شرح رياض الصالحين-11b
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر أركان الصلاة من الركوع والسجود . . .
الشيخ : أن الجبهة والقدمين في مكان واحد في مكان واحد وهذا غاية ما يكون من التنزيل ولهذا تقول " سبحان ربي الأعلى " أي أنزه ربي الأعلى الذي هو فوق كل شيء عن كل سفل ونزول أما أنا فأنا منزل رأسي وأشرف أعضائي إلى محل القدمين مداس القدمين فتقول سبحان ربي الأعلى تكررها ما شاء الله ثلاثا أو أكثر حسب الحال وتقول " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " وتقول " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " وتكثر من الدعاء بما شئت من أمور الدين ومن أمور الدنيا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثر من الدعاء بما شئت ) سؤال الجنة التعوذ من النار سؤال العلم النافع عمل صالح إيمان راسخ وهكذا سؤال بيت جميل امرأة صالحة ولد صالح سيارة ما شئت من خير الدين والدنيا لأن الدعاء عبادة ولو في أمور الدنيا قال الله تعالى (( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )) (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) وفي هذه الأيام العصيبة ينبغي أن نطيل السجود وأن نكثر من الدعاء بأن يأخذ الله على أيدي الظالمين المعتدين ونلح ولا نستبطئ الإجابة لأن الله حكيم قد لا يجيب الدعوة بأول مرة أو ثانية أو ثالثة من أجل أن يعرف الناس شدة افتقارهم إلى الله فيزدادوا دعاء والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين حكمته بالغة لا نستطيع أن نصل إلى معرفتها ولكن علينا أن نفعل ما أمرنا به من كثرة الدعاء
ويسجد الإنسان بعد الرفع من الركوع يسجد على ركبتيه أولا ثم كفيه ثم جبهته وأنفه ولا يسجد على اليدين أولا لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك بروك البعير ) وبروك البعير يكون على اليدين أولا كما هو مشاهد كل من شاهد البعير إذا بركت يجد أنها تقدم يديها فلا تقدم اليدين فإن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك لأن تشبه بني آدم بالحيوان ولاسيما في الصلاة أمر غير مرغوب فيه لم يذكر الله تشبيه بني آدم بالحيوان إلا في مقام الذم إلا في مقام الذم استمع إلى قول الله تعالى (( واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله )) نعم (( كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )) وقال تعالى (( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا )
فأنت ترى أن التشبيه بني آدم بالحيوان لم يكن إلا في مقام الذم ولهذا نهي المصلي أن يبرك كما تبرك البعير فيقدم يديه بل قدم الركبتين إلا إذا كان هناك عذر كرجل كبير يشق عليه أن ينزل الركبتين أولا فلا حرج أو إنسان مريض أو إنسان في ركبتيه أذى أو ما أشبه ذلك
ولابد أن يكون السجود على الأعضاء السبعة الجبهة والأنف تبع لها والكفين هذه ثلاثة والركبتين هذه خمسة وأطراف القدمين الأصابع هذه سبعة أمرنا أن نسجد عليها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والذي أمرنا ربنا عز وجل فنقول سمعا وطاعة ونسجد على الأعضاء السبعة في جميع السجود ما دمنا ساجدين فلا يجوز أن نرفع شيئا من هذه الأعضاء لابد أن تبقى هذه الأعضاء ما دمنا ساجدين
وفي حال السجود ينبغي ينبغي للإنسان في حال السجود أن يضم قدميه بعضهما إلى بعض لا يفرج يضم القدمين بعضهما إلى بعض أما الركبتان فلم يرد فيهما شيء فتبقى على ماهي عليه على الطبيعة
وأما اليدان فتكون على حذو المنكبين يعني الكتفين أو تكون تقدمها قليلا حتى تسجد بينهما يعني ففيها صفتين في الكفين، الكفان لها صفتان:
الصفة الأولى أن تردها قليلا حتى تكون على حذاء الكتف
والصفة الثانية أن تقدمها قليلا حتى تكون على حذاء الجبهة كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي أيضا أن تجافي عضديك عن جنبيك وأن ترفع ظهرك ارفع ظهرك وجاف اليدين عن المنكبين إلا إذا كنت في الصف وخفت أن يتأذى جارك من مجافاة العضدين فلا تؤذ جارك لأنه لا ينبغي أن تفعل سنة يتأذى بها أخوك المسلم وتشوش عليه
وقد رأيت بعض الإخوة الذين يحبون أن يطبقوا السنة يمتدون في حال السجود امتدادا طويلا حتى تكاد تقول إنهم منبطحون وهذا لا شك أنه خلاف السنة وهو بدعة بل السنة أن ترفع ظهرك وتعلوليَ فيه وهذه الصفة التي أشرت إليها من بعض الإخوة كما أنها خلاف السنة ففيها إرهاق عظيم للبدن لأن التحمل يكون على الجبهة والأنف في هذه الحال وتجد الإنسان يضجر من إطالة السجود ففيه مخالفة للسنة وفيها تعذيب للبدن فلهذا ينبغي إذا رأيتم أحدا يسجد على هذه الكيفية يعني يمد ظهره أن ترشدوه إلى الحق وتقولوا له هذا ليس بسنة
وينبغي في حال السجود أيضا أن يكون الإنسان خاشعا لله عز وجل مستحضرا علو الله سبحانه وتعالى لأنك ستقول " سبحان ربي الأعلى " أي تنزيها له بعلوه عز وجل عن كل سفلٍ ونزول
ونحن نعتقد بأن الله تعالى عالٍ بذاته فوق جميع مخلوقاته كما قال تعالى (( سبح اسم ربك الأعلى )) وإثبات علو الله في القرآن والسنة أكثر من أن يحصر والإنسان إذا دعا ربه لا يرفع يديه إلا إلى السماء إلى الله عز وجل في السماء فوق كل شيء وقد ذكر الله تعالى أنه استوى على عرشه في سبع آيات من القرآن والعرش أعلى المخلوقات والله فوق العرش جل وعلا والله الموفق
ويسجد الإنسان بعد الرفع من الركوع يسجد على ركبتيه أولا ثم كفيه ثم جبهته وأنفه ولا يسجد على اليدين أولا لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك بروك البعير ) وبروك البعير يكون على اليدين أولا كما هو مشاهد كل من شاهد البعير إذا بركت يجد أنها تقدم يديها فلا تقدم اليدين فإن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك لأن تشبه بني آدم بالحيوان ولاسيما في الصلاة أمر غير مرغوب فيه لم يذكر الله تشبيه بني آدم بالحيوان إلا في مقام الذم إلا في مقام الذم استمع إلى قول الله تعالى (( واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله )) نعم (( كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )) وقال تعالى (( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارا )
فأنت ترى أن التشبيه بني آدم بالحيوان لم يكن إلا في مقام الذم ولهذا نهي المصلي أن يبرك كما تبرك البعير فيقدم يديه بل قدم الركبتين إلا إذا كان هناك عذر كرجل كبير يشق عليه أن ينزل الركبتين أولا فلا حرج أو إنسان مريض أو إنسان في ركبتيه أذى أو ما أشبه ذلك
