تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الورع وترك الشبهات قال الله تعالى: (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " .
1 - تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الورع وترك الشبهات قال الله تعالى: (( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )) ... " . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب ) . متفق عليه .
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وعن أبيه بشير بن سعد في كتابه *رياض الصّالحين : أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس ) : قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام:
حلال بيّن، وحرام بيّن، ومشتبه، الحلال البيّن: كحلّ بهيمة الأنعام، والحرام البيّن: كتحريم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة أُحِلّ فهو حلال، ومن كلمة حرّم فهو حرام، (( أحل الله البيع )) هذا حلال بيّن، حرّم الرّبا : هذا حرام بيّن.
هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس وأسباب الخفاء كثيرة : منها :
ألاّ يكون النّصّ ثابتا عند الإنسان ، يعني يتردّد هل يصحّ عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام أو لا يصحّ؟ ثمّ إذا صحّ تشتبه دلالته، هل يدل على كذا أو لا يدلّ ؟ ثمّ إذا دلّ على شيء معيّن يشتبه هل له مخصّص إن كان عامّا، هل له مُقيّد إن كان مطلقا، ثمّ إذا تبيّن يشتبه هل هو باق أو منسوخ، المهمّ أنّ أسباب الإشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حلّ هذا الإشتباه؟
بيّنه النبي عليه الصّلاة والسّلام فقال: ( فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه ) : من اتّقاها يعني تجنّبها إلى الشّيء الواضح البيّن: استبرأ لدينه وعرضه، استبرأ لدينه : حيث سلم من الوقوع في المحرّم، ولعرضه : حيث سلم من كلام الناس فيه، لأنه إذا أخذ بالأمور المشتبهة صار عرضة للكلام فيه كما إذا أتى الأمور البيّنة الواضح تحريمها.
ثمّ ضرب النبي صلى الله عليه وسلّم مثلا لذلك بالراعي، راعي غنم أو إبل أو بقر ، ( يرعى حول الحمى ) : يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي ازدهر وكثر عشبه أو كثر زرعه، لأن الناس لا ينتهكونه بالرّعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب فإنها تنطلق إليه، وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة، ومع ذلك لولا أنه يراقب الإنسان فإنه قد يغفل وقد تغلبه هذه البهائم فترتع في هذا الحمى، ( كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، -ثم قال عليه الصلاة والسلام- ألا وإن لكل ملك حمى ) : وهذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك إقرارا له، وأن الملك له أن يحمي مكانًا معيّنا يكثر فيه العشب لبهائم المسلمين، البهائم التي تكون في بيت المال كإبل الصّدقة وخيل الجهاد وما أشبه ذلك، وأما الذي يحمي لنفسه فإن ذلك حرام عليه، لا يحل لأحد أن يحمي شيئا من أراضي الله يختصّ بها دون عباد الله، فإن ذلك حرام عليه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ ) والثالث؟ ( النار ) ، فالكلأ لا يجوز لأحد أن يحميه يضع عليه الشّبك، أو يضع عنده جنود يمنعون الناس أن يرعوا فيه، فهو غَصب لهذا المكان وإن لم يكن غصبًا خاصّا لأنه ليس ملكًا لأحد، لكنّه منع لشيء يشترك فيه الناس فهذا لا يجوز، ولهذا قال أهل العلم : " يجوز للإمام حمى مرعًا لدواب المسلمين بشرط أن لا يضرّهم أيضا " ، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإنّ لكل ملك حمى ) : يحتمل أنه إقرار، فإن كان كذلك فالمراد ما يحميه الملك لدواب المسلمين كخيول الجهاد وإبل الصّدقة وما أشبه ذلك، ويحتمل أنه إخبار بالواقع وإن لم يكن إقرارا له، لأن الرسول عليه الصّلاة والسّلام قد يخبر بالشيء الواقع أو الذي سيقع من غير إقرار له، أخبر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّنا سنرتكب سُنن اليهود والنّصارى، فقال: ( لتركبنّ سَنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ ) : فهل هذا إقرار؟ لا، لكنّه تحذير.
