تتمة شرح حديث ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري.
1 - تتمة شرح حديث ( أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة، فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( فخير تقدمونها عليه ). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة، قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة، قالت لأهلها: يا ويلها أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق ). رواه البخاري. أستمع حفظ
باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حتى يتيقن موته. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن حصين بن وحوح رضي الله عنه أن طلحة بن البراء رضي الله عنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: ( إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا به، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ). رواه أبو داود.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب تعجيل قضاء الدين عن الميت وإسراع تجهيزه إلا أن يموت فجأة فينتظر حتى يتيقن موته " الجملة الأولى من الترجمة معناها أن الإنسان إذا مات فإنه يجب على أهله أن يبادروا بقضاء دينه إذا كان عليه دين، ولا يجوز لهم أن يؤخروا ذلك لأن المال الذي ورثوه منه ماله وليس لهم فيه حق إلا إذا انتهى الدين، يعني الورثة ليس لهم حق في درهم واحد من التركة حتى يقضى الدين، ولهذا قال الله تعالى في آيات المواريث: (( من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار )) (( ومن بعد وصية يوصي به أو دين )) فليس للورثة حق أن يأخذوا شيئًا من التركة حتى يأخذوا دين الميت، ويجب عليهم المبادرة بقضاء الدين إلا إذا كان مؤجلًا فإنه يطلب من أهل الدين الإنظار، فإن أبوا فإنه يعجل لهم، إلا إذا وثّق الورثة برهن يحرز أو كفيل ملي، وقد تهاون الناس في قضاء الدين عن الأموات، فتجد الميت يموت وعليه الدين فيلعب الورثة بالتركة ويؤخرون قضاء الدين يكون مثل عليه مئات الآلاف وخلّف عقارات كثيرة، فيقول الورثة: لا نبيع العقارات ننتظر حتى تزيد العقارات ثم نبيعها، وهذا حرام الواجب أن يبادروا حتى لو باعوا الشيء بنصف الثمن لأن المال ليس لهم المال للميت، ومن ذلك أيضًا إذا كان الإنسان قد اقترض من صندوق التنمية العقارية ولم يدفع أقساطًا تجد الورثة يلعبون ولا يوفون صندوق التنمية وربما يسول لهم الشيطان أن يرفعوا إلى الحكومة طلب العفو عنه، ثم يقولون: ننتظر متى جاء الرد ربما يأتي الرفض وربما يعفى عنه، لكن لا يعلم فلا يحل لهم ذلك، الواجب أن يبادروا بقضاء الدين على الميت، أما إذا كان الميت قد أوفى الأقساط التي حلت في حياته وبقي البيت مرهونًا لصندوق التنمية فإن الميت يبرأ بذلك ولا يلحقه شيء، بعض الناس أهل الورع إذا مات الميت وقد اقترض من صندوق التنمية وقد أوفى جميع الأقساط التي حلّت عليه في حياته يظنون أن الميت تتعلق نفسه بهذا الدين وليس كذلك، ما دام فيه رهن فالميت بريء منه، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مات وعليه دين لرجل من اليهود وقد أعطاه رهنًا درعه، أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم درعه رهن، فهل نقول إن نفس الرسول معلقة بالدين؟ لا، لأنه قد رهنه شيئًا يمكنه الاستيفاء به منه، ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) يعني: أن نفسه وهو في قبره معلقة بالدين، كأنه والله أعلم تتألم من تأخير الدين ولا تفرح بنعيم ولا تنبسط، لأن عليه دينًا ومن ثمَّ قلنا إنه يجب على الورثة أن يبادروا بقضاء الدين، أما الحديث الذي بعده فقد تقدم الكلام عليه وهو أنه يسن بتأكد الأسراع في الجنازة، ولهذا قال: ( لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ) لكن لو حبست لمدة ساعة أو ساعتين لانتظار كثرة الجمع كما لو مات في أول النهار مثلًا يوم الجمعة، وقالوا ننتظر إلى الصلاة لكثرة الجمع فهذا لا بأس به إن شاء الله، لأنه تأخير لا يضر، والله الموفق.
