تفسير سورة الشورى-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ : (( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) [الشورى:26].
التعليق على تفسير الجلالين : (( ويستجيب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات )) يجيبهم إلى ما يسألون (( ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )).
الشيخ : (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) قال : " يجيبهم إلى ما يسألون " يستجيب بمعنى يجيب مع أنه قد يتبادر إلى ذهن الإنسان أن معنى يستجيب أي يطيع كما إذا قلت : دعوت فلانا فاستجاب لي أي أطاعني، لكن هنا يستجيب بمعنى يجيب، ودليل هذا التفسير قول الله تبارك وتعالى : (( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض )) إذا استجاب بمعنى أجاب، ويستجيب بمعنى يجيب، فماذا يكون إعراب الذين ؟ الذين مفعول به وليست فاعلا، الفاعل ضمير مستتر يعود على الله.
(( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم والإيمان والعمل الصالح يقرنان دائما لأن أحدهما ملازم للآخر، فكل من آمن حقا فسيعمل الصالحات قطعا، دليل هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ).
إذا آمنوا بإيش ؟ بكل ما يجب الإيمان به، وعرفتم أن أركان الإيمان قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : إنها ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ) عملوا الصالحات: الصالحات هذه صفة لموصوف محذوف والتقدير الأعمال الصالحات، فما ضابط العمل الصالح ؟ ضابط العمل الصالح أن يكون خالصا لله موفقا لشريعة الله، هذا يقع في أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكن هل يقع في الأمم السابقة ؟ الجواب: نعم، حين كانت شرائعهم قائمة يقع منهم الإيمان والعمل الصالح طيب. إذن العمل الصالح ضابطه أن يكون خالصا لله موافقا لشريعة الله.
فقولنا أن يكون خالصا لله احترازا من العمل الذي يقع فيه الشرك فليس بصالح وإن قل الشرك لقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وعلى وفق الشريعة أن يكون خاليا من البدعة، فإن كان فيه بدعة لم يكن صالحا حتى لو كانت أجزاء هذه البدعة عملا صالحا، فإنها إذا كانت بدعة لا تكون عملا صالحا، يعني لو أن أحدا أحدث أذكارا من القرآن أو من السنة لكن على صفة لم تأتي بها الشريعة فإنها ليست عملا صالحا، ولا يكون العمل صالحا إلا إذا وافق الشريعة في أمور ستة: السبب والقدر والكيفية والنوع والزمان والمكان.
السبب: بأن يكون هذا العمل مشروعا لسبب معين فلو أن إنسانا أحدثه لسبب آخر لم يقبل منه ولم يكون صالحا، مثال ذلك: نرى بعض الناس إذا قدم له الطيب يقول: اللهم صلي على محمد، هذا ليس عملا صالحا، إذا قال قائل : كيف تقول ليس عملا صالحا وهو صلاة على الرسول ؟ قلنا : لأنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كلما تطيب صلى على النبي ولا أمر أمته بذلك، إذن فأنت الآن أثبت سببا غير شرعي، ومن ذلك أن بعض الناس إذا تجشأ قال : الحمد لله، التجشؤ خروج الريح من فوق، بعض الناس يقول : الحمد لله، نقول من قال : لك أنه يشرع عند التجشؤ أن تحمد الله؟ إذا عملك غير صالح لأنه غير مطابق للشريعة، ونقول : يلزم على قولك : أنك إذا فسوت تحمد الله ولا دليل على هذا.
(( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) يستجيب بمعنى يجيب. ما هو الشاهد لكون يستجيب بمعنى يجيب ؟ قوله تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )) [آل عمران:195].
على هذا المعنى ماذا يكون إعراب: (( الذين )) ؟ مفعول به مبني على الياء في محل نصب.
قال الله تبارك وتعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) هذه جملة مستأنفة لما ذكر ما يحصل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر ما يحصل لضدهم لأن القرآن الكريم مثاني، تثنى فيه المعاني فتذكر فيه الجنة ثم يذكر النار والثواب ثم العقاب والمؤمن ثم الكافر وهلم جرا، (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الكافر في الأصل الجاحد مأخوذ من الكفرة وهي وعاء طلع النخل، ولكنه يطلق على كل من كفر بالله تعالى بجحد أو غيره، سواء كان بجحد مثل أن يجحد الرسالة أو القرآن، أو كان باستكبار عن دين الله مثل أن يدع الصلاة التي تركها كفر، وقوله : (( لهم عذاب شديد )) مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول الذي هو الكافرون وأتت العبارة بهذا الوجه للتأكيد على عذابهم والعياذ بالله، وإلا لو كان يكفي أن يقال وللكافرين عذاب مهين أو ما أشبه، لكن الله تعالى قال : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الشديد القوي، وإذا أردت أن تعرف هذا فاقرأ ما في القرآن والسنة من عذاب أهل النار.
زعمتم أننا لم نتكلم على قوله: (( من فضله ))، (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) ونقول: أي يعطيهم من فضله زيادة على ما عملوا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قوله : (( عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ولا يكون العمل صالحا إلا بموافقة الشريعة بالإخلاص لله أولا، ثم موافقة الشريعة ثانيا، ولا تتحقق الموافقة إلا إذا طابق العمل الشريعة في أمور ستة: الأول السبب.