على كلّ حال الملك له حمى يحميه سواء بحق أو بغير حقّ ، فإذا جاء الناس يرعون حول الحمى، حول الأرض المعشبة المخضرّة فإنهم لا يملكون البهائم أن ترتع فيها، ثم قال عليه الصّلاة والسّلام: ( ألا وإن حمى الله محارمه ) : الله عزّ وجلّ أحاط الشّريعة بسياج مُحكم، حَمى كلّ شيء محرّم يضرّ الناس في دينهم أو دنياهم، حماه، وإذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه شدّد السياج حوله، إذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه فإنه يشدّد السّياج حوله، انظر مثلا إلى الزنا والعياذ بالله، الزّنا سببه قوة الشّهوة ، وضعف الإيمان ، لكن النفوس تدعو إليه لأنه جبلّة وطبيعة ، فجعل حوله سياجا يبعد الناس عنه فقال : (( ولا تقربوا الزّنا )) لم يقل: لا تزنوا، قال: (( ولا تقربوا الزّنا )) : يشمل كلّ ذريعة توصل إلى الزّنا من النّظر واللمس والمحادثة وغير ذلك.
كذلك الرّبا حرّمه الله عزّ وجلّ، ولما كانت النّفوس تطلبه لما فيه مِن الفائدة حرّم كلّ ذريعة إلى الرّبا، فحرّم الحيل على الرّبا ومنعها، وهكذا جعل الله عزّ وجلّ المحارم حِمى لها، تمنع الناس من الوقوع فيها، ثم قال: ( ألاّ وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب ) : المضغة يعني قطعة لحم، بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر ما يعلكه صغيرة لكنّ شأنها عظيم، هي التي تدبّر الجسد، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه: ليست العين ولا الأنف ولا اللسان ولا اليد ولا الرجل ولا الكبد ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: ( اللهم مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ) : فالإنسان مدار صلحه وفساده على القلب، ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، صلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشّأن كلّ الشّأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين : (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم )) : إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم مِن الهيئة الحسنة وحسن عمل الجوارح ، وإذا قالوا قولا تسمع له من حسنه وزخرفته ، لكن قلوبهم خاربة والعياذ بالله، (( كأنّهم خُشُب مسنّدة )) : ما فيها خير ، فأنت اعتن بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشّرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله، هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصّالحين، هل فيه شيء من الميل إلى الكفّار، هل فيه شيء مِن موالاة الكفّار؟ هل فيه شيء من الحسد؟ هل فيه شيء من الغلّ؟ هل فيه شيء من الحقد وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، طهّر قلبك من هذا ، أصلح قلبك فإن المدار عليه : (( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور )) : هذا يوم القيامة العمل على الباطن، في الدّنيا العمل على الظاهر ما لنا إلاّ ظواهر الناس ، لكن في الآخرة العمل على الباطن أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.
(( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى )) : يعني تختبر (( السرائر ))، لذلك أصلح قلبك يا أخي أصلح قلبك، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصّالحين، لا تكره أيّ شيء مما نزّل الله ، فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله ، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصّلاح.
2 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب ) . متفق عليه . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم . وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( جئت تسأل عن البر ؟) قلت نعم فقال: ( استفت قلبك، البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك ) حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما .
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم .
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( جئت تسأل عن البر ؟ قلت: نعم، فقال: استفت قلبك، البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك )، حديث حسن، رواه أحمد والدارمي في مسنديهما ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
قال المؤلف الحافظ النووي -رحمه الله- في كتابه *رياض الصّالحين في : " باب الورع وترك الشبهات : عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق والإثم ما تردد في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) " : فقوله عليه الصّلاة والسّلام: ( البرّ حسن الخلق ) : يعني أنّ حسن الخلق من البرّ الداخل في قوله تعالى: (( وتعاونوا على البرّ والتّقوى )) ، وحسن الخلق يكون في عبادة الله ، ويكون في معاملة عباد الله ، فحسن الخلق في عبادة الله أن يتلقّى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح ، ونفس مطمئنّة ، ويفعل ذلك بانقياد تامّ بدون تردّد وبدون شكّ وبدون تسخّط ، يؤدّي الصّلاة مع الجماعة منقادا لذلك ، يتوضّأ في أيام البرد منقادًا لذلك ، يتصدّق بالزكاة من ماله منقادًا لذلك، يصوم رمضان منقادًا لذلك، يحج منقادًا لذلك.
وأما في معاملة الناس، فأن يقوم ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار والنّصح في المعاملة وغير هذا وهو منشرح الصّدر، واسع البال، لا يضيق بذلك ذرعا ولا يتضجّر منه، فإذا علمت من نفسك أنك في هذه الحال، فإنّك من أهل البرّ.
أما الإثم فهو أن الإنسان يتردّد في الشيء ويشكّ فيه ولا ترتاح له نفسه، وهذا في من نفسه مطمئنّة راضية بشرع الله، وأما أهل الفسوق والفجور فإنهم لا يتردّدون في الآثام، تجد الإنسان منهم يفعل المعصية منشرحًا بها صدره والعياذ بالله، لا يبالي بذلك، لكنّ صاحب الخير الذي وُفّق للبرّ، هو الذي يتردّد الشّيء في نفسه ولا تطمئنّ إليه، ويحيك في صدره، فهذا هو الإثم، وموقف الإنسان من هذا أن يدعه وأن يتركه إلى شيء تطمئنّ إليه نفسه، ولا يكون في صدره حرج منه، وهذا هو الورع، ولهذا قال النبي عليه الصّلاة والسّلام: ( وإن أفتاك الناس وأفتوك ) : حتى لو أفتاك مفت بأنّ هذا جائز ولكنّ نفسك لم تطمئنّ ولم تنشرح إليه فدعه، فإن هذا من الخير والبرّ، إلاّ إذا علمت أن في نفسك مرضًا من الوسواس والشكّ والتردّد فيما أحلّ الله فلا تلتفت لهذا، فالنبي عليه الصّلاة والسلام إنما يخاطب الناس أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض، أي: ليس في قلب صاحبه مرض، فإن البرّ هو ما اطمأنّت إليه نفسه والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطّلع عليه الناس، والله الموفّق.
3 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم . وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( جئت تسأل عن البر ؟) قلت نعم فقال: ( استفت قلبك، البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك ) حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كيف، وقد قيل ؟ ) ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره .رواه البخاري . وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: ( حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان الحديثان ذكرهما المؤلف -رحمه الله- في باب: " الورع وترك الشّبهات " : في كتاب رياض الصالحين، فالأول في مسألة الرّضاع : حديث عقبة، والثاني في ترك المتشابه : حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
أما الأول: فإن عقبة تزوّج امرأة ابنة لأبي إهاب، فلما تزوّجها جاءت امرأة فقالت: إني أرضعته هو والمرأة التي تزوّجها، يعني فيكون أخاً لها من الرضاعة، وأخوها من الرّضاع يحرم عليها كما يحرم عليها أخوها من النّسب، لقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: ( يحرم من الرّضاع ما يحرم من النّسب )، ولكن لابدّ لهذا من شروط: الشرط الأول: أن يكون اللبن من آدميّة، فلو اشترك طفلان من الرضاع من شاة أو من بقرة أو من بعير فإنهما لا يصيران أخوين، لأنه لابدّ أن يكون الرّضاع من آدميّة لقوله تعالى: (( وأمّهاتكم اللاّتي أرضعنكم )).
