سلسلة الهدى والنور-011b
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
موعظة في فضل حسن الخلق .
الشيخ : وذلك ما جاء مصرحا به في تلك الرواية الصحيحة وهي في كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ) والشاهد أنكم ترون معي أن هذا الحديث شامل لكل أسباب الخير فلا يكون المؤمن كامل الإيمان إلا إذا طبع نفسه بأن يحب لإخوانه المسلمين جميعا ما يحب لنفسه من الخير ، وإذا نحن وضعنا أمام أعيننا هذا التوجيه النبوي الكريم حينئذ كان ذلك من أقوى اسباب أن تصلح نفوسنا وان تطيب أخلاقنا ويتكامل عمل بعضنا مع بعض على ضوء من هذه المودة والمحبة الخالصة لوجه الله تبارك وتعالى ، فأساس الإيمان الكامل كما يبدو من هذا الحديث وذلك هو حسن الخلق . لأن المسلم حينها كما قلت آنفا يلتزم أن يعامل اخونه المسلمين بما يحب لنفسه من الخير لا شك أنه سيكون على قدر عال جدا من حسن الخلق وحسن الخلق جمع خير الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الرجل الحسن الخلق ليدرك درجة قائم الليل وصائم النهار ) قد يكون هذا مقصرا في عبادته لله عز وجل وتنفله في بعض الطاعات ، أما لظروف تحيط به أو لكسل ينتابه في نفسه ، أو لغير ما سبب من الأسباب الكثيرة فكأنه قام الليل وصام النهار ، لمجرد إحسانه بخلقه وذلك يستلزم أن يحسن معاملته لإخوانه ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) كذلك جاء حديث رائع جدا من قوله عليه الصلاة والسلام ألا وهو : ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار ) وحينئذ ليكون المسلم عند توجيهات هذه الأحاديث الصحيحة فعليه أن يراقب نفسه في معاملته لإخوانه في كل جوانب الحياة وهذا بطبيعة الحال يستلزم أن لا يقول في أخيه كلمة إذا بلغته أحزنته وأساءت إليه فأنتم جميعا تعلمون تحريم الغيبة وتحريم النميمة وتحريم إزعاج المسلم والإضرار به ونحو ذلك لكن الواقع المؤسف أن كثيرا من المسلمين حتى منا نحن السلفيون الذين خصهم الله عز وجل بشيء من الفقه الصحيح الذي غاب عن كثير أو أكثر المسلمين لكنهم مع الأسف نسوا القسم الآخر مما كان عليهم أن يقوموا به ألا وهو حسن التعامل بعضهم مع بعض . المسلم مع المسلم كذلك أنا لست بحاجة لأن أذكركم بتحريم الغيبة والنميمة ومحاولة الإساءة إلى الناس ، لأن هذه الأشياء كلها معروفة لديكم لكني أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين بوجوب مراعاتنا لهذه الأحكام الشرعية عمليا وأن لا ننحرف عنها خلقيا لنستحق تلك المراتب والمنازل العالية التي أشار إليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه من مثل قوله في الحديث الأخير ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار ) هذا ما كتب لي أن أن أذكركم به لعل في ذلك ذكرى حسنة والذكرى تنفع المؤمنين بإذن ربنا تبارك وتعالى ، وبعد هذه التذكرة لا مانع أن نسمع من إخواننا الحاضرين إن كان عندهم شيء من الملاحظات أو من السؤال أو أسئلة توجه ...
أبو ليلى : وزع الأوراق على بعضهم
السائل : هل الأسئلة في نفس الموضوع
الشيخ : هو الأولى فإن وجد فبها وإلا فالأهم من ذلك
السائل : الشمس يا أبا أنس جار ابا انس قوموا من الشمس، ما شاء الله وفي هذا الوقت أيضا هه .
أبو ليلى : وزع الأوراق على بعضهم
السائل : هل الأسئلة في نفس الموضوع
الشيخ : هو الأولى فإن وجد فبها وإلا فالأهم من ذلك
السائل : الشمس يا أبا أنس جار ابا انس قوموا من الشمس، ما شاء الله وفي هذا الوقت أيضا هه .
جاء في الحديث الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر ، فما المراد بالزيادة هنا .؟
الشيخ : نعم
السائل : شيخنا بالنسبة ... يعني اذا كان وصل الرحم ... .