ولابد أن يكون السجود على الأعضاء السبعة الجبهة والأنف تبع لها والكفين هذه ثلاثة والركبتين هذه خمسة وأطراف القدمين الأصابع هذه سبعة أمرنا أن نسجد عليها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والذي أمرنا ربنا عز وجل فنقول سمعا وطاعة ونسجد على الأعضاء السبعة في جميع السجود ما دمنا ساجدين فلا يجوز أن نرفع شيئا من هذه الأعضاء لابد أن تبقى هذه الأعضاء ما دمنا ساجدين
وفي حال السجود ينبغي ينبغي للإنسان في حال السجود أن يضم قدميه بعضهما إلى بعض لا يفرج يضم القدمين بعضهما إلى بعض أما الركبتان فلم يرد فيهما شيء فتبقى على ماهي عليه على الطبيعة
وأما اليدان فتكون على حذو المنكبين يعني الكتفين أو تكون تقدمها قليلا حتى تسجد بينهما يعني ففيها صفتين في الكفين، الكفان لها صفتان:
الصفة الأولى أن تردها قليلا حتى تكون على حذاء الكتف
والصفة الثانية أن تقدمها قليلا حتى تكون على حذاء الجبهة كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي أيضا أن تجافي عضديك عن جنبيك وأن ترفع ظهرك ارفع ظهرك وجاف اليدين عن المنكبين إلا إذا كنت في الصف وخفت أن يتأذى جارك من مجافاة العضدين فلا تؤذ جارك لأنه لا ينبغي أن تفعل سنة يتأذى بها أخوك المسلم وتشوش عليه
وقد رأيت بعض الإخوة الذين يحبون أن يطبقوا السنة يمتدون في حال السجود امتدادا طويلا حتى تكاد تقول إنهم منبطحون وهذا لا شك أنه خلاف السنة وهو بدعة بل السنة أن ترفع ظهرك وتعلوليَ فيه وهذه الصفة التي أشرت إليها من بعض الإخوة كما أنها خلاف السنة ففيها إرهاق عظيم للبدن لأن التحمل يكون على الجبهة والأنف في هذه الحال وتجد الإنسان يضجر من إطالة السجود ففيه مخالفة للسنة وفيها تعذيب للبدن فلهذا ينبغي إذا رأيتم أحدا يسجد على هذه الكيفية يعني يمد ظهره أن ترشدوه إلى الحق وتقولوا له هذا ليس بسنة
وينبغي في حال السجود أيضا أن يكون الإنسان خاشعا لله عز وجل مستحضرا علو الله سبحانه وتعالى لأنك ستقول " سبحان ربي الأعلى " أي تنزيها له بعلوه عز وجل عن كل سفلٍ ونزول
ونحن نعتقد بأن الله تعالى عالٍ بذاته فوق جميع مخلوقاته كما قال تعالى (( سبح اسم ربك الأعلى )) وإثبات علو الله في القرآن والسنة أكثر من أن يحصر والإنسان إذا دعا ربه لا يرفع يديه إلا إلى السماء إلى الله عز وجل في السماء فوق كل شيء وقد ذكر الله تعالى أنه استوى على عرشه في سبع آيات من القرآن والعرش أعلى المخلوقات والله فوق العرش جل وعلا والله الموفق
1 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر أركان الصلاة من الركوع والسجود . . . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر ركن الطمئنية .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد سبق لنا ما يسر الله من الكلام على إقام الصلاة وذكرنا أنه لابد في السجود من أن يسجد الإنسان على الأعضاء السبعة الجبهة ومنها الأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم ) وذكرها
ومن أركان الصلاة الطمأنينة يعني الاستقرار والسكون في أركان الصلاة يطمئن في القيام وفي الركوع وفي القيام بعد الركوع وفي السجود وفي الجلوس بين السجدتين وفي بقية أركان الصلاة وذلك لما أخرج الشيخان البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن رجلا جاء فدخل المسجد فصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال ارجع فصل فإنك لم تصل ) ارجع فصل فإنك لم تصل يعني لم تصل صلاة تجزئك ( فرجع الرجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع وصلى ولكنه كصلاته الأولى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني ) وهذه هي الفائدة من كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه لأول مرة بل ردده حتى صلى ثلاث مرات من أجل أن يكون متشوفا للعلم مشتاقا إليه حتى يأتيه العلم ويكون كالمطر النازل على أرض يابسة تقبل الماء ولهذا أقسم بأنه لا يحسن غير هذا وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يعلمه لكن فرق بين المطلوب والمجلوب إذا كان هو الذي طلب أن يعلم صار أشد تمسكا وحفظا لما يلقى إليه وتأمل قسمه بالذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحق قال " والذي بعثك بالحق " ولم يقل والله لماذا لأجل لأجل أن يكون معترفا غاية الاعتراف بأن ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم حق ( فقال له النبي عليه الصلاة والسلام إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ) يعني توضأ وضوءا كاملا ( ثم استقبل القبلة فكبر ) يعني قل الله أكبر وهذه تكبيرة الإحرام ( ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) وقد بينت السنة أنه لابد من قراءة الفاتحة ( ثم اركع حتى تطمئن راكعا ) قال اركع حتى تطمئن يعني لا تسرع اطمئن استقر ( ثم ارفع حتى تطمئن قائما ) إذا رفعت من الركوع اطمئن كما كنت في الركوع ولهذا من السنة أن يكون الركوع والقيام بعد الركوع متساويين أو متقاربين ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ) تطمئن وتستقر ( ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ) وهذا الجلسة بين السجدتين ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ) هذا السجود الثاني قال ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) يعني افعل هذه الأركان القيام الركوع الرفع منه السجود الجلوس بين السجدتين السجدة الثانية في جميع الصلاة
الشاهد من هذا قوله ( حتى تطمئن ) وقوله فيما قبل ( إنك لم تصل ) فدل هذا على أن من لا يطمئن في صلاته فلا صلاة له ولا فرق في هذا بين الركوع والقيام بعد الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين كلها لابد أن يطمئن الإنسان فيها
قال بعض العلماء " والطمأنينة أن يستقر بقدر ما يقول بقدر ما يقول الذكر الواجب في الركن " ففي الركوع بقدر ما تقول " سبحان ربي العظيم " في السجود كذلك بقدر ما تقول " سبحان ربي الأعلى " في الجلوس بين السجدتين بقدر ما تقول " رب اغفر لي " في القيام بعد الركوع بقدر ما تقول " ربنا ولك الحمد " ولكن الذي يظهر من السنة أن الطمأنينة أمر فوق ذلك لأن كون الطمأنينة بمقدار أن تقول سبحان ربي العظيم في الركوع لا يظهر لها أثر لأن الإنسان اللي يقول الله أكبر سبحان ربي العظيم ثم يرفع وين أين الطمأنينة؟ الظاهر أنه لابد من استقرار لابد من استقرار بحيث يقال هذا الرجل مطمئن
