تتمة شرح حديث ( ... امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي ... ).
1 - تتمة شرح حديث ( ... امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي ... ). أستمع حفظ
باب جواز قول المريض أنا وجع أو شديد الوجع، أو موعوك، أو: وا رأساه ونحو ذلك، وبيان أنه لا كراهة في ذلك إذا لم يكن على التسخط وإظهار الجزع. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته، فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال: ( أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ). متفق عليه. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني من وجع اشتد بي، فقلت: بلغ بي ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنتي، وذكر الحديث. متفق عليه. وعن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بل أنا وارأساه ) وذكر الحديث. رواه البخاري.
الشيخ : بسم الله الرحن الرحيم .
قال الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يتعلق بالمريض أنه يجوز أن يخبر عما فيه من المرض وشدته بشرط أن يكون ذلك إخبارًا لا شكوى، أي أنه يقصد بهذا الإخبار ولا يقصد الشكوى وإظهار التسخط من قضاء الله وقدره، ثم استدل بحديث ابن مسعود رضي الله عنه وحديث سعد بن أبي وقاص وحديث عائشة رضي الله عنها، كلها أحاديث تدل على أنه لا بأس أن يخبر الرجل المريض بأنه مريض أو شديد الوجع أو ما أشبه ذلك، فحديث ابن عباس يذكر أنه دخل على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يوعك أي فيه حرارة وشدة فمسّ يده فقال له: إنك لتوعك يا رسول الله، قال: ( أجل إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم ) يعني يشدد عليه عليه الصلاة والسلام في المرض وذلك من أجل أن ينال أعلى درجات الصبر صلوات الله وسلامه عليه، فإن أنواع الصبر ثابتة في حقه على الوجه الأعلى فقد صبر على أمر الله وصبر عن معاصي الله وصبر على أقدار الله المؤلمة عليه الصلاة والسلام، صبر على أمر الله حين بلّغ رسالة ربه مع شدة الإيذاء له حتى كان يؤذى في وسط المسجد الحرام تحت بيت الله الكعبة وهو صابر محتسب حتى إنه خرج إلى أهل الطائف ودعاهم إلى الله عز وجل ولكنهم استهزؤوا به وسخروا منه وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه فلم يفق إلا وهو في قرن الثعالب، ثم جاءه ملك الجبال يستأذنه أن يطبق عليهم الأخشبين فقال: ( لا، إني أستأني بهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا ) فهذا صبر على أمر الله، وصبر صلوات الله وسلامه عن معصية الله فكان أخشى الناس لله وأتقاهم له صلوات الله وسلامه عليه، وصبر على أقدار الله فكم أوذي في الجهاد في سبيل الله وفي غير ذلك، وكم حصل له من أمراض وهو صابر محتسب لينال بذلك درجة الصابرين، فلنا فيه أسوة فالإنسان يجب عليه أن يصبر على أقدار الله المؤلمة كما صبر الرسول عليه الصلاة والسلام، يصبر ويحتسب ويعلم أنه ما من شيء يصيبه إلا كفر الله به عنه خطيئته حتى الشوكة يشاكها ثم إذا احتسب الأجر على الله ونوى بذلك أن يكون هذا الصبر رفعة درجات له حصل له هذا، فينال بالمصائب ينال مرتبتين عظيمتين، أولًا: مرتبة الصابرين على قضاء الله وقدره، والثاني: أنه ينال من رفعة الدرجات مع الاحتساب ما يناله من الثواب، وأما حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو أنه مرض في مكة وكان من المهاجرين وكانوا يكرهون أن يموت الإنسان في البلد الذي هاجر منه لأنه ترك البلد لله فيكره أن يموت فيه، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحسن رعايته وخلقه أنه يعود المرضى من أصحابه، فعاده فقال له سعد رضي الله عنه: " يا رسول الله إني ذو وجع " يعني: وجع شديد " وإني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي " أي: لا يرثه من الذرية إلا بنت وإلا فله عصبة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: ( لا ) قال: بالنصف؟ قال: ( لا ) قال: بالثلث؟ قال: ( الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ) والعجب من الناس اليوم وقبل اليوم أنهم يوصون بالثلث مع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( الثلث كثير ) وهذا يدل على أنه لا يحب أن يوصي الإنسان بالثلث ولكن أخذ الناس هذا عادة وصار الإنسان إذا أوصى يوصي بالثلث، ولهذا قال حبر هذه الأمة الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل قال: " لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع " يعني لكان أحسن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الثلث والثلث كثير ) والناس الآن أبد اكتب ثلثي اجعل لي ثلث وما أشبه ذلك، هذا ليس محبوبًا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام غض من الثلث إلى الربع وغض إلى الخمس وهو أفضل، لأن أبا بكر رضي الله عنه أفقه هذه الأمة والخليفة الأول لهذه الأمة بعد نبيها أوصى بالخمس، وقال: ( رضيت بما رضي الله به ) لأن الله قال: (( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى )) إلى آخره، ومع هذا فتجد الذين يوصون بالثلث لا يوصون على الوجه المشروع، يوصون بأشياء مفضولة وغيرها أفضل منها، يوصي أحيانًا يحيد في الوصية يوصي للأولاد ويدع البنات، أو يوصي بأشياء توجب النزاع بين الموصى لهم في المستقبل، ولو أن الناس إذا أرادوا أن يوصوا أوصوا بما هو نفع عام كبناء المساجد وبناء المدارس وشراء الكتب النافعة وما أشبه ذلك مما ينفذ في حينه ويجري أجره ويسلم الورثة أو الموصى له من التنازع لكان خيرًا من كونه يوصي بضحية وعشاء وعلى ذريته والأولاد والبنات ما لهم شيء وما أشبه ذلك من الأشياء اللي واضح فيها أن الإنسان أخذ هذا الشيء عادة ولم يفكر، والشرهة ماهي عليه على العامة، العامة عامة عوام والعوام هوام، الشرهة على الذين يكتبون للعامة يجي العامي للشخص يقول اكتب وصيتي بالثلث ويذكر اللي ما اعتاده الناس، والذي يجب على أهل العلم الذين يكتبون الوصايا أن يفقهوا أولًا في دين الله وأن يحملوا الناس على ما هو أفضل وأولى، لأن العامي إذا جاء يقول اكتب وصيتي مثلًا قد ائمتنه، فكونه يكون كاتب أمة يعني ما يهمه إلا ما يرضي الناس فقط ولو كان مفضولًا هذا خطأ، احملوا الناس على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم حتى وإن كان على خلاف عاداتهم، هذا العامي المسكين ما أراد إلا الخير، ثم يجي يقول اكتب ثلثي بضحية وعشاء، إيش ضحية وعشاء في ماهو أفضل من ذلك بكثير، فاحمل الناس على أن تكتب لهم ماهو أولى وأنفع لهم في قبورهم وبعد بعثهم، أما الحديث الثالث فهو عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " يا رسول الله وارأساه " تتشكى من رأسها، فقال: ( بل أنا وارأساه ) فهذا اجتمعت فيه سنتان إقرارية وقولية، أما الإقرارية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أقرّ عائشة لما قالت وارأساه تتوجع من رأسها، وأما القولية فهو نفسه قال وارأساه، فإذا قال الإنسان وارأساه واظهراه واكفاه واقدماه وما أشبه ذلك وابطناه فلا حرج، بشرط ألا يقصد بهذا أن يشكو الخالق إلى المخلوق، أو يقصد التوجع والتضجر مما قضاه الله عليه، فإذا كان مجرد خبر فهذا لا بأس به ولاسيما إذا كان يذكر هذا عند من يريد أن يعالجه، فيقول له الطبيب مثلًا ما الذي تشكي يقول أشكو رأسي أشكو بطني أشكو صدري أشكو ظهري وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به، لأنه خبر مجرد ليس المراد به التسخط ولا الاعتراض على قضاء الله وقدره، نسأل الله لنا ولكم الشفاء من كل داء وأن يجعل هذا قوة لنا على طاعته إنه على كل شيء قدير.
