تتمة تفسير قال الله تعالى: (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه )) ، وقال تعالى: (( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة )).
الشيخ : فرحًا بها، وأما من أوتي كتابه بشماله فإنه على العكس من ذلك، يتمنى أنه لم يؤت الكتاب فضلًا عن أن يطلع عليه غيره، أما الآية الثانية التي ذكرها المؤلف فهي قوله تعالى: (( وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة )) يعني (( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة )) فذكر الله سبحانه وتعالى أن الناس يكونون يوم القيامة ثلاثة أقسام: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون، السابقون هم المقربون، وأصحاب الميمنة ناجون، وأصحاب المشأمة هالكون، فهم يوم القيامة ثلاثة أصناف، وهم كذلك عند خروج الروح من البدن ثلاث أصناف، ذكر الله في سورة الواقعة أحوالهم يوم القيامة وذكر في آخرها أحوالهم عند الاحتضار، فقال: (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم )) والمقربون هم السابقون الذي يسبقون إلى الخيرات في كل نوع من أنواع الخير (( وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم * وتصلية جحيم )) وهؤلاء هم أصحاب المشأمة والعياذ بالله، هم المكذبون الضالون أعاذنا الله وإياكم من حالهم، وأشار المؤلف رحمه الله في هاتين الآيتين إلى أن اليمين هم أصحاب الفضائل دائمًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا.
الشيخ : مر علينا بالأمس وقلنا إن الأكل بالشمال أو الشرب بالشمال حرام، وأنه من اتباع خطوات الشيطان والعياذ بالله، فلا يحل لإنسان أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله.
شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وتنعله. متفق عليه. وعنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى. حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب استحباب تقديم اليمين في كل ماهو من باب التكريم: " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله، متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى، حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في باب استحباب تقديم اليمين فيما من شأنه التكريم عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في شأنه كله " في شأنه كله أي: في جميع أحواله يعجبه يعني يسرّه ويستحسن البداءة باليمين في كل شيء " في طهوره وتنعله وترجله " في طهوره يعني: إذا تطهر يبدأ باليمين فيبدأ بغسّل اليد اليمنى قبل اليسرى، وبغسل الرجل اليمنى قبل اليسرى، وأما الأذنان فإنهما عضو واحد داخلان في الرأس فيمسح بهما جميعًا إلا إذا كان لا يستطيع أن يمسح إلا بيد واحدة فهنا يبدأ بالأذن اليمنى للضرورة، وقولها: " ترجله " الترجّل يعني: تسريح الشعر ومشطه ودهنه، وكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كعادة الناس في ذلك الوقت لا يأخذ رأسه إلا في حج أو عمرة، لكن أحيانًا يأخذ منه وأحيانًا يبقيه، فأحيانًا يكون إلى شحمة أذنيه وأحيانًا ينزل حتى يضرب على منكبيه، فكان صلى الله عليه وسلم يتعاهده، يتعاهده بالتنظيف والتسريح والدهن حتى يبقى نظيفًا لا يكون فيه الغبار والقمل ولا غير ذلك مما يستقذر، وكذلك أيضًا يعجبه التيمن في تنعله أي إذا لبس النعل فإنه يبدأ باليمين قبل اليسار، وإذا خلا يبدأ باليسار قبل اليمين، وكذلك الثوب إذا لبسه يبدأ بإدخال الكم اليمين قبل اليسار، وكذلك السروال يبدأ بإدخال الرجل اليمنى قبل اليسرى والعكس في الخلع، وفي الحديث الثاني رضي الله عنها أنها بينت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل فيه اليمين ويستعمل فيه اليسار، فذكرت أن الذي يستعمل فيه اليسار ما كان فيه أذى، كالاستنجاء والاستجمار والاستنشاق والاستنثار وما أشبهها، كل ما فيه أذى فإنه تقدّم فيه اليسرى وما سوى ذلك فإنها تقدّم فيه اليمنى تكريمًا لها، لأن الأيمن أفضل من الأيسر كما مر علينا فيما سبق في الدرس الماضي، والله الموفق.
