شرح حديث عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا الصالحة - وفي رواية: الرؤيا الحسنة - من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ). متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ). رواه مسلم. وعن أبي الأسقع واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ). رواه البخاري.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب الرؤيا وما يتعلق بها: " عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا الصالحة ) وفي رواية: ( الرؤيا الحسنة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئًا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثًا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ) متفق عليه، وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثًا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ) رواه مسلم، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث فيما يتعلق بالرؤيا وسبق شيء من ذلك، وبينا أن الرؤيا ثلاثة أقسام، القسم الأول: رؤيا حسنة صالحة فهذه من الله عز وجل، وذكرنا أنها فيما يسر وأنها من عاجل بشرى المؤمن، والثانية أو القسم الثاني: الحلم وهذا من الشيطان، والغالب أنه يكون فيما يكره الإنسان أي أن الشيطان يُري الإنسان ما يكره حتى يفزع ويتكدر ويحزن وربما يمرض لأن الشيطان عدو للإنسان يحب ما يسوء الإنسان وما يحزنه، قال الله تعالى: (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله )) فالحلم هو هذا الذي يراه الإنسان في منامه يكرهه ويزعجه، ولكن من نعمة الله عز وجل أن لكل داء دواء كل داء له دواء، فما هو دواء هذا الحلم؟ دواؤه أولًا: أن يبصق الإنسان على يساره ثلاث مرات، ويستعيذ بالله من شر الشيطان ثلاث مرات، ومن شر ما رأى، يقول: " أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت " ثلاث مرات، ويتحول إلى الجنب الثاني إذا كان على جنبه الأيسر يتحول إلى الأيمن، وإذا كان على الأيمن يتحول إلى الأيسر، وكذلك أيضًا يتوضأ إذا لم ينفع هذا يعني لو أنه تحول عن الجنب الأول للثاني ثم عادت هذه الرؤيا التي يكرهها فليقم ويتوضأ ويصلي ولا يخبر بها أحدًا، لا يقول رأيت أو رأيت ولا يذهب إلى الناس يعبرونها يعني لا يذهب إلى أحد يفسرها لأن ذلك إذا فعله لا تضره الرؤيا أبدًا ولا كأنها وقعت وهذه راحة، بعض الناس إذا رأى شيئًا يكرهه قال من يفسر لي هذه الرؤيا وقام يزهم على الناس فسروا لي هذه الرؤيا أو واحد يفسرها لي، نقول لا تتعب كان الصحابة رضي الله عنهم يرون الرؤيا حتى يمرضوا منها، فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الحديث استراحوا صار الإنسان إذا رأى الرؤيا التي يكرهها بصق عن يساره ثلاث مرات واستعاذ بالله من شرها وشر الشيطان ولم يحدث بها أحدًا ثم لا تضره ما كأنها صارت، أما القسم الثالث: فهو الحلم الذي يكون من حديث النفس يكون الإنسان متعلقًا بشيء من الأشياء يهوجس به دائمًا فهذا ربما يراه في المنام، هذا أيضًا لا حكم له ولا أثر له، وينبغي للإنسان إذا رأى رؤيا تسره وهي الرؤيا الصالحة أن يؤولها على خير ما يقع في نفسه، لأن الرؤيا إذا عبرت بإذن الله فإنها تقع، ثم إن من المهم ألا نعتمد على ما يوجد في بعض الكتب كتفسير الأحلام لابن سيرين وما أشبهه فإن ذلك خطأ، وذلك لأن الرؤيا تختلف بحسب الرائي وبحسب الزمان وبحسب المكان وبحسب الأحوال، يعني ربما يرى شخص رؤيا نفسرها له بتفسير، ويرى آخر نفس الرؤيا ونفسرها له بتفسير آخر غير الأول ، لماذا؟ لأن هذا رأى ما يليق به وهذا رأى ما يليق به، أو لأن الحال تقتضي أن يفسر هذه الرؤيا بهذا التفسير وما أشبه ذلك، فالمهم ألا يرجع الإنسان إلى الكتب المؤلفة في تفسير الأحلام لأنها الأحلام تختلف، يذكر أن رجلًا رأى رؤيا ففسرت له بتفسير، ثم رآها آخر نفس الرؤيا ففسرت بتفسير آخر، فسئل الذي فسرهما ليش قال لأن هذا يليق به ما رأى وهذا يليق به ما رأى، كل إنسان يفسّر بما يليق به، ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أحد لما رأى قبل الوقعة أو في أثنائها رأى في المنام أن في سيفه ثلمة ورأى بقرًا تنحر فسرها بأنه يقتل أحد من أهل بيته وأنه يقتل أحد من أصحابه الثلمة هي التي يقتل أحد من أهل بيته، لأن الإنسان يحتمي بقبيلته ويحتمي بسيفه فلما صار في السيف ثلمة يعني معناه أنه سيكون ثلمة في أهل بيته، ووقع كذلك وهو استشهاد حمزة عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أحد، أما البقر التي تنحر فالذين قتلوا من الصحابة رضي الله عنهم في أحد نحو سبعين رجلًا، وإنما رآه بقرًا لأن البقر فيها منافع كثيرة هي أنفع ما يكون من بهيمة الأنعام للحرث وللسني وللنماء وللبن وفيها مصالح كثيرة، والصحابة رضي الله عنهم كلهم خير فيهم خير كثير لهذه الأمة لو لم يكن من خيرهم إلا الله سبحانه وتعالى وفقهم لحمل الشريعة إلى الأمة، إذ أنه لا طريق لنا إلى شريعة الله إلا بواسطة الصحابة رضي الله عنهم، فالحاصل أن الإنسان قد يرى رؤيا آخر يرى مثلها ونفسرها لهذا بتفسير ولهذا بتفسير، لذلك لا نعتمد هذه الكتب التي تفسر الأحلام لأنها تفسرها على طريقة واحدة والرؤيا تختلف، والله الموفق.
السائل : يا شيخ بارك الله فيك بالنسبة لارتقاء السد.
الشيخ : إيش؟
السائل : ارتقاء السد الذي مضى.
الشيخ : نعم.
السائل : الأهل في المدينة فإنهم يزوروا البقيع ويزوروا أحد ويزوروا النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : نعم.
السائل : إذا كان معه أهله هل يجوز أن الأهل هذه الأماكن؟
1 - شرح حديث عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا الصالحة - وفي رواية: الرؤيا الحسنة - من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ). متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ). رواه مسلم. وعن أبي الأسقع واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ). رواه البخاري. أستمع حفظ
ما حكم زيارة المرأة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
كتاب السلام : باب فضل السلام والأمر بإفشائه : قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )). وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) . وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون )).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى:، " كتاب السلام باب فضل السلام والأمر بإفشائه، قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) وقال تعالى: (( فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )) وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام قوم منكرون )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " كتاب السلام " السلام يريد به التحية التي شرعها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته، والسلام بمعنى الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص: السلام عليك، فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله من كل آفة، يسلمه من المرض، يسلمه من الجنون، يسلمه من شر الناس، يسلمه من المعاصي وأمراض القلوب، يسلمه من النار، فهو لفظ عام معناه الدعاء للمسلّم عليه من السلامة من كل آفة، وكان الصحابة رضي الله عنهم من محبتهم لله عز وجل كانوا يقولون في صلاتهم: " السلام على الله من عباده، السلام على جبريل، السلام على فلان وفلان " فنهاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يقولوا السلام على الله من عباده وقال: ( إن الله هو السلام ) يعني السالم من كل عيب ونقص جل وعلا فلا حاجة أن تثنوا عليه بالدعاء بأن يسلم نفسه، ثم قال لهم: ( قولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماوات والأرض ) ولا أدري هل نحن نستحضر هذا إذا قلنا في الصلاة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لا أدري هل نحن نستحضر أننا نسلم على أنفسنا؟ السلام علينا وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، يعني نسلم على الأنبياء، نسلم على الصحابة، نسلم على التابعين لهم بإحسان، نسلم على أصحاب الأنبياء كالحوارين أصحاب عيسى والذين اختارهم موسى عليه الصلاة والسلام سبعين رجلًا وغير ذلك، هل نحن نستحضر أننا نسلم على جبريل وعلى ميكائيل وعلى إسرافيل وعلى مالك خازن النار وعلى خازن الجنة وعلى جميع الملائكة؟ لا أدري هل نحن نستحضر هذا أو لا؟ إن كنا لا نستحضر فيجب أن نستحضر ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) والسلام مشروع بين المسلمين مأمور بإفشائه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) يعني أظهروه أعلنوه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن إفشاء السلام بين الناس من أسباب المحبة، ولذلك إذا لاقاك رجل ولم يسلم عليك كرهته، وإذا سلم عليك أحببته وإن لم يكن بينك وبينه معرفة، ولهذا كان من حسن الإسلام أن تفشي السلام على من عرفت أو أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيات من كتاب الله منها أن السلام من سنن الرسل والملائكة أيضًا فهؤلاء الملائكة الذين جاؤوا لإبراهيم عليه السلام (( دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامًا قوم منكرون )) ذكر علماء النحو أن إجابة إبراهيم أكمل من سلام الملائكة لأن الملائكة قالوا: (( سلامًا )) بالنصب، وسلامًا مصدر لفعل محذوف تقديره: نسلم سلامًا، فالجملة فعلية وهي لا تدل على الدوام والثبوت، أما رد إبراهيم فقال: (( سلام )) أي: عليكم سلامٌ فهي جملة اسمية تدل على الثبوت فرده أكمل، ولهذا يعتبر رد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من الرد الأكمل الذي قال الله عز وجل: (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فتبين بهذا أن السلام من سنن الرسل السابقين وأنه أيضًا من عمل الملائكة المقربين، ثم ذكر المؤلف أيضًا آيات تدل على ذلك (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) إذا أردت تدخل بيتًا لا تدخل إذا لم يكن بيتك حتى تستأنس وتسلم، ما معنى الإنس يعني حتى لا يكون في قلبك وحشة لأن الإنسان إذا دخل بيت غيره بدون استئذان استوحش، وإذا كان باستئذان فهو مستأنس هذا وفيه قراءة (( حتى تستأذنوا )) لكن السبعية (( حتى تستأنسوا )) لأن قوله: (( حتى تستأنسوا )) يشمل ما إذا استأنس الإنسان بإذن من صاحب البيت أو استأنس الإنسان بإذن سابق، مثلًا قال له ائتني الساعة الرابعة والنصف وتجد الباب مفتوحًا فإذا جئت الساعة الرابعة والنصف ووجدت الباب مفتوحًا فلا حاجة استأذن لأني الآن مستأنس ولا مستوحش مستأنس قد أذن لي بإذن مسبق فقراءة (( حتى تستأنسوا )) هي الصحيحة يعني هي التي أشمل من القراءة حتى تستأذنوا وهي أيضًا هي السبعية، وقوله: (( وتسلموا على أهلها )) أيضًا سلم على أهل البيت، السلام عليكم أأدخل؟ وإذا دخلت بيتك فلا حاجة للاستئذان لأنه بيتك، لكن سلم على أهلك إذا دخلت سلم على أهلك وابدأ بالسواك قبل السلام على أهلك، إذا دخلت بيتك ابدأ بالسواك فإذا وصلت أهلك قل: السلام عليكم، هذا هو السنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الآيات.
السائل : يا شيخ بارك الله فيك بالنسبة للعادة التي اعتادوها الناس بقولهم: أهلًا ومرحبًا في رد السلام ...
