تفسير سورة الشورى-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة سؤال : ما حكم قول عبارة " ليس لله حد " .؟
الشيخ : ولا يقولون بذاته لأنه لم يكن عندهم من يقول : إنه يأتي أمره أو ينزل أمره أو ما أشبه ذلك، فكلمة بذاته تحقيق للمعنى ويضطر الإنسان إليها دفعا لقول أهل البدع، ما هو لأن المعنى لا يتم إلا بها، المعنى يتم بدونها، كل فعل أضافه الله لنفسه فالمراد نفسه ؟ خلق السماوات تقول : بذاته ؟ لا، خلق السماوات هو نفسه، ينزل إلى السماء لا يحتاج يقول : بذاته، ما دام ينزل أي هو أي نفس الله، يأتي للقضاء أي هو وهلم جرا، لكن السلف رحمهم الله مضطرون إلى قول لا يخالف المراد دفعا لباطل ابتدعه أهل البدع، مثلا قال الله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) ألا تعلمون أنه لم يشتهر عن السلف إلا قولهم : هو معهم بعلمه قالوا : هذا كما قال عبد الله بن المبارك : نقول هو معهم بعلمه ولا نقول : كما يقول هؤلاء هو في الأرض، فقصدهم معهم بعمله يعني ردا لمن قالوا : إنه معهم بذاته، يعني في المكان الذي هم فيه، لكن لو رجعنا إلى مدلول الآية بقطع النظر عن الرد عن أهل البدع قلنا : (( وهو معهم )) كما أضاف الله خلق إلى نفسه فهو معهم أي نفسه، لكن هل يلزم من المعية أن يكون في الأرض ؟ لا، لا يلزم، بل هو بالنسبة لله تعالى ممتنع غاية الامتناع، انتبهوا لهذا، مع أنه معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وتدبيره وكل ما تقتضيه معاني الربوبية، لكن هناك ظروف تلجأ الإنسان إلى قول، إلى شيء زائد عن النص لتوضيح النص والرد على من حرفه.
أرأيتم الآن ـ ولو طولنا عليكم ـ أرأيتم التسلسل مثلا، أصول الخلاف فيه ثلاثة المنع في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والمنع في الماضي، تعرفون التسلسل ؟ هو الصحيح لا تعرفونه، لأن الواقع أنه محدث أيضا، هذا من المحدثات، هل الله عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا ؟ أو كان في الأول معطلا عن الفعل ثم فعل ؟ هذه واحدة، وهل لا يزال فعالا أو سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الخلائق ويفنى كل شيء ؟ هذه اثنين، أو أن الله تعالى لم يزل في الماضي ولا يزال في المستقبل فعالا ؟ الثالث هو الحق الذي لا شك فيه، أنه لم يزل ولا يزال فعالا لكن فعله تابع لمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، هذا القول: وهو جواز التسلسل في الماضي والمستقبل هو المتعين، الجنة باقية أبدا أو لا ؟ باقية أبدا، وما يحدث فيها من النعيم متسلسل إلى ما لا نهاية له، وكذلك النار، في الماضي لم يخبرنا الله عز وجل إلا عن خلق السماوات والأرض والعرش وما أشبه ذلك، لكن نعلم أن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء قبل هذه المخلوقات لأنه قادر، والقادر على الشيء يجوز أن يفعل، وقوله عز وجل : (( إن ربك فعال لما يريد )) يشمل الماضي والمستقبل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والعقل، وإن كان بعض الناس أنكر على شيخ الإسلام رحمه الله حين صرح بجواز التسلسل في الماضي وقالوا : هذا لا يمكن، إذا قلت بالتسلسل في الماضي لزم أن يكون الخلق مع الخالق، وهذا باطل إلى أبعد الحدود، هل يلزم أن يكون الفعل مع الفاعل ؟ إذا قلت : إن الله فعال لا يلزم، بل من الضروري أن المفعول قد سبقه فعل وأن الفعل قد سبقه فاعل مريد، هذا شيء عقلي، فأنا أقول لكم: البحث في التسلسل وإتعاب النفوس فيه وإتعاب الأفكار وملئ الأسفار منه كل هذا إنما حدث حينما قال به أهل البدع ودخل على الأمة الإسلامية حينما عربت الكتب الرومانية واليونانية، وإلا فالناس في غفلة عن هذا على فطرهم، أن ربنا عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا وأن ذلك لا يستلزم قدم الحوادث، فالمفعولات شيء والفاعل شيء آخر، انتبهوا لهذه المسائل لو فكرتم لوجدتم الطريق الأسلم والأعلم والأحكم طريق من ؟ طريق السلف، واستمع إلى القولة المشهورة الباطلة التي تجدونها في كتب من عرفوا بالصلاح والإصلاح، يقولون: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، سبحان الله كيف تكون أعلم وأحكم وليست بأسلم، لأننا نعلم أن الأعلم والأحكم يجب أن يكون الأسلم، ونعلم أيضا أنكم إذا أقررتم أن طريقة السلف أسلم فهي الأعلم والأحكم، لكن هؤلاء أتوا حيث لم يفهموا طريقة السلف، ظنوا أن طريقة السلف التفويض، وأن نكون أمام آيات الصفات وأحاديثها كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، يظنون أن السلفي إذا قلت له : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) ما معنى وجاء ؟ الله أعلم فكني من شرك ما أدري، (( استوى على العرش )) ما معناه ؟ قال : ما أدري، (( ويبقى وجه ربك )) ما معناه ؟ قال : ما أدري، هذا رأيهم في مذهب السلف، وهل هذا حقيقة مذهب السلف ؟ أبدا، السلف يقول : نعرف المعنى نعرف وجاء ربك أنه أتى عز وجل على وجه يليق بجلاله، أن له وجها يليق بجلاله، أن له استواء يليق بجلاله، نعلم هذا ونعرف المعنى، لكن تسألني عن الكيفية لا، لا أستطيع أن أتكلم لأنه ليس لي علم بهذا، هم لما ظنوا أن مذهب السلف هو التفويض، يعني تفويض المعنى والكيفية، قالوا : طريقة الخلف أعلم وأحكم، ونحن معهم إذا كان مذهب السلف أنهم لا يفهمون المعنى فالذي لا يفهم المعنى أحسن من الذي يفهم، لا شك في هذا، وإن كان فهمه خاطئة لكن طريقتهم سليمة، إلا أننا نقول لهم: طريقة السلف إثبات المعاني، وهذا مشهور متواتر عنهم، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف " هذه الجملة التي اتفق عليها السلف تدل على أنهم يثبتون المعنى من وجهين :
أولا : أنهم قالوا : أمروها كما جاءت، ونحن نعلم أن الله تعالى أتى بها ورسوله أتى بها لإثبات معاني، ما هي لتقرأ ألفاظا جوفاء .