شرح حديث عن أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا نزع فليبدأ بالشمال. لتكن اليمنى أولهما تنعل، وآخرهما تنزع ) . متفق عليه. وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك. رواه أبو داود والترمذي وغيره. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا لبستم، وإذا توضأتم، فابدؤوا بأيامنكم ). حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم: " عن أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا نزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع ) متفق عليه، وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك، رواه أبو داود وغيره، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم ) حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحلاق: ( خذ ) وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس، متفق عليه، وفي رواية: لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال: ( احلق ) فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال: ( اقسمه بين الناس ) ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث في بيان استحباب البداءة باليمين فيما طريقه التكريم وتقديم اليسار فيما طريقه الأذى والقذر كالاستنجاء والاستجمار وما أشبه ذلك، ذكر المؤلف عن أم عطية رضي الله عنها وكانت أم عطية من الأنصار من نساء الأنصار ولها أعمال جليلة، منها أنها تغسّل الأموات من النساء فماتت زينب بنت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فحضرن ليغسلنها فقال لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) وكيفية تغسيل الميت: أولًا تخلع ثيابه بعد أن يوضع على عورته ما يسترها، ثم يضع الغاسل خرقة على يده فينجيه، يعني يغسل فرجه القبل والدبر حتى ينظفه، ثم بعد ذلك يزيل هذه الخرقة ويغسّل كفيه كما يتوضأ الإنسان في العادة، ثم يأخذ خرقة مبلولة بالماء فينظّف أسنانه وفمه وينظّف منخريه بدلًا عن المضمضمة والاستنشاق، ولا يدخل الماء في فمه ولا في أنفه، لأنه إذا فعل ذلك نزل الماء إلى جوفه وربما يخرج فيؤذيهم عند التغسيل، ثم بعد هذا يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح رأسه ويغسل رجليه وضوءا كاملًا، ثم بعد ذلك يغسل رأسه برغوة السدر، لأنه لابد يكون عنده ماء فيه سدر مطحون يضربه بيديه يخبطه حتى يكون له رغوة، فيأخذ الرغوة ويغسل بها الرأس، ثم يغسل ببقية السدر بقية البدن، المرأة لا يغسلها إلا نساء حتى أبوها لا يغسلها ولا ابنها ولا أحد من محارمها إلا النساء أو الزوج، والرجل لا يغسله إلا الرجال لا تغسله أمه ولا بنته ولا أحد من النساء إلا زوجته، فالزوج يغسل زوجته والزوجة يغسلها زوجها، وما سوى ذلك لا يغسل الذكر الأنثى ولا الأنثى الذكر، حضرت النساء لتغسل زينب بنت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال عليه الصلاة والسلام: ( ابدأن بميامنها ) يعني بالأيمن قبل الأيسر، اليد اليمنى قبل اليسرى والرجل اليمنى قبل اليسرى والشق الأيمن قبل الشق الأيسر، ومواضع الوضوء منها ففعلن ذلك وجعلن رأسها ثلاثة قرون يعني ثلاث جدايل، الجانب الأيمن قرن، والأيسر قرن، ووسط الرأس قرن، وألقينه خلفها ثم أعطاهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقوة يعني أزارة وقال: ( أشعرنها إياه ) يعني الففنه على جسدها مباشرة تبركًا بإزار النبي صلوات الله وسلامه عليه، ففعلن ذلك والشاهد من هذا قوله: ( ابدأن بميامنها ) ثم ذكر المؤلف أحاديث فيها معنى ما تقدم، كحديث أبي هريرة في لبس الثوب والنعل، وكذلك حديث صفية وحديث أبي هريرة الثاني.
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى: فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى، ونحر، ثم قال للحلاق: ( خذ ) وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس. متفق عليه. وفي رواية: لما رمى الجمرة، ونحر نسكه وحلق: ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه، فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال: ( احلق ) فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال: ( اقسمه بين الناس ).
