تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وكذلك )) أي مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل (( أوحينا إليك )) يا محمد (( روحا )) هو القرآن به تحيا القلوب (( من أمرنا )) الذي نوحيه إليك (( ما كنت تدري )) تعرف قبل الوحي إليك (( ما الكتاب )) القرآن (( ولا الإيمان )) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين (( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب (( نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي )) تدعو بالوحي إليك (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) دين الإسلام .
"(( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب " يعني جعلنا الكتاب الذي أوحينا إليك أو الروح الذي أوحينا إليك والمعنى لا يختلف (( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))اللهم اهدنا به،(( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ))النور يهتدي به الناس ومنه قول الشاعر :
" كأنه علم في رأسه نار " وقول الخنساء في أخيها:
" وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار"
يعني أن النار تجعل علامة على الشيء، إذا كان الناس في البر أوقدوا في الليل نارا على رأس جبل أو على رأس أكمة حتى يهتدي بها من يريده، نعم يقول: (( جعلناه نورا نهدي به من نشاء ))نهدي بهذا النور من نشاء، وهذا مبني على حكمة الله عز وجل كما قال تعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))فمن الحري أن يهدى بهذا النور ؟ من تمسك به وعمل بما فيه، تصديقا للأخبار وتنفيذا للأحكام، من فعل هذا صار القرآن له نورا يهتدي به كما قال الله تعالى : (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ))وأما من أعرض عنه والعياذ بالله فإن سيكون حجة عليه ولا ينتفع به (( نهدي به من نشاء من عبادنا )) قوله: (( من عبادنا ))هل المراد الهداية العامة أو الخاصة ؟ (( نهدي به من نشاء من عبادنا ))هذه تقسم الناس إلى قسمين: مهتد وضال، فيكون عبادنا المراد به العبودية العامة، لأنه جعل العبودية هذه قسمين: مهتد وضال،(( من عبادنا وإنك ))يعني يا محمد (( لتهدي إلى صراط مستقيم ))قال: " تدعوا بالوحي إليك (( إلى صراط مستقيم )) "لو أن المؤلف قال:لتهدي أي تدل لكان أوضح وأخصر، تهدي بمعنى تدل، فهي هداية الدلالة، أما المؤلف يقول: " تدعوا بالوحي إليك "ولكن هذا لا يكفي لأنه لو دعا فهل يهتدي الناس ؟ لكن لو قلنا: تدل، فقد وضح الطريق ودل عليه، ثم من اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) يقول: دين الإسلام "وصدق، الصراط المستقيم بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دين الإسلام.
1 - تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( وكذلك )) أي مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل (( أوحينا إليك )) يا محمد (( روحا )) هو القرآن به تحيا القلوب (( من أمرنا )) الذي نوحيه إليك (( ما كنت تدري )) تعرف قبل الوحي إليك (( ما الكتاب )) القرآن (( ولا الإيمان )) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين (( ولكن جعلناه )) أي الروح أو الكتاب (( نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي )) تدعو بالوحي إليك (( إلى صراط )) طريق (( مستقيم )) دين الإسلام . أستمع حفظ
التعليق على تفسير الجلالين : (( صراط الله الذى له ما فى السموات وما في الأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا (( ألا إلى الله تصير الأمور )) ترجع .
الأول: أنه هو الذيوضعه لعباده وشرعه لهم، الثاني: أنه موصل إليه.
نعم: (( إلى صراط مستقيم ))أي: قويم غير معوج(( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض )) ( له ) الجار والمجرور خبر مقدم، و ( ما في السماوات ) مبتدأ مؤخر، وتقديم الخبر يفيد الحصر، أي: له وحده،" (( ما في السماوات وما في الأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا "لو قدم المؤلف خلقا على ملك لكان أحسن، لأن الخلق سابق على الملك،ولكن الخلف في هذا سهل، وقوله:" عبيدا "يعني تدبيرا يدبرهم (( ألا إلى الله تصير الأمور ))ألا هنا أداة استفتاح، والمقصود بها التنبيه والتأكيد، وقوله:(( إلى الله ))مفعول تصير مقدم عليها لإفادة الحصر، أي: إلى الله لا إلى غيره تصير الأمور أي شئون الخلق.
2 - التعليق على تفسير الجلالين : (( صراط الله الذى له ما فى السموات وما في الأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا (( ألا إلى الله تصير الأمور )) ترجع . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) .
وحافظ على درس القرآن فإنه يلين قلبا قاسيا مثل جلمد
أي مثل الحصا، ويدل عليه هذه الآية.
ومن فوائد هذه الآية: أن القرآن من أمر الله، وينبني عليها أنه ليس بمخلوق، وجه ذلك قول الله تبارك وتعالى : ((ألا له الخلق والأمر ))ففصل الخلق عن الأمر وجعله قسميا له، فدل ذلك على أن الأمر ليس من الخلق، وهذا هو المراد، فهذه الآية مما يستدل به على طائفتي المعتزلة والأشعرية الذين يقولون:إن القرآن مخلوق، الاستدلال واضح ؟ وجه ذلك أن الله جعل الأمر قسيما للخلق، وقسيم الشيء ليس منه، قسم الشيء منه أو ليس منه ؟ منه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : تعظيم الرب عز وجل نفسه لقوله: (( أوحينا ))وقوله:(( من أمرنا ))وهو أهل للتعظيم عز وجل وأهل للإكرام وأهل للثناء .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا الوحي لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، وعليه يدل قوله تعالى : (( ووجدك ضالا فهدى ))ضالا يعني: جاهلا فهدى .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : بيان منة الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن الذي صار به عالما بالكتاب وعالما بالإيمان .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فيكون فيه إبطال لدعوى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كاذب لأنه لا يستطيع أن يأتي بهذا القرآن من عنده.