2 - باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حتى يتيقن موته. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن حصين بن وحوح رضي الله عنه أن طلحة بن البراء رضي الله عنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: ( إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا به، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ). رواه أبو داود. أستمع حفظ
باب الموعظة عند القبر. عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ). فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا ؟ فقال: ( اعملوا، فكل ميسر لما خلق له ) وذكر تمام الحديث. متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الموعظة عند القبر، عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته ثم قال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ) فقالوا يا رسول الله: أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وذكر تمام الحديث، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: " باب الموعظة عند القبر " الموعظة هي تذكير الناس بما يلين قلوبهم إما بترغيب في خير وإما بترهيب من شر هذه هي الموعظة، وأعظم واعظ وأفضله وأصلحه للقلب هو القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) فالقرآن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هو أعظم واعظ، لكن قلوب كثير من الناس أو أكثر الناس لا تتعظ بالقرآن لأنها فيها قسوة، وقد قال الله تعالى فيمن إذا تتلى عليه الآيات قال أساطير الأولين والعياذ بالله يعني أنها مثل السواليف، قال الله تعالى كلا ليست أساطير الأولين (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) يعني: ختم عليها ما كانوا يكسبون من الأعمال السيئة حتى لا يشعرون بالقرآن، كما يشعر به المتقون الذين منّ الله عليهم نسأل الله أن يمن علينا وعليكم، ولكن مع ذلك قد يأتي إنسان أعطاه الله تعالى بيانًا وفصاحة وعلمًا فيعظ الناس ويذكرهم ويليّن من قلوبهم ما لا يلين بما لو تلي عليه القرآن وهذا شيء مشاهد مجرب الموعظة عند القبر، ذكر المؤلف رحمه الله حديث علي بن أبي طالب قال: " كنا في جنازة في بقيع الغرقد " بقيع الغرقد هو البقيع المعروف الآن في المدينة، والغرقد نوع من الشجر معروف وسمي بقيع الغرقد لكثرة هذا النوع من الشجر في هذا البقيع، وكان مدفن أهل المدينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) فكانوا في جنازة فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقعد وقعد الناس حوله، لأن كل الناس يحبون أن يكونوا جلساء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، جلسوا حوله وفي يده مخصرة يعني عود مخصرة فنكس يعني نكس رأسه هكذا، وجعل ينكت بالعود كالمهموم عليه الصلاة والسلام ثم قال: ( ما من منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار ) كل إنسان من بني آدم مكتوب مقعده من الجنة إن كان من أهل الجنة، ومقعده من النار إن كان من أهل النار، كل إنسان مكتوب قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة نسأل الله أن يجعلني وإياكم من السعداء، لما قال هذا الكلام قالوا: " يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ " يعني ما دمنا مكتوبين إن كنا من أهل النار فمن أهل النار من أهل الجنة فمن أهل الجنة ما حاجة للعمل، فقال: لا، لا تدعوا العمل، الجنة لا تأتي إلا بعمل، والنار لا تأتي إلا بعمل، لا يدخل النار إلا من عمل بعمل أهل النار، ولا يدخل الجننة إلا من عمل بعمل أهل الجنة، قال: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ،وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله تعالى: (( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى )) قال اعملوا لا تتكلون على الكتاب، الكتاب أمره مجهول ما ندري، كل واحد منا لا يدري ماذا كتب له، لكن من عمل خيرا فهذه بشرى أنه من أهل الخير ومن عمل سوى ذلك فهذه إنذار، قال: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق ) فأنت يا أخي إذا رأيت الله قد يسر لك عمل أهل السعادة فأبشر أنك من أهل السعادة، إذا رأيت من نفسك أنك تنقاد للصلاة تنقاد للزكاة تنقاد لفعل الخير عندك تقوى من الله عز وجل، فاعلم أو فاستبشر بأنك من أهل السعادة، لأن الله قال: (( فأما من أعطى واتقى ... فسنيسره لليسرى )) وإن رأيت العكس رأيت نفسك تنشرح لفعل السيئات والعياذ بالله وتضيق ذرعًا بفعل الطاعات فاحذر أنقذ نفسك تب إلى الله عز وجل حتى ييسر الله لك، واعلم أنك متى أقبلت على الله أقبل الله عليك، حتى لو أذنبت مهما أذنبت إذا أقبلت على الله أقبل الله عليك، قال الله تعالى: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا )) وعلى هذا فإذا جاء الإنسان إلى المقبرة وجلس وجلس الناس حوله فهنا يحسن أن يعظهم بما يناسب بمثل هذا الحديث، أو بمثل حديث عبد الرحمن بن سمرة حين جاء الرسول عليه الصلاة والسلام انتهى إلى جنازة رجل من الأنصار ووجدهم يحفرون القبر ولم يتم حفره، فجلس وجلسوا حوله كأن على رؤوسهم الطير اللي على رأسه الطير ما يتحرك يخشى أن يطير، لكن كأن على رؤوسهم الطير احترامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإجلالًا لهذا المجلس وهيبة، فجعل يحدثهم أن الإنسان إذا جاءه الموت نزلت إليه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، وجعل يحدثهم بحديث طويل يعظهم بذلك عليه الصلاة والسلام، هذه هي الموعظة عند القبر أن الإنسان إذا جلس وجلس الناس حوله استغل الفرصة بالتذكير، أما أن يقوم القائم عند القبر يتكلم كأنما يخطب فهذا لم يكن من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يقف بين الناس بين الجماهير ويتكلم بكلام رفيع كأنما يخطب هذا ليس بسنة، السنة أن تفعل كما فعل الرسول فقط إذا كان الناس جلوس لم يدفن الميت فاجلس في انتظار دفنه وتحدث حديث المجالس بمعنى حديث عادي ما هو خطبة تخطب الناس، بعض الناس أخذ من هذه الترجمة ترجمة النووي رحمه الله وقد ترجم بمثلها قبله البخاري في صحيحه باب الموعظة عند القبر أخذ من هذا إنه يقوم خطيب في الناس يخطب الناس برفع صوت ويا عباد الله وما أشبه ذلك من الكلمات التي تقال في الخطب، وهذا فهم خاطئ غير صحيح، الموعظة عند القبر تقيد بما جاءت به السنة فقط، لئلا تتخذ المقابر منابر، المقابر ما هي بمنابر يخطب بها خطبة الجمعة، مواعظ هادئة يكون فيها الإنسان جالسًا ويبدو عليه أثر الحزن أثر التفكر وما أشبه ذلك، لا أثر للشجاعة وكأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، لكن فضل الله يؤتيه من يشاء، بعض الناس يفهم شيئًا من النصوص غير مراد بها والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
السائل : ...
