شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا ؟ قال: ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ) متفق عليه ... " .
وقوله ( وتخشى الفقر ) يعني لطول حياتك فإن الإنسان يخشى الفقر إذا طالت به الحياة لأن ما عنده ينفد فهذا أفضل ما يكون أن تصدق في حال صحّك وشحّك ( ولا تمهل ) يعني لا تترك الصدقة ( حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ) يعني لا تمهل وتؤخر الصدقة حتى إذا جاءك الموت وبلغت روحك حلقومك وعرفت أنك خارج من الدنيا قلت لفلان كذا يعني صدقة ولفلان كذا يعني صدقة ( وقد كان لفلان ) أي قد كان المال لغيرك لفلان يعني للذي يرثك فإن الإنسان إذا مات انتقل ملكه ولم يبق له شيء من المال
ففي هذا الحديث دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يبادر بالصدقة قبل أن يأتيه الموت وأنه إذا تصدق في حال حضور الأجل كان ذلك أقلّ فضلا مما لو تصدق وهو صحيح شحيح
وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا تكلم في سياق الموت فإنه يعتبر كلامه إذا لم يذهل فإن أذهل حتى صار لا يشعر بما يقول فإنه لا عبرة بكلامه لقوله ( حتى إذا بلغت الحقلوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان )
وفيه دليل على أن الروح تخرج من أسفل البدن تصعد حتى تصل إلى أعلى البدن ثم تقبض من هناك ولهذا قال ( حتى إذا بلغت الحلقوم ) وهذا كقوله تعالى (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون )) فأول ما يموت من الإنسان أسفله تخرج الروح تصعد في البدن إلى أن تصل إلى الحلقوم ثم يقبضها ملك الموت نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالخير والسعادة والله الموفق
1 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا ؟ قال: ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : ( من يأخذ مني هذا ؟ ) فبسطوا أيديهم ، كل إنسان منهم يقول : أنا ، أنا قال فمن يأخذه بحقه ؟ فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه : أنا آخذه بحقه . فأخذه ففلق به هام المشركين . رواه مسلم . اسم أبي دجانة : سماك بن خرشة ـ قوله : أحجم القوم أي : توقفوا و فلق به أي: شق هام المشركين أي رؤوسهم .
الشيخ : قال رحمه الله تعالى فيما نقله
القاري : قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس رضي الله عنه فقال " ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ مني هذا فبسطوا أيديهم كل أناس منهم يقول أنا أنا قال فمن يأخذه بحقه فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه أنا آخذه بحقه ففلق به هام المشركين ) رواه مسلم "
2 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : ( من يأخذ مني هذا ؟ ) فبسطوا أيديهم ، كل إنسان منهم يقول : أنا ، أنا قال فمن يأخذه بحقه ؟ فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه : أنا آخذه بحقه . فأخذه ففلق به هام المشركين . رواه مسلم . اسم أبي دجانة : سماك بن خرشة ـ قوله : أحجم القوم أي : توقفوا و فلق به أي: شق هام المشركين أي رؤوسهم . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : ( من يأخذ مني هذا ؟ ) فبسطوا أيديهم ، كل إنسان منهم يقول : أنا ، أنا قال فمن يأخذه بحقه ؟ فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه : أنا آخذه بحقه . فأخذه ففلق به هام المشركين . رواه مسلم . اسم أبي دجانة : سماك بن خرشة ـ قوله : أحجم القوم أي : توقفوا و فلق به أي: شق هام المشركين أي رؤوسهم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف فبسط القوم أيديهم كلهم يقول أنا أنا ) أنا آخذه ( ثم قال صلى الله عليه وسلم من يأخذه بحقه فأحجم القوم ) ولم يشر أحد منهم ليقول أنا آخذه حتى بادر ( أبو دجانة رضي الله عنه فقال أنا آخذه بحقه ففلق به هام المشركين )
