تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . رواه مسلم ... " .
أولا ما يحرص على ما ينفعه تمضي أوقاته ليلا ونهارا بدون فائدة تضيع عليه سدى
ثانيا إذا قدّر أنه اجتهد في أمر ينفعه ثم فات الأمر ولم يكن على ما توقع تجده يندم وليتني ما سويت كذا ولو أني سويت كذا لكان كذا هذا ماهو صحيح أنت أديت ما عليك ثم بعد هذا فوّض الأمر إلى الله عز وجل
فإذا قال قائل كيف أحتج بالقدر كيف أقول قدر الله وما شاء فعل هذا احتجاج بالقدر نقول نعم الاحتجاج بالقدر في موضعه لا بأس به ولهذا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم (( اتبع ما يوحى إليك من ربك وأعرض عن المشركين ولو شاء الله ما أشركوا )) فبيّن له أن شركهم بمشيئته والاحتجاج بالقدر على الاستمرار في المعصية هذا حرام لا يجوز لأن الله قال (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا )) لكن الاحتجاج بالقدر في موضعه هذا لا بأس به
( دخل النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة على علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام فوجدهما نائمين فقال لهما ما منعكما أن تقوما يعني تقوما تتهجدان فقال علي يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله لو شاء أن نقوم لقمنا فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يضرب على فخذه ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) هذا جدال لكن احتجاج علي بن أبي طالب في محله لأن النائم ليس عليه حرج ما ترك القيام وهو مستيقظ النائم لا حرج عليه ( رفع القلم عن ثلاثة ) ( رفع القلم عن ثلاثة ) ولا يبعد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يختبر علي بن أبي طالب ماذا يقول في الجواب لا يبعد هذا وسواء كان ذلك أم لم يكن لكن احتجاج علي بالقدر هنا حجة وذلك لأنه أمر ليس باختياره هل النائم يستطيع أن يستيقظ إذا لم يوقظه الله لا إذن هي حجة الاحتجاج بالقدر ممنوع إذا أراد الإنسان أن يستمر على المعصية ليدفع اللوم عن نفسه نقول يا فلان صل مع الجماعة قال لو أن الله هداني صليت هذا ماهو صحيح يقال له أقلع عن حلق اللحية يقول لو هداني الله لأقلعت أقلع عن الدخان لو هداني الله لأقلعت هذا ماهو صحيح لأن هذا يحتج بالقدر لإيش ليستمر في المعصية والمخالفة لكن إنسان وقع منه الأمر وتاب إلى الله وأناب إلى الله وندم وقال والله هذا شيء مقدر عليّ ولكني أستغفر الله وأتوب إليه نقول هذا صحيح أنت تب واحتج بالقدر مافي مانع ابذل المجهود وإذا خالف الأمر فإلى الله عز وجل والله أكبر
1 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) . رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم: حفت بدل حجبت وهو بمعناه: أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .
2 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم: حفت بدل حجبت وهو بمعناه: أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم: حفت بدل حجبت وهو بمعناه: أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( حفت النار بالشهوت ) وفي لفظ ( حجبت ) ( وحفت الجنة بالمكاره ) وفي لفظ ( حجبت الجنة بالمكاره ) يعني أحيطت بها فالنار قد أحيطت بالشهوات والجنة قد أحيطت بالمكاره الشهوات هي ما تميل إليه النفس من غير تعقل ولا تبصّر ولا مراعاة لدين ولا مراعاة لمروءة مثلا الزنا والعياذ بالله شهوة الفرج تميل إليها النفس كثيرا فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب فإنه يكون سببا لدخوله النار شرب الخمر تهواه النفس وتميل إليه ولهذا جعل الشارع له عقوبة رادعة بالجلد فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب وشرب الخمر أداه ذلك إلى النار والعياذ بالله حب المال شهوة من شهوات النفس إذا سرق الإنسان فإنه يحب أن يجمع المال يحب أن يسرق من أجل أن يستولي على المال الذي تهواه نفسه فإذا سرق فقد هتك هذا الحجاب فيصل إلى النار والعياذ بالله الغش من أجل أن