الشيخ : ثم ذكر حديث أنس بن مالك الثاني رضي الله عنه في قصة حلق النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لما بات بمزدلفة وصلى الفجر وجلس يدعو حتى أسفر جدًّا ودفع قبل أن تطلع الشمس، ووصل إلى جمرة العقبة وقد ارتفع النهار وصار للشمس حرارة، فرمى الجمرة يوم العيد وذهب إلى منزله، فدعا بالحلاق فحلق رأسه، وأشار صلى الله عليه وسلم إلى الشق الأيمن فبدأ الحلاق بالشق الأيمن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعفي شعر الرأس كما سبق، فكان رأسه كثيرًا فبدأ بالشق الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة رضي الله عنه الأنصاري وأعطاه شعر الشق الأيمن كله، ثم حلق بقية الرأس ودعا أبا طلحة وأعطاه إياه وقال: ( اقسمه بين الناس ) الشعر فقسمه فمن الناس من ناله شعرة واحدة ومنهم من ناله شعرتان ومنهم من ناله أكثر حسب ما تيسر، لماذا؟ لأجل التبرك بهذا الشعر الكريم شعر النبي عليه الصلاة والسلام، وكون أبي طلحة خصه الرسول بالجانب الأيمن كله يدل على أن من الناس من يختص بخصيصة يخصه الله بها، وإن كان في الصحابة من هو أفضل منه كأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وكثير من الصحابة أفضل من أبي طلحة، لكن فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء، وكان الصحابة يتبركون بشعر النبي عليه الصلاة والسلام وبثيابه وبعرقه، لكن غيره لا يتبرك بشعره ولا ثيابه ولا عرقه، وكان عند أم سلمة رضي الله عنها إحدى زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام عندها شعرات من شعر الرسول عليه الصلاة والسلام وضعتها في جلجد يعني طابوق من الفضة، وجعلته من الفضة تكريمًا لشعر الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان الناس إذا مرض عندهم مريض جاؤوا إليها وصبت على الشعر ماء وحركته ثم أعطته المريض فيشفى بإذن الله ببركة شعر النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا كما قلت ليس لغيره فإن الصحابة لم يتبركوا بشعر أبي بكر وهو أفضل الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا بشعر عمر ولا غيره من الصحابة، وكذلك من دونه لا يتبرك بشعره ولا بعرقه ولا بثيابه، إنما ذلك خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، والشاهد من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى الحلاق أن يبدأ بالجانب الأيمن، فإذا حججت وأردت أن تحلق أو تقصر فابدأ بالجانب الأيمن، وكذلك لو حلقت حلقًا عاديًّا ابدأ بالجانب الأيمن، والله الموفق.
كتاب أدب الطعام : باب التسمية في أوله والحمد في آخره . عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك ). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره ). رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " كتاب أدب الطعام، باب التسمية في أوله والحمد في آخره، عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: كتاب أدب الطعام، الطعام ما يطعمه الإنسان أي ما يتذوق طعمه ويكون شرابًا ويكون أكلًا، والدليل على أن الشراب يسمى طعمًا أو طعامًا قوله تبارك وتعالى: (( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده )) ثم قال: " باب التسمية في أوله والحمد في آخره " ثم ذكر حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه وكان ربيب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني ابن زوجته أم سلمة، فإنه قدّم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم طعام، وكان غلامًا صغيرًا فجعلت يده تطيش في الصحفة من هنا ومن هنا، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يدع مجالًا يحتاج إلى التعليم إلا علّم حتى الصغار، فقال له: ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) هذه ثلاث آداب في الأكل علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الغلام، أولًا قال: ( سم