تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر؛ كبر ثلاثا، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد, وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. رواه مسلم.
(( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه )) : بعد الاستواء تذكرون نعمة الله بما يسر لكم مما خلق من الأنعام ، ومما علمكم من الفلك ، وتقولوا : (( سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مُقرِنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) تقولوا : (( سبحان الذي سخر لنا )) : كان الذي يتبادر أن يقول الإنسان : الحمد لله الذي سخر لنا هذا ، ولكنه أُمر أن يقول : (( سبحان الذي سخر لنا هذا )) لماذا ؟ لأن (( سبحان )) تدل على التنزيه ، يعني تنزيه الله عز وجل عن الحاجة وعن النقص ، فكأن الإنسان يشعر إذا ركب على هذا الفلك والأنعام أنه محتاج إليه ، يستعين به على حاجاته ، فيسبح الله عز وجل الذي هو مستغن عن كل خلقه جل وعلا ، فكان التسبيح في هذا المقام أنسب ، مع أنه جاءت السنة بأنه يحمد الله ، لكننا نتكلم عن هذه الآية : (( سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مُقرنين )) يعني : ما كنا مطيقين له لولا أن الله سخره : أي ذلله كما قال الله تعالى في آية أخرى : (( وذللناها لهم فمنها رَكوبهم ومنها يأكلون )) .
أرأيتم لو كانت هذه البعير الكبيرة الجسم القوية النشيطة لو لم تسخر هل نقدرها ؟ هل نقدر عليها ؟ الجواب : لا ، لأن هناك من السباع ما هو دونها بكثير ولا نقدر عليه ، لكن الله سخر لنا هذا الذي نركبه حتى إن الصبي الصغير يأخذ بزمام الناقة ويقودها حيث شاء هذا ، من تسخير الله عز وجل وتذليله (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) أي : مطيقين ، (( وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) : الجملة هذه جملة عظيمة ، كأن الإنسان لما ركب مسافرًا على هذه الذَّلول أو الفلك كأنه يتذكر السفر الأخير من هذه الدنيا ، وهو سفر الإنسان إلى الله عز وجل ، إذا مات وحملته الناس على أعناقهم فيتذكر يقول : (( وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) جل وعلا ، فالمنقلب إلى الله ، والله تعالى يقول في كتابه العزيز : (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحًا )) كادح إلى ربك : ما قال لربك كادح إليه يعني : سيكون مآلك ومآل كدحك وكدك وعملك إلى الله عز وجل : (( كادح إلى ربك )) أي : عامل وراجع إلى ربك ، (( فملاقيه )) : كلنا سوف يلاقي الله ، ولكن على أي شيء نلاقي الله عز وجل ؟ هذا هو الشأن ، الشأن بأي شيء تنقلب إلى الله ؟ وعلى أي شيء تنقلب إلى الله ؟
يعني الإنسان لا يهمه أين يموت ولا يهمه متى يموت ، ربما إنه يحب أن يطيل الله عمره ، وأن يموت في بلد مقدس كما اختار ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ، لكن الشأن كل الشأن على أي شيء يموت ، نسأل الله أن يتوفانا وإياكم على الإيمان والتوحيد .
هذا هو المهم ، المهم على أي شيء تموت أيها الإنسان ، فإن مت على خير فإنه لا فرق بين أن تموت في بلدك أو في بلد أخرى أو في بلد مقدس أو في بلد غير مقدس ، ولا في الشهر الفلاني ولا في اليوم الفلاني ولا في الوقت الفلاني ليل أو نهار ، المهم أن تموت على خير ، (( وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ، فينبغي للإنسان إذا ركب سيارته أو الطيارة أن يقول هذا الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث ابن عمر : ( يكبر ثلاثا ويقول : (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ) ، ثم يذكر بقية الدعاء الذي ذكره عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
وتأمل في هذا الحديث كلمة تدل على إحاطة الله عز وجل بكل شيء يقول : ( أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ) : الصاحب في السفر يعني تصحبني في سفري ، تيسره عليّ تسهله عليّ ، وأنت الخليفة في الأهل أي : خليفتي في أهلي من بعدي تحوطهم برعايتك وعنايتك ، فهو جل وعلا مع الإنسان في سفره وخليفته في أهله ، لأنه جل وعلا بكل شيء محيط ، والله الموفق .
