شرح حديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله ؟! قال: ( هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ). متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن ابن عوف: وأنت يا رسول الله ؟! فقال: ( يا ابن عوف إنها رحمة ) ثم أتبعها بأخرى، فقال: ( إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ). رواه البخاري، وروى مسلم بعضه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا الكلام على الأحاديث الثلاثة الماضية التي ذكرها النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب جواز البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة، ثم ذكر حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه بكى حين رأى طفلين في النزع أما الأول فهو ابن ابنته، رفع إليه ابن ابنته وهو في سياق الموت فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رحمة بهذا الصبي، لأنه يراه ينازعه الموت فرّق له ورحمه عليه الصلاة والسلام وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرحم الخلق بالخلق، فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ يعني: كيف تبكي؟ فقال: ( هذه رحمة ) يعني أنني رحمت هذا الصبي الذي ينازع نفسه فرققت له ( وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) كلما كان الإنسان بعباد الله أرحم كان أقرب إلى رحمة الله، ولهذا ينبغي لك أن تعوّد نفسك على الرقة وعلى الرحمة للأطفال والحيوانات وغير ذلك ممن هو أهل للرحمة حتى تكون أهلًا لرحمة الله عز وجل، إنما يرحم الله من عباده الرحماء، وفي هذا دليل على جواز البكاء على الميت، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكى وقال هذه رحمة، وفيها دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يتعرّض لرحمة الله سبحانه وتعالى بكل وسيلة (( إن رحمة الله قريب من المحسنين )) وفي قوله عليه الصلاة والسلام: ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) إشارة إلى أن جزاء الله من جنس العمل، فلما كان هذا الإنسان راحمًا لعباد الله كان الله تعالى راحمًا له، لأن الله تعالى في حاجة العبد إذا كان العبد في حاجة أخيه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، أما الحديث الثاني: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه ابنه إبراهيم رضي الله عنه إبراهيم بن محمد، وهذا الولد ليس من زوجته خديجة بل من سريته مارية التي أهداها إليه ملك القبط، فسراها النبي عليه الصلاة والسلام يعني وطئها بملك اليمين فأتت له بهذا الولد، هذا الولد بقي ستة عشرة شهرًا ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، رفع إليه وهو يجود بنفسه معنى يجود بنفسه يعني ينازعه الموت وأشرف ما عند الإنسان نفسه، وهذا المحتضر كأنه يسلمها للملائكة يجود بها فبكى ذرفت عيناه عليه الصلاة والسلام، فبكى يعني ذرفت عيناه عليه الصلاة والسلام، فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ( إن القلب يحزن والعين تدمع وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) ثم أعيدت عليه فقالها مرة أخرى ( العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون ) ثم توفى الولد وله ستة عشر شهرًا، فدل ذلك على أن الإنسان لا حرج عليه إذا بكى رحمة بالميت وحزنًا على فراقه، فإن الرسول هنا قال إنه محزون على فراق ابنه، وفيه أيضًا دليل على جواز إخبار الإنسان عن نفسه بأنه محزون من هذه المصيبة، لأنه قال القلب يحزن نعم ( وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) وفيه دليل على أن النبي عليه الصلاة والسلام يموت له الولد ويتألم لذلك وأنه يلحقه ما يلحق البشر، وكان له صلى الله عليه وسلم من الأولاد سبعة، ثلاثة ذكور وأربع إناث، أربع من الإناث وثلاثة من الذكور، وأشهر الذكور هو إبراهيم رضي الله عنه وصلى الله وسلم على أبيه، أما الإناث فأفضلهن فاطمة وهي مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزينب امرأة العاص بن أبي الربيع، وأم كلثوم ورقية كانتا مع عثمان بن عفان، لما ماتت إحداهما زوجه النبي صلى الله عليه وسلم الثانية، ولهذا لم يزوج الرسول عليه الصلاة والسلام أحدًا من صحابته ابنتيه إلا عثمان، فتميز عثمان رضي الله عنه بأن الرسول زوجه ابنتيه، لكن بعد أن ماتت الأولى زوجه الثانية عليه الصلاة والسلام، أما أولاده فهم: القاسم وعبد الله وإبراهيم، لكن الذي اشتهر وبقي مدة هو إبراهيم، وكل هؤلاء كلهم من خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، ولم يبق أحد من أولاده صلوات الله وسلامه عليه لا ذكورهم ولا إناثهم بعد موته إلا فاطمة كلهم ماتوا في حياته، وهذا من حكمة الله عز وجل فإنه لا أحد يدفع الموت، ولو كان أعظم الناس جاهًا عند الله فإنه لا يستطيع أن يدفع الموت، لو استطاع أحد يدفع الموت لدفعه النبي عليه الصلاة والسلام عن أبنائه وبناته ولدفعه عن نفسه، ولكن الله جل وعلا بيده الأمر وله كل شيء (( ولن يؤخر الله نفسًا )).
