تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... قال: ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) رواه مسلم .
فالحاصل أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله فإنه يمنع دمه وماله ولكن لابد من حق ولذلك قال العلماء رحمهم الله لو أن قرية من القرى تركوا الأذان والإقامة فإنهم لا يكفرون لكن يقاتلون تستباح دماؤهم حتى يؤذنوا ويقيموا مع أن الأذان والإقامة ليسا من أركان الإسلام لكنها من حقوق الإسلام قالوا ولو تركوا صلاة العيد مثلا مع أن صلاة العيد ليست من الفرائض الخمس لو تركوا صلاة العيد وجب قتالهم يقاتلون بالسيف والرصاص حتى يصلوا العيد مع أن صلاة العيد فرض كفاية أو سنة عند بعض العلماء أو فرض عين على القول الراجح لكن الكلام على أن القتال قد يجوز مع إسلام المقاتلين قد يجوز مع إسلام المقاتلين ليذعنوا لشعائر الإسلام الظاهرة ولهذا قال هنا ( إلا بحقها )
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول " لأفعلن كذا " في المستقبل وإن لم يقل إن شاء الله ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه وشخص يخبر أنه سيفعل يعني يريد الفعل أما الأول فلا بأس أن تقول سأفعل بدون إن شاء الله لأنك إنما تخبر عما في نفسك وأما الثاني الذي تريد أنك تفعل توقع الفعل فعلا فهذا لا تقله إلا مقيدا بالمشيئة (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )) فهناك فرق بين من يخبر عما في نفسه وبين من يقول إنني سأفعل غدا، غدا ليس إليك ربما تموت قبل غد وربما تبقى ولكن يكون هناك موانع وصوارف وربما تبقى ويصرف الله همتك عنه كما يقع كثيرا، كثيرا ما يريد الإنسان أن يفعل فعلا غدا أو في آخر النهار ثم يصرف الله همته
1 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... قال: ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) رواه مسلم . أستمع حفظ
فائدة : جواب الأعرابي لما سئل : بم عرفت ربك ؟
والثاني قيل له بم عرفت ربك قال " بنقض العزائم وصرف الهمم " " بنقض العزائم وصرف الهمم " كيف هذا يعزم الإنسان على شيء ثم تنتقض عزيمته بدون أي سبب ما هناك سبب ظاهر من الذي نقضها الذي نقضها نقض العزيمة هو الذي أودع العزيمة في الأول وهو الله عز وجل صرف الهمم يهم الإنسان بالشيء وربما يبدأ به فعلا ثم ينصرف إذن نقول إن في هذا الحديث دليل على أن الإنسان له أن يقول سأفعل كذا إخبارا عما في نفسه لا جزما بأن يفعل لأن المستقبل له الله لكن إذا أخبرت عما في نفسك فلا حرج والله الموفق
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المجاهدة : قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) وقال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وقال تعالى (( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا )) أي: انقطع إليه وقال تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) والآيات في الباب كثيرة معلومة ... " .
3 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المجاهدة : قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) وقال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وقال تعالى (( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا )) أي: انقطع إليه وقال تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) والآيات في الباب كثيرة معلومة ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المجاهدة ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب المجاهدة " المجاهدة يعني مجاهدة الإنسان نفسه ومجاهدته غيره فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء ولا تتم مجاهدة الغير إلا بمجاهدة النفس أولا ومجاهدة النفس تكون على شيئين يعني أن الإنسان يجاهد نفسه على شيئين على فعل الطاعات وعلى ترك المعاصي لأن فعل الطاعات ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه وترك المعاصي كذلك ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه فهي تحتاج النفس إلى مجاهدة لاسيما مع قلة الرغبة في الخير فإن الإنسان يعاني من نفسه معاناة شديدة ليحملها على فعل الخير ومن أهم ما يكون في هذا مجاهدة النفس على الإخلاص لله عز وجل في العبادة فإن الإخلاص أمره عظيم وشاق جدا حتى إن بعض السلف يقول " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " ولهذا كان جزاء المخلصين أن ( من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه حرمه الله على النار ) لكن متى يكون هذا الأمر، هذا الأمر شديد جدا فالمجاهدة على الإخلاص لله من أشق ما يكون على النفوس لأن النفوس لها حظوظ الإنسان يحب أن يكون مرموقا عند الناس يحب أن يكون محترما بين الناس يحب أن يقال إن هذا رجل عابد هذا رجل فيه كذا وكذا من خصال الخير فيدخل الشيطان على الإنسان من هذا الباب ويحمله على الرياء على مراءاة الناس وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من رآى رآى الله به ومن سمّع سمّع الله به ) يعني أظهر أمره للناس حتى ينكشف والعياذ بالله
