فوائد حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي: أمعك ماء ؟ قلت: نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه فقال: ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) ومسح عليهما. متفق عليه. وفي رواية: وعليه جبة شامية ضيقة الكمين. وفي رواية: أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك.
1 - فوائد حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي: أمعك ماء ؟ قلت: نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه فقال: ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) ومسح عليهما. متفق عليه. وفي رواية: وعليه جبة شامية ضيقة الكمين. وفي رواية: أن هذه القضية كانت في غزوة تبوك. أستمع حفظ
قراءة متن رياض الصالحين .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب القميص، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص، رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن، باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء، عن أسماء بنت يزيد الأنصاري رضي الله عنها قالت: كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ، رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) فقال له أبو بكر يا رسول الله: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنك لست ممن يفعله خيلاء ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا ) متفق عليه، وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري، وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: ( المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم، وفي رواية له: (( المسبل إزاره )) ".
باب استحباب القميص. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص. رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
هذه الأحاديث التي ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب اللباس فيها أحاديث تدل على أن أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص، وذلك أن القميص أستر من الإزار والرداء، وكانوا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يلبسون الإزار والرداء أحيانًا، وأحيانًا يلبسون القميص، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب القميص لأنه أستر، ولأنه قطعة واحدة يلبسها الإنسان مرة واحدة فهي أسهل من أن يلبس الإزار أولًا ثم الرداء ثانيًا، ولكن مع ذلك لو كنت في بلد يعتادون لباس الأزر والأردية ولبست مثلهم فلا حرج المهم، ألا تخالف لباس أهل بلدك فتقع في الشهرة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الشهرة.
3 - باب استحباب القميص. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص. رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء. عن أسماء بنت يزيد الأنصاري رضي الله عنها قالت: كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ. رواه أبو داود, والترمذي وقال: حديث حسن. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) فقال أبو بكر: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنك لست ممن يفعله خيلاء ). رواه البخاري، وروى مسلم بعضه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ). متفق عليه. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم ) قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا ! من هم يا رسول الله ؟ قال: ( المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم. وفي رواية له: المسبل إزاره.
4 - باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء. عن أسماء بنت يزيد الأنصاري رضي الله عنها قالت: كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ. رواه أبو داود, والترمذي وقال: حديث حسن. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) فقال أبو بكر: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنك لست ممن يفعله خيلاء ). رواه البخاري، وروى مسلم بعضه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ). متفق عليه. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه البخاري. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم ) قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا ! من هم يا رسول الله ؟ قال: ( المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم. وفي رواية له: المسبل إزاره. أستمع حفظ
فائدة : بيان معنى الكوع والكرسوع والرسغ والبوع.
" وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي *** لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط
وعظم يلي إبهام رجل ملقب ببوع *** فخذ بالعلم واحذر من الغلط "
والعوام إذا أرادوا ضرب المثل بالإنسان الأبله قالوا: " هذا رجل لا يعرف كوعه من كرسوعه " وأكثر الناس يقولون إن الكوع هو المرفق الذي إليه منتهى الوضوء، ولكن ليس كذلك فعند مفصل الكف من الذراع ما يلي الخنصر فهو الكرسوع، وما يلي الإبهام فهو الكوع وما بينهما فهو الرسغ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان كم قميصه إلى الرسغ.
