تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، ... ) ... " .
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله عز وجل أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم )
1 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، ... ) ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ) ... " .
واستطعام الله عز وجل يكون بالقول وبالفعل
أما بالقول فأن تسأل الله عز وجل أن يطعمك وأن يرزقك
وأما بالفعل فله جهتان:
الجهة الأولى العمل الصالح فإن العمل الصالح سبب لكثرة الأرزاق وسعتها قال الله عز وجل (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) وقال تعالى (( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )) من فوقهم من ثمار الأشجار ومن تحت أرجلهم من ثمار الزروع المهم أن هذا من أسباب إطعام الله
الجهة الثانية جهة الاستطعام الفعلي أن نحرث الأرض ونحفر الآبار نستخرج المياه نزرع الحبوب نغرس الأشجار وما أشبه ذلك فالاستطعام إذن يكون بالقول ويكون بالفعل والفعل له جهتان الجهة الأولى العمل الصالح والجهة الثانية الأسباب الحسية المادية كالحرث وحفر الآبار وما أشبه ذلك وقوله جل ذكره ( فاستطعموني أطعمكم ) هذه جواب شرط مقدر أو جواب الأمر الذي كان في الشرط يعني أنك إذا استطعمت الله فإن الله يطعمك لكن استطعام الله عز وجل يحتاج إلى أمر مهم وهو حسن الظن بالله جل وعلا أن تحسن الظن بربك أنك إذا استطعمته أطعمك أما أن تدعو الله وأنت غافل لاهي أو تفعل الأسباب وأنت معتمد على قوتك لا على ربك فإنك قد تكون مخذولا والعياذ بالله ولكن استطعم الله وحده ( استطعموني أطعمكم ) ( يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ) كلكم عارٍ إلا من كسوته لأن الإنسان يخرج من بطن أمه ليس عليه ثياب مجردا لا ثياب ولا شعر يكسوه كما يكون في الحيوان وهذه من حكمة الله عز وجل من حكمة الله أن الله جعلنا نخرج بادية أبشارنا جلودنا بادية حتى نعرف أننا محتاجون إلى كسوة تستر عوراتنا حسا كما أننا محتاجون إلى عمل صالح يستر عوراتنا معنى لأن التقوى لباس كما قال تعالى (( ولباس التقوى ذلك خير )) فأنت انظر في نفسك محتاج إلى الكسوة الحسية لأنك عارٍ كذلك أيضا محتاج إلى الكسوة المعنوية وهي العمل الصالح حتى لا تكون عاريا حتى لا تكون عاريا ولهذا ذكر بعض العابرين للرؤيا أن الإنسان إذا وجد رأى نفسه في المنام عاريا فإنه يحتاج إلى كثرة الاستغفار لأن هذا دليل على نقصان تقواه فإن التقوى لباس على كل حال نحن عراة إلا بكسوة الله عز وجل وقد سخّر الله لنا من الكسوة ما نكسو به أبداننا ولله الحمد من أصناف اللباس المتنوع من كل نوع لاسيما في البلاد الغنية التي ابتلاها الله عز وجل بالمال فإن المال في الحقيقة فتنة يخشى على الأمة منه كما قال محمد صلى الله عليه وسلم ( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) المال ابتلاء بلوى يحتاج إلى صبر على أداء ما يجب فيه وإلى شكر على ما يجب له على كل حال أقول إن الله سبحانه وتعالى منّ علينا باللباس ولولا أن الله يسره لنا ما تيسر لو نظرت في الخلق في وقتك الآن وتأملت لوجدت كما سمعنا من يبيتون عراة ليس على أبدانهم ما يسترهم ربما يسترون السوءة بالأشجار ونحوها وليس عليهم ما يسترهم من الذي سترك ومنّ عليك هو الله ولهذا عز وجل قال ( يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ) ونقول في قوله ( استكسوني أكسكم ) كما قلنا في قوله ( استطعموني أطعمكم ) يعني أن الاستكساء يكون بالقول ويكون بالفعل أما القول فأن تسأل الله عز وجل أن يكسوك وإذا سألت الله أن يكسو بدنك حسا فاسأل الله أن يكسو عورتك المعنوية بالتوفيق لطاعة الله
الثاني الاستكساء بالفعل وذلك على وجهين الوجه الأول بالأعمال الصالحة والوجه الثاني بفعل الأسباب الحسية التي تكون بها الكسوة من إحداث المعامل والمصانع وغير ذلك
وفي الربط بين الجوع والكسوة والهداية مناسبة لأن الجوع في الحقيقة كسوة البدن باطنا فإن الجوع والعطش معناه خلو المعدة من الطعام والشراب وهذا تعرٍ لها والكسوة ستر البدن ظاهرا والهداية الستر المهم المقصود وهو ستر القلوب والنفوس من عيوب الذنوب والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث أبي ذر " ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي ) "
2 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ) ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني اغفر لكم، ... " .