كذلك أيضا مما يجاهد الإنسان نفسه عليه فعل الطاعات الشاقة مثل الصوم فإن الصوم من أشق ما يكون على النفوس لأن فيه ترك المألوف من طعام وشراب ونكاح فتجده يكون شاقا على الناس إلا من يسره الله عليه وخففه عنه تجد بعض الناس مثلا في رمضان إذا دخل رمضان وكأنما وضع على ظهره جبل والعياذ بالله لأنه يستثقل الصوم ويرى أنه شاق حتى إن بعضهم يجعل حظ نهاره النوم وحظ ليله السهر في أمر لا خير له فيه كل ذلك من أجل مشقة هذه العبادة عليه
كذلك أيضا من الأشياء التي تحتاج إلى مجاهدة مجاهدة الإنسان على الصلاة مع الجماعة يعني أن كثيرا من الناس يسهل عليه أن يصلي في بيته لكن يشق عليه أن يصلي مع الجماعة في المساجد فتجده مع نفسه في جهاد في جهاد يقول اصبر أقضي هذا الشغل أفعل كذا أفعل كذا حتى يسوف فتفوته صلاة الجماعة وهذه أعني ثقل صلاة الجماعة على الإنسان تدل على أن في قلب الإنسان نفاقا تدل على أن في قلبه نفاقا ما الدليل الدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ) هذا يحتاج إلى مجاهدة أما المحرّم فما أكثر المحرمات التي يشق على بعض الناس تركها تجده يعتاد على فعل المحرّم ويشق عليه تركه ولنضرب لهذا مثلين
فائدة : حكم التدخين .
فائدة : حكم حلق اللحية .
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المجاهدة قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) وقال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وقال تعالى (( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا )) أي: انقطع إليه وقال تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) والآيات في الباب كثيرة معلومة ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب في المجاهدة " وسبق لنا الكلام على معنى هذه الكلمة وذكرنا أن المجاهدة تكون للنفس وتكون للغير وتقدم الكلام على المجاهدة للنفس وأنه يدور على شيئين مجاهدة النفس على فعل الأوامر ومجاهدتها على ترك النواهي أما مجاهدة الغير فإنها تنقسم إلى قسمين قسم بالعلم والبيان وقسم بالسلاح
أما من مجاهدته بالعلم والبيان فهو الذي يتسمى بالإسلام وليس من المسلمين مثل المنافقين وأهل البدع المكفرة وما أشبه ذلك فهؤلاء لا يمكن أن نجاهدهم بالسلاح لأنهم يتظاهرون بالإسلام وأنهم معنا ولكننا نجاهدهم بالعلم والبيان قال الله تعالى (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) فجهاد الكفار يكون بالسلاح وجهاد المنافقين بالعلم والبيان ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم بأن في أصحابه منافقين ويعلمهم بأعيانهم ولكنه لا يقتلهم واستؤذن في قتلهم فقال لا ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) فكذلك الذين ينطوون تحت لواء الإسلام من أهل البدع لا نقاتلهم بالسلاح لكننا نجاهدهم بالعلم والبيان ولهذا كان واجبا على شباب الأمة الإسلامية أن يتعلموا العلم على وجه راسخ ثابت لا على وجه سطحي كما يوجد في كثير من بيوت العلم يتعلمون العلم علما سطحيا لا يرسخ في الذهن علما يقصد به أن يحصل الإنسان على بطاقة شهادة فقط ولكن العلم الحقيقي هو العلم الذي يرسخ في القلب ويكون كالملَكة للإنسان حتى إن الإنسان الذي يوفق لهذا النوع من العلم تجده لا تكاد تأتيه مسألة من المسائل إلا عرف كيف يخرّجها على الأدلة من الكتاب والسنة والقياس الصحيح فلابد من علم راسخ
والناس واليوم في عصرنا محتاجون إلى هذا النوع من العلم لأن البدع بدأ يفشو ظلامها في بلدنا هذه بعد أن كانت نزيهة منها لكن نظرا لانفتاحنا على الناس وانفتاح الناس علينا وذهاب بعضنا إلى بلاد أخرى ومجيء آخرين إلى بلادنا ليسوا على عقيدة سليمة بدأت البدع تظهر ويفشو ظلامها تحتاج هذه البدع إلى نور من العلم إلى نور من العلم يضيء الطريق حتى لا يصيب بلادنا ما أصاب غيرها من البدع المنكرة العظيمة التي قد تصل إلى الكفر والعياذ بالله فلابد من مجاهدة هؤلاء أهل البدع وأهل النفاق بالعلم والبيان وبيان بطلان ما هم عليه بالأدلة المقنعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم لابد من هذا