ولابدّ أن يكون الرّضاع خمس رضعات فأكثر، فإن كان مرّة واحدة أو مرّتين أو ثلاث مرّات أو أربع مرات، فإنه ليس بشيء، ولا يؤثّر، فلو أن امرأة أرضعت طفلا أربع مرات في أربعة أيام كل مرة يشبع فإنه لا يكون ابنا لها، لأنه لابدّ من خمس، ولو أرضعته خمس مرات ولو لم يشبع فإنها تكون أمّا له ويكون الرّضاع مُحرّمًا.
ولابدّ أن يكون في زمن الإرضاع وهو ما قبل الفطام في الحولين، فإن لم يكن في هذا الزّمن بأن أرضعته وهو كبير فإن ذلك لا يؤثّر، فلو أن طفلا له خمس سنوات رضع مِن امرأة خمس مرّات أو عشر مرّات فإنه لا يكون ابنا لها من الرّضاع لأنه ليس في زمن الإرضاع، فهذه شروط ثلاثة.
وإذا ثبت التّحريم فإنه ينتشر إلى المرتَضِع وذرّيته فقط، ولا ينتشر إلى إخوانه وآبائه وأمّهاته، وإنما ينتشر إليه وإلى فروعه فقط، وهم ذرّيته، وعلى هذا فيجوز لأخ الطّفل الراضع أن يتزوّج أخت أخيه من الرّضاع، وأن يتزوج أمّ أخيه من الرّضاع، لأنه لا علاقة أو لا تأثير في الرّضاع إلاّ على المرتضِع وذرّيته، يعني فروعه، فأما أصوله وحواشيه، أصوله : من آباء وأمّهات ، وحواشيه : من إخوة وأعمام وأبنائهم وبناتهم فإنه لا تأثير لهم في الرّضاع، سواء كانوا أكبر منه أو أصغر منه.
وما اشتهر عند العامة من أن إخوته الذين هم أصغر منه يلحقهم حكم الرّضاع فإنّه لا صحّة له، بعض العوام يقول: إذا رضع طفل من امرأة صار ابنا لها، وصار إخوته الذين من بعده أبناء لها، وهذا غير صحيح، بل جميع إخوته ليس لهم فيها تعلّق بوجه من الوجوه.
وأما حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فإنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ منه هذه الجملة المفيدة العظيمة التي تُعتبر قاعدة في الورع وهي: ( دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك ) : يريبك يعني يحصل لك به ريب وشكّ فدعه ،ولا تأخذ إلاّ ما تيقّنته أو غلب على ظنّك إن كان مما يفيد فيه غلبة الظّنّ، وأمّا ما شككت فيه فدعه ، وهذا أصل من أصول الورع ، ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلّم تمرة رآها في الطريق فلم يأكل منها ، وقال : ( إنّي أخشى أن تكون من الصّدقة ) ، وهذا يدخل في هذا الحديث: ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .
ومن ذلك إذا كان بينك وبين شخص محاسبة وحصل زيادة لك من أجل هذه المحاسبة وشككت فيها فدعها ، وإذا شكّ فيها صاحبك وتركها فتصدّق بها ، تصدّق بها تخلّصًا منها أو صدقة معلّقة بأن تقول: اللهم إن كانت لي فهي صدقة أتقرّب بها إليك، وإن لم تكن لي فهو مال أتخلّص به، أو أتخلص بالصّدقة به من عذابه.
والحاصل أن هذا الحديث حديث عظيم في باب الورع: ( دع ما يَريبك إلى ما لا يريبك ) : ما تشكّ فيه اتركه وخذ بالشيء الذي لا يلحق لك به قلق ولا شكّ ولا اضطراب.