3 - كتاب السلام : باب فضل السلام والأمر بإفشائه : قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )). وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) . وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون )). أستمع حفظ
هل يكفي في رد السلام أهلا ومرحبا ؟.
السائل : يا شيخ السلام على الكفار؟
هل يسلم على الكفار ؟.
السائل : ما أدري إن كان كافرًا أو لا.
الشيخ : اللي يغلب على ظنك إن غلب على ظنك إنه كافر لا تسلم عليه.
وقال تعالى: (( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )). وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )). وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون )).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب السلام، باب فضل السلام والأمر بإفشائه، قال الله تعالى: (( فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )) وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام قوم منكرون )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في كتاب السلام فضله وآدابه، وذكر فيه آيات منها قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) وقد تكلمنا على هذه الآية ومنها قوله تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قوم منكرون )) (( هل أتاك )) مثل هذه الصيغة هل أتاك يراد به التشويق يعني أن الله عز وجل ذكرها بصيغة الاستفهام تشويقًا للمخاطب، ومن المعلوم أن الإنسان سيقول لم يأتني لكن ما هو؟ (( إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قوم منكرون )) وسبق الكلام على هذه الآية أيضًا، وقوله: (( قوم منكرون )) يعني أنتم قوم منكرون أي لا أعرفكم، وليس المعنى أنه من المنكر الذي هو الحرام لكنه من المنكر الذي هو غير معروف، يعني أنا لا أعرفكم، ومنها قوله تعالى: (( فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )) سلموا على أنفسكم يعني على من فيها وجعلهم من أنفسهم، لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا فهو كقوله تعالى: (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم )) المعنى سلموا على من فيها لأنكم أنتم وإياهم نفس واحدة، والنفس قد تطلق على الغير كما ذكرنا (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) وكذلك قوله تعالى: (( ولا تلمزوا أنفسكم )) يعني لا يلزم بعضكم بعضًا، وليس المعنى أن الإنسان يلمز نفسه، المهم إذا دخلت بيتًا فسلم على من فيه، قل: السلام عليكم، وهم يجب عليهم أن يردوا السلام، وقد سبق أن السنة إذا دخلت بيتك أن أول ما تبدأ به أن تتسوك ثم تسلم على أهل البيت، ومنها قوله تعالى أي من الآيات التي ذكرها قوله تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فأمر الله سبحانه وتعالى إذا حيينا بتحية أن نحيي بأحسن منها أو نردها، يعني نرد مثلها فمثلًا إذا قال لك الإنسان السلام عليك قل عليك السلام ولا تقتصر، وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله قل عليك السلام ورحمة الله، وإذا قال عليك السلام ورحمة الله وبركاته قل عليك السلام ورحمة الله وبركاته وجوبًا لأن الله قال: (( أو ردوها )) وإذا قال السلام عليك فقل فعليك السلام ورحمة الله فهذا أحسن من الأول وهذا أفضل، لكنه ليس بواجب الواجب أن ترد عليهم مثلما سلم عليك، وقوله سبحانه: (( بأحسن منها )) يشمل الأحسن نوعًا والأحسن كمًّا والأحسن كيفية، ثلاثة أشياء الأحسن نوعًا وكمًّا وكيفية، فمثلًا إذا قال السلام عليك فقلت أهلًا ومرحبًا بأبي فلان حياك الله وبياك تفضل فهذا لا يجزئ، لو قلت هذا ألف مرة لم ينفع وكنت آثمًا لأنك لم ترد بأحسن ولا بالمثل، اللي يقول السلام عليك يدعو لك بالسلام مع التحية فإذا قلت أهلًا ومرحبًا هذه تحية بلا دعاء، فلابد أن تكون أحسن منها نوعًا، أحسن منها كمًّا أو مثلها، إذا قال السلام عليكم ورحمة الله فقلت عليك السلام فقط فهذا لا يجوز، لأنك