تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ). فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل. متفق عليه. وعنه قال: سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ). رواه مسلم. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ). رواه مسلم.
يوم القيامة تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء : إذًا كل الذراع يكون حلية مملوء ، مملوءا حلية من الذهب والفضة واللؤلؤ ، وهذا يدل على فضيلة الوضوء ، حيث تكون مواضعه يوم القيامة يُحلى بها الإنسان في الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها .
وأما الحديث الثالث : حديث عثمان رضي الله عنه ، ( ففيه أن من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه ) : تخرج خطاياه من هذا الوضوء حتى من تحت أظفاره ، وعلى هذا فالوضوء يكون سببا لكفارة الخطايا ، حتى من أدق مكان وهو ما تحت الأظفار ، وهذه الأحاديث وأمثالها يدل على أن الوضوء من أفضل العبادات ، وأنه عبادة ينبغي للإنسان أن ينوي به التقرب إلى الله عز وجل ، يعني أن يستحضر وهو يتوضأ أنه يتقرب إلى الله كما أنه إذا صلى يستشعر بأنه يتقرب إلى الله فكذلك إذا توضأ ، ويستشعر بأنه يمتثل أمر الله في قوله : (( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) ويستشعر أيضًا أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وضوئه ، وكذلك أيضا يستحضر أنه يريد الثواب ، وأنه يثاب على هذا العمل ، حتى يُتقنه ويحسنه ، والله الموفق .
1 - تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ). فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل. متفق عليه. وعنه قال: سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ). رواه مسلم. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: ( من توضأ هكذا، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب ). رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا توضأ العبد المسلم -أو المؤمن- فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خَطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نَقِياً من الذنوب ) رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في باب " بيان فضل الوضوء " : منها حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( أنه توضأ فغسل كفيه ثلاثا وتمضمض واستنشق ثلاثا بثلاث غرفات وغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثا ، ومسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، ومسح أذنيه وغسل رجليه ثلاثا إلى الكعبين ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) : وهذا شيء يسير ولله الحمد ، أن الإنسان يعمل هذا العمل ثم يغفر ما تقدم من ذنبه ، وأخذ العلماء من ذلك : " أنه يستحب لمن أسبغ الوضوء أن يصلي ركعتين ، وتسمى سنة الوضوء " ، سواء في الصباح أو في المساء في الليل أو في النهار ، بعد الفجر أو بعد العصر ، لأنها سنة لها سبب ، فإذا توضأ الإنسان نحو وضوء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه يصلي ركعتين ، ليغفر له ما تقدم من ذنبه ، وفي هذا الحديث قال : ( وكان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة ) : يعني نافلة يعني زائد على مغفرة الذنوب ، وليس معنى نافلة يعني صلاة تطوع ، قد تكون صلاة فريضة ، لكن نافلة يعني شيئا زائدا على مغفرة الذنوب ، لأن ذنوبه غفرت لوضوئه وصلاته الأولى ، فيكون مشيه للمسجد وصلاته ولو فريضة نافلة أي : زيادة ، زيادة على مغفرة الذنوب ، لأن النفل في اللغة معناه الزيادة كما قال الله تبارك وتعالى : (( ومن الليل فتهجد به نافلة لك )) .
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- حديث أبي هريرة في أن الوضوء تخرج به الخطايا : إذا غسلت وجهك خرجت خطايا وجهك مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، أو هنا للشك من الراوي ، وعلى كل حال فإن الإنسان إذا غسل وجهه خرجت خطايا وجهه ، إذا غسل يديه خرجت خطايا يديه الذي كان بطش بها ، وإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه ، حتى يخرج نقيا من الذنوب ، ولله الحمد . فهذا دليل على فضيلة الوضوء ، ولكن مَن منا يستحضر هذا الفضل ؟! فهل يكتب هذا الفضل والأجر للإنسان سواء استحضره أم لا ؟
الظاهر -إن شاء الله- أنه يكتب له سواء استحضر أو لم يستحضر ، لكن إذا استحضر فهو أكمل ، لأنه إذا استحضر هذا احتسب الأجر على الله عز وجل وأيقن أنه سيجازى ويكافأ على هذا العمل جزاء وفاقا ، بخلاف ما إذا توضأ وهو غافل ، لكننا نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكتب هذا الأجر حتى من الإنسان الغافل الذي يتوضأ على سبيل إبراء ذمته ، والله الموفق .