وعجبا لابن آدم كيف يلعب به الشيطان هو واقف بين يدي الله عز وجل يناجي الله ويتقرب إليه بكلامه وبالثناء عليه وبالدعاء ثم كأنه ملحوق في صلاته كأن عدوا لاحقٌ له يهرب من الصلاة ليش يا أخي أنت لو وقفت بين يدي ملك من ملوك الدنيا يناجيك ويخاطبك لو بقيت معه ساعتين تكلمه لوجدت ذلك سهلا يمكن لو تقف على قدميك ما هو تتنقل من ركوع إلى سجود إلى جلوس بس تفرح إن الرجل هذا إن الملك هذا يكلمك تفرح لو يقعد يتحدث معك إلى مدة طويلة ما همك فكيف وأنت تناجي ربك الذي خلقك ورزقك وأمدك وأعدك تناجيه تهرب هذا الهروب لكن الشيطان عدو الإنسان والعاقل الحازم المؤمن هو الذي يتخذ الشيطان عدوا كما قال الله تعالى (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ))
فالواجب على الإنسان أن يطمئن في صلاته طمأنينة تظهر عليه في جميع أفعال الصلاة وكذلك أقوالها والله الموفق
وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد
فقد تقدم الكلام فيما يسر الله عز وجل على قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب حين جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام تقدم لنا الكلام فيما يسر الله على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة أما الثالث فهو إيتاء الزكاة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد سبق لنا ما يسر الله من الكلام على إقام الصلاة وذكرنا أنه لابد في السجود من أن يسجد الإنسان على الأعضاء السبعة الجبهة ومنها الأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم ) وذكرها
ومن أركان الصلاة الطمأنينة يعني الاستقرار والسكون في أركان الصلاة يطمئن في القيام وفي الركوع وفي القيام بعد الركوع وفي السجود وفي الجلوس بين السجدتين وفي بقية أركان الصلاة وذلك لما أخرج الشيخان البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن رجلا جاء فدخل المسجد فصلى ثم سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال ارجع فصل فإنك لم تصل ) ارجع فصل فإنك لم تصل يعني لم تصل صلاة تجزئك ( فرجع الرجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع وصلى ولكنه كصلاته الأولى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني ) وهذه هي الفائدة من كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه لأول مرة بل ردده حتى صلى ثلاث مرات من أجل أن يكون متشوفا للعلم مشتاقا إليه حتى يأتيه العلم ويكون كالمطر النازل على أرض يابسة تقبل الماء ولهذا أقسم بأنه لا يحسن غير هذا وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يعلمه لكن فرق بين المطلوب والمجلوب إذا كان هو الذي طلب أن يعلم صار أشد تمسكا وحفظا لما يلقى إليه وتأمل قسمه بالذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحق قال " والذي بعثك بالحق " ولم يقل والله لماذا لأجل لأجل أن يكون معترفا غاية الاعتراف بأن ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم حق ( فقال له النبي عليه الصلاة والسلام إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ) يعني توضأ وضوءا كاملا ( ثم استقبل القبلة فكبر ) يعني قل الله أكبر وهذه تكبيرة الإحرام ( ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ) وقد بينت السنة أنه لابد من قراءة الفاتحة ( ثم اركع حتى تطمئن راكعا ) قال اركع حتى تطمئن يعني لا تسرع اطمئن استقر ( ثم ارفع حتى تطمئن قائما ) إذا رفعت من الركوع اطمئن كما كنت في الركوع ولهذا من السنة أن يكون الركوع والقيام بعد الركوع متساويين أو متقاربين ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ) تطمئن وتستقر ( ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ) وهذا الجلسة بين السجدتين ( ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ) هذا السجود الثاني قال ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) يعني افعل هذه الأركان القيام الركوع الرفع منه السجود الجلوس بين السجدتين السجدة الثانية في جميع الصلاة
الشاهد من هذا قوله ( حتى تطمئن ) وقوله فيما قبل ( إنك لم تصل ) فدل هذا على أن من لا يطمئن في صلاته فلا صلاة له ولا فرق في هذا بين الركوع والقيام بعد الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين كلها لابد أن يطمئن الإنسان فيها
قال بعض العلماء " والطمأنينة أن يستقر بقدر ما يقول بقدر ما يقول الذكر الواجب في الركن " ففي الركوع بقدر ما تقول " سبحان ربي العظيم " في السجود كذلك بقدر ما تقول " سبحان ربي الأعلى " في الجلوس بين السجدتين بقدر ما تقول " رب اغفر لي " في القيام بعد الركوع بقدر ما تقول " ربنا ولك الحمد " ولكن الذي يظهر من السنة أن الطمأنينة أمر فوق ذلك لأن كون الطمأنينة بمقدار أن تقول سبحان ربي العظيم في الركوع لا يظهر لها أثر لأن الإنسان اللي يقول الله أكبر سبحان ربي العظيم ثم يرفع وين أين الطمأنينة؟ الظاهر أنه لابد من استقرار لابد من استقرار بحيث يقال هذا الرجل مطمئن
وعجبا لابن آدم كيف يلعب به الشيطان هو واقف بين يدي الله عز وجل يناجي الله ويتقرب إليه بكلامه وبالثناء عليه وبالدعاء ثم كأنه ملحوق في صلاته كأن عدوا لاحقٌ له يهرب من الصلاة ليش يا أخي أنت لو وقفت بين يدي ملك من ملوك الدنيا يناجيك ويخاطبك لو بقيت معه ساعتين تكلمه لوجدت ذلك سهلا يمكن لو تقف على قدميك ما هو تتنقل من ركوع إلى سجود إلى جلوس بس تفرح إن الرجل هذا إن الملك هذا يكلمك تفرح لو يقعد يتحدث معك إلى مدة طويلة ما همك فكيف وأنت تناجي ربك الذي خلقك ورزقك وأمدك وأعدك تناجيه تهرب هذا الهروب لكن الشيطان عدو الإنسان والعاقل الحازم المؤمن هو الذي يتخذ الشيطان عدوا كما قال الله تعالى (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ))
فالواجب على الإنسان أن يطمئن في صلاته طمأنينة تظهر عليه في جميع أفعال الصلاة وكذلك أقوالها والله الموفق
وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد
فقد تقدم الكلام فيما يسر الله عز وجل على قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب حين جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام تقدم لنا الكلام فيما يسر الله على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة أما الثالث فهو إيتاء الزكاة
2 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتقيم الصلاة ... " . وفيه ذكر ركن الطمئنية . أستمع حفظ
ذكر حكم تارك الصلاة .