الشيخ : عفوا إذا قلت لك سؤالك مفهوم ولكنه خطأ ، لماذا لأنه مادام الرسول يقول يطيل العمر فإيش معنى السؤال هل يطيل العمر . لكن لكن أنا قلت لك سلفا فلا تستعجل علي . قلت قصدك مفهوم لكن السؤال خطأ ، لو قلت مثلا سمعنا من بعض الناس أو بعض العلماء أو بعض المشايخ أنهم يفسرون طول العمر هنا ، بغير ما يدل عليه ظاهر الحديث كان أوجه و آدب بالنسبة لكلام الرسول الصريح لاسيما أن هناك حديثا آخر و هو منه أشهر و أصح ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام : ( من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه ) . من عجائب التأويلات التي لا يكاد ينقضي تعجبي من صدور ذلك من بعض أهل العلم تأويلهم لهذا الحديث و الذي قبله ، لأنهم يقولون ليس المقصود إطالة العمر حقيقة و إنما المقصود المباركة في عمر هذا الإنسان ، و لماذا يتأولون هذا التأويل؟ يتأولون هذا التأويل بحجة هي قائمة على تأويلهم ، ذلك لأن يقولون لأن العمر محدود و الرزق مقسوم ، و هذا مصرح في الأحاديث التي فيها أن الجنين قبل أن ينفخ فيه الروح و يأتي الملك و ينفخ فيه الروح . يسأل ربه عن سعادته و شقاوته و أجله و رزقه . يقول فإذا فالعمر محدود و الرزق مقسوم فكيف يعني يقال أن العمر يطول و الرزق يتوسع عليه ، لذلك تأولوه بذلك التأويل و موضع تعجبي هو أنه لا يمكن للمسلم أن يقول فيما تأولوه به إلا ما يكون فيما تأولوه ، أي البركة نفسها هي محدودة و مقسومة في اللوح المحفوظ لا تتغير و لا تتبدل فإيش الفائدة من قولنا أن المقصود البركة في العمر و البركة في الرزق هو البركة في الرزق في العمر ، هذه حقيقة لأن كثيرا من الناس كما تعلمون يأتيهم الرزق الواسع و لكن مابين عشية و ضحاها يصبح صفر اليدين صحيح هذا التضيق ، لكن نقول لماذا تأويل طول العمر و سعة الرزق بالبركة أيضا محدودة ؟ فإذا ما استفدنا شيء من هذا التأويل فرارا من الإشكال الذي أوردوه على أنفسهم أي في تأويلهم هذا يقال لهم مكانك راوح لا يتقدم إطلاقا ، فما هو الجواب الصحيح ؟ الجواب الصحيح : هو ما جاء في الحديث صراحة أي الرزق يوسع على صاحبه بالخلق الحسن و تواصل أقاربه و عمره يطول و كيف ذلك و العمر محدد ؟ الجواب : بسيط جدا لو كنتم تعلمون : جواب السعادة و الشقاوة ، السعادة و الشقاوة أليست محددة ؟ أيضا طبعا قد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ( أعمالنا هذه عن سابق عن قدر ماض أم الأمر انف ، قال : لا ، بل عن قدر ماض ) قالو له : ففيم العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق لهفمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، و من كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ، و تلا قوله تبارك وتعالى : (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)) ) إيش معنى الحديث و الآية ؟ معنى الحديث و الآية أن السعادة و الشقاوة كل منهما مرتبط في علم الله عز و جل و الذي سجل في اللوح المحفوظ ، العمل الصالح مع السعادة و العمل الطالح مع الشقاوة - ... تفضلوا هنا تفضلوا ، يا الله بسم الله - إذا عرفنا أن السعادة مرتبطة بالعمل الصالح و الشقاوة مرتبطة أيضا بالعمل الطالح و أن كل من العمل الصالح و العمل الطالح سببان يحققان السعادة أو الشقاوة ، هذه حقيقة لا خلاف فيها بين المسلمين أبدا ، إذا كان العمل الصالح هو سبب السعادة و العمل الطالح سبب الشقاوة فصلة الرحم و حسن الخلق سبب لطول العمر و السعادة . أي ان الحديثين السابقين ذكرا و هو حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان في الأعمار . و الحديث الآخر من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه . يتحدثان في دائرة الأسباب . شو سبب السعادة ؟ خلاص العمل الصالح ، شو سبب الشقاوة ؟ العمل الطالح . هنا الحديثان يتحدثان عن سبب سعة الرزق و طول العمر ، قال حسن الجوار و صلة الأرحام . فنحن لا ندري ما الذي كتب على الإنسان ، أسعادة أم شقاوة ؟ لكن العمل هو الذي ... و لذلك جاء في الحديث الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم : ( كيف بي أن أعلم أنني أنا يعني مسلم أو مؤمن أو محسن . قال : سل جيرانك فإن أحسنوا الثناء عليك فأنت مسلم و إن أساءوا الثناء عليك فأنت غير مسلم ) . أو كما قال عليه الصلاة والسلام إذا الأعمال هي مربوطة مع القدر الغائب عنا و لذلك قال الله تعالى في الآية السابقة (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) أي : " الجنة " ، (( و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) . و كما أن رجلا لا أقول مسلما و كما أن رجلا عاقلا لا يستطيع أن يقول أنا أترك أسباب الصحة و أترك أسباب القوة و السعادة الدنيوية بحجة أنه إذا كان مقدر لي الصحة و السعادة الدنيوية رايحة تجيني هذه السعادة و لو أنا ما اتخذت سببا من الأسباب . ما أحد يقول بهذا ، بالعكس تجد الناس الأشقياء الفاسدين سلوكا وأخلاقا ، يأخذون بأسباب السعادة الدنيوية و الصحة البدنية لأنهم يعلمون يقينا أن هذه الصحة لابد لها من اتخاذ الأسباب .
كذلك يقال تماما بالنسبة للسعادة الأخروية ، إذا المسلم يريد أن يكون سعيدا فعلا ، فعليه أن يضع نصب عينيه الآية السابقة : (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) . إذا الحديث الأول و الثاني على ظاهرهما تماما : ( من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه ) . أي صلة الرحم سبب شرعي لسعة الرزق و طول العمر ، لكن النتيجة نحن مخبأة عنا غير معلومة لدينا كالسعادة و الشقاوة تماما . لكن كما أن السعادة و الشقاوة لها أسباب كذلك طول العمر و سعة الرزق لها أسباب ، لا فرق بين هذه الأسباب و تلك الأسباب ، و يكفي في إثبات أثر السببية في السعادة الأخروية أن نتذكر قول الله تبارك و تعالى : (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) ، (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) هذه الباء هنا سببية ، يعني بسبب عملكم الصالح و أعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل قال : عن أفضل الأعمال قال : الإيمان بالله تبارك و تعالى ). العمل الإيمان عمل قلبي مش كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل لا ، الإيمان أولا لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله و رسوله ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب أن يظهر ذلك على البدن و الجوارح ، لذلك فقوله تبارك و تعالى (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني كما قال تعالى : (( ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به )) من يعمل خيرا يجز به، من يعمل سوءا يجز به ، كما قال تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره )) . لعلك أخذت جواب سؤالك .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : طيب ، هيئوا سؤالا آخر ، نعم .
السائل : شيخنا بالنسبة ... يعني اذا كان وصل الرحم ... .
الشيخ : عفوا إذا قلت لك سؤالك مفهوم ولكنه خطأ ، لماذا لأنه مادام الرسول يقول يطيل العمر فإيش معنى السؤال هل يطيل العمر . لكن لكن أنا قلت لك سلفا فلا تستعجل علي . قلت قصدك مفهوم لكن السؤال خطأ ، لو قلت مثلا سمعنا من بعض الناس أو بعض العلماء أو بعض المشايخ أنهم يفسرون طول العمر هنا ، بغير ما يدل عليه ظاهر الحديث كان أوجه و آدب بالنسبة لكلام الرسول الصريح لاسيما أن هناك حديثا آخر و هو منه أشهر و أصح ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام : ( من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه ) . من عجائب التأويلات التي لا يكاد ينقضي تعجبي من صدور ذلك من بعض أهل العلم تأويلهم لهذا الحديث و الذي قبله ، لأنهم يقولون ليس المقصود إطالة العمر حقيقة و إنما المقصود المباركة في عمر هذا الإنسان ، و لماذا يتأولون هذا التأويل؟ يتأولون هذا التأويل بحجة هي قائمة على تأويلهم ، ذلك لأن يقولون لأن العمر محدود و الرزق مقسوم ، و هذا مصرح في الأحاديث التي فيها أن الجنين قبل أن ينفخ فيه الروح و يأتي الملك و ينفخ فيه الروح . يسأل ربه عن سعادته و شقاوته و أجله و رزقه . يقول فإذا فالعمر محدود و الرزق مقسوم فكيف يعني يقال أن العمر يطول و الرزق يتوسع عليه ، لذلك تأولوه بذلك التأويل و موضع تعجبي هو أنه لا يمكن للمسلم أن يقول فيما تأولوه به إلا ما يكون فيما تأولوه ، أي البركة نفسها هي محدودة و مقسومة في اللوح المحفوظ لا تتغير و لا تتبدل فإيش الفائدة من قولنا أن المقصود البركة في العمر و البركة في الرزق هو البركة في الرزق في العمر ، هذه حقيقة لأن كثيرا من الناس كما تعلمون يأتيهم الرزق الواسع و لكن مابين عشية و ضحاها يصبح صفر اليدين صحيح هذا التضيق ، لكن نقول لماذا تأويل طول العمر و سعة الرزق بالبركة أيضا محدودة ؟ فإذا ما استفدنا شيء من هذا التأويل فرارا من الإشكال الذي أوردوه على أنفسهم أي في تأويلهم هذا يقال لهم مكانك راوح لا يتقدم إطلاقا ، فما هو الجواب الصحيح ؟ الجواب الصحيح : هو ما جاء في الحديث صراحة أي الرزق يوسع على صاحبه بالخلق الحسن و تواصل أقاربه و عمره يطول و كيف ذلك و العمر محدد ؟ الجواب : بسيط جدا لو كنتم تعلمون : جواب السعادة و الشقاوة ، السعادة و الشقاوة أليست محددة ؟ أيضا طبعا قد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ( أعمالنا هذه عن سابق عن قدر ماض أم الأمر انف ، قال : لا ، بل عن قدر ماض ) قالو له : ففيم العمل ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق لهفمن كان من أهل الجنة فسيعمل بعمل أهل الجنة ، و من كان من أهل النار فسيعمل بعمل أهل النار ، و تلا قوله تبارك وتعالى : (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)) ) إيش معنى الحديث و الآية ؟ معنى الحديث و الآية أن السعادة و الشقاوة كل منهما مرتبط في علم الله عز و جل و الذي سجل في اللوح المحفوظ ، العمل الصالح مع السعادة و العمل الطالح مع الشقاوة - ... تفضلوا هنا تفضلوا ، يا الله بسم الله - إذا عرفنا أن السعادة مرتبطة بالعمل الصالح و الشقاوة مرتبطة أيضا بالعمل الطالح و أن كل من العمل الصالح و العمل الطالح سببان يحققان السعادة أو الشقاوة ، هذه حقيقة لا خلاف فيها بين المسلمين أبدا ، إذا كان العمل الصالح هو سبب السعادة و العمل الطالح سبب الشقاوة فصلة الرحم و حسن الخلق سبب لطول العمر و السعادة . أي ان الحديثين السابقين ذكرا و هو حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان في الأعمار . و الحديث الآخر من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه . يتحدثان في دائرة الأسباب . شو سبب السعادة ؟ خلاص العمل الصالح ، شو سبب الشقاوة ؟ العمل الطالح . هنا الحديثان يتحدثان عن سبب سعة الرزق و طول العمر ، قال حسن الجوار و صلة الأرحام . فنحن لا ندري ما الذي كتب على الإنسان ، أسعادة أم شقاوة ؟ لكن العمل هو الذي ... و لذلك جاء في الحديث الصحيح أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم : ( كيف بي أن أعلم أنني أنا يعني مسلم أو مؤمن أو محسن . قال : سل جيرانك فإن أحسنوا الثناء عليك فأنت مسلم و إن أساءوا الثناء عليك فأنت غير مسلم ) . أو كما قال عليه الصلاة والسلام إذا الأعمال هي مربوطة مع القدر الغائب عنا و لذلك قال الله تعالى في الآية السابقة (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) أي : " الجنة " ، (( و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) . و كما أن رجلا لا أقول مسلما و كما أن رجلا عاقلا لا يستطيع أن يقول أنا أترك أسباب الصحة و أترك أسباب القوة و السعادة الدنيوية بحجة أنه إذا كان مقدر لي الصحة و السعادة الدنيوية رايحة تجيني هذه السعادة و لو أنا ما اتخذت سببا من الأسباب . ما أحد يقول بهذا ، بالعكس تجد الناس الأشقياء الفاسدين سلوكا وأخلاقا ، يأخذون بأسباب السعادة الدنيوية و الصحة البدنية لأنهم يعلمون يقينا أن هذه الصحة لابد لها من اتخاذ الأسباب .