يزيد الثمن ثمن السلعة هذا تهواه النفس تهواه النفس فيفعله الإنسان فيهتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيدخل النار الاستطالة على الناس والعلو عليهم والترفع عليهم كل إنسان يحب هذا تهواه النفس فإذا فعله الإنسان فقد هتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيصل إلى النار والعياذ بالله ولكن ما دواء هذه الشهوة التي تميل إليها النفس الأمارة بالسوء دواؤها ما بعده قال ( وحفت الجنة بالمكاره ) أو ( حجبت بالمكاره ) يعني أحيطت بما تكرهه النفوس لأن الباطل محبوب للنفس الأمارة بالسوء والحق مكروه لها فإذا تجاوز الإنسان هذا المكروه وأكره نفسه الأمارة بالسوء على فعل الواجبات وعلى ترك المحرمات فحينئذ يصل إلى الجنة ولهذا تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلا يستثقلها ولاسيما في أيام الشتاء وأيام البرد ولاسيما إذا كان في الإنسان نوم كثير بعد تعب وجهد تجد أن الصلاة ثقيلة عليه ويكره أن يقوم يصلي لأن الفراش ليّن ولذيذ ولكن إذا كسر هذا الحاجب كسر هذا المكروه وصل إلى الجنة
نفسه الأمارة بالسوء تدعوه إلى الزنا الزنا شهوة تحبه النفس الأمارة بالسوء لكن إذا عقلها أي عقل النفس الأمارة بالسوء وأكرهها على تجنب هذه الشهوة فهذا كره له ولكن هو الذي يوصله إلى الجنة لأن الجنة حفّت بالمكاره
الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله مكروه للنفس (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) مكروه للنفس فإذا كسر الإنسان هذا الحجاب كان ذلك سببا لدخول الجنة واستمع إلى قول الله تعالى (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )) فإذا كسر الإنسان هذا المكروه وصل إلى الجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديد على النفوس شاق عليها كل إنسان يتهاون فيها يكرهه يقول أنا مالي وللناس أتعب نفسي معهم وأتعبهم معي ولكنه إذا كسر هذا المكروه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر كان هذا سببا لدخوله الجنة وهلم جرا كل الأشياء التي أمر الله بها مكروهة للنفوس لكن أكره نفسك عليها حتى تدخل الجنة اجتناب المحرمات شديد على النفوس ومكروه إليها لاسيما مع قوة الداعي فإذا أكرهت نفسك على ترك هذه المحرمات فهذا من أسباب دخول الجنة
لنفرض أن رجلا شابا أعزب في بلاد كفر حرية فيها يفعل الإنسان ما شاء النساء الجميلات الفتيات الشابات كلها أمامه وهو رجل أعزب شاب لا شك أنه سيعاني مشقة عظيمة في ترك الزنا يعاني مشقة لأنه متيسر له وأسبابه كبيرة لكن إذا أكره نفسه على تركه صار هذا سببا لدخول الجنة واستمع إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) يوم القيامة تدنو الشمس الحارة العظيمة التي نحس بحرارتها الآن وبيننا وبينها مئات السنين هذه الشمس تدنو يوم القيامة حتى تكون عن رؤوس الخلائق بمقدار ميل الميل ما هو قال بعض العلماء ميل المكحلة ميل المكحلة صغيّر أقل من الأصبع وقال بعضهم ميل المسافة وأيا كان فالشمس قريبة من الرؤوس لكن هناك أناس يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله اسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم يظلهم الله يعني يخلق لهم ما يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ما فيه ذاك اليوم ما فيه بناء ما فيه شجر ما فيه جبال تظلل ما فيه شيء إلا ظل رب العالمين اسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن أظله به هذا الظل يظل الله فيه من شاء من عباده ومنهم السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام
( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل ) إمام عادل إمام عادل ما معنى عادل هل معناه إنه يحكم لأقاربه وغيرهم على حد سواء هذا من معنى العدل لكن الإمام العادل الذي يطبق شريعة الله في كل شيء في الحكم في الناس وفي الحكم بين الناس هذا الإمام العادل، الإمام العادل لو فرضنا إمام عادل يعدل بين الناس في الحكم لكن لا يعدل فيهم بالحكم لا يطبق فيهم شرع الله فليس بعادل العادل هو الذي يعدل بين الناس وفي الناس بحكم الله عز وجل ( وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ) هذا الشاهد دعته امرأة رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ذات منصب يعني شريفة ليست دنيئة وجمال والجمال تدعو النفس نعم يدعو النفس إلى الاتصال بالمرأة فقال ( إني أخاف الله ) ما قال ليس في شهوة، فيه شهوة ولا قال حولنا أحد أخشى يعلم الناس بهذا لا رجل شاب فيه شهوة والمكان خالي ما فيه أحد ما فيه موانع السبب للزنا قائم والمانع معدوم لكن هناك شيء لكن هناك مانع واحد وهو خوف الله عز وجل قال إني أخاف الله هذا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
السادس ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) من شدة إخلاصه
والسابع ( رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) فاضت عيناه شوقا إلى ربه عز وجل وفاضت عيناه خوفا من ربه خالي ليس عنده أحد خالي القلب من الدنيا ليس يهوجس ليس يهوجس أو يروح يمين يسار بالقلب القلب خالي إلا من ذكر الله ذكر الله في هذه الخلوة القلبية والخلوة المكانية ففاضت عيناه هذا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله المهم أن النار حجبت بالشهوات والجنة حجبت بالمكاره فجاهد نفسك وإن كرهت على ما يحبه الله جاهد نفسك على ما يحبه الله ولو كرهت واعلم علم إنسان مجرّب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفت الطاعة وصار بدل ما كنت تكرهها لو أردت أن تتخلف عن الطاعة أبت نفسك عليك بس عوّد نفسك نجد بعض الناس يعني يكره أن يصلي مع الجماعة ويثقل عليه أول ما يفعل أول ما يبدأ ثم إذا به يكون هذه الصلاة مع الجماعة قرة عينه لو تأمره ألا يصلي قال لا بصلي فأنت عوّد نفسك وأكرهها أول الأمر وستلين لك فيما بعد وتنقاد لك أسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
3 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم: حفت بدل حجبت وهو بمعناه: أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه رواه مسلم ... " .
4 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه رواه مسلم ... " .
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه ( صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة )، ذات ليلة يعني في ليلة من الليالي وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يصلي معه بعض أصحابه فمرة صلى معه حذيفة ومرة صلى معه ابن مسعود رضي الله عنه ومرة صلى معه ابن عباس رضي الله عنهما وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي في الليل وحده لأن صلاة الليل لا تشرع فيها الجماعة إلا في رمضان لكن لا بأس أن تقام الجماعة فيها أحيانا كما في هذا الحديث يقول ( فافتتح سورة البقرة فقلت يركع عند المئة ) قرأ السورة كاملة فظن حذيفة أنه يركع بها أي أنه إذا كمل سورة البقرة ركع ولكنه مضى صلى الله عليه وسلم ( فقرأ سورة النساء كاملة فقال حذيفة يركع بها ) ولكنه مضى فقرأ سورة آل عمران كاملة في ركعة واحدة يقرأ مترسلا غير مستعجل ( إذا مرّ بآية تسبيح سبح وإذا مر بآية سؤال سأل وإذا مر بآية تعوذ تعوذ ) فجمع عليه الصلاة والسلام بين القراءة وبين الذكر وبين الدعاء وبين التفكر لأن الذي يسأل عند السؤال ويتعوذ عند التعوذ ويسبح عند التسبيح لاشك أنه يتأمل قراءته ويتفكر فيها فيكون هذا القيام روضة من رياض الذكر قراءة تسبيح دعاء تفكر وهو عليه الصلاة والسلام في هذا كله لم يركع هذه السور الثلاث البقرة والنساء وآل عمران أكثر من خمسة أجزاء خمسة أجزاء وربع فتدبر إذا كان الإنسان يقرأها بترسل ويستعيذ عند آية الوعيد ويسأل عند آية الرحمة ويسبح عند آية التسبيح كم تكون المدة طويلة ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورم قدماه وتتفطر حتى إن ابن مسعود وهو شاب لما صلى معه ليلة من الليال يقول ( أطال النبي صلى الله عليه وسلم