قراءة الآيات القرآنية .
تفسير قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) .
(( يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ))كبائر جمع كبيرة، فما هي الكبيرة ؟ وهي ما ذكر الشرع أنه كبيرة فهو كبيرة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة:( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) قالوا : بلى يا رسول الله قال:( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقل الزور ألا وشهادة الزور ) هنا نص على أنها كبيرة، أما ما لم ينص عليه الشرع فقد اختلف العلماء رحمهم الله في حد الكبيرة، وأقرب شيء ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال : " إن الكبيرة ما رتب عليه عقوبة خاصة " يعني ما خص بعقوبة، وذلك أن المنهيات تنقسم إلى قسمين : قسم فيها النهي أو التحريم أو ما أشبه ذلك لكن ما ذكر فيه عقوبة، القسم الآخر ذكر فيه العقوبة فيقول: ما ذكر فيه عقوبة خاصة فهو كبيرة طيب. إذا رتب على الذنب لعنة كقوله : ( لعن الله من لعن والديه )ماذا يكون ؟ يكون كبيرة لأنه رتب عليه عقوبة خاصة وهي اللعن، إذا رتب عليه السخط فهو كبيرة كقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة يبيت زوجها ساخط عليها : ( فإن الله يسخط عليها ) هذا كبيرة، إذا قيل:( ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية ) فهو كبيرة، ما الذي رتب عليه ؟ رتب عليه البراءة منه ليس منا كذا،( من غش فليس منا )مثله كبيرة لأنه رتب عليه عقوبة خاصة،( لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) كبيرة لأنه رتب عليه نفي الإيمان، إذن الكبيرة محدودة أو معدودة ؟ محدودة يعني تعرف بالحد دون العد، وأحسن ما قيل فيها ما اختاره شيخ الإسلام رحمه الله من أن الكبيرة ما رتب عليه عقوبة خاصة وقوله : (( والفواحش )) بالنصب معطوفة على كبائر، أي: ويجتنبون الفواحش.
2 - تفسير قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش )) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) يتجاوزون .
(( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) ما هنا زائدة في الإعراب وأما في المعنى فهي للتوكيد، وأقول:
يا طالبا خذ فائدة ما بعد إذا زائدة
تقبل أو ما تقبل ؟ يعني كلما أتتك ما بعد إذا فهي زائدة، كهذه الآية:(( إذا ما غضبوا )) المعنى وإذا غضبوا، وكقوله تعالى:(( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم )) أي حتى إذا جاءوها، فخذ هذه الفائدة، وما من أوسع الحروف معنى لأن لها عشر معاني أو أكثر جمعت في قول الناظم :
" محامل ما عشر إذا رمت عدها فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها بكف ونفي زيد تعظيم مصدر "
طيب على وجه السرعة: ستفهم إشارة إلى ما الاستفهامية، شرط إلى ما الشرطية، الوصل إلى ما الموصولة، فاعجب إلى ما التعجبية مثل أن تقول: ما أحسن زيدا، لنكرها إلى ما النكرة الموصوفة أو الواصفة، بكف إلى ما الكافة وهي الداخلة على إن مثل:(( إنما الله إله واحد ))، ونفي ما النافية، زيد ما الزائدة، تعظيم ما التعظيمية مثل:(( الحاقة ما الحاقة )) (( القارعة ما القارعة ))، مصدر إلى ما المصدرية مثل: يعجبني ما فعلت أي: يعجبني فعلك، هذه عشر معاني لما.
(( إذا ما غضبوا هم يغفرون )) يعني إذا نالهم الغضب فإنهم يملكون أنفسهم فيغفرون لمن أغضبهم، ومعنى يغفرون قال المفسر: " يتجاوزون "ونحن نزيد شيئا آخر الستر، يعني: يتجاوزون عن من أساء إليهم ويسترونه.
3 - التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش )) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) يتجاوزون . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) .
ومن فوائدها أن صغائر الذنوب لا تنقص من كمال الإيمان لأنها تقع مغفورا باجتناب الكبائر كما قال الله تبارك وتعالى في سورة النجم :(( إلا اللمم )) يعني إلا الصغائر فإنها لا تضر وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم :( أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ).