1 - شرح حديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله ؟! قال: ( هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ). متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن ابن عوف: وأنت يا رسول الله ؟! فقال: ( يا ابن عوف إنها رحمة ) ثم أتبعها بأخرى، فقال: ( إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ). رواه البخاري، وروى مسلم بعضه. أستمع حفظ
باب الكف عما يرى في الميت من مكروه. عن أبي رافع أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من غسل ميتا فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرة ). رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الكف عما يرى في الميت من مكروه، عن أبي رافع أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من غسل ميتًا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب من ستر على الميت ما رآه من مكروه " ثم ذكر حديث مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فضل الغاسل إذا ستر على الميت ما يرى من مكروه والذي يرى من الميت من المكروهات نوعان، النوع الأول: ما يتعلق بحاله، والنوع الثاني: ما يتعلق بجسده، فالأول: لو رأى مثلًا أن الميت تغير وجهه واسود وقبح فهذا والعياذ بالله دليل على سوء خاتمته نسأل الله العافية، فلا يحل له أن يقول للناس إني رأيت هذا الرجل على هذه الصفة لأن هذا كشف لعيوبه، والرجل قدم على ربه وسوف يجازيه بما يستحق من عدل أو فضل إن كان عمل خيرًا فالله تعالى يجزيه الحسنة بعشر أمثالها، وإن كان على خلاف ذلك فجزاء سيئة سيئة مثلها، الثاني: ما يتعلق بجسده مثل أن يرى بجسده عيبًا إما برصًا أو سوادًا خلقيًّا ماهو خلق أو غير ذلك مما يكره الإنسان أن يطلع عليه غيره، فهذا أيضًا لا يجوز له أن يبينه للناس ويقول رأيت فيه برصًا في بطنه في ظهره في عضده وما أشبه ذلك، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: يجب على الغاسل أن يستر ما رآه إن لم يكن حسًن،ا أما إذا رأى خيرًا في الميت ورأى استنارة في وجهه أو رآه يتبسم أو ما أشبه ذلك فهذا خير خير وليخبر به الناس، لأن ذلك مما يجعل الناس يثنون عليه خيرًا ولا بأس به ولا يعد هذا من الرياء أو ما أشبه ذلك، بل هذه من عاجل بشرى المؤمن، لأن المؤمن قد يكون له مبشرات، ومنها هذه المسألة إنه يرى بعد موته على وجه على حال حسنة وكذلك يرى الرؤيا الحسنة لنفسه أو يراها له غيره كل هذه من المبشرات التي تبشر بالخير، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: يكره لغير المعين في غسله أن يحضر غسله يعني الميت إذا غسلناه لا يدخل عليه إلا غاسل أو من يعينه على الغسل، أما غيره لا يدخل حتى لو كان قريبًا له لا يدخل، لأنه ربما يرى ما يكره فيكون في ذلك إساءة إلى الميت، والله الموفق.
2 - باب الكف عما يرى في الميت من مكروه. عن أبي رافع أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من غسل ميتا فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرة ). رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. أستمع حفظ
باب الصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن، فله قيراطان ) قيل: وما القيراطان ؟ قال: ( مثل الجبلين العظيمين ). متفق عليه. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط ). رواه البخاري. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا. متفق عليه.