والثاني: الجنس، بأن يكون من جنس ما جاءت به الشريعة فإن خرج عن ذلك لم يكن عملا صالحا، مثاله: لو أن أحدا ضحى بفرس فالفرس أغلى من الشاة غالبا، فإن الأضحية لا تقبل، لماذا ؟ لأنه ليس من جنس المشروع التضحية به، إذ أن التضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم كما قال تعالى : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )) [الحج:28].
الثاني: أن يكون مطابقا للشريعة في قدره فلا يزيد على ما جاءت به الشريعة، ولهاذا لو أن إنسانا زاد في الصلاة ركعة لم يكن عملا صالحا حتى وإن كانت الركعة في الأصل مشروعة لكنها في هذا الحال ليست مشروعة، فإن قال قائل : ماذا تقولون : لو أن الإنسان زاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة هل تكون الزيادة عملا صالحا ؟ إذا قلتم : نعم أشكل علينا أننا قلنا : لابد أن تطابق الشريعة في قدرها أعني العبادة، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة، الجواب: أن صلاة الليل لم يرد فيها تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: لا تزيدوا على كذا، بل صلى هو إحدى عشرة ركعة وقال للذي سأله عن صلاة الليل قال له : ( مثنى ، مثنى فإذا خشيت الصبح فصلي ركعة توتر لك ما قد صليت ) فقوله : ( مثنى ، مثنى ) بدون تحديد يدل على أن صلاة الليل لا حد لها صلي ما شئت من الركعات.
الأمر الثالث: أن تكون موافقة للشريعة في الزمان، فإن خالفت الشريعة في الزمان فإنها لا تقبل، مثال ذلك: رجل ضحى وذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تصح هذه الأضحية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي : أخبره أنه ذبح قبل أن يصلي قال له: ( شاتك شاة لحم ).
الخامس : أن تكون موافقة للشريعة في المكان، يعني أنه إذا خص الشارع العبادة بمكان معين فإن صلاتها في غير هذا المكان لا تقبل، فالوقوف بعرفة لو أن إنسانا وقف في مزدلفة بدل الوقوف بعرف فإن ذلك لا يصح، لماذا ؟ لأنه وقف في غير المكان الذي حدد، ولو اعتكف الإنسان في بيته لم يصح الاعتكاف لأن الاعتكاف مخصوص في المساجد.
السادس: أن تكون مطابقة للشريعة في هيئتها يعني الكيفية، فلو توضأ الإنسان وغسل يديه قبل وجهه فالوضوء لا يصح لأنه مخالف للشريعة في الهيئة إذ أن الله يقول: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) ولو صلى الإنسان فسجد قبل أن يركع ثم قام وركع لم تصح الصلاة لعدم موافقة الشريعة في الهيئة، هذه ستة أشياء لا يمكن أن تكون العبادة مطابقة للشريعة إلا إذا تحققت هذه الأشياء الستة .
(( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم والإيمان والعمل الصالح يقرنان دائما لأن أحدهما ملازم للآخر، فكل من آمن حقا فسيعمل الصالحات قطعا، دليل هذه القاعدة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ).
إذا آمنوا بإيش ؟ بكل ما يجب الإيمان به، وعرفتم أن أركان الإيمان قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : إنها ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ) عملوا الصالحات: الصالحات هذه صفة لموصوف محذوف والتقدير الأعمال الصالحات، فما ضابط العمل الصالح ؟ ضابط العمل الصالح أن يكون خالصا لله موفقا لشريعة الله، هذا يقع في أمة محمد عليه الصلاة والسلام لكن هل يقع في الأمم السابقة ؟ الجواب: نعم، حين كانت شرائعهم قائمة يقع منهم الإيمان والعمل الصالح طيب. إذن العمل الصالح ضابطه أن يكون خالصا لله موافقا لشريعة الله.
فقولنا أن يكون خالصا لله احترازا من العمل الذي يقع فيه الشرك فليس بصالح وإن قل الشرك لقوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وعلى وفق الشريعة أن يكون خاليا من البدعة، فإن كان فيه بدعة لم يكن صالحا حتى لو كانت أجزاء هذه البدعة عملا صالحا، فإنها إذا كانت بدعة لا تكون عملا صالحا، يعني لو أن أحدا أحدث أذكارا من القرآن أو من السنة لكن على صفة لم تأتي بها الشريعة فإنها ليست عملا صالحا، ولا يكون العمل صالحا إلا إذا وافق الشريعة في أمور ستة: السبب والقدر والكيفية والنوع والزمان والمكان.