في هذا الحديث يقول أنس إن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وغزوة أحد إحدى الغزوات الكبار التي غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وأحد جبل قرب المدينة وكان سبب الغزوة أن قريشا لما أصيبوا يوم بدر بقتل زعمائهم وكبرائهم أرادوا أن يأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا إلى المدينة يريدون غزو الرسول صلى الله عليه وسلم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حين علم بقدومهم فأشار عليه بعضهم بالبقاء في المدينة وأنهم إذا دخلوا المدينة أمكن أن يرموهم بالنبل وهم متحصنون في البيوت وأشار بعضهم ولاسيما الشباب منهم والذين لم يحضروا غزوة بدر أشاروا أن يخرج إليهم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيته ولبس لأمَته يعني لامة الحرب ثم خرج وأمر بالخروج عليه الصلاة والسلام إليهم في أحد فالتقوا في أحد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه صفا مرتبا من أحسن ما يكون وجعل على الجبل الرماة الذين يحسنون الرمي بالنبل وهم خمسون رجلا وأمّر عليهم عبدالله بن جبير رضي الله عنه وقال لهم لا تبرحوا مكانكم ابقوا في مكانكم سواء كانت لنا أو علينا فلما التقى الصفان انهزم المشركون ولله الحمد انهزموا وولوا الأدبار وصار المسلمون يجمعون الغنائم فقال الرماة الذين في الجبل انزلوا انزلوا نأخذ الغنائم ونحوشها فذكّرهم أميرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقوا في مكانهم سواء كانت للمسلمين أو عليهم ولكنهم رضي الله عنهم ظنوا أن الأمر قد انتهى لأنهم رأوا المشركين ولّوا فنزلوا ولم يبق إلا نفر قليل فلما رأى فرسان قريش أن الجبل قد خلى من الرماة كرّوا على المسلمين من خلفهم ثم اختلطوا بالمسلمين وصار ما كان بقدر العزيز الحكيم جل وعلا واستشهد من المسلمين سبعون رجلا ومنهم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسد الله وأسد رسوله استشهدوا فلما أصيب المسلمون بهذه المصيبة العظيمة قالوا أنّى هذا كيف نهزم ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جند الله وأولئك معهم الشياطين وهم جنود الشياطين فقال الله عز وجل لهم (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلنا أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم )) أنتم السبب لأنكم عصيتم كما قال الله تعالى (( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )) يعني حصل ما تكرهون فحصل ما حصل لحكم عظيمة ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران وتكلم عليها الحافظ ابن القيم رحمه الله كلاما جيدا لم أرَ مثله في كتاب زاد المعاد في بيان الحكم العظيمة من هذه الغزوة
المهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذ سيفا فقال لأصحابه من يأخذ هذا السيف كلهم قالوا نأخذه رفعوا أيديهم بسطوها يقولون أنا أنا فقال ( من يأخذه بحقه ) فأحجم القوم ما يعلمون ما حقه يخشون أن حقه كبير جدا لا يستطيعون القيام به ويخشون أيضا أن يعجزوا عن القيام به فيكونون قد أخذوا هذا السيف على العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يوفون به ولكن الله وفّق أبا دجانة رضي الله عنه ( فقال أنا آخذه بحقه ) فأخذه بحقه أن يضرب به حتى ينكسر أخذ بحقه أخذه بحقه رضي الله عنه وقاتل به وفلق به هام المشركين رضي الله عنه
في هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يبادر بالخير وألا يتأخر وأن يستعين الله عز وجل وهو إذا استعان الله وأحسن به الظن أعانه الله كثير من الناس ربما يستكثر العبادة أو يرى أنها عظيمة يستعظمها فينكص على عقبيه ولكن يقال للإنسان استعن بالله توكل على الله وإذا استعنت بالله وتوكلت عليه ودخلت فيما يرضيه عز وجل فأبشر بالخير وأن الله تعالى سيعينك كما قال الله تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))
وفي هذا دليل أيضا على حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته لأنه لم يخص بالسيف أحدا من الناس ولكنه جعل الأمر لعموم الناس وهكذا ينبغي للإنسان الذي استرعاه الله على رعية ألا يحابي أحدا وألا يتصرف تصرفا يظن أنه محابٍ فيه لأنه إذا حابى أحدا أو تصرف تصرفا يظن أنه حابى فيه حصل من القوم فرقة وهذا يؤثر على الجماعة نعم لو امتاز أحد من الناس بميزة لا توجد في غيره ثم خصه الإنسان بشيء ولكنه بيّن للجماعة أنه خصه لهذه الميزة التي لا توجد في غيره فإن هذا لا بأس به والله الموفق
3 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : ( من يأخذ مني هذا ؟ ) فبسطوا أيديهم ، كل إنسان منهم يقول : أنا ، أنا قال فمن يأخذه بحقه ؟ فأحجم القوم فقال أبو دجانة رضي الله عنه : أنا آخذه بحقه . فأخذه ففلق به هام المشركين . رواه مسلم . اسم أبي دجانة : سماك بن خرشة ـ قوله : أحجم القوم أي : توقفوا و فلق به أي: شق هام المشركين أي رؤوسهم . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : ( اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ... " .
