تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تبدؤ وا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليك ). متفق عليه. وعن أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبدة الأوثان واليهود - فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.
السائل : ....
الشيخ : مثلها مثلها مثلها أهلًا وسهلًا فيها الخلاف.
السائل : كيف حالك؟
الشيخ : كيف حالك ربما إنك تقول كيف حالك يعني ودك إنه يصير مريض.
السائل : ...
الشيخ : قل السلام بس إذا خفت من شره قل السلام وبس وانوي إنه عليك أنت.
1 - تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تبدؤ وا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليك ). متفق عليه. وعن أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبدة الأوثان واليهود - فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه. أستمع حفظ
باب استحباب السلام إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
ختم المؤلف رحمه الله كتاب السلام وآدابه بهذا الحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الرجل إذا جاء إلى المجلس ثم قام منه، ومن المعلوم أن الإنسان إذا دخل على قوم فإنه يسلم عليهم كما سبق، والسلام سنة مؤكدة ورده فرض فرض عين على من سلم عليه، وإذا كانوا جماعة فهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، لكن إذا كانوا جماعة وكان من المعلوم أن المسلِّم يريد بالقصد الأول واحدًا منهم وجب على هذا الواحد أن يرد، مثلًا لو كانوا طلبة معهم معلمهم والذي دخل وسلم يريد بالقصد الأول نفس المعلم فإنه يجب على المعلم أن يرد ولا يكفي رد الجماعة التلاميذ مثلًا، وكذلك لو كان أمير مع رجاله وشرطته فدخل إنسان وسلم فإنه من المعلوم أن المقصود بالقصد الأول هو الأمير فيجب عليه أن يرد، أما إذا كان الجماعة متساوين ولم يعلم أن أحدًا منهم هو المقصود بالقصد الأول، فإنه إذا رد واحد منهم السلام كفى لأن رد السلام فرض كفاية، وأما درس اليوم فهو في الرجل إذا دخل على المجلس فإنه يسلم، فإذا أراد أن ينصرف وقام وفارق المجلس فإنه يسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وقال: ( ليست الأولى بأحق من الثانية ) يعني فكما أنك إذا دخلت تسلم فإذا فارقت فسلم، ولهذا إذا دخل الإنسان المسجد سلم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا خرج سلم عليه أيضًا، وإذا دخل مكة لعمرة أو حج بدأ بالطواف وإذا فارق مكة وخرج ختم بالطواف، لأن الطواف تحية مكة لمن دخل بحج أو عمرة، وكذلك وداع مكة لمن أتى بحج أو عمرة ثم سافر وهذا من كمال الشريعة أنها جعلت المبتدأ والمنتهى على حد سواء في مثل هذه الأمور، والشريعة كما يعلم جميعًا من لدن حكيم خبير كما قال تعالى: (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) فتجدها كلها متناسقة متصاحبة ليس فيها تناقض ولا تفضيل، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يمشي الرجل بنعل واحدة، يعني مثلًا لا تمش بنعل واحدة ولو لإصلاح الأخرى امش بالنعلين جميعًا، لماذا؟ لأنك إذا خصصت إحدى القدمين بالنعل صار في ذلك جور وعدم عدل، فأنت ترى الآن أن الشريعة الإسلامية جاءت بالعدل في كل شيء (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )) والله الموفق.
الطالب : شيخ إذا كان هناك طعام؟
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب : ...
الشيخ : سلم عليهم سلم عليهم وعندما تقوم أولًا تسمي عند الطعام وتحمد الله إذا فرغت وتسلم إذا فرغت.