ثانيا : قولهم : بلا كيف يدل على ثبوت أصل المعنى، لأن نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول، فإذا أصل المعنى موجود والكيفية مجهولة، والإمام مالك رحمه الله قال حينما سئل عن الاستواء قال : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " هم لما ظنوا أن السلف لا يثبتون المعاني قالوا : إنها أسلم، ونحن نقول لهم : إما أن تكونوا كاذبين على السلف أو جاهلين بحقيقة مذهبهم، لا تخرجون عن هذا، فكلامهم هذا عن السلف لا يخلوا من ظلم وهو إما القول بلا علم أو الكذب على السلف، وكلاهما ظلم، فهم ظالمون للسلف في هذا الكلام الذي قالوا : إنه مذهب السلف.
أرأيتم الآن ـ ولو طولنا عليكم ـ أرأيتم التسلسل مثلا، أصول الخلاف فيه ثلاثة المنع في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والماضي، الجواز في المستقبل والمنع في الماضي، تعرفون التسلسل ؟ هو الصحيح لا تعرفونه، لأن الواقع أنه محدث أيضا، هذا من المحدثات، هل الله عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا ؟ أو كان في الأول معطلا عن الفعل ثم فعل ؟ هذه واحدة، وهل لا يزال فعالا أو سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الخلائق ويفنى كل شيء ؟ هذه اثنين، أو أن الله تعالى لم يزل في الماضي ولا يزال في المستقبل فعالا ؟ الثالث هو الحق الذي لا شك فيه، أنه لم يزل ولا يزال فعالا لكن فعله تابع لمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، هذا القول: وهو جواز التسلسل في الماضي والمستقبل هو المتعين، الجنة باقية أبدا أو لا ؟ باقية أبدا، وما يحدث فيها من النعيم متسلسل إلى ما لا نهاية له، وكذلك النار، في الماضي لم يخبرنا الله عز وجل إلا عن خلق السماوات والأرض والعرش وما أشبه ذلك، لكن نعلم أن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء قبل هذه المخلوقات لأنه قادر، والقادر على الشيء يجوز أن يفعل، وقوله عز وجل : (( إن ربك فعال لما يريد )) يشمل الماضي والمستقبل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والعقل، وإن كان بعض الناس أنكر على شيخ الإسلام رحمه الله حين صرح بجواز التسلسل في الماضي وقالوا : هذا لا يمكن، إذا قلت بالتسلسل في الماضي لزم أن يكون الخلق مع الخالق، وهذا باطل إلى أبعد الحدود، هل يلزم أن يكون الفعل مع الفاعل ؟ إذا قلت : إن الله فعال لا يلزم، بل من الضروري أن المفعول قد سبقه فعل وأن الفعل قد سبقه فاعل مريد، هذا شيء عقلي، فأنا أقول لكم: البحث في التسلسل وإتعاب النفوس فيه وإتعاب الأفكار وملئ الأسفار منه كل هذا إنما حدث حينما قال به أهل البدع ودخل على الأمة الإسلامية حينما عربت الكتب الرومانية واليونانية، وإلا فالناس في غفلة عن هذا على فطرهم، أن ربنا عز وجل لم يزل ولا يزال فعالا وأن ذلك لا يستلزم قدم الحوادث، فالمفعولات شيء والفاعل شيء آخر، انتبهوا لهذه المسائل لو فكرتم لوجدتم الطريق الأسلم والأعلم والأحكم طريق من ؟ طريق السلف، واستمع إلى القولة المشهورة الباطلة التي تجدونها في كتب من عرفوا بالصلاح والإصلاح، يقولون: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، سبحان الله كيف تكون أعلم وأحكم وليست بأسلم، لأننا نعلم أن الأعلم والأحكم يجب أن يكون الأسلم، ونعلم أيضا أنكم إذا أقررتم أن طريقة السلف أسلم فهي الأعلم والأحكم، لكن هؤلاء أتوا حيث لم يفهموا طريقة السلف، ظنوا أن طريقة السلف التفويض، وأن نكون أمام آيات الصفات وأحاديثها كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، يظنون أن السلفي إذا قلت له : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) ما معنى وجاء ؟ الله أعلم فكني من شرك ما أدري، (( استوى على العرش )) ما معناه ؟ قال : ما أدري، (( ويبقى وجه ربك )) ما معناه ؟ قال : ما أدري، هذا رأيهم في مذهب السلف، وهل هذا حقيقة مذهب السلف ؟ أبدا، السلف يقول : نعرف المعنى نعرف وجاء ربك أنه أتى عز وجل على وجه يليق بجلاله، أن له وجها يليق بجلاله، أن له استواء يليق بجلاله، نعلم هذا ونعرف المعنى، لكن تسألني عن الكيفية لا، لا أستطيع أن أتكلم لأنه ليس لي علم بهذا، هم لما ظنوا أن مذهب السلف هو التفويض، يعني تفويض المعنى والكيفية، قالوا : طريقة الخلف أعلم وأحكم، ونحن معهم إذا كان مذهب السلف أنهم لا يفهمون المعنى فالذي لا يفهم المعنى أحسن من الذي يفهم، لا شك في هذا، وإن كان فهمه خاطئة لكن طريقتهم سليمة، إلا أننا نقول لهم: طريقة السلف إثبات المعاني، وهذا مشهور متواتر عنهم، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف " هذه الجملة التي اتفق عليها السلف تدل على أنهم يثبتون المعنى من وجهين :
أولا : أنهم قالوا : أمروها كما جاءت، ونحن نعلم أن الله تعالى أتى بها ورسوله أتى بها لإثبات معاني، ما هي لتقرأ ألفاظا جوفاء .