متابعة الكلام على حديث ( ... أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ... )
6 - متابعة الكلام على حديث ( ... أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ... ) أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ، ثم جاء، فقال: اذهب فتوضأ فقال له رجل: يا رسول الله، ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه ؟ قال: إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل. رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيّن أن من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وأن الله لا ينظر إليه ولا يكلمه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم، وأن ما أسفل من الكعبين ففي النار، وبيَّنا أن هذا من كبائر الذنوب وأنه لا يحل للإنسان أن يلبس ثيابًا نازلًا عن الكعب، وأما ما كان على حذاء الكعب يعني على وزن الكعب فلا بأس به، وكذلك ما ارتفع إلى نصف الساق فما بين نصف الساق إلى الكعب كله من الألبسة المرخّص فيها، والإنسان في حل وفي سعة إذا لبس إزارًا أو سروالًا أو قميصًا أو مشلحًا يكون فيما بين ذلك، وأما ما نزل عن الكعب فحرام بكل حال بل هو من كبائر الذنوب، ثم اختلف العلماء رحمهم الله فيما لو صلى الإنسان وهو مسبل يعني قد نزّل ثوبه أو سرواله أو إزاره أو مشلحه الذي يستر يعني ليس رهيف مرة، فاختلف في هذا أهل العلم هل تصح صلاته أو لا تصح؟ فمن العلماء من قال: إنها لا تصح صلاته لأنه لبس ثوبًا محرمًّا، والله سبحانه وتعالى إنما أباح لنا أن نلبس ما أحل لنا فإن قوله: (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) يعني: ثيابكم، يريد بها ما أباح لنا وما أحله لنا، وأما ما حرمه علينا فلسنا مأمورين به، بل نحن منهيون عنه، واستدل الذين يقولون بأن الله لا يقبل صلاته إذا أسبل بهذا الحديث الذي ذكره المؤلف عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا مسبلًا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ ثم رجع، فقال: ( اذهب فتوضأ ) ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ قال: " يا رسول الله إنك أمرته أن يتوضأ " قال: ( إن الله لا يقبل صلاة مسبل ) وهذا نص صريح في أن الله لا يقبل صلاة المسبل يعني فتكون فاسدة ويلزم بإعادتها، والمؤلف يقول: " رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم " ولكن هذا فيه نظر، فإن الحديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
7 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ، ثم جاء، فقال: اذهب فتوضأ فقال له رجل: يا رسول الله، ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه ؟ قال: إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل. رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم. أستمع حفظ
فائدة : بيان الراجح في حكم صلاة المسبل ومن صلى بثياب محرمة كالمسروقة والثياب التي بها تصاوير.
8 - فائدة : بيان الراجح في حكم صلاة المسبل ومن صلى بثياب محرمة كالمسروقة والثياب التي بها تصاوير. أستمع حفظ
شرح حديث عن جابر بن سليم رضي الله عنه قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه؛ لا يقول شيئا إلا صدروا عنه؛ قلت: من هذا ؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: عليك السلام يا رسول الله - مرتين - قال: ( لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الموتى قل: السلام عليك ) قال: قلت: أنت رسول الله ؟ قال: ( أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة، فضلت راحلتك، فدعوته ردها عليك ) قال: قلت: اعهد إلي. قال: ( لا تسبن أحدا )قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا؛ ولا شاة ( ولا تحقرن من المعروف شيئا؛ وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف. وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أحمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة: " عن جابر بن سليم رضي الله عنه قال: رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين، قال: ( لا تقل عليك السلام عليك السلام تحية الموتى، قل: السلام عليك ) قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: ( أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلّت راحلتك فدعوته ردها عليك ) قال: قلت: اعهد إليَّ، قال: ( لا تسبن أحدًا ) قال: فما سببت بعده حرًّا ولا عبدًا ولا بعيرًا ولا شاة ( ولا تحقرن من المعروف شيئًا، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيَّرك بما يعلم فيك فلا تعيِّره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ) رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف النووي رحمه الله في رياض الصالحين في كتاب اللباس وما يتعلق بالإزار ونحو ذلك عن جابر بن سليم رضي الله عنه أنه قدم المدينة فرأى رجلًا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، يعني أنهم يأخذون بما يقول وبما يوجه لأنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فسأل من هذا؟ لأنه رجل لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل من هذا؟ قالوا: رسول الله فجاء إليه فقال: " أنت رسول الله؟ " قال: ( نعم ) ولكنه قال: " عليك السلام " فقدّم الخبر، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الموتى، ولكن قل: السلام عليك ) ومعنى قوله عليك السلام تحية الموتى يعني أنهم كانوا في الجاهلية يسلمون على الأموات هكذا كما قال الشاعر :