2 - باب استحباب السلام إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
باب الاستئذان وآدابه: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) . وقال تعالى: (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم )) . عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع ). متفق عليه. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ). متفق عليه. وعن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: ( اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل ؟ ) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل ؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه ولم أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ارجع فقل السلام عليكم أأدخل ؟ ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الاستئذان وآدابه، قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) وقال تعالى: (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم )) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع ) متفق عليه، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) متفق عليه، وعن ربعي بن حراش رضي الله عنه قال: حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: ( اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم أأدخل ) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل، رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه ولم أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ارجع فقل السلام عليكم أأدخل ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " باب الاستئذان وآدابه " الاستئذان يعني طلب الإذن أن تطلب من صاحب البيت أن يأذن لك في الدخول فإن أذن لك فادخل وإن لم يأذن لك فلا تدخل حتى لو قال لك بصراحة ارجع فارجع، كما قال الله تعالى: (( وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )) وأنت يا صاحب البيت لا تستحي أن تقول ارجع وأنت أيها المستأذن لا تشرح عليه إذا قال لك ارجع، لأن الإنسان قد يكون في حاجة وقد يكون غير مستعد لاستقبال الناس فلا يمكن أن تلجئه وتحرجه، وإذا رجعت بعد أن قال لك ارجع فإن الله يقول: (( ارجعوا هو أزكى لكم )) أي أزكى لقلوبكم وأطهر، وذكر المؤلف رحمه الله آيتين من كتاب الله الآية الأولى سبق الكلام عليها وهي قوله تبارك وتعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) وقلنا إن معنى استئناس يعني أن تستأذنوا أو أن تعلموا علم اليقين أن صاحبكم مستعد للدخول أي لدخولكم، ومن ذلك إذا واعدك الإنسان قال لك مثلًا ائتني مثلًا بعد صلاة الظهر فإذا وجدت الباب مفتوحًا فهو إذن، فأنت إذا أتيت لا حاجة أن تستأذن لأن صاحب البيت قال لك إذا وجدتهم في الوقت الفلاني وإذا وجدت الباب مفتوحًا فهو إذن، فالإذن لا فرق بين أن يكون سابقًا أو لاحقًا ما دام قد علمت أن الرجل لم يفتح بابه إلا من أجل أن تدخل وبينك وبينه موعد فادخل، ولكن لا بأس بل الأولى بلا شك أن تسلم عند الدخول لو لم يكن في ذلك إلا أن تحصل أجر السلام وثواب السلام والدعاء من أخيك حيث يقول عليك السلام، أما الآية الثانية فهي قوله تعالى: (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم )) إذا بلغوا الحلم يعني بلغوا بالإنزال لكن كني عنه بالحلم، لأن الغالب أن الإنسان لا يخرج منه المني أول ما يخرج إلا بالاحتلام، وإن كان بعض الناس يبلغ بدون احتلام، لكن الغالب أنه يحتلم فإذا بلغ الطفل الحلم فإنه لا يدخل البيت إلا باستئذان، أما قبل ذلك فأمره هيّن، لكن هناك ثلاث عورات لابد من الاستئذان فيها (( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات )) الأولى: (( من قبل صلاة الفجر )) والثانية: (( وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة )) والثالثة: (( ومن بعد صلاة العشاء )) هذه لابد من الاستئذان حتى الصغار لابد أن يستأذنوا لأن الإنسان في هذه الأوقات الثلاث قد يكون متهيئ للنوم وعليه ثياب لا يحب أن يطلع عليه أحد، فلذلك لابد من الاستئذان في هذه الساعات الثلاث، وأما بالنسبة للنظر لنظر الطفل للمرأة فليس مقيدًا بالبلوغ بل هو مقيد بما إذا عرف من الطفل أنه ينظر إلى المرأة نظر شهوة، فإذا علم ولو لم يكن له إلا عشر سنوات فإنه يجب عليها أن تحتجب عنه لأن الله قال: (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن )) يعني: أزواجهن إلى أن قال: (( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء )) قال العلماء : الذين لم يظهروا على عورات النساء يعني ليس لهم غرض في النساء ولا يطري على باله المرأة، بعض الأطفال من حين ما يتم له عشر سنوات وهو ينظر إلى النساء تحس إنه ينظر نظر شهوة، وهذا يختلف كما قلت لكم قد يكون هذا الطفل يجلس مع قوم أكثر حديثهم في النساء فهذا تتربى فيه الشهوة الجنسية من أول، وقد يكون عند قوم ليس همهم إلا الدرس وحفظ القرآن وما أشبه ذلك ولا يطري على بالهم هذا الشيء فلا تنمو فيه هذه الغريزة، على كل حال إذا عرفنا أن الطفل يطلع على عورة المرأة ويتكلم في النساء ونشاهد نظراته نظرة الإنسان المشتهي، فإنه يجب على المرأة أن تحتجب عنه ولو لم يكن له إلا عشر سنين، مع أن العلماء رحمهم الله يقولون يمكن لمن تم له عشر سنين أن يأتيه أولاد يعني أبو إحدى عشر سنة لا تستغرب لو جاه ولد، إذا تزوج وجامع زوجته لا تستغرب ويذكر أن عمرو بن العاص ليس بينه وبين ابنه عبد الله إلا إحدى عشرة سنة يعني أبوه أكبر منه بعشر سنين ويمكن هذا، وقال الشافعي رحمه الله: " رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة " وهي جدة، عندنا أم واحدة وعشرين ما تزوجت حتى الآن، لكن هذه جدة جايها بنت وجاي لبنتها ولد لها إحدى وعشرون سنة، لأن المرأة يمكن أن تبلغ بتسع سنوات يعني يمكن تحيض ولها تسع سنوات، فإذا قدرنا أنها تزوجت ولها تسع سنوات يعني في العاشرة وحملت في أول سنة وأتت ببنت ثم إن البنت لما تم لها تسع سنوات تزوجت في العاشرة كم معناه عشرون سنة يأتيها ولد في الحادية والعشرين، والشافعي رحمه الله صدوق يقول: " رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة " والحاصل أنه إذا بلغ الطفل الحلم فلا يدخل البيت إلا باستئذان، وإذا اطلع على عورات النساء وصار يتكلم فيهن وينظر إليهن بشهوة فإنه يجب أن تستر المرأة عنه ولو لم يتم له إلا عشر سنوات، والله الموفق.
3 - باب الاستئذان وآدابه: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) . وقال تعالى: (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم )) . عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع ). متفق عليه. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ). متفق عليه. وعن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: ( اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل ؟ ) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل ؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه ولم أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ارجع فقل السلام عليكم أأدخل ؟ ) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وكراهة تشميته إذا لم يحمد الله تعالى، وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ). رواه البخاري. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله؛ وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم ). رواه البخاري. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني ! فقال: ( هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقًّا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ) رواه البخاري، وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم ) رواه البخاري، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ) رواه مسلم، وعن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته عطس فلان فشمته وعطست فلم تشمتني فقال: ( هذا حمد الله وإنك لم تحمد الله ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في رياض الصالحين: " باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله وبيان آداب العطاس والتثاؤب " العطاس من الله عز وجل يحبه الله كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يحب العطاس ) والسبب في ذلك أن العطاس يدل على النشاط والخفة ولهذا تجد الإنسان إذا عطس نشط والله سبحانه وتعالى يحب الإنسان النشيط الجاد، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) كلهم فيهم خير، المؤمن القوي في إيمانه والضعيف، لكن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والعطاس يدل على الخفة والنشاط، فلهذا كان محبوبًا إلى الله وكان مشروعًا للإنسان إذا عطس أن يقول الحمد لله لأنها نعمة، نعمة أعطيها فليحمد الله عليها فيقول الحمد لله إذا عطس، سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة في أي مكان كان، إلا أن العلماء رحمهم