الله ) يعني قل بسم الله، ولا حرج أن يزيد الإنسان الرحمن الرحيم، لأن هذين الاسمين أثنى الله بهما على نفسه في البسملة في القرآن الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم " فإذا قال بسم الله الرحمن الرحيم فلا حرج وإن اقتصر على بسم الله كفى، قال: ( يا غلام سم الله ) والتسمية على الأكل واجبة إذا تركها الإنسان فإنه يأثم ويشاركه الشيطان في أكله، ولا أحد يرغب أن يشاركه عدوه في أكله، لا أحد يرضى أن يشاركه أحد في أكله عدو له الشيطان، فإذا لم تقل بسم الله فإن الشيطان يشاركك فيه، فإن نسيت أن تسمي في أوله وذكرت في أثنائه فقل: " بسم الله أوله وآخره " كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم في الحديث الذي روته عائشة وأخرجه أبو داود والترمذي، الثانية قال: ( كل بيمينك ) والأكل باليمين واجب من أكل بشماله فهو آثم عاصٍ للرسول صلى الله عليه وسلم، ومن يعص الرسول فقد عصى الله، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله، والثالثة ( كلْ مما يليك ) يعني إذا كان معك مشارك فكل من الذي يليك لا تأكل من جهته من الذي يليه فإن هذا سوء أدب، قال العلماء إلا أن يكون الطعام أنواعًا مثل أن يكون فيه قرع أو باذنجان أو لحم أو ما أشبه ذلك فلا بأس أن تتخطى يدك إلى هذا النوع، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتتبع الدباء من الصحفة ويأكلها، الدباء يعني القرعة، وكذلك لو كنت تأكل وحدك فلا حرج أن تأكل من الطرف الآخر، لأنك لا تؤذي أحدًا في ذلك، لكن لا تأكل من أعلى الصحفة لأن البركة تنزل في أعلاها، ولكن كل من الجوانب، وفي هذا الحديث دليل على أنه ينبغي لنا أن نعلم الصبيان والغلمان آداب الأكل والشرب، وكذلك آداب النوم فضلًا عن الأمور الأخرى كالصلاة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) والله الموفق.
شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل، فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت؛ وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب أدب الطعام " عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا الحديث ذكره المؤلف النووي في رياض الصالحين في سياق أدب الطعام عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند طعامه قال الشيطان لأصحابه: إنه لا مبيت لكم ولا عشاء ) لأن الإنسان ذكر الله، وذكر الله تعالى عند دخول البيت أن يقول: ( بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا اللهم إني أسألك خير المولج وأسألك خير المخرج ) هذا الذكر عند دخول المنزل سواء في الليل أو في النهار، وأما الذكر عند العشاء فأن يقول: ( بسم الله ) فإذا ذكر الله داخل البيت عند دخوله وذكر الله عند أكله عند العشاء قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، لأنه أي هذا البيت وهذا العشاء حمي بذكر الله عز وجل، حماه الله تعالى من الشياطين، وإن دخل ولم يذكر اسم الله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإذا قدم إليه الطعام ولم يذكر اسم الله قال: أدركتم المبيت والعشاء، وفي هذا حث على أن الإنسان ينبغي له إذا دخل بيته أن يذكر اسم الله، والذكر الوارد فيه ما سمعتم ( بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ) ثم يستاك، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا دخل بيته فأول ما يبدأ به السواك ثم يسلم على أهله، أما العشاء فيقول: بسم الله وبذلك يحترز من الشيطان الرجيم مبيتًا وعشاءً، فإن ذكر اسم الله عند الدخول دون العشاء شاركه الشيطان في عشائه، وإن ذكر اسم الله عند العشاء دون الدخول شاركه الشيطان في المبيت دون العشاء، وإن ذكر اسم الله عند الدخول وعند العشاء فإنه يكون ليس للشيطان مبيت ولا عشاء، والله أعلم. الطالب : إذا قال بسم الله عند الدخول؟ الشيخ : ربما إن شاء الله يكفيه إذا دخل بيته قال بسم الله ربما يكفي إن شاء الله.