" عليك سلام الله قيس بن عامر *** ورحمته ما شاء أن يترحما "
فكانوا في الجاهلية إذا سلموا على الأموات يقولون: عليك السلام، لكن الإسلام نسخ هذا وصار السلام يقال لمن ابتدئ به السلام عليك حتى الموتى، كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرج إليهم إلى المقبرة يسلم عليهم فيقول: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) ولا يقول: عليكم السلام، وفي قوله عليه الصلاة والسلام: ( قل السلام عليك ) دليل على أن الإنسان إذا سلم على الواحد يقول: السلام عليك، وهكذا جاء أيضًا في حديث الرجل الذي يسمى المسيء في صلاته أنه جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " السلام عليك " بالإفراد وهذا هو الأفضل، وقال بعض العلماء تقول: " السلام عليكم " تريد بذلك أن تسلم على الإنسان الذي سلمت عليه ومن معه من الملائكة ولكن الذي وردت به السنة أولى وأحسن أن تقول السلام عليك إلا إذا كانوا جماعة فإنك تسلم عليهم بلفظ عليكم، السلام عليكم، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن له أنه رسول رب العالمين الذي يكشف الضر ويجلب النفع فإذا ضاعت البعير في فلاة من الأرض فدعوت الله سبحانه وتعالى ردها عليك، يقول: (( وإذا أصابتك سنة )) يعني: جدبًا في الأرض وعدم نبات فدعوت الله سبحانه وتعالى أنبت الأرض لك، وكذلك إذا أصابك الضر فدعوت الله كشفه عنك، كما قال تعالى: (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أأله مع الله )) فبيّن له أنه أي الرب عز وجل يجلب لعباده الخير وأنه إذا دعاه عبده لم يخب، وهكذا كل دعاء تدعو به ربك فإنك لا تخيب لو لم يأتك من هذا إلا أن الدعاء عبادة تؤجر عليه الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإذا لم يكن هناك موانع تمنع إجابة الدعاء فإن الله تعالى إما أن يعطيك ما سألت وتراه رأي العين، تدعو الله بالشيء فيحصل، وإما أن يكشف عنك من الضر ما هو أعظم، وإما أن يدخر ذلك لك عند الله، وإلا فلن يخيب من دعا الله عز وجل أبدًا، ولكن إياك أن تستبطئ الإجابة فتقول: دعوت ودعوت فلم يستجب لي، فإن الشيطان قد يلقي في قلبك هذا ويقول كم دعوت الله من مرة ولا جاءك مطلوبك ثم يقنّطك من رحمة الله والعياذ بالله، وهذه من كبائر الذنوب القنوط من رحمة الله من كبائر الذنوب، لا تقنط من رحمة الله ولو تأخرت إجابة الدعاء لا تدري ما هو الخير؟ ما أمرك الله تعالى بالدعاء إلا وهو يريد أن يستجيب لك، كما قال تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) لكنك تستعجل انتظر وألحّ على الله بالدعاء ربما إن الله عز وجل يؤخر إجابتك لأجل أن تكثر من الدعاء فتزداد حسناتك وتعرف قدر نفسك وتعرف قدر حاجتك إلى الله عز وجل فهذا خير، فإياك أن تستعجل ألحّ على الله بالدعاء، والله سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء المبالغين فيه، لأن الإنسان يدعو من؟ يدعو من إليه المنتهى عز وجل، من بيده ملكوت كل شيء، وسواء كان ذلك في صلاتك أو في خلواتك ادع الله بما شئت حتى وأنت تصلي ادع الله بما شئت، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ) وقال حين ذكر التشهد: ( ثم ليتخير من الدعاء ما شاء ) فليس للإنسان أحد سوى الله فليجأ إليه في كل دقيق وجليل، حتى إنه جاء في الحديث: ( ليسأل أحدكم ربه حتى شراك نعله ) شراك النعل أدنى شيء، اسأله الله عز وجل لأن السؤال عبادة والتجاء إلى الله عز وجل وإنابة إلى الله وارتباط بالله سبحانه وتعالى، يكون قلبك دائمًا مع الله سبحانه وتعالى، فأكثر من الدعاء، ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر جابر بن سليم ألا يحقرن من المعروف شيئًا، كل معروف افعله سواء كان قول أو فعل أو جاه أو أي شيء لا تحقر شيئًا من المعروف، فإن المعروف من الإحسان والله سبحانه وتعالى يحب المحسنين، لو ساعدت إنسان على تحميل عفشه في السيارة هذا معروف، لو أدنيت له شيئًا يحتاج إليه هذا من المعروف، لو أعطيته القلم يكتب به هذا من المعروف، لو أعطيته ظرفًا من أجل أن يحفظ به شيئًا من الأشياء فهذا من المعروف، لا تحقرن من المعروف شيئًا أحسن فإن الله يحب المحسنين، واعلم أن هناك قاعدة إذا ذكرها الإنسان سهل عليه الإحسان، وهي ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من قوله: ( ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) وما ظنك إذا كان الله في حاجتك هل تتعسر الأمور؟ الجواب لا، إذا كان الله في حاجتك يساعدك على حاجتك ويعينك عليها لا شك أنها سوف تتسهل، فأنت كلما كنت في حاجة أخيك كان الله في حاجتك، فأكثر من المعروف أكثر من الإحسان ولا تحقرن شيئًا، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) لو هذا الشيء القليل ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الحديث.
