قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المراقبة . قال الله تعالى (( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) وقال الله تعالى (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقال تعالى (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) وقال تعالى (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) والآيات في الباب كثيرة معلومة . ... " .
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب المراقبة : قال الله تعالى : (( الذي يراك حين تقوم وتقلُبَك في الساجدين )) ، وقال الله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) ، وقال تعالى : (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ، وقال تعالى : (( إن ربك لبالمرصاد )) ، وقال تعالى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) والآيات في الباب كثيرة معلومة " .
1 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المراقبة . قال الله تعالى (( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) وقال الله تعالى (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقال تعالى (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) وقال تعالى (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) والآيات في الباب كثيرة معلومة . ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المراقبة . قال الله تعالى (( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) ... " .
لما ذكر المؤلف -رحمه الله- باب الصدق ، وذكر الآيات والأحاديث الواردة في ذلك ، أعقب هذا بباب المراقبة ، المراقبة لها وجهان : الوجه الأول : أن تراقب الله عز وجل ، والوجه الثاني : أن الله تعالى رقيب عليك ، كما قال تعالى : (( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً )) .
أما مراقبتك لله : فأن تعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم كلما تقوم به من أقوال وأفعال واعتقادات ، كما قال الله تعالى : (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )) : يراك حين تقوم يعني في الليل حين يقوم الإنسان في مكان خال لا يطلع عليه أحد ، فالله سبحانه وتعالى يراه ، حتى لو كان في أعظم ظلمة وأحلك ظلمة فإن الله تعالى يراه ، (( وتقلبك في الساجدين )) : يعني وأنت تتقلب في الذين يسجدون لله تعالى في هذه الساعة ، يعني تقلبك فيهم أي : معهم ، فإن الله سبحانه وتعالى يرى الإنسان حين قيامه وحين سجوده ، وذكر القيام والسجود ، لأن القيام في الصلاة أشرف من السجود بذكره ، والسجود أفضل من القيام بهيئته ، كيف كان القيام أفضل من السجود بذكره ؟! لأن الذكر المشروع في القيام هو قراءة القرآن ، والقرآن أفضل الكلام . أما السجود فهو أشرف من القيام بهيئته ، لأن الإنسان الساجد أقرب ما يكون من ربه عز وجل كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ، ولهذا أمرنا أن نكثر من الدعاء في السجود .
كذلك من مراقبتك لله أن تعلم أن الله يسمعك بأي قول قلت ، أي قول تقوله فإن الله تعال يسمعه ، قال الله تعالى : (( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )) ، ومع هذا فإن الذي تتكلم به خيرا كان أم شرا معلَناً أم مُسَرًا فإنه يكتب عليك ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) فراقب هذا ، راقب هذا الأمر ، إياك أن تخرج من لسانك قولا تحاسب عليه ويوم القيامة ، اجعل دائما لسانك يقول الحق أو يصمت ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
الثالث : أن تراقب الله تعالى في سرك ، في قلبك ، ماذا في قلبك ؟! شرك بالله رياء انحرافات حقد على المؤمنين بغضاء كراهية محبة للكافرين وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل ، راقب قلبك ، تفقده دائما ، فإن الله يقول : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه )) قبل أن ينطق به ، فراقب الله في هذه المواضع الثلاث : في فعلك في قولك في سريرتك في قلبك ، حتى يتم لك المراقبة ، ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) : اعبد الله كأنك تراه كأنك تشاهده رأي عين ، فإن لم تكن تراه فانزل إلى المرتبة الثانية : فإنه يراك ، فالأول : عبادة رغبة وطمع أن تعبد الله كأنك تراه ، والثاني : عبادة رهبة وخوف ولهذا قال : ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، فلابد من أن يراقب الإنسان ربه هذه واحدة .