شرح حديث عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ) ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل. رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب أدب الطعام: " عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعامًا فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ) ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل، رواه مسلم ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب أدب الطعام فيما نقله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: " إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في طعام لم نضع أيدينا فيه حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده " وذلك لكمال احترامهم للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يضعون أيديهم في الطعام حتى يضع يده، فحضر ذات يوم طعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بدؤوا أو قدّم لهم جاءت جارية يعني طفلة صغيرة كأنما تدفع دفعًا يعني وكأنها تركض، فأرادت أن تضع يدها في الطعام بدون أن تسمي، فأمسك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كذلك كأنما يدفع دفعًا فجاء ليضع يده في الطعام فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الأعرابي وهذه الجارية جاء بهما الشيطان لأجل أن يستحل الطعام بهما إذا أكلا بدون تسمية، وهما قد يكونان معذورين لجهلهما هذه لصغرهما وهذا أعرابي، لكن الشيطان أتى بهما من أجل إذا أكلا بدون تسمية شارك في الطعام، ثم أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أن يد الشيطان في أيديهما في يد النبي صلى الله عليه وسلم.
فوائد حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاما، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ) ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل. رواه مسلم.
الشيخ : وهذا الحديث يدل على فوائد منها: احترام الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأدبهم معه، ومنها: أنه ينبغي إذا كان فيه كبير في الطعام ألا يتقدم أحد قبل أكله يعني يجعلون الكبير هو الذي يأكل أولًا، لأن التقدم بين يدي الكبير غير مناسب وغير أدب، ومنها: أن الشيطان يأمر الإنسان ويحثه ويزجره على فعل ما لا ينبغي، وقد جاء في القرآن الكريم: (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء )) وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) فدل هذا على أن الشيطان له إمرة على بني آدم والمعصوم من عصمه الله، ومنها أن الإنسان إذا أتى في أثناء الطعام فليسم لا يقول سمى الأولون قبلي، يسمي، ولكن إذا كانوا جميعًا بدؤوا بالطعام جميعًا هل يكفي تسمية الواحد؟ إن كان الواحد سمى سرًّا فإن تسميته لا تكفي لأن الآخرين لم يسمعوها، وإن سمى جهرًا ونوى عن الجميع فقد يقال إنها تكفي وقد يقال الأفضل أن كل إنسان يسمي لنفسه، وهذا أكمل وأحسن، ومنها من فوائد هذا الحديث: أن للشيطان يدًا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمسك بيده، ومنها أيضًا: آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أعلمه الله تعالى بما حصل في هذه القصة أن الشيطان دفعهما دفع الأعرابي والجارية وأنه أمسك بأيديهم بأيدي الثلاثة بيده الكريمة صلوات الله وسلامه عليه، ومنها: أنه إذا جاء أحد يريد أن يأكل ولم تسمعه سمى فأمسك بيده، أمسك بيده حتى يسمي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك بأيديهم ولم يقل سميا أمسك بأيديهم حتى يكون ذلك ذكرى لهم يذكرون هذه القصة ولا ينسون التسمية في المستقبل، ومن فوائد هذا الحديث: تأكد التسمية عند الأكل، والصحيح أن التسمية عند الأكل واجبة، وأن الإنسان إذا لم يسم فهو عاصٍ لله عز وجل وراضٍ بأن يشاركه في طعامه أعدى عدو له وهو الشيطان، فلذلك كانت التسمية واجبة فإن نسيت التسمية في أوله وذكرت في أثنائه فقل بسم الله أوله وآخره، والله الموفق.