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن الزبير بن عدي أنهم أتوا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد عمّر وبقي إلى حوالي تسعين سنة من الهجرة النبوية وكان قد أدركه شيء من الفتن أدرك وقته شيء من الفتن فجاؤوا يشكون إليه ما يجدون من الحجاج، الحجاج بن يوسف الثقفي أحد الأمراء لخلفاء بني أمية وكان معروفا بالظلم وسفك الدماء وكان جبارا عنيدا والعياذ بالله هو الذي حاصر مكة لقتال عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وجعل يرمي الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها أو هدم شيئا منها وكان قد آذى الناس فجاءوا يشكون إلى أنس بن مالك رضي الله عنه فقال لهم أنس ( اصبروا ) أمرهم بالصبر على جور ولاة الأمور وذلك لأن ولاة الأمور قد يسلطون على الناس بسبب ظلم الناس كما قال الله تعالى (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )) أنت إذا رأيت ولاة الأمور قد ظلموا، ظلموا الناس بأموالهم أو أبدانهم أو حالوا بينهم وبين الدعوة إلى الله عز وجل أو ما أشبه ذلك ففكّر في حال الناس تجد أن البلاء أساسه من الناس هم الذين انحرفوا فسلّط الله عليهم من سلّط من ولاة الأمور وفي الأثر وليس بحديث ( كما تكونون يولى عليكم ) ( كما تكونون يولى عليكم ) ويذكر أن بعض خلفاء بني أمية وأظنه عبدالملك بن مروان جمع وجهاء الناس لما سمع أن الناس يتكلمون في الولاية جمع الوجهاء وقال لهم " أيها الناس أتريدون أن نكون لكم كما كان أبو بكر وعمر قالوا بلى نريد ذلك قال كونوا كالرجال الذين تولى عليهم أبو بكر وعمر لنكون لكم كأبي بكر وعمر " يعني أن الناس على دين ملوكهم فإذا ظلموا أي ظلم ولاة الأمور للناس فإنه بسبب أعمال الناس
وجاء رجل من الخوارج إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال له " ما بال الناس انتقضوا عليك ولم ينتقضوا على أبي بكر وعمر قال لأن رجال أبي بكر وعمر أنا وأمثالي ورجالي أنت وأمثالك " يعني أن الناس إذا ظلموا سلطت عليهم الولاة ولهذا قال أنس ( اصبروا ) وهذا هو الواجب، الواجب أن الإنسان يصبر ولكل كربة فرجة لا تظن أن الأمور تأتي بكل سهولة الشر ربما يأتي بغتة ويأتي هجمة ولكنه لن يدال على الخير أبدا ولكن علينا أن نصبر وأن نعالج الأمور بحكمة لا نستسلم ولا نتهور نعالج الأمور بحكمة وصبر وتأني (( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) إن كنت تريد الفلاح فهذه أسبابه وهذه طرقه اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله أربعة أشياء لعلكم تفلحون ثم قال أنس بن مالك ( فإنه لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه ) شر منه في الدين وهذا الشر ليس شرا مطلقا عاما بل قد يكون شرا في بعض المواضع ويكون خيرا في مواضع أخرى وهكذا
4 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك رضي الله عنه فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : ( اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
فائدة : بيان فضل الزهد وخطر المبالغة في تنعيم الجسد والرفاهية .