3 - باب الموعظة عند القبر. عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد، وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس وجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة ). فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا ؟ فقال: ( اعملوا، فكل ميسر لما خلق له ) وذكر تمام الحديث. متفق عليه. أستمع حفظ
ما حكم الحديث بأمور الدنيا عند انتظار دفن الميت ؟.
" كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يوما على آلة حدباء محمول " نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة.
باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والاستغفار والقراءة. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: ( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل ). رواه أبو داود. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا دفنتموني، فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي. رواه مسلم.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب الوقوف بعد دفن الميت والدعاء له والاستغفار له " وذلك أن الميت إذا دفن فإنه يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه يعني عنده وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) فيسن للإنسان إذا فرغ الناس من دفن الميت أن يقف عنده ويقول: " اللهم اغفر له اللهم اغفر اللهم اغفر له، اللهم ثبته اللهم ثبته اللهم ثبته " ثلاثة مرات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان غالب أحيانًا إذا دعا دعا ثلاثًا ثم ينصرف ولا يجلس بعد ذلك لا للذكر ولا للقراءة ولا الاستغفار، هكذا جاءت به السنة أما ما ذكره رحمه الله عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أمر أهله أن يقيموا عنده إذا دفنوه قدر ما تنحر الجزور قال: " لعلي أستأنس بكم حتى أنظر ماذا أراجع به رسل ربي " يعني: الملائكة فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه، لكنه اجتهاد لا يوافق عليه لأن هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكمل من هدي غيره، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقف أو يجلس عند القبر بعد الدفن قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها ولم يأمر أصحابه بذلك، غاية ما هنالك أنه أمرهم أن يقفوا على القبر ويستغفروا لصاحب القبر ويسألوا له التثبيت فقط هذا هو السنة ثم ينصرف الناس، وأما القراءة عند القبر فالأصح أنها مكروهة وأنه يكره للإنسان أن يذهب إلى القبر ثم يقف أو يجلس عنده ويقرأ، لأن هذا من البدع وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( كل بدعة ضلالة ) وأقل أحوالها أن تكون مكروهة، والله الموفق.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الصدقة عن الميت والدعاء له، قال الله تعالى: (( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) عن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها؟ قال: ( نعم ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم ".
5 - باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والاستغفار والقراءة. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: ( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل ). رواه أبو داود. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا دفنتموني، فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي. رواه مسلم. أستمع حفظ
الكلام على أحكام سجود السهو .
باب الصدقة عن الميت والدعاء له: قال الله تعالى: (( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )).
7 - باب الصدقة عن الميت والدعاء له: قال الله تعالى: (( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )). أستمع حفظ
شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال: ( نعم ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ). رواه مسلم.
8 - شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها ؟ قال: ( نعم ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب ثناء الناس على الميت. عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجبت )، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عيها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت ؟ قال: ( هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ). متفق عليه.وعن أبي الأسود قال: قدمت المدينة، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا، فقال عمر: وجبت: قال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) فقلنا: وثلاثة ؟ قال: ( وثلاثة ) فقلنا: واثنان ؟ قال: ( واثنان ) ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري.