كذلك يقال تماما بالنسبة للسعادة الأخروية ، إذا المسلم يريد أن يكون سعيدا فعلا ، فعليه أن يضع نصب عينيه الآية السابقة : (( فأما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) . إذا الحديث الأول و الثاني على ظاهرهما تماما : ( من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه ) . أي صلة الرحم سبب شرعي لسعة الرزق و طول العمر ، لكن النتيجة نحن مخبأة عنا غير معلومة لدينا كالسعادة و الشقاوة تماما . لكن كما أن السعادة و الشقاوة لها أسباب كذلك طول العمر و سعة الرزق لها أسباب ، لا فرق بين هذه الأسباب و تلك الأسباب ، و يكفي في إثبات أثر السببية في السعادة الأخروية أن نتذكر قول الله تبارك و تعالى : (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) ، (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) هذه الباء هنا سببية ، يعني بسبب عملكم الصالح و أعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل قال : عن أفضل الأعمال قال : الإيمان بالله تبارك و تعالى ). العمل الإيمان عمل قلبي مش كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة له بالعمل لا ، الإيمان أولا لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله و رسوله ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب أن يظهر ذلك على البدن و الجوارح ، لذلك فقوله تبارك و تعالى (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني كما قال تعالى : (( ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به )) من يعمل خيرا يجز به، من يعمل سوءا يجز به ، كما قال تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره )) . لعلك أخذت جواب سؤالك .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : طيب ، هيئوا سؤالا آخر ، نعم .
هل صحيح أنكم تراجعتم عن تحريم الصور الفوتوغرافية .؟
السائل : يقول أخ سمعنا من بعض الإخوة أنهم كتبوا موضوعا عن التصوير ، أجاز فيه التصوير الفوتوغرافي و راجعك في الموضوع و وافقته فهل هذا صحيح ؟ أرجوا التوضيح .
الشيخ : لا يحتاج إلى التوضيح ، كذب و زور .
الشيخ : لا يحتاج إلى التوضيح ، كذب و زور .
ستر العورة في الصلاة هل هي شرط أم واجب .؟ وما حكم صلاة المرأة بدون خمار أو كاشفة قدميها.؟
السائل : أخ يسأل يقول ان ستر العورة في الصلاة واجب و ليس شرطا ، فما مدى صحة هذا القول و على هذا يصحح صلاة من يصلي في البنطال.
الشيخ : الحقيقة بالنسبة لشرطية العورة في الصلاة ، ستر العورة في الصلاة متفق عليها بين الأئمة الأربعة و غيرهم ليس عليها دليل صريح يقتنع به كل طالب للعلم ، و لذلك يرد مثل هذا السؤال من هذا السائل و لكن هو تأمل في حديث واحد ربما فتح له باب الاقتناع بالشرطية التي نفاها و من ذلك صحة صلاة من يصلي مكشوف العورة . خاصة إذا كانت امرأة ، أعني بذلك قوله عليه الصلاة و السلام : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) ، ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) فماذا يريد هذا السائل أكثر من هذا الحديث في نفي قبول صلاة المرأة التي تصلي بغير خمار كاشفة عن نفسها إلا أن يكون ظاهريا ليس له مجال و أفق واسع في الفقه ، فأنا أقول بأن التي تصلي مكشوفة الرأس لا تقبل صلاتها لكن إذا صلت مثلا مكشوفة القبل و الدبر تقبل صلاتها ، إن كان وصل الفقه إلى مثل هذا الفهم ، فهو بلا شك مما لا نولي فيه من يدندن هو حول ظاهريته حينما قال في تفسير حديث أبي هريرة : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد ) قال ذاك الظاهري القديم " فإذا بال في إناء و أراق ما في الإناء من البول في الماء الراكد جاز ". هكذا يقولون ، الحديث ماذا يقول : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد ) . بحيرة صغيرة هنا ليس فيها ماء جار ، فلا يجوز بالاتفاق البول في هذا الماء الراكد . لكن شذ بعض الظاهرية و قال : لو بال في إناء فارغ ثم أراق هذا البول من الإناء في الماء الراكد جاز . ما الذي لاحظ ... من حيث التعبير العربي هذا الذي بال في الإناء الفارغ و ملأه بولا هذا لا يصدق عليه أنه بال في الماء الراكد حقيقة من ناحية عربية هذا بال في الإناء الفارغ .