وفي هذا الحديث وجوب الصبر على ولاة الأمور وإن ظلموا وجاروا لأنك سوف تقف سوف تقف معهم موقفا تكون أنت وإياهم على حد سواء عند من عند ملك الملوك سوف تكون خصمهم يوم القيامة إذا ظلموك لا تظن أن ما يكون في الدنيا من الظلم سيذهب هباء أبدا حق المخلوق لابد أن يؤخذ يوم القيامة فأنت سوف تقف معهم بين يدي الله عز وجل ليقضي بينكم بالعدل فاصبر اصبر وانتظر الفرج فيحصل لك بذلك أولا اطمئنان النفس والثبات وانتظار الفرج عبادة تتعبد لله بها وإذا انتظرت الفرج من الله فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا )
وفي هذا التحذير من سوء الزمان وأن الزمان يتغير ويتغير إلى ماهو أشر وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم لأصحابه ( من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) وأظن نحن وعيشنا في الدنيا قليل بالنسبة لمن سبق نرى اختلافا كثيرا رأينا اختلافا كثيرا بين سنين مضت وسنين الوقت الحاضر حدثني من أثق به أن هذا المسجد مسجد الجامع مسجدكم هذا لا يؤذن لصلاة الفجر إلا وقد تم الصف الأول يأتون إلى المسجد يتهجدون أين المتهجدون اليوم إلا من شاء الله قليل تغيرت الأحوال تجد الواحد منهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الطير ( تغدو خماصا وتروح بطانا ) إذا أصبح يقول " اللهم ارزقني " قلبه معلق بالله عز وجل فيرزقه الله وأما الآن فأكثر الناس في غفلة عن هذا الشيء يعتمدون على من سوى الله ومن تعلق شيئا وكل إليه نعم والحمدلله في الآونة الأخيرة لاشك أن الله سبحانه وتعالى فتح على الشباب فتحا أسأل الله تعالى أن يزيده من فضله فتح عليهم وأقبلوا إلى الله ونجد بين سنواتنا هذه الأخيرة والسنوات الماضية بالنسبة للشباب نجد فرقا عظيما قبل نحو عشرين سنة لا تكاد تجد الشاب في المسجد أما الآن ولله الحمد فأكثر من في المسجد هم الشباب وهذه نعمة ولله الحمد يرجو الإنسان لها مستقبلا زاهرا وثقوا أن الشعب إذا صلح فسوف تضطر ولاة أموره إلى الصلاح مهما كان فحنا نرجو لإخواننا في غير هذه البلاد الذين منّ الله عليهم بالصلاح إذا استقاموا على الحق أن يصلح الله لهم الولاة ونقول اصبروا فإن ولاتكم سوف يصلحون غصب عليهم إذا صلحت الشعوب صلحت صلحت الولاة بالاضطرار نسأل الله أن يصلح للمسلمين ولاة أمورهم وشعوبهم إنه جواد كريم
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " .
الشيخ : بادروا بالأعمال سبعا
القارئ : " قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال حديث حسن "
6 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " .
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في أحاديث متعددة ما يدل على أنه من الحزم أن يبادر الإنسان بالأعمال الصالحة وفي هذا الحديث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشياء متعددة ينبغي للإنسان أن يبادر بها أن يبادر الأعمال بها فقال ( بادروا بالأعمال سبعا ) يعني سبعة أشياء كلها محيطة بالإنسان يخشى أن تصيبه الفقر قال ( هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا ) الإنسان بين حالين بالنسبة للرزق تارة يغنيه الله عز وجل ويمده بالمال والبنين والأهل والقصور والمراكب والجاه وغير ذلك من أمور الغنى فإذا رأى نفسه في هذه الحال فإنه يطغى والعياذ بالله ويزيد ويتكبر ويستنكف عن عبادة الله كما قال الله تعالى (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )) وبيّن الله قال (( إن إلى ربك الرجعى )) يعني مهما بلغت من الاستغناء والعلو فإن مرجعك إلى الله ونحن نشاهد أن الغنى يكون سببا للفساد والعياذ بالله تجد الإنسان في حال فقره مخبتا إلى الله منيبا إلى الله منكسر النفس ليس عنده طغيان فإذا أمده الله بالمال استكبر والعياذ بالله وأطغاه غناه أو بالعكس
أو ( فقرا منسيا ) فقرا منسيا يعني الفقر قلة ذات اليد يعني بحيث لا يكون مع الإنسان مال الفقر ينسي يعني ينسي الإنسان مصالح كثيرة لأنه يشتغل بطلب الرزق عن أشياء كثيرة تهمه وهذا شيء مشاهد ولهذا يخشى على الإنسان من هذين الحالين إما الغنى المطغي أو الفقر المنسي فإذا منّ الله على العبد بغنى لا يطغيه وبفقر لا ينسيه وكانت حاله وسطا وعبادته مستقيمة وأحواله قويمة فهذا هو سعادة الدنيا وليست سعادة الدنيا بكثرة المال لأنه قد يطغي ولهذا تأمل قول الله عز وجل (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) ما قال من عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى فلنوسعن عليه المال ولنعطينه المال الكثير قال (( لنحيينه حياة طيبة )) إما بكثرة المال أو بقلة المال ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن الله ( إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر ) وهذا هو الواقع من الناس من يكون الفقر خيرا له ومن الناس من يكون الغنى خيرا له ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام حذّر من غنى مطغي وفقر منسي
الثالث قال ( أو مرضا مفسدا ) المرض يفسد على الإنسان أحواله الإنسان ما دام في صحة تجده منشرح الصدر واسع البال مستأنسا لكن إذا أصيب بالمرض انكتم وضاقت عليه الأرض وصار همه نفسه فتجده بمرضه تفسد عليه أمور كثيرة لا يستأنس مع الناس ولا ينبسط إلى أهله لأنه مريض تعبان في نفسه فالمرض يفسد على الإنسان أحواله وهل الإنسان دائما في صحة لا الإنسان ليس دائما في صحة والمرض ينتظره كل لحظة كم من إنسان أصبح نشيطا صحيحا وأمسى ضعيفا مريضا أو بالعكس أمسى صحيحا نشيطا وأصبح مريضا ضعيفا فالإنسان يجب عليه أن يبادر هذه الأمور هذه ثلاثة أشياء نتكلم عليها في هذا الدرس والبقية إن شاء الله في الدرس القادم والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال حديث حسن "
7 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " .
تقدم الكلام على أول هذا الحديث وهو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نبادر بالأعمال سبعة أمور كلها تكتنف الإنسان في حياته الفقر والغنى الفقر المنسي أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا
الرابع ( أو هرما مفندا ) الهرم يعني الكبر فإن الإنسان إذا كبر وطالت به الحياة فإنه كما قال الله عز وجل يرد إلى أرذل العمر أي إلى أسوئه وأردئه فيلتحق هذا الرجل الذي خلته الذي عهدته من أعقل الرجال يرجع حتى يكون مثل الصبيان بل هو أردأ من الصبيان لأن الصبي لم يكن قد عقل فلا يدري عن شيء لكن هذا قد عقل وفهم الأشياء ثم رد إلى أرذل العمر فيكون هذا أشد عليه ولذلك نجد أن الذين يردون إلى أرذل العمر من كبار السن يؤذون أهليهم أشد من إيذاء الصبيان لأنهم كانوا قد عقلوا وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر لأن الإنسان نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرد إلى أرذل العمر إذا رد إلى أرذل العمر تعب وأتعب غيره حتى إن أخص الناس به يتمنى أن يموت لأنه آذاه وأتعبه وإذا لم يتمن بلسان المقال فربما يتمنى بلسان الحال