4 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها، فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كيف، وقد قيل ؟ ) ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره .رواه البخاري . وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر وما هو ؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل الحافظ النّووي رحمه الله في كتابه *رياض الصّالحين في : " باب الورع وترك الشّبهات " :
عن عائشة رضي الله عنها أن غلامًا كان لأبي بكر ، وكان أبو بكر يخارجه يعني يدعه يشتغل ويضرب عليه خراجًا مُعيّنًا، يقول: ائت لي كلّ يوم بكذا وكذا وما زاد فهو لك ، وهذه المخارجة جائزة بالنسبة للعبيد ، إذا كان الإنسان عنده عبيد مملوكين وقال لهم: اذهبوا اشتغلوا وائتوني كلّ يوم بكذا وكذا من الدّراهم، وما زاد فهو لكم، فإن هذا جائز، لأن العبيد ملك للسيّد فما حصّله فهو له، سواء خارجهم على ذلك أم لم يخارجهم، لكن فائدة المخارجة أن العبد إذا حصّل ما اتّفق عليه مع سيّده فإن له أن يبقى من غير عمل، أن يبقى في طلب العلم، أن يبقى مستريحًا في بيته، أو أن يشتغل ويأخذ ما زاد، أما بالنّسبة للعمال الذين يجلبهم الإنسان للبلاد ويقول: اذهبوا وعليكم كلّ شهر كذا وكذا من الدّراهم، فإنّ هذا حرام وظلم ومخالف لنظام الدّولة، والعقد على هذا الوجه باطل، فليس للسيد شيء مما فرضه على هؤلاء العمّال، لأن العامل ربّما يكدح ويتعب ولا يحصّل ما فرضه عليه كفيله، وربّما لا يُحصّل شيئاً أبداً فكان في هذا ظلم ، أما العبيد فهم عبيد الإنسان مالهم وما في أيديهم فهو له، هذا الغلام لأبي بكر كان أبو بكر قد خارجه على شيء معيّن يأتي به إليه كلّ يوم ، وفي يوم من الأيام قدّم له طعامًا ، قدّم هذا الغلام طعامًا لأبي بكر فأكله ، فقال أتدري ما هذا؟ قال ما هذا؟ قال هذا عوض عن أجرة كهانة تكّهنت فيها في الجاهليّة وأنا لا أحسن الكهانة ، لكنّي خدعت الرّجل ، فلقيني فأعطاني إيّاها ، وعِوض الكهانة حرام سواء كان الكاهن يُحسن صنعة الكهانة أو لا يحسن، كما أخبر النّبي عليه الصّلاة والسّلام : ( أن حلوان الكاهن خبيث ) ، فلما قال لأبي بكر هذه المقالة أدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كلّ ما أكل، كلّ ما أكله قاءه، وأخرجه من بطنه، لماذا؟ لئلاّ يتغذّى بطنه بحرام، وهذا مال حرام، لأنه عوض عن حرام.
5 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر وما هو ؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري . أستمع حفظ
فائدة : حكم تأجير المحلات للبنوك ومحلات بيع الدخان وحلاقة اللحية وبيع المجلات الخليعة وشبهها .
ومن ذلك أيضا تأجير البنوك في المحلات، فإن تأجير البنوك حرام، لأن البنك معاملته كلها أو غالبها حرام، وإذا وُجد فيه معاملة حلال فهي خلاف الأصل الذي من أجله أنشئ هذا البنك، الأصل في إنشاء البنوك أنها للربا، فإذا أجّر الإنسان بيته أو دكّانه للبنك يتعامل فيه بالرّبا، فإن الأجرة حرام، ولا تحلّ لصاحب البيت أو صاحب الدّكان.
وكذلك من أجّر شخصًا يبيع المجلاّت الخليعة أو المفسدة بالأفكار الرّديئة ومصادمة الشّرع، فإنه لا يجوز تأجير المحلاّت لمن يبيع هذه المجلات، لأن الله تعالى قال: (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) ، وتأجير المحلات لهؤلاء معونةٌ لهم، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: ( إنّ الله إذا حرّم شيئا حرّم ثمنه ).
6 - فائدة : حكم تأجير المحلات للبنوك ومحلات بيع الدخان وحلاقة اللحية وبيع المجلات الخليعة وشبهها . أستمع حفظ
متابعة الكلام على حديث ( إن الحلال بين وإن الحرام بين ... ).