الشيخ : ولكن قبل أن نبدأ به نذكر ما حكم من لم يقم الصلاة والجواب عن ذلك بل الجواب على ذلك أن نقول: أما من لم يقمها على وجه الكمال يعني أنه أخل ببعض الأشياء المكملة للصلاة فإن هذا محروم محروم من الأجر الذي يحصل له بإكمال الصلاة لكنه ليس بآثم يعني مثلا لو اقتصر على قول " سبحان ربي العظيم " في الركوع مع الطمأنينة لكان كافيا لكنه محروم من زيادة الأجر في التسبيح
وأما من لم يقمها أصلا يعني أنه تركها بالكلية فهذا كافر مرتد عن الإسلام كفرا مخرجا عن الملة يخرج من عداد المسلمين في الدنيا ويكون في عداد الكافرين في الآخرة أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رؤوس الكفرة يحشر معهم والعياذ بالله فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف هؤلاء رؤوس الكفرة يحشر معهم
أما في الدنيا فإنه كافر مرتد يجب على ولي الأمر أن يدعوه للصلاة فإن صلى فذاك وإن لم يصل قتله قتل ردة والعياذ بالله وإذا قتل قتل ردة حمل في سيارة بعيدا عن البلد وحفر له حفرة ورمس فيها حتى لا يتأذى الناس برائحته ولا يتأذى أهله وأصحابه بمشاهدته وإلا فلا حرمة له لو ألقي على ظهر الأرض هكذا فلا حرمة له ولهذا لا نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه ولا ندنيه من مساجد المسلمين في الصلاة عليه بعد الموت لأنه كافر مرتد
فإذا قال قائل ما هذا الكلام أهذا جزاف أم تحامل أم عاطفة؟
قلنا لا ليس جزافا ولا تحاملا ولا عاطفة ولكننا نقوله بمقتضى دلالة كلام الله وكلام رسوله وكلام أصحاب رسوله
أما كلام الله فقد قال الله تعالى في سورة التوبة عن المشركين قال (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) طيب وإن لم يكن فليسوا إخواناً لنا في الدين وإذا لم يكونوا إخواناً لنا في الدين فهم كفرة لأن كل مؤمن ولو كان عاصيا أكبر المعصية لكنها لا تخرجه من الإسلام فهو أخٌ لنا
إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين فمن المعلوم أن قتال المؤمن المسلم كفر قتال المسلم كفر لكن لا يخرج من الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ومع ذلك فإن هذا المقاتل لأخيه أخٌ لنا أخٌ لنا ما يخرج من دائرة الإيمان لقول الله تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا )) هاه (( بين أخويكم )) إذن الطائفتان المقتتلتان إخوة لنا مع أنها معصية عظيمة فإذا قال الله في المشركين إن (( تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) إذن إذا لم يقوموا بهذه الأعمال فليسوا إخوة لنا هذا من القرآن من السنة استمع إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) بين البينية تقتضي التمييز والتفريق وأن كل واحد غير الآخر بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة يعني إذا تركها صار غير مسلم صار مشركا أو كافرا
وما رواه أهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) العهد الذي بيننا وبينهم من؟ بيننا وبين من؟ والكفار العهد الذي بيننا وبينهم الشيء الفاصل اللي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر صار منهم وليس منا وهذا نص في الموضوع
أما ما قاله الصحابة فاستمع إلى ما قاله عبدالله بن شقيق وهو من التابعين المشهورين قال رحمه الله " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " أصحاب النبي أصحاب النبي لا يرون شيء من الأعمال تركه كفر غير الصلاة
وقد نقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة إسحاق بن راهويه الإمام المشهور وبعض أهل العلم أن الصحابة أجمعوا على ذلك وإذا قدّر أن فيهم من خالف فإن جمهورهم أهل الفتوى منهم يقولون إنه كافر هذه أدلة من كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة
وقال عمر بن الخطاب وناهيك به " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " ولا هذه نافية لإيش هاه للجنس نافية للجنس تنفي القليل والكثير يعني لا حظ لا قليلا ولا كثيرا في الإسلام لمن ترك الصلاة والذي ليس له حظ لا قليل ولا كثير بالإسلام ماهو إلا كافر
وأما من لم يقمها أصلا يعني أنه تركها بالكلية فهذا كافر مرتد عن الإسلام كفرا مخرجا عن الملة يخرج من عداد المسلمين في الدنيا ويكون في عداد الكافرين في الآخرة أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رؤوس الكفرة يحشر معهم والعياذ بالله فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف هؤلاء رؤوس الكفرة يحشر معهم
أما في الدنيا فإنه كافر مرتد يجب على ولي الأمر أن يدعوه للصلاة فإن صلى فذاك وإن لم يصل قتله قتل ردة والعياذ بالله وإذا قتل قتل ردة حمل في سيارة بعيدا عن البلد وحفر له حفرة ورمس فيها حتى لا يتأذى الناس برائحته ولا يتأذى أهله وأصحابه بمشاهدته وإلا فلا حرمة له لو ألقي على ظهر الأرض هكذا فلا حرمة له ولهذا لا نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه ولا ندنيه من مساجد المسلمين في الصلاة عليه بعد الموت لأنه كافر مرتد
فإذا قال قائل ما هذا الكلام أهذا جزاف أم تحامل أم عاطفة؟
قلنا لا ليس جزافا ولا تحاملا ولا عاطفة ولكننا نقوله بمقتضى دلالة كلام الله وكلام رسوله وكلام أصحاب رسوله