ثانيا : تعلم أن الله تعالى رقيب عليك ، أي شيء تقوله أو تفعله أو تضمره في سرك فالله تعالى عليم به ، وقد ذكر المؤلف رحمه الله من الآيات ما يدل على هذا ، فبدأ بالآية التي ذكرناها وهي قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إنه هو السميع العليم )) ، وقال تعالى : (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) شيء : نكرة في سياق النفي ، النفي أين هو ؟ (( لا يخفى )) نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء ، كل شيء لا يخفى على الله في الأرض ولا في السماء ، وقد فصل الله هذا في قوله تبارك وتعالى : (( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) قال العلماء : إذا كانت الأوراق الساقطة يعلمها فكيف بالأوراق النامية التي ينبتها ويخلقها ، فهو بها أعلم عز وجل ، أما قوله : (( ولا حبة في ظلمات الأرض )) حبة : نكرة في سياق النفي ، (( وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ )) نكرة في سياق النكرة المؤكد بمن ، إذًا يشمل كل حبة صغيرة كانت أو كبيرة ، ولنفرض أن حبة صغيرة في ظلمات الأرض ، ظلمات الأرض خمسة أنواع : لنفرض أن حبة صغيرة منغرزة في طين في قاع البحر ، فالظلمة الأولى الطين المنغمرة فيه .
الثانية : ظلمة الماء في البحر .
الثالثة : ظلمة الليل .
الرابعة : ظلمة السحاب المتراكم .
الخامسة : ظلمة المطر النازل ، خمس ظلمات فوق هذه الحبة الصغيرة والله عز وجل يعلمها : (( وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) : مكتوب ، بيّن ظاهر معلوم عند رب العالمين عز وجل ، إذًا من كان هذا سعة علمه فعلى المؤمن أن يراقب الله سبحانه وتعالى ، وأن يخشاه بالسر كما يخشاه في العلانية ، بل الموفق الذي يجعل خشية الله في السر أعظم وأقوى من خشيته في العلانية ، لأن خشية الله في السر أقوى في الإخلاص ، ليس عندك أحد ، لكن خشية الله في العلانية ربما يقع في قلبك الرياء ، ومراءاة الناس ، فاحرص يا أخي المسلم أقوله لنفسي ثم لكم على أن نراقب الله عز وجل ، نقوم بطاعته امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه ، ونسأل الله العون على ذلك ، إن لم يعنا الله فإننا مخذولون ، كما قال تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) : مع الهداية ، فإذا وفق العبد للعبادة والاستعانة في إطار الشريعة فهذا هو الذي أنعم الله عليه : (( إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم )) : لابد أن تكون العبادة في نفس هذا الصراط المستقيم ، وإلا كانت ضررا على العبد .
فهذه ثلاثة أمور هي منهج الذين أنعم الله عليهم ، ولهذا قال : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) اللهم صل على محمد .
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : نقل المؤلف : " باب المراقبة : قال الله تعالى : (( الذي يراك حين تقوم وتقلُبَك في الساجدين )) ، وقال الله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) ، وقال تعالى : (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ، وقال تعالى : (( إن ربك لبالمرصاد )) ، وقال تعالى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) ، والآيات في الباب كثيرة معلومة " .
2 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المراقبة . قال الله تعالى (( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال الله تعالى (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقال تعالى (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ... " .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب المراقبة " أي : مراقبة الإنسان لربه ، وهو شامل -كما سبق- شامل لأمرين : أحدهما أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليك ، لا يخفى عليه شيء من أمرك لا في السراء ولا في الضراء ولا في السر ولا في العلانية ، على كل حال . الثاني : أن تراقب ربك أنت بحيث تقوم بطاعته امتثالا للأوامر واجتنابا للنواهي ، وإلى هذين المعنيين يشير قوله صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل عن الإحسان قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، وسبق لنا الكلام على قوله تعالى : (( الذي يراك حين تقوم وتقلبَكَ في الساجدين )) .