9 - شرح حديث عن جابر بن سليم رضي الله عنه قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه؛ لا يقول شيئا إلا صدروا عنه؛ قلت: من هذا ؟ قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: عليك السلام يا رسول الله - مرتين - قال: ( لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الموتى قل: السلام عليك ) قال: قلت: أنت رسول الله ؟ قال: ( أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإذا أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة، فضلت راحلتك، فدعوته ردها عليك ) قال: قلت: اعهد إلي. قال: ( لا تسبن أحدا )قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا؛ ولا شاة ( ولا تحقرن من المعروف شيئا؛ وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف. وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. أستمع حفظ
تتمة شرح قوله : ( وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف.وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق حديث جابر بن سليم رضي الله عنه في باب صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة: " ( وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيَّرك بما يعلم فيك فلا تعيِّره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه ) رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ ثم جاء ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا بقية حديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين، قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وأن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف ) لما قال: ( لا تحقرن من المعروف شيئًا ) بيّن أن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق لا معبّس ولا مكفهر، بل يكون منبسطًا وذلك لأن هذا يدخل السرور على أخيك، وكل ما أدخل السرور على أخيك فإنه معروف وإحسان والله يحب المحسنين، وهذا لا شك أنه خير إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون المرأ الذي يخاطبك من المصلحة ألا تلقاه بوجه منبسط، يكون قد فعل شيئًا لا يحمد عليه فلا تلقاه بوجه منبسط تعزيرًا له لأجل أن يرتدع ويتأدب، ولكل مقام مقال، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يرفع إزاره إلى نصف الساق، فإن أبى فإلى الكعبين، وهذا يدل على أن رفع الإزار إلى نصف الساق أفضل، ولكن لا حرج أن ينزل إلى الكعبين، وذلك لأن هذا من باب الرخصة وليس بلازم أن الإنسان لابد أن يرفع إزاره إلى نصف الساق أو يرى أن ذلك حتم عليه وأن الذي لا يرفع قد خالف السنة، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( فإن أبيت فإلى الكعبين ) ولم يقل إن أبيت فعليك كذا وكذا من الوعيد، فدل ذلك على أن الأمر في هذا واسع، وقد مر علينا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: " إن أحد شقي إزاري يسترخي علي إلا أن أتعاهده " وقلنا: إن هذا يدل على أن إزار أبي بكر رضي الله عنه ينزل عن نصف الساق وأن هذا لا بأس به فلا ينبغي للإنسان أن يشدد على نفسه أو على الناس بحيث يرى أنه لزامًا عليه أن يجعل سرواله أو ثوبه أو مشلحه إلى نصف الساق، الأمر في هذا واسع هو سنة ولكن مع ذلك الأمر فيه واسع ولله الحمد بترخيص النبي صلى الله عليه وسلم، ثم حذّره النبي صلى الله عليه وسلم حذّر جابر بن سليم من المخيلة يعني أن يختال في مشيته أو ثوبه أو عمامته أو مشلحه أو كلامه أو أي شيء يفعله خيلاء فإن الله لا يحب ذلك (( إن الله لا يحب كل مختال فخور )) فالإنسان ينبغي له أن يكون متواضعًا دائمًا في لباسه ومشيته وهيئته وكل أحواله لأن من تواضع لله رفعه الله، فهذه الآداب التي علمها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته ينبغي للإنسان أن يتأدب بها، لأنه يحصل على أمرين، أولًا امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد قال الله تعالى: (( ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار )) وثانيًا: التأدب بهذه الآداب الراقية التي لا يستطيع أحد من البشر أن يوجه الناس إلى آداب مثلها أبدًا، لأن الآداب التي جاء بها الشرع هي خير الآداب، وإلى هنا ينتهي الكلام على هذا الحديث.