السبب: بأن يكون هذا العمل مشروعا لسبب معين فلو أن إنسانا أحدثه لسبب آخر لم يقبل منه ولم يكون صالحا، مثال ذلك: نرى بعض الناس إذا قدم له الطيب يقول: اللهم صلي على محمد، هذا ليس عملا صالحا، إذا قال قائل : كيف تقول ليس عملا صالحا وهو صلاة على الرسول ؟ قلنا : لأنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كلما تطيب صلى على النبي ولا أمر أمته بذلك، إذن فأنت الآن أثبت سببا غير شرعي، ومن ذلك أن بعض الناس إذا تجشأ قال : الحمد لله، التجشؤ خروج الريح من فوق، بعض الناس يقول : الحمد لله، نقول من قال : لك أنه يشرع عند التجشؤ أن تحمد الله؟ إذا عملك غير صالح لأنه غير مطابق للشريعة، ونقول : يلزم على قولك : أنك إذا فسوت تحمد الله ولا دليل على هذا.
(( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) يستجيب بمعنى يجيب. ما هو الشاهد لكون يستجيب بمعنى يجيب ؟ قوله تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )) [آل عمران:195].
على هذا المعنى ماذا يكون إعراب: (( الذين )) ؟ مفعول به مبني على الياء في محل نصب.
قال الله تبارك وتعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) هذه جملة مستأنفة لما ذكر ما يحصل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر ما يحصل لضدهم لأن القرآن الكريم مثاني، تثنى فيه المعاني فتذكر فيه الجنة ثم يذكر النار والثواب ثم العقاب والمؤمن ثم الكافر وهلم جرا، (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الكافر في الأصل الجاحد مأخوذ من الكفرة وهي وعاء طلع النخل، ولكنه يطلق على كل من كفر بالله تعالى بجحد أو غيره، سواء كان بجحد مثل أن يجحد الرسالة أو القرآن، أو كان باستكبار عن دين الله مثل أن يدع الصلاة التي تركها كفر، وقوله : (( لهم عذاب شديد )) مبتدأ وخبر، خبر المبتدأ الأول الذي هو الكافرون وأتت العبارة بهذا الوجه للتأكيد على عذابهم والعياذ بالله، وإلا لو كان يكفي أن يقال وللكافرين عذاب مهين أو ما أشبه، لكن الله تعالى قال : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) الشديد القوي، وإذا أردت أن تعرف هذا فاقرأ ما في القرآن والسنة من عذاب أهل النار.
زعمتم أننا لم نتكلم على قوله: (( من فضله ))، (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله )) ونقول: أي يعطيهم من فضله زيادة على ما عملوا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
قوله : (( عملوا الصالحات )) أي عملوا الأعمال الصالحات ولا يكون العمل صالحا إلا بموافقة الشريعة بالإخلاص لله أولا، ثم موافقة الشريعة ثانيا، ولا تتحقق الموافقة إلا إذا طابق العمل الشريعة في أمور ستة: الأول السبب.
والثاني: الجنس، بأن يكون من جنس ما جاءت به الشريعة فإن خرج عن ذلك لم يكن عملا صالحا، مثاله: لو أن أحدا ضحى بفرس فالفرس أغلى من الشاة غالبا، فإن الأضحية لا تقبل، لماذا ؟ لأنه ليس من جنس المشروع التضحية به، إذ أن التضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم كما قال تعالى : (( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )) [الحج:28].
الثاني: أن يكون مطابقا للشريعة في قدره فلا يزيد على ما جاءت به الشريعة، ولهاذا لو أن إنسانا زاد في الصلاة ركعة لم يكن عملا صالحا حتى وإن كانت الركعة في الأصل مشروعة لكنها في هذا الحال ليست مشروعة، فإن قال قائل : ماذا تقولون : لو أن الإنسان زاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة هل تكون الزيادة عملا صالحا ؟ إذا قلتم : نعم أشكل علينا أننا قلنا : لابد أن تطابق الشريعة في قدرها أعني العبادة، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة، الجواب: أن صلاة الليل لم يرد فيها تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال: لا تزيدوا على كذا، بل صلى هو إحدى عشرة ركعة وقال للذي سأله عن صلاة الليل قال له : ( مثنى ، مثنى فإذا خشيت الصبح فصلي ركعة توتر لك ما قد صليت ) فقوله : ( مثنى ، مثنى ) بدون تحديد يدل على أن صلاة الليل لا حد لها صلي ما شئت من الركعات.
الأمر الثالث: أن تكون موافقة للشريعة في الزمان، فإن خالفت الشريعة في الزمان فإنها لا تقبل، مثال ذلك: رجل ضحى وذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تصح هذه الأضحية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي : أخبره أنه ذبح قبل أن يصلي قال له: ( شاتك شاة لحم ).
الخامس : أن تكون موافقة للشريعة في المكان، يعني أنه إذا خص الشارع العبادة بمكان معين فإن صلاتها في غير هذا المكان لا تقبل، فالوقوف بعرفة لو أن إنسانا وقف في مزدلفة بدل الوقوف بعرف فإن ذلك لا يصح، لماذا ؟ لأنه وقف في غير المكان الذي حدد، ولو اعتكف الإنسان في بيته لم يصح الاعتكاف لأن الاعتكاف مخصوص في المساجد.