قال رحمه الله تعالى: " باب ثناء الناس على الميت عن أنس رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عيها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما وجبت؟ قال: ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرًّا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض ) متفق عليه، وعن أبي الأسود قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرًا فقال عمر وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر: وجبت ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرًّا فقال عمر وجبت قال أبو الأسود فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) فقلنا وثلاثة قال: ( وثلاثة ) فقلنا واثنان قال ( واثنان ) ثم لم نسأله عن الواحد رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: " باب ثناء الناس على الميت " ثناء الناس على الميت يعني ذكره بخير أو بشر فالميت إذا مات فإما أن يثني الناس عليه خيرا وإما أن يثنوا عليه شرًّا حسب ما يعلمون من حاله، ثم ذكر المؤلف حديث أنس بن مالك وحديث أبو الأسود مع عمر بن الخطاب ففي حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجنازة في مجلسه فأثنوا على صاحبها خيرًا فقال: ( وجبت ) ثم مروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرًّا فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب ما وجبت يا رسول الله؟ قال: ( أثنيتم على الأول خيرًا فوجبت له الجنة وأثنيتم على الثاني شرًا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض ) والثاني كأنه والله أعلم من المنافقين، والمنافقون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام موجودون في المدينة بكثرة يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والعياذ بالله، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار إلا من تاب في هذا دليل على أن الناس المسلمين إذا أثنوا على الميت خيرًا دل ذلك على أنه من أهل الجنة ووجبت له الجنة، وإذا أثنوا عليه شرًّا دل ذلك على أنه من أهل النار فوجبت له النار، ولا فرق في هذا بين أن يكون أن تكون الشهادة في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو بعده لأن حديث أبي الأسود مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد تنازل النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن ذكر من شهد له اثنان بخير كان من أهل الجنة، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أننا لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنشهد لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ونشهد لمن شهد له بالنار فمثال من شهد له بالجنة الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وكذلك بقية العشرة المبشرون بالجنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وعبدالرحمن بن عوف في الجنة وأبو عبيدة عامر بن الجراح في الجنة والزبير بن العوام في الجنة ) هؤلاء عشرة جعلهم النبي عليه الصلاة والسلام جميعًا من أهل الجنة عكاشة بن محصن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل من هذه الأمة الجنة سبعون ألفا بلا حساب ولا عذاب قال عكاشة بن محصن " يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم " قال: ( أنت منهم ) فقام رجل آخر قال: " ادع الله أن يجعلني منهم " قال: ( سبقك بها عكاشة ) ثابت بن قيس رضي الله عنه كان جهوري الصوت صوته رفيع ولما نزل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) خاف رضي الله عنه وبقي في بيته انحبس في بيته يبكي يخشى أن يكون حبط عمله لأنه رفيع الصوت ففقده النبي عليه الصلاة والسلام فأرسل إليه فأخبره الخبر فقال: ( بل تعيش حميدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة ) إلى غير ذلك ممن شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة فهؤلاء نشهد لهم ومن شهد له بالنار فإننا نشهد له بالنار، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة بالنار وكذلك في القرآن قال الله تعالى في أبي لهب وهو عم النبي عليه الصلاة والسلام قال فيه: (( سيصلى نارًا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد )) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه والعياذ بالله وجاءه رجل فقال يا رسول الله أين أبي؟ قال: ( أبوك في النار ) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن عمرو بن لحي الخزاعي أنه يجر قسطه في النار، المهم من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار شهدنا له بالنار قال شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك من أجمعت الأمة على الثناء عليه فإننا نشهد له بالجنة فمثلا الإمام أحمد رحمه الله الشافعي أبو حنيفة مالك سفيان الثوري سفيان بن عيينة غيرهم من الأئمة أجمعت الأمة على الثناء عليهم فنشهد لهم بأنهم من أهل الجنة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس على الثناء عليه إلا من شذ والشاذ من شذّ شذ في النار يشهد له بالجنة على هذا الرأي ويؤيد ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله حديث عمر بن الخطاب الذي رواه البخاري وسمعتموه أن الرسول قال من شهد له أربعة وثلاثة واثنان ثم لم يسألوه عن الواحد، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة المحرمين على النار.
القارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب فضل من مات له أولاد صغار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد لا تمسه النار إلا تحلة القسم ) متفق عليه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله قال: ( اجتمعن يوم كذا وكذا ) فاجتمعن فأتاهن النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال: ( ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجابا من النار ) فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( واثنين ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: " باب فضل من مات له أولاد صغار " يعني باب الفضل الذي يعطى إياه من مات له أولاد صغار يعني فاحتسب الأجر من الله عز وجل وصبر، ثم ذكر فيه حديث أنس وأبي هريرة وأبي سعيد.
9 - باب ثناء الناس على الميت. عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجبت )، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عيها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت ؟ قال: ( هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ). متفق عليه.وعن أبي الأسود قال: قدمت المدينة، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا، فقال عمر: وجبت: قال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) فقلنا: وثلاثة ؟ قال: ( وثلاثة ) فقلنا: واثنان ؟ قال: ( واثنان ) ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري. أستمع حفظ