ما رددت بأحسن ولا بالمثل، لابد أن تقول كما قال، كذلك أحسن منه كيفية إذا سلم عليك بصوت واضح مرتفع لا ترد عليه بطرف أنفك لأن بعض الناس تسلم عليه تقول السلام عليكم ثم يرد عليك بأنفه يمكن تسمع ويمكن ما تسمع، هذا لا يجوز لأنك لم تحييه بمثل ما حياك به ولا بأحسن، ومن ذلك أيضًا إذا سلم عليك وقد أقبل إليك بوجهه فسلمت عليه معرضًا عنه مصعرًا خدك له فهذا أيضًا نقص لم تردها ولم ترد بأحسن منها، وظاهر هذه الآية الكريمة أنه لو حياك رجل من الكفار قال السلام عليك بعبارة واضحة فقلت عليك السلام فلا بأس به، لأنك رددت بالمثل، وأما قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ) يعني: ولا تقولوا وعليكم السلام فإنه بيّن عليه الصلاة والسلام في نفس الحديث قال: ( إن اليهود إذا سلموا يقولون: السام عليك ) السام وش معنى السام؟ أعلمك السام هو الموت.
الطالب : ...
الشيخ : إيه يقولون السام عليك هم يقولون السام عليك يعني يدعون بالموت عليك، فقال الرسول: ( قولوا وعليكم ) يعني: إذا كانوا قالوا السام عليك قل وعليك، يعني عليك أيضًا أنت السام، فيفهم من هذا الحديث أنهم لو قالوا السلام عليكم فإنك تقول عليكم السلام ولا بأس، لأن الله قال: (( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) والله الموفق.
6 - وقال تعالى: (( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )). وقال تعالى: (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )). وقال تعالى: (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام قوم منكرون )). أستمع حفظ
شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير ؟ قال: ( تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل السلام والأمر بإفشائه: " عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لما خلق الله آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام على الآيات التي صدر المؤلف رحمه الله كتاب السلام وآدابه في هذا الباب، ثم ذكر الأحاديث منها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل أي الإسلام خير؟ والصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا الرسول في مثل هذه الأسئلة لا يريدون مجرد العلم وإنما يريدون العمل، فإذا قال خير الإسلام كذا وكذا فعلوه وتسابقوا إليه، وهكذا ينبغي للسائل الذي يسأل العالم ويستفتيه أن ينوي بقلبه أنه إذا دله على الخير فعله، لا يريد أن ينظر ماذا عند العالم فقط، بل يريد أنه إذا دله على الخير فعله، كما كان ذلك دأب الصحابة رضي الله عنهم، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( تطعم الطعام ) تطعم الطعام يعني من احتاج إليه وأول ما يلزمك إطعامه هم عائلتك وإطعامهم صدقة وصلة، وأفضل من إطعام الأباعد لأن إطعام أهلك قيام بواجب، وإطعام الأباعد قيام بمستحب، والواجب أحب إلى الله تعالى من المستحب كما في الحديث القدسي: ( ما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه ) وبعض الناس ينفق على أهله ما ينفق ولكنه لا يشعر بأنه يتقرب إلى الله بهذا الإنفاق، ولو جاءه مسكين وأعطاه ريال واحد شعر بأنه متقرب إلى الله بهذه الصدقة، ولكن الصدقة الواجبة على الأهل أفضل وأكثر أجرًا فإذا أطعمت الطعام لأهلك فهذا من خير الإسلام، قال: ( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وهذا هو الشاهد: ( تقرأ السلام ) يعني: تقول السلام عليك هذا معنى قراءة السلام يعني هذا يسمى إلقاء السلام، ويسمى قراءة السلام ( على من عرفت ومن لم تعرف ) لا يكون سلامك سلام معرفة بل يكون سلامك سلام مثوبة وإلفة لأن المسلم يثاب على سلامه ويحصل بسلامه التأليف كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) أما من لا يسلم إلا سلام معرفة فسوف يفوته خير كثير، لأنه يمر به العشرات لا يعرف منهم إلا واحدًا، أما من يسلم سلام مثوبة وإلفة فهو يسلم على من عرف ومن لم يعرف، إلا إذا كان الذي مررت به