من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى جعل الكتاب نورا يهدي به من يشاء، وينبني على هذه الفائدة: أنك لو أردت أن يستنير قلبك ويحيا قلبك فعليك بالقرآن، لكن قراءة تدبر .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات أن الهداية والضلالة بمشيئة الله لقوله: (( نهدي به من نشاء من عبادنا )).
ومن فوائدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الصراط المستقيم لقوله: ((وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )).
فإن قال قائل : ما الجمع بين هذه الآية وقوله تعالى :(( إنك لا تهدي من أحببت ))فالجواب: أن الهداية في الآية الثانية هداية التوفيق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يهديأحدا، وأما الهداية في الآية التي هنا فهي هداية الدلالة، اقرأ قول الله تعالى : (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ))هديناهم هداية دلالة، يعني بينا لهم الحق ودللناهم عليه ولكنهم والعياذ بالله استحبوا العمى على الهدى فلم يهتدوا .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم هدي مستقيم لا اعوجاج فيه لقوله : (( إلى صراط مستقيم )) فليس فيه اعوجاج في الخبر، والاعوجاج في الخبر؟ الكذب، وليس فيه اعوجاج في الشرائع بل كلها مبنية على العدل والفضل والحمد لله رب العالمين .
ومن فوائد الآية الكريمة : الإشارة إلى أن ما خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليس صراطا مستقيما تؤخذ من مفهوم قوله: (( إلى صراط مستقيم )) يعني ما سوى ما أنت عليه فليس صراطا مستقيما.
3 - فوائد قوله تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) . أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: عموم ملك الله واختصاصه بهذا الملك، العموم من قوله:(ما) فإن ما اسم موصول يدل على العموم، واختصاصه به من تقديم الخبر على المبتدأ .
ومن فوائد الآية الكريمة : الإشارة إلى أن الله تعالى يحكم ما يشاء وأنه لا اعتراض على حكمه لقوله : (( الذي له ما في السماوات وما في الأرض ))فأتى بعموم الملك بعد ذكر الصراط المستقيم إشارة إلى أن ما حكم به تبارك وتعالى لا اعتراض عليه فيه، لماذا؟ لأن الله له ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ويشرع ما يشاء، ولهذا تجد بعض أهل العلم رحمهم الله إذا لم يهتدوا إلى علة الحكم قالوا: هذا تعبدي، يعني علينا أن نتعبد به وإن لم نعلم الحكمة.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن الأمور كلها تصير إلى الله أي ترجع إليه، خلقا وملكا وتدبيرا وحكما، كل شيء يرجع إلى الله، إذا اختلفنا في حكم في مسألة من مسائل العلم إلى من نرجع ؟ إلى الله، إذا كان يوم القيامة يبعث الخلائق ويرجعون إلى الله، إذن تصير الأمور يعني كل الأمور تصير إلى الله وترجع إليه، فهو منه المبتدأ وإليه المنتهى تبارك وتعالى،نعم .
الطالب :...
الشيخ : سواء رجل أو يرسل رسول والأول بالوحي، الإلهام .
4 - فوائد قوله تعالى : (( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور )) . أستمع حفظ
سؤال عن كيفية مراجعة القرآن الكريم .؟
سؤال عن حكم الاستفادة من بعض الكتب التي قد تكون فيها أخطاء .؟
الشيخ : ...لا هذا غلط منه، يعني كيف ندع الاستفادة من هذه الكتب العظيمة والخطأ فيها لا يمثل ولا عشرعشر المعشار، قال ابن رجب رحمه الله في كتابه القواعد الفقهية: " ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه "والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، صحيح هذا الإنصاف، ولا تكاد تجد مؤلفا إلا وفيه الخطأ إما متعمداأو غير متعمد (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )).
ما ضابط النبوة وهل لابد فيها من الوحي .؟
ما هو أحسن تفسير للقرآن الكريم .؟
ما حكم ما نقل عن الإمام الشافعي من أنه كان يختم القرآن في اليوم مرتين في رمضان .؟
الشيخ : لا هذا من الأمور العارضة ولا يخالف السنة، الأمور العارضة لا تعتبر كالأمور الدائمة .
هل تفسير الروح في قوله تعالى : (( أوحينا إليك روحنا من أمرنا ... )) بالقرآن يكون تأويلا .؟
الشيخ : ...ما الذي أوحاه الله إلى الرسول ؟
الطالب :القرآن.
الشيخ : طيب كيف نؤول ؟ ما أولنا، هذا هو الذي أوحي إلى الرسول وسماه الله روحا لأنه تحيا به القلوب، واعلم أننا نحن لا ننكر التأويل قد تأول، لكن إذا دل الدليل على التأويل فلا بأس، فنقول في قوله تعالى :(( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله )) نقول: إذا أردت أن تقرأ، وظاهر الآية إذا فرغت من القراءة فاستعذ، والسنة بينت هذا، فنحن لا ننكر التأويل،لأن التأويل الذي دل عليه اللفظ تفسير،إنما ننكر التأويل الذي هو التحريف بدون دليل.
10 - هل تفسير الروح في قوله تعالى : (( أوحينا إليك روحنا من أمرنا ... )) بالقرآن يكون تأويلا .؟ أستمع حفظ
سؤال عن معنى قوله تعالى : (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ... )) .؟
الشيخ : لا ما هو الرسول أي رسول ...
الشيخ :بيان الإلهام ؟ إما أن الله يوقع في قلبه مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنه قد ألقي في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ).
وبهذا تم تفسير سورة الشورى، ويكون الموقف إن شاء الله على سورة الزخرف، نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بالسعادة، وأن يرزقنا فهم كتابه على الوجه الذي يرضاه عنا، وأن يجعلنا ممن يتلونه حق تلاوته.