2 - شرح حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: ( من توضأ هكذا، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا ) قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: ( أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ) قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال: ( أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله ؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ( فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الوضوء : " عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أنَّ رجلا له خيل غُر محجلة بين ظهري خيل دُهم بهم، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله، قال : فإنهم يأتون غُرًا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض ) رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الحديث الذي أورده النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب فضل الوضوء عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : أتى المقبرة فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أو للاحقون ) : كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر نهى عن زيارة القبور ، لأن الناس حديثو عهد بشرك ، فخشي أن تتعلق قلوبهم بالقبور وتفتتن بها ، فنهى عن الزيارة ، ثم لما استقر الإيمان في قلوبهم أمرهم بالزيارة فقال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الموت ) ، وفي رواية : ( تذكر الآخرة ) ، فأمر صلى الله عليه وعلى آله وسلم بزيارتها وبين الحكمة العظيمة من هذه الزيارة ، وأنها تذكر الموت : تذكر الإنسان الذي على ظهر الأرض أنه اليوم على ظهرها وغدا في بطنها ، ولا يدري متى يكون هذا ، قد يصبح الإنسان على ظهر الأرض ويمسي في بطنها وقد يمسي على ظهر الأرض ويصبح في بطنها ، فكان في زيارة المقابر تذكير للموت أو تذكير للآخرة ، لأن الإنسان يمر بالمقبرة فإذا فكر وإذا أبوه أخوه عمه زوجته وما أشبه ذلك ، أمس كانوا معه ، يأكلون ويشربون ويتنعمون في القصور والآن هم مرتهنون في أعمالهم في القبور ، يتذكر العام الماضي في مثل هذا الوقت وهم معنا فرحون بالدنيا مغتبطون بها ، والآن غادروها وصاروا مرتهنين بأعمالهم : من يعمل خيرا يلقه ، ومن يعمل سوءا يلقه ، فهي تذكر الآخرة ، تذكر الموت حقيقة ، اخرجوا إلى المقابر انظروا : هؤلاء العالم الذين لا يحصيهم إلا الله عز وجل أو لا يحصون إلا بمشقة ، كانوا بالأمس معك والآن هم في بطن الأرض ، ولا تدري فلعلك ضجيعهم في مدة يسيرة ، فهي تذكر الموت كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ، ولهذا كان يخرج هو بنفسه إلى البقيع يزور أهل البقيع ، ويسلم عليهم عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم ، فسلم عليهم قال : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) يعني يا أهل دار قوم مؤمنين ، يسلم عليهم والظاهر -والله أعلم- أنه يسلم عليهم ويسمعونه ، إذ لا فائدة من خطاب لا يسمعه المخاطب ، لكنهم لا يستجيبون لأنهم في قبورهم ، فيسلم عليهم فيقول : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) : وصدق النبي عليه الصلاة والسلام ما من حي إلا سيلحق الميت بمشيئة الله عز وجل ، يقول : ( وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) : واختلف العلماء رحمهم الله لماذا قال : وإنا إن شاء الله بكم وهو أمر معلوم متيقن ؟! كيف يقول : إن شاء الله ؟ والصحيح أنه لا إشكال في هذا ، فإن معنى التعليق هنا : معناه أننا إذا لحقنا بكم فإنما نلحق بمشيئة الله ، متى شاء لحقناكم ، لأن الأمر أمره والملك ملكه ، هو الذي يدبر عز وجل ما شاء فيمن شاء ، أليس الله يقول : (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين )) : مع أنهم سيدخلونه ، لأن الله أكد الدخول بالقسم واللام ونون التوكيد ، ولا شك في أنهم سيدخلونه ، ولهذا لما جرى الصُلح في الحديبية على أن الرسول يرجع ولا يكمل عمرته قال له عمر : ( ألست تحدثنا أنا ندخل البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ، لكن هل أنا قلت لك هذه السنة ؟ ) : ما قلت هذه السنة ، ( وإنك آتيك ومطوف به ) : فالحاصل أن كلمة إن شاء الله هنا ليس معناها التعليق الذي يكون الإنسان فيه مترددا بين حصول الشيء وعدمه ، بل معنى التعليق : أن لحوقنا بكم ليس باختيارنا ولكنه بمشيئة الله عز وجل ، ( وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( وددت أنا لقينا إخواننا ) : تمنى أن يلقى إخوانه عليه الصلاة والسلام ، اللهم اجعلني وإياكم منهم ، تمنى أن يلقى إخوانه ، قالوا : ( يا رسول الله ألسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ) : أخص من الإخوان ، الصاحب أخ وزيادة ، والأخ أخ بلا مصاحبة ، قال : ( أنتم أصحابي ) : يعني فأنتم أخص منهم ، وهم الصحابة إخوان للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحاب له ، أما من جاؤوا بعده من المؤمنين فهم إخوانه وليسوا أصحابه .
