قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية قال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ، وقال تعالى : (( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )) ، وقال تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) ... " .
قال رحمه الله تعالى : " باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال ، والأحوال البارزة والخفية ، قال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))، وقال تعالى : (( لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ))، وقال تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) " .
1 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية قال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ، وقال تعالى : (( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )) ، وقال تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : "... باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية قال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ، وقال تعالى : (( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )) ، وقال تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى : " باب إخلاصِ النية لله عز وجل ، واستحضارِ ذلك في جميع الأقوال والأفعال والأحوال البارزة والخفية " : النية محلها القلب ولا محل لها في اللسان في جميع الأعمال ، ولهذا كان مَن نطق بالنية عند إرادة الصلاة أو الصوم أو الحج أو الوضوء أو غير ذلك مِن الأعمال كان مبتدعا ، قائلا في دين الله ما ليس منه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ ويصلي ويتصدق ويصوم ويحج ولم يكن ينطق بالنية ، لم يكن يقول : اللهم إني نويت أن أتوضأ ، اللهم إني نويت أن أصلي ، اللهم إني نويت أن أتصدق ، اللهم إني نويت أن أصوم ، اللهم إني نويت أن أحج ، ما كان يقول هذا ، وذلك لأن النية محلها القلب ، والله عز وجل يعلم ما في القلب ولا يخفى عليه شيء ، كما قال الله تعالى في الآية التي ساقها المؤلف : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) .
ويجب على الإنسان أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى في جميع عباداته ، وألا ينوي بعبادته إلا وجه الله والدار الآخرة ، وهذا هو الذي أمر الله به في قوله : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) أي : مخلصين له العمل ((ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ، وينبغي أن يستحضر النية ، أي : نية الإخلاص في جميع العبادات ، فينوي مثلا الوضوء وأنه توضأ لله ، وأنه توضأ امتثالا لأمر الله ، فهذه ثلاثة أشياء : نية العبادة ، ونية أن تكون لله ، ونية أنه قام بها امتثالا لأمر الله ، هذا أكمل شيء في النية ، كذلك في الصلاة تنوي الصلاة وأنها الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر أو ما أشبه ذلك ، وتنوي أنك إنما تصلي لله عز وجل لا لغيره ، لا تصلي رياء ولا سمعة ، لا لتمدح على صلاتك ، ولا لتنال شيئا من المال أو الدنيا ، ثالثا : تستحضر أنك تصلي امتثالا لأمر ربك ، حيث قال : (( أقم الصلاة )) (( فإذا اطمئننتم فأقيموا الصلاة ))، (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )) إلى غير ذلك من الأوامر .
وذكر المؤلف رحمه الله عدة آيات كلها تدل على أن النية محلها القلب ، وأن الله سبحانه وتعالى عالم بنية العبد ، ربما يعمل العبد عملا يظهر أمام الناس أنه عملٌ صالح وهو عمل فاسد أفسدته النية ، لأن الله تعالى يعلم ما في القلب ، ولا يجازى الإنسان يوم القيامة إلا على ما في قلبه ، لقول الله تعالى : (( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ )) يعني : يوم تختبر السرائر البواطن القلوب ، كقوله : (( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )) ففي الآخرة يكون الثواب والعقاب والعمل والاعتبار بما في القلب ، أما في الدنيا فالعبرة بما ظهر ، فيُعامل الناس بظواهر أحوالهم ، ولكن هذه الظواهر إن وافقت ما في البواطن ، صلح ظاهره وباطنه ، وسريرته وعلانيته ، وإن خالف فصار القلب منطويا على نية فاسدة -نعوذ بالله- فما أعظم خسارته ، يعمل ويتعب ولكن لا حظ له في هذا العمل ، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله قال : أنا أغني الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه ) ، فاللهَ اللهَ أيها الإخوة بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى .
واعلم أن الشيطان قد يأتيك عند إرادة عمل الخير فيقول لك : إنك إنما تعمل هذا رياء ، فيحبطك ، يحبط همتك ويثبطك ، ولكن لا تلتفت إلى هذا، لا تطعه ، اعمل ولو قال لك : إنما تعمل رياء أو سمعة ، لأنك لو سئلت هل أنت الآن تعمل هذا العمل رياء أو سمعة ؟ قلت : لا ، إذن فهذا الوسواس الذي أدخله الشيطان في قلبك لا تلتفت له ، افعل الخير ولا تقل : إني أرائي أو ما أشبه ذلك ، والله الموفق .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
2 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : "... باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية قال الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) ، وقال تعالى : (( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )) ، وقال تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه . " .
3 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه . " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : "... وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) ... " .
لما كان هذا الباب في الإخلاص ، إخلاص النية لله عز وجل ، وأنه ينبغي أن تكون النية المخلَصَة لله في كل قول وفي كل فعل وعلى كل حال ، وذكر المؤلف مِن الآيات من يتعلق بهذا المعنى ، ذكر رحمه الله مِن الأحاديث ما يتعلق به أيضا ، وصدَّر هذا بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الذي قال فيه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ) ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ) : هاتان جملتان اختلف العلماء رحمهم الله فيهما : فقال بعض العلماء : إنهما جملتان بمعنى واحد ، وأن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولى ، ولكنَّ هذا ليس بصحيح ، وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيسا لا توكيدا ، ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقا عظيما : فالأولى سبب ، والثانية نتيجة ، الأولى سبب يبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار فلا بد فيه من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار يعمل عملا إلا بنية ، حتى قال بعض العلماء : " لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق " ، وهذا صحيح ، كيف تعمل وأنت عاقل بعقلك ، وأنت مختار غير مكره ، كيف تعمل عملا بلا نية ؟! هذا مستحيل ، لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي النية ، إذن فالجملة الأولى معناها : أنه ما مِن عامل إلا وله نية ، ولكن النيات تختلف اختلافا عظيما ، وتتباين تباينا بعيدا كما بين السماء والأرض ، من الناس مَن نيته في القمة ، في أعلى شيء ، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء ، حتى إنك لترى الرجلين يعملان عملا واحدا يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه وفي الحركات والسكنات والأقوال والأفعال ، وبينهم كما بين السماء والأرض ، كل ذلك باختلاف النية ، إذن الأساس أنه ما من عمل إلا بنية ، ولكن النيات تختلف وتتباين ، نتيجة ذلك قال : ( وإنما لكل امرىء ما نوى ) : كل امرئ له ما نوى إن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصُل وقد لا تحصل : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) ما قال : عجلنا له ما يريد ، (( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ )) لا ما يشاء هو ، (( لمن نريد )) : لا لكل إنسان ، فقيد المعجَّل والمعجَّل له ، المعجل الذي أراده الإنسان ، والمعجل له إذن مِن الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ، ومنهم من يعطى شيئا منه منهم من لا يعطى شيئا أبدا هذا معنى قوله : (( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) ، أما : (( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً )) : لا بد أن يجني ثمرات هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة ، إذن : ( إنما لكل امرئ ما نوى ) وهذه الجملة والتي قبلها ميزان لكل عمل ، لكنه ميزان الباطن ، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها : ( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) : ميزان للأعمال الظاهرة ، ولهذا قال أهل العلم : " هذان الحديثان يجمعان الدين كله : حديث عمر : ( إنما الأعمال بالنيات ) ميزان للباطن ، وحديث عائشة : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ) ميزان للظاهر " .
4 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : "... وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " .
وهنا قال : ( إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فلماذا ؟ قيل : لطول الكلام ، لأنه إذا قال : فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها صار الكلام طويلا ، فقال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) وقيل : بل لم ينصَّ عليهما احتقارا لهما ، وإعراضا عن ذكرهما ، فلأنهما حقيران أي : الدنيا والزوجة ، ونية الهجرة التي هي من أفضل الأعمال لإرادة الدنيا والمرأة نية منحطة سافلة قال : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فلم يذكر ذلك احتقارا ، وعلى كل حال سواء هذا أو هذا أو الجميع فإن هذا الذي نوى بهجرته الدنيا أو المرأة التي ينكحها لا شك أن نيته سافلة منحطة هابطة ، بخلاف الأول الذي هاجر إلى الله ورسوله ، والهجرة أنواع ربما نتكلم عليها إن شاء الله في الدرس القادم ، والله الموفق .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى : " عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )، متفق عليه " .
الشيخ : زين ، زين .
5 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " .
6 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " .
سبق لنا الكلام على حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، وبينا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لذلك مثلاً بالهجرة ، وهي ترك الإنسان بلده بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، وأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أراد بذلك ضرب المثل دون الحصر ، يعني فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت صلاته لله ، ومن كان صومه لله ، ومن كان حجه لله ، كل العبادات حسب إرادة الإنسان ونيته ، إن فعلها لله عز وجل فهذا هو المخلص الموحد ، وإن فعلها لغير الله فتقرب لعباد الله بما يتقرب به إلى الله ، فهذا مشرك ، وقد يصل إلى حد الشرك الأكبر ، وإن أراد بذلك الدنيا فهو أيضا حابطٌ عملُه .