10 - تتمة شرح قوله : ( وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك؛ إن ذلك من المعروف.وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه ). رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. أستمع حفظ
إعادة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ، ثم جاء، فقال: ( اذهب فتوضأ ) فقال له رجل: يا رسول الله، ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه ؟ قال: ( إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ). رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيّن أن من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وأن الله لا ينظر إليه ولا يكلمه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم، وأن ما أسفل من الكعبين ففي النار، وبيَّنا أن هذا من كبائر الذنوب وأنه لا يحل للإنسان أن يلبس ثيابًا نازلًا عن الكعب، وأما ما كان على حذاء الكعب يعني على وزن الكعب فلا بأس به، وكذلك ما ارتفع إلى نصف الساق فما بين نصف الساق إلى الكعب كله من الألبسة المرخّص فيها، والإنسان في حل وفي سعة إذا لبس إزارًا أو سروالًا أو قميصًا أو مشلحًا يكون فيما بين ذلك، وأما ما نزل عن الكعب فحرام بكل حال بل هو من كبائر الذنوب، ثم اختلف العلماء رحمهم الله فيما لو صلى الإنسان وهو مسبل يعني قد نزّل ثوبه أو سرواله أو إزاره أو مشلحه الذي يستر يعني ليس رهيف مرة، فاختلف في هذا أهل العلم هل تصح صلاته أو لا تصح؟ فمن العلماء من قال: إنها لا تصح صلاته لأنه لبس ثوبًا محرمًّا، والله سبحانه وتعالى إنما أباح لنا أن نلبس ما أحل لنا فإن قوله: (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) يعني: ثيابكم، يريد بها ما أباح لنا وما أحله لنا، وأما ما حرمه علينا فلسنا مأمورين به، بل نحن منهيون عنه، واستدل الذين يقولون بأن الله لا يقبل صلاته إذا أسبل بهذا الحديث الذي ذكره المؤلف عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا مسبلًا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ ثم رجع، فقال: ( اذهب فتوضأ ) ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ قال: " يا رسول الله إنك أمرته أن يتوضأ " قال: ( إن الله لا يقبل صلاة مسبل ) وهذا نص صريح في أن الله لا يقبل صلاة المسبل يعني فتكون فاسدة ويلزم بإعادتها، والمؤلف يقول: " رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم " ولكن هذا فيه نظر، فإن الحديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والصحيح من أقوال العلماء أن صلاة المسبل صحيحة ولكنه آثم، ومثل ذلك أيضًا من لبس ثوبًا محرّمًا عليه كثوب سرقه الإنسان فصلى به، أو ثوب فيه تصاوير فيه صليب مثلًا، أو فيه صور حيوان فكل هذا يحرم لبسه في الصلاة وخارج الصلاة، فإذا صلى فالصلاة صحيحة لكنه آثم بلبسه، هذا هو القول الراجح في هذه المسألة لأن النهي هنا ليس نهيًا خاصًّا بالصلاة، يعني لبس الثوب المحرم عام في الصلاة وغيرها، فلا يختص بها فلا يبطلها هذا هي القاعدة التي أخذ بها جمهور العلماء رحمهم الله وهي القاعدة الصحيحة، وهذا الحديث لو صح لكان فاصلًا للنزاع، لكنه ضعيف.
11 - إعادة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اذهب فتوضأ ) فذهب فتوضأ، ثم جاء، فقال: ( اذهب فتوضأ ) فقال له رجل: يا رسول الله، ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه ؟ قال: ( إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ). رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم. أستمع حفظ