1 - تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر؛ كبر ثلاثا، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد, وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم. وسوء المنظر في الأهل والمال. رواه مسلم. وعن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت ؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت ؟ قال: ( إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب ما يقول إذا ركب دابة للسفر : " عن عبد الله بن سَرجِس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ مِن وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحَور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال )رواه مسلم .
وعن علي بن ربيعة رضي الله عنه قال : ( شهدتُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال : الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال : الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال : سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقيل : يا أمير المؤمنين مِن أي شيء ضحكت ؟ قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلتُ، ثم ضحك، فقلت : يا رسول الله مِن أي شيء ضحكت ؟ قال : إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ) رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان الحديثان في الأدعية والأذكار التي تقال إذا ركب الإنسان راحلته في السفر، وسبق لنا شرح الآية الكريمة أن الله تعالى قال : (( لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مُقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ، كذلك أيضًا يتعوذ الإنسان من وعثاء السفر ومن كآبة المنظر ومن سوء المنقلب في المال والأهل ، ويتعوذ أيضًا من دعوة المظلوم ويسأل الله المغفرة والرحمة ، ويحمد الله ثلاثا ويكبر ثلاثا كل هذا مما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فإن ذكرته بلفظه فهذا هو الأحسن والأفضل ، وإلا فقل ما تيسر ، وأهم شيء ما ذكره الله تعالى في القرآن : (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) .
وفي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيان سَعة مغفرة الله ورحمته ، وأنه عز وجل يفرح من عبده إذا استغفره وتاب إليه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ) ، وذكر الحديث : وهو أنه رجل مسافر أضل راحلته وفقدها فطلبها فلم يجدها ، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ومن الحياة ، ونام تحت شجرة ينتظر الموت ، فبينما هو كذلك إذا براحلته قد تعلقت بالشجرة ، فأخذ بزمامها وقال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، يريد أن يقول : اللهم أنت ربي وأنا عبدك ، لكنه أخطأ من شدة الفرح ، فالله عز وجل يفرح بتوبة عبده .
فعليك يا أخي المسلم أن تتوب إلى الله وترجع وتحصي ذنوبك وتستغفر وتعلم أنك متى استغفرت الله تعالى بصدق وإخلاص ، فإن الله تعالى يغفر لك : (( ومَن يعمل سوءً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )) ، نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ويرحمنا ويرحمكم إنه على كل شيء قدير .
2 - شرح حديث عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم. وسوء المنظر في الأهل والمال. رواه مسلم. وعن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت ؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت، ثم ضحك، فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت ؟ قال: ( إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن. أستمع حفظ
باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط في الأودية ونحوها، والنهي عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه. عن جابر رضي الله عنه قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها، وتسبيحه إذا هبط في الأودية ونحوها، والنهي عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه :
عن جابر رضي الله عنه قال : ( كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا ) رواه البخاري .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا عَلَوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبَّحوا ) رواه أبو داود بإسناد صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الباب عقده المؤلف النووي -رحمه الله- في * رياض الصالحين * تحت آداب السفر ، وما يقال فيه :
فمن ذلك أنه من آداب السفر : أنه إذا صعد الإنسان شيئا مرتفعا كالجبل وكذلك الطائرة إذا صعدت فإنه يكبر ، يقول : الله أكبر إما مرة أو مرتين أو ثلاثا ، وإذا نزل سبح قال : سبحان الله مرة أو مرتين أو ثلاثا ، ووجه ذلك أن الإنسان إذا علا فإنه يرى نفسه في مكان عالٍ فقد يستعظم نفسه فيقول : الله أكبر : يعني يرد نفسه للاستصغار أمام كبرياء الله عز وجل ، فيقول : الله أكبر ، يعني لو علوتِ أيتها النفس فإن فوقك مَن هو أعلى منك وهو الله جل وعلا ، فيقول : الله أكبر ، أما إذا نزل فالنزول سفول ودنو وتطامن وذل ، فيقول : سبحان الله : يعني أنزه الله سبحانه وتعالى عن السفول وعن النزول ، لأنه سبحانه وتعالى فوق كل شيء ، وإن كان جل وعلا ثبت عن رسوله صلى الله عليه على آله وسلم : ( أنه ينزل إلى السماء الدنيا يحين يبقى ثلث الليل الآخر ) : هذا نزول يليق بجلاله وعظمته ولا يلزم منه السفول ، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ، فالمهم أنه من الآداب المستحبة التي من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه أنك إذا صعدت تقول : الله أكبر وإذا نزلت واديا تقول : سبحان الله ، كذلك الطائرة عند ارتفاعها تكبر ، عند نزولها في المطار تسبح ، لأنه لا فرق بين الصعود في الهواء والنزول منه أو على الأرض ، والله الموفق .