ولكن لو قال قائل : هل الإصرار على الصغائر يحولها إلى كبائر ؟ فالجواب: نعم، هذا المشهور عند أهل العلم أن الإصرار على الصغيرة كبيرة، لكنهم لا يقولون : إن الصغيرة تكون كبيرة يقولون : إن إصرار الإنسان على المعصية يدل على استخفافه بشريعة الله وعدم مبالاته بها فمن هنا صار الإصرار كبيرة، وليس المعنى أن الصغيرة تنقلب كبيرة، لكن لما كان الإصرار يدل على استخفاف الإنسان بشريعة الله صار هذا كبيرة من أجل الاستخفاف .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن من صفات الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون أنهم إذا غضبوا غفروا، والغضب وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان فيفور دمه وتنتفخ أوداجه، أما المتكلمون فيقولون : إن الغضب غليان دم القلب لمحبة الانتقام، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم خير: أنه جمرة يلقيها الشيطان،ولذلك تجد الإنسان إذا غضب يتصرف تصرفا سيئا لا يحمده هو إذا سكن غضبه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي للإنسان عند الغضب أن يكظم غيظه وقد طلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال له: ( لا تغضب ) فردد مرارا فقال : ( لا تغضب ) .
4 - فوائد قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) . أستمع حفظ
مناقشة تفسير قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) .
الشيخ : طيب شرب الخمر هل هو حد أو تعزير ؟ الصحيح أنه تعزير، لكنه تعزير لا يقل عن أربعين جلدة، ما هو الدليل على أنه تعزير وليس بحد مع أن جمهور العلماء على أنه حد؟ أن الناس لما كثير شربهم الخمر في عهد عمر رضي الله عنه استشار الصحابة فقال عبد الرحمن بن عوف : " اجعله كأخف الحدود ثمانين " وهذا دليل واضح جدا، وهو كالإجماع من الصحابة رضي الله عنهم بقيادة الخليفة الراشد عمر أنه ليس بحد من وجهين: الأول أنه قال: اجعله كأخف الحدود، والثاني: أنه لو كان حدا ما ساغ لعمر ولا لغير عمر أن يزيد عليه.
الشيخ : قول الله تبارك وتعالى :(( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) ما إعرابها ؟
الطالب: اسم موصول.
الشيخ : لا غلط.
الشيخ : ما زائدة، كلما جاءت ما بعد إذا فهي زائدة، قال الله تعالى :(( حتى إذا ما جاءوا شهد عليهم )) (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )).
5 - مناقشة تفسير قوله تعالى : (( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون )) . أستمع حفظ
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ :(( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ))[الشورى:38].
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين استجابوا لربهم )) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة (( وأقاموا الصلاة )) أداموها (( وأمرهم )) الذي يبدو لهم (( شورى بينهم )) يتشاورون فيه ولا يعجلون (( ومما رزقناهم )) أعطيناهم (( ينفقون )) في طاعة الله .
7 - التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين استجابوا لربهم )) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة (( وأقاموا الصلاة )) أداموها (( وأمرهم )) الذي يبدو لهم (( شورى بينهم )) يتشاورون فيه ولا يعجلون (( ومما رزقناهم )) أعطيناهم (( ينفقون )) في طاعة الله . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : العناية بإقامة الصلاة، وجه ذلك أن الله نص عليها بعد التعميم لأن قوله : (( استجابوا لربهم )) يشمل الصلاة وغيرها، فلما قال أقاموا الصلاة نص عليها بخصوصها، وهذا دليل على العناية بها، وحق والله أن يعتنى بها لأنه ليس هناك عبادة أقوى صلة بك في الله عز وجل من الصلاة، الإنسان يتصدق لكن لا يشعر بالصلة بينه وبين ربه، يصوم يحج، لكن الصلاة الحقيقية الشرعية أن الإنسان يشعر بأنه في صلة بينه وبين الله، ومن أجل ذلك سميت صلاة لأنها صلة بين الإنسان وبين الله، إذا قال الإنسان: الحمد لله قال الله: حمدني عبدي، وهكذا محاورة، ثم هو يشعر بأنه إذا ركع ففوقه رب يعظمه، وإذا سجد فكذلك يضع أشرف أعضائه في مواطئ الأقدام ولذلك صارت العناية بالصلاة حيث قال: (( وأقاموا الصلاة )).
أين فرضت الصلاة ؟ فرضت الصلاة ليلة المعراج من الله إلى الرسول بدون واسطة، هذا يدل على أهميتها والعناية بها، ثم إنها فرضت خمسين صلاة وخفف الله على العباد فجعلها خمس صلوات لكنها في الواقع خمسون صلاة بمعنى أنك إذا صليت فريضة واحدة كأنما صليت عشرا، ليس من أجل أن الحسنة بعشر أمثالها لأن هذا لجميع الحسنات لكن كأنك صليت الظهر مثلا عشر مرات، صليت وسلمت حتى بلغت العشرة، وبهذا يظهر الفرق بينها وبين سائر العبادات الثواب الحسنة بعشر أمثالها، لكن هذه كأنك فعلا صليت خمسين صلاة.