2 - باب جواز قول المريض أنا وجع أو شديد الوجع، أو موعوك، أو: وا رأساه ونحو ذلك، وبيان أنه لا كراهة في ذلك إذا لم يكن على التسخط وإظهار الجزع. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته، فقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال: ( أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ). متفق عليه. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني من وجع اشتد بي، فقلت: بلغ بي ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنتي، وذكر الحديث. متفق عليه. وعن القاسم بن محمد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بل أنا وارأساه ) وذكر الحديث. رواه البخاري. أستمع حفظ
باب تلقين المحتضر لا إله إلا الله. عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ). رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب تلقين المحتضر لا إله إلا الله، عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب تلقين المحتضر قول لا إله إلا الله " المحتضر هو الذي حضرت الملائكة لقبض روحه، والله سبحانه وتعالى قد وكّل بالإنسان ملائكة يحفظونه في حال حياته وبعد مماته، قال الله تعالى: (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) وقال الله تبارك وتعالى: (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) والإنسان إذا حضر أجله نزل إليه الملائكة يقبضون روحه من يد ملك الموت يتولى قبضها من البدن، والملائكة معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة إذا كان من المؤمنين جعلني الله وإياكم منهم، وأما إذا كان من الكافرين فملائكة العذاب معهم كفن من النار وحنوط من النار نعوذ بالله من ذلك، فإذا احتضر الإنسان وعلمنا أنه في النزع وأنه ميت فإننا نلقنه لا إله إلا الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) قال العلماء فيلقنه برفق لا يأمره لا يقول قل لا إله إلا الله، لأنه ربما إذا قال قل لا إله إلا الله وهو في تلك الحال قد ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا ربما إذا قيل له قل لا إله إلا الله يقول لا لأنك ما تتصور ضيق الصدر في تلك الساعة إلا إذا كنت في هذه الحال نسأل الله أن يشرح صدورنا وإياكم عند لقائه، فتذكر الله عنده تقول لا إله إلا الله ترفع صوتك بهذا حتى يسمع فربما يمن الله عليه ويستحضر أنك تلقنه فيقول لا إله إلا الله، فإذا قال لا إله إلا الله وكانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة، كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) قال أهل العلم: فإذا قال لا إله إلا الله فليسكت لا يلقنه ولا يقول شيئا فإن عاد هو نفسه وتحدث بشيء مثل قال أسقوني أعطوني ماء أو تكلم بشيء آخر فليعد التلقين فليقل لا إله إلا الله حتى يسمع لعله يكون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، ولكن إذا كان الإنسان والعياذ بالله كافرًا مرتدًا فهذا ربما نقول قل لا إله إلا الله نأمره، لأنه كافر إن منّ الله عليه وقال لا إله إلا الله فهذا المطلوب وإن لم يكن فهو كافر، لذلك لما حضرت أبا طالب الوفاة وأبو طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام، وأعمام الرسول صلى الله عليه وسلم الذين أدركوا الرسالة أربعة، اثنان أسلما واثنان ماتا على الكفر، والذين أسلما أحدهما أفضل من الآخر حمزة والعباس، حمزة أفضل من العباس، واللذان ماتا على الكفر أحدهما أقبح كفرًا من الآخر أبو طالب والد علي بن أبي طالب وأبو لهب، أبو لهب والعياذ بالله من أشد الناس إيذاء للرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا أنزل الله في ذمه سورة كاملة يقرؤها الناس في الصلوات الفرائض والنوافل (( تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارًا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد )) شف عم الرسول تنزل فيه سورة كاملة في قدحه وذمه وبيان عقابه، لأنه من أشد الناس عداوة وإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما أبو طالب فكان كافرًا لكن به حدب على الرسول عليه الصلاة والسلام وحنان وشفقة ومدافعة وثناء على الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أنه والعياذ بالله حيل بينه وبين الإسلام، فحضرته الوفاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم عنده وعنده رجلان من قريش، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) ولكن كان هذان الرجلان جليسي سوء قالا له: " أترغب عن ملة عبد المطلب " وكأنهم والله أعلم رأياه همّ أن يقول لا إله إلا الله فقالا له: " أترغب عن ملة عبد المطلب " فلما قال هذه الكلمة أخذته العزة بالإثم فقال: هو على ملة عبد المطلب، وكان