3 - باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها وتسبيحه إذا هبط في الأودية ونحوها، والنهي عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه. عن جابر رضي الله عنه قال: كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا. رواه أبو داود بإسناد صحيح. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا أشرفنا على واد هللا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا. إنه معكم، إنه سميع قريب ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها، وتسبيحه إذا هبط في الأودية ونحوها، والنهي عن المبالغة برفع الصوت بالتكبير ونحوه : " عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هللا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس اربَعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنه معكم، إنه سميع قريب ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
تقدم أنه ينبغي للمسافر إذا علا وارتفع أن يُكبر ، وإذا هبط ونزل أن يسبح ، وبينا الحكمة في ذلك ، ولكن ينبغي للإنسان إذا فعل هذا يعني : إذا كبر عند العلوم وسبح عند النزول ألا يُجهد نفسه ولا يشق عليها ، ولا يرفع صوته رفعا بالغا ، كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ( أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سفر فكانوا يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الناس اربَعوا على أنفسكم ) اربعوا عليها : يعني هونوا عليها ، لا تشقوا على أنفسكم برفع الصوت : ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا مجيبا ) : وهو الله عز وجل ، لا يحتاج أن تجهدوا أنفسكم في رفع الصوت عند التسبيح والتحميد والتكبير ، لأن الله تعالى يسمع ويبصر وهو قريب جل وعلا مع أنه فوق سماواته ، لكنه محيط بكل شيء جل وعلا ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في كف أحدكم ) : كل السماوات والأرض لا تنسب إلى الله عز وجل فهو جل وعلا محيط بكل شيء وهو فوق كل شيء ، وفي هذا دليل أنه لا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه في العبادات ، لا في أدائها ولا في المداومة عليها ، ولهذا لما بلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال من شدة رغبته في الخير ، قال : ( لأقومنَّ الليل ما عشت ولأصومن النهار ما عشت ) يعني : قال أنه يريد أن يصوم كل النهار ويقوم كل الليل ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فدعاه وقال : ( أنت الذي قلت هذا ؟ لأصومن النهار ما عشت ، ولأقومن الليل ما عشت ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال : إنك لا تطيق ذلك ، ثم أمره أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وأن يقوم وينام فقال : إني أطيق أكثر من ذلك فما زال به حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام له : صم يوماً وأفطر يوما قال : فإني أطيق أفضل من ذلك قال : لا أفضل من هذا ، هذا صوم داود عليه الصلاة والسلام ، يصوم يوما ويفطر يوما ) : ليتقوى بيوم الفطر على يوم الصيام ، فلما كبر رضي الله عنه شق عليه ذلك ، شق أن يصوم يوما ويفطر يوما فقال : ( ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ثم صار يصوم خمسة عشر يوما سردا ، ويفطر خمسة عشر يوما سردا ، لأنه عجز أن يصوم يوما ويفطر يوما ، أما في القيام فقال له : ( أعلى ما يكون أن ينام نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام سدس الليل ) : قسمه ثلاثة أقسام : ينام النصف ويقوم الثلث وينام السدس ، وقال : ( لا أفضل من ذلك ) .