السادس: أن تكون مطابقة للشريعة في هيئتها يعني الكيفية، فلو توضأ الإنسان وغسل يديه قبل وجهه فالوضوء لا يصح لأنه مخالف للشريعة في الهيئة إذ أن الله يقول: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) ولو صلى الإنسان فسجد قبل أن يركع ثم قام وركع لم تصح الصلاة لعدم موافقة الشريعة في الهيئة، هذه ستة أشياء لا يمكن أن تكون العبادة مطابقة للشريعة إلا إذا تحققت هذه الأشياء الستة .
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ويستجيب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات )) يجيبهم إلى ما يسألون (( ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )). أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) .
من فوائد الآية الكريمة : فضيلة الإيمان والعمل الصالح وأنه سبب لإجابة الله تعالى.
ومنها من الفوائد: أن الله تعالى يعطي المؤمنين العاملين الصالحات أكثر مما عملوا لقوله: (( ويزيدهم من فضله )) وهذه الزيادة بينها الله تعالى في مواضع أخرى في كتابه فقال: (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) وقال: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ )) [البقرة:261] وربما يقال أيضا: بزيادة أخرى غير العدد وهي أنه يزيدهم من الإيمان والعمل الصالح، لأنه كلما عمل الإنسان عملا صالحا ازداد يقينه، ولهذا كان قول أهل السنة والجماعة أن الأعمال داخلة في الإيمان .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كل ما ينال الإنسان من خير فبفضل الله، وعلى هذا يجب على الإنسان أن يقطع عن نفسه الإعجاب ويجب عليه ألا يقول : هذا من عندي أو أنا جدير به أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي يفخر بها على الله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : التحذير من الكفر لقوله تعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) لأنه ليس المراد من هذه الجملة الإخبار بشدة العذاب للكافرين ولكن المراد بيان هذا والتحذير من الكفر خوفا من العذاب الشديد .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله تعالى ينذر الناس عن المعاصي والكفر بذكر العقاب، أخذ العلماء من هذا أنه إذا ذكر الله تعالى عقابا في عمل من الأعمال دل ذلك على تحريمه، وإذا ذكر ثوابا في عمل من الأعمال دل ذلك على مشروعيته .
ومنها من الفوائد: أن الله تعالى يعطي المؤمنين العاملين الصالحات أكثر مما عملوا لقوله: (( ويزيدهم من فضله )) وهذه الزيادة بينها الله تعالى في مواضع أخرى في كتابه فقال: (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) وقال: (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ )) [البقرة:261] وربما يقال أيضا: بزيادة أخرى غير العدد وهي أنه يزيدهم من الإيمان والعمل الصالح، لأنه كلما عمل الإنسان عملا صالحا ازداد يقينه، ولهذا كان قول أهل السنة والجماعة أن الأعمال داخلة في الإيمان .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كل ما ينال الإنسان من خير فبفضل الله، وعلى هذا يجب على الإنسان أن يقطع عن نفسه الإعجاب ويجب عليه ألا يقول : هذا من عندي أو أنا جدير به أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي يفخر بها على الله عز وجل .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : التحذير من الكفر لقوله تعالى : (( والكافرون لهم عذاب شديد )) لأنه ليس المراد من هذه الجملة الإخبار بشدة العذاب للكافرين ولكن المراد بيان هذا والتحذير من الكفر خوفا من العذاب الشديد .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الله تعالى ينذر الناس عن المعاصي والكفر بذكر العقاب، أخذ العلماء من هذا أنه إذا ذكر الله تعالى عقابا في عمل من الأعمال دل ذلك على تحريمه، وإذا ذكر ثوابا في عمل من الأعمال دل ذلك على مشروعيته .
3 - فوائد قوله تعالى : (( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )) . أستمع حفظ
سؤال عن كون الكلام يأتي للتأسيس أو للتأكيد .؟
الطالب: شيخ أثابك الله، قلنا أن قوله: (( عن عباده )) ... أليس فيه تكرار في الآية ؟
الشيخ : لا، فيه تكرار لكن توكيد معنوي.
الطالب: شيخ مر معنا في قواعد في التفسير أن حمل الكلام على التأسيس أولى من حمله على التوكيد ؟
الشيخ : ما لم يكن هناك دليل، يعني إذا تعارض هذا وهذا نحمل على التأسيس لا شك، لكن ما لم يتعارض، نعم .
الشيخ : لا، فيه تكرار لكن توكيد معنوي.
الطالب: شيخ مر معنا في قواعد في التفسير أن حمل الكلام على التأسيس أولى من حمله على التوكيد ؟
الشيخ : ما لم يكن هناك دليل، يعني إذا تعارض هذا وهذا نحمل على التأسيس لا شك، لكن ما لم يتعارض، نعم .
تقرر معنا أن شروط التوبة خمسة وذكرنا أنه إن تعلقت المعصية بحق آدمي يزيد أنه يرجع الحق أو الاستحلال منه ولم نجعله من الخمسة الشروط المتقدمة .؟
الطالب: تقرر معنا أن شروط التوبة خمسة وذكرنا من الشروط إذا تعلقت المعصية أو الذنب بحق آدمي بإرجاع الحق أو استحلاله، ولم نذكر ذلك في الخمسة شروط، هل هو مدرج مع واحدة منها ؟
الشيخ : لا هي داخلة ما فيها إشكال .
