شرح رياض الصالحين-41a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رياض الصالحين
الحجم ( 5.57 ميغابايت )
التنزيل ( 1328 )
الإستماع ( 334 )


1 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى: (( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات )) فقال الرجل: ألي هذا يا رسول الله ؟ قال: ( لجميع أمتي كلهم ) متفق عليه . وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أصبت حدا، فأقمه علي وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال: يا رسول الله إني أصبت حدا، فأقم في كتاب الله، قال: ( هل حضرت معنا الصلاة ؟ ) قال: نعم قال: ( قد غفر لك ) متفق عليه . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشربة، فيحمده عليها ) رواه مسلم . وعنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم . وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إذا أراد الله تعالى رحمة أمة ، قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلكة أمة ، عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو حي ينظر ، فأقر عينه بهلاكها حين كذبوه وعصوا أمره )) رواه مسلم . وعن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جرآء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له: ما أنت ؟ قال: ( أنا نبي ) قلت وما نبي ؟ قال: ( أرسلني الله ) . قلت: وبأي شيء أرسلك ؟ قال: ( أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ) . قلت: فمن معك على هذا ؟ . قال: ( حر وعبد ) ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما . قلت: إني متبعك قال: ( إنك لن تستطيع ذلك يومك هذا . ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني ) . قال فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم نفر من أهلي المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه . فقلت: يا رسول الله أتعرفني ؟ قال: ( نعم أنت الذي لقيتني بمكة ) قال: فقلت: يا رسول الله أخبرني عما علمك الله وأجهله أخبرني عن الصلاة ؟ . قال: ( صل صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ) . قال فقلت: يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه ؟ فقال: ( ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه ) . فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو أمامة يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل ؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة فقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله تعالى ولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا حتى عد سبع مرات ما حدثت أبدا به، ولكني سمعته أكثر من ذلك رواه مسلم . أستمع حفظ

3 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب فضل الرجاء . قال الله تعالى إخبارا عن العبد الصالح: (( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا )) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول ) متفق عليه . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ) رواه مسلم . وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي . وقال حديث حسن . أستمع حفظ

4 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الجمع بين الخوف والرجاء . اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفا راجيا، ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي حال المرض يتمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك . قال الله تعالى: (( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) وقال تعالى: (( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )) وقال تعالى: (( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه )) وقال تعالى: (( إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم )) وقال تعالى: (( إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم )) وقال تعالى: (( فأما من ثقلت موازينه، فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية )) . والآيات في هذا المعنى كثيرة . فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد ) . رواه مسلم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها ! أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق ) رواه البخاري . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) رواه البخاري ... " . أستمع حفظ

6 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقا إليه . قال الله تعالى: (( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )) وقال تعالى: (( أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون )) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ علي القرآن ) قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: ( إني أحب أن أسمعه من يري ) فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) قال: ( حسبك الآن فالتفت إليه ) . فإذا عيناه تذرفان . متفق عليه . وعن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل معلق قلبه في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ

8 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح . وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه: ( إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: (( لم يكن الذين كفروا )) قال: وسماني ؟ قال: نعم فبكى أبي . متفق عليه وفي رواية فجعل أبي يبكي . وعنه قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما . بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت . فقالا لها: ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: إني لا أبكي أني لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها .رواه مسلم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال: ( مروا أبا بكر فليصل بالناس )فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن غلبه البكاء فقال: ( مروه فليصل ) وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء . متفق عليه . وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائما فقال: قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلى بردة إن غطى بها رأسه بدت رجلاه وإن غطي بها رجلاه بدا رأسه، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا - قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا . ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري ... " . أستمع حفظ