تتمة شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان ؟ قال: ( فلا تأتهم ) قلت: ومنا رجال يتطيرون . قال: ( ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم ). رواه مسلم. الثكل بضم الثاء المثلثة: المصيبة والفجيعة. ما كهرني أي: ما نهرني.
الطالب : هناك أناس يتعاونون مع الجن من أجل تعليم ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ...
الشيخ : هذا ليس من الكهانة، ولكن لابد أن ينظر ما الذي وصله بهذا الجن، ثم الجن أيضا هل كل جني عدل قد يكون جنيًّا كذوبًا مشكلة هذه.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟
الطالب : ... بالجرائد بالمجلات ... يوم كذا حال كذا ...
1 - تتمة شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان ؟ قال: ( فلا تأتهم ) قلت: ومنا رجال يتطيرون . قال: ( ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم ). رواه مسلم. الثكل بضم الثاء المثلثة: المصيبة والفجيعة. ما كهرني أي: ما نهرني. أستمع حفظ
هل التطير يكون بكل شيء حتى بالجرائد ؟.
الطالب : ...
الشيخ : ما هو صحيح كل شيء لأنه لا تتطير لا بزمان ولا مكان ولا شيء أبد.
الطالب : ...
الشيخ : وش يقول؟
الطالب : ...
الشيخ : إي هذا ينفيه يا أخي، هذا ينفيه.
باب الوقار والسكينة : قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) .
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الوقار والسكينة، قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب الوقار والسكينة "، الوقار هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورًا بحيث إذا رآه من يراه يحترمه ويعظمه، والسكينة هي عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش، بل يكون ساكنًا في قلبه في جوارحه في مقاله، ولاشك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة أنهما من خير الخصال التي يمنّ الله بها على العبد، لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له ولا هيبة له وليس وقورًا، بل هو هيّن قد وضع نفسه ونزلها، وكذلك السكينة ضدها أن يكون الإنسان كثير الحركات كثير التلفت لا يرى عليه أثر في سكينة قلبه ولا قوله ولا فعله، فإذا منّ الله على العبد بذلك فإنه ينال بذلك خلقين كريمين، ومن ضد ذلك العجلة أن يكون الإنسان عجولًا لا يتحرى ولا يتأنى ليس له هم إلا القيل والقال الذين نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) فإذا كان الإنسان ليس متأنيًا ولا متثبتًا في الأمور حصل منه زلل كثير وصار الناس لا يثقون بقوله وصار عند الناس من القوم الذين يرد حديثهم ولا ينتفع به، ثم استشهد المؤلف بقول الله تبارك وتعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) عباد الرحمن الذين منّ الله عليهم بالرحمة ووفقهم للخير هم الذين يمشون على الأرض هونًا يعني إذا رأيتهم رأيت رجلًا في مشيته وقار بدون أن يعجّل عجلة تقبح (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) يعني قالوا قولًا يسلمون به من شرهم، وليس المعنى أنهم يقولون سلام لا إذا خاطبه الجاهل قال قولًا يسلم به من شره، إما أن يدافعه بالتي هي أحسن وإما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرًا، المهم أنه يقول قولًا يسلم به، لأن الجاهل مشكل إن خاصمته أو جادلته فربما يبدر منه كلام سيء عليك وربما يبدر منه كلام سيء على ما تدعو إليه من الخير فيسب الدين والعياذ بالله وما أشبه ذلك، فلهذا من توفيق عباد الرحمن أنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا يعني قالوا قولًا يسلمون به ولا يحصل لهم به إثم، وكذلك من أوصافهم ما ذكره في آخر الآيات (( والذين لا يشهدون الزور )) يعني: لا يشهدون القول الكذب ولا الفعل القبيح وإذا مروا باللغو الذي ليس فيه خير ولا شر مروا كرامًا، أي سالمين منه، وذلك أن الأشياء إما خير وإما شر وإما لغو، فالشر لا يشهدونه، واللغو يسلمون منه يمرون به كرامًا والخير يرتعون فيه.
3 - باب الوقار والسكينة : قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) . أستمع حفظ
شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم. متفق عليه. اللهوات جمع لهاة: وهي اللحمة التي في أقصى سقف الفم.
