شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقال تعالى (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) وقال تعالى (( فاصدع بما تؤمر )) وقال تعالى (( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون )) والآيات في الباب كثيرة مع لومة ... ".
1 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقال تعالى (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) وقال تعالى (( فاصدع بما تؤمر )) وقال تعالى (( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون )) والآيات في الباب كثيرة مع لومة ... ". أستمع حفظ
فائدة : الحكمة من قول الله تعالى لبني إسرائيل : كونوا قردة .. ولم يقل : كونوا حميرا أو شيئا آخر .
... بالقوة، باللسان بأن يزال منكرهم بالأمر والنهي والموعظة، بالقلب إذا عجز الإنسان فإنه يجاهدهم بقلبه أي يضمر في نفسه أنه متى قدر على أن يغير ما فيهم من المنكر فعل، فيكون عازمًا بقلبه على جهادهم، فهذا أيضًا يكون مؤمنًا، ولكن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، يعني إذا لم يجاهد ولو بالقلب فإنه ليس عنده شيء من الإيمان، لأن الجهاد بالقلب إذا اتقى الله ما استطاع هو من الإيمان بلا شك، ولكن يجب أن يكون الإنسان باذلًا لجهده في إزالة المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب، والله الموفق.
2 - فائدة : الحكمة من قول الله تعالى لبني إسرائيل : كونوا قردة .. ولم يقل : كونوا حميرا أو شيئا آخر . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ".
3 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " .
قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( بايعنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أو بايعنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا ) بايعوه على السمع والطاعة يعني: لمن ولاه الله الأمر، لأن الله تعالى قال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) وقد سبق لنا بيان من هم أولو الأمر وذكرنا أنهم طائفتان: العلماء والأمراء، كلهم ولاة أمور، لكن العلماء أولياء أمر في العلم والبيان، وأما الأمراء فهم أولياء أمر في التنفيذ والسلطان، يقول: ( بايعناه على السمع والطاعة ) ويستثنى من هذا معصية الله عز وجل، فلا يبايع عليها أحد، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه حين تولى الخلافة قال: ( أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ) فإذا أمر ولي الأمر بمعصية من المعاصي فإنه لا يجوز لأحد أن يسمع له أو يطيع، لأن ملك الملوك رب العالمين عز وجل، ولا يمكن أن يعصى رب العالمين لطاعة من هو مملوك مربوب لأن كل من سوى الله فإنهم مملوكون لله عز وجل، فكيف يقدم الإنسان طاعتهم على طاعة الله؟ إذًا يستثنى من قوله: ( السمع والطاعة ) ما دلت عليه النصوص من أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقوله: ( في عسرنا ويسرنا ) يعني سواء كنا معسرين بالمال أو موسرين، يجب علينا جميعًا أغنيائنا وفقرائنا أن نطيع ولاة أمورنا ونسمع لهم، وكذلك في منشطنا ومكرهنا يعني سواء كنا كارهين لذلك لكونهم أمروا بما لا نهواه ولا نريده أو كنا نشيطين في ذلك لكونهم أمروا بما يلائمنا ويوافقنا، المهم أن نسمع ونطيع في كل حال إلا ما استثني مما سبق، قال: ( وأثرة علينا ) أثرة يعني استئثارًا علينا، يعني لو كان ولاة الأمر يستأثرون على الرعية بالمال أو غيره مما يرفهون به أنفسهم ويحرمون من ولاهم الله عليهم فإنه يجب علينا السمع والطاعة، لا نقول: أنتم أكلتم الأموال أفسدتموها بذرتموها فلا نطيعكم، لا، نقول: سمعا وطاعة لله رب العالمين ولو كان لكم استئثار علينا، ولو كنا نحن لا نسكن إلا الأكواخ ولا نفترش إلا الخَلَق من الفرش وأنتم تسكنون القصور وتتمتعون بأفضل الفرش لا يهمنا هذا، لأن هذا كله متاع الدنيا وستزولون عنه أو يزول عنكم إما هذا أو هذا، أما نحن فعلينا السمع والطاعة ولو وجدنا من يستأثر علينا من ولاة الأمور، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ( اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) وظلمه سوف تقتص منه يوم القيامة أنت من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات من ظلمهم ثم طرح عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله، الأمر مضبوط ومحكم لا يضيع على الله شيء، ثم قال: ( وألا ننازع الأمر أهله ) يعني لا ننازع ولاة الأمور ما ولاهم الله علينا لنأخذ الإمرة منهم، فإن هذه المنازعة توجب شرًّا كثيرًا وفتنًا عظيمة وتفرقًا بين المسلمين ،ولم يدمر الأمة الإسلامية إلا هذا إلا منازعة الأمر أهله، من عهد عثمان رضي الله عنه إلى يومنا هذا ما أفسد الناس إلا منازعة الأمر أهله،