الشيخ : لا هي داخلة ما فيها إشكال .
5 - تقرر معنا أن شروط التوبة خمسة وذكرنا أنه إن تعلقت المعصية بحق آدمي يزيد أنه يرجع الحق أو الاستحلال منه ولم نجعله من الخمسة الشروط المتقدمة .؟ أستمع حفظ
سؤال عن التحميد حال التجشأ .؟
الطالب : إذا تجشأ الإنسان فقال: الحمد لله بسبب أن الكفار يضحك إذا تجشأ ؟
الشيخ : من الذي يضحك ؟
الطالب : الكفار. عيب عندهم ؟
الشيخ : حتى عند بعض المسلمين عيب، ولهذا قال الفقهاء : يكره للإنسان أن يرفع إلى السماء وجهه إلا إذا تجشأ في الصلاة فليرفع لئلا يؤذي من حوله بالرائحة، ولا يفهم الناس ما ذكرت أبدا، العجوز أو الشيخ الكبير إذا تجشأ وقال: الحمد لله، هل يخطر على باله على شان الذين يضحكون ؟ لا أبدا، هذه علة عليلة ومريضة مرضا لا يرجى برؤه، ... هذا سبب، ما هو صحيح، صحيح أنه مثلا لو أن الإنسان وجد ضيقا في نفسه ورأى نفسه محتاجا للتجشي هذا يحمد الله لا على أنه تجشي علشان زوال الأذية، هذه لسبب، نعم.
الشيخ : من الذي يضحك ؟
الطالب : الكفار. عيب عندهم ؟
الشيخ : حتى عند بعض المسلمين عيب، ولهذا قال الفقهاء : يكره للإنسان أن يرفع إلى السماء وجهه إلا إذا تجشأ في الصلاة فليرفع لئلا يؤذي من حوله بالرائحة، ولا يفهم الناس ما ذكرت أبدا، العجوز أو الشيخ الكبير إذا تجشأ وقال: الحمد لله، هل يخطر على باله على شان الذين يضحكون ؟ لا أبدا، هذه علة عليلة ومريضة مرضا لا يرجى برؤه، ... هذا سبب، ما هو صحيح، صحيح أنه مثلا لو أن الإنسان وجد ضيقا في نفسه ورأى نفسه محتاجا للتجشي هذا يحمد الله لا على أنه تجشي علشان زوال الأذية، هذه لسبب، نعم.
سؤال عن الفرق بين التأويل والتفسير .؟
الطالب : ...
الشيخ : يجب أن نعرف أن التأويل يراد به التفسير فيدخل فيه التضمين، وهذا هو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) يعني التفسير ... لا هذا ما يسمى تأويلا هذا يسمى تحريفا، ولا يجوز أن نسميه تأويلا وإن سموه هم تأويلا لكن هم يقولون : تأويل علشان ألا ينفر الناس من صنيعهم لو قالوا : أهل التحريف والسلف يقبلهم أحد أو لا يقبلهم ؟ لا يقبلهم، فجاءوا بالتأويل تلطيفا، ولهذا نظائر النصارى سموا في الأخير أنفسهم مسيحيين ليضفوا على ملتهم المنسوخة أنها شرعية وأنهم أتباع المسيح، والمسيح عليه الصلاة والسلام أبرأ الناس منهم ولو خرج لقاتلهم، وهم كاذبون على المسيح فيما يدعون ولكن سموا أنفسهم بالمسيحيين على شان يضفوا على أنفسهم الشرعية، ونظير ذلك أيضا الرافضة يرفضون اسم الرافضة ويغضبون عليك فسموا أنفسهم شيعة، ومن أحق أن يكون شيعيا ؟ أهل السنة، لأنهم هم الذين يحبون أهل البيت محبة سنية شرعية، أما هؤلاء الرافضة فإنهم يحبون آل البيت محبة شركية، أهل البيت فيتبرءون منهم بلا شك ولهذا لما قال عبد الله بن سبأ وجماعته لعلي بن أبي طالب: " أنت الله حقا " تبرأ منهم وأمر بالأخاديد فخدت وملأت حطبا وألقاهم في النار، حرقهم من شدة ما أصابه منهم، إذن هل يقال لهؤلاء الذين غلوا في آل البيت حتى أنزلوهم فوق منزلتهم هل يقال : إنهم شيعة لأهل البيت ؟ أبدا والله، هم أعدى عدو لآل البيت لأنهم أنزلوهم فوق منزلتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أحب أن تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) وأهل البيت مثل النبي صلى الله عليه وسلم لا يحبون أن ينزلوا فوق منزلتهم التي أنزلهم الله أبدا ... نعم إن دل عليه الدليل فهو تأويل وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف، هذا هو الضابط.
