شرح رياض الصالحين-42a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رياض الصالحين
الحجم ( 5.53 ميغابايت )
التنزيل ( 1367 )
الإستماع ( 337 )


1 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - ، قال : هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نلتمس وجه الله تعالى ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئا ، منهم : مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ، قتل يوم أحد ، وترك نمرة ، فكنا إذا غطينا بها رأسه ، بدت رجلاه ، وإذا غطينا بها رجليه ، بدا رأسه ، فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أن نغطي رأسه ، ونجعل على رجليه شيئا من الإذخر ، ومنا من أينعت له ثمرته ، فهو يهدبها . متفق عليه . وعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافرا منها شربة ماء ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( ألا إن الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالما ومتعلما ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن . وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن ... " . وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال رواه الترمذي وقال حديث صحيح . وعن أبي عمرو ويقال أبو عبد الله ويقال أبو ليلى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته وجلف الخبز، والماء رواه الترمذي وقال حديث صحيح . وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (( ألهاكم التكاثر )) قال: يقول ابن آدم مالي، مالي وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟ رواه مسلم . أستمع حفظ

3 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله والله إني لأحبك فقال: ( انظر ماذا تقول ؟ ) قال: والله إني لأحبك ثلاث مرات فقال: ( إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه ) رواه الترمذي وقال حديث حسن . وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال: ( ما لي وللدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ) رواه الترمذي وقال حديث صحيح . وعن ابن عباس وعمران بن الحصين رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) متفق عليه . وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ) متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) ... " . أستمع حفظ

5 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات . قال الله تعالى: (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا )) . وقال تعالى: (( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم، وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا )) . وقال تعالى: (( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )) وقال تعالى: (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا )) . والآيات في الباب كثيرة معلومة . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض متفق عليه . وفي رواية: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض . وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر على الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار . قلت يا خالة فما كان يعيشكم ؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا متفق عليه . وعن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية .فدعوه فأبى أن يأكل وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير رواه البخاري ... " . أستمع حفظ

7 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة . وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: ( يا حكيم إن هذا المال حضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى ) . قال حكيم فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال: يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفى متفق عليه . وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ) متفق عليه . وعن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تلحفوا في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا ، فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره ، فيبارك له فيما أعطيته ) رواه مسلم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم ) متفق عليه . أستمع حفظ

9 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا، فليستقل أو ليستكثر ) رواه مسلم . وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لابد منه ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن . وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة ؟ فقلت: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا ) رواه أبو داود بإسناد صحيح . وعن قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: ( أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ) ثم قال: ( يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ

11 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه . عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني فقال: ( خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك ) . قال سالم: فكان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه . متفق عليه . باب الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء . قال الله تعالى: (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )) . وعن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لئن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه ) رواه البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه ) متفق عليه . وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده ) رواه البخاري . وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كان زكريا عليه السلام نجارا ) رواه مسلم . وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري . أستمع حفظ

13 - قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى . قال الله تعالى: (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) وقال تعالى: (( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )) . وقال تعالى: (( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) متفق عليه . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه . قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ) رواه البخاري . وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) متفق عليه . وعن جابر رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) متفق عليه . وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك ) متفق عليه ... " . أستمع حفظ