الشرط الأول أن يكون الإنسان فيها مخلصا لله عز وجل لا يحمله على التوبة مرآاة الناس ولا تسميعُهم ولا تسميعُهم ولا أن يتقرب إليهم بشيء وإنما يقصد بالتوبة الرجوع إلى الله حقيقة والإخلاص شرط في كل عمل ومن جملة الأعمال الصالحة التوبة إلى الله عز وجل كما قال تعالى (( وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ))
ومنها أن يندم الإنسان الشرط الثاني من شروط التوبة أن يندم الإنسان على ما وقع منه من الذنب يعني أن يحزن ويتأسف ويعرف أنه ارتكب خطأ حتى يندم عليه أما أن يكون ارتكاب الخطأ وعدمه عنده على حد سواء فهذه ليست بتوبة لابد من أن يندم بقلبه ندما يتمنى أنه لم يقع منه هذا الذنب
والثالث أن يقلع عن الذنب فلا توبة مع الإصرار على الذنوب كما قال تعالى (( ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) أما أن يقول إنه تائب من الذنب وهو مصرٍ عليه فإنه كاذب مستهزئ بالله عز وجل فمثلا لو قال " أتوب إلى الله من الغيبة " ولكنه كلما جلس مجلسا اغتاب عباد الله فإنه كاذب في توبته ولو قال " أتوب إلى الله من الربا " ولكنه مصرٌ عليه يبيع بالربا ويشتري بالربا فهو كاذب في توبته ولو قال " أتوب إلى الله من استماع الأغاني " ولكنه مصر على ذلك فهو كاذب في توبته ولو قال أتوب إلى الله من معصية الرسول صلى الله عليه وسلم في إعفاء اللحية فكان يحلقها وهو يقول " أتوب إلى الله من حلقها " فإنه كاذب وهكذا جميع المعاصي إذا كان الإنسان مصرا عليها فإن دعواه التوبة كذب ولا تقبل توبته
ومن ذلك أي من التخلي عن الذنب والإقلاع عنه أن يرد المظالم إلى أهلها إذا كانت المعصية في حقوق العباد فإن كانت بأخذ مال فليرد المال إلى من أخذه منه فإن كان قد مات فليرده إلى ورثته فإن تعذر عليه أن يعرف الورثة أو نسي الرجل أو ذهب الرجل إلى مكان لا يمكن العثور عليه مثل أن يكون أجنبيا فيذهب فيرجع إلى بلده ولا يدري أين هو ففي هذه الحال يخرج ما عليه صدقة ينويها لصاحب المال الذي يطلبه إذا كان الذنب في غيبة وكان المغتاب قد علم أن هذا الرجل قد اغتابه فلابد أن يذهب إليه ويتحلل منه وأخوه الذي جاءه يعتذر إليه ينبغي له أن يقبل وأن يسامح عنه لأنه إذا جاء إليك أخوك معتذرا مقرا بالذنب فاعف عنه واصفح إن الله يحب المحسنين ولكن إذا لم يقبل أن يتسامح عن غيبته إلا بشيء من المال فأعطه المال أعطه من المال حتى يقتنع ويحللك
كذلك إذا كانت إذا كانت المعصية مسابة بينك وبين أحد حتى ضربته مثلا فإن التوبة من ذلك أن تذهب إليه وتستسمح منه وتقول ها أنا أمامك اضربني كما ضربتك حتى يسمح عنك المهم أن من الإقلاع عن المعصية إذا كانت لآدمي أن تتحلل منه سواء كانت مظلمة مال أو بدن أو عرض
الشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود في المستقبل فإن تاب وأقلع عن الذنب لكن في قلبه أنه إذا حانت الفرصة عاد إلى ذنبه فإن ذلك لا يقبل منه هذه التوبة هذه توبة لاعب لكن لابد أن يعزم فإذا عزم ثم قدّر أن نفسه سولت له بعد ذلك ففعل المعصية فإن ذلك لا ينقض التوبة السابقة لكن يحتاج إلى توبة جديدة من الذنب مرة ثانية
الخامس أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه فإن فات الأوان لم تنفع التوبة ومتى يفوت الأوان يفوت الأوان إذا حضر الإنسان الموت إذا حضره الموت فلا توبة لو تاب لم تنفعه لقول الله تعالى (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) الآن ما فيه فائدة ولهذا لما أغرق فرعون قال (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) فقيل له آلأن يعني أتقول هذا الآن (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) فات الأوان ولهذا يجب على الإنسان أن يبادر بالتوبة لأنه لا يدري متى يفجؤه الموت كم من إنسان مات بغتة مفاجأة فليتب إلى الله قبل أن يفوت الأوان
أما الثاني الذي تفوت به التوبة فهو إذا طلعت الشمس من مغربها فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الشمس الآن تدور بإذن الله على الأرض وإذا غابت سجدت تحت عرش الرحمن عز وجل واستأذنت الله فإن أذن لها استمرت في سيرها وإلا قيل ارجعي من حيث جئتِ فترجع بإذن الله وأمره فتطلع على الناس من المغرب فحينئذ يؤمن جميع الناس كل الناس يتوبون ويرجعون إلى الله ولكن ذلك لا ينفعهم قال الله تعالى (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة )) يعني عند الموت (( أو يأتي ربك )) يعني يوم القيامة للحساب (( أو يأتي بعض آيات ربك )) يعني طلوع الشمس من مغربها (( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ))