قال رحمه الله تعالى: " باب الصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل: وما القيراطان؟ قال: ( مثل الجبلين العظيمين ) متفق عليه، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط ) رواه البخاري، وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب تشييع الجنازة والصلاة عليها ودفنها " يعني استحباب ذلك " وكراهة ذلك للنساء " الجنازة بالفتح اسم للميت، والجنازة بالكسر اسم للنعش الذي عليه الميت، ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة الأول والثاني وحديث أم عطية، وليعلم أن تشييع الجنائز من حقوق المسلمين على إخوانهم أن يشيعوا جنائزهم وأن يخرجوا مع الجنازة، قال العلماء: وإذا خرج مع الجنازة فينبغي أن يكون متخشعًا متفكرًا في مآله، وأنه كما هو الآن يتبع جنازة هذا الرجل فسوف يأتي اليوم الذي يتبعه الناس فيه جنازته، فكما حمل هذا هو أيضًا سيحمل
" كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يومًا على آلة حدباء محمول "
فأنت فكر في أمرك وأنه مهما طالت بك الدنيا فسوف تحمل كما حمل هذا وتشيع كما شيّع هذا، ولهذا قالوا: لا ينبغي لتابع الجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا بل يفكر في نفسه، وإذا كان معه أحد يكلمه فليذكره بمآل كل حي حتى يكون تشييع الجنازة تشييعًا وعبرة أي قضاء لحق المسلم وعبرة للمشيع، ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة وفيه أن من تبع الجنازة من بيتها حتى يصلى عليها ثم تدفن فله قيراطان، فسئل عن القيراطين؟ قال: ( مثل الجبلين العظيمين ) في رواية لمسلم: ( أصغرهما مثل جبل أحد ) ولما حدّث ابن عمر بهذا الحديث قال: " لقد فرطنا في قراريط كثيرة " يعني ما كنا نخرج مع الجنائز وفرطنا في هذه القراريط الكثيرة، ثم صار رضي الله عنه يخرج مع الجنائز، فإذا شهدتها حتى يصلى عليها فلك قيراط، وإن استمررت معها حتى تدفن فلك قيراطان، لكن في رواية البخاري اشترط أن يكون ذلك إيمانًا واحتسابًا يعني إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده واحتسابًا لثوابه، وليس قصدك المجاملة لأهل الميت لأن المجاملة لأهل الميت ثواب عاجل في الدنيا فقط، وقد يؤجر الإنسان على مجاملة إخوانه، لكن الأجر الذي هو قيراطان لمن تبعها إيمانًا واحتسابًا، إيمانًا بالله وثقة بوعده واحتسابًا لثوابه، أما النساء فقالت أم عطية رضي الله عنها: " نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا " نهينا إذا قالته صحابية أو قاله صحابي فالمعنى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهاهم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الذي له الأمر والنهي، فإذا قال الصحابي نهينا أو قالت الصحابية نهينا فالمعنى نهانا رسول الله، " نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا " أخذ بعض العلماء من هذا الحديث أن اتباع النساء للجنائز مكروه، لأنها قالت نهينا ولم يعزم علينا، وقال بعض العلماء بل اتباع النساء للجنائز محرم لثبوت النهي، وقول أم عطية " ولم يعزم علينا " هذا تفقه منها رضي الله عنها، ولا ندري هل الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي نهاهم ولم يعزم عليهم أو هي فهمت أنه لم يعزم على النساء بترك اتباع الجنائز، والصحيح أن اتباع المرأة للجنازة حرام وأنه لا يجوز للمرأة أن تتبع الجنازة، لأنها إذا تبعتها فالمرأة لا شك أنها ضعيفة ربما تصيح وتولول وتضرب الخد وتنتف الشعر وتمزق الثوب لا تصبر المرأة، المرأة لا تصبر وأيضًا ربما يحصل اختلاط بين الرجال والنساء في تشييع الجنازة فيحصل بهذا فتنة وتزول الحكمة من اتباع الجنائز بحيث يكون الرجال أو الأراذل من الرجال ليس لهم هم إلا ملاحقة هؤلاء النساء أو التمتع بالنظر إليهن، فالواجب منع النساء من اتباع الجنائز وهو لا يوجد والحمد لله في بلادنا لكن الكلام على الحكم الشرعي، فالصحيح أن اتباع المرأة للجنائز حرام ولا يجوز، كما أن زيارة المرأة للمقابر حرام لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسُّرج، والله الموفق. نعم؟