ووعدنا أننا نتكلم عن الهجرة ، فالهجرة تكون للعمل وتكون للعامل وتكون للمكان .
أما هجرة المكان : فأن ينتقل الإنسان من مكان تكثر فيه المعاصي ويكثر فيه الفسوق وربما يكون بلد كفر إلى بلد لا يوجد فيه ذلك ، وأعظمه الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، وقد ذكر أهل العلم أنه يجب على الإنسان أن يهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام إذا كان غير قادر على إظهار دينه ، وأما إذا كان قادرا على إظهار دينه ولا يُعارَض إذا أقام شعائر الإسلام فإن الهجرة لا تجب عليه ولكنها تستحب ، وبناء على ذلك : يكون السفر إلى بلد الكفر أعظم مِن البقاء فيه ، فإذا كان بلد الكفر الذي كان وطنَ الإنسان إذا لم يستطع إقامة دينه فيه وجب عليه مغادرته والهجرة منه ، فكذلك إذا كان الإنسان مِن أهل الإسلام ومن بلاد المسلمين فإنه لا يجوز له أن يسافر إلى بلد الكفر لما في ذلك مِن الخطر على دينه وعلى أخلاقه ، ولما في ذلك من إضاعة ماله ، ولما في ذلك من تقوية اقتصاد الكفار ، ونحن مأمورون بأن نغيض الكفار بكل ما نستطيع ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ))، وقال تعالى : (( وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )) : فالكافر أيا كان ، سواء كان من النصارى أو من اليهود أو مِن الملحدين ، وسواء تسمى بالإسلام أم لم يتسم بالإسلام ، الكافر عدو لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعا ، مهما تلبس بما يتلبس به فإنه عدو ، فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلد الكفر إلا بشروط ثلاثة :
الشرط الأول : أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات ، لأن الكفار يوردون على المسلمين شبها ، شبها في دينهم ، شبها في رسولهم ، شبها في كتابهم ، شبها في أخلاقهم ، في كل شيء يوردون الشبه ، ليبقى الإنسان شاكا متذبذبا ومِن المعلوم أن الإنسان إذا شك في الأمور التي يجب فيها اليقين ، فإنه لم يقم بالواجب ، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره الإيمان بهذه يجب أن يكون يقينيا ، فإن شك الإنسان في شيء من ذلك فهو كافر ، فهم -أعني الكفار- يدخلون على المسلمين الشك ، حتى إن بعضهم يصرح ، بعض زعمائهم قال : " لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى ، ولكن يكفي أن تشككوه في دينه ، لأنكم إذا شككمتوه في دينه سلبتموه الدين ، وهذا كافي ، فأنتم أخرجوهم من هذه الحظيرة التي فيها الغلبة والعزة والكرامة ويكفي " ، أما أن تحاولوا أن تدخلوه دين النصارى المبني على الضلال والسفاهة فهذا لا يمكن لأن النصارى ضالون ، كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وإن كان دين المسيح عليه السلام دين حق ، لكنه دين حق في وقته قبل أن ينسخ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما بعد نسخها ، نسخ شريعة عيسى ، فإن الهدى والحق فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم محمد ، لابد أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات .
الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يحميه مِن الشهوات ، لأن الإنسان الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلى بلاد الكفر انغمس ، لأنه يجد زهرة الدنيا ، شهوات : سكر زنا لواط ، كل إجرام موجود في بلاد الكفر ، فإذا ذهب إلى هذه البلاد فإنه يُخشى عليه أن ينزلق في هذه الأوحال ، إلا إذا كان عنده دين يحميه ، فلا بد أن يكون عند الإنسان دين يحميه مِن الشهوات .