ثانيا : قولهم : بلا كيف يدل على ثبوت أصل المعنى، لأن نفي الكيف عما ليس بموجود لغو من القول، فإذا أصل المعنى موجود والكيفية مجهولة، والإمام مالك رحمه الله قال حينما سئل عن الاستواء قال : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " هم لما ظنوا أن السلف لا يثبتون المعاني قالوا : إنها أسلم، ونحن نقول لهم : إما أن تكونوا كاذبين على السلف أو جاهلين بحقيقة مذهبهم، لا تخرجون عن هذا، فكلامهم هذا عن السلف لا يخلوا من ظلم وهو إما القول بلا علم أو الكذب على السلف، وكلاهما ظلم، فهم ظالمون للسلف في هذا الكلام الذي قالوا : إنه مذهب السلف.
ما حكم تفسير المعية بالعلم فقط .؟
السائل : ...
الشيخ : إذا قلنا : بمعنى العلم فسرناها بلازمها وقصرنا في معناها، لأنه معهم بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره رحمه الله، و قد ذكر ابن رجب أيضا في جامع العلوم والحكم، يعني ليس معهم بالعلم فقط بل بكل ما تقتضيه الربوبية من علم وسمع وبصر وقدرة وسلطان وغير ذلك .
ثانيا : المعية شيء، والعلم من لازمها ومقتضياتها، فهي أشمل إحاطة ومعنى، لكنهم يفسرونها بالعلم ردا لقول أولئك القوم الذين يقولون : معنا في نفس المكان، والعامي عندما تقول له : المعية لها معنى والعلم مقتضاها ولازمها لا يفهم، والحملة الشديدة في ذلك الوقت في زمن الأئمة بالنسبة لتحريف المعية، فلذلك أتوا بهذا المعنى السهل الذي يتصوره الإنسان عن قرب.
الشيخ : إذا قلنا : بمعنى العلم فسرناها بلازمها وقصرنا في معناها، لأنه معهم بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره رحمه الله، و قد ذكر ابن رجب أيضا في جامع العلوم والحكم، يعني ليس معهم بالعلم فقط بل بكل ما تقتضيه الربوبية من علم وسمع وبصر وقدرة وسلطان وغير ذلك .
ثانيا : المعية شيء، والعلم من لازمها ومقتضياتها، فهي أشمل إحاطة ومعنى، لكنهم يفسرونها بالعلم ردا لقول أولئك القوم الذين يقولون : معنا في نفس المكان، والعامي عندما تقول له : المعية لها معنى والعلم مقتضاها ولازمها لا يفهم، والحملة الشديدة في ذلك الوقت في زمن الأئمة بالنسبة لتحريف المعية، فلذلك أتوا بهذا المعنى السهل الذي يتصوره الإنسان عن قرب.
متى يكون تأويل الصفات كفرا .؟
الطالب : متى يكون التأويل كفرا ؟
الشيخ : إذا لبست ثوبك فقلت : أكلت خبرة تعني لبث ثوب، هل له وجه ؟ إذا كان التأويل ليس له وجه لا لغة ولا شرعا فهو كفر لأنه تكذيب، ولهذا نقول : جحد الصفات نوعان:
إما تأويلا وإما تكذيبا، إن كان تكذيبا فلا شك أنه كفر لو قال قائل : (( الرحمن على العرش استوى )) إنه لم يستوي على العرش كذب، ماذا نقول ؟ نقول : كفر لأنه مكذب، لو قال : نعم استوى على العرش لكن معنى استولى، قلنا : هذا تأويل، ثم ينظر إن كان للتأويل مساغ إن دل عليه دليل أخذنا به، وإن لم يدل عليه رددناه، لكن إن كان له مساغ لم يكفر وإن لم يكن له مساغ فإنه يكفر.
الشيخ : إذا لبست ثوبك فقلت : أكلت خبرة تعني لبث ثوب، هل له وجه ؟ إذا كان التأويل ليس له وجه لا لغة ولا شرعا فهو كفر لأنه تكذيب، ولهذا نقول : جحد الصفات نوعان:
إما تأويلا وإما تكذيبا، إن كان تكذيبا فلا شك أنه كفر لو قال قائل : (( الرحمن على العرش استوى )) إنه لم يستوي على العرش كذب، ماذا نقول ؟ نقول : كفر لأنه مكذب، لو قال : نعم استوى على العرش لكن معنى استولى، قلنا : هذا تأويل، ثم ينظر إن كان للتأويل مساغ إن دل عليه دليل أخذنا به، وإن لم يدل عليه رددناه، لكن إن كان له مساغ لم يكفر وإن لم يكن له مساغ فإنه يكفر.
قراءة الآيات القرآنية .
ثم قال الله عز وجل .
القارئ : (( يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ))[الشورى:18] .
القارئ : (( يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ))[الشورى:18] .
التعليق على تفسير الجلالين : (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )) يقولون : متى تأتي ؟ ظنا منهم أنها غير آتية (( والذين ءامنوا مشفقون )) خائفون (( منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون )) يجادلون (( في الساعة لفي ضلال بعيد )).
الشيخ : " (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )) يقولون : متى تأتي ؟ ظنا منهم بأنها غير آتية )) " يستعجل بها: يعني يستعجلونها يقولون: أين هي ؟ متى تكون ؟ ليس ذلك حرصا عليها ولا رغبة فيما يكون فيها من الخير، ولكنه استبطاء لها وإنكار لها، يقولون : وين الساعة التي تقولون ؟ كما قال الله عز وجل : (( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25] وهم بهذا ملبسون مشبهون لأنه لم يقل لهم : إنهم يأتون في الدنيا، يأتون يوم القيامة، فالرسل لم تقل : إن آبائكم سيأتون وأنتم أحياء، لأنه من مات لا يبعث إلا يوم القيامة: (( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون )) اللهم إلا أن تكون آية من آيات الرسل كما جاء لعيسى.
(( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )) أما الذين آمنوا فاسمع ماذا يقول الله عنهم ؟ " (( والذين آمنوا مشفقون )) خائفون (( منها ويعلمون أنها الحق )) " الذين آمنوا مشفقون والإشفاق: أشد الخوف، وتفسير المؤلف له بالخوف تقريبي وليس على وجه التحديد، لأن الإشفاق خوف وزيادة، مشفقون منها خائفون منها، لأنهم يعلمون أنها الحق وأنها ستقوم، وستكون الأهوال العظام، ستكون الجبال كالعهن المنفوش، وستدك الأرض، وكل ما ذكر في الكتاب والسنة مما يكون في الآخرة فإن الذين آمنوا مؤمنون به مشفقون منه.