هذه خمسة شروط للتوبة لا تقبل إلا بها فعليك يا أخي أن تبادر بالتوبة إلى الله والرجوع إليه ما دمت في زمن الإمهال قبل أن لا يحصل لك ذلك
واعلم أنك إذا تبت إلى الله توبة نصوحا فإن الله يتوب عليك وربما يرفعك في منزلة أعلى من منزلتك انظر إلى آدم أبيك حيث نهاه الله عن الأكل من الشجرة فعصى ربه بوسوسة الشيطان له قال الله تعالى (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) لما تاب نال الاجتباء اجتباه الله وصار في منزلة أعلى منه قبل أن يعصي ربه لأن المعصية أحدثت له خجلا وحياء من الله وإنابة إليه ورجوعا إليه فصارت حاله أعلى حالا من قبل
واعلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل كان على راحلته وعليها طعامه وشرابه في أرض فلاة ما فيها أحد فأضاع الناقة وطلبها فلم يجدها فنام تحت شجرة ينتظر الموت فإذا بخطام ناقته متعلقا بالشجرة قد جاء الله بها فأخذ بخطامها وقال من شدة الفرح " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " أخطأ أراد أن يقول " اللهم أنت ربي وأنا عبدك " لكن أخطأ من شدة الفرح الإنسان إذا اشتد فرحه لا يدري ما يقول كما أنه إذا اشتد غضبه لا يدري ما يقول فالله بتوبة عبده المؤمن أشد فرحا بفرح هذا بناقته نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم وأن يرزقنا الإنابة إليه
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث أبي ذر " ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ) "
3 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني اغفر لكم، ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ... " .
ففي هذه الجمل الثلاث دليل على كمال غنى الله سبحانه وتعالى وكمال سلطانه وأنه لا يتضرر بأحد ولا ينتفع بأحد لأنه غني عن كل أحد والله الموفق
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث أبي ذر ( يا عبادي )
الشيخ : أن الله قال
القارئ : " أن الله قال ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) "
4 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . رواه مسلم: وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحدث ..." .
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ) يعني إنما هي أي الشأن كله أن الإنسان بعمله يحصي الله أعماله ثم إذا كان يوم القيامة وفاه إياها (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه هو الذي أخطأ هو الذي منع نفسه الخير أما إذا وجد الخير فليحمد الله لأن الله تعالى هو الذي منّ عليه أولا وآخرا منّ عليه أولا بالعمل ثم منّ عليه ثانيا بالجزاء الوافر (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها )) فهذا الحديث حديث عظيم تناوله العلماء بالشرح واستنباط الفوائد والأحكام منه وممن أفرد له مؤلفا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح هذا الحديث في كتاب مستقل
فعلى الإنسان أن يتدبر هذا الحديث ويتأمله ولاسيما الجملة الأخيرة منه وهي أن الإنسان يجزى بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وهذا هو وجه وضع المؤلف هذا الحديث في باب المجاهدة أن الإنسان ينبغي له أن يجاهد نفسه وأن يعمل الخير حتى يجد ما عند الله خيرا وأعظم أجرا والله الموفق
5 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . رواه مسلم: وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قال: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحدث ..." . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر . قال الله تعالى : (( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والمحققون: معناه نعمركم ستين سنة ؟ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى ، وقيل: معناه ثماني عشرة سنة . وقيل : أربعين سنة ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ، ونقل عن ابن عباس أيضاً ونقلوا: أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة . وقيل: هو البلوغ . وقوله تعالى : (( وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: الشيب . قاله عكرمة، وابن عيينة، وغيرهما والله أعلم ... " . .