ثم قال المؤلف -رحمه الله- : " وقوله : (( وهو معكم أين ما كنتم )) " : هو الضمير يعود على الله ، يعني أن الله سبحانه وتعالى مع عباده أين ما كانوا في بر أو بحر أو جو ، وفي ظلمة وفي ضياء وفي أي حال ، هو معكم أين ما كنتم في أي مكان كنتم من بَر أو بحر أو جو أو غير ذلك ، وهذا يدل على كمال إحاطته عز وجل ، كمال إحاطته بنا عِلما وقدرة وسلطانا وتدبيرا وغير ذلك ، ولا يعني أنه سبحانه وتعالى معنا في نفس المكان الذي نحن فيه ، لأن الله فوق كل شيء كما قال تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) ، وقال : (( وهو القاهر فوق عباده )) ، وقال تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) ، وقال : (( وهو العلي العظيم )) ، وقال : (( سبح اسم ربك الأعلى )) ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أنه سبحانه وتعالى فوق كل شيء ، لكنه عز وجل ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ، هو عليٌّ في دُنوّه قريب في علوه جل وعلا ، كما قال تعالى : (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )) ، ولكن يجب أن نعلم أنه ليس في الأرض ، لأننا لو توهمنا هذا لكان فيه إبطال لعلو الله سبحانه وتعالى ، وأيضا فإن الله تعالى لا يسعه شيء من مخلوقاته : (( وسع كرسيه السماوت والأرض )) ، الكرسي محيطٌ بالسموات والأرض كلها ، والكرسي هو موضع القدمين قدمي الرحمن عز وجل ، والعرش أعظم وأعظم ، كما جاء في الحديث : ( أن السموات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ) : إيش الحلقة ؟ حلقة المغفر الصغيرة ، ألقيت في فلاة من الأرض : في مكان متسع ، نسبة هذه الحلقة إلى الأرض الفلاة ليست بشيء ، قال : ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) : أعظم وأعظم فما بالك بالخالق جل وعلا ، الخالق سبحانه وتعالى لا يمكن أن يكون في الأرض ، لأنه سبحانه وتعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ، (( وهو معكم أين ما كنتم )) : واعلم أنَّ المعية التي أضافها الله إلى نفسه تنقسم بحسب السياق والقرائن : فتارة يكون مقتضاها الإحاطة بالخلق عِلما وقدرة وسلطانا وتدبيرا وغير ذلك ، مثل هذه الآية : (( وهو معكم أين ما كنتم )) ومثل قوله تعالى : (( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أين ما كانوا )) .
وتارة يكون المراد بها التهديد والإنذار كما في قوله تعالى : (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً )) فإن هذا تهديد وإنذار لهم أن يبيتوا ما لا يرضى من القول يكتمونه عن الناس يظنون أن الله لا يعلم ، والله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء ، وتارة يراد بها النصر والتأييد والتثبيت وما أشبه ذلك ، مثل قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) ، وكما في قوله تعالى : (( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )) ، والآيات في هذا كثيرة ، وهذا القسم وهو الثالث من أقسام المعية تارة يضاف إلى المخلوق بالوصف ، وتارة يضاف إلى المخلوق بالعين ، تارة يضاف إلى المخلوق بالوصف ، وتارة يضاف إلى المخلوق بالعين : يعني بعينه (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) : هذا مضاف إلى المخلوق بإيش ؟
الطالب : بالوصف .
الشيخ : بالوصف ، (( مع الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) أي إنسان يكون كذلك فالله معه .
وتارة يكون مضافا إلى المخلوق بالعين بعين الشخص مثل قوله تعالى : (( إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )) : هذا مضاف إلى الشخص بعينه ، معية هذه للرسول عليه الصلاة والسلام وأبي بكر رضي الله عنه ، هما في الغار ، لما قال أبو بكر للرسول عليه الصلاة والسلام : ( يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ) : لأن قريشًا كانت تطلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر بكل جد ، ما من جبل إلا صعدت عليه ، وما من واد إلا هبطت فيه ، وما من فلاة إلا بحثت ، وجعلت لمن يأتي بالرسول عليه الصلاة والسلام وأبي بكر مئتي بعير ، مئة للرسول ومئة لأبي بكر ، وتعب الناس يطلبونهما ، ولكن الله معهم ، حتى وقفوا على الغار ، وقفوا على الغار يقول أبو بكر : ( لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا ، فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام : لا تحزن إن الله معنا ، فما ظنك باثنين الله ثالثهما ) : والله ظننا أنه لا يغلبهما أحد ولا يقدر عليهما أحد ، وفعلا هذا الذي حصل ما رأوهما ، ما رأوهما مع عدم المانع ، ما في مانع ، لا فيه عش كما يقولون ، ولا فيه حمامة وقعت على الغار ، ولا فيه شجرة نبتت في فم الغار ، ما فيه إلا عناية الله عز وجل الله معهما ، وكما في قوله تعالى لموسى وهارون لما أمر الله موسى وأرسله إلى فرعون هو وهارون : (( قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى )) الله أكبر !! (( إِنَّنِي مَعَكُمَا )) : إذا كان الله معهما هل يمكن أن يضرهما فرعون وجنوده ؟! لا يمكن ، هذه معية خاصة مقيدة بإيش ؟ بالعين ، (( إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فأتياه )) إلى آخر الآيات .