لكن النكتة في الموضوع انه ذاك الظاهري بقول مادام ما بال مباشرة في الماء الراكد و إنما بال في إناء فارغ ، فلو أفرغ هذا البول من الإناء الفارغ إلى الماء الراكد جاز . فهذا عجيب لأن كل إنسان يفهم أن الرسول عليه السلام حينما نهى عن البول في الماء الراكد أولا قصد المحافظة إما على طهارة الماء و إما على الأقل على نقاوة الماء ...، قد يكون الماء كثيرا مثلا فلا ينجسه هذا البول مهما كان كثيرا لكن هو تلوث على الأقل . فإذا الرسول عليه الصلاة و السلام حينما نهى عن البول في الماء الراكد قصد على الأقل المحافظة على نقاوة الماء ، أن الإنسان إذا شاف إنسان يبول في هذا الماء و لو نظر إليه النظرة الشرعية فوجده فارغا لأنه لم يتغير أحد أوصافه الثلاثة لكن نفسه تأبى أن تشرب من هذا الماء و قد وقع فيه ذلك البول ، فإذا الرسول صلى الله عليه و سلم حينما نهى عن البول في الماء الراكد قصد على الأقل المحافظة على نقاوة الماء فضلا عن نجاسته أو المحافظة على طهارته هذا أو ذاك يتحقق و لو بتلك الوسيلة التي تصورها ذلك الإنسان، و الرسول صلى الله عليه و سلم لما نهى عن البول في الماء الراكد عالج أمرا طبيعيا ليس خياليا ،لأن الإنسان هذا المثال الثاني بال في الإناء الفارغ ثم أراقه في الماء الراكد يعني هو خيالي أكثر مما هو واقعي هو تخيل هذه الصورة لكن بالتعبير الشامي : أي حيوان يتعاطى هذه الصورة يأتي إلى الإناء الفارغ فيملؤه بولا ثم يريقه في الماء الراكد ، هذه صورة خيالية محظ هو تخيلها ليظهر فلسفته الظاهرية ، فيقول : الأمر الأول لا يجوز و الأمر الآخر يجوز ، لماذا ؟ لأن الرسول نهى عن البول في الماء الراكد و هذا ما بال في الماء الراكد . نحن نقول لغة ما بال في الماء الراكد لكن فقها لا فرق بينه و بين الأول فالنتيجة واحدة . مثل ما بقولوا كل الدروب بتودي على الطاحون . و كما تصورت أكثر من مرة رجل ما بال يا سيدي في الإناء الفارغ ماسورة طويلة ممكن في أعلى جبل بال في هذه الماسورة وررر من البول في الماء الراكد نجي نقول في فرق بين إذا بال مباشرة أو بواسطة الماسورة هذه هذا جمود . كذلك نريد أن نقول إذا قال الرسول عليه السلام : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) أن هذا دليلا أنه لا يجوز للمرأة أن تصلي إلا و هي ساترة لعورتها لأن رأسها من العورة ، لكن هناك عورة أكبر و ... منها لو صلت و فخذها بائن مثلا فهذا أشكل و أفسد لصلاتها و لذلك فهذا الحديث الواحد يكفي دليلا لجمود على أن ستر العورة .