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته فقال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه رواه البخاري . وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ) ، رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف رحمه الله في كتاب: *رياض الصّالحين : " باب الورع وترك الشّبهات " : فيما نقله عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فرض للناس أعطياتهم من بيت المال، فجعل للمهاجرين أربعة آلاف، وجعل لابنه عبد الله ثلاثة آلاف وخمسمائة، وابنه عبد الله مهاجر فنقصه عن المهاجرين، نقصه خمسين من أربعمائة، فقيل له إنّه من المهاجرين فلماذا نقصته؟ قال: " إنه هاجر به أبوه، ولم يهاجر هو بنفسه " ، وليس من هاجر به أبوه كمن هاجر بنفسه ، وهذا يدلّ دلالة عظيمة على شدّة ورع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهكذا يجب على من تولى شيئا من أمور المسلمين أن لا يحابي قريباً لقربه ولا غنيّاً لغناه ولا فقيراً لفقره بل ينزّل كل أحد منزلته، فهذا من الورع والعدل، ولم يقل: عبد الله بن عمر : يا أبتي أنا مهاجر، ولو شئت لبقيت في مكّة، بل وافق على ما فرضه له أبوه.
وأما الحديث الأخير في هذا الباب فهو : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من تمام اليقين والتقوى أن يدع الإنسان ما لا بأس به حذرا مما به بأس ) : وهذا فيما إذا اشتبه مباح بمحرّم وتعذّر التّمييز ، فإنه من تمام اليقين والتّقوى أن تدع الحلال خوفًا من الوقوع في الحرام ، وهذا أمر واجب كما قاله أهل العلم: " أنه إذا اشتبه مباح بمحرّم وجب اجتناب الجميع، لأن اجتناب المحرّم واجب ولا يتم إلاّ باجتناب المباح، وما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب " ، لكن إذا اضطرّ إلى أحدهما فله أن يتحرّى في هذه الحال ويأخذ بما غلب على ظنّه، ولنفرض أنه اشتبه طعام غيره بطعام نفسه، ولكنّه مضطرّ إلى الطعام، ففي هذه الحال يتحرى ويأكل ما يغلب على ظنّه أنه طعامه، والله الموفّق.
8 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته فقال: إنما هاجر به أبوه يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه رواه البخاري . وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ) رواه الترمذي وقال حديث حسن . أستمع حفظ
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام وشبهات ونحوها . قال الله تعالى: (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) . وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله ؟ قال: ( مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله )قال: ثم من ؟ قال: ( ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره ) متفق عليه .
قال الله تعالى: (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( قال رجلٌ: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال: مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم من؟ قال: ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه -وفي رواية- يتقي الله ويدع الناس من شره ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرّحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب استحباب العزلة عند فساد الناس ، تغيّر الناس وفساد الزّمان وخوف الفتنة وما أشبه ذلك " :
واعلم أن الأفضل المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولكن أحيانًا تحصل أمور تكون العزلة فيها خيرًا من الإختلاط بالنّاس، من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه الفتنة: مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه، أو يدعو إلى بدعة، أو يرى الفسوق الكثير فيها، أو يخشى على نفسه من الفواحش أو ما أشبه هذا، فهنا العزلة خير له، ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشّرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد الفسوق إلى بلد الإستقامة، فكذلك إذا تغيّر الناس والزّمان، ولهذا صحّ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( يوشك أن يكون خيرَ مال الرّجل غنم يتّبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن ) : فهذا هو التّقسيم : العزلة خير إن كان في الإختلاط شرّ وإلاّ فالأصل.
9 - شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام وشبهات ونحوها . قال الله تعالى: (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) . وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله ؟ قال: ( مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله )قال: ثم من ؟ قال: ( ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره ) متفق عليه . أستمع حفظ