المهم أنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى مع الخلق لكنه فوق عرشه ، لكنه فوق عرشه ولا يساميه أحد في صفاته ، ولا يدانيه أحد في صفاته ، ولا يمكن أن تورد على ذهنك أو على غيرك : كيف يكون الله معنا وهو في السماء ؟! نقول : الله عز وجل لا يقاس بخلقه ، مع أن العلو والمعية لا منافة بينهما حتى في المخلوق ، فلو سألنا سائل : أين موضع القمر ؟ قلنا : في السماء ، في السماء : (( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً )) أين موضع النجم ؟ في السماء ، واللغة العربية يقول المتكلمون فيها : " ما زلنا نسير والقمر معنا " ، " وما زلنا نسير والنجم معنا " ، مع أن القمر في السماء والنجم في السماء ، لكن هو معنا لأنه ما غاب عنا ، فالله تعالى معنا وهو عل عرشه سبحانه وتعالى فوق جميع الخلق .
طيب ما الذي تقتضيه هذه الآية بالنسبة للأمر المسلكي المنهجي ؟! تقتضي هذه الآية أنك إذا آمنت بأن الله معك فإنك تتقيه وتراقبه لأنه لا يخفى عليه عز وجل حالك ، مهما كنت لا يخفى عليك لو كنت في بيت مظلم ما فيه أحد ، ولا حولك أحد فإن الله تعالى معك ، لكن ليس في نفس المكان إنما هو محيط بك عز وجل ، لا يخفى عليه شيء من أمرك ، فتراقب الله وتخاف الله وتقوم بطاعته وتترك مناهيَه ، والله الموفق .
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب المراقبة : قال الله تعالى : (( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) ، وقال الله تعالى : (( وهو معكم أين ما كنتم )) ، وقال تعالى : (( إنَّ الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ، وقال تعالى : (( إن ربك لبالمرصاد )) ، وقال تعالى : (( يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور )) ، والآيات في الباب كثيرة معلومة .
وأما الأحاديث فالأول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم ، إذ طَلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه .
وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) " .
3 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال الله تعالى (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقال تعالى (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ... " . أستمع حفظ
تتمة قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " .
4 - تتمة قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " .
هذا الباب باب المراقبة ذكر فيه المؤلف -رحمه الله- خمس آيات من كتاب الله عز وجل ، تقدم الكلام منها على ثلاث آيات ، أما الآية الرابعة فهي قوله تعالى : (( إن ربك لبالمرصاد )) : وهذه الآية ختم الله بها ما ذكره من عقوبة عادٍ (( إرم ذات العماد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد ، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ، وفرعون ذي الأوتاد ، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد )) ، فبين عز وجل أنه بالمرصاد لكل طاغية ، وأن كل طاغية فإن الله تعالى يقسم ظهره ويبيده ولا يبقي له باقية .
5 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " . أستمع حفظ
ذكر قصة عاد قوم هود - عليه السلام - .