السائل : هل تزور المرأة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3 - باب الصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه وكراهة اتباع النساء الجنائز. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن، فله قيراطان ) قيل: وما القيراطان ؟ قال: ( مثل الجبلين العظيمين ). متفق عليه. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط ). رواه البخاري. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا. متفق عليه. أستمع حفظ
هل يجوز للنساء زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
باب استحباب تكثر المصلين على الجنازة وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ). رواه مسلم. وعن مرثد بن عبد الله اليزني قال: كان مالك بن هبيرة رضي الله عنه إذا صلى على الجنازة فتقال الناس عليها، جزأهم عليها ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عليه ثلاثة صفوف، فقد أوجب ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب تكثر المصلين على الجنازة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ) رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه ) رواه مسلم، وعن مرثد بن عبد الله اليزني قال: كان مالك بن هبيرة رضي الله عنه إذا صلى على الجنازة فتقال الناس عليها جزأهم عليها ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله " باب استحباب تكثير المصلين على الميت " وقبل أن نتكلم على هذا الباب أود أن أخبركم بأنه سيكون غدًا استسقاء إن شاء الله تعالى في تمام الساعة السادسة والربع، فإن كان الجو صحوًا فالصلاة في المصلى في مصلى العيد لأنه أفضل، وإن كان مطر فالصلاة هنا إن شاء الله، ثم ذكر المؤلف رحمه الله ثلاثة أحاديث حديث عائشة وحديث عبد الله بن عباس وحديث مالك بن هبيرة رضي الله عنه، كلها تدل على أنه كلما كثر الجمع على الميت كان ذلك أفضل وأرجى للشفاعة، ففي حديث عائشة: ( أنه من صلى عليه طائفة من الناس يبلغون مئة يشفعون له إلا شفعهم الله فيه ) ومعلوم أن المصلين على الجنازة يشفعون إلى الله عز وجل، لهذا الميت فهم يسألون الله له المغفرة والرحمة للميت في صلاة الجنازة من أوجب ما يكون في الصلاة، بل هو ركن من أركان الصلاة لا تصح صلاة الجنازة إلا به إلا المسبوق، وحديث ابن عباس يدل على أنه من قام على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه، يعني قبل شفاعتهم فيه وهذه بشرى للمؤمن إذا كثر الناس على جنازته فشفعوا له عند الله أن الله تعالى يشفعهم فيه، أما حديث مالك بن هبيرة ففيه أن النبي صلى الله عليه سلم قال: ( من صلى عليه طائفة ) أو قال: ( ثلاثة صفوف إلا أوجب ) يعني وجبت له الجنة، وهذه الأحاديث كلها تدل على أنه كلما كثر الجمع كان أفضل، ولهذا نجد أن بعض الناس إذا صلى على جنازة في مسجد نبّه أهل المساجد الأخرى ليحضروا إلى المسجد الثاني حتى يكثر الجمع، فينبغي للإمام إذا رأى الناس الذين جاؤوا ليشهدوا صلاة الجنازة ورأى أنهم قد فاتهم شيء من الصلاة أي صلاة الفريضة ألا يتعجل في الصلاة على الميت حتى ينتهي الذين يقضون صلاتهم ليشاركوا الحاضرين في الصلاة على الميت فيكون ذلك أكثر للجمع، وربما تكون دعوة واحد من هؤلاء الذين يقضون الصلاة هي المستجابة لا يدرى، وكون بعض الناس من حين أن يسلم يقوم ويصلي على الجنازة مع أنه يقضي خلفه صف أو أكثر هذا وإن كان جائزًا لكن الأفضل أن ينتظر حتى يتم الناس صلاتهم ويصلون على الجنازة، وهذا لا يفوت شيئًا كثيرًا يعني غاية ما هنالك عشر دقائق على الأكثر، والله الموفق.