6 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر . قال الله تعالى : (( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والمحققون: معناه نعمركم ستين سنة ؟ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى ، وقيل: معناه ثماني عشرة سنة . وقيل : أربعين سنة ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ، ونقل عن ابن عباس أيضاً ونقلوا: أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة . وقيل: هو البلوغ . وقوله تعالى : (( وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: الشيب . قاله عكرمة، وابن عيينة، وغيرهما والله أعلم ... " . . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر . قال الله تعالى : (( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والمحققون : معناه نعمركم ستين سنة ؟ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى ، وقيل : معناه ثماني عشرة سنة . وقيل : أربعين سنة ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ، ونقل عن ابن عباس أيضاً ونقلوا : أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة . وقيل : هو البلوغ . وقوله تعالى : (( وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والجمهور : هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : الشيب . قاله عكرمة ، وابن عيينة، وغيرهما والله أعلم ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب الحث على كثرة الأعمال " أعمال الخير " في أواخر العمر " اعلم أن المدار على آخر العمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ولهذا كان من الدعاء المأثور ( اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه ) وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) فالذي ينبغي للإنسان كلما طال به العمر أن يكثر من الأعمال الصالحة كما أنه ينبغي للشاب أيضا أن يكثر من الأعمال الصالحة لأن الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت في شبابه وقد يؤخر موته لكن لا شك أن من تقدم به السن فهو أقرب إلى الموت من الشاب لأنه أنهى العمر ثم ساق المؤلف قول الله تعالى (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر )) ما نكرة موصوفة أي أولم نعمركم عمرا يتذكر فيه من تذكر (( وجاءكم النذير )) وهذا العمر اختلف المفسرون فيه فقيل هو ستون سنة وقيل ثمانية عشرة سنة وقيل أربعون سنة وقيل البلوغ والآية عامة عُمِرُوا عُمُرا لهم فيه فرصة يتذكر فيه من يتذكر وهذا يختلف باختلاف الأحوال فقد يكون إنسان يتذكر في أقل من ثماني عشرة سنة وقد لا يتذكر إلا بعد ذلك حسب ما يأتيه من النذر والآيات وما يكون حوله من البيئة الصالحة أو غير الصالحة المهم أنه يقال لهم توبيخا (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ))
وفي هذا دليل على أنه كلما طال بالإنسان العمر كان أولى بالتذكر وأما قوله تعالى (( وجاءكم النذير )) فالصحيح أن المراد بالنذير النبي وهو اسم جنس يشمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشمل الرسل الذين من قبلهم كلهم نذر عليهم الصلاة والسلام
فالواجب على الإنسان أن يحرص في آخر عمره على الإكثار من طاعة الله ولاسيما ما أوجب الله عليه وأن يكثر من الاستغفار والحمد كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) هذه السورة يقال إنها آخر سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم
وفيها قصة عجيبة كان الأنصار رضي الله عنهم يقولون لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب " لماذا تدني عبدالله بن عباس وهو من الشباب ولا تدني شبابنا " وكان عمر رضي الله عنه ينزّل الناس منازلهم في العلم والدين كل من كان أعلم وأدين فهو إلى أمير المؤمنين عمر أقرب وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون تقديمه حسب ما عند الإنسان من العلم والدين القرابة لهم حق لا شك لكن العلم والدين أعظم ما يكون قربة إلى الإنسان من غيره المهم " أن الأنصار قالوا لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لماذا تدني عبدالله بن عباس ولا تدني شبابنا فقال لهم أمهلوني ثم جمعهم ذات يوم وقال لهم ماذا تقولون في قول الله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) قالوا نقول إن الله قال للرسول صلى الله عليه وسلم إذا جاء النصر وفتحت مكة فسبح بحمد الله واستغفره لأنه كان توابا " يعني فسّروها بظاهرها " فقال ما تقول يا ابن عباس قال أقول إن هذه السورة نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعني أنها تدل على أن أجله قد اقترب ففهم فهذا الفهم العجيب رضي الله عنه يعني إذا جاء النصر والفتح فقد أديت ما عليك أديت ما عليك اختم عمرك بالاستغفار والتسبيح بحمد الله عز وجل قالت عائشة رضي الله عنها " كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد إذ أنزلت عليه هذه السورة كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي أكثر منها في الركوع والسجود كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة وأن يجعل خير أعمارنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها "
7 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر . قال الله تعالى : (( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والمحققون : معناه نعمركم ستين سنة ؟ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى ، وقيل : معناه ثماني عشرة سنة . وقيل : أربعين سنة ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ، ونقل عن ابن عباس أيضاً ونقلوا : أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة . وقيل : هو البلوغ . وقوله تعالى : (( وجاءكم النذير )) قال ابن عباس والجمهور : هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : الشيب . قاله عكرمة ، وابن عيينة، وغيرهما والله أعلم ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ) رواه البخاري . قال العلماء معناه: لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة . يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر ..." .
الشيخ : ...
القارئ : " ( أعذر الله إلى امرئ أخّر أجله حتى بلغ ستين سنة ) رواه البخاري قال العلماء معناه لم يترك له عذرا إذا أمهله هذه المدة يقال أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر "
8 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ) رواه البخاري . قال العلماء معناه: لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة . يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر ..." . أستمع حفظ