فالحاصل أنه لا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه في العبادة متى تسهلت فليحمد الله ، بعض الناس في أيام الشتاء يكون عنده الماء الساخن وعنده الماء البارد ، فيتوضأ بالبارد ويترك الساخن ، يعذب نفسه ، والله عز وجل يقول : (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )) ، نعم إذا كان ما عندك إلا الماء البارد واستعملته وشق عليك فلك أجر ، أما أن تعدل عن السهل إلى الصعب طلباً للأجر فهذا ليس بصواب ، متى تسهل الأمر فافعل ، كذلك بعض الناس لو قال : أنا أريد أن أمشي على رجلي إلى الحج لأنه أصعب من المشي بالسيارة ، قلنا : هذا خطأ إذا سهل الله عليك العبادة فافعل .
أو قال الإنسان : أنا بقرأ على نور ضعيف ولا أقرأ على نور قوي لأن القراءة على النور الضعيف أصعب نقول : هذا غلط أيضا كلما سهلت العبادة فافعل ما تيسر ولكن لا تقصر ، أما إذا عاد إذا لا يمكن إلا مع التعب فهذا الأمر إلى الله ومتى تعبت في العبادة فلك أجر ، والله الموفق .
4 - شرح حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا أشرفنا على واد هللا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا. إنه معكم، إنه سميع قريب ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب استحباب الدعاء في السفر. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. وليس في رواية أبي داود: على ولده.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده ) رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن . وليس في رواية أبي داود : على ولده .
باب ما يدعو به إذا خاف ناسًا أو غيرَهم :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ( أنَّ رسول الله كان إذا خاف قومًا قال : اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك مِن شرورهم ) رواه أبو داود، والنسائي بإسناد صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النووي -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين * : " باب استحباب دعاء المسافر " : المسافر : هو الذي فارق وطنه ، فإنه يكون مسافرا حتى يرجع إليه ، ودعوة المسافر دعوة محتاج في الغالب ، والإنسان إذا احتاج ودعا ربه أوشك أن يستجاب له ، لأن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة المضطر ويجيب دعوة المحتاج أكثر مما يستجيب دعاء غيرهما ، ثم ذكر حديث : ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد ) :
أما دعوة المظلوم فمعناها أنه إذا ظلمك أحد فأخذ مالك أو جحد مالك عنده ، أو اعتدى عليك بضرب ، أو اعتدى عليك بغيبة ، يسبك في المجالس فهذا ظلم ، فإذا دعوت الله عليه فيه استجاب الله دعاءك ، حتى لو كان كافرا وظلمته فإنه إذا دعا الله عليك استجاب الله دعاءه ، يعني لو مثل عندك عامل كافر وظلمته ثم دعا الله عليك استجاب الله دعاءه ، لا حبا للكافر ، ولكن حبا للعدل ، لأن الله حكم عدل ، والمظلوم لا بد أن ينصف له من الظالم ، ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذاً إلى اليمن قال له : ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) : فالمظلوم دعوته مستجابة إذا دعا على ظالمه بمثل ما ظلمه أو أقل ، أما إن تجاوز فإنه يكون معتديًا فلا يستجاب له، هذه واحدة .
الثانية : دعوة المسافر إذا دعا الله عز وجل أن ييسر سفره وأن يعينه عليه أو بغير ذلك من الدعوات فإن الله تعالى يستجيب له ، ولهذا ينبغي للإنسان أن يغتنم فرصة الدعاء في السفر ، وإذا كان السفر سفر طاعة كسفر عمرة وحج فإنه يزداد ذلك قوة في إجابة الدعاء .
الثالث : دعوة الوالد في بعض ألفاظ الحديث : ( على ولده ) وفي بعض ألفاظها مطلقة : ( الوالد ) يعني سواء لولده أو عليه وهذا هو الأصح ، دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة ، أما دعوته لولده ، فلأنه يدعو لولده على وجه الشفقة والرحمة ، والراحمون يرحمهم الله عز وجل ، وأما عليه فإنه لا يمكن أن يدعو الوالد على ولده إلا باستحقاق ، إلا أنه مستحق الدعوة ، فإذا دعا عليه وهو مستحق للدعوة استجاب الله دعوته ، هذه ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد سواء كانت الأم أو الأب .