الشيخ : يجب أن نعرف أن التأويل يراد به التفسير فيدخل فيه التضمين، وهذا هو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) يعني التفسير ... لا هذا ما يسمى تأويلا هذا يسمى تحريفا، ولا يجوز أن نسميه تأويلا وإن سموه هم تأويلا لكن هم يقولون : تأويل علشان ألا ينفر الناس من صنيعهم لو قالوا : أهل التحريف والسلف يقبلهم أحد أو لا يقبلهم ؟ لا يقبلهم، فجاءوا بالتأويل تلطيفا، ولهذا نظائر النصارى سموا في الأخير أنفسهم مسيحيين ليضفوا على ملتهم المنسوخة أنها شرعية وأنهم أتباع المسيح، والمسيح عليه الصلاة والسلام أبرأ الناس منهم ولو خرج لقاتلهم، وهم كاذبون على المسيح فيما يدعون ولكن سموا أنفسهم بالمسيحيين على شان يضفوا على أنفسهم الشرعية، ونظير ذلك أيضا الرافضة يرفضون اسم الرافضة ويغضبون عليك فسموا أنفسهم شيعة، ومن أحق أن يكون شيعيا ؟ أهل السنة، لأنهم هم الذين يحبون أهل البيت محبة سنية شرعية، أما هؤلاء الرافضة فإنهم يحبون آل البيت محبة شركية، أهل البيت فيتبرءون منهم بلا شك ولهذا لما قال عبد الله بن سبأ وجماعته لعلي بن أبي طالب: " أنت الله حقا " تبرأ منهم وأمر بالأخاديد فخدت وملأت حطبا وألقاهم في النار، حرقهم من شدة ما أصابه منهم، إذن هل يقال لهؤلاء الذين غلوا في آل البيت حتى أنزلوهم فوق منزلتهم هل يقال : إنهم شيعة لأهل البيت ؟ أبدا والله، هم أعدى عدو لآل البيت لأنهم أنزلوهم فوق منزلتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أحب أن تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) وأهل البيت مثل النبي صلى الله عليه وسلم لا يحبون أن ينزلوا فوق منزلتهم التي أنزلهم الله أبدا ... نعم إن دل عليه الدليل فهو تأويل وإن لم يدل عليه الدليل فهو تحريف، هذا هو الضابط.
إذا قتل الكافر في غير الحرب فهل يضمن إذا أسلم .؟
الطالب : ... قتله كافر في غير الحروب، هل يضمن إذا أسلم ؟
الشيخ : أصلا الكافر حربي ما لم يكن بيننا وبينه عهد، فلنا أن نقتله وله أن يقتلنا، يعني له بمعنى أنه لو قتلنا لم يضمن وإلا حرام عليه أن يقتلنا وحرام عليه يكفر، ولهذا كان القول الراجح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما أنهم مخاطبون بالتوحيد، بل أقول: إن الكافر آثم حتى في المباح، الآن الكافر يأكل ويشرب وآمن ويلبس وكل شيء كل نعمة فإنه معاقب عليها زيادة على عقوبة الكفر: (( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )) وإذا سئل أصحاب النار ما سلككم في صقر قالوا : (( لم نكن من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين )) إذا فهم آثمون، وقال عز وجل: (( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا )) وغيرهم عليهم جناح، وقال عز وجل (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [الأعراف:32] للذين آمنوا وغير الذين آمنوا ليست لهم ولا خالصة لهم يوم القيامة، الكافر عدو الله ولو ساوت الدنيا جناح بعوضة عند الله ما سقى منها كافرا شربة ماء، فهم إذا أكلوا أو شربوا أو أمنوا أو صحوا أو أي نعمة تصيبهم فإنهم معاقبون عليها.
الشيخ : أصلا الكافر حربي ما لم يكن بيننا وبينه عهد، فلنا أن نقتله وله أن يقتلنا، يعني له بمعنى أنه لو قتلنا لم يضمن وإلا حرام عليه أن يقتلنا وحرام عليه يكفر، ولهذا كان القول الراجح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما أنهم مخاطبون بالتوحيد، بل أقول: إن الكافر آثم حتى في المباح، الآن الكافر يأكل ويشرب وآمن ويلبس وكل شيء كل نعمة فإنه معاقب عليها زيادة على عقوبة الكفر: (( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )) وإذا سئل أصحاب النار ما سلككم في صقر قالوا : (( لم نكن من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين )) إذا فهم آثمون، وقال عز وجل: (( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا )) وغيرهم عليهم جناح، وقال عز وجل (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [الأعراف:32] للذين آمنوا وغير الذين آمنوا ليست لهم ولا خالصة لهم يوم القيامة، الكافر عدو الله ولو ساوت الدنيا جناح بعوضة عند الله ما سقى منها كافرا شربة ماء، فهم إذا أكلوا أو شربوا أو أمنوا أو صحوا أو أي نعمة تصيبهم فإنهم معاقبون عليها.
قراءة الآيات القرآنية .
ثم قال الله تعالى .
القارئ : (( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ )) [الشورى:27].
القارئ : (( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ )) [الشورى:27].
التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو بسط الله الرزق لعباده )) جميعهم (( لبغوا )) جميعهم أي طغوا (( في الأرض ولكن ينزل )) بالتخفيف وضده ، من الأرزاق (( بقدر ما يشاء )) فيبسطها لبعض عباده دون بعض ، وينشأ عن البسط البغي (( إنه بعباده خبير بصير )) .