( وددت أنا لقينا إخواننا قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي، ولكن إخواني قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) : اللهم لك الحمد ، اللهم ثبتنا على ذلك .
الطالب : آمين .
الشيخ : يؤمنون بالرسول عليه الصلاة والسلام وأنه رسول الله حقا وهم لا يرونه ، لكنهم مثل الذين يرونه قالوا : ( يا رسول الله كيف تعرفهم ؟ ) يعني وأنت لم تدركهم ؟ فضرب مثلا برجل له خيل غُر محجلة ، غر : يعني فيها بياض في رأسها ، محجلة : بياض في أرجلها ، مع خيل بهم يعني سود ليس فيها أي غرة ، هل يشتبه عليه هذا بهذا ؟ قالوا : ( لا : قال فإنكم تأتون يوم القيامة غرا محجلين ) يعني من أثر الوضوء ، ففي هذا دليل على فضيلة الوضوء ، وأن هذه الأمة يأتون يوم القيامة وهم غُر محجلون من أثر الوضوء ، غُر : يعني بيض الوجوه محجلون يعني بيض الأرجل والأيدي ، وهذا البياض بياض نور وإضاءة يعرفهم الناس يوم القيامة في هذا اليوم المشهود العظيم ، تعرف أمة هذا النبي الكريم بهذه السيما والعلامة التي ليست لغيرهم ، أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يحشرني وإياكم على هذا الوجه وأن يجعلنا من أمته ظاهرا وباطنا إنه على كل شيء قدير .
3 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا ) قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: ( أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ) قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال: ( أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله ؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ( فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ( إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط؛ فذلكم الرباط ). رواه مسلم. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان ). رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ الوضوء - ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ). رواه مسلم. وزاد الترمذي: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ).
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الوضوء : " عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) رواه مسلم .
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطُّهور شطر الإيمان ) رواه مسلم .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ -أو فيُسبغ الوضوء- ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فُتِحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) رواه مسلم .
وزاد الترمذي : ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل الوضوء ، وقد سبق أحاديث في هذا المعنى .
4 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ( إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط؛ فذلكم الرباط ). رواه مسلم. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان ). رواه مسلم. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ الوضوء - ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ). رواه مسلم. وزاد الترمذي: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ). أستمع حفظ
الكلام على زيارة النساء اللقبور.
أما إذا مرت المرأة بالمقبرة من غير أن تخرج لقصد الزيارة فلا بأس أن تقف وتسلم وتدعو كما يدعو الرجل ، لأن هناك فرقا بين القصد وعدم القصد ، ثم ليُعلم أيضا أن أصحاب القبور مهما بلغوا من العمل الصالح والتقى لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ، ولا يملكون لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولهذا هم يدعى لهم ولا يدعون ، يدعى لهم كما سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا لهم ، ولكنهم لا يدعون ، لأنهم لا يفيدون ، وقد قال الله عز وجل : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) ، وقال تعالى : (( والذين يدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )) .
تتمة شرح حديث (... قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ... ).
إسباغ الوضوء على المكاره : يعني أن الإنسان يتوضأ ويُسبغ وضوءه على كره منه : إما لكونه فيه حُمى ينفر من الماء ، فيتوضأ على كره ، وإما أن يكون الجو باردًا وليس عنده ما يسخن به الماء ، ويكون الماء باردًا فيتوضأ على كره ، أو تكون هناك أمطار تحول بينه وبين الوصول إلى مكان الوضوء فيتوضأ على كره ، المهم أنه يتوضأ على كره ومشقة ، لكن بدون ضرر ، أما مع الضرر فلا يتوضأ بل يتيمم ، لكن يتأذى ويتوضأ على كره ، هذا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان يتقصد ويذهب يتوضأ بالبارد ويترك الساخن ، أو يكون عنده ما يسخن به ويقول : أنا لا ، لا أسخن أريد أن أتوضأ بالماء البارد ، لأنال هذا ، هذا غير مشروع لأن الله يقول : (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )) ، ( ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا واقفا في الشمس قال : ما هذا ؟ قالوا : نذر أن يقف في الشمس فنهاه عن ذلك وأمره أن يستظل ) ، فالإنسان ليس مأمورا ولا مندوبا إلى أن يفعل ما يشق عليه ويضره ، بل كلما سهلت عليه العبادة فهو أفضل ، لكن إذا كان لا بد من الأذى والكُره فإنه يؤجر على ذلك ، لأن هذا بغير اختياره .