القيام حتى هممت بأمر سوء قالوا بم هممت قال هممت أن اجلس وأدعه ) عجز أن يصبر من شدة من طول القيام ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام ركع بعد أن أتم السور الثلاث ( فقال سبحان ربي العظيم وأطال الركوع نحوا من قيامه ثم رفع من ركوعه وأطال القيام بعد الركوع وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد حتى كان قيامه نحوا من ركوعه ثم سجد صلى الله عليه وسلم فقال سبحان ربي الأعلى وأطال السجود حتى كان سجوده قريبا من قيامه أو نحوا من قيامه ) وهكذا كان عليه الصلاة والسلام يصلي فيجعل الصلاة متناسبة إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود والقيام الذي بعد الركوع والجلوس الذي بين السجدتين وإذا خفف القراءة خفف الركوع والسجود والقيام من أجل أن تكون الصلاة متناسبة وهذا فعله صلوات الله وسلامه عليه في الفرض وفي النفل أيضا فكان يجعل صلاته متناسبة ففي هذا الحديث عدة فوائد:
الفائدة الأولى وهي التي ساق المؤلف الحديث من أجلها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل عمل المجاهد الذي يجاهد نفسه على الطاعة لأنه يعمل هذا العمل الشاق كل هذا ابتغاء وجه الله ورضوانه كما قال الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
ومنها جواز صلاة الجماعة في صلاة الليل جواز إقامة الجماعة في صلاة الليل لكن هذا ليس دائما إنما يفعل أحيانا في غير رمضان أما في رمضان فإن ذلك سنة يسن أن يقوم الناس جماعة
ومنها أنه ينبغي للإنسان في صلاة الليل إذا مر بآية رحمة أن يسأل يقف ويسأل مثل إذا مر بذكر الجنة يقف ويقول اللهم إني أسألك أن تجعلني من أهلها اللهم إني أسألك والجنة إذا مرّ بآية وعيد يقف يقول أعوذ بالله من ذلك أعوذ بالله من النار إذا مرّ بآية تسبيح يعني تعظيما لله عز وجل فإنه يقف ويسبح الله ويعظمه هذا في صلاة الليل في صلاة الفريضة لا بأس أن يفعل هذا ولكنه ليس بسنة إن فعله فإنه لا ينهى عنه وإن تركه فإنه لا يؤمر به بخلاف صلاة الليل فإن الأفضل أن يفعل ذلك يتعوذ عند آية الوعيد ويسأل عند آية الرحمة ويسبح عند آية التسبيح
ومنها من فوائد هذا الحديث جواز تقديم السور بعضها على بعض فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدّم سورة النساء على سورة آل عمران والترتيب أن سورة آل عمران قبل سورة النساء ولكن هذا والله أعلم كان قبل السنة الأخيرة فإن السنة الأخيرة كان النبي عليه الصلاة والسلام يقدّم آل عمران على سورة النساء ولهذا رتّبها الصحابة رضي الله عنهم على هذا الترتيب أي أن آل عمران قبل سورة النساء وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقرن بين البقرة وآل عمران مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ) أو ( غيايتان ) أو ( فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة ) فالمهم أن الترتيب في الأخير كان تقديم كان تقديم سورة آل عمران على سورة النساء
ومن فوائد هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح ويكرر التسبيح لأن حذيفة قال " إنه يقول سبحان ربي العظيم " وذكر أنه يطيل ويقول " سبحان ربي الأعلى " وذكر أنه يطيل ولم يذكر شيئا آخر فدل هذا على أنك مهما كررت من التسبيح في الركوع والسجود فإنه سنة ولكن مع هذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في ركوعه وسجوده ويكثر من هذ القول ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) وكان يقول أيضا ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) فكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر ودعاء فإنه يسن للإنسان أن يقوله في صلاته نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا وأن يتولانا وإياكم في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم
5 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء، قيل: وما هممت به ؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله متفق عليه ... " .