أما الثاني من جهاد الغير النوع الثاني فهو جهاد بالسلاح وهذا جهاد الأعداء الذين يظهرون العداوة للإسلام ويصرّحون مثل اليهود والنصارى الذين يسمون بالمسيحيين والمسيح منهم بريء عليه الصلاة والسلام المسيح لو أنه خرج لقاتلهم وهم ينتسبون إليه يقول الله عز وجل (( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )) فما جواب عيسى (( قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )) فعيسى ابن مريم قال لهم ما أمره الله به اعبدوا الله ربي وربكم ولكنهم كانوا يعبدون عيسى ويعبدون مريم ويعبدون الله ويقولون إن الله ثالث ثلاثة إذن كيف يصح أن ينتسب هؤلاء إلى عيسى وهو يتبرأ منهم أمام الله عز وجل فاليهود والنصارى والمشركون من البوذيين وغيرهم والشيوعيون كل هؤلاء أعداء للمسلمين كل هؤلاء أعداء للمسلمين يجب على المسلمين أن يقاتلوا هؤلاء حتى تكون كلمة الله هي العليا ولكن مع الأسف المسلمون اليوم في ضعف شديد في هوان في ذل بعضهم يقاتل بعضا أكثر مما يقاتلون أعداءهم هم فيما بينهم يتقاتلون أكثر مما يتقاتلون مع أعدائهم ولهذا سلّط الأعداء علينا وصرنا كالكرة بأيديهم يتقاذفونها حيث ما يشاؤون فلهذا يجب على المسلمين أن يصحوا لهذا الأمر وأن يعدوا العدة لأن الله تعالى قال (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )) وقال الله عز وجل (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) يعطوا الجزية هم يبذلون الجزية لنا عن يد فيها قولان للعلماء عن يد يعني عن قوة منا عليهم أو عن يد يعني عن واحدة من أيديهم بحيث يمدها هو بنفسه اليهودي أو النصراني ولهذا قال العلماء لو أرسل بها خادمه لم نأخذها حتى يأتي هو بنفسه ويسلمها للمسؤول من المسلمين تصوروا يا جماعة كيف الإسلام كيف يريد الله منا أن يكون الإسلام في هذه العزة تضرب عليهم الجزية ويأتون بها هم بأنفسهم ولو كان أكبر واحد منهم يأتي بها حتى يسلمها إلى المسؤول في الدولة الإسلامية عن يد وهو صاغر أيضا لا يأتي بأبهة وبجنود وبقوم وبحشم لا يأتي وهو صاغر
طيب إذا قال قائل كيف تكون تعاليم الإسلام هكذا كيف تكون هكذا أليس هذا عصبية قلنا عصبية لمن هل المسلمون يريدون عصبية لهم يستطيلون على الناس أبدا المسلمون أحسن الناس أخلاقا لكنهم يريدون أن تكون كلمة الخالق أن تكون كلمة الخالق الذي خلقهم وخلق هؤلاء هي العليا أن تكون هي العليا ولا يمكن أن تكون هي العليا حتى يكون المسلمون هم الأعلون ولكن متى يكون المسلمون هم الأعلون يكونون إذا تمسكوا بدين الله حقا ظاهرا وباطنا وعرفوا أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين أما أن يذلوا عن دين الله ثم يذلوا أمام أعداء الله ثم يصيرون أذنابا لأعداء الله فأين العزة لا يمكن أن يكون عزة أبدا لا يمكن الإسلام دين حق دين علو قال الله عز وجل (( فلا تهنوا وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم )) وش تبون بعد أنتم الأعلون والله معكم كيف تدعون إلى السلم كيف تهينون ولكن نظرا لتأخرنا في ديننا تأخرنا وكنا على العكس من ذلك كان الناس في عهد السلف الصالح يمشي المسلم وهو يرى أنه هو المستحق لأرض الله لأن الله قال في كتابه (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) فهو يرى أنه صاحب الأرض أما الآن فبالعكس مع الأسف الشديد ولهذا نحن نحث أبناءنا وشبابنا على أن يفقهوا الدين حقيقة ويتمسكوا به حقيقة وأن يحذروا أعداء الله عز وجل وأن يعلموا أنه لا يمكن لعدو الله وعدوهم أن يسعى في مصلحتهم إطلاقا بل لا يسعى إلا لمصلحة نفسه وتدمير المسلمين ومن ورائهم الإسلام فنسأل الله تعالى أن يعزنا بدينه وأن يعزّ دينه بنا وأن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره وأن يهيئ للأمة الإسلامية قادة خير يقودونها لما فيه صلاحها وسعادتها في دينها ودنياها
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
7 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المجاهدة قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )) وقال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وقال تعالى (( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا )) أي: انقطع إليه وقال تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) وقال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) والآيات في الباب كثيرة معلومة ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري ... " .