5 - باب استحباب تكثر المصلين على الجنازة وجعل صفوفهم ثلاثة فأكثر. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ). رواه مسلم. وعن مرثد بن عبد الله اليزني قال: كان مالك بن هبيرة رضي الله عنه إذا صلى على الجنازة فتقال الناس عليها، جزأهم عليها ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عليه ثلاثة صفوف، فقد أوجب ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
باب ما يقرأ في صلاة الجنازة. عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: ( اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار ). حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. رواه مسلم.
قال رحمه الله تعالى: " باب ما يقرأ في صلاة الجنازة عن عوف بن مالك رضي الله عنه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: ( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار ) حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت، رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب ما يدعى به للميت " صلاة الجنازة تشتمل على قراءة الفاتحة ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم الدعاء، فيبدأ أولًا بالفاتحة لأنها ثناء على الله عز وجل، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أحق الناس أن يقدم يقدّم حتى على النفس، ثم بعد ذلك الدعاء العام " اللهم اغفر لحينا وميتنا " ثم الدعاء الخاص للميت " اللهم اغفر له وارحمه " وهذا الترتيب كالترتيب في التشهد، التشهد أولًا " التحيات لله " وهو ثناء على الله، ثم السلام على النبي، ثم السلام على الإنسان وعلى عباد الله الصالحين، وهذا أيضًا الدعاء للميت كذلك مرتب، لكن يبدأ بالعام قبل الخاص بخلاف التشهد فإنه يبدأ بالخاص قبل العام، لأن التشهد تدعو لنفسك السلام علينا والنفس مقدمة على الغير إلا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المهم أن صلاة الجنازة يكبر الإنسان التكبيرة الأولى ثم يقول: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين " ثم يقرأ الفاتحة كاملة ثم يكبر التكبيرة الثانية فيصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأحسن ما يصلى به عليه ما علمه أمته " اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " ثم يكبر الثالثة فيدعو لعامة المسلمين " اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا " ثم يدعو للميت الدعاء الخاص، ومنه ما في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم صلى على جنازة فحفظ من دعائه ( اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ) نزله يعني ضيافته يعني أكرمه في ضيافته، لأن الميت يكون ضيفًا على الله عز وجل إذا انتقل من هذه الدنيا فإنه يكون في قبره معذبًا أو منعمًا فيقول أكرم نزله ( وأوسع مدخله ) ويجوز مدخله يعني أوسع قبره لأنه يدخل فيه ( أكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ) اغسله يعني طهره من الذنوب بالماء والثلج والبرد ذكر الثلج والبرد لأنه بارد وذكر الماء لأن به النظافة والذنوب أجارنا الله وإياكم منها عقوبتها حارة، فناسب أن يقرن مع الماء الثلج والبرد فيحصل بالماء التنظيف ويحصل بالثلج والبرد التبريد ( ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ) يعني نظفه تنظيفًا كاملًا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس من الوسخ، وذكر الثوب الأبيض لأنه هو الذي تظهر فيه أدنى دنسة تظهر فيه، فإذا كان الثوب الأبيض نقيًّا فمعناه أنه ليس هناك دنس إطلاقًا بخلاف الثوب الأسود والأحمر والأخضر وما أشبه ذلك، فإنه ليس كالأبيض تبين به الدنسة بيانًا واضحًا ( اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره ) لأنه انتقل من دار الدنيا إلى دار البرزخ ودار الدنيا كما نعلم دار محن وأذى وكدر فيقول: ( أبدله دارا خيرًا من داره ) ليكون منعما في قبره ( وأهلًا خيرًا من أهله ) أهله ذووه كأمه وخالته وبناته وأبيه وابنه وما أشبه ذلك ( وزوجًا خيرًا من زوجه ) زوجًا خيرًا من زوجه يعني زوجة خيرًا من زوجته وذلك بالحور العين، وكذلك بزوجته في الدنيا لأن الإنسان إذا تزوج امرأة في الدنيا وماتت على الإيمان فإنها تكون زوجته في الآخرة، فإن قال قائل: كيف تكون خيرًا من زوجته في الدنيا وهي واحدة؟ قلنا: خيرًا منها في الصفات والجمال وغير ذلك ( وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار ) كل هذا دعاء يدعو به الإنسان للميت، وينبغي أن يخلص الإنسان للميت في هذا الدعاء، فإن كانت امرأة فإنه يقول: ( اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها ) يعني بضمير المؤنث فإن كان لا يدري هل هي ذكر أو أنثى فإنه مخير إن شاء قال اللهم اغفر له يعني لهذا الشخص والمرأة تسمى شخصًا، أو اللهم اغفر لها أي لهذه الجنازة والجنازة تطلق على الرجل وعلى المرأة، فهو إن كان يعلم أنه ذكر ذكّره إن كان يعلم أنه أنثى أنّثه وإن كان لا يدري جاز أن يذكّره وجاز أن يؤنّثه، فإن ذكّره فالمعنى اغفر له أي لهذا الشخص الذي بين أيدينا أو يقول اغفر لها أي لهذه الجنازة، والجنازة تطلق على الرجل والمرأة، والله الموفق.