آخر كلمة منه كلمة الشرك والعياذ بالله فمات، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام إنه شفع له عند الله شفع له فخفف عنه العذاب فكان في ضحضاح من نار قد غاص في هذا الضحضاح وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، نعلان من نار يغلي منهما دماغه والعياذ بالله، ودماغه أبعد شيء عن قدميه فإذا كان يغلي كالقدر فيه الماء تحته النار فما بالك بما هو أدنى من رأسه إلى قدميه يكون أشد، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) والشاهد من هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له: ( يا عم قل لا إله إلا الله ) ولم يذكر الله عنده فقط، بل قال: ( يا عم قل لا إله إلا الله ) فهذا من أفضل ما يكون ومن أجلّ ما يكون هدية للمرء إذا لقّن الإنسان أخاه عند الموت قول لا إله إلا الله هذه تسوى الدنيا كلها، فإذا حضرت إلى أحد قد حضر أجله فاحرص على أن تلقنه لا إله إلا الله امتثالًا لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام وإحسانًا لهذا الشخص، وربما يلقنك الله سبحانه وتعالى لا إله إلا الله عند موتك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) ختم الله لنا ولكم بالشهادة.
3 - باب تلقين المحتضر لا إله إلا الله. عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ). رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب ما يقوله عند تغميض الميت. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: ( إن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) فضج ناس من أهله، فقال: ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يأمنون على ما تقولون ) ثم قال: ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب ما يقوله عند تغميض الميت، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: ( إن الروح إذا قبض تبعه البصر ) فضج ناس من أهله، فقال: ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يأمنون على ما تقولون ) ثم قال: ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب ما يقال عند تغميض الميت " يعني أن الإنسان إذا حضر الميت فإن الميت في الغالب يشخص بصره ينفتح باتساع يشاهد الروح إذا خرجت من البدن، لأن الروح إذا خرجت من البدن لها جسم لكنه جسم لا يراه الناس يراه الميت فقط، والملائكة كذلك تراه وتأخذها، دخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أبي سلمة، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه يعود المرضى، فدخل على أبي سلمة وقد شقّ بصره يعني اتسع وانفتح فعرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه مات فقال: ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر ) فضج ناس من أهله يعني من أهل البيت سمعوا النبي عليه الصلاة والسلام يقول هذا الكلام، فعرفوا أن الرجل قد مات فضجوا كعادة الناس إذا حصل مثل هذا الأمر ضجوا بالبكاء، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون ) وكانوا في الجاهلية إذا حصل مثل هذا يدعون على أنفسهم بالويل والثبور والعياذ بالله، يقولون: يا وايلاه واثبوراه وانقطاع ظهراه وما أشبه ذلك، فقال: ( لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون ) ففي هذه الحال ينبغي للإنسان أن يدعو لنفسه بالخير فيقول ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها ) بعد قوله: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) لأن كل مصيبة تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وفي مصيبة الموت: ( اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها ) وكذلك غيرها وقد حدّث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الحديث فسمعته أم سلمة زوج أبي سلمة، فلما مات زوجها وكان من أحب الناس إليها قالت هذا الكلام " اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها " فقالت في نفسها: مَن خير من أبي سلمة؟ تفكر من اللي بيجي يكون خيرًا من أبي سلمة، لأنها مؤمنة بهذا الكلام فلما انقضت عدتها خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فكان خيرًا من أبي سلمة لا شك، المهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أغمض عينيه عيني أبي سلمة لأنها كانت منفتحة ثم قال: ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين ونور له في قبره وافسح له فيه واخلفه في عقبه ) خمس كلمات تساوي الدنيا كلها ( اللهم اغفر لأبي سلمة ) يعني اغفر له ذنوبه فلا تعاقبه عليها وسامحه واعف عنه ( وارفع درجته في المهديين ) في الجنة لأن أصحاب الجنة مهديون كلهم، كلهم قد هدوا ( وافسح له في قبره ) يعني: وسع له في قبره فإن القبر بالنسبة