الله يقولون إذا عطس وهو في الخلاء أي في المرحاض فلا يقول بلسانه الحمد لله، ولكن يحمد بقلبه، أما لسانه فلا لأنهم يقولون رحمهم الله إن الإنسان لا يذكر الله في الخلاء، فإذا عطس الإنسان وحمد الله كان حقًّا على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله، فيدعو له بالرحمة جزاء له على حمده لله عز وجل، فإنه لما حمد الله كان من جزائه أن إخوانه يدعون له بالرحمة، وقوله: ( كان حقًّا على كل من سمعه ) ظاهره أنه يجب على كل السامعين بأعيانهم، ويؤيده قوله في الحديث الآخر: ( إذا عطس فحمد الله فشمتوه ) وذهب بعض العلماء إلى أن تشميت العاطس فرض كفاية، يعني إذا قال واحد من الجماعة للعاطس الذي حمد الله يرحمك الله كفى، لكن الاحتياط أن يشمته أن يدعو له بالرحمة كل من سمعه كما جاء في الحديث، وأما التثاؤب فإنه من الشيطان ولهذا كان الله يكرهه، ليش؟ لماذا؟ لأن التثاؤب يدل على الكسل، ولهذا يكثر التثاؤب فيمن كان فيه نوم، والذي فيه النوم معروف أنه كسلان، فمن أجل أنه يدل على الكسل كان الله تعالى يكرهه، ولكن إذا تثاءب فالأولى أن يرده أن يرد التثاؤب ويكظمه ويتصبر، قال العلماء: " وإذا أردت أن تكظمه فعضّ على شفتك السفلى " هاه لكن طبعًا لا تعض عضًّا شديدًا فتنقطع، لكن لأجل أن تضمها حتى لا ينفتح الفم، فالمهم أن تكظم سواء بهذه الطريقة أو غيرها، فإن عجزت عن الكظم فضع يدك على فمك هكذا ضعها على الفم، وما ذكر بعض العلماء رحمهم الله أنك تضع ظهرها على الفم فلا أصل له، إنما تضع بطنها هكذا تسد تسد الفم، والسبب في ذلك لأن الإنسان إذا تثاءب ضحك الشيطان منه لأنه يعرف أن هذا يدل على كسله وعلى فتوره، والشيطان يحب من بني آدم أن يكون كسولًا فتورًا أعاذنا الله وإياكم منه، ويكره الإنسان النشيط الجاد الذي يكون دائمًا في حزم وقوة ونشاط، فإذا جاءك التثاؤب فإن قدرت على أن تكظمه وتمنعه فهذا هو السنة والأفضل، وإن لم تقدر فضع يدك على فمك، ولكن هل تقول أعوذ بالله من الشيطان لا لا تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب، لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام فالنبي عليه الصلاة والسلام علمنا ماذا نفعل عند التثاؤب، ولم يقل قولوا كذا قال افعلوا كذا يعني اكظموا أو ردوا باليد ولم يقل تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، وما اشتهر عند بعض الناس أن الإنسان إذا تثاءب يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهذا لا أصل له، والعبادات مبنية على الشرع ما هو على الهوى، لكن قد يقول بعض الناس أليس الله يقول: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن التثاؤب من الشيطان فهذا نزغ نقول لا فهمت الآية خطأ، المراد بقوله إما ينزغنك من الشيطان نزغ يعني الأمر بالمعاصي أو بترك الواجبات لأن هذا نزغ الشيطان، الشيطان هذا نزغه، كما قال تعالى فيه إنه ينزغ بين الناس فهذا هو نزغه الأمر بالمعاصي والتثبيط عن الواجبات هذا نزغه، فإذا أحسست بذلك فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أما التثاؤب فليس فيه إلا سنة فعلية فقط وهي الكظم ما استطعت، فإن لم تقدر فضع يدك على فمك، ومن آداب العطاس أنه ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه أو غترته على وجهه هكذا قال أهل العلم، وفي ذلك حكمتان، الحكمة الأولى: أنه قد يخرج مع هذا العطاس أمراض تنتشر على من حولك، والثاني: أنه قد يخرج من أنفه شيء مستقذر تتقزز النفوس منه فإذا غطى وجهه هكذا صار في ذلك خير، ولكن لا تفعل ما يفعله بعض الناس تضع يدك على أنفك عند العطاس هذا خطأ، لأن هذا يحد من خروج الريح التي تخرج من الفم عند العطاس، وربما يكون في هذا ضرر عليك، وفي هذه الأحاديث التي ذكر المؤلف دليل على أن من عطس ولم يقل الحمد لله فإنه لا يقال له يرحمك الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان أحدهما قال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرحمك الله والثاني لم يقل له ذلك، فقال الذي لم يقل له ذلك يا رسول الله عطس فلان فقلت له يرحمك الله وعطست فلم تقل لي ذلك، قال: ( إنه حمد الله ولم تحمد الله ) وعلى هذا فإذا عطس الإنسان ولا حمد ما نقول له يرحمك الله، ولكن هل نذكره؟ هل نذكره نقول قل الحمد لله؟ لا، الحديث هذا يدل على أنك لا تذكره، لأن الرسول ما قال إذا عطس ولم يحمد الله فذكروه، قال لا تشمتوه فنحن لا نقول احمد الله، لكن فيما بعد نخبره بأن الإنسان يسن له إذا عطس أن يحمد الله فيكون هذا من باب التعليم، والله الموفق.