5 - باب استحباب الدعاء في السفر. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. وليس في رواية أبي داود: على ولده. أستمع حفظ
باب ما يدعو به إذا خاف ناسا أو غيرهم. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله كان إذا خاف قوما قال: ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ). رواه أبو داود، والنسائي بإسناد صحيح.
الطالب : اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ من شرورهم .
الشيخ : ( ونعوذ بك ) .
الطالب : ( ونعوذ بك من شرورهم ) .
الشيخ : ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ) : كلمتان يسيرتان إذا قالهما الإنسان بصدق وإخلاص ، فإن الله تعالى يدافع عنه ، والله الموفق .
6 - باب ما يدعو به إذا خاف ناسا أو غيرهم. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله كان إذا خاف قوما قال: ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ). رواه أبو داود، والنسائي بإسناد صحيح. أستمع حفظ
باب ما يقول إذا نزل منزلا.
باب ما يقول إذا نزل منزلا. عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: ( يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك أعوذ بالله من شر أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد ). رواه أبو داود.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " ( إذا سافر فأقبل الليل قال : يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من شر أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد ) رواه أبو داود " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحمن :
هذان الحديثان في بيان ما يقوله الإنسان إذا كان مسافرا ونزل منزلا ، بل في حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( مَن نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
قوله : ( مَن نزل منزلا ) : يشمل من نزل منزلا في السفر إذا كان مسافرا ثم نزل ليستريح لغداء أو عشاء أو نوم أو غير ذلك فإنه إذا نزل يقول : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، ومعنى أعوذ أي : أعتصم بكلمات الله التامات ، وكلمات الله التامات : تشمل كلماته الكونية وكلماته الشرعية ، فأما كلماته الكونية : فهي التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) : فيحميك الله تعالى بكلماته الكونية ، يدافع عنك ما يضرك إذا قلت هذا الكلام : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) .
كذلك الكلمات الله الشرعية وهي الوحي فإن كلمات الله الشرعية وهي الوحي فيها وقاية من كل سوء وشر ، وقاية من الشر قبل نزوله ، وله بعد نزوله :
أما قبل نزوله فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .
وأما بعد نزول الشر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أن الفاتحة إذا قُرئ بها على المريض أو على اللديغ فإنه ينتفع بها ، حتى إن الصحابي رضي الله عنه لما قرأ على سيد القوم الذي لُدغ ، لما قرأ عليه سورة الفاتحة قام كأنما نُشط من عقال يعني : أنه برأ حالا لأن القرآن شفاء : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) : فاحرص يا أخي المسلم إذا نزلت منزلا في بر أو بحر ، أو منزلا اشتريته كبيت وما أشبه ذلك ، فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضرك شيء حتى ترتحل من منزلك ذلك ، والله الموفق .
8 - باب ما يقول إذا نزل منزلا. عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: ( يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك أعوذ بالله من شر أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد ). رواه أبو داود. أستمع حفظ
باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( السفر قطعة من العذاب؛ يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى أحدكم نَهمَته من سفره فليعجل إلى أهله ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * فيما يتعلق بالسفر : " باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته " :
وذلك أن المسافر إذا سافر فإنه يترك أهله ، وربما يحتاجون إليه في التربية والتعليم والرعاية وغير ذلك ، وربما يحدث لهم أشياء توجب أن يكون راعيهم عندهم ، فلهذا أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث الذي ذكره المؤلف : أن الإنسان إذا قضى نهمته من سفره فليرجع إلى أهله . وقال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث : ( إن السفر قطعة من العذاب ) : يعني بذلك عذاب الضمير وعذاب الجسم ولاسيما في الزمن السابق ، حيث الأسفار تكون على الإبل ويكون فيها مشقات كبيرة وخوف وبرد في الشتاء ، وحر في الصيف ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( إنه ) أي السفر ( قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ) : لأنه مشغول البال ، ولا يأتيه الطعام والشراب كالوجبات العادية وكذلك في النوم ، فإذا كان كذلك ، فليرجع الإنسان إلى الراحة إلى أهله وبلده ليقوم على أهله بالرعاية والتأديب وغير ذلك .