لمنازل الدنيا ضيّق بحسب الحس، لكنه يفسح للمؤمن حتى يكون مد البصر ويكون روضة من رياض الجنة يالله من فضلك، قال: ( افسح له في قبره ونور له فيه ) والقبر مظلم بحسب الحس مظلم ما فيه لا نور النهار ولا نور السراج ولا غيره ونور له فيه ( واخلفه في عقبه ) يعني: كن خليفة له في عقبه في ذريته، فهذه الدعوات الخمس منها شيء علمناه ومنها شيء رجوناه، الذي علمناه أن الله تعالى خلفه في عقبه لأن زوجته تزوجها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأولاده صاروا ربائب للرسول عليه الصلاة والسلام تربوا في بيته، وأما الأربعة الباقية فإننا نرجو الله سبحانه وتعالى قد قبل دعوة نبيه في هذا الرجل الصالح.
4 - باب ما يقوله عند تغميض الميت. عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: ( إن الروح إذا قبض، تبعه البصر ) فضج ناس من أهله، فقال: ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يأمنون على ما تقولون ) ثم قال: ( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه ). رواه مسلم. أستمع حفظ
فوائد حديث ( ... دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال ... ).
5 - فوائد حديث ( ... دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال ... ). أستمع حفظ
باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت. وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة ). رواه البخاري. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها - أو ابنا - في الموت فقال للرسول: ( ارجع إليها، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها، فلتصبر ولتحتسب ) وذكر تمام الحديث. متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت، عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيًّا لها أو ابنًا في الموت، فقال للرسول: ( ارجع إليها فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب ) وذكر تمام الحديث، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين فيما يقال عند الموت، يعني إذا مات للإنسان أحد فماذا يقول؟ وقد سبق لنا الإشارة إلى حديثين صدّر بهما هذا الباب، وهما لأم سلمة رضي الله عنها حين مات زوجها فقالت: " إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها " فأخلف الله عليها محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الأحاديث الثلاثة الباقية فهو فيمن مات له ولد فحمد الله واسترجع وصبر، فإن الله سبحانه وتعالى يعوضه بذلك الجنة، كما في الحديث أن الله تعالى إذا قبضت الملائكة نفس ولده فإن الله يقول للملائكة: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، وهو يعلم عز وجل أنهم قبضوا ولد عبده، لكن يقول هذا جل وعلا ليظهر فضل هذا العبد وأنه حمد الله واسترجع عند هذه المصيبة العظيمة، فيقول: ( قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال؟ قالوا: حمدك واسترجع ) يعني: قال: الحمدلله إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد عند المصائب مما يدل على صبر الإنسان على قضاء الله وقدره، وأنه صبر فأثنى على الله بهذه المصيبة، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصابه ما يكره قال: ( الحمد لله على كل حال ) وإذا أصابه ما يسره قال: ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) فإذا حصل لك ما يسرك فقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا حصل العكس فقل: " الحمدلله على كل حال " وكذلك أخبر سبحانه وتعالى فيما رواه عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه ما من إنسان يقبض الله له ولده فيصبر ويحتسب إلا عوضه الله به الجنة، وكذلك أيضًا ما أخرجه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من إنسان يموت له صفي ) نعم يقول الله تعالى: ( ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا إلا الجنة ) صفيه يعني ما اصطفاه واختاره من ولد أو زوجة أو غيرهما، إذا قبض الله ذلك الصفي ثم احتسب فإن له بذلك الجنة، أما الحديث الأخير فهو في قصة إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم كان لها ابن في سياق الموت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسلت إليه تدعوه فقال للرسول يعني النبي صلى الله عليه وسلم، قال للرسول الذي أرسلت هذه المرأة، ( قل لها: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب ) فأمرها أن تصبر وتحتسب الأجر من الله عز وجل، فينبغي للإنسان في تعزية أخيه أن يقول هذه الكلمات لأنها أحسن ما يعزى به: " إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى " اصبر واحتسب تصبره وترشده إلى أن يحتسب الأجر من الله، والله الموفق.