كافرًا فلا تسلم عليه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام ) واللي غيرهم أخبث منهم مثل السيخ والمشركين والشيوعيين ومن شابههم لا تقرأ عليهم السلام لا تسلم عليهم، أو الفاسق المعلن بفسقه إذا كان في ترك السلام عليه مصلحة فلا تسلم عليه، أما إذا كان ما فيه مصلحة فسلم عليه، لكن إذا كان فيه مصلحة وهو أنك إذا لم تسلم على هذا الفاسق تاب من فسقه ورجع إلى الله فلا تسلم عليه، وأما إذا كان كله عنده واحد وربما إذا لم تسلم عليه يكون في قلبه عداوة عليك ويستمر في باطله ولا يقبل منك نصيحة فسلم عليه، فصار الآن الناس ثلاثة أقسام، قسم فاسق معلن بفسقه فهذا سلم عليه إلا إذا كان في هجره مصلحة، وقسم كافر لا تسلم عليه لكن إن سلم عليك رد عليه، والثالث: إنسان مسلم لا تعلم عليه فسقًا فسلم عليه واحرص على أن تكون أنت البادئ بالسلام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام وهو أشرف الخلق لا يقول أنا أكبر فليسلم عليّ هو يبدأ من لقيه بالسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: ( لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) وهكذا الحديث الذي معنا خير الإسلام أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، والله الموفق.
7 - شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير ؟ قال: ( تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ). متفق عليه. أستمع حفظ
هل يسلم على الحلاق الذي يحلق اللحية ؟.
السائل : لا بالنسبة ...
الشيخ : والحلاق بعد عاصي لأنه يعين هذا الحالق على معصيته نعم إن رأيت فيه مصلحة تبي تسلم لأجل تنصحهم ترشدهم نعم فهذا طيب.
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لما خلق الله تعالى آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل السلام والأمر بإفشائه: " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لما خلق الله آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ) متفق عليه، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ونصر الضعيف وعون المظلوم وإفشاء السلام وإبرار المقسم، متفق عليه، هذا لفظ إحدى روايات البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب فضل السلام وإفشائه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى: ( لما خلق آدم قال له اذهب إلى هؤلاء النفر من الملائكة إلى نفر من الملائكة جلوس فسلم عليهم وانظر ماذا يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك ) فذهب إليهم آدم امتثالًا لأمر الله ( فسلم على الملائكة الجلوس السلام عليكم، قالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوا ورحمة الله ) ففي هذا دليل على فوائد، أولًا: أن هذه الخليقة البشرية كانت من العدم وأنها لم تكن شيئًا مذكورًا من قبل كما قال الله تبارك وتعالى: (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا )) فهذه البشرية لم تكن شيئًا مذكورًا من قبل فخلقها الله وأوجدها لحكمة عظيمة، ولهذا لما قال في الملائكة لله عز وجل حين أخبرها أنه جاعل في الأرض خليفة: (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) خلق الله هذه البشرية وجعل منهم الأنبياء والرسل والصديقون والشهداء والصالحون، وفيه أيضًا من فوائد هذا الحديث: أن الملائكة أجسام وليست أرواحًا بلا أجسام، لأنهم جلوس والجالس يعني أنه جسم وهو كذلك الملائكة عليهم الصلاة والسلام أجسام، وقد رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبريل على صورته التي خلق عليها له ستمئة جناح قد سد الأفق، والله سبحانه وتعالى قال: (( جاعل الملائكة رسلًا أولي أجنحة )) فالملائكة أجسام ولكن الله عز وجل حجبهم عنا جعلهم عالمًا غيبيًّا كما أن الجن أجسام، ولكن الله تعالى حجبهم عنا فجعلهم عالمًا غيبيًّا، وقد يظهر الملائكة بصورة إنسان كما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرة بصورة دحية