وفي هذا دليل على أن إقامة الإنسان في أهله أفضل من سفره إلا أن يكون هناك حاجة ، ووجهه : أن أهله يحتاجون إليه ، ولهذا لما قدم مالك بن الحويرث ومعه نحو عشرين رجلا من قومه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأقاموا عنده نحو عشرين ليلة ، ورأى أنهم قد اشتاقوا إلى أهلهم قال : ( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم وأدبوهم ) : فدل ذلك على أن الإنسان لا ينبغي أن يغيب عن أهله إلا بقدر الحاجة ، وإلا فليرجع هذا هو الأفضل ، والله الموفق .
9 - باب استحباب تعجيل المسافر الرجوع إلى أهله إذا قضى حاجته. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( السفر قطعة من العذاب؛ يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب استحباب القدوم على أهله نهارا وكراهته في الليل لغير حاجة. عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلا ). وفي رواية أن رسول الله نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية. متفق عليه.
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب القدوم على أهله نهارا وكراهته في الليل لغير حاجة :
عن جابر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقنَّ أهله ليلا ) .
وفي رواية : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا ) متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلا ، وكان يأتيهم غدوة أو عشية ) متفق عليه .
باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره ، وصلاته فيه ركعتين :
عن كعب بن مالك رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان البابان مِن آداب السفر :
الباب الأول : أن الإنسان إذا غاب عن أهله وطالت غيبته فلا يطرقهم ليلا أي : لا يأتيهم في الليل إلا لحاجة أو إعلام ، الحاجة : مثل أن يحصل عليه في السفر مشقة لو انتظر إلى الصباح مثلا ، فهذه حاجة ، يقدم عليهم في الليل ولا حرج ، وكذلك أيضا إذا كان قد أعلمهم قال : إنه سيقدم عليهم الليلة الفلانية فلا بأس أن يقدم عليهم ليلا ، أما إذا كان قد أطال الغيبة فإنه لا يطرقهم ليلا ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علل ذلك فقال : ( لكي تمتشط الشَّعِثَة وتستحد المغيبة ) : يعني معناه لأجل أن المرأة تتجمل وتتزين لزوجها لئلا يقدم عليها وهي شعثة غير ماشطة ، أو لم تستحد أي : لم تحلق عانتها ، فلهذا قيَّد المسألة بما إذا طال السفر ، أما إذا لم يطل السفر كسفر يوم أو يومين أو ما أشبه ذلك فلا حرج عليه أن يقدم إلى أهله متى شاء .
والحاصل أنه إذا أطال الغيبة فلا يقدم على أهله ليلا إلا لحاجة أو إذا كان قد أعلمهم بذلك ، فقال : سآتي في الطائرة الفلانية في الليلة الفلانية فلا بأس .
10 - باب استحباب القدوم على أهله نهارا وكراهته في الليل لغير حاجة. عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال: ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلا ). وفي رواية أن رسول الله نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية. متفق عليه. أستمع حفظ
باب استحباب ابتداء القادم بالمسجد الذي في جواره وصلاته فيه ركعتين.
شرح حديث عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين. متفق عليه.