كذلك كثرة الخطا إلى المساجد : فيه دليل على أن الجماعة تكون في المسجد ولا تكون في البيت ، وأن الإنسان إذا كثرت خطاه إلى المساجد ، فإنه يؤجر ويرفع الله به له الدرجات ، ويمحو عنه الخطيئات ، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أن الرجل إذا توضأ في بيته فأسبغ الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة ) : وهذه نعمة عظيمة ، فإذا وصل المسجد وصلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ، ( تقول : اللهم صل عليه ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ) .
وكثرة الخطا يعني معناه أن يأتي الإنسان إلى المسجد ولو من بعد ، وليس المعنى أن يتقصد الطريق البعيد ، أو المعنى أن يقارب الخطا ، لا ، هذا غير مشروع ، يمشي على عادته ولا يتقصد البعد ، يعني مثلا لو كان بينه وبين المسجد طريق قريب وطريق بعيد لا يتقصد أن يذهب من البعيد ، لكن إذا كان بعيدا ولا بد أن يمشي للمسجد فإن كثرة الخطا إلى المساجد مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات .
وأما الثالث فانتظار الصلاة بعد الصلاة : بمعنى أن الإنسان إذا فرغ من هذه الصلاة يتشوف إلى الصلاة الأخرى ، فرغ من صلاة العصر ينتظر بقلبه صلاة المغرب ، فرغ من صلاة المغرب ينتظر بقلبه صلاة العشاء ، وهكذا يكون قلبه معلقا بالمساجد ، كلما فرغ من صلاة إذا هو ينتظر الصلاة الأخرى ، هذا أيضا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات .
قال : ( فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) : يعني المرابطة على الخير وهو داخل في قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) .
ثم ذكر المؤلف حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الطُّهور شطر الإيمان ) ، ( الطُّهور شطر الإيمان ) يشمل طهور الماء وطهور التيمم وطهارة القلب من الشرك والشك والغل والحقد على المسلمين وغير ذلك مما يجب التطهر منه ، فهو يشمل الطهارة الحسية والطهارة المعنوية .
( شطر الإيمان ) : نصفه ، والنصف الثاني : هو التحلي بالأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة ، لأن كل شيء لا يتم إلا بتنقيته من الشوائب وتكميله بالفضائل ، فالتكميل بالفضائل نصف ، والتنقية من الرذائل نصف آخر ، ولهذا قال : ( الطُّهور شطر الإيمان ) ، وأما شطره الثاني فهو التكميل بالأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة .
ثم ذكر المؤلف آخر ما ختم به الباب حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( أن الرجل إذا أسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فإنها تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) ، وكذا وزاد الترمذي رحمه الله : ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) : هذه الأحاديث في فضائل الوضوء ، والمؤلف لم يستوعب كل حديث ورد في ذلك لكن لو لم يكن من فضائله إلا حديث واحد لكفى به دعوة إلى الوضوء وإحسانه وإسباغه ، وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .
باب فضل الأذان. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول. ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل الأذان :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب الأذان " : يعني في فضله وما ورد فيه ، والأذان : هو الإعلام بالصلاة ، أي : بدخول وقتها إن كانت مما يقدم ، أو بفعلها إن كان مما يؤخر ، هذا هو الأذان ، يعني ينادي الإنسان فيعلم الناس بأن الوقت قد دخل في صلاة المغرب وفي صلاة الفجر وفي صلاة العصر وفي صلاة الظهر إلا أن يبردوا بها ، فالأذان عند حلول فعلها ، وكذلك في أذان العشاء إذا أعتموا بها وأخروها فالأذان كذلك يؤخر ، وإلا فإنه يؤذن عند دخول الوقت ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) .