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم لابد أن يسمعه لأنه الكاف هذه للخطاب، والخطاب لابد أن يكون مسموعًا طيب بقينا العاطس إذا قيل يرحمك الله يقول يهديكم الله ويصلح بالكم، أن يصلح شأنكم فتدعو له بالهداية وإصلاح الشأن ويقول بعض العامة إذا جاوب يقول يهدينا ويهدكم الله وهذا خلاف المشروع، المشروع إنك تقول يهديكم الله ويصلح بالكم، والله الموفق.
4 - باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وكراهة تشميته إذا لم يحمد الله تعالى، وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ). رواه البخاري. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله؛ وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم ). رواه البخاري. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني ! فقال: ( هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض - أو غض - بها صوته. شك الراوي. رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: ( يهديكم الله ويصلح بالكم ). رواه أبو داود؛ والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته شك الراوي، رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله فيقول: ( يهديكم الله ويصلح بالكم ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث في بيان ما يستحب عند العطاس وقد سبق بيان شيء من ذلك منها حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يضع يده أو ثوبه على وجهه أو على فمه من أجل أن يكظم الصوت يعني إذا عطست فضع ثوبك أو يدك على فمك حتى يخفض الصوت، واستحب العلماء رحمهم الله أن يضع ثوبه على وجهه من أجل ألا يخرج شيء يستقذر من أنفه، لأن الإنسان إذا عطس فالغالب أنه يخرج منه شيء فلا يشاهد إذا كان قد غطاه، والثاني الفائدة الثانية: أنه ربما يخرج مع العطاس أمراض ميكروبات التي تسمى الميكروبات فتتعدى إلى الغير، فلهذا ينغي لك إذا عطست أن تضع ثوبك يعني غترتك أو ما أشبه ذلك على وجهك حتى يحصل هاتان الفائدتان، ثم ذكر حديث أبي موسى أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني يتكلفون العطاس لعل الرسول يقول يرحمكم الله، لأنهم يعلمون أنه نبي وأن دعوته مستجابة فيعطسون عنده لأجل أن يقول يرحمكم الله، ولكنه لا يقول ذلك لأن الكافر لا يجوز أن يدعا له بالرحمة ولا بالمغفرة، لكن يدعا له بالهداية ولهذا كان يقول لهم إذا عطسوا وقالوا الحمد لله، قال: ( لهم يهديكم الله ويصلح بالكم ) فإذا عطس كافر عندك وقال الحمد لله لا تقل يرحمك الله، قل: " يهديكم الله ويصلح بالكم " كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل ذلك، ثم ذكر ما رواه مسلم من فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند التثاؤب أنه أمر بوضع اليد على الفم، وقد سبق أن الأفضل أن ترد التثاؤب ما استطعت، فإن لم تستطع فضع يدك على فمك لأن الشيطان إذا لم تضع يدك على فمك يضحك منك ويدخل في جوفك أيضًا، ووضع اليد حماية لك من أن يدخل الشيطان في جوفك، والله الموفق.