قال الله تعالى : " (( ألا إن الذين يمارون )) يجادلون (( في الساعة لفي ضلال بعيد )) " ألا: أداة استفتاح، الفائدة منها التنبيه والتحقيق والعناية، ولهذا تأتي بعدها غالبا إن، وإن للتوكيد مثل قوله تعالى : (( إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) فإذا ألا أداة استفتاح تفيد التوكيد والتنبيه والتحقيق، نعم والعناية.
(( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )) إن للتوكيد واللام في قوله : (( لفي ضلال بعيد )) لام التوكيد داخلة على الخبر (( لفي ضلال بعيد )) أي لفي ضلال بعيد عن الهدى لأن الضلال قد يكون قريبا ويهتدي الإنسان عن قرب، وقد يكون بعيدا فلا يهتدي والعياذ بالله إلا بعد الَّتِي والُّتَي.
(( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )) أما الذين آمنوا فاسمع ماذا يقول الله عنهم ؟ " (( والذين آمنوا مشفقون )) خائفون (( منها ويعلمون أنها الحق )) " الذين آمنوا مشفقون والإشفاق: أشد الخوف، وتفسير المؤلف له بالخوف تقريبي وليس على وجه التحديد، لأن الإشفاق خوف وزيادة، مشفقون منها خائفون منها، لأنهم يعلمون أنها الحق وأنها ستقوم، وستكون الأهوال العظام، ستكون الجبال كالعهن المنفوش، وستدك الأرض، وكل ما ذكر في الكتاب والسنة مما يكون في الآخرة فإن الذين آمنوا مؤمنون به مشفقون منه.
قال الله تعالى : " (( ألا إن الذين يمارون )) يجادلون (( في الساعة لفي ضلال بعيد )) " ألا: أداة استفتاح، الفائدة منها التنبيه والتحقيق والعناية، ولهذا تأتي بعدها غالبا إن، وإن للتوكيد مثل قوله تعالى : (( إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) (( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) فإذا ألا أداة استفتاح تفيد التوكيد والتنبيه والتحقيق، نعم والعناية.
(( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )) إن للتوكيد واللام في قوله : (( لفي ضلال بعيد )) لام التوكيد داخلة على الخبر (( لفي ضلال بعيد )) أي لفي ضلال بعيد عن الهدى لأن الضلال قد يكون قريبا ويهتدي الإنسان عن قرب، وقد يكون بعيدا فلا يهتدي والعياذ بالله إلا بعد الَّتِي والُّتَي.
5 - التعليق على تفسير الجلالين : (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها )) يقولون : متى تأتي ؟ ظنا منهم أنها غير آتية (( والذين ءامنوا مشفقون )) خائفون (( منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون )) يجادلون (( في الساعة لفي ضلال بعيد )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )).
من فوائد هذه الآية الكريمة : أن منكري الساعة يستعجلونها يقولون : متى ؟ والمراد بقولهم : متى ؟ الإنكار كما قال عز وجل : (( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[الجاثية:25] .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المؤمن بالساعة خائف منها لقوله : (( والذين آمنوا مشفقون منها )) ولكنهم مشفقون منها يعني خائفين خوفا يحملهم على العمل لها، لا خوف ذعر فقط، بل خوف يحملهم على العمل لها، وهذا هو الخوف النافع، وأما مجرد الذعر فلا يكفي .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى ترجيح جانب الخوف لأن الله تعالى امتدح الذين يخافون من الساعة، وهذه المسألة اختلف فيها أرباب السلوك والمعارف: أيما أفضل أن يغلب الإنسان جانب الخوف أو جانب الرجاء ؟ فقال الإمام أحمد رحمه الله : " ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه "، لأنه إن غلب جانب الخوف وقع الإنسان في القنوط من رحمه الله، وإن غلب جانب الرجاء وقع في الأمن من مكر الله، وكلاهما خطر على الإنسان، وقال بعض العلماء : ينبغي عند إرادة العمل السيئ يعني عند إرادة المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، وعند فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء، وهذا جيد جدا، لأنه عند الهم بالمعصية إذا لم يغلب جانب الخوف وقع فيها، وعند فعل الطاعة إذا لم يغلب جانب الرجاء لم ينشط على الطاعة، فعليه نقول : إن تغليب أحد الجانبين الخوف والرجاء يرجع إلى حال الشخص، في حال الهم بالمعصية يغلب جانب الخوف، وفي حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء، لئلا يقنط من رحمة الله وييأس من روح الله، فيغلب جانب الرجاء، ويكون رجائه هذا مبنيا على أنه لما يسر الله له فعل الطاعة فإن رجاءه بالله يكون أعظم وأمكن، فيكون الله تعالى عند حسن ظنه به، هذان قولان .
القول الثالث : في حال المرض ودنو الأجل يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو محسن ظنه بالله عز وجل، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، لأن الإنسان إذا كان صحيحا فإنه يكون عنده شيء من البطر والأشر وربما يقدم على المعاصي والتهاون بالواجبات، فيغلب هنا جانب الخوف، ولهذا جاء في الحديث: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) وعند العوام يقولون : نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، هذا ما هو صحيح، الصحيح: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) ولم يكن فارغا إلا لأنه غني، لأن الفقير لا يكون فارغا يعمل ويكدح ويكتسب، فهاتان النعمتان كثير من الناس مغبون فيهما لأنه لا يربح فيهما، إذن هذا قول ثالث : هو في حال المرض يغلب جانب الرجاء، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، ولكن القول الوسط وما أشرنا إليه هو القول الثاني : إذا هم بالمعصية فليغلب جانب الخوف، وإذا فعل الطاعة فليغلب جانب الرجاء، نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المؤمن بالساعة خائف منها لقوله : (( والذين آمنوا مشفقون منها )) ولكنهم مشفقون منها يعني خائفين خوفا يحملهم على العمل لها، لا خوف ذعر فقط، بل خوف يحملهم على العمل لها، وهذا هو الخوف النافع، وأما مجرد الذعر فلا يكفي .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى ترجيح جانب الخوف لأن الله تعالى امتدح الذين يخافون من الساعة، وهذه المسألة اختلف فيها أرباب السلوك والمعارف: أيما أفضل أن يغلب الإنسان جانب الخوف أو جانب الرجاء ؟ فقال الإمام أحمد رحمه الله : " ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه "، لأنه إن غلب جانب الخوف وقع الإنسان في القنوط من رحمه الله، وإن غلب جانب الرجاء وقع في الأمن من مكر الله، وكلاهما خطر على الإنسان، وقال بعض العلماء : ينبغي عند إرادة العمل السيئ يعني عند إرادة المعصية أن يغلب جانب الخوف لئلا يقع فيها، وعند فعل الطاعة أن يغلب جانب الرجاء، وهذا جيد جدا، لأنه عند الهم بالمعصية إذا لم يغلب جانب الخوف وقع فيها، وعند فعل الطاعة إذا لم يغلب جانب الرجاء لم ينشط على الطاعة، فعليه نقول : إن تغليب أحد الجانبين الخوف والرجاء يرجع إلى حال الشخص، في حال الهم بالمعصية يغلب جانب الخوف، وفي حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء، لئلا يقنط من رحمة الله وييأس من روح الله، فيغلب جانب الرجاء، ويكون رجائه هذا مبنيا على أنه لما يسر الله له فعل الطاعة فإن رجاءه بالله يكون أعظم وأمكن، فيكون الله تعالى عند حسن ظنه به، هذان قولان .