أما كلام الله فقد قال الله تعالى في سورة التوبة عن المشركين قال (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) طيب وإن لم يكن فليسوا إخواناً لنا في الدين وإذا لم يكونوا إخواناً لنا في الدين فهم كفرة لأن كل مؤمن ولو كان عاصيا أكبر المعصية لكنها لا تخرجه من الإسلام فهو أخٌ لنا
إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين فمن المعلوم أن قتال المؤمن المسلم كفر قتال المسلم كفر لكن لا يخرج من الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ومع ذلك فإن هذا المقاتل لأخيه أخٌ لنا أخٌ لنا ما يخرج من دائرة الإيمان لقول الله تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا )) هاه (( بين أخويكم )) إذن الطائفتان المقتتلتان إخوة لنا مع أنها معصية عظيمة فإذا قال الله في المشركين إن (( تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) إذن إذا لم يقوموا بهذه الأعمال فليسوا إخوة لنا هذا من القرآن من السنة استمع إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) بين البينية تقتضي التمييز والتفريق وأن كل واحد غير الآخر بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة يعني إذا تركها صار غير مسلم صار مشركا أو كافرا
وما رواه أهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) العهد الذي بيننا وبينهم من؟ بيننا وبين من؟ والكفار العهد الذي بيننا وبينهم الشيء الفاصل اللي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر صار منهم وليس منا وهذا نص في الموضوع
أما ما قاله الصحابة فاستمع إلى ما قاله عبدالله بن شقيق وهو من التابعين المشهورين قال رحمه الله " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " أصحاب النبي أصحاب النبي لا يرون شيء من الأعمال تركه كفر غير الصلاة
وقد نقل إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة إسحاق بن راهويه الإمام المشهور وبعض أهل العلم أن الصحابة أجمعوا على ذلك وإذا قدّر أن فيهم من خالف فإن جمهورهم أهل الفتوى منهم يقولون إنه كافر هذه أدلة من كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة
وقال عمر بن الخطاب وناهيك به " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " ولا هذه نافية لإيش هاه للجنس نافية للجنس تنفي القليل والكثير يعني لا حظ لا قليلا ولا كثيرا في الإسلام لمن ترك الصلاة والذي ليس له حظ لا قليل ولا كثير بالإسلام ماهو إلا كافر
فائدة : أمور تترتب على الحكم على تارك الصلاة بالكفر .
الشيخ : إذن فمن ترك الصلاة فهو كافر يترتب على هذا أمور دنيوية وأمور آخروية الأمور الدنيوية أولا أنه يدعى إلى الصلاة فإن صلى وإلا قتل يجب على ولاة الأمور وجوبا وهم إذا فرطوا في هذا فسوف يسألهم الله إذا وقفوا بين يديه لأن كل مسلم ارتد عن الإسلام فإنه يدعى إليه فإن رجع وإلا قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه )
ثانيا لا يزوج إذا خطب وإن زوّج فالعقد باطل والمرأة لا تحل له يطؤها وهو يطأ أجنبية والعياذ بالله لأن العقد غير صحيح لقوله تعالى (( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن )) ثالثا أنه لا ولاية له لا على أولاده ولا على أخواته ولا على أحد من الناس لأن الكافر لا يمكن أن يكون وليا على مسلم أبدا حتى بنته ما يزوجها لو فرضنا واحد بعد ما تزوج وكبر وصار له بنات صار لا يصلي والعياذ بالله فإنه لا يمكن أن يزوّج بنته لا يمكن أن يزوّج بنته
ولكن إذا قال قائل مشكل هذا يوجد ناس الآن عندهم بنات وهم ما يصلون كيف نعمل نقول في مثل هذه الحال إذا كان لا يمكن التخلص من أن يعقدوا النكاح للبنات فإن الزوج يخلي أخوها إن كان له أخو كبير بالغ يعقد له بالسر حتى تحل له أو عمها مثلا أو أحد من عصباتها الأقرب فالأقرب حسب الترتيب في الولاية حتى يتزوج امرأته بعقد صحيح أما عقد أبيها لها وهو مرتد كافر ما يصح غير صحيح لو يعقد ألف مرة فليس بشيء وإن شاء الله تعالى يأتي بقية الأحكام في هذا
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
ثانيا لا يزوج إذا خطب وإن زوّج فالعقد باطل والمرأة لا تحل له يطؤها وهو يطأ أجنبية والعياذ بالله لأن العقد غير صحيح لقوله تعالى (( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن )) ثالثا أنه لا ولاية له لا على أولاده ولا على أخواته ولا على أحد من الناس لأن الكافر لا يمكن أن يكون وليا على مسلم أبدا حتى بنته ما يزوجها لو فرضنا واحد بعد ما تزوج وكبر وصار له بنات صار لا يصلي والعياذ بالله فإنه لا يمكن أن يزوّج بنته لا يمكن أن يزوّج بنته
ولكن إذا قال قائل مشكل هذا يوجد ناس الآن عندهم بنات وهم ما يصلون كيف نعمل نقول في مثل هذه الحال إذا كان لا يمكن التخلص من أن يعقدوا النكاح للبنات فإن الزوج يخلي أخوها إن كان له أخو كبير بالغ يعقد له بالسر حتى تحل له أو عمها مثلا أو أحد من عصباتها الأقرب فالأقرب حسب الترتيب في الولاية حتى يتزوج امرأته بعقد صحيح أما عقد أبيها لها وهو مرتد كافر ما يصح غير صحيح لو يعقد ألف مرة فليس بشيء وإن شاء الله تعالى يأتي بقية الأحكام في هذا
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
متابعة الكلام على حكم تارك الصلاة والرد على من قال بعدم كفره .
