شرح رياض الصالحين-41b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رياض الصالحين
الحجم ( 5.59 ميغابايت )
التنزيل ( 1440 )
الإستماع ( 342 )


2 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر . قال الله تعالى: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون )) . وقال تعالى: (( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا، المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا )) . وقال تعالى: (( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )) . وقال تعالى: (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )) . وقال تعالى: (( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور )) . وقال تعالى: (( ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر، كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين )) . وقال تعالى: (( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )) ... " . أستمع حفظ

4 - شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ) فقالوا أجل يا رسول الله، فقال: ( أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) متفق عليه . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال: ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) متفق عليه . عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ) رواه مسلم ... " . أستمع حفظ

5 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) متفق عليه . وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله: فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) متفق عليه . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول: لا والله يا رب ويؤتي بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول: لا والله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط ) رواه مسلم . وعن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ؟ ) روه مسلم . وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية، والناس كنفتيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال: ( أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ ) فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به ؟ ثم قال: ( أتحبون أنه لكم ؟ ) قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا، إنه أسك فكيف وهو ميت فقال: ( فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ) رواه مسلم . أستمع حفظ

7 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بالمدينة فاستقبلنا أحد فقال : ( يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله فقال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ) . ثم سار فقال: ( إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي: مكانك لا تبرح حتى آتيك ) . ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى فسمعت صوتا قد ارتفع فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن آتيه فذكرت قوله: ( لا تبرح حتى آتيك فلم أبرح حتى أتاني ) . فقلت لقد سمعت صوتا تخوفت منه فذكرت له فقال: ( وهل معته ؟ ) قلت: نعم قال: ( ذاك جبريل أتاني فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق ؟ قال: وإن زنى وإن سرق ) متفق عليه . وهذا لفظ البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين ) متفق عليه . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفق عليه وهذا لفظ مسلم . وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطى رضى، وإن لم يعط لم يرض ) رواه البخاري . وعنه رضي الله عنه قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته رواه البخاري ... " . أستمع حفظ

9 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك رواه البخاري . قالوا في شرح هذا الحديث معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله . وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - ، قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : ( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة . وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : ذكر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ما أصاب الناس من الدنيا ، فقال : لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه . رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي ، فأكلت منه حتى طال علي ، فكلته ففني . متفق عليه . وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، رضي الله عنهما ، قال : ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته دينارا ، ولا درهما ، ولا عبدا ، ولا أمة ، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة . رواه البخاري ... " . أستمع حفظ

11 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - ، قال : هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نلتمس وجه الله تعالى ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئا ، منهم : مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ، قتل يوم أحد ، وترك نمرة ، فكنا إذا غطينا بها رأسه ، بدت رجلاه ، وإذا غطينا بها رجليه ، بدا رأسه ، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أن نغطي رأسه ، ونجعل على رجليه شيئا من الإذخر ، ومنا من أينعت له ثمرته ، فهو يهدبها . متفق عليه . وعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافرا منها شربة ماء ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( ألا إن الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالما ومتعلما ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن ... " . أستمع حفظ