في أمور الدنيا يقول : هذا اللباس أعلى من هذا اللباس، كل يعرف أن العلو صفة كمال، وإذا كان كذلك فهل الرب موصوف بالكمال عقلا أو لا ؟ موصوف بالكمال عقلا ولهذا قال إبراهيم لأبيه محتجا عليه بدليل عقلي : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )) هذا ما يعبد، هذا استدلال عقلي، أيضا نحن نقول العلو باتفاق العقلاء صفة كمال، والسفول باتفاق العقلاء صفة نقص، فحينئذ ثبت لله العلو الذاتي عقلا.
بقينا بالفطرة، الفطرة لا تسأل ؟ اسأل عجوزا تدور بالرحى تطحن الطحين اسألها وين الله ؟ وهي ما درست لا العقيدة الواسطية ولا الطحاوية ولا غيره، اسألها وين ربك ؟ وش تقول ؟ على كل حال تقول: في السماء ولا تتوقف لحظة، لأن هذا أمر مفطور عليه الخلق، ويقال إن أبا المعالي الجويني عفا الله عنا وعنه ـ وهو إمام الحرمين ـ كان يتكلم عن الاستواء ومعروف أن الأشاعرة وهم من أئمة الأشاعرة ـ عفا الله عنا وعنه ـ معلوم أنهم ينكرون استواء الله على العرش يقولون : استوى على العرش يعني استولى عليه ما فيه علو استولى عليه، وأحدثهم أنا عن مجلس جمعني بعوام، مجلس عادي قهوة، تكلم أحد الطلبة في نفس المجلس قال : إن أهل التأويل يعني أهل التحريف يقولون : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) يقولون : ثم استوى على العرش ثم استولى عليه فقال العامي ـ عامي عامي جمال يحمل على الجمال يسافر من بلد إلى آخر ـ دعا عليه بدعوة معروفة عندنا في العامية يقولون : غربله الله ـ يعني عاقبه ـ العرش لمن قبل هذا ؟ شف سبحان الله فطرة، لأنه خلق ثم استوى، خلق ثم استولى وقبل لمن هو له ؟ عامي، إذا الفطرة تدل عليه، المهم يقولون : إن أبا المعالي الجويني تكلم عن الاستواء وقال: " إن الله تعالى كان ولم يكن عرش ولا مخلوق وهو الآن على ما كان عليه " إذا صار كان ولا عرش فهو الآن على ما كان عليه، يعني ليس على العرش، فقال له أبو العلاء الهمداني : يا شيخ دعنا من ذكر العرش ـ يعني نبحث بحثا آخر ـ أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو. صح، كل إنسان يقول: يا الله، اسأله: أين يروح قلبه يمين أو يسار أو فوق ؟ يروح قلبه فوق، فجعل يلطم على رأسه: حيرني الهمداني حيرني الهمداني، عجز أن يجيب. لأن هذه مسألة فطرية، كل إنسان مفطور لولا أن الشياطين اجتالته على علو الله تعالى بذاته فوق كل شيء.
فإذا علو الله سبحانه وتعالى دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة.
الطائفة الثانية أو القول الثاني في هذه المسألة : أن الله تعالى لا يوصف بالعلو إطلاقا، بماذا يوصف ؟ قال: في كل مكان، ثم شبهوا بقوله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) أينما هذه ظرف مكان، أي: في أي مكان كنتم فالله معكم، قالوا : الله معك في كل مكان، طيب إذا كنت في المسجد فأين يكون الله ؟ في المسجد، واحد غيري في المرحاض أين يكون الله ؟ على زعمه هذا ـ يلزمه أن يقول هذا وإلا فليرجع ـ أن يكون في المرحاض، كم من إله الآن ؟ اثنين، وواحد في السوق ؟ الله في السوق، صاروا كم ؟ ثلاثة، وواحد في الطيارة ؟ الله في الطيارة، هل هذا يقوله عاقل ؟
يلزم من هذا القول: أولا : وصف الله بما لا يليق أن يكون الله في المراحيض والحمامات والأماكن القذرة والعالية والسافلة.