8 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري ... " .
نقل المؤلف رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) المعاداة هي المباعدة وهي ضد الموالاة والولي بيّنه الله عز وجل في قوله (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون )) هؤلاء هم أولياء الله الذين آمنوا يعني حققوا الإيمان في قلوبهم بكل ما يجب الإيمان به وكانوا يتقون حققوا العمل الصالح بجوارحهم فاتقوا جميع المحارم من ترك الواجبات أو فعل المحرمات فهم جمعوا بين صلاح الباطن بالإيمان وصلاح الظاهر بالتقوى هؤلاء هم أولياء الله وليس أولياء الله وليست ولاية الله سبحانه وتعالى تأتي بالدعوى كما يفعله بعض الدجالين الذين يموّهون على العامة بأنهم أولياء لله وهم أعداء لله والعياذ بالله فتجد في بعض البلاد الإسلامية أناسا يموّهون للعامة يقولون نحن أولياء ثم يفعل الإنسان من العبادات الظاهرة ما يموّه به على العامة وهو من أعداء الله لكنه يتخذ من هذه الدعوة وسيلة إلى جمع المال وإلى إكرام الناس له وإلى تقربهم إليه وإلى ما أشبه ذلك وعندنا ولله الحمد ضابط بيّنه الله عز وجل وتعريف بيّن للأولياء (( الذين آمنوا وكانوا يتقون )) هؤلاء هم أولياء الله فالذي يعادي أولياء الله يقول الله عز وجل ( فقد آذنته بالحرب ) يعني أعلنت عليه الحرب فالذي يعادي أولياء الله محارب لله عز وجل نسأل الله العافية ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة ثم قال سبحانه وتعالى ( وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) يعني أن الله يقول ما تقرّب الإنسان إليّ بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه يعني أن الفرائض أحب إلى الله من النوافل فالصلوات الخمس مثلا أحب إلى الله من قيام الليل وأحب إلى الله من النوافل صيام رمضان أحب إلى الله من صيام الإثنين والخميس والبيض وما أشبهها كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل وذلك يعني وجه ذلك أن الفرائض وكّدها الله عز وجل فألزم به العباد وهذا دليل على شدة محبته لها عز وجل لما كان يحبها شديدا ألزم بها العباد أما النوافل فالإنسان حر إن شاء تنفل وزاد خيرا وإن شاء لم يتنفل لكن الفرائض أحب إلى الله وأوكد والغريب أن الشيطان يأتي الناس وتجدهم في النوافل يحسنونها تماما تجده مثلا في صلاة الليل يخشع ولا يتحرك ولا يذهب قلبه يمينا ولا شمالا لكن إذا جاءت الفرائض فالحركة كثيرة والوساوس كثيرة والهواجيس بعيدة وهذا من تزيين الشيطان إذا كنت تزيّن النافلة فالفريضة أحق بالتزيين أحسن الفريضة لأنها أحب إلى الله عز وجل من النوافل ( وما يزال عبدي ) نعم ( وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ) يالله من فضلك النوافل تقرب إلى الله تكمل الفرائض فإذا أكثر الإنسان من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة الله يعني أن الله يحبه فإذا أحبه يقول عز وجل ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) يعني أنني أكون مسددا له في هذه الأعضاء الأربعة في السمع أسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضي الله ويعرض عما يغضب الله لا يستمع إليه كذلك أيضا بصره لا ينظر إلا إلى ما يحب الله النظر إليه ولا ينظر إلى المحرّم ولا ينظر نظرا محرما ويده لا يعمل بيده إلا ما يرضي الله لأن الله يسدده وكذلك رجله لا يمشي إلا إلى ما يرضي الله لأن الله يسدده هذا معنى قوله ( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) وليس معنى أن الله يكون نفس السمع ونفس البصر حاشا لله ولكن المعنى أنه يسدد الإنسان في سمعه وبصره وبطشه ومشيه هذا هو معنى الحديث ويأتي إن شاء الله البقية
بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام على أول هذا الحديث إلى قوله ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) وبينا أن معنى هذه الجمل أن الله عز وجل يسدد هذا الولي في قوله وفعله وحركاته وسكناته يسدده في سمعه فلا يستمع إلا لما فيه الخير والصلاح ويكون ممن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم يسدده أيضا في عينه بصره الذي يبصر به فلا يرى ولا ينظر إلا لما أحل الله له وانتفع بنظره في الآخرة يسدده أيضا في فعله بيديه فيكون لا يعمل بيديه إلا ما يرضي الله عز وجل وكذلك يسدده في خطواته ومشيه في رجليه بحيث لا يسعى إلا لما فيه الخير فإذا كان الله سبحانه وتعالى مسددا له في هذه الأشياء كان موفقا مغتنما لأوقاته منتهزا لفرصه وليس المعنى أن الله يكون نفس السمع ونفس البصر ونفس اليد ونفس الرجل لأن هذا محال فإن هذه أعضاء وأبعاض لشخص مخلوق لا يمكن أن تكون هي الخالق ولأن الله تعالى أثبت في هذا الحديث في قوله ( وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) فأثبت سائلا ومسؤولا وعائذا ومعوذا به وهذا غير هذا وفي قوله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي ( وإن سألني أعطيته ) دليل على أن هذا الولي الذي تقرّب إلى الله تعالى بالفرائض ثم بالنوافل إذا سأل الله أعطاه فكان مجاب الدعوة وهذا الإطلاق يقيّد بالأحاديث الأخرى الدالة على أنه يعطى السائل سؤله ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم فإن سأل إثما فإنه لا يجاب لكن الغالب أن الولي لا يسأل الإثم لأن الولي هو المؤمن التقي والمؤمن التقي لا يسأل إثما ولا قطيعة رحم
( ولئن استعاذني لأعيذنه ) يعني لئن اعتصم بي ولجأ إليّ من شر كل ذي شر لأعيذنه فيحصل بإعطائه مسؤوله وإعاذته مما يتعوذ منه يحصل له المطلوب ويزول عنه المرغوب
في هذا الحديث عدة فوائد
أولا إثبات الولاية لله عز وجل وولاية الله تعالى تنقسم إلى قسمين ولاية عامة وهي السلطة على جميع العباد والتصرف فيهم بما أراد هذه ولاية عامة كل إنسان فإن الذي يتولى أموره وتدبيره وتصريفه هو الله عز وجل ومن ذلك قوله تبارك وتعالى (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )) هذه ولاية عامة تشمل جميع الخلق أما الولاية الخاصة فمثل قوله تعالى (( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات )) الولاية العامة تكون بغير سبب من الإنسان يتولى الله الإنسان شاء أم أبى وبغير سبب منه أما الولاية الخاصة فإنها تكون بسبب من الإنسان هو الذي يتعرض لولاية الله حتى يكون الله وليا له (( الذين آمنوا وكانوا يتقون ))
ومن فوائد هذا الحديث فضيلة أولياء الله وأن الله سبحانه وتعالى يعادي من عاداهم بل يكون حربا عليهم عز وجل
ومن فوائد هذا الحديث أن الأعمال الواجبة من صلاة وصدقة وصوم وحج وجهاد وعلم وغير ذلك أفضل من الأعمال المستحبة لأن الله قال ( ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )
ومن فوائده إثبات المحبة لله عز وجل وأن الله تعالى يحب الأعمال بعضها أكثر من بعض كما أنه يحب الأشخاص بعضهم أكثر من بعض فالله عز وجل يحب العاملين بطاعته ويحب الطاعة وتتفاوت محبته سبحانه وتعالى على حسب ما تقتضيه حكمته
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الإنسان إذا تقرّب إلى الله بالنوافل مع القيام بالواجبات فإنه يكون بذلك معانا في جميع أموره لقوله تعالى في هذا الحديث القدسي ( ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه ) إلى آخره
وفيه دليل أيضا على أن من أراد أن يحبه الله فالأمر سهل عليه إذا سهله الله عليه يقوم بالواجبات ويكثر من العبادات التطوع فبذلك ينال محبة الله وينال ولاية الله
ومن فوائد هذا الحديث إثبات عطاء الله عز وجل وإجابة دعوته وإجابة دعوته لوليه لقوله ( وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) وأتى به المؤلف في باب المجاهدة لأن النفس تحتاج إلى جهاد في القيام بالواجبات ثم بفعل المستحبات نسأل الله أن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
9 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) رواه البخاري ... " .