الشرط الثالث : أن يكون محتاجا إلى ذلك ، مثل أن يكون مريضا يحتاج إلى السفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء ، أو يكون محتاجا إلى علم لا يوجد في بلد الإسلام تخصصٌ فيه ، فيذهب هناك يتعلم ، أو يكون إنسان محتاجا إلى تجارة يذهب يتجر ويرجع ، المهم أنه لابد أن يكون هناك حاجة ، ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلاد الكفر من أجل السياحة فقط ، أرى أنهم آثمون ، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم ، وإضاعة لمالهم ، وسيحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكانا يتفسحون فيه ، أو يتنزهون فيه ، حين لا يجدون إلا أعمالهم ، لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم ويتلفون أموالهم ويفسدون أخلاقهم ، وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم ، ومن عجبي أن هؤلاء يذهبون إلى بلاد الكفر التي لا يُسمع فيها صوت مؤذن ولا ذكر ذاكر ، وإنما يسمع فيها أبواق اليهود ونواقيس النصارى ، ثم يبقون فيها مدة ، هُم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم فيحصل في هذا شر كثير نسأل الله العافية والسلامة ، وهذا من البلاء ، هذا من البلاء الذي يحلُّ الله به النكبات ، والنكبات التي تأتينا والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي ، كلها بسبب الذنوب والمعاصي : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )) نحن غافلون ، نحن آمنون في بلادنا كأن ربنا غافل عنا ، كأنه لا يعلم ، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته والناس يُعصرون في هذه الحوداث ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله ، ولقد قال الله تعالى : (( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) أخذناهم بالعذاب ونزل بهم ، ومع ذلك ما استكانوا إلى الله وما تضرعوا إليه بالدعاء ، ولا خافوا من سطوته ، ولكن قست القلوب نسأل الله العافية ، وماتت ، حتى أصبحت الحوادث المصيرية أصبحت تمر على القلب وكأنها ماء بارد ، نعوذ بالله من قسوة القلب وموت القلب ، وإلا والله لو كان الناس في عقل وفي صحوة وفي قلوب حية ما صاروا على هذا الوضع الذي نحن عليه الآن ، مع أننا في وضع يعتبر في حال حرب حرب مدمرة مهلكة ، حرب غازات الأعصاب والجنون وغير ذلك ، ومع هذا ما تجد أحدا حرك ساكنا إلا أن يشاء الله ، هذا لا شك أنه خطر ، إن أناسا في هذه الظروف العصيبة ذهبوا بأهليهم يتنزهون في بلاد الكفر وفي بلاد الفسق وفي بلاد المجون والعياذ بالله ، أقول مرة ثانية : إن الهجرة من بلد الكفر الذي لا يستطيع الإنسان أن يقيم فيه دينه واجبة ، وإن كان يستطيع أن يقيم دينه فهي سنة ، وأقول : لا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلد الكفر إلا بثلاثة شروط :
الشرط الأول : علم يدفع به الشبهات .
الشرط الثاني : دين يحميه عن الشهوات .
والثالث : حاجة تدعو إلى ذلك .
لكن قد يقول قائل : ماذا تقول لو سافر إنسان إلى بلد الكفر للدعوة إلى الإسلام ؟ هل يجوز هذا ؟
نقول : نعم ، يجوز إذا كان له أثر وتأثير هناك ، فإن ذلك جائز لأن هذا سفر لمصلحة ، وبلاد الكفر كثير من عوامهم قد عُمِّي عليهم الإسلام لا يدرون عن الإسلام شيئا ، بل قد ضللوا وقيل لهم : إن الإسلام دين دين وحش وهمجية ورَعَاع ، ولاسيما إذا سمع الغرب بمثل هذه الحوادث التي حصلت على أيدي من يقولون : إنهم مسلمون ، سيقولون : أين الإسلام ؟ ! أين الإسلام هذه وحشية ، وحوش ضارية ، يعدو بعضهم على بعض ، ويأكل بعضهم بعضا فينفر الناس من المسلمين ومن الإسلام بسبب أفعال المسلمين ، نسأل الله أن يهدينا جميعا صراطَه المستقيم ، هذا نوع من الهجرة ويأتي إن شاء الله الهجرة هجرة العامل ، وهجرة العمل .
7 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " . مع بيان أقسام الهجرة وأنواع الهجر المشروع .
تقدم الكلام على الهجرة وأنها هجرة المكان ، وهجرة العمل ، وهجرة العامل وسبق الكلام على هجرة المكان ، أما هجرة العمل : " فأنْ يهجر الإنسان ما نهاه الله عنه من المعاصي والفسوق " ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما حرم الله عليه ) ، فتهجر كل ما حرم الله عليك ، سواء كان مما يتعلق بحقوق الله ، أو مما يتعلق بحقوق عباد الله ، فتهجر السب والشتم والقتل والغِش وأكل المال بالباطل وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام ، وكل شي حرم الله عليك تهجره ، حتى لو أن نفسك دعتك إلى هذا وألحت عليك فاذكر أن الله حرم ذلك حتى تهجره وتبعد عنه .