شرح حديث عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، ورجل يأكل، فلم يسم الله حتى لم يبق من طعامه لقمة، فلما رفعها إلى فيه، قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ( ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه ). رواه أبو داود، والنسائي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي، فأكله بلقمتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما إنه لو سمى لكفاكم ). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمدةلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب أدب الطعام: " عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجل يأكل لم يسم الله حتى لم يبق من طعامه لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه ) رواه أبو داود والنسائي، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما إنه لو سمى لكفاكم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: ( الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مكفي ولا مستغنى عنه ربنا ) رواه البخاري، وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث في كتاب أدب الطعام ساقها النووي رحمه الله في رياض الصالحين وفيها دلالة على أمور: أولًا: أن الإنسان إذا لم يسم الله على طعامه فإن الشيطان يأكل معه، لحديث أمية بن مخشي أن رجلًا أكل طعامًا فلم يسم فلما بقي لقمة واحدة كأنه ذكر فسمى الله تعالى، فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبر أن الشيطان كان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله قاء الشيطان ما أكله، وهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الشيطان يحرم أن يأكل معنا إذا سمينا في أول الطعام، وكذلك إذا سمينا في آخره وقلنا بسم الله أوله وآخره فإنما أكله يتقؤه فيحرم إياه، وفيه دليل على أن الشيطان يأكل لأنه أكل من هذا الطعام وهو كذلك، فالشيطان يأكل ويشرب ويشارك الآكل أو الشآرب إذا لم يسم الله تعالى على أكله وشربه، وكذلك ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل في ستة نفر من أصحابه فجاء أعرابي فدخل معهم فأكل الباقي بلقمتين هذا كأنه جائع والله أعلم فجاء منهمًا في الأكل فأكل الباقي بلقمتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما إنه لو سمى لكفاكم ) لكنه لم يسم فأكل الباقي كله بلقمتين ولم يكفهم، وهذا يدل على أن الإنسان إذا لم يسم نزعت البركة من طعامه، لأن الشيطان يأكل معه فيكون الطعام الذي يظن أنه يكفيه لا يكفيه لأن البركة تنزع منه.
شرح حديث عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: ( الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع. ولا مستغنى عنه ربنا ). رواه البخاري. وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه ). رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن.
الشيح : وبقية الأحاديث فيها دليل على أن الإنسان ينبغي له إذا أكل أكلًا أن يحمد الله سبحانه وتعالى وأن يقول: " الحمد لله الذي أطعمنيه من غير حول ولا قوة " وهو لولا أن الله يسّر لك هذا الطعام ما حصل لك، كما قال تعالى: (( أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطامًا فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون )) فالإنسان لولا أن الله ييسر له الطعام من حين أن يبذر ثم ينبت ثم يحصد ثم يحضر إليه ثم يطحن ثم يعجن ثم يطبخ ثم ييسر الله له الأكل ما تيسر له ذلك، ولهذا قال بعض العلماء: إن الطعام لا يصل إلى الإنسان ويقدم إليه إلا وقد سبق ذلك نحو مئة نعمة من الله لهذا الطعام، ولكننا أكثر الأحيان في غفلة عن هذا، نسأل الله أن يطعمنا وإياكم الطعام الحلال وأن يرزقنا شكر نعمته إنه على كل شيء قدير. السائل : شيخ بارك الله فيك ما معنى غير مكفي ربنا؟
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه ".
باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه. متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل ويقول: ( نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، متفق عليه، وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به فجعل يأكل ويقول: ( نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل ) رواه مسلم ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه " الطعام ما يطعم من مأكول ومشروب، والذي ينبغي للإنسان إذا قدم له الطعام أن يعرف قدر نعمة الله سبحانه وتعالى بتيسيره وأن يشكره على ذلك وألا يعيبه، إن كان يشتهيه وطابت به نفسه فليأكله وإلا فلا يأكله، ولا يتكلم فيه بقدح أو بعيب، ودليل ذلك حديث أبي هريرة قال: " ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا قط " يعني لم يعب أبدًا فيما مضى طعامًا " ولكنه إن اشتهاه أكله وإلا تركه " إن جاز له أكله وإلا تركه ولا يعيبه، مثال ذلك رجل قدّم له تمر وكان التمر رديئًا فلا يقل هذا تمر رديء، يقال: إن اشتهيته فكله وإلا فلا تأكله، أما أن تعيبه وهو نعمة أنعم الله بها عليك ويسرها لك فهذا لا يليق، كذلك صنع طعام فقدّم إليك ولكنه لم يعجبك فلا يعيبه، يقال: إن كان هذا الطبخ قد جاز لك فكله وإلا فاتركه، ولكن لا بأس أن يقول لأهله أنتم اليوم أكثرتم الملح أو أكثرتم الحار أو الطعام حار أو ما أشبه ذلك، لأن هذا الثاني ليس عيبًا للطعام بل هو تنبيه للذي صنعه أن يلاحظ الطعام.