القول الثالث : في حال المرض ودنو الأجل يغلب جانب الرجاء حتى يموت وهو محسن ظنه بالله عز وجل، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، لأن الإنسان إذا كان صحيحا فإنه يكون عنده شيء من البطر والأشر وربما يقدم على المعاصي والتهاون بالواجبات، فيغلب هنا جانب الخوف، ولهذا جاء في الحديث: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) وعند العوام يقولون : نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، هذا ما هو صحيح، الصحيح: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) ولم يكن فارغا إلا لأنه غني، لأن الفقير لا يكون فارغا يعمل ويكدح ويكتسب، فهاتان النعمتان كثير من الناس مغبون فيهما لأنه لا يربح فيهما، إذن هذا قول ثالث : هو في حال المرض يغلب جانب الرجاء، وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، ولكن القول الوسط وما أشرنا إليه هو القول الثاني : إذا هم بالمعصية فليغلب جانب الخوف، وإذا فعل الطاعة فليغلب جانب الرجاء، نعم .
6 - فوائد قوله تعالى : (( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )). أستمع حفظ
سؤال عن كتاب فيه بيان مدة عمر الأمة الإسلامية والكلام على تحديد قيام الساعة .؟
الطالب: بالنسبة لما تحدثنا عن الساعة، فيه كتاب نازل في الأسواق يتحدث عن تاريخ نهاية مدة الإسلام، وهذا الكتاب يستند على أحاديث أقلها صححها الشيخ الألباني، ونزلت ثلاث كتب الآن: العلامات الصغرى يقول: كلها خرجت، والذي بقي منها هذه تسمى أحداث تقع بعد خروج بعض العلامات الكبرى، مثل كنز الفرات وتعود المروج الخضراء أي جزيرة العرب، ويذكر أيضا في الكتاب ـ طبعا الكتاب مزكى من بعض علماء الأزهر ـ والأحاديث التي فيها صحيحة ... أو حسنها الألباني، ويستدل بأحاديث فيه حصار العرق ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستدل بحديث الأجراء، ويأتي بكلام لشيخ الإسلام ... وله كتاب ثالث رد على من رد عليه قال: أنا لست أول من سلك هذا المسلك ابن حجر وأيضا ابن رجب وابن عساكر، وكثير من أهل العلم، والسيوطي تكلموا في هذا الباب، فلماذا تنكرون علي ؟ هو يقول : باقي عليها سبعين سنة أو ثمان وستين سنة وتنتهي أمة الإسلام، وقد تزيد قليلا أو تنقص قليلا، أما علم الساعة فعند الله سبحانه وتعالى، وهذا عمر أمة الإسلام. ؟
الشيخ : لا شك أن هذا كذب ودجل وإتباع للمتشابه، عندنا آية صريحة مثل الشمس: (( قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله )) كرره، كيف يجيء واحد يقول : أنا أعلم، أما عمر الأمة الإسلامية بمعنى أن الإسلام يزول بعد هذه المدة فهذا قد يقول قائل : أنه ممكن وقد يقول إنه غير ممكن العلم به، لأن قيام الساعة يكون على شرار الخلق حتى لا يقال : الله الله، لكن هذا ما عندنا علم منه، فكل هذا باطل، وكل هذا يجب أن يكذب وينكر، وأما الأحاديث التي يستدل بها فينظر أولا في سندها وصحتها، وليس كل ما صححه فلان أو فلان يكون صحيحا، البخاري رحمه الله قد يذكر تعاليق هو يجزم بصحتها كما قالوا: إذا ذكر التعليق مجزوم به فهو صحيح عنده، ومع ذلك هي ضعيفة إمام المحدثين، وثانيا: إذا تم النظر في صحتها وصارت صحيحة ينظر في دلالتها، فلا يمكن أن تدل الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما جاء في القرآن وبخلاف ما هو صريح في السنة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم يعلمكم دينكم ) يدل على أن من ديننا أن نؤمن بأنه لا علم لأحد بقيام الساعة.
الشيخ : لا شك أن هذا كذب ودجل وإتباع للمتشابه، عندنا آية صريحة مثل الشمس: (( قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله )) كرره، كيف يجيء واحد يقول : أنا أعلم، أما عمر الأمة الإسلامية بمعنى أن الإسلام يزول بعد هذه المدة فهذا قد يقول قائل : أنه ممكن وقد يقول إنه غير ممكن العلم به، لأن قيام الساعة يكون على شرار الخلق حتى لا يقال : الله الله، لكن هذا ما عندنا علم منه، فكل هذا باطل، وكل هذا يجب أن يكذب وينكر، وأما الأحاديث التي يستدل بها فينظر أولا في سندها وصحتها، وليس كل ما صححه فلان أو فلان يكون صحيحا، البخاري رحمه الله قد يذكر تعاليق هو يجزم بصحتها كما قالوا: إذا ذكر التعليق مجزوم به فهو صحيح عنده، ومع ذلك هي ضعيفة إمام المحدثين، وثانيا: إذا تم النظر في صحتها وصارت صحيحة ينظر في دلالتها، فلا يمكن أن تدل الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما جاء في القرآن وبخلاف ما هو صريح في السنة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم يعلمكم دينكم ) يدل على أن من ديننا أن نؤمن بأنه لا علم لأحد بقيام الساعة.