قال: ( إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) ثلاثة شروط، إذا رأينا هذا وتمت الشروط الثلاثة فحينئذ ننازع الأمر أهله ونحاول إزالتهم عن ولاية الأمر، لكن الشروط ثلاثة: أن تروا فلا بد من علم، مجرد الظن لا يجوّز الخروج على الأئمة، لا بد أن نعلم وأن أن نعلم كفرًا، كفرًا يعني لا فسقًا، الفسوق مهما فسق ولاة الأمور لا يجوز الخروج عليهم لو شربوا الخمر لو زنوا لو ظلموا الناس لا يجوز الخروج عليهم، لكن إذا رأينا كفرًا صريحًا، وقوله: ( بواحًا ) هذا معناه الصريح، والبواح الشيء البين الظاهر، فأما ما يحتمل التأويل فلا يجوز الخروج عليهم، يعني لو قدرنا أنهم فعلوا شيئًا نرى أنه كفر لكن فيه احتمال أنه ليس بكفر فإنه لا يجوز أن ننازعهم أو نخرج عليهم ونوليهم ما تولوا، لكن إذا كان بواحًا صريحًا مثل: لو أن وليًّا من ولاة الأمور قال لشعبه إن الخمر حلال، إن الخمر حلال اشربوا ما شئتم، وإن اللواط حلال تلوطوا بمن شئتم، وإن الزنى حلال ازنوا بمن شئتم، هذا كفر بواح ما فيه إشكال، هذا يجب على الرعية أن يزيلوه بكل وسيلة ولو بالقتل، لأن هذا كفر بواح، الشرط الثالث: ( عندكم فيه من الله برهان ) يعني: عندنا دليل قاطع على أن هذا كفر، فإن كان الدليل ضعيفًا في ثبوته أو ضعيفًا في دلالته فإنه لا يجوز الخروج عليهم، لأن الخروج فيه شر كثير جدًّا عظيم مفاسد عظيمة فهذه إن شئتم فقولوا ثلاثة شروط وإن شئتم قولوا أربعة ( أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) هذه أربعة شروط لنجعلها أربعة يكون أوضح، طيب وإذا رأينا هذا فلا تجوز المنازعة حتى يكون لدينا قدرة على إزاحته، فإن لم يكن لدينا قدرة فلا تجوز المنازعة، لأنه ربما إذا نازعنا وليس عندنا قدرة يقضي على البقية الصالحة وتتم سيطرته، وهذه الشروط شروط للجواز أو للوجوب وجوب الخروج على الإمام على ولي الأمر، لكن بشرط أن يكون لدينا قدرة فإن لم يكن قدرة فإنه لا يجوز الخروج لأن هذا من إلقاء النفس إلى التهلكة، أيّ فائدة إذا خرجنا على هذا الولي الذي رأينا عنده كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان ونحن لم نخرج إليه إلا بسكين المطبخ وهو معه الدبابات والرشاشات، أي فائدة؟ لا فائدة، معنى هذا أننا خرجنا لنقتل أنفسنا نعم لنا أن نتحيل بكل حيلة على القضاء عليه وعلى حكمه هذا طيب بالشروط الأربعة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) والله الموفق.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ".
4 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " .
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ".
5 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " .
6 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري ... " .
7 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري ... " .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري رضي الله عنهما في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها ) القائم فيها يعني الذي استقام على دين الله، فقام بالواجب وترك المحرم، والواقع فيها أي في حدود الله أي: الفاعل المحرم أو التارك للواجب ( كمثل قوم في سفينة استهموا ) يعني: ضربوا سهمًا وهو ما يسمى بالقرعة، أيهم يكون الأعلى ( فصار بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها فصار الذين في أسفلها إذا استقوا الماء ) يعني: إذا طلبوا الماء ليشربوا منه ( مرُّوا على الذين في أعلاها ) لأنه أي: الماء لا يقدر عليه إلا من فوق ( فقالوا: لعلنا نخرق خرقًا في مكاننا نستسقي منه حتى لا نؤذي من فوقنا ) هكذا قدروا وأرادوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا ) لأنهم إذا خرقوا خرقًا في أسفل السفينة دخل الماء ثم أغرق السفينة ( وإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم من ذلك نجوا ونجوا جميعًا ) يعني: نجا هؤلاء وهؤلاء، وهذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم هو من الأمثال التي لها مغزى عظيم ومعنى عالي، فالناس في دين الله كالذين في سفينة في لجة النهر هم تتقاذفهم الأمواج ولا بد أن يكون بعضهم إذا كانوا كثيرين في الأسفل وبعضهم في الأعلى حتى تتوازن حمولة السفينة وحتى لا يضيق بعضهم على بعض، وفيه أن هذه السفينة المشتركة بين هؤلاء القوم إذا أراد أحد منهم أن يخربها إذا أراد أحد أن يخربها فإنه لا بد أن يمسكوا على يديه وأن يأخذوا على يديه لينجوا جميعًا، فإن لم يفعلوا هلكوا جميعًا، هكذا دين الله إذا أخذ العقلاء وأهل العلم والدين على الجهال والسفهاء نجوا جميعًا، وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، كما قال الله تعالى: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) وفي هذا دليل في هذا المثل دليل على أنه ينبغي للمعلِّم معلِّم الناس أن يضرب لهم الأمثال ليقرب لهم المعقول بصورة المحسوس، قال الله تعالى: (( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )) وكم من إنسان تشرح