10 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) رواه البخاري ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) يعني أن هذين الجنسين من النعم مغبون فيهما كثير من الناس أي مغلوب، مغلوب فيهما وهما الصحة والفراغ وذلك أن الإنسان إذا كان صحيحا كان قادرا على ما أمره الله به أن يفعله وكان قادرا على ما نهى الله عنه أن يتركه لأنه صحيح البدن منشرح الصدر مطمئن القلب كذلك الفراغ إذا كان عنده ما يؤويه وما يكفيه من مؤونة فهو متفرغ فإذا كان فارغا صحيحا فإنه يغبن كثيرا في هذا لأن كثيرا من أوقاتنا تضيع بلا فائدة تضيع أوقات كثيرة ونحن في صحة وعافية وفراغ ومع ذلك تضيع علينا كثيرا ولكننا لا نعرف هذا الغبن في الدنيا إنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضره أجله وإذا كان يوم القيامة دليل ذلك قول الله تعالى (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )) وقال عز وجل في سورة المنافقين (( من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) قال الله عز وجل (( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )) الواقع أن هذه الأوقات الكثيرة تذهب علينا سدى لا ننتفع منها ولا ننفع أحدا من عباد الله ولا نندم على هذا إلا إذا حضر الأجل يتمنى الإنسان أن يعطى فرصة دقيقة واحدة لأجل أن يستعتب ولكن لا يحصل له ثم إن الإنسان قد لا تفوته هذه النعمة بل قد لا تفوته هاتان النعمتان الصحة والفراغ بالموت قد تفوته قبل أن يموت قد يمرض ويعجز عن القيام بما أوجب الله عليه قد يمرض ويكون ضيق الصدر لا ينشرح صدره ويتعب وقد ينشغل بإيجاد النفقة له ولعياله حتى تفوته كثير من الطاعات لهذا ينبغي للإنسان العاقل أن ينتهز فرصة الصحة والفراغ بطاعة الله عز وجل بقدر ما يستطيع إن كان قارئا للقرآن فليكثر من قراءة القرآن إن كان لا يعرف يكثر من ذكر الله عز وجل إذا كان لا يمكن يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر يبذل لإخوانه كل ما يستطيع من معونة وإحسان فكل هذه خيرات كثيرة تذهب علينا سدى فالإنسان العاقل هو الذي ينتهز الفرص فرصة الصحة وفرصة الفراغ
وفي هذا دليل على أن النعم نعم الله تتفاوت بعضها أكبر من بعض وهو كذلك وأكبر نعمة ينعم الله بها على العبد نعمة الإسلام، نعمة الإسلام التي أضل الله عنها كثيرا من الناس قال الله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) فإذا وجد الإنسان أن الله قد أنعم عليه بالإسلام وشرح الله صدره له فإن هذه أكبر النعم ثم نعمة العقل فإن الإنسان إذا رأى مبتلى في عقله لا يحسن التصرف وربما يسيء إلى نفسه وإلى أهله حمد الله على هذه النعمة فإنها نعمة عظيمة
ثالثا نعمة الأمن في الأوطان فإنها من أكبر النعم ونضرب لكم مثلا لما سبق عن آبائنا وأجدادنا من المخاوف العظيمة في هذه البلاد حتى إننا نسمع أنهم إذا خرجوا إلى الصلاة صلاة الفجر لا يخرج الإنسان إلا بسلاح يخشى أن يعتدي عليه أحد ثم نضرب مثلا في حرب الخليج التي مضت في العام الماضي كيف كان الناس خائفين حتى أصبح الناس يلطسون درائشهم بالشمع خوفا من شيء متوهم أن يرسل عليهم وصار الناس في قلق عظيم فنعمة الأمن لا يشابهها نعمة غير نعمة الإسلام والعقل
كذلك الرابع مما أنعم الله به علينا ولاسيما في هذه البلاد رغد العيش يأتينا من كل مكان نحن في خير عظيم ولله الحمد البيوت ملآنة من الأرزاق والسماطات يجعل فيها من الأرزاق ما يكفي