والأذان المشروع هو الذي يؤذن للصلوات الخمس ، وفُرض في السنة الثانية من الهجرة ، بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة شُرع الأذان ، واختلف الصحابة حين تشاوروا كيف يُعلم بدخول وقت الصلاة فقال بعضهم : نوقد نارًا ، نارًا عظيمة يعرف الناس أن الوقت قد دخل ، وقال بعضهم : بل نضرب بالناقوس ، الناقوس الذي يشبه الجرس وهو الذي ينادي به النصارى لصلواتهم ، وقال آخرون : بل ننفخ بالبوق كما يفعل اليهود ، وكل هذا كرهه النبي عليه الصلاة والسلام ، ( فرأى رجلٌ من الصحابة -وهو عبد الله بن زيد- رأى رجلا في المنام وفي يده ناقوس قال له : أتبيع هذا ؟ قال : وماذا تصنع به ؟ قال : أُعلِم به للصلاة قال : أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ قال : بلى ، فقرأ عليه الأذان ، وقرأ عليه الإقامة ، فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبره بالخبر ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إنها لرؤيا حق ، ثم علمه بلال فأذن به ) : بهذا الأذان المعروف ، ولما كان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكثر الناس ، جعل أذانًا أول للجمعة قبل الأذان الثاني الذي هو عند حضور الإمام ، فكان في يوم الجمعة أذانان : أذان أول وأذان ثاني ، وفي رمضان أمرَ النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا أن يؤذن في آخر الليل إذا قرب وقت السحور ، أمره أن يؤذن ، وقال : ( إن بلالا يؤذن بليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) : فصار عندنا الفجر لها أذان أول ، ولكن ليس لها ، بل لأجل الإعلام بأن وقت السحور قد حل ، والجمعة لها أذان أول من سنة عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أُمرنا باتباع سنتهم ، قال بعض المتحذلقين الذين يدَّعون أنهم سلفيون سنيون قالوا : إنَّ أذان الجمعة الأول لا نقبله ، لأنه بدعة لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهذا القول منهم قدح للنبي عليه الصلاة والسلام ، وقدح بالخلفاء الراشدين ، وقدح بالصحابة رضي الله عنهم ، فالمساكين هؤلاء وصلوا إلى هذا الحد من حيث لا يعلمون ، أما كونه قدحاً بالرسول عليه الصلاة والسلام ، فلأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) ، وبإجماع المسلمين أن عثمان من الخلفاء الراشدين رضي الله عنه . وأما كونه قدحًا بالخلفاء الراشدين فهو قدح في عثمان رضي الله عنه وهو من الخلفاء الراشدين ، والقادح في واحد منهم قادح في الجميع ، كما أن المكذب للرسول الواحد مكذب لجميع الرسل .
وأما كونه قدحا بالصحابة ، فلأن الصحابة لم ينكروا على عثمان رضي الله عنه مع أنه لو أخطأ لأنكروا عليه كما أنكروا عليه الإتمام في منى في الحج ، لكن في أذان الجمعة الأول لم ينكروا عليه ، فهل هؤلاء المتحذلقون الخالفون أعلم بشريعة الله وبمقاصد الشريعة من الصحابة ؟ !
لكن صدق رسول الله : ( أنَّ آخر هذه الأمة يلعن أولها ) والعياذ بالله ويقدح فيهم ، فالأذان الأول للجمعة أذان شرعي بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبسنة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ، وبإجماع الصحابة الإجماع السكوتي ، ولا عذر لأحد ، وقطع الله لسان من يعترض على خلفائنا خلفاء هذه الأمة الراشدين وعلى الصحابة .
قد يقول قائل : لماذا لم يشرعه الرسول عليه الصلاة والسلام والجمعة موجودة في عهده ؟ والجواب : أن السبب هو أن الناس في عهد عثمان كثروا واتسعت المدينة ، واحتاجوا إلى أذان ينبههم يكون قبل الأذان الأخير الذي عند مجيء الإمام ، فكان من الحكمة أن يؤذن .
وعثمان رضي الله عنه بنى على أساسه ، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام يأمر بلالا أن يؤذن في آخر الليل لا لأن الصلاة حلَّت ، صلاة الفجر ، ولكن ليوقظ النائم ويرجع القائم فهو مقصد شرعي ، ولا إشكال في شرعية الأذان الأول ليوم الجمعة .
إذًا فالأذان الأول ليوم الجمعة مشروع بسنة الخلفاء الراشدين ، وإيماء سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، وإجماع الصحابة الذين أدركوا هذا ، أما الأذان في آخر الليل فإنه مشروع بسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان لإيقاظ القائم ، لإيقاظ النائم وإرجاع القائم ، لكن هل يشرع في غير رمضان ؟
نقول : لعله قياساً على فعل عثمان رضي الله عنه أن يوقظ الناس نرى أنه لا بأس به ، وها هنا مسألة ثانية : الصلاة خير من النوم ، زعم بعض المتأخرين أنها تقال في الأذان الأول الذي قبل الفجر ، وأخطئوا خطأ عظيماً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يقول الصلاة خير من النوم في أذان الفجر قال : ( إذا أذنت الأول لصلاة الصبح فقل : الصلاة خير من النوم ) ، ومعلوم أن الأذان للصلاة لا يكون إلا بعد دخول وقتها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ) .