6 - باب ما يقرأ في صلاة الجنازة. عن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: ( اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار ). حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة وأبي قتادة وأبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه - وأبوه صحابي - رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فقال: ( اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان؛ اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده ). رواه أبو داود والترمذي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) رواه أبو داود.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب ما يقرأ في صلاة الجنازة " عن أبي هريرة وأبي قتادة وأبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه -وأبوه صحابي رضي الله عنهم- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فقال: ( اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ) رواه أبو داود والترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) رواه أبو داود ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث فيما يدعى به في الصلاة على الميت، وقد سبق حديث عوف بن مالك رضي الله عنه في الدعاء الخاص للميت، أما هذا الدعاء الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو الدعاء العام، يقول المصلي على االميت، " اللهم اغفر حينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا " وهذه الجمل يغني عنها جملة واحدة لو قال: " اللهم اغفر لحينا وميتنا " شمل الجميع،
لكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط والتفصيل، لأن الدعاء كل جملة منه عبادة لله عز وجل وإذا كررته ازددت بذلك ثوابًا، قوله " لحينا وميتنا " يشمل الحي الحاضر والميت القديم والميت في عصره " وصغيرنا وكبيرنا " كذلك أيضًا يشمل الصغير والكبير الحي والميت، وذكر الصغير مع أن الصغير لا ذنب له من باب التبعية، وإلا فإن الصغير ليس له ذنب حتى يسأل له المغفرة " وذكرنا وأنثانا " مثله عامة " وشاهدنا وغائبنا " الحاضر والمسافر مثلًا " اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ومن توفيته فتوفه على الإيمان " الحياة ذكر الإسلام وهو الاستسلام الظاهر، وأما الموت فقال توفه على الإيمان، لأن الإيمان أفضل ومحله القلب والمدار على ما في القلب عند الموت وفي يوم القيامة " اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده " لا تحرمنا أجره يعني بالصلاة عليه لأن الإنسان يؤجر بالصلاة على الميت وقد سبق أن من شهدها حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان هذا أجره، كذلك أيضًا أجر آخر للمصاب بهذا الميت الذي حزن لفراقه يؤجر أيضًا على صبره على المصيبة " ولا تفتنا بعده " يعني: لا تضلنا عن ديننا بعده لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ما دام الإنسان لم تخرج روحه فإنه عرضة لأن يفتن في دينه والعياذ بالله، ولهذا قال لا تفتنا بعده فينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء اقتداء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعوت للميت فأخلصوا له الدعاء ) فالمعنى أنك تدعو بحضور قلب وإلحاح على الله لأخيك الميت لأنه محتاج لك، والله الموفق.