4 - شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم. متفق عليه. اللهوات جمع لهاة: وهي اللحمة التي في أقصى سقف الفم. أستمع حفظ
باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار : قال الله تعالى: (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار، قال الله تعالى: (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) متفق عليه، زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: باب استحباب الإتيان إلى الصلاة ونحوها من مجالس العلم وغيرها من العبادات بسكينة ووقار، من المعلوم أن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي من أعظم شعائر الله، والإنسان إذا أقبل إلى الصلاة فإنما يقبل إلى الوقوف بين يدي الله عز وجل، ومن المعلوم أن الإنسان إذا أتى إلى شخص من بني آدم يعظمه فإنه يأتي إليه بأدب وسكينة ووقار، فكيف إذا أتى ليقف بين يدي الله عز وجل؟ ولهذا ينبغي للإنسان أن يأتي إلى الصلاة بسكينة كما سيأتي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ثم استدل المؤلف رحمه الله لهذا الباب بقوله تعالى: (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) الذي يعظم شعائر الله فيرى أنها عظيمة في قلبه ويقوم بما ينبغي من التعظيم في جسده فإن هذا من تقوى القلوب علامة على صلاحه وتقوى قلبه، وإذا اتقى القلب اتقت الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فعليك بتعظيم شعائر الله فإن ذلك تقوى لقلبك، وأيضًا يكون خيرًا لك عند الله عز وجل (( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )).
5 - باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار : قال الله تعالى: (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) . أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ).
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) متفق عليه، زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه ".
6 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ). أستمع حفظ
تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ).
7 - تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ). أستمع حفظ
شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا وضربا وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه. البر: الطاعة. والإيضاع بضاد معجمة قبلها ياء وهمزة مكسورة، وهو: الإسراع.
8 - شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا وضربا وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه. البر: الطاعة. والإيضاع بضاد معجمة قبلها ياء وهمزة مكسورة، وهو: الإسراع. أستمع حفظ
باب إكرام الضيف : قال الله تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم قال ألا تأكلون )) وقال تعالى: (( وجاءه قومه يهرعون إليه، ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد )) .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب إكرام الضيف، قال الله تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون )) وقال تعالى: (( وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب إكرام الضيف " الضيف هو الذي ينزل بك مسافرًا لأجل أن تتلقاه بالإيواء والطعام والشراب وما يحتاج إليه، والضيافة خلق فاضل قديم منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إن لم يكن قبل ذلك، وسيذكر المؤلف إن شاء الله في الأحاديث أحاديث متعددة حول إكرام الضيف وأن إكرامه من الإيمان بالله واليوم الآخر، ولكنه رحمه الله كعادته يبدأ بالآيات الكريمة لأن القرآن مقدم على السنة، فهو كلام الله والحديث كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكلاهما حق يجب تصديقه إن كان خبرًا وامتثاله إن كان طلبًا، فبدأ بالآيات رحمه الله فقال: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين )) هل أتاك الاستفهام هنا للتشويق من أجل أن ينتبه المخاطب ويسترعي انتباهه، والخطاب في قوله: (( هل أتاك )) إما للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما له وللأمة لكل من يصح خطابه (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا )) إلى آخره، وهؤلاء الضيف ملائكة أرسلهم الله عز وجل إلى إبراهيم ثم إلى لوط، وقوله: (( المكرمين )) يعني الذين أكرمهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام (( إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام )) قال العلماء إن قولهم سلامًا يعني نسلم سلامًا، وأن قوله سلام يعني عليكم سلام، والثانية أبلغ من الأولى لأن المشروع لمن حيّ بتحية أن يحيي بأحسن منها أو بمثلها، كما قال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) وإنما كانت الثانية أبلغ من الأولى لأن الأولى جملة فعلية والثانية جملة اسمية تفيد الثبوت والاستمرار، ثم قال: (( قوم منكرون )) ولم يقل أنتم قوم لأن أنتم صريح في الخطاب، وهذا قد يكون مستبشعًا عند بعض الناس فكان من حسن معاملته لضيفه أن قال قوم منكرون، وقوم لو أخذناها هكذا لكان يمكن أن يكون التقدير: هم قوم أو أنتم قوم أو هؤلاء قوم ليست في الصراحة كقوله أنتم قوم، فلهذا حذف المبتدأ وصارت قوم منكرون، ومعنى كونهم منكرين أنه لا يعرفهم، لأنهم أول مرة يلتقي بهم (( فراغ إلى أهله )) وكان عليه الصلاة والسلام كريمًا ومعنى راغ أي ذهب بخفية وسرعة إلى أهله إلى بيته (( فجاء بعجل سمين )) جاء بعجل وهو صغار البقر لأن لحمه ترف ولذيذ، وكونه سمينًا يكون أحلى للحمه وأطيب، وفي الآية الأخرى أنه حنيذ أي محنوذ يعني مشوي، لم يخرج من طعمه شيء وهذا ألذ ما يكون من اللحم، فقربه إليهم ولم يضعه عنهم بعيدًا فيقول تقدموا إلى الطعام، ولكن هو الذي قرّبه لئلا يكون عليهم عناء ومشقة، ومع ذلك لم يقل كلوا ما أمرهم أمر، قال: (( ألا تأكلون )) وهذا عرض وليس بأمر، وهذا أيضًا من حسن معاملته لضيوفه، ثم إن هؤلاء الضيوف ذهبوا إلى لوط بصورة شبان مرد جميلين فتنة وكان قوم لوط والعياذ بالله قد ابتلوا بداء اللواط، وهو إتيان الذكر الذكر، فلما ذهبوا إلى لوط انطلق بعضهم إلى بعض يخبر بعضهم بعضًا ويقول جاء إلى لوط مردان شبان جميلون فجاؤوا إليه يهرعون إليه يسرعون (( ومن قبل كانوا يعملون السيئات )) يعني كانوا يعملون الفاحشة وهي اللواط (( قال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي )) قال بعض العلماء هؤلاء بناتي يشير إلى بنات القوم ماهو بناته هو بالخاصة بناته من صلبه، ولكنه يعني بذلك بنات قومه لأن النبي لقومه بمنزلة الأب لهم قال كأنه يقول عندكم النساء وهذا كقوله في آية أخرى: (( أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم )) يعني من النساء (( بل أنتم قوم عادون )) المهم أنه عليه الصلاة والسلام قال لهم: (( اتقوا الله ولا تخزون ))، وقوله: (( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم )) هذا من باب التفضيل الذي ليس في الجانب المفضل عليه منه شيء، لأن إتيان الذكور ما في طهارة كله خبث وخبائث كما قال تعالى: (( ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث )) لكن (( هن أطهر لكم )) لأن فروج النساء تحل بالعقد (( فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد )) ولكن لم يكن منهم رجل رشيد والعياذ بالله، قالوا: (( لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد )) يعني تعلم أنا نريد هؤلاء الشباب اللي جاؤوا إليك، قال: (( لو أني بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد )) فقالت الرسل: (( يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك )) ثم أرشدوه إلى أن يسري بأهله ويدع البلدة، وفي سورة القمر قال تعالى: (( كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبًا إلا آل لوط نجيناهم بسحر * نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر * ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر * ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر )) قيل: إن الملائكة صفقوهم على وجوههم فعميت أبصارهم، وقيل: إن الله أعمى أبصارهم في نفس الحال، وعلى كل حال فإن قوله: (( لا تخزوني في ضيفي )) يدل على أن الضيوف كانوا مكرمين عند لوط كما هم مكرمون عند إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والحاصل أنه إذا نزل بك ضيف فإنه يجب عليك أن تضيفه يومًا وليلة، ولكن لا تفعل كما يفعل السفهاء تذهب وتتكلف وتجعل وليمة كبيرة حتى إننا نسمع أنه عند بعض الناس إذا نزل الضيف ذهب صاحب البيت من أجل أن يذبح له ذبيحة، فيقول الضيف لا تذبح عليّ الطلاق ما تذبح، يقول الثاني عليّ الطلاق أن أذبح غلط هذا، إما أن تذبح أو لا تذبح لكن ما حاجة لليمين، وإذا اضطررت لليمين ما حاجة لليمين بالطلاق لأن الذي يحلف بالطلاق أمره ليس بهين، الأئمة الأربعة مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وجمهور أتباعهم يرون أن الحلف بالطلاق طلاق إذا حنث فيه الإنسان، يعني إذا قلت عليه الطلاق ما تفعل ففعل طلقت زوجته ولو أردت اليمين هذا مذهب جمهور الأمة وجميع الأئمة المتبوعين من هذه الأمة، إذن المسألة خطيرة وتهاون الناس اليوم بهذه المسألة غلط كبير ما أسرع أن يقول علي الطلاق ما أفعل، علي الطلاق أن أفعل أو امرأتي طالق إن فعلت، أو امراتي طالق إن لم يفعل وهذا غلط عظيم، كيف تقول هذا الكلام وأكثر الأمة يرون أنك إذا حنثت طلقت زوجتك، هذا يجب أن الإنسان لا يتهاون في هذا الأمر ولا يحلف بالطلاق، إن كان هناك حاجة للحلف فبالله وإلا فلا يحلف، والله الموفق.
9 - باب إكرام الضيف : قال الله تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، فقربه إليهم قال ألا تأكلون )) وقال تعالى: (( وجاءه قومه يهرعون إليه، ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد )) . أستمع حفظ