5 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض - أو غض - بها صوته. شك الراوي. رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: ( يهديكم الله ويصلح بالكم ). رواه أبو داود؛ والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل ). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح، وتقبيل ولده شفقة، ومعانقة القادم من سفر، وكراهية الانحناء. عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم. رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ). رواه أبو داود. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه، أينحني له ؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله ؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال: ( نعم ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء، عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة ) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ) رواه أبو داود، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله: الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ( نعم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب عقده المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في آداب السلام والاستئذان وما يتعلق بذلك، فمنها المصافحة هل يسن للرجل إذا لاقى أخاه أن يصافحه؟ والجواب: نعم، يسن له ذلك لأن هذا من آداب الصحابة رضي الله عنهم، كما سأل قتادة أنس بن مالك رضي الله عنه " هل كانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال: نعم " فيصافحه باليد اليمنى وإذا حصل ذلك فإنه يغفر لهما قبل أن يفترقا، وهذا يدل على فضيلة المصافحة إذا لاقاه، وهذا إذا كان لاقاه ليتحدث معه أو ما أشبه ذلك، أما مجرد الملاقاة في السوق فما كان هذا من هدي الصحابة، يعني لو مررت بالناس في السوق يكفي أن تسلم عليهم، أما لو كنت تتكلم مع صاحبك أو تتحدث إليه بشيء فصافحه، ثم ينبغي أن نعرف أن بعض الناس إذا سلم من الصلاة صافح أخاه من صلاة الفريضة يصافحه ويقول أحيانًا: قبول قبول هذا من البدع ما كان الصحابة يفعلون هذا، أنهم إذا سلموا من صلاة الفريضة صافح أحدهما الآخر، بل يكفي أن يسلم الإنسان السلام عليكم ورحمة الله على يمينه السلام عليكم ورحمة الله على يساره، وأما الانحناء عند الملاقاة أو المعانقة والالتزام فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك أينحني له؟ قال: ( لا ) قال: أيلتزمه ويعانقه؟ قال: ( لا ) فإذا لاقاه فإنه لا يلتزمه يعني لا يضمه إليه ولا يعانقه ولا ينحني له والانحناء أشد وأعظم، لأن الانحناء فيه نوع خضوع لغير الله عز وجل بمثل ما يخضع به لله من الركوع فهو منهي عنه، ولكنه يصافحه وهذا كافٍ إلا إذا كان هناك سبب للمعانقة أو التقبيل فإنه لا بأس به، كما لو قدم من سفر أو نحو ذلك، فإن قال قائل: كيف يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الانحناء لا ينحني له مع قول الله تعالى في إخوة يوسف (( لما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين * ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا ))؟ فالجواب عن هذا: أن هذا من شريعة سابقة في شريعة سابقة، وهذه الشريعة الإسلامية منعت من ذلك فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وإن لم يرد في ذلك العبادة ولا ينحني له حتى الانحناء منع منه الرسول عليه الصلاة والسلام، فإذا لاقاك أحد يجهل هذا الأمر وانحنى لك فانصحه وأرشده قل هذا ممنوع لا تنحني ولا تخضع إلا لله وحده، والله الموفق.
6 - باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح، وتقبيل ولده شفقة، ومعانقة القادم من سفر، وكراهية الانحناء. عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم. رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ). رواه أبو داود. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه، أينحني له ؟ قال: ( لا ) قال: أفيلتزمه ويقبله ؟ قال: ( لا ) قال: فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال: ( نعم ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
ما حكم تقبيل اليد ؟.
الطالب : ...
الشيخ : وهذا أيضًا لا تسلم إلا إذا كأنك يعني ما سلمت عليه من قبل.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن صفوان بن عسال رضي الله عنه أنه قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات بينات، فذكر الحديث إلى قوله: فقَبَّلا يده ورجله ".