من فوائد الآية الكريمة مراعاة الأحوال الاجتماعية وأن الأمور العامة يجب التشاور فيها لقوله تعالى :(( وأمرهم شورى بينهم )).
وهل تدل الآية على أن الإنسان إذا أراد أن يفعل فعلا خاصا به يشاور ؟ لا، لا تدل على هذا، لكن المشاورة مشروعة، إذا أشكل عليك شيء فلديك شيئان: الاستخارة والمشاورة، لكن الأمر العام لابد من التشاور فيه، يستثنى من ذلك إذا بان الأمر لولي الأمر فإنه لا حاجة إلى المشاورة فيه، يعني لو تبين للأمير أو الرئيس أو الملك مصلحة ما يريد فلا حاجة للتشاور، لأن التشاور يرجع إليه متى ؟ عند الإشكال والتردد، أما مع ظهور المصلحة فلا حاجة إلى أن يشاور، لأن المشورة حينئذ لا تزيد الأمر إلا إشكالا وفوضى، فالناس ليسوا على رأي واحد، إذا أردت أن يتمزق الأمر فضعه بين يدي عشرة، وإن أردت أن يذوب بالكلية فضعه بين يدي عشرين، لابد من اختلاف الناس، إذا أمرهم شورى بينهم على عمومه أو يستثنى منه ؟ يستثنى منه ما ظهرت مصلحته لولي الأمر فإنه لا حاجة إلى أن يشاور، ويدل لهذا الاستثناء عمل السلف الصالح، فها هو عمر رضي الله عنه وهو من أشد الخلفاء اهتماما بالرعية لا يشاور إذا كانت المصلحة ظاهرة له وإنما يشاور إذا أشكل عليه الأمر، لو أحصيت ما شاور فيه ما بلغ إلا العشرات أو أقل وقد بقي عشر سنوات في الخلافة، هذا العمل السلفي من الخلفاء الراشدين يقيد قوله تعالى:(( وأمرهم شورى بينهم )) إذا يستثنى ولا حاجة للمشاورة لأن المشاورة في هذه الحال ضرر في تنفيذ الأمر والمضي فيه.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن من صفات الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون بذل المال في طاعة الله لقوله:(( ومما رزقناهم ينفقون )).
وهل يطلب من الإنسان أن ينفق جميع ماله؟ هذا ينبني على ( من ) هل هي للتبعيض أو للجنس، إذا قلنا للتبعيض صار المدح على من أنفق بعض ماله، وإذا قلنا للجنس أي أنهم ينفقون من هذا الجنس الذي رزقهم الله صار عاما، والتفصيل هو التأصيل إن شاء الله: إذا كان الإنسان لا ينقص إنفاقه شيئا من واجبات الإنفاق على الأهل فلا حرج أن ينفق جميع ماله، مثل أن يكون عند الإنسان مائة ريال لا يحتاجها للإنفاق على أهله وليس عنده سواها نقول هنا: أنفق جميع المال، ثم اكتسب للإنفاق على أهلك، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه، أما إذا كان يحتاج المال للإنفاق الواجب على أهله وهو ضعيف الاكتساب فهنا نقول: لا تنفق جميع مالك، أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك
8 - فوائد قوله تعالى : (( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون )) . أستمع حفظ
قلنا أن الإمام إذا ظهرت له المصلحة لا يلزمه الاستشارة وقد لا تكون فيه مصلحة .؟
الشيخ : هو مؤتمن، الأصل أنه مؤتمن،وإذا أراد أن يخون منع الشورى ولو احتاج لها.
الشيخ : في ذمته هذه، لأننا لو قلنا أن ولي الأمر يشاور في كل شيء مشكلة ولا يمكن تستقيم الحال، معناه لو يكتب للشرطة احبسوا فلانا لأنه أساء نقول : اجمع الناس شاور.
الطالب : ناس معينين.
الشيخ : ما يخالف، معينين بأشخاصهم ليس معناه أن كل الناس يجابون، جاء بالشورى هل نقول كل مسألة تتعلق بالعامة لابد أن تشاور عليها ؟ لا يمكن هذا، وكما قلت الآن بينا لك أن عمر رضي الله عنه من أشد الخلفاء مشاورة ومع ذلك تكاد تحصي مشاوراته، لابد من هذا وإلا ما يستقيم الأمر، نعم.