وسُمي أذانًا أول باعتبار الإقامة إذ أن الإقامة أذان ثاني ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة ) ، وجاء في * صحيح مسلم * رحمه الله من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( فإذا أذَّن للأذان الأول للفجر ) يعني : قام يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، ( حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه لصلاة الفجر ) : وهذا صريح في أن أذان الفجر الأول هو ما يكون بعد دخول الوقت ، وأما الأذان آخر الليل فليس أذانا للفجر ، بل هو أذان للنائمين ليقوموا وللقائمين ليرجعوا ويتسحروا إذا كان ذلك في وقت الصوم ، والأذان من أفضل الأعمال ، وهو أفضل من الإمامة ، يعني أن مرتبة المؤذن في الأجر أفضل من مرتبة الإمام ، لأن المؤذن يُعلم بتعظيم الله وتوحيد الله والشهادة للرسول بالرسالة ، وكذلك أيضًا يدعو الناس إلى الصلاة وإلى الفلاح في اليوم والليلة خمس مرات أو أكثر ، والإمام لا يحصل منه ذلك .
( والمؤذن لا يسمع صوته شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة ) ، ولهذا كانت الأذان مرتبته في الشرع أعلى من مرتبة الإمامة ، فإن قال قائل : إذا كان كذلك لماذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤذن ولا الخلفاء الراشدون ؟ أجاب العلماء عن هذا : " بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والخلفاء الراشدين كانوا مشغولين بمصالح العباد " ، لأنهم خلفاء أئمة يدبرون الأمة ، والأذان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ليس كالأذان في وقتنا ، الآن إذا أراد الإنسان أن يؤذن ليس عليه إلا أن ينظر إلى الساعة ويعرف أن الوقت حل أو لم يحل ، لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يراقبون : يراقبون الشمس ويتابعون الظل حتى يعرفوا أن الشمس قد زالت ، ثم كذلك أيضا يراقبونها حتى يعرفوا أنها غربت ، ثم يراقبون الشفق ثم يراقبون الفجر ففيه صعوبة ، صعوبة عظيمة ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون لا يتولون الأذان، لا لأن فضله أقل من الإمامة ولكن لأنهم مشغولون بما هم فيه عن الأذان ، وقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضيلته : ( بأن الناس لو يعلمون ما فيه ، ما في النداء ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) : سبحان الله !! تعرفون معنى هذا يعني لو يعلم الناس ما في النداء من الفضل والأجر لكانوا يطقون قرعة ، أيهم الذي يؤذن ؟ بينما الناس الآن مع الأسف يتدافعونه أذن يا فلان أذن يا فلان أذن قال : والله صوتي ما هو بجيد يمكن صوتي فيسمع الذي عندهم راح يؤذن ناس بعيدين ، لكن الشيطان يثبطهم عن فعل الخير ، وها هو النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( لو لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه ) : يعني يطقون قرعة أيهم الذي يؤذن ، لاستهموا ، فينبغي إذا كنت في رحلة أن تحرص على أن تكون أنت المؤذن ، لكن معلوم أن الرحلة لها أمير الرحلة سواء سفر أو نزهة لا بد أن يكون هناك أمير ، فإذا رتب الأمير شخصا أنت يا فلان المؤذن فليس لأحد أن يتقدم ويؤذن ، لأنه صار مؤذنا راتبا ، وكذلك إذا قال أنت الإمام لأحدهم صار هو الإمام ، ولا أحد يتقدم عليه ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه إلا بإذنه ) ، وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .
7 - باب فضل الأذان. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول. ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة. رواه مسلم. وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك - أو باديتك - فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له : ( إني أراك تُحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك - أو باديتك - فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة ) ، قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذان حديثان ساقهما المؤلف -رحمه الله- في * رياض الصالحين * في باب فضل الأذان :
عن معاوية رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) : إذا بُعث الناس فإن المؤذنين يكون لهم ميزة ليست لغيرهم ، وهم أنهم أطول الناس أعناقا ، فيعرفون بذلك تنويها بفضلهم وإظهارًا لشرفهم .
8 - شرح حديث عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة. رواه مسلم. وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك - أو باديتك - فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري. أستمع حفظ