له المعنى شرحًا كثيرًا وتردده عليه فلا يفهم، فإذا ضربت مثلًا بشيء محسوس يعرفه فهم، وانظر إلى المثل العجيب الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأعراب صاحب بادية صاحب إبل ( جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله إن زوجتي ولدت غلامًا أسود ولد أسود وأنا أبيض والمرأة بيضاء من أين جاءنا هذا الأسود؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ ) يعني أسود ببياض ( قال: نعم، قال: من أين جاءها ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق ) يعني ربما يكون له أجداد أو جدات سابقة لونها هكذا فنزعه هذا العرق، قال: ( فابنك هذا لعله نزعه عرق ) يمكن واحد من أجداده أو جداته أو من أخواله أو آبائه لونه أسود فجاء الولد عليه، فاقتنع الأعرابي تمام الاقتناع، لو جاء يشرح له النبي عليه الصلاة والسلام شرحًا فهو أعرابي ما يعرف، لكن أتى له بمثال من حياته التي يعيشها فانطلق وهو مقتنع، وهكذا ينبغي لطالب العلم بل ينبغي للمعلِّم أن يقرب المعاني المعقولة لأذهان الناس بضرب الأمثال المحسوسة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث إثبات القرعة أنها جائزة أنها جائزة، وهو كذلك وقد وردت الآيات والأحاديث بالقرعة في موضعين من كتاب الله، في ستة مواضع من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نسألكم عن موضعين من كتاب الله لأنه كل يقرؤه والحمد لله أين الموضع الأول؟ في سورة آل عمران (( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ )) الموضع الثاني: (( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ )) في سورة الصافات (( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) يونس أحد الأنبياء ركب مع قومه في سفينة فضاقت بهم وقالوا: إن بقينا كلنا على ظهرها هلكنا غرقت لا بد أن ننزل بعضنا في البحر، من ننزل؟ أول راكب أكبر راكب أكبر بدن، من ينزلون؟ هل ينزلون أول من ركب أو أكبرهم بدنا أو أصغرهم بدنا أم ماذا؟ قالوا: نعمل قرعة، فعملوا القرعة فصارت القرعة على جماعة منهم يونس، أو هو وحده؟ (( فساهم فكان )) إذًا معه ناس معه ناس (( فساهم فكان من المدحضين )) نزلوهم الذين معه الله أعلم بهم ما نعرف ماذا صار لهم، أما هو فالتقمه حوت عظيم ابتلعه بلعًا دون أن يعلكه، فصار في بطن الحوت، فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فلفظه الحوت على سيف البحر وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، يقطين قال العلماء: إنها قرع النجد، قرع النجد لين أوراقه لينة كالإبريسم، ومن خصائصه أنه لا يقع عليه الذباب، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين حتى ترعرع بعد أن بقي في بطن الحوت، ثم أنجاه الله عز وجل، المهم أن القرعة من الأمور المشروعة الثابتة بالكتاب والسنة، وقد ذكر ابن رجب رحمه الله في كتابه * القواعد الفقهية * ذكر القاعدة 160 أو 161 ذكر قاعدة في الأشياء التي تستعمل فيها القرعة من أول الفقه إلى آخره رحمه الله، والله الموفق.
8 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ
قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم ... " .
9 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم ... " .
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثلًا للقائم في حدود الله والمتعدي فيها الواقع فيها بقوم على سفينة استهموا فكان بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها، وكان الذين في أسفلها يستقون الماء من فوق فقالوا: أفلا نخرق يعني على الماء حتى لا نؤذي من فوقنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا ) وبينا أنه ينبغي للمعلِّم إذا كان المعنى المعقول بعيدًا عن التصور والأفهام أن يضرب مثلًا بالمحسوس، وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف في درسنا اليوم أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيكون علينا أمراء يعني يولون علينا من قبل ولي الأمر، يكون فيهم ما نعرف وما ننكر، يعني أنهم لا يقيمون حدود الله ولا يستقيمون على أمر الله، تعرف منهم وتنكر وهم أمراء لولي الأمر الذي له البيعة ( فمن أنكر أو كره فقد سلم، ومن رضي وتابع ) يعني: فإنه يهلك كما هلكوا، ثم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ) فدل هذا على أنه على أنه أي الأمراء إذا رأينا منهم ما ننكر فإننا نكره ذلك وننكر عليهم، فإن اهتدوا فلنا ولهم، وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم، وأنه لا يجوز أن نقاتل الأمراء الذين نرى منهم المنكر، لأن مقاتلتهم فيها شر كثير ويفوت بها خير كثير، لأنهم إذا قوتلوا أو نوبذوا لم يزدهم ذلك إلا شرًّا، فإنهم أمراء يرون أنفسهم فوق الناس، فإذا نابذهم الناس أو قاتلوهم ازداد شرهم.
10 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم ... " . أستمع حفظ