أما الخامس فالموت الموت المجهز يعني أن يموت الإنسان والموت لا ينذر الإنسان قد يموت الإنسان بدون إنذار قد يموت على فراشه نائما وقد يموت على كرسيه عاملا وقد يموت في طريقه ماشيا كما هو معروف الموت إذا مات الإنسان انقطع عمله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فأنت بادر بالعمل بادر الموت المجهز الذي يجهزك ولا يمهلك
السادس ( أو الدجال فشر غائب ينتظر ) الدجال صيغة مبالغة من الدجل وهو الكذب والتمويه وهو رجل يبعثه الله عز وجل في آخر الزمان يصل إلى دعوى الربوبية يدعي أنه رب فيمكث في فتنته هذه أربعين يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع يعني كجمعة وسائر أيامه كالأيام المعتادة لكن يعطيه الله عز وجل من القدرات ما لم يعط غيره حتى إنه يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويأمر الأرض فتجدب والسماء فتقحط تمنع المطر ومعه جنة ونار لكنها مموهة جنته نار وناره جنة هذا الرجل أعور العين كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه كافر كاف فاء راء يقرؤه كل مؤمن الكاتب وغير الكاتب ولا يقرؤه المنافق ولا الكافر ولو كان قارئا كاتبا وهذا من آيات الله هذا الرجل يرسل الله عليه عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فينزل من السماء فيقتله يقتله كما جاء في بعض الأحاديث بباب اللد في فلسطين حتى يقضي عليه فالحاصل أن الدجال شر غائب ينتظر لأنه فتنته عظيمة ولهذا نحن في صلاتنا في كل صلاة نقول " أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال " خصها لأنها أعظم فتنة تكون في حياة الإنسان
( أو الساعة ) يعني قيام الساعة الذي فيه الموت العام ( والساعة أدهى وأمر ) كما قال الله عز وجل (( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ))
فهذه سبع حذّر منها النبي عليه الصلاة والسلام وأمرنا بأن نبادر بالأعمال هذه السبع فبادر يا أخي المسلم بادر بأعمالك الصالحة قبل أن يفوتك الأوان أنت الآن في نشاط وفي قوة وفي قدرة لكن قد يأتي عليك زمان لا تستطيع ولا تقدر على العمل الصالح فبادر وعوّد نفسك وأنت إذا عودت نفسك العمل الصالح اعتادته وسهل عليها وانقادت له وإذا عودت نفسك الكسل والإهمال عجزت عن القيام بالعمل الصالح أسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
8 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ) قال عمر رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال : ( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ) فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . رواه مسلم .
الشيخ : إلا يومئذ
القارئ : " ( قال عمر رضي الله عنه ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) رواه مسلم "
9 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ) قال عمر رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال : ( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ) فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ) قال عمر رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال : ( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ) فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . رواه مسلم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ) وفي لفظ ( ويحبه الله ورسوله ) يوم خيبر يعني يوم غزوة خيبر وخيبر حصون ومزارع كانت لليهود تبعد عن المدينة نحو مئة ميل نحو الشمال الغربي فتحها النبي عليه الصلاة والسلام كما هو معروف في السير وكان الذين يعملون فيها اليهود فصالحهم النبي عليه الصلاة والسلام على أن يبقوا فيها مزارعين بالنصف لهم نصف الثمرة وللمسلمين نصف الثمرة وبقوا على ذلك حتى أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته أجلاهم إلى الشام وإلى أذرعات قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ) الراية هي ما يسمى عندنا بالعلم يحمله القائد من أجل أن يهتدي به الجيش وراءه فقال ( لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ) رجلا نكرة لا يعلم من هو قال عمر بن الخطاب " فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ " رجاء أن يصيب أن يصيبه ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فتسورت لها وبات الناس تلك الليلة يخوضون ويدوكون كل منهم يرجو أن يعطاها فلما أصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فلما أصبحوا قال النبي صلى الله عليه