12 - شرح حديث عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين. متفق عليه. أستمع حفظ
باب تحريم سفر المرأة وحدها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها ). متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) فقال له رجل: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ؟ قال: ( انطلق فحج مع امرأتك ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تحريم سفر المرأة وحدها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها ) متفق عليه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، فقال له رجل : يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة ، وإني اكتُتبت في غزوة كذا وكذا ؟ قال : انطلق فحج مع امرأتك ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين : " باب تحريم سفر المرأة وحدها " : يعني بلا محرم ، وذلك أن المرأة ناقصة العقل والدين قريبة التصور ، كل إنسان يخدعها ، وكل إنسان يزل بها ، وهي فتنة ، فتنة الرجال كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنما كانت فتنة بني إسرائيل في النساء ) ، وقال : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) : فلهذا تمنع المرأة من السفر بلا محرم ، واختلف العلماء فيما إذا كان السفر قصيرًا هل تُمنع منه أو لا ؟ فمن العلماء من قال : إنها تمنع حتى من السفر القصير ، ومنهم من قال : لا تمنع إلا من السفر الطويل ، والصحيح أنها تمنع مما يسميه الناس سفرًا ، فكل ما يطلق عليه اسم سفر فإنه لا يجوز للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم خوفاً عليها من الفتنة والشر والبلاء ، ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة وحديث ابن عباس رضي الله عنهم فيما يدل على ذلك : أنه يحرم أن تسافر المرأة بلا محرم ، وظاهر الحديث أنه لا فرق بين المرأة الشابة والكبيرة والحسناء والقبيحة ، ومن معها نساء ومن لا نساء معها ، ومن هي آمنة ومَن هي غير آمنة ، الحديث عام ، وإذا قُدر أن يوجد في سفر من الأسفار السلامة يقيناً فإن ذلك لا يوجد في كل سفر، ولما كانت المسألة خطيرة منعت المرأة منعًا باتًا من السفر بلا محرم ، وقد تهاون بعض الناس اليوم في السفر بلا محرم ، ولاسيما في سفر الطائرة ، وكذلك النقل الجماعي وهذا غلط وتهاون بطاعة الله ورسوله ، فلا يحل للمرأة أن تسافر بلا محرم ولو في الطائرة ، حتى لو كان محرمها سيشيعها إلى أن تركب في الطائرة ، ومحرمها الثاني يقابلها في البلد الآخر فإن ذلك لا يجوز ، لأننا مهما قدرنا من السلامة فإنه من يركب إلى جنب هذه المرأة ؟! لأن النساء الآن في الطائرة لا يفرق بينهن وبين الرجال ، تجد المرأة إلى جانب الرجل ، لهذا نقول : إنه يحرم على المرأة أن تسافر بلا محرم في الطائرة أو في السيارة أو على الجمل أو على الحمار أو على الأرجل ، كل ذلك حرام ، والمحرم : هو من تحرم عليه تحريما مؤبدًا بنسب أو مصاهرة أو رضاع ، هذا المحرم : من تحرم عليه تحريما مؤبدا بنسب أو مصاهرة أو رضاع ، وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم فقال : (( حرِّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت )) :هؤلاء سبع من النسب ، (( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة )) : هذه من الرضاعة ، وكذلك العمة من الرضاعة والخالة من الرضاعة ، كلها محارم ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) .
أما المصاهرة فأبو الزوج وجده مِن قِبَل الأب أو الأم محرم للزوجة ، وابن الزوج وابن بنت الزوج وإن نزل كذلك أيضًا من محارم الزوجة ، فلو أن جد الزوج سافر بامرأة ابنه فإن ذلك لا بأس به لأنه محرم ولو أن ابن الزوج النازل سافر بزوجة أبيه فلا بأس لأنها محرم له ، وأما ما يظنه بعض العوام من أن الإنسان إذا أنقذ امرأة من هلاك صار محرمًا لها فهذا ليس له أصل ، يعني يقول بعض الناس : إذا غرقت امرأة ثم جاء إنسان وأنقذها ، أو شبت حريق في البيت فجاء إنسان فأنقذها يدعي بعض العوام أنه يصير محرما لها وهذا ليس له أصل ، غير صحيح ، المحارم سبع بالنسب وسبع بالرضاع وأربع بالمصاهرة ، أما الزوج فمعلوم أنه محرم ، لأنه زوج ، والله الموفق .
13 - باب تحريم سفر المرأة وحدها. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها ). متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) فقال له رجل: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ؟ قال: ( انطلق فحج مع امرأتك ). متفق عليه. أستمع حفظ