الشيخ : سبق لنا الكلام على حكم تارك الصلاة وأن الذي دل عليه كلام الله وكلام رسوله وكلام عامة الصحابة أن تارك الصلاة كافر كفرا مخرجا عن الملة وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يكفر كفرا مخرجا عن الملة واستدلوا ببعض النصوص ولكن هذه النصوص لا تخرج عن أمور عن أحوال خمس
إما أنه ليس فيها دلالة أصلا على هذا إما أنه ليس فيها دلالة أصلا على هذه المسألة مثل قول بعضهم إن هذا يعارضه قول الله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ومن جملته تارك الصلاة فنقول إن تارك الصلاة في ظاهر حديث جابر الذي رواه مسلم مشرك وإن كان لا يسجد للصنم لكنه متبع لهواه وقد قال الله تعالى (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ))
ثم على فرض أن مفهوم الآية أن ما دون الشرك تحت المشيئة فإن هذا المفهوم خصّ بالأحاديث الدالة على أن تارك الصلاة كافر وإذا كان المنطوق وهو أقوى دلالة من المفهوم يخصص عمومه بما دل على التخصيص فما بالك بالمفهوم
أو استدلوا بأحاديث مقيّدة بما لا يمكن لمن اتصف به أن يدع الصلاة مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) فإن قولهم يبتغي بذلك وجه الله تمنع منعا باتا أن يدع الإنسان الصلاة لأن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فلابد أن يعمل عملا لما يبتغيه وهو وجه الله وأعظم عملٍ يحصل به رضا الله عز وجل هو الصلاة فهذا الحديث ليس فيه دليل على أن تارك الصلاة لا يكفر لأنه مقيد بقيد يمتنع معه غاية الامتناع أن يدع الإنسان الصلاة
أو مقيد بحالٍ يعذر فيها من ترك الصلاة مثل حديث حذيفة الذي أخرجه السنن أصحاب السنن في قوم لا يعرفون من الإسلام إلا قول لا إله إلا الله قد انمحى الإسلام والعياذ بالله وصار لا يعلم عن شيء منه إلا قول لا إله إلا الله فإنها تنجيهم من النار لأنهم معذورون بعدم العلم بفرائض الإسلام ونحن نقول بهذا لو أن قوما في بادية بعيدين عن المدن وبعيدين عن العلم لا يفهمون من الإسلام إلا لا إله إلا الله وماتوا على ذلك فليسوا كفارا
الرابع استدلوا بأحاديث عامة أحاديث عامة هذه العامة من قواعد أصول الفقه أن العام يخصص بالخاص فالأحاديث العامة الدالة على أن من قال لا إله إلا الله فهو في الجنة وما أشبه ذلك نقول هذه مقيدة أو مخصوصة بأحاديث كفر تارك الصلاة
الخامس أحاديث ضعيفة أحاديث ضعيفة استدلوا بها لا تقاوم الأحاديث الصحيحة الدالة على كفر تارك الصلاة فضلا عن أن تعارضها فهي لا تعارض ولا تقاوم الأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة
ثم إن بعضهم لما لم يتيسر له إقامة الدليل على أن تارك الصلاة لا يكفر قال إنه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) على الكفر الأصغر والشرك الأصغر فيكون بمعنى قول ابن عباس رضي الله عنهما " كفر دون كفر " فيقال ما الذي يوجب لنا أن نحمل الحديث على ذلك لأن الكفر إذا أطلق ولم يوجد له معارض فهو الكفر الحقيقي الأكبر كيف وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ) فجعل هناك حدا فاصلا " بين " البينية تقتضي أن المتباينين منفصلان بعضهما عن بعض وأن المراد بالكفر الكفر الأكبر وحينئذ تكون أدلة القول بكفر تارك الصلاة موجبة لا معارض لها ولا مقاوم لها والواجب على العبد المؤمن إذا دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حكم من الأحكام أن يقول به لأننا نحن لسنا مشرعين المشرع الله ما قاله الله وقاله رسوله فهو الشرع نأخذ به ونحكم بمقتضاه ونؤمن به سواء وافق أهواءنا أم خالف أهواءنا لابد أن نأخذ بما دل عليه الشرع
واعلم أن كل خلاف يقع بين الأمة إذا كان الحامل عليه حسن القصد مع بذل الجهد في التحري فإن صاحبه لا يلام عليه ولا يضلل لأنه مجتهد وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر وإن اجتهد فأصاب فله أجران ) وليس من حق الإنسان أن يقدح في أخيه إذا خالفه في الرأي بمقتضى الدليل عنده أما من عاند وأصرّ بعد قيام الحجة عليه فهذا هو الذي يلام
وذكرنا في الدرس الماضي ما يترتب على ترك الصلاة من الأحكام وأنها هي الأحكام المترتبة على الردة تماما لأن ترك الصلاة ردة فمن ذلك ما سبق أنه لا يصح تزويجه وأنه لو ترك الصلاة في أثناء زواجه انفسخ نكاحه
مثلا رجل تزوج امرأة وهي تصلي وهو يصلي وبعد ذلك ترك الصلاة فإننا نقول يجب التفريق بينه وبين المرأة وجوبا حتى يصلي فإذا فرّقنا بينهما واعتدت فإنه لا يمكن أن يرجع إليها لا يمكن أن يرجع أما قبل انتهاء العدة فإنه إذا أسلم ورجع إلى الإسلام وصلى فهي زوجته أما إذا انتهت العدة فقد انفصلت منه ولا تحل له إلا بعقد جديد على قول جمهور أهل العلم وبعضهم يقول إنها إذا انتهت العدة ملكت نفسها ولكن لو أسلم وأرادت أن ترجع إليه فلا بأس بدون عقد وهذا القول هو الراجح لدلالة السنة عليه لكن فائدة العدة هو أنها قبل العدة لا خيار لها إذا أسلم وأما بعد العدة فلها الخيار إذا أسلم إن شاءت رجعت إليه وإن شاءت لم ترجع
ومن ذلك أيضا أنه لا ولاية له على أحد ممن يتولاه لو كان مسلما لأن من شرط الولاية العدالة والكفر ليس فيه عدالة فلا يكون تارك الصلاة وليا على أحد من عباد الله المسلمين أبدا حتى لو كانت ابنته فإنه لا يزوجها لأنه ليس له ولاية عليها
ومن ذلك أيضا أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يخرج به إلى البر ويحفر له حفرة يرمس فيها رمسا لا قبرا لأنه ليس له حرمة ولا يحل لأحد يموت عنده شخص وهو يعرف أنه لا يصلي أن يغسله أو يكفنه أو يقدمه للمسلمين يصلون عليه لأنه يكون بذلك غاشا للمسلمين فإن الكافر قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في حق المنافقين وهم كفار لكنهم يظهرون الإسلام قال (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله )) فدل هذا على أن الكفر مانع من الصلاة ومن القيام على القبر بعد الدفن وقال تعالى (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ))
ويسأل بعض الناس عن الرجل عن رجل متهمٍ بترك الصلاة يموت فيقدّم للصلاة عليه وأنت شاك في أنه يصلي أو لا فنقول إذا كان هذا الشك مبنيا على أصل فإنك إذا أردت أن تدعو له تقول " اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه " تقيده وبهذا تسلم من شره
وبهذا التقرير نعرف أنه يجب الحذر التام من التهاون بالصلاة وأنه يجب على من رأى شخصا متهاونا فيها أن ينصحه بعزيمة وجد لعل الله أن يهديه على يده فينال بذلك خيرا كثيرا والله الموفق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد
فما زلنا في شرح حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إما أنه ليس فيها دلالة أصلا على هذا إما أنه ليس فيها دلالة أصلا على هذه المسألة مثل قول بعضهم إن هذا يعارضه قول الله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ومن جملته تارك الصلاة فنقول إن تارك الصلاة في ظاهر حديث جابر الذي رواه مسلم مشرك وإن كان لا يسجد للصنم لكنه متبع لهواه وقد قال الله تعالى (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ))
ثم على فرض أن مفهوم الآية أن ما دون الشرك تحت المشيئة فإن هذا المفهوم خصّ بالأحاديث الدالة على أن تارك الصلاة كافر وإذا كان المنطوق وهو أقوى دلالة من المفهوم يخصص عمومه بما دل على التخصيص فما بالك بالمفهوم
أو استدلوا بأحاديث مقيّدة بما لا يمكن لمن اتصف به أن يدع الصلاة مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) فإن قولهم يبتغي بذلك وجه الله تمنع منعا باتا أن يدع الإنسان الصلاة لأن من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فلابد أن يعمل عملا لما يبتغيه وهو وجه الله وأعظم عملٍ يحصل به رضا الله عز وجل هو الصلاة فهذا الحديث ليس فيه دليل على أن تارك الصلاة لا يكفر لأنه مقيد بقيد يمتنع معه غاية الامتناع أن يدع الإنسان الصلاة
أو مقيد بحالٍ يعذر فيها من ترك الصلاة مثل حديث حذيفة الذي أخرجه السنن أصحاب السنن في قوم لا يعرفون من الإسلام إلا قول لا إله إلا الله قد انمحى الإسلام والعياذ بالله وصار لا يعلم عن شيء منه إلا قول لا إله إلا الله فإنها تنجيهم من النار لأنهم معذورون بعدم العلم بفرائض الإسلام ونحن نقول بهذا لو أن قوما في بادية بعيدين عن المدن وبعيدين عن العلم لا يفهمون من الإسلام إلا لا إله إلا الله وماتوا على ذلك فليسوا كفارا
الرابع استدلوا بأحاديث عامة أحاديث عامة هذه العامة من قواعد أصول الفقه أن العام يخصص بالخاص فالأحاديث العامة الدالة على أن من قال لا إله إلا الله فهو في الجنة وما أشبه ذلك نقول هذه مقيدة أو مخصوصة بأحاديث كفر تارك الصلاة
الخامس أحاديث ضعيفة أحاديث ضعيفة استدلوا بها لا تقاوم الأحاديث الصحيحة الدالة على كفر تارك الصلاة فضلا عن أن تعارضها فهي لا تعارض ولا تقاوم الأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة
ثم إن بعضهم لما لم يتيسر له إقامة الدليل على أن تارك الصلاة لا يكفر قال إنه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) على الكفر الأصغر والشرك الأصغر فيكون بمعنى قول ابن عباس رضي الله عنهما " كفر دون كفر " فيقال ما الذي يوجب لنا أن نحمل الحديث على ذلك لأن الكفر إذا أطلق ولم يوجد له معارض فهو الكفر الحقيقي الأكبر كيف وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ) فجعل هناك حدا فاصلا " بين " البينية تقتضي أن المتباينين منفصلان بعضهما عن بعض وأن المراد بالكفر الكفر الأكبر وحينئذ تكون أدلة القول بكفر تارك الصلاة موجبة لا معارض لها ولا مقاوم لها والواجب على العبد المؤمن إذا دل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حكم من الأحكام أن يقول به لأننا نحن لسنا مشرعين المشرع الله ما قاله الله وقاله رسوله فهو الشرع نأخذ به ونحكم بمقتضاه ونؤمن به سواء وافق أهواءنا أم خالف أهواءنا لابد أن نأخذ بما دل عليه الشرع
واعلم أن كل خلاف يقع بين الأمة إذا كان الحامل عليه حسن القصد مع بذل الجهد في التحري فإن صاحبه لا يلام عليه ولا يضلل لأنه مجتهد وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر وإن اجتهد فأصاب فله أجران ) وليس من حق الإنسان أن يقدح في أخيه إذا خالفه في الرأي بمقتضى الدليل عنده أما من عاند وأصرّ بعد قيام الحجة عليه فهذا هو الذي يلام
وذكرنا في الدرس الماضي ما يترتب على ترك الصلاة من الأحكام وأنها هي الأحكام المترتبة على الردة تماما لأن ترك الصلاة ردة فمن ذلك ما سبق أنه لا يصح تزويجه وأنه لو ترك الصلاة في أثناء زواجه انفسخ نكاحه
مثلا رجل تزوج امرأة وهي تصلي وهو يصلي وبعد ذلك ترك الصلاة فإننا نقول يجب التفريق بينه وبين المرأة وجوبا حتى يصلي فإذا فرّقنا بينهما واعتدت فإنه لا يمكن أن يرجع إليها لا يمكن أن يرجع أما قبل انتهاء العدة فإنه إذا أسلم ورجع إلى الإسلام وصلى فهي زوجته أما إذا انتهت العدة فقد انفصلت منه ولا تحل له إلا بعقد جديد على قول جمهور أهل العلم وبعضهم يقول إنها إذا انتهت العدة ملكت نفسها ولكن لو أسلم وأرادت أن ترجع إليه فلا بأس بدون عقد وهذا القول هو الراجح لدلالة السنة عليه لكن فائدة العدة هو أنها قبل العدة لا خيار لها إذا أسلم وأما بعد العدة فلها الخيار إذا أسلم إن شاءت رجعت إليه وإن شاءت لم ترجع
ومن ذلك أيضا أنه لا ولاية له على أحد ممن يتولاه لو كان مسلما لأن من شرط الولاية العدالة والكفر ليس فيه عدالة فلا يكون تارك الصلاة وليا على أحد من عباد الله المسلمين أبدا حتى لو كانت ابنته فإنه لا يزوجها لأنه ليس له ولاية عليها
ومن ذلك أيضا أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يخرج به إلى البر ويحفر له حفرة يرمس فيها رمسا لا قبرا لأنه ليس له حرمة ولا يحل لأحد يموت عنده شخص وهو يعرف أنه لا يصلي أن يغسله أو يكفنه أو يقدمه للمسلمين يصلون عليه لأنه يكون بذلك غاشا للمسلمين فإن الكافر قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في حق المنافقين وهم كفار لكنهم يظهرون الإسلام قال (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله )) فدل هذا على أن الكفر مانع من الصلاة ومن القيام على القبر بعد الدفن وقال تعالى (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ))
ويسأل بعض الناس عن الرجل عن رجل متهمٍ بترك الصلاة يموت فيقدّم للصلاة عليه وأنت شاك في أنه يصلي أو لا فنقول إذا كان هذا الشك مبنيا على أصل فإنك إذا أردت أن تدعو له تقول " اللهم إن كان مؤمنا فاغفر له وارحمه " تقيده وبهذا تسلم من شره
وبهذا التقرير نعرف أنه يجب الحذر التام من التهاون بالصلاة وأنه يجب على من رأى شخصا متهاونا فيها أن ينصحه بعزيمة وجد لعل الله أن يهديه على يده فينال بذلك خيرا كثيرا والله الموفق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد
فما زلنا في شرح حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وتؤتي الزكاة ... " . وفيه ذكر فضل الزكاة وفوائدها .