الشيخ : قال الله تعالى: (( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ )) بسط بمعنى وسع، كما قال الله تعالى : (( والله يقبض ويبسط )) وقال عز وجل : (( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر )) أي يضيق، فالبسط بمعنى التوسيع، يعني لو وسع الله الرزق للعباد لبغوا في الأرض.
وقوله : (( لعباده )) قال المفسر : " جميعهم " يعني لو كان كل الناس أغنياء بسط لهم في الرزق لبغوا في الأرض قال : " (( لبغوا )) جميعهم (( في الأرض )) أي طغوا فيها " وتجاوزوا حدودهم، وذلك لأن الجميع كانوا في رفاهية وفي رزق واسع ولا رادع ولا اعتبار ولا اتعاظ، وأيضا لو بسط الله الرزق لجميع العباد لفسدت الدنيا، لأنه لولا هذا التفاضل بين العباد في الرزق ما خدم أحد أحدا ولا استقامت الأحوال، لو كان الناس كلهم على حد واحد في الغنى وطلبت من شخص أن يعمل لك فإنه لن يستجيب، لماذا ؟ لاستغنائه بما عنده، لكن الله تبارك وتعالى فضل بعض الناس على بعض، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، هذا ما ذهب إليه المؤلف، ولكن قد يقال إن قوله تعالى : (( ولو بسط الله الرزق لعباده )) شامل للجميع أو للأفراد، فإن الإنسان إذا بسط الله له الرزق بغى واستغنى، ولذلك تجدون أكثر من يكذب الأنبياء هم الملأ الأغنياء الكبراء، وأما الفقراء الضعفاء فالغالب هم الذين يتبعون الأنبياء، فيكون المراد بقوله : (( لو بسط الله الرزق لعباده )) المراد الجنس، يعني لواحد من عباده لبغى في الأرض.
(( ولكن ينزل بقدر ما يشاء )) قال : " (( ينزل )) بالتخفيف وضده " ما ضده ؟ التشديد، يعني ينزل وينزل، ينزل من نزل وينزل من أنزل، وقوله: " بالتخفيف وضده " اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا أتى بمثل هذا التعبير فالقراءتان سبعيتان، وكذلك إذا قال: وفي قراءة، فالقراءتان سبعيتان، أما إذا قال : وقرئ، فالقراءة شاذة لأنه أتى بها بصيغة التمريض، انتبهوا للاصطلاح، هذا التعبير الذي معنا " بالتخفيف وضده " على حد سواء يعني ساوى بين القراءتين، وعلى هذا فهما سبعيتان، قال : " من الأرزاق " بيان للمنزل، فالمضمر إذا من الأرزاق ويدل على أن المضمر من الأرزاق قوله : (( ولو بسط الله الرزق ))، (( ولكن ينزل بقدر )) أي بتقدير مكتوب في الأزل لا يتغير ولا يتبدل.
" (( ما يشاء )) فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط البغي (( إنه بعباده خبير بصير )) " قوله : (( بقدر ما يشاء )) هذه المشيئة كما سبق مقرونة بالحكمة، فمن اقتضت حكمة الله أن يغنيه أغناه، ومن اقتضت حكمة الله أن يفقره أفقره، وفي الحديث القدسي ( إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر ) فالله تبارك وتعالى حكيم، وكم من إنسان رجع إلى الله تعالى بسبب المصائب من فقر أو موت قريب أو صديق أو ما أشبه ذلك ما يشاء.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط " يعني توزيع الرزق " البغي " هذا كالتعليل لكون الجواب (( لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا )) بأنه ينشأ عن البسط البغي والطغيان والاستكبار عن العبادة والتكذيب بالحق، (( إنه بعباده خبير بصير )) الجملة استئنافية تبين أن بسطه الرزق وعدمه ناشئ عن علم وخبرة، والخبرة أخص من العلم لأنها العلم ببواطن الأمور، ولكن نقول: إن العلم ببواطن الأمور يدل بالالتزام على العلم بظواهر الأمور من باب أولى (( بصير )) مأخوذة من الإبصار بالعين ومن البصيرة وهي العلم، فيكون بصير لها معنيان الأول من الإبصار وهو الرؤية بالعين والثاني من البصيرة وهي العلم، (( إنه بعباده خبير بصير )) وهذا يعني أنه يضيق على من شاء ويوسع على من شاء .
وقوله : (( لعباده )) قال المفسر : " جميعهم " يعني لو كان كل الناس أغنياء بسط لهم في الرزق لبغوا في الأرض قال : " (( لبغوا )) جميعهم (( في الأرض )) أي طغوا فيها " وتجاوزوا حدودهم، وذلك لأن الجميع كانوا في رفاهية وفي رزق واسع ولا رادع ولا اعتبار ولا اتعاظ، وأيضا لو بسط الله الرزق لجميع العباد لفسدت الدنيا، لأنه لولا هذا التفاضل بين العباد في الرزق ما خدم أحد أحدا ولا استقامت الأحوال، لو كان الناس كلهم على حد واحد في الغنى وطلبت من شخص أن يعمل لك فإنه لن يستجيب، لماذا ؟ لاستغنائه بما عنده، لكن الله تبارك وتعالى فضل بعض الناس على بعض، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، هذا ما ذهب إليه المؤلف، ولكن قد يقال إن قوله تعالى : (( ولو بسط الله الرزق لعباده )) شامل للجميع أو للأفراد، فإن الإنسان إذا بسط الله له الرزق بغى واستغنى، ولذلك تجدون أكثر من يكذب الأنبياء هم الملأ الأغنياء الكبراء، وأما الفقراء الضعفاء فالغالب هم الذين يتبعون الأنبياء، فيكون المراد بقوله : (( لو بسط الله الرزق لعباده )) المراد الجنس، يعني لواحد من عباده لبغى في الأرض.