الكلبي ومرة بصورة رجل غريب لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه الصحابة وعليه ثياب بيض وشعر أسود وجلس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها، ومن فوائد هذا الحديث: أن السنة في السلام، السلام عليكم إذا كانوا جماعة تقول: السلام عليكم، وإن كان واحدًا فقل: السلام عليك، لأن الواحد يخاطب بخطاب الواحد، والجماعة بخطاب الجماعة، ومن الفوائد أيضًا: أن السلام متلقى من الملائكة بأمر الله حيث قال الله تعالى: ( إنها تحيتك وتحية ذريتك ) لكن في قولهم: السلام عليك ورحمة الله في الرد إشكال وهو أن المعروف في الرد أن يقدّم الخبر فيقال: عليك السلام لكن يقال: إما أن هذا يعلمونه التحية الابتدائية أو أن الشريعة وردت بخلاف ذلك أي بتقديم الخبر، ومن فوائده: أن الأفضل في رد السلام أن يزيد الإنسان ورحمة الله لأن الملائكة زادوا، والله سبحانه وتعالى قال: (( فحيوا بأحسن منها )) فبدأ بالأحسن أو ردوها إذا لم تردوا الأحسن، وأما حديث البراء بن عازب فيأتي إن شاء الله تعالى الكلام عليه في الدروس المقبلة.
9 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لما خلق الله تعالى آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. متفق عليه، هذا لفظ إحدى روايات البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ). رواه مسلم. وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق ؟ وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه. رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل السلام والأمر بإفشائه: " عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ونصر الضعيف وعون المظلوم وإفشاء السلام وإبرار المقسم، متفق عليه، هذا لفظ إحدى روايات البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم، وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن الطفيل بن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يومًا فاستتبعني إلى السوق فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول اجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام فنسلم على من لقيناه، رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث في باب فضل السلام وإفشائه سبق الكلام عليها، حديث البراء وحديث أبي هريرة حديث عبدالله بن سلام كلها سبق الكلام عليها فلا حاجة إلى إعادة الكلام، أما حديث الطفيل بن أبي بن كعب فإنه ذكر له قصة مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أنه استتبعه يعني عبد الله بن عمر يومًا إلى السوق، فجعل عبد الله يسلم على كل أحد على صاحب الدكان وعلى كل من مر به ممن عرف وممن لا يعرف، فجاءه ذات يوم فقال له: اذهب بنا إلى السوق، فقال: ما تصنع في السوق لست تقف يعني تشتري شيئًا ولا تسوم شيئًا، اجلس بنا نتحدث، فقال: إنما أذهب إلى السوق من أجل السلام السلام على الناس، لأن الإنسان إذا سلم وأفشى السلام وأظهره كان هذا سببًا لدخول الجنة، كما في حديث أبي هريرة: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) ولأن الإنسان إذا سلم على أخيه فقال السلام عليكم أو السلام عليك إذا كان واحدًا فإنه يكتب له بذلك عشر حسنات، فإذا سلم على عشرة أنفار كتب له مئة حسنة، وهذا خير من البيع والشراء، فكان ابن عمر رضي الله عنهما يدخل إلى السوق من أجل كثرة المسلِّم عليهم، لأنه في بيته لا يأتيه أحد وإذا أتاه أحد فهو أقل بكثير ممن في السوق، لكن من في السوق يمر عليهم ويسلم عليهم.
10 - شرح حديث عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. متفق عليه، هذا لفظ إحدى روايات البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ). رواه مسلم. وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق ؟ وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه. رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح. أستمع حفظ