الشيخ : في قصة مجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان وتكلمنا مما يسر الله على إقام الصلاة
أما الركن الثالث من أركان فهو إيتاء الزكاة يعني إعطاء الزكاة إيتاء بمعنى إعطاء وإتيان بمعنى مجيء وأتى بمعنى جاء وآتى بمعنى أعطى فإيتاء الزكاة يعني إعطاءها لمن، لمن عيّن الله سبحانه وتعالى أن يعطوا إياها والزكاة مأخوذة من الزكاء وهو الطهارة والنماء لأن المزكي يطهر نفسه من البخل وينمي ماله بالزكاة قال الله تعالى (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ))
وهي أعني الزكاة نصيب مقدّر شرعا في مالٍ مخصوص لطائفة مخصوصة يعني نصيب من مالك وليس كل مالك من أموال معينة بينها النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها مبين في القرآن وليس كل هذا الجنس وليس كل هذه الأجناس من المال تجب فيه الزكاة بل لابد من شروط
وهي جزء بسيط يؤدي بها الإنسان ركنا من أركان الإسلام يطهر بها نفسه من البخل والرذيلة ويطهر بها صفحات كتابه من الخطايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) وأفضل الصدقات الزكاة فدرهم تخرجه في زكاتك أفضل من درهم تخرجه تطوعا لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي ( ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ) وركعة من صلاة مفروضة أفضل من ركعة من صلاة تطوع فالفرائض أفضل من التطوع ففيها الزكاة تكفير الخطايا
وفيها أيضا الإحسان إلى الخلق لأن المزكي يحسن إلى المدفوع إليه الزكاة فيدخل في عداد المحسنين الذين يدخلون في محبة الله كما قال الله تعالى (( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ))
وفي الزكاة أيضا تأليف بين الناس لأن الفقراء إذا أعطاهم الأغنياء من الزكاة ذهب ما في نفوسهم من الحقد على الأغنياء أما إذا منعوهم الأغنياء ولم يتفضلوا عليهم بشيء صار في نفوسهم أشياء أو أحقاد على الأغنياء
وفي الزكاة أيضا إغناء للفقراء عن التسلط لأن الفقير إذا قدّر أن الغني لا يعطيه شيئا فإنه يخشى منه أن يتسلط وأن يكسر الأبواب وينهب الأموال لأنه لابد أن يعيش لابد أن يأكل ويشرب فإذا كان لا يعطى شيئا فقد يتسلط ويحده الجوع والعطش والعري على أن يتسلط على الناس بالسرق والنهب وغير ذلك
وفي الزكاة أيضا جلب للخيرات من السماء فإنه قد ورد في الحديث ( ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ) فإذا أدى الناس زكاة أموالهم أنزل الله لهم بركات من السماء والأرض وحصل في هذا نزول المطر ونبات الأرض وشبع المواشي وسقي الناس بهذا الماء الذي ينزل من السماء وغير ذلك من المصالح الكثيرة
أما الركن الثالث من أركان فهو إيتاء الزكاة يعني إعطاء الزكاة إيتاء بمعنى إعطاء وإتيان بمعنى مجيء وأتى بمعنى جاء وآتى بمعنى أعطى فإيتاء الزكاة يعني إعطاءها لمن، لمن عيّن الله سبحانه وتعالى أن يعطوا إياها والزكاة مأخوذة من الزكاء وهو الطهارة والنماء لأن المزكي يطهر نفسه من البخل وينمي ماله بالزكاة قال الله تعالى (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ))
وهي أعني الزكاة نصيب مقدّر شرعا في مالٍ مخصوص لطائفة مخصوصة يعني نصيب من مالك وليس كل مالك من أموال معينة بينها النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها مبين في القرآن وليس كل هذا الجنس وليس كل هذه الأجناس من المال تجب فيه الزكاة بل لابد من شروط
وهي جزء بسيط يؤدي بها الإنسان ركنا من أركان الإسلام يطهر بها نفسه من البخل والرذيلة ويطهر بها صفحات كتابه من الخطايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) وأفضل الصدقات الزكاة فدرهم تخرجه في زكاتك أفضل من درهم تخرجه تطوعا لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي ( ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ) وركعة من صلاة مفروضة أفضل من ركعة من صلاة تطوع فالفرائض أفضل من التطوع ففيها الزكاة تكفير الخطايا
وفيها أيضا الإحسان إلى الخلق لأن المزكي يحسن إلى المدفوع إليه الزكاة فيدخل في عداد المحسنين الذين يدخلون في محبة الله كما قال الله تعالى (( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ))
وفي الزكاة أيضا تأليف بين الناس لأن الفقراء إذا أعطاهم الأغنياء من الزكاة ذهب ما في نفوسهم من الحقد على الأغنياء أما إذا منعوهم الأغنياء ولم يتفضلوا عليهم بشيء صار في نفوسهم أشياء أو أحقاد على الأغنياء
وفي الزكاة أيضا إغناء للفقراء عن التسلط لأن الفقير إذا قدّر أن الغني لا يعطيه شيئا فإنه يخشى منه أن يتسلط وأن يكسر الأبواب وينهب الأموال لأنه لابد أن يعيش لابد أن يأكل ويشرب فإذا كان لا يعطى شيئا فقد يتسلط ويحده الجوع والعطش والعري على أن يتسلط على الناس بالسرق والنهب وغير ذلك
وفي الزكاة أيضا جلب للخيرات من السماء فإنه قد ورد في الحديث ( ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ) فإذا أدى الناس زكاة أموالهم أنزل الله لهم بركات من السماء والأرض وحصل في هذا نزول المطر ونبات الأرض وشبع المواشي وسقي الناس بهذا الماء الذي ينزل من السماء وغير ذلك من المصالح الكثيرة
اضيفت في - 2011-05-25