وسلم أين علي بن أبي طالب ) ابن عمه قال ( قالوا يا رسول الله إنه يشتكي عينيه ) يعني معه وجع في عينيه ( فدعا به فجاء فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع ) في الحال والله على كل شيء قدير ( ثم أعطاه الراية وقال له امش ولا تلتفت وقاتلهم ) ففعل رضي الله عنه فلما مشى قليلا وقف ولكنه لم يلتفت لأن النبي صلى الله عليه سلم قال له لا تلتفت فصرخ بأعلى صوته ( يا رسول الله علام أقاتلهم ) بدون التفات لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لا تلتفت فلم يلتفت قال ( قاتلهم على أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) هذه الكلمة كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بالسماوات والأرض هذه الكلمة يدخل بها الإنسان من الكفر إلى الإسلام فهي الباب باب الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) يعني إذا قالوا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإنهم لا يقاتلون منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها أي بحق لا إله إلا الله أي بالحقوق التابعة لها لأن لا إله إلا الله ليست مجرد لفظ يقوله الإنسان بلسانه بل لها شروط ولها أمور لابد أن تتم ولهذا قيل لبعض السلف إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مفتاح الجنة لا إله إلا الله ) فقال نعم مفتاح الجنة لا إله إلا الله لكن لابد من عمل لأن المفتاح يحتاج إلى أسنان وهو صدق رحمه الله المفتاح يحتاج إلى أسنان لو جئت بمفتاح بدون أسنان ما فتحت إذن قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إلا بحقها ) يشمل كل شيء يكفر به الإنسان مع قول لا إله إلا الله فإن من كفر وإن كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكنه أتى بمكفّر فإن هذه الكلمة لا تنفعه
ولهذا كان المنافقون يذكرون الله يقولون لا إله إلا الله (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم )) هيئتهم وشكلهم كأنهم أكمل المؤمنين إيمانا ويأتون للرسول صلى الله عليه وسلم يقولون له (( نشهد إنك لرسول الله )) شف الكلام مؤكد نشهد إن واللام ثلاثة مؤكدات نشهد إنك لرسول الله فقال رب العزة والجلال الذي يعلم ما في الصدور قال (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) أعطاهم شهادة بشهادة يشهد إن المنافقين لكاذبون ثلاثة مؤكدات أكّد الله عز وجل كذب هؤلاء بقولهم " نشهد إنك لرسول الله " بثلاثة مؤكدات فليس كل من قال لا إله إلا الله يعصم دمه وماله لأن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى قال ( إلا بحقها )
ولما منع ولما منع الزكاة من منعها من العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واستعد أبو بكر رضي الله عنه لقتالهم تكلّم معه من تكلم من الصحابة وقالوا كيف تقاتلهم وهم يقولون لا إله إلا الله قال رضي الله عنه " والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة " الزكاة حق المال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا بحقها ) فقاتلهم رضي الله عنه فنجح ولله الحمد
فالحاصل أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله فإنه يمنع دمه وماله ولكن لابد من حق ولذلك قال العلماء رحمهم الله لو أن قرية من القرى تركوا الأذان والإقامة فإنهم لا يكفرون لكن يقاتلون تستباح دماؤهم حتى يؤذنوا ويقيموا مع أن الأذان والإقامة ليسا من أركان الإسلام لكنها من حقوق الإسلام قالوا ولو تركوا صلاة العيد مثلا مع أن صلاة العيد ليست من الفرائض الخمس لو تركوا صلاة العيد وجب قتالهم يقاتلون بالسيف والرصاص حتى يصلوا العيد مع أن صلاة العيد فرض كفاية أو سنة عند بعض العلماء أو فرض عين على القول الراجح لكن الكلام على أن القتال قد يجوز مع إسلام المقاتلين قد يجوز مع إسلام المقاتلين ليذعنوا لشعائر الإسلام الظاهرة ولهذا قال هنا ( إلا بحقها )
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول " لأفعلن كذا " في المستقبل وإن لم يقل إن شاء الله ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه وشخص يخبر أنه سيفعل يعني يريد الفعل
10 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ) قال عمر رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال : ( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ) فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . رواه مسلم . أستمع حفظ