فأصابهم لله سبحانه وتعالى بالقحط ، بالقحط الشديد وأمسكت السماء ماءها ، فجعلوا يستسقون يعني يطلبون أو ينتظرون أن الله يغيثهم ، فأرسل الله عليهم الريح العقيم في صباح يوم من الأيام أقبلت الريح ، ريح عظيمة تحمل من الرمال والأتربة ما صار كأنه سحاب مركوم : (( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا )) : حكمة من الله عز وجل ، لم تأتيهم الريح هكذا ، إنما جاءتهم وهم يؤملون أنها غيث ، ليكون وقعها أشد ، شيءٌ أقبل يرجون أن يكون سحابا يسقيهم وإذا به ريح تدمرهم ، فكون العذاب يأتي في حال يتأمل فيها الإنسان كشف الضرر يكون أعظم وأعظم ، مثل ما منّيت شخصا بدراهم ثم سحبتها منه ، صار أشد وأعظم ، لما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ، قال الله تعالى : (( بل هو ما استعجلتم به )) : لأنهم كانوا يتحدون نبيهم ، يقولون : إذا كان عندك عذاب هات العذاب إن كانك صادق ، (( رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ )) : والعياذ بالله ، هاجت عليهم سبع ليال وثمانية أيام ، لأنها بدأت من الصباح وانتهت بالغروب ، فصارت سبع ليال وثمانية أيام حُسومًا متتابعة ، قاطعة لدابرهم والعياذ بالله تحسمهم حسما ، حتى إنها تحمل الواحد منهم إلى عنان السماء ثم ترمي به ، فصاروا كأنهم أعجاز نخل خاوية مثل أعجاز النخل يعني : أصول النخل الخاوية ملتوين على ظهورهم والعياذ بالله كهيئة السجود ، لأنهم يريدون أن يتخلصوا من هذه الريح بعد أن تحملهم وتضرب بهم الأرض ، ولكن لم ينفعهم هذا ، قال الله تعالى : (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ )) ، والعياذ بالله .
ذكر قصة ثمود قوم صالح - عليه السلام - .
ذكر قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون .
حصل له والعياذ بالله هزائم ، هزائم أعظمها الهزيمة التي حصلت للسحرة ، جمع جميع السحرة في بلاده باتفاق مع موسى عليه الصلاة والسلام ، وموسى هو الذي عَين الموعد ، شوف موسى أمام فرعون هو الذي عين الموعد ، مع أن موسى أمام فرعون يعتبر ضعيفا لولا أن الله نصره وأيده ، قال له موسى : (( موعدكم يومُ الزينة وأن يحشر الناس ضحى )) يوم الزينة يعني : يوم العيد لأن الناس يتزينون فيه يلبسون الزينة ، (( وأن يحشر الناس )) يجمعون (( ضحى )) : ما هو في ليل في خفاء ، ضحى ، جمع فرعون جميع ما عنده من السحرة من عظماء السحرة وكبارهم ، واجتمعوا بموسى عليه الصلاة والسلام وألقوا حبالهم وعصيهم ، الحبال معروفة والعصي معروفة ، ألقوها في الأرض فصارت الأرض كلها ثعابين حيات تمشي ، أرهبت الناس كلهم حتى موسى أوجس في نفسه خيفة ، فأيده الله وقال : (( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ )) : ألقى ما في يمينه عصا واحد ، عصا واحد فقط : (( فإذا هي تلقف ما يأفكون )) ، كل الحبال والعصي أكلتها هذه العصا سبحان الله العظيم ، وتعجب أين ذهبت ، العصا ما هي كبيرة حتى تأكل كل هذ الدنيا لكن الله عز وجل على كل شيء قدير ، التهمت الحبال والعصي ، وكان السحرة أعلم الناس بالسحر بلا شك ، عرفوا أن الذي حصل لموسى أو حصل من عصا موسى ليس بسحر ، وأنه آية من آيات الله عز وجل ، فألقي السحرة ساجدين ، وانظر إلى كلمة : ألقي ، كأن هذا السجود صار اندفاعا بلا شعور ،ما قال : سجدوا ، أُلقوا ساجدين ، كأنه من شدة ما رأوا اندفعوا بدون شعور واختيار ، حتى سجدوا مؤمنين بالله ورسوله ، (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ )) توعدهم فرعون واتهمهم ، وهو الذي جاء بهم ، قال : (( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ )) : سبحان الله علمهم السحر وأنت الذي جايبهم ، لكن المكابرة والعياذ بالله تجعل المرء يتكلم بلا عقل ، قال : (( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ )) : أقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ، (( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى )) ، ما الذي قالوا له ؟ (( قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَات )) : ما يمكن نقدمك على ما رأينا من البينات ، أنت كذاب لست برب ، الرب ربُ موسى وهارون (( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ )) : شوف الإيمان إذا دخل القلوب ، رخُصت عليهم الدنيا كلها : (( اقض ما أنت قاض )) سو الذي تريد ، (( إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) : إذا قضيت علينا نفارق الدنيا ، (( إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ )) : لأنه مكرههم يجون ، يقابلون موسى ، (( وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) ، اللهم اجعلنا من المؤمنين الموقنين .