ثانيا: يلزم أحد أمرين: إما تجزئ الله وإما تعدد الله، إن قالوا: بالتعدد صحنا بهم صيحة تتقطع منها قلوبهم، ماذا نقول لهم ؟ كفرتم وصرتم أعظم من النصارى الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة، وأنتم تقولون : ملايين الملايين، وإن قالوا : يتجزأ، قلنا الآن أبطلتم قولكم، إذا كان يتجزأ وكان جزء منه مع فلان وجزء مع فلان ما صار مع فلان وهو يقول : (( وهو معكم )) ولم يقل : جزء منه معكم، فأنتم الآن خذلتم والحمد لله. وهذا والله لا أظن قدم مؤمن بالله تثبت عليه، لا أظن إنسانا يؤمن بالله حقا تثبت قدمه على القول : بأن الله بذاته في كل مكان أبدا.
أما ما لبسوا به وشبهوا به من قوله : (( وهو معكم )) فإننا نقول : لا يلزم من المعية أن يكون في نفس المكان، ولهذا العرب تقول في لغتها: " القمر معنا ومكانه في السماء " وهم يقولون : معنا، العرب تقول : المرأة مع زوجها يعني في عصمته ولو كان هو في أقصى المشرق وهي في أقصى المغرب، القائد يوجه جنده إلى معركة في الميدان ويقول : اذهبوا واغزوا باسم الله وأنا معكم وهو في مكانه، فالمعية مدلولها واسع لا تستلزم الاختلاط لا في المكان ولا في الذات، إذا الحمد لله هذا القول بطل، القول بأنه بذاته في كل مكان هذا باطل.
بقينا القول الثالث ما هو ؟ يقول : لا تصف الله أنه معك ولا أنه فوق ولا تحت ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد، لا تصف الله بعلو ولا نزول ولا يمين ولا يسار ولا متصل بالخلق ولا مباين، أين يكون ؟ عدم، ولهذا قال بعض أهل العلم : لو قيل لنا صفوا العدم ما وجدنا أدق من هذا الوصف، ولما جيء بابن فورة إلى الأمير محمد بن سبكتكين رحمه الله وهو من الأبطال جيء إليه وقال له : صف لنا ربك قال : الرب عز وجل ليس بداخل العالم ولا خارج العالم ولا يمين ولا يسار ولا متصل ولا منفصل قال له : وصفت ربك بالعدم، ولو أردت أن تصف العدم ما وجدت أحسن من هذا الوصف. وصدق رحمه الله، أين الله على هذا الزعم ؟ غير موجود معدوم.
فالحمد لله نسأل الله أن يميتنا وإياكم على ملة الإسلام وطريق الذين أنعم الله عليهم، القول الذي لا يرتاب عاقل في صحته ولا يمكن أن يؤمن إنسان بسواه إلا من اجتالته الشياطين هو أن الله سبحانه وتعالى عال بذاته عال بصفاته ولا يمكن أن تستقر قدم مؤمن بالله واليوم الآخر إلا على هذا القول .
كيف ندعو من يؤول صفات الله تعالى .؟
الطالب: الرجل هذا يؤول الصفات فهل ترى أن ... ؟
الشيخ : لا هذا غلط عظيم، أنا رأيت بعض الناس الذين تنقصهم الدراية ـ ليس العلم ـ إذا رأى إنسان يظنه من منكري العلو أول ما يسلم: السلام عليكم، كيف أصبحت، أين الله ؟ كيف، هل الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ الناس بقوله : أين الله، هذا من الغلط أبدا، ابسط له القول، ولا تناقشه أيضا إلا إذا فتح الباب، هو مسلم والأصل في الإسلام السلامة، لا تناقشه إلا إذا فتح الباب أو إذا رأيت في المسألة صدره متسعا وهو نفسه يستطعم منك، فحينئذ ابدأه، فإحسان الدعوة والحكمة في الدعوة أمر مهم، فالرسول عليه الصلاة والسلام ما قال لهذه الجارية : ( أين الله ؟ ) إلا لسبب يقتضيه بالنسبة لهذه المرأة، والأعرابي الذي شهد أنه رأى الهلال ماذا قال له ؟ قال له : ( أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) ما قال له : أين الله ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه الله الحكمة يخطاب كل إنسان بما تقتضه حاله .
الشيخ : لا هذا غلط عظيم، أنا رأيت بعض الناس الذين تنقصهم الدراية ـ ليس العلم ـ إذا رأى إنسان يظنه من منكري العلو أول ما يسلم: السلام عليكم، كيف أصبحت، أين الله ؟ كيف، هل الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ الناس بقوله : أين الله، هذا من الغلط أبدا، ابسط له القول، ولا تناقشه أيضا إلا إذا فتح الباب، هو مسلم والأصل في الإسلام السلامة، لا تناقشه إلا إذا فتح الباب أو إذا رأيت في المسألة صدره متسعا وهو نفسه يستطعم منك، فحينئذ ابدأه، فإحسان الدعوة والحكمة في الدعوة أمر مهم، فالرسول عليه الصلاة والسلام ما قال لهذه الجارية : ( أين الله ؟ ) إلا لسبب يقتضيه بالنسبة لهذه المرأة، والأعرابي الذي شهد أنه رأى الهلال ماذا قال له ؟ قال له : ( أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) ما قال له : أين الله ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه الله الحكمة يخطاب كل إنسان بما تقتضه حاله .
هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة .؟
الطالب : بالنسبة إلى الأشاعرة هل هم من أهل السنة والجماعة أو لهم تقسيمين ؟
الشيخ : بارك الله فيك أولا من هم أهل السنة والجماعة ؟ أهل السنة والجماعة الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها، والإنسان قد يكون من أهل السنة والجماعة في شيء دون آخر، كما أن الإنسان يكون فيه خصال كفر وخصال إيمان، كذلك يكون فيه سنة وبدعة، فالأشعرية وأعنى بذلك المذهب ليس على مذهب أهل السنة والجماعة، لمخالفتهم إياهم في كثير من الأشياء الأصولية المهمة كمسألة الصفات ومسألة الإيمان باليوم الآخر فيه مخالفات كثيرة، ومسألة الإيمان وأعمال العبد وغير ذلك، لكن رجلا من الناس نعرف صدقه وإخلاصه في دين الله ومدافعته عنه، ذهب إلى قول من أقوال الأشعرية لا نقول إنه أشعري، بل نقول هو من أهل السنة والجماعة، لكن نقول قال في مقالة الأشعرية في كذا وكذا، أيضا نقول المسلمون الآن انقسموا إلى سنة وشيعة فباعتبار هذا التقسيم كل من عدا الرافضة فهو سني بهذا التقسيم، فالمسألة لها اعتبارات .
الشيخ : بارك الله فيك أولا من هم أهل السنة والجماعة ؟ أهل السنة والجماعة الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها، والإنسان قد يكون من أهل السنة والجماعة في شيء دون آخر، كما أن الإنسان يكون فيه خصال كفر وخصال إيمان، كذلك يكون فيه سنة وبدعة، فالأشعرية وأعنى بذلك المذهب ليس على مذهب أهل السنة والجماعة، لمخالفتهم إياهم في كثير من الأشياء الأصولية المهمة كمسألة الصفات ومسألة الإيمان باليوم الآخر فيه مخالفات كثيرة، ومسألة الإيمان وأعمال العبد وغير ذلك، لكن رجلا من الناس نعرف صدقه وإخلاصه في دين الله ومدافعته عنه، ذهب إلى قول من أقوال الأشعرية لا نقول إنه أشعري، بل نقول هو من أهل السنة والجماعة، لكن نقول قال في مقالة الأشعرية في كذا وكذا، أيضا نقول المسلمون الآن انقسموا إلى سنة وشيعة فباعتبار هذا التقسيم كل من عدا الرافضة فهو سني بهذا التقسيم، فالمسألة لها اعتبارات .
كيف نجيب لو رد علينا منكر العلو بأن قالوا : ايتوا بدليل على أن الصحابة قالوا إن الله استوى بذاته على العرش .؟
الطالب: يسألوننا يقولون ائتني بدليل أن الصحابة أثبتوا علو الله بذاته، ألا نسألهم بهذا السؤال نقول لهم: أيضا أنتم ائتونا بدليل يثبت أن الصحابة أمكروا هذا ؟.
الشيخ : بلى، هذا هو الأصل، لكن نحن نريد دليل ثبوتي، أما الدليل السلبي فهذا لا يحتاج، نقول هات دليل على أنهم حرفوها إلى ما قلت، وقد أشرنا إليه قبل قليل قلنا: إنه لم يرد عنهم حرف واحد أنهم قالوا: إن الله ليس بالسماء أو لا داخل العالم ولا خارجه، نعم .
الشيخ : بلى، هذا هو الأصل، لكن نحن نريد دليل ثبوتي، أما الدليل السلبي فهذا لا يحتاج، نقول هات دليل على أنهم حرفوها إلى ما قلت، وقد أشرنا إليه قبل قليل قلنا: إنه لم يرد عنهم حرف واحد أنهم قالوا: إن الله ليس بالسماء أو لا داخل العالم ولا خارجه، نعم .