6 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء، قيل: وما هممت به ؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله متفق عليه ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء ، قيل : وما هممت به ؟ قال : هممت أن أجلس وأدعه . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله متفق عليه ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وكان رضي الله عنه أحد الذين يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب وسادته وسواكه رضي الله عنه فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأطال القيام وقد سبق من حديث عائشة أنه ( كان يقوم حتى تتفطر قدماه أو حتى تتورم ) تتفطر أحيانا وتتورم أحيانا من طول القيام
وصح من حديث حذيفة أنه قرأ في ركعة واحدة ثلاث سور من طوال السور البقرة والنساء وآل عمران
ابن مسعود رضي الله عنه صلى معه ذات ليلة فأطال النبي صلى الله عليه وسلم القيام فهم بأمر سوء يعني بأمر ليس يسرّ المرء فعله ( قالوا بم هممت يا أبا عبدالرحمن قال هممت أن أجلس وأدعه ) يعني أجلس وأدعه قائما لأن ابن مسعود تعب وأعيا مع أنه شاب والنبي عليه الصلاة والسلام لم يتعب لأنه عليه الصلاة والسلام كان أشد الناس عبادة لله عز وجل وأتقاهم لله
ففي هذا دليل على أنه من السنة أن الإنسان يقوم في الليل ويطيل القيام وأنه إذا فعل ذلك فهو مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اعلم أنك إذا أطلت القيام فإن السنة أن تطيل الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والقيام بعد الركوع فإن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام بل من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل صلاته متناسبة إذا أطال القيام أطال بقية الأركان وإذا خفف القيام خفف بقية الأركان هذا هو السنة
ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يتبع الميت ثلاثة ماله وأهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد ) صدق النبي صلى الله عليه وسلم الإنسان إذا مات تبعه المشيّعون له فيتبعه أهله يشيّعونه إلى المقبرة وما أعجب الحياة الدنيا وما أخسها وما أدناها يتولى دفنك من أنت أحب الناس إليه يدفنونك يبعدونك عنهم لو أنهم أعطوا أجرة على أن تبقى جسدا بينهم ما رضوا بذلك فأقرب الناس إليك ومن أنت أحب الناس إليهم هم الذين يتولون دفنك يتبعونك يشيعونك ويتبعه ماله، ماله يعني خدمه المماليك له العبيد وهذا يمثل الرجل الغني الرجل الغني الذي له خدم مماليكه يتبعونه ويتبعه عمله معه فيرجع اثنان ويدعونه وحده ولكن يبقى معه عمله نسأل الله أن يجعل عملنا وإياكم صالحا يبقى عمله عنده أنيسه في قبره ينفرد به إلى يوم القيامة
وفي هذا الحديث دليل على أن الدنيا كل زينة الدنيا ترجع ولا تبقى معك في قبرك المال والبنون زينة الحياة الدنيا كلها ترجع أما الذي يبقى فهو العمل فعليك يا أخي عليك أن تحرص على مراعاة هذا الصاحب الذي يبقى ولا ينصرف مع من ينصرف عليك أن تجتهد حتى يكون عملك عملا صالحا يؤنسك في قبرك إذا انفردت به عن الأحباب والأهل والأولاد
ومناسبة هذا الباب هذا الحديث للباب ظاهرة لأن كثرة العمل يوجب مجاهدة النفس فإن الإنسان يجاهد نفسه على الأعمال الصالحة التي تبقى بعد موته نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة والعاقبة وأن يتولانا وإياكم بعنايته إنه جواد كريم
القارئ : الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نقل المؤلف
7 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء ، قيل : وما هممت به ؟ قال : هممت أن أجلس وأدعه . متفق عليه . عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله متفق عليه ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري . وعن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه ، وحاجته فقال : سلني فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . فقال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه مسلم ... " .
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته ) "
الشيخ : بوَضوئه
القارئ : " ( فآتيه بوَضوئه وحاجته فقال سلني فقلت أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى
8 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري . وعن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه ، وحاجته فقال : سلني فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . فقال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري . وعن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه ، وحاجته فقال : سلني فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . فقال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه مسلم ... " .
كذلك في النار الجملة الثانية وهي التي فيها التحذير يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( والنار مثل ذلك ) أي أقرب إلى أحدنا من شراك نعله فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا وهي من سخط الله يهوي بها في النار كذا وكذا من السنين وهو لا يدري وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبالٍ بها وغير مهتم بمدلوها فترديه في نار جهنم نسأل الله العافية
ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك كانوا يتحدثون فيما بينهم يقولون " ما رأينا مثل قرآئنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء " يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعني أنهم واسعو البطون من كثرة الأكل وليس لهم همّ إلا الأكل ولا أكذب ألسنا يعني أنهم يتكلمون بالكذب ولا أجبن عند اللقاء يعني أنهم عند لقاء العدو جبناء لا يثبتون بل يفرّون ويهربون هكذا يقول المنافقون في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإذا تأملت وجدت أن هذا ينطبق على المنافقين تماما لا على المؤمنين فالمنافقون أشد الناس أو من أشد الناس حرصا على الحياة والمنافقون من أكذب الناس ألسنا والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين ومع ذلك يقول الله عز وجل (( ولئن سـألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب )) يعني ما كنا نقصد الكلام إنما هو خوض في الكلام ولعب فقال الله عز وجل (( قل )) يعني قل يا محمد (( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين )) فبيّن الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله ولهذا يجب على الإنسان أن يقيّد منطقه وأن يحفظ لسانه حتى لا يزل فيهلك نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الشيخ : كنت إيش
القارئ : أبيت
الشيخ : ...