قراءة الآيات القرآنية .
ثم قال الله تعالى .
القارئ : (( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ ))[الشورى:19].
القارئ : (( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ ))[الشورى:19].
تفسير قوله تعالى : (( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )) .
الشيخ : (( الله لطيف بعباده )) الجملة استئنافية وهي أيضا مبتدأ آية، (( الله لطيف بعباده )) لا يخفى أنه مبتدأ وخبر، ومعنى اللطيف هو الذي يلطف بالعبد، فيقدر له من التيسير ما لا يخطر له على بال، قال ابن القيم رحمه الله في النونية: " وهو اللطيف بعبده ولعبده " لطيف به يرفق به وييسر له الأمر، لطيف بعبده يقدر له من الأمور الخارجية ما يكون فيه اللطف، كما قال عز وجل : (( إن ربي لطيف لما يشاء )) إذا اللطافة تعتبر كناية عن تيسير الأمر وتسهيل الأمر لمن شاء من عباده.
التعليق على تفسير الجلالين : (( الله لطيف بعباده )) برهم وفاجرهم ، حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم (( يرزق من يشاء )) من كل منهم ما يشاء (( وهو القوي )) على مراده (( العزيز )) الغالب على أمره .
لكن هنا يقول: " (( بعباده )) برهم وفاجرهم " حتى الفاجر الله لطيف به ؟ نعم لطيف به بالمعنى العام، ولهذا ينزل عليه المطر، وينبت لهم النبات، ويدفع عنهم الشرور إلى آخره، فالله عز وجل لطيف بالعباد كلهم البر والفاجر، لكن لطفه بالبر لطف خاص مستمر في الدنيا وفي الآخرة، ولطفه بالفاجر لطف عام يكون ابتلاء وامتحان، وربما يزداد به الفاجر فجورا بما لطف الله به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ).
" (( لطيف بعباده )) حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم " وإنما فسرها بقوله : حيث لم يهلكهم جوعا توطئة لقوله تعالى : (( يرزق من يشاء )) يرزق أي يعطي، فالرزق بمعنى العطاء، ومنه قوله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ )) [النساء:8] أي: أعطوهم.
يقول : " (( من يشاء )) من كل منهم ما يشاء " من وما يشاء لأن المسألة فيها مرزوق وفيها رزق، المرزوق عبر عنه بقوله : (( من يشاء )) فأتى بمن التي للعقلاء، والمرزوق قدره الشارح بقوله : " ما يشاء " إذا لدينا رزق ومرزوق، المرزوق عبر عنه الله بقوله : (( من يشاء ))، والرزق حذف للعلم به وقدره المفسر بقوله: ما يشاء، ونظير هذا قوله تعالى: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) [الإسراء:18] طيب وقوله : ما يشاء، ترد كثيرا في القرآن أشياء معلقة بالمشيئة، وأنا أسألكم هل هذه الأشياء المعلقة بالمشيئة هي لمشيئة مجردة أم لمشيئة مقرونة بالحكمة ؟ الثاني، يتعين هذا، لأن الله سبحانه وتعالى في أفعاله لا يفعل إلا لحكمة، كل ما وجدت مضافا إلى الله معلقا بالمشيئة فاعلم أنه مقرون بالحكمة، دليل ذلك قوله تبارك وتعالى: (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) ففي هذا إشارة إلى أن مشيئة الله عز وجل صادرة عن علم وحكمة، فخذها بقلبك، كلما وجدت شيئا من أفعال الله أو أحكام الله الشرعية معلق بمشيئة فاعلم أنه مقرون بالحكمة، خلافا لمن قال من الجهمية وغيرهم: إن أفعال الله تعالى لمجرد المشيئة وليست مقرونة بالحكمة.
طيب: (( وهو القوي العزيز )) القوي ضد الضعيف، يعني ذي القوة الكاملة التي لا يلحقها ضعف، ولنسأل أنفسنا، هل لدينا قوة كاملة ؟ لا، ثم لا، ثم لا، وهل قوتنا الناقصة تستمر ؟ لا، وهل قوتنا الناقصة ثابتة لنا من حين ولدنا ؟ لا، واسمع إلى قول الله عز وجل: (( الله الذي خلقكم من ضعف )) هذا واحد (( ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعف وشيبة )) هكذا حال الإنسان ولا مفر منها، الرب عز وجل هو القوي ذو القوة التامة التي لم تزل ولا تزال، واستمع إلى عاد حين فخروا بقوتهم وقالوا : (( من أشد منا قوة )) فقال الله عز وجل : (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) الله أكبر، لو قالت أمريكا الآن : (( من أشد منا قوة )) ماذا نقول ؟ الله الذي خلقكم، أنتم الآن مخلوقون ضعفاء، ولو شاء الله لسلبكم القوة والقدرة والعقول، لأن الله هو الذي خلقكم، هو أشد منكم قوة، وكذلك غيره من الدول الذين يعتزون بقوتهم المادية نقول : إن فوقكم رب العباد عز وجل الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا فهو أشد منكم قوة، وقد يكون تفتيت القوة من نفس القوة، أرأيتم الإتحاد السوفيتي أليس يهدد العالم من قبل ؟ أليس قد قال رئيسهم حين قال وزير الدفاع الأمريكي: إن لدينا صواريخ يمكن أن نضرب بها موسكو فقال له رئيسهم : ولكنها إذا رجعت لأمريكا لم تجد أمريكا، وين راحت ؟ دمرها الروس قبل أن تصل صواريخهم إلى الروس، تفاخر بالقوة، الآن الإتحاد السوفيتي فتته الله من داخل، والقادر على هذا قادر على أن يفتت أمريكا، نسأل الله أن يفتتها، قادر على هذا، فالمهم أن الله هو القوي الكامل القوة ولا يمكن أن يلحقها ضعف، طيب.
هنا فائدة: هناك قدرة وقوة، وهناك ضعف وعجز، ما الذي يقابل القوة ؟
الطالب: الضعف،
الشيخ : الدليل ؟ (( ثم جعل بعد قوة ضعفا ))، وما الذي يقابل القدرة ؟ العجز، الدليل: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا )) [فاطر:44] ما قال : عليما قويا، قال: (( عليما قديرا )) أيهما أشد وأكمل ؟ نقول : كل شيء بحسبه، القدرة لا يوصف بها إلا ذوو الإرادة، فالجدار مثلا لا تقول : إنه قدير، والقوة يوصف بها ذوو الإرادة وغيرهم تقول : الجدار قوي، والحجارة قوية، لكن تقول : قديرة ؟ لا.
طيب، القوة أكمل من جهة أخرى لأنه ليس كل قادر قويا، فلو امتحنا واحدا منكم وقلنا احمل هذا الحجر، فأراد أن يحمله عجز عن أن يقله عن الأرض، هل نقول : هذا غير قوي ولا غير قادر ؟ لا، غير قادر، لأنه عجز، لم يزحزحه، ولو قلنا لآخر احمل هذا الحجر فكشف عن ذراعيه ثم حمله لكن مع تعسر ... ماذا نقول : غير قوي أو غير قادر ؟ غير قوي، هو قادر الآن حمله لكنه غير قوي، فصارت القوة من هذه الناحية أكمل، لأنها هي القدرة على الشيء بلا ضعف.
هنا يقول الله عز وجل : (( وهو القوي العزيز )) العزيز: يعني الغالب على أمره، وقد قسم العلماء رحمهم الله عزة الله إلى ثلاثة أقسام : عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع، ثلاثة، عزة القدر: يعني أن قدره عظيم لا نظير له، ومنه قول العرب : هذا عزيز، يعني نادر الوجود، هذا عزة القدر، عزة القهر: يعني الغلبة، وهذا أكثر ما ترد بهذا المعنى، فالعزيز بمعنى الغالب، ومنه قوله تعالى: (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ردا على قول المنافقين: (( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) .
الثالث: عزة الامتناع يعني أنه يمتنع عليه السوء عز وجل ويمتنع عليه النقص، يحاول المجرمون أن يصفونه بالنقص ولكنه يمتنع عليهم، ومنه قولهم : هذه أرض عزاز، يعني: شديدة صلبة التي لا تؤثر فيها المعاول يقولون: إنها عزاز، وفي لغتنا نحن العامة يقولون : عزا، فيحذفون الزاي الثانية: أرض عزا، يعني صلبة، طيب إذا العزيز من أسماء الله عز وجل له ثلاث معاني: الأول عزة القهر، وعزة القدر، وعزة الامتناع، كل هذه ثابتة لله عز وجل قال ابن القيم :
" وهو العزيز فلن يرام جنابه أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم النقصان
الله عز وجل هو القوي وهو الغالب، وإذا جمع بين القوة والغلبة كمل السلطان، لأن من الناس من يكون قويا ولكن لا يغلب، أرأيتم لو كان هناك رجل قوي جدا قوة الحصا لكنه جبان، يَغلب أو يُغلب ؟ يُغلب، لأنه جبان، إذا اجتمعت القوة والعزة كمل السلطان، (( وهو القوي العزيز )) إلى آخره، إن شاء الله يأتي غدا
" (( لطيف بعباده )) حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم " وإنما فسرها بقوله : حيث لم يهلكهم جوعا توطئة لقوله تعالى : (( يرزق من يشاء )) يرزق أي يعطي، فالرزق بمعنى العطاء، ومنه قوله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ )) [النساء:8] أي: أعطوهم.
يقول : " (( من يشاء )) من كل منهم ما يشاء " من وما يشاء لأن المسألة فيها مرزوق وفيها رزق، المرزوق عبر عنه بقوله : (( من يشاء )) فأتى بمن التي للعقلاء، والمرزوق قدره الشارح بقوله : " ما يشاء " إذا لدينا رزق ومرزوق، المرزوق عبر عنه الله بقوله : (( من يشاء ))، والرزق حذف للعلم به وقدره المفسر بقوله: ما يشاء، ونظير هذا قوله تعالى: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) [الإسراء:18] طيب وقوله : ما يشاء، ترد كثيرا في القرآن أشياء معلقة بالمشيئة، وأنا أسألكم هل هذه الأشياء المعلقة بالمشيئة هي لمشيئة مجردة أم لمشيئة مقرونة بالحكمة ؟ الثاني، يتعين هذا، لأن الله سبحانه وتعالى في أفعاله لا يفعل إلا لحكمة، كل ما وجدت مضافا إلى الله معلقا بالمشيئة فاعلم أنه مقرون بالحكمة، دليل ذلك قوله تبارك وتعالى: (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) ففي هذا إشارة إلى أن مشيئة الله عز وجل صادرة عن علم وحكمة، فخذها بقلبك، كلما وجدت شيئا من أفعال الله أو أحكام الله الشرعية معلق بمشيئة فاعلم أنه مقرون بالحكمة، خلافا لمن قال من الجهمية وغيرهم: إن أفعال الله تعالى لمجرد المشيئة وليست مقرونة بالحكمة.
طيب: (( وهو القوي العزيز )) القوي ضد الضعيف، يعني ذي القوة الكاملة التي لا يلحقها ضعف، ولنسأل أنفسنا، هل لدينا قوة كاملة ؟ لا، ثم لا، ثم لا، وهل قوتنا الناقصة تستمر ؟ لا، وهل قوتنا الناقصة ثابتة لنا من حين ولدنا ؟ لا، واسمع إلى قول الله عز وجل: (( الله الذي خلقكم من ضعف )) هذا واحد (( ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعف وشيبة )) هكذا حال الإنسان ولا مفر منها، الرب عز وجل هو القوي ذو القوة التامة التي لم تزل ولا تزال، واستمع إلى عاد حين فخروا بقوتهم وقالوا : (( من أشد منا قوة )) فقال الله عز وجل : (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) الله أكبر، لو قالت أمريكا الآن : (( من أشد منا قوة )) ماذا نقول ؟ الله الذي خلقكم، أنتم الآن مخلوقون ضعفاء، ولو شاء الله لسلبكم القوة والقدرة والعقول، لأن الله هو الذي خلقكم، هو أشد منكم قوة، وكذلك غيره من الدول الذين يعتزون بقوتهم المادية نقول : إن فوقكم رب العباد عز وجل الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا فهو أشد منكم قوة، وقد يكون تفتيت القوة من نفس القوة، أرأيتم الإتحاد السوفيتي أليس يهدد العالم من قبل ؟ أليس قد قال رئيسهم حين قال وزير الدفاع الأمريكي: إن لدينا صواريخ يمكن أن نضرب بها موسكو فقال له رئيسهم : ولكنها إذا رجعت لأمريكا لم تجد أمريكا، وين راحت ؟ دمرها الروس قبل أن تصل صواريخهم إلى الروس، تفاخر بالقوة، الآن الإتحاد السوفيتي فتته الله من داخل، والقادر على هذا قادر على أن يفتت أمريكا، نسأل الله أن يفتتها، قادر على هذا، فالمهم أن الله هو القوي الكامل القوة ولا يمكن أن يلحقها ضعف، طيب.