11 - كيف نجيب لو رد علينا منكر العلو بأن قالوا : ايتوا بدليل على أن الصحابة قالوا إن الله استوى بذاته على العرش .؟ أستمع حفظ
ما حكم قول عبارة " ليس لله حد " .؟
الطالب : ... بحد ؟
الشيخ : كلمة حد وكلمة جسم وما أشبه ذلك من العبارات المبتدعة التي يريد بها أهل التعطيل إلزام أهل السنة والجماعة بما لا يليق بالله، فالحد نسأل ؟ أولا كلمة حد لم ترد في الكتاب والسنة لا إثباتا ولا نفيا فلتكن جانبا، ثانيا: من حيث المعنى إن أردت أن الله محدود بمعنى أنه منحاز عن الخلائق هو وحده شيء والمخلوقات شيء آخر فهذا صحيح، إن أردت أنه محدود يعني أن شيئا من المخلوقات أحاط به فهذا باطل، ولا يحتاج نقول بحد ولا بغير حد، حتى أن بعض العلماء أنكر أن يقول القائل : استوى على العرش بذاته، قال: لا تقول بذاته، لا نحتاج نقول : بذاته، إذا قال : استوى على العرش يعني هو نفسه ما حاجة نقول بذاته، لكن بعض السلف اضطر إلى كلمة بذاته دفعا للبدعة يقول : ينزل إلى السماء الدنيا بذاته، نحتاج بذاته ؟ ... لأن الله أضاف الفعل لنفسه ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ما نحتاج نقول: بذاته، معروف من كلمة ينزل أن هو الذي ينزل، لكن احتاجوا أن يقولوا: بذاته، ردا على المبتدعة الذين قالوا : ينزل الله أي أمره، فقابلوا أمره بذاته، وكلمة بذاته صحيحة، والتعبير دل عليها، وكلمة أمره باطلة، انتبهوا أن السلف رحمهم الله أحيانا يعبرون بأشياء يضطرون إلى التعبير بها لكنها لا تخالف الحق، وإن كان الأولى تركها لأن الصحابة تركوها، لكن الصحابة هل ظهرت عندهم هذه البدع ؟ ما ظهرت، ولهذا يقول : (( استوى على العرش )) ( ينزل إلى السماء ) ( يأت للفصل بين العباد ) ولا يقولون : بذاته، لأنه لم يكن عندهم من يقول: إنه يأتي أمره أو ينزل أمره أو ما أشبه ذلك.
الشيخ : كلمة حد وكلمة جسم وما أشبه ذلك من العبارات المبتدعة التي يريد بها أهل التعطيل إلزام أهل السنة والجماعة بما لا يليق بالله، فالحد نسأل ؟ أولا كلمة حد لم ترد في الكتاب والسنة لا إثباتا ولا نفيا فلتكن جانبا، ثانيا: من حيث المعنى إن أردت أن الله محدود بمعنى أنه منحاز عن الخلائق هو وحده شيء والمخلوقات شيء آخر فهذا صحيح، إن أردت أنه محدود يعني أن شيئا من المخلوقات أحاط به فهذا باطل، ولا يحتاج نقول بحد ولا بغير حد، حتى أن بعض العلماء أنكر أن يقول القائل : استوى على العرش بذاته، قال: لا تقول بذاته، لا نحتاج نقول : بذاته، إذا قال : استوى على العرش يعني هو نفسه ما حاجة نقول بذاته، لكن بعض السلف اضطر إلى كلمة بذاته دفعا للبدعة يقول : ينزل إلى السماء الدنيا بذاته، نحتاج بذاته ؟ ... لأن الله أضاف الفعل لنفسه ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ما نحتاج نقول: بذاته، معروف من كلمة ينزل أن هو الذي ينزل، لكن احتاجوا أن يقولوا: بذاته، ردا على المبتدعة الذين قالوا : ينزل الله أي أمره، فقابلوا أمره بذاته، وكلمة بذاته صحيحة، والتعبير دل عليها، وكلمة أمره باطلة، انتبهوا أن السلف رحمهم الله أحيانا يعبرون بأشياء يضطرون إلى التعبير بها لكنها لا تخالف الحق، وإن كان الأولى تركها لأن الصحابة تركوها، لكن الصحابة هل ظهرت عندهم هذه البدع ؟ ما ظهرت، ولهذا يقول : (( استوى على العرش )) ( ينزل إلى السماء ) ( يأت للفصل بين العباد ) ولا يقولون : بذاته، لأنه لم يكن عندهم من يقول: إنه يأتي أمره أو ينزل أمره أو ما أشبه ذلك.
اضيفت في - 2011-05-25