القارئ : " ( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال سلني فقلت أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله فيما نقل عن ربيعة بن مالك الأسلمي رضي الله عنه وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهل الصفة والذين يخدمون الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحرار عدد منهم ربيعة بن مالك ومنهم ابن مسعود ولهم الشرف بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أهل الصفة وأهل الصفة رجال مهاجرون هاجروا إلى المدينة وليس لهم مأوى فوطنهم النبي عليه الصلاة والسلام في صفة في المسجد، المسجد النبوي وكانوا أحيانا يبلغون الثمانين وأحيانا دون ذلك وكان الصحابة رضي الله عنهم يأتون إليهم بالطعام واللبن وغيره مما يتصدقون به عليهم فكان ربيعة بن مالك رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه بوضوئه وحاجته
الوضوء بالفتح الماء الذي يتوضؤ به والوضوء بالضم فعل الوضوء وأما الحاجة فلم يبينها ولكن المراد كل ما يحتاجه النبي عليه الصلاة والسلام يأتي به إليه فقال له ذات يوم سل يعني اسأل من أجل أن يكافأه النبي عليه الصلاة والسلام على خدمته إياه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق وكان يقول ( من صنع إليكم معروفا فكافئوه ) فأراد أن يكافئه فقال له ( سل ) يعني اسأل ما بدا لك وقد يتوقع الإنسان أن هذا الرجل سيسأل مالا ولكن همته كانت عالية قال ( اسألك مرافقتك في الجنة ) كما كنت يعني كأنه يقول كما كنت مرافقا لك في الدنيا اسألك مرافقتك في الجنة قال ( أو غير ذلك ) يعني أو تسأل غير ذلك مما يمكن أن أقوم به ( قال " هو ذاك ) يعني لا أسأل إلا ذاك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) وهذا هو الشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع وكثرة الركوع تستلزم كثرة القيام لأن كل صلاة في كل ركعة منها ركوع وسجودان فإذا كثر السجود كثر الركوع وكثر القيام وذكر السجود دون غيره لأن السجود أفضل هيئة للمصلي فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وإن كان المصلي قريبا من الله قائما كان أو راكعا أو ساجدا أو قاعدا لكن أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد
وفي هذا دليل على فضل السجود واختلف أهل العلم هل الأفضل إطالة القيام أو إطالة الركوع والسجود فمنهم من قال الأفضل إطالة القيام ومنهم من قال الأفضل إطالة الركوع والسجود والصحيح أن الأفضل أن تكون الصلاة متناسبة وإلا فإن القيام بلا شك أطول من الركوع والسجود في حد ذاته لكن ينبغي إذا أطال القيام أن يطيل الركوع والسجود وإذا قصّر القيام أن يقصّر الركوع والسجود
وفي هذا دليل على أن الصلاة مهما أكثرت منها فهو خير إلا أنه يستثنى من ذلك أوقات النهي أوقات النهي التي هي من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس قدر رمح وعند قيامها في وسط النهار حتى تزول ومن صلاة العصر إلى الغروب فإن هذه الأوقات الثلاثة لا يجوز للإنسان أن يصلي فيها صلاة تطوع إلا إذا كان لها سبب كتحية المسجد وسنة الوضوء وما أشبه ذلك
وفي هذا دليل في الحديث دليل على جواز استخدام الرجل الحر وأن ذلك لا يعد من المسألة المذمومة فلو أنك قلت لشخص من الناس ممن يخدمونك ويقومون بخدمتك أعطني كذا أعطني كذا فلا بأس وكذلك لو قلت لصاحب المنزل أعطني ماء صب لي فنجان قهوة وما أشبه ذلك فلا بأس لأن هذا لا يعد من السؤال المذموم بل هذا من تمام الضيافة وقد جرت العادة بمثله
وفيه أيضا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك أن يدخل أحدا الجنة ولهذا لم يضمن لهذا الرجل أن يعطيه مطلوبه ولكنه قال ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) فإذا قام بكثرة السجود التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حري أن يكون مرافقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة
9 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري . وعن ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الصفة رضي الله عنه قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فآتيه بوضوئه ، وحاجته فقال : سلني فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . فقال : أو غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود رواه مسلم ... " . أستمع حفظ