7 - شرح حديث عن أبي هريرة وأبي قتادة وأبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه - وأبوه صحابي - رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على جنازة فقال: ( اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان؛ اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده ). رواه أبو داود والترمذي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) رواه أبو داود. أستمع حفظ
باب الإسراع بالجنازة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين: " باب الإسراع في الجنازة " الإسراع في الجنازة يشمل الإسراع في تجهيزها والإسراع في تشييعها والإسراع في دفنها، وذلك أن الميت إذا مات فإما أن يكون صالحًا وإما أن يكون سوى ذلك، فإن كان صالحًا فإن حبسه حيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم في قبره لأنه ينتقل من الدنيا إلى خير منها وإلى أفضل، لأنه حين احتضاره وحين منازعة الموت يبشّر يقال: " لروحه أبشري برحمة من الله ورضوان " فيشتاق إلى هذه البشرى فيحب أن يتعجل وأن يعجّل به، فإذا حبس كان في هذا شيء من الجناية عليه والحيلولة بينه وبين ما أعد الله له من النعيم، وإن كان غير صالح والعياذ بالله فإنه لا ينبغي أن يكون بيننا ينبغي أن نسارع بالتخلص منه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أسرعوا بالجنازة ) أسرعوا بها في تجهيزها وتشييعها ودفنها لا تؤخروها ( فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ) خير يعني خير مما انتقلت منه تقدمونها إليه، لأنها تقدم إلى رحمة ونعيم وسرور ونور فتقدمونها إلى خير ( وإن تك سوى ذلك ) يعني: ليست صالحة ( فشر تضعونه عن رقابكم ) تسلمون منه تفتكون منه، لأن من لا خير فيه لا خير في بقائه، إذن يستفاد من هذا الحديث أنه يسن الإسراع بالجنازة وألا تؤخر، وما يفعله بعض الناس اليوم إذا مات الميت قالوا انتظروا حتى يقدم أهله من كل فج حتى يأتون بعضهم يكون في أوروبا أو في أمريكا، ويقول انتظروا حتى يحضر بعد يوم أو يومين، جناية على الميت وعصيان لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام ( أسرعوا بالجنازة ) أهله إذا جاؤوا وقد دفن يصلون على قبره الأمر واسع والحمد لله، وهو إذا حبس ليأتوه ماذا ينفعه؟ لن ينفعه إلا بالدعاء له في الصلاة عليه وهذا حاصل إذا صلوا عليه في قبره، ولا وجه لهذا الحبس إطلاقًا، فإن قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد مات يوم الإثنين ولم يدفن إلا ليلة الأربعاء؟ قلنا: بلى، لكن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا ألا يدفنوا النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقيموا خليفة على عباد الله بعده، لئلا تخلو الأرض عن خليفة لله عز وجل في أرضه، ولهذا لما تمت مبايعة أبي بكر رضي الله عنه دفنوا النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه علة ظاهرة واضحة، وقوله عليه الصلاة والسلام: ( إن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك ) يستفاد منه أنه ينبغي أن يعبر عن الألفاظ السيئة بما يدل عليها بدون سوء، لأنه قسيم الصالحة الفاسدة، لكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدل عن كلمة وإن تك فاسدة إلى قوله: ( وإن تك سوى ذلك ) وهذا من باب التأدب في اللفظ، والتأدب في اللفظ له شأن عجيب انظر إلى قوله تعالى عن الجن: (( وأنا لا ندري أشرد أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا )) لما أرادوا الخير أضافوه إلى من إلى الله (( أم أراد بهم ربهم رشدًا )) والشر قالوا: (( أشر أريد )) ما قالوا أشر أراده الله مع أن الله مريد للخير والشر، لكن الشر الذي يريده الله ليس شرًّا في فعله بل في مفعولاته، أما فعله عز وجل فإنه لاشك أنه خير لكن يقدّر الشر للخير لحكمة يريدها الله عز وجل، فالمهم أنه ينبغي الإنسان أن يتأدب في صياغة الألفاظ من غير إخلال بالمعنى، ويذكر أن ملك من الملوك رأى رؤيا رأى أن أسنانه قد سقطت واهتم لذلك، أسناني سقطت فجمع الذين يعبرون الرؤيا يعني الذين يفسرونها، فقال له واحد إن حاشيتك تموت، فسّر الرؤيا سقوط الأسنان بموت حاشيته وأهله ففزع الملك ولم يعجبه هذا التفسير فأمر بالرجل فجلد، ثم دعا آخر وقال له: إنه رأى أن أسنانه سقطت.
8 - باب الإسراع بالجنازة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري. أستمع حفظ