إذا أشكل على الإنسان الشيء هل يبدأ بالاستشارة أم بالاستخارة .؟
الشيخ : سؤال جيد،يقول إذا أشكل على الإنسان الشيء هل يبدأ بالاستخارة أو الاستشارة، نقول يبدأ بالاستخارة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إذ هم أحدكم بالأمر فليصل ركعتين ) هم: يعني أصابه الهم فيه وتردد وشك، وليس مراده أن كل أمر تهم به تصلي ركعتين، إذا هم أحدكم بالأمر، إذا هم الإنسان يروح يتغذى يصلي ركعتين يستخير ؟ لا،( إذا هم أحدكم بالأمر )يعني إذا أهمه الأمر ولم يتبين له شيء فليصلي ركعتين، فنقول : ابدأ أولا بالاستخارة لوجهين :
الأول : أنه ظاهر الحديث .
الثاني : أن كونك ترجع إلى الله خير من كونك ترجع إلى آراء الناس واضح، فإذا نبدأ بالاستخارة قبل الاستشارة.
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ :(( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ))[الشورى:39] .
التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين إذا أصابهم البغي )) الظلم (( هم ينتصرون )) صنف ، أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه .
12 - التعليق على تفسير الجلالين : (( والذين إذا أصابهم البغي )) الظلم (( هم ينتصرون )) صنف ، أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن هؤلاء لا ينتصرون لأنفسهم إلا إذا تحققوا البغي عليهم، وأما مجرد التهمة فلا يعتبرونها يؤخذ من قوله:(( إذا أصابهم البغي ))فلو اتهموا أحدا أنه ظلمهم فإنهم لا يتحركون لكن إذا أصابهم البغي حينئذ ينتصرون.
في هذه الآية من الفوائد أنه يجب على من انتصر إذا أصابه البغي ألا يتجاوز الحد في الاستيفاء.
قراءة الآيات القرآنية .
القارئ: (( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ))[الشورى:40].
التعليق على تفسير الجلالين : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة ، وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات ، قال بعضهم : وإذا قال له أخزاك الله ، فيجيبه : أخزاك الله (( فمن عفا )) عن ظالمه (( وأصلح )) الود بينه وبين المعفو عنه (( فأجره على الله )) أي إن الله يأجره لا محالة (( إن الله لا يحب الظالمين )) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه .
طيب وقول المؤلفرحمه الله تعالى: " سميت الثانية سيئة لمشابهتها الأولى في الصورة "فيه نظر واضح، فالمقاصة سيئة، لكن ليست سيئة بالنسبة للفاعل، بل هي سيئة بالنسبة لمن اقتص منه،تسوءه وتؤلمه وترد اعتباره إذا كان يرى أنه فوق صاحبه، فهي سيئة لا باعتبار الفاعل ولكن باعتبار المقتص منه، وأما قوله: إنها مشابهة للأولى، فلا يمكن أن تطلق سيئة لمطلق المشابهة أو لمجرد المشابهة (( وجزاء سيئةسيئة مثلها ))طيب هذا في الواقع هذه قاعدة في جميع الاقتصاص، فلننظر إذا شق ثوبك هل تشق ثوبه ؟ ظاهر الآية نعم، لكن إذا كان ثوبك رديئا يساوي عشرة وثوبه جيد يساوي مائة تشق ثوبه أو لا تشق ؟ طيب إذا شققته فنقص عشر قيمته كم يكون ؟ ينقص العشر، مثلا هذا الثوب يساوي عشرة ريالات شقه المعتدي بشق ينزل قيمته العشر، العشر كم من عشرة ؟ واحد، ثوبه يساوي مائة فشققته بشق يساوي العشر كم ينقص ؟ عشرة، الآن أخذت عشرة مقابل واحد، فهل نقول العبرة بالمعنى فإنه لما شق ثوبك أذلك وأنت إذا اقتصصت منه وشققت ثوبه أذللته وهو البادي، فنشق ثوبه ولو كان أغلى ؟ أو نقول نشق ثوبه إن كان مماثلا للأول أو مقاربا له وإلا فلا ؟نعم، لأن هذا الذي ثوبه بعشرة ينكسر اعتباره كالذي ثوبه بمائة، والمقصود إذلال المعتدي وكسر اعتباره، وعلى هذا فنقول: من شق ثوبك فشق ثوبه، طيب وهل المعتبر المساحة أو المعتبر النسبة ؟ هذا إنسان قصير.
15 - التعليق على تفسير الجلالين : (( وجزاء سيئة سيئة مثلها )) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة ، وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات ، قال بعضهم : وإذا قال له أخزاك الله ، فيجيبه : أخزاك الله (( فمن عفا )) عن ظالمه (( وأصلح )) الود بينه وبين المعفو عنه (( فأجره على الله )) أي إن الله يأجره لا محالة (( إن الله لا يحب الظالمين )) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه . أستمع حفظ