أما هجرة العامل : فإن العامل قد تجب هجرته أحيانًا ، قال أهل العلم : مثل الرجل المجاهر بالمعصية الذي لا يبالي بها فإنه يشرع هجره إذا كان في هجره فائدة ومصلحة ، والمصلحة والفائدة أنه إذا هُجر عرف قدر نفسه ورجع عن المعصية ، مثال ذلك : رجل معروف بالغِش في البيع والشراء ، فيهجره الناس فإذا هجروه تاب من هذا ورجع وندم ، ورجل ثاني يتعامل بالربا فيهجره الناس ولا يسلمون عليه ولا يكلمونه فإذا عرف هذا خجل من نفسه وعاد إلى صوابه ، ورجل ثالث وهو أعظمهم : لا يصلي فهذا مرتد كافر والعياذ بالله يجب أن يهجر فلا يرد عليه السلام ، ولا يسلم عليه ، ولا تجاب دعوته حتى إذا عرف نفسه ورجع إلى الله وعاد إلى الإسلام انتفع بذلك ، أما إذا كان الهجر لا يفيد ولا ينفع وهو من أجل معصية لا من أجل كفر ، لأن الهجر إذا كان للكفر فإنه يهجر الكافر المرتد على كل حال ، أفاد أم لم يفد ، لكن صاحب المعصية التي دون الكفر إذا لم يكن في هجره مصلحة فإنه لا يحل هجره ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يحل لرجل أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ، ومن المعلوم أن المعاصي التي دون الكفر عند أهل السنة والجماعة لا تخرج من الإيمان ، فيبقى النظر بعد ذلك هل الهجر مفيد أو لا ؟ إن أفاد وأوجب أن يَدَع الإنسان معصيته ، فإنه يهجر ، ودليل ذلك قصة كعب بن مالك رضي الله عنه ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، فهجرهم النبي عليه الصلاة والسلام ، وأمر المسلمين بهجرهم لكنهم انتفعوا في ذلك انتفاعا عظيما ، انتفعوا ولجؤوا إلى الله ، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وأيقنوا ألا ملجأ من الله إلى إليه فتابوا وتاب الله عليهم ، فهذه أنواع الهجرة : هجرة المكان ، وهجرة العمل ، وهجرة العامل .
8 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه ... " . مع بيان أقسام الهجرة وأنواع الهجر المشروع . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ،كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " .
المهم أن الكعبة غزيت من قبل اليمن في جيش عظيم يقوده هذا الفيل العظيم ليهدم الكعبة ، فلما وصلوا إلى المغمَّس أبى الفيل أن يمشي وحَرَن ، انتهروه ولا فيه فائدة ، فبقوا هناك انحبسوا فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، أبابيل يعني : جماعات كثيرة ، طيور أرسلها الله عز وجل ، كل طير يحمل حجرا قد أمسكه برجله ، ثم يرسله على الواحد منهم حتى يضربه مع هامته ويخرج من دبره ، (( فجعلهم كعصف مأكول )) : كأنه زرع أكلته البهائم ، اندكوا في الأرض وفي هذا يقول أمية بن الصَّلت :
" حبسَ الفيلَ في المـُغمَّسِ *** حتى ظَلَّ يَحبو كَأَنَّهُ مكبولُ " ،
فحمى الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم ، الذي جاء ليهدم بيت الله وقد قال الله عز وجل : (( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) ، في آخر الزمان يغزو قومٌ الكعبة ، قوم جيش عظيم ، ( جيشٌ الكعبة ، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض ) : يعني بأرض واسعة متسعة ، ( خَسَفَ الله بأولهم وآخرهم ) : خسف ، خسف ، خُسِفت بهم الأرض وساخوا فيها هم وأسواقهم وكل من معهم ، وفي هذا دليل على أنه جيش عظيم ، لأن معهم أسواقهم ، البيع والشراء وغير ذلك ، فيخسف الله بأولهم وآخرهم ، لما قال هذا ورد على خاطر عائشة رضي الله عنها سؤال : ( كيف يُخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ) ؟ أسواقهم الذين جاؤوا للبيع والشراء ، ما جاؤوا لقصد سيء لغزو الكعبة ، وفيهم ناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُخسف بأولهم وآخرهم -وأسواقهم ومن ليس منهم- ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم ) ، كلٌ له ما نوى ، وهذا فرد من أفراد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، وفي هذا الحديث عِبرَة .
9 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ) . قالت : قلت : يا رسول الله ،كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟! قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) متفق عليه . هذا لفظ البخاري ... " . أستمع حفظ