6 - باب ما يقال عند الميت وما يقوله من مات له ميت. وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة ). رواه البخاري. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها - أو ابنا - في الموت فقال للرسول: ( ارجع إليها، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها، فلتصبر ولتحتسب ) وذكر تمام الحديث. متفق عليه. أستمع حفظ
باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة . عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة، ومعه عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله، بكوا؛ فقال: ( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ). متفق عليه.
قال رحمه الله تعالى: " باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله بكوا، فقال: ( ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب جواز البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة " البكاء على الميت تارة يكون بمقتضى الطبيعة يعني يأتي للإنسان دون أن يتقصده فهذا لا حرج فيه ولا إثم فيه، بل هو من أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في الحديث الذي ذكره المؤلف، وهو دليل على رحمة الإنسان وعلى رقة قلبه أن يبكي على الميت وتارة يكون بتكلف ومعه ندب أو نياحة فهذا هو الذي يأثم به الإنسان، فالندب هو أن يقوم بتعداد محاسن الميت إذا بكى يبكي ويقول هذا فلان الذي يأتي لنا بكذا ويأتي لنا بكذا ويدافع عنا وما أشبه ذلك، أو يقول واأبتاه وما أشبه ذلك مما يعد ندبًا أو وانقطاع ظهراه، وأما النياحة فهو البكاء برنة كنوح الحمام فهذا هو المحرم، وقد لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم النائحة والمستمعة، أما البكاء الذي تأتي به الطبيعة بدون أن يتقصده الإنسان ولكنه حزن ورحمة فإنه لا بأس به، كما في الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاد سعد بن عبادة رضي الله عنه من مرض ألّم به فبكى عليه الصلاة والسلام فبكى من معه سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ثم قال: ( ألا تسمعون ) ومعنى ألا تسمعون: اسمعوا ( إن الله تعالى لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ) لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب لا يعذب الباكي ولا الحزين ولا يعذب الميت ( وإنما يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ) يعني أن يقول الإنسان قولًا محرمًّا هذا هو الذي يعذب به الإنسان، فدل ذلك على جواز البكاء على الميت بشرط ألا يكون فيه ندب وألا يكون فيه نياحة وإنما تأتي به الطبيعة والجبلة فهذا لا بأس به، وهو من خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله أعلم.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة " عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: ( هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ( يا ابن عوف إنها رحمة ) ثم أتبعها بأخرى فقال: ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) رواه البخاري، وروى بعضه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا الكلام على الأحاديث الثلاثة الماضية التي ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب جواز البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة، ثم ذكر حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه بكى حين رأى طفلين في النزع أما الأول فهو ابن ابنته رفع إليه ابن ابنته وهو في سياق الموت فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
7 - باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة . عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة، ومعه عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء رسول الله، بكوا؛ فقال: ( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ). متفق عليه. أستمع حفظ