الإيمان إذا دخل القلب واليقين إذا دخل القلب لا يفتته شيء ، وإلا فهم جنود فرعون ، كانوا في أول النهار سحرة كفرة ، وفي آخر النهار مؤمنين بررة يتحدون فرعون ، يتحدونه لِما دخل في قلبهم من الإيمان ، هذه هزيمة نكراء على فرعون لكن مع ذلك ما زال في طغيانه .
في النهاية جمع الناس على أنه سيقضي على موسى ، فخرج موسى في قومه هَرَبًا منه ، متجها بأمر الله إلى البحر الأحمر ، يسمى بحر القُلزُم متجها إليه مشرقا ، تكون مصر إيش ؟ خلفه غربًا ، اتجه ، لما وصل إلى البحر وإذا فرعون بجنوده العظيمة وجحافله القوية خلفهم والبحر أمامهم ، (( قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )) : البحر أمامنا وفرعون وجنوده خلفنا ، أين نفر ؟! قال : (( كلا )) سبحان الله !! كلا لن تدركوا ، (( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) ، اللهم صل وسلم عليه ، هكذا يقين الرسل عليهم الصلاة والسلام في المقامات الحرجة الصعبة تجد عندهم من اليقين ما يجعل الأمر العسير بل الذي يُظن أنه متعذر أمرًا يسرًا سهلا : (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) فلما فوض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ، أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر ، البحر الأحمر ، فضرب البحر بعصاه ضربة واحدة فانفلق البحر اثني عشر طريقا ، لأن بني إسرائيل كانوا اثني عشر قبيلة ، اثني عشر سِبطا : السبط بمعنى القبيلة عند العرب ، لا إله إلا لله ، هذا البحر صار طرقا اثني عشر طريقا ، وكم بقي من مدة من أجل أن ييبس ؟ بلحظة ، يَبس بلحظة (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى )) : فعبر موسى بقومه في أمن وأمان ، الماء بين هذه الطرق مثل الجبال ، كأنه جبل واقف ، وأنتم تعلمون أن الماء جوهر سيال ، لكنه بأمر الله صار واقفا كالجبال ، حتى إن بعض العلماء قال : " إن الله سبحانه وتعالى جعل في كل طود من هذه المياه ، جعل فيها فرجة حتى ينظر بنو إسرائيل بعضهم إلى بعض ، لئلا يظنوا أن أصحابهم قد هلكوا وغرقوا " ، من أجل أن يطمئنوا ، فلما انتهى موسى وقومه خارجين ، دخل فرعون وقومه فلما تكاملوا أمر الله البحر أن يعود على حاله ، فانطبق عليهم ، وكان بنو إسرائيل من شدة خوفهم مِن فرعون وقع في نفوسهم أن فرعون لم يغرق ، فأظهر الله جسد فرعون على سطح الماء قال : (( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) : حتى شاهدوه بأعينهم واطمأنوا أن الرجل قد هلك ، فتأمل يا أخي هؤلاء الأمم الثلاثة الذين هم في غاية الطغيان كيف أخذهم الله عز وجل وكان لهم بالمرصاد ، وكيف أهلكوا بمثلما يفتخرون به ، عاد قالوا : من أشد منا قوة أهلكوا بماذا ؟ بالريح لطيفة سهلة .
قوم صالح أهلكوا بالرجفة والصيحة .
فرعون أهلك بالماء بالغرق ، وكان يفتخر بالماء يقول لقومه : (( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ )) يعني موسى (( وَلا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ )) فأغرقه الله تعالى بالماء ، فهذه جملة ما تشير إليه هذه الآية الكريمة : (( إن ربك لبالمرصاد )) ، واسمحوا لنا إن أطلنا عليكم ، لأن المقام يقتضي ذلك ، والله أعلم .