الشيخ : الحقيقة بالنسبة لشرطية العورة في الصلاة ، ستر العورة في الصلاة متفق عليها بين الأئمة الأربعة و غيرهم ليس عليها دليل صريح يقتنع به كل طالب للعلم ، و لذلك يرد مثل هذا السؤال من هذا السائل و لكن هو تأمل في حديث واحد ربما فتح له باب الاقتناع بالشرطية التي نفاها و من ذلك صحة صلاة من يصلي مكشوف العورة . خاصة إذا كانت امرأة ، أعني بذلك قوله عليه الصلاة و السلام : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) ، ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) فماذا يريد هذا السائل أكثر من هذا الحديث في نفي قبول صلاة المرأة التي تصلي بغير خمار كاشفة عن نفسها إلا أن يكون ظاهريا ليس له مجال و أفق واسع في الفقه ، فأنا أقول بأن التي تصلي مكشوفة الرأس لا تقبل صلاتها لكن إذا صلت مثلا مكشوفة القبل و الدبر تقبل صلاتها ، إن كان وصل الفقه إلى مثل هذا الفهم ، فهو بلا شك مما لا نولي فيه من يدندن هو حول ظاهريته حينما قال في تفسير حديث أبي هريرة : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد ) قال ذاك الظاهري القديم " فإذا بال في إناء و أراق ما في الإناء من البول في الماء الراكد جاز ". هكذا يقولون ، الحديث ماذا يقول : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد ) . بحيرة صغيرة هنا ليس فيها ماء جار ، فلا يجوز بالاتفاق البول في هذا الماء الراكد . لكن شذ بعض الظاهرية و قال : لو بال في إناء فارغ ثم أراق هذا البول من الإناء في الماء الراكد جاز . ما الذي لاحظ ... من حيث التعبير العربي هذا الذي بال في الإناء الفارغ و ملأه بولا هذا لا يصدق عليه أنه بال في الماء الراكد حقيقة من ناحية عربية هذا بال في الإناء الفارغ .
لكن النكتة في الموضوع انه ذاك الظاهري بقول مادام ما بال مباشرة في الماء الراكد و إنما بال في إناء فارغ ، فلو أفرغ هذا البول من الإناء الفارغ إلى الماء الراكد جاز . فهذا عجيب لأن كل إنسان يفهم أن الرسول عليه السلام حينما نهى عن البول في الماء الراكد أولا قصد المحافظة إما على طهارة الماء و إما على الأقل على نقاوة الماء ...، قد يكون الماء كثيرا مثلا فلا ينجسه هذا البول مهما كان كثيرا لكن هو تلوث على الأقل . فإذا الرسول عليه الصلاة و السلام حينما نهى عن البول في الماء الراكد قصد على الأقل المحافظة على نقاوة الماء ، أن الإنسان إذا شاف إنسان يبول في هذا الماء و لو نظر إليه النظرة الشرعية فوجده فارغا لأنه لم يتغير أحد أوصافه الثلاثة لكن نفسه تأبى أن تشرب من هذا الماء و قد وقع فيه ذلك البول ، فإذا الرسول صلى الله عليه و سلم حينما نهى عن البول في الماء الراكد قصد على الأقل المحافظة على نقاوة الماء فضلا عن نجاسته أو المحافظة على طهارته هذا أو ذاك يتحقق و لو بتلك الوسيلة التي تصورها ذلك الإنسان، و الرسول صلى الله عليه و سلم لما نهى عن البول في الماء الراكد عالج أمرا طبيعيا ليس خياليا ،لأن الإنسان هذا المثال الثاني بال في الإناء الفارغ ثم أراقه في الماء الراكد يعني هو خيالي أكثر مما هو واقعي هو تخيل هذه الصورة لكن بالتعبير الشامي : أي حيوان يتعاطى هذه الصورة يأتي إلى الإناء الفارغ فيملؤه بولا ثم يريقه في الماء الراكد ، هذه صورة خيالية محظ هو تخيلها ليظهر فلسفته الظاهرية ، فيقول : الأمر الأول لا يجوز و الأمر الآخر يجوز ، لماذا ؟ لأن الرسول نهى عن البول في الماء الراكد و هذا ما بال في الماء الراكد . نحن نقول لغة ما بال في الماء الراكد لكن فقها لا فرق بينه و بين الأول فالنتيجة واحدة . مثل ما بقولوا كل الدروب بتودي على الطاحون . و كما تصورت أكثر من مرة رجل ما بال يا سيدي في الإناء الفارغ ماسورة طويلة ممكن في أعلى جبل بال في هذه الماسورة وررر من البول في الماء الراكد نجي نقول في فرق بين إذا بال مباشرة أو بواسطة الماسورة هذه هذا جمود . كذلك نريد أن نقول إذا قال الرسول عليه السلام : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) أن هذا دليلا أنه لا يجوز للمرأة أن تصلي إلا و هي ساترة لعورتها لأن رأسها من العورة ، لكن هناك عورة أكبر و ... منها لو صلت و فخذها بائن مثلا فهذا أشكل و أفسد لصلاتها و لذلك فهذا الحديث الواحد يكفي دليلا لجمود على أن ستر العورة .
اضيفت في - 2004-08-16