هنا فائدة: هناك قدرة وقوة، وهناك ضعف وعجز، ما الذي يقابل القوة ؟
الطالب: الضعف،
الشيخ : الدليل ؟ (( ثم جعل بعد قوة ضعفا ))، وما الذي يقابل القدرة ؟ العجز، الدليل: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا )) [فاطر:44] ما قال : عليما قويا، قال: (( عليما قديرا )) أيهما أشد وأكمل ؟ نقول : كل شيء بحسبه، القدرة لا يوصف بها إلا ذوو الإرادة، فالجدار مثلا لا تقول : إنه قدير، والقوة يوصف بها ذوو الإرادة وغيرهم تقول : الجدار قوي، والحجارة قوية، لكن تقول : قديرة ؟ لا.
طيب، القوة أكمل من جهة أخرى لأنه ليس كل قادر قويا، فلو امتحنا واحدا منكم وقلنا احمل هذا الحجر، فأراد أن يحمله عجز عن أن يقله عن الأرض، هل نقول : هذا غير قوي ولا غير قادر ؟ لا، غير قادر، لأنه عجز، لم يزحزحه، ولو قلنا لآخر احمل هذا الحجر فكشف عن ذراعيه ثم حمله لكن مع تعسر ... ماذا نقول : غير قوي أو غير قادر ؟ غير قوي، هو قادر الآن حمله لكنه غير قوي، فصارت القوة من هذه الناحية أكمل، لأنها هي القدرة على الشيء بلا ضعف.
هنا يقول الله عز وجل : (( وهو القوي العزيز )) العزيز: يعني الغالب على أمره، وقد قسم العلماء رحمهم الله عزة الله إلى ثلاثة أقسام : عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع، ثلاثة، عزة القدر: يعني أن قدره عظيم لا نظير له، ومنه قول العرب : هذا عزيز، يعني نادر الوجود، هذا عزة القدر، عزة القهر: يعني الغلبة، وهذا أكثر ما ترد بهذا المعنى، فالعزيز بمعنى الغالب، ومنه قوله تعالى: (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ردا على قول المنافقين: (( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) .
الثالث: عزة الامتناع يعني أنه يمتنع عليه السوء عز وجل ويمتنع عليه النقص، يحاول المجرمون أن يصفونه بالنقص ولكنه يمتنع عليهم، ومنه قولهم : هذه أرض عزاز، يعني: شديدة صلبة التي لا تؤثر فيها المعاول يقولون: إنها عزاز، وفي لغتنا نحن العامة يقولون : عزا، فيحذفون الزاي الثانية: أرض عزا، يعني صلبة، طيب إذا العزيز من أسماء الله عز وجل له ثلاث معاني: الأول عزة القهر، وعزة القدر، وعزة الامتناع، كل هذه ثابتة لله عز وجل قال ابن القيم :
" وهو العزيز فلن يرام جنابه أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه فالعز حينئذ ثلاث معان
وهي التي كملت له سبحانه من كل وجه عادم النقصان
الله عز وجل هو القوي وهو الغالب، وإذا جمع بين القوة والغلبة كمل السلطان، لأن من الناس من يكون قويا ولكن لا يغلب، أرأيتم لو كان هناك رجل قوي جدا قوة الحصا لكنه جبان، يَغلب أو يُغلب ؟ يُغلب، لأنه جبان، إذا اجتمعت القوة والعزة كمل السلطان، (( وهو القوي العزيز )) إلى آخره، إن شاء الله يأتي غدا
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( الله لطيف بعباده )) برهم وفاجرهم ، حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم (( يرزق من يشاء )) من كل منهم ما يشاء (( وهو القوي )) على مراده (( العزيز )) الغالب على أمره . أستمع حفظ
مناقشة قوله تعالى : (( ... ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد * الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )) .
الشيخ : سبق لنا أن ألا أداة استفتاح وأنها تفيد ؟ ... التهديد !
الطالب: التنبيه،
الشيخ : وأنها تفيد التنبيه، مثاله ؟ مثال ألا الاستفتاحية التي تفيد التوكيد والتنبيه ؟
الشيخ : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) وفي الآيات التي معنا: (( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ))
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى : (( الله يرزق من يشاء )) ما معنى يرزق ؟
الطالب: يعطي.
الشيخ : يعطي، وقوله: (( من يشاء )) فيه إثبات المشيئة، ولكن هل مشيئة الله عز وجل مجرد مشيئة أو أنها مشيئة مقرونة بشيء آخر ؟ بالحكمة، نعم إذ لا يشاء شيئا إلا والحكمة تقتضيه إيجادا أو إعداما.
الشيخ : ما هو الدليل على أن مشيئة الله مقرونة بالحكمة ؟ ... قول الله تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) يعني ؟ فلا يشاء إلا ما الحكمة تقتضيه إيجادا أو إعداما. والله الموفق، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
الطالب: التنبيه،
الشيخ : وأنها تفيد التنبيه، مثاله ؟ مثال ألا الاستفتاحية التي تفيد التوكيد والتنبيه ؟
الشيخ : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) وفي الآيات التي معنا: (( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ))
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى : (( الله يرزق من يشاء )) ما معنى يرزق ؟
الطالب: يعطي.
الشيخ : يعطي، وقوله: (( من يشاء )) فيه إثبات المشيئة، ولكن هل مشيئة الله عز وجل مجرد مشيئة أو أنها مشيئة مقرونة بشيء آخر ؟ بالحكمة، نعم إذ لا يشاء شيئا إلا والحكمة تقتضيه إيجادا أو إعداما.
الشيخ : ما هو الدليل على أن مشيئة الله مقرونة بالحكمة ؟ ... قول الله تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) يعني ؟ فلا يشاء إلا ما الحكمة تقتضيه إيجادا أو إعداما. والله الموفق، نسأل الله تعالى أن يشملنا وإياكم برحمته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
اضيفت في - 2011-05-25