(( ولكن ينزل بقدر ما يشاء )) قال : " (( ينزل )) بالتخفيف وضده " ما ضده ؟ التشديد، يعني ينزل وينزل، ينزل من نزل وينزل من أنزل، وقوله: " بالتخفيف وضده " اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا أتى بمثل هذا التعبير فالقراءتان سبعيتان، وكذلك إذا قال: وفي قراءة، فالقراءتان سبعيتان، أما إذا قال : وقرئ، فالقراءة شاذة لأنه أتى بها بصيغة التمريض، انتبهوا للاصطلاح، هذا التعبير الذي معنا " بالتخفيف وضده " على حد سواء يعني ساوى بين القراءتين، وعلى هذا فهما سبعيتان، قال : " من الأرزاق " بيان للمنزل، فالمضمر إذا من الأرزاق ويدل على أن المضمر من الأرزاق قوله : (( ولو بسط الله الرزق ))، (( ولكن ينزل بقدر )) أي بتقدير مكتوب في الأزل لا يتغير ولا يتبدل.
" (( ما يشاء )) فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط البغي (( إنه بعباده خبير بصير )) " قوله : (( بقدر ما يشاء )) هذه المشيئة كما سبق مقرونة بالحكمة، فمن اقتضت حكمة الله أن يغنيه أغناه، ومن اقتضت حكمة الله أن يفقره أفقره، وفي الحديث القدسي ( إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر ) فالله تبارك وتعالى حكيم، وكم من إنسان رجع إلى الله تعالى بسبب المصائب من فقر أو موت قريب أو صديق أو ما أشبه ذلك ما يشاء.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط " يعني توزيع الرزق " البغي " هذا كالتعليل لكون الجواب (( لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا )) بأنه ينشأ عن البسط البغي والطغيان والاستكبار عن العبادة والتكذيب بالحق، (( إنه بعباده خبير بصير )) الجملة استئنافية تبين أن بسطه الرزق وعدمه ناشئ عن علم وخبرة، والخبرة أخص من العلم لأنها العلم ببواطن الأمور، ولكن نقول: إن العلم ببواطن الأمور يدل بالالتزام على العلم بظواهر الأمور من باب أولى (( بصير )) مأخوذة من الإبصار بالعين ومن البصيرة وهي العلم، فيكون بصير لها معنيان الأول من الإبصار وهو الرؤية بالعين والثاني من البصيرة وهي العلم، (( إنه بعباده خبير بصير )) وهذا يعني أنه يضيق على من شاء ويوسع على من شاء .
10 - التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو بسط الله الرزق لعباده )) جميعهم (( لبغوا )) جميعهم أي طغوا (( في الأرض ولكن ينزل )) بالتخفيف وضده ، من الأرزاق (( بقدر ما يشاء )) فيبسطها لبعض عباده دون بعض ، وينشأ عن البسط البغي (( إنه بعباده خبير بصير )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير )) .
من فوائد الآية الكريمة : أن بسط الرزق وتضييقه من عند الله وحده لقوله : (( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )) فإن قال قائل : ألا يرد على هذا أننا نرى الرجل يعمل ويكدح ويتجر فيزيد ماله ؟ قلنا : لا يرد، لأن أصل عمله من عند الله عز وجل، هو الذي أوقع في قلبه النية وأقدره على العمل فهو من فضل الله عز وجل، هذا وجه، ووجه آخر أننا نجد بعض الناس يكدح ويعمل ويتعب ولكن لا يوفق، كلما ضرب وجها ازداد خسرانا، وحينئذ ينتفي هذا الإيراد من أصله، الإيراد ؟ يرد علينا أن الإنسان قد يتجر ويعمل ويكسب فيكون انبساط الرزق من عمله فكيف تقولون : إن بسط الرزق من الله عز وجل هذا الإيراد، ما الجواب ؟ ... يعني كون الله تبارك وتعالى أوقع في نفسه العزيمة على هذا ويسر له هذا الاتجار هو من الله عز وجل، لو شاء الله لم يجعل في قلبه العزيمة ولو شاء الله لأعجزه عن العمل هذا وجه، وجه آخر ؟ ... أننا نرى في الواقع من يبذل الجهد والطاقة في التجارة والأخذ والإعطاء ومع ذلك لا يزداد إلا خسرانا، إذا فالبسط كله من الله عز وجل لا